( تنبيه الكلام الشيخ غير واضح في بداية هذا الوجه )
فالحق وصف الرب وهو صراطه الـ***هادي إليه لصاحب الإيمان
وهو الصراط عليه رب العرش أيـ***ضا وذا قد جاء في القرآن
الشيخ : ... ثم أمر ... بالتحلي بالإنصاف ، الإنصاف أن يقول الإنسان العدل ولو على نفسه ... ولا يتعصب تبين أنه ، أي الإنصاف ... وصدق رحمه الله ... واضح ثم بعد ذلك أمر بأن يجعل الإنسان شعاره دائماً خشية الله ،والنصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يتمسك بحبل الله وقوته وأن يتوكل عليه غاية التكلان حتى يصل إلى ... . القارئ : " فالحق وصف الرب وهو صراطه الـ *** هادي إليه لصاحب الإيمان وهو الصراط عليه رب العرش أيـ *** ضا وذا قد جاء في القرآن " . الشيخ : الحق وصف الله عز وجل (( ذلك بأن الله هو الحق )) وكذلك أيضاً الحق هو صراطه الهادي إليه لأن الله تعالى وصف الصراط الهادي إليه بأنه حق فقال تعالى : (( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يُتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى )) فهو الحق وهو الهادي إلى الحق وصراطه أيضا هو الحق فهذه ثلاثة أمور فالله تعالى هو الحق والحق وصفُه ويهدي يعني يهدي عباده ... وصراطه الموصل إليه هو الحق .
القراءة من قول الناظم: والحق منصور وممتحن فلا..إلى قوله.. فأتت هنا كان لدى الديان
القارئ : " والحق منصور وممتحن فلا *** تعجب فهذي سنة الرحمن وبذاك يظهر حزبه من حربه *** ولأجل ذاك الناس طائفتان " الشيخ : لا ، من حربه القارئ : "ولأجل ذاك الحرب بين الرسل ". الشيخ : أنا بعطيكم قاعدة إذا مرت ... . القارئ : " ولأجل ذاك الحرب بين الرسل والـ *** كفار مذ قام الورى سجلان لكنما العقبى لأهل الحق إن *** فاتت هنا كانت لدى الديان " .
( بيان أن الله ينصر دينه وأولياؤه)
والحق منصور وممتحن فلا*** تعجب فهذي سنة الرحمن وبذاك يظهر حزبه من حربه*** ولأجل ذاك الناس طائفتان
ولأجل ذاك الحرب بين الرسل والـ*** كفار مذ قام الورى سجلان
لكنما العقبى لأهل الحق إن *** فاتت هنا كان لدى الديان
الشيخ : هذا خيراً ... يقول رحمه الله : " والحق منصور وممتحن " يعني فليس منصوراً ... بل لا بد من محنة تدل عليه، ولا عجب في ذلك فإن هذه سنة الله عز وجل حتى يتبين بذلك حزب الله من حَرب الله، ولولا ذلك لكان الناس أمة واحدة وما تبين حزب الله من حربه ولأجل أن الحق منصور وممتحن صار الناس طائفتين ولكن العقبى لمن ؟ العقبى لأهل الحق قال الله تعالى : (( إنا لننصر رُسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار )) العقبى لأهل الحق إن فاتت في هذه الدنيا ... لدى الديان عند الله، العقبى لهم على كل حال إما في الدنيا، وإما في الآخرة ، أما أن يُفقد النصر فهذا شيء ممتنع كما سمعتم الآية (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )) على أني ... أقول إن النصر ليس نصر شخص ولكن نصر الطريق الذي ينتهجه فإذا قُدر أن الإنسان قضى الله عليه في الدنيا قبل أن يشاهد النصر أي نصر ما كان عليه فإنه سوف ينتصر بعد ذلك ينتصر منهجه ويقوم ما دام هو المنهج الذي جعله الله لعباده ولهذا نقول إن انتصار المسلمين بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم انتصار للرسول أليس كذلك ؟ وإن كان بعد وفاته ويدل لهذا أن هرقل عظيم الروم لما حدثه أبو سفيان بما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام من الدعوة إلى الحق ويش قال لأبي سفيان ؟ قال : ( إن كان ما تقول حقا فسيملك ما تحت قدمي هاتين ) هرقل قال لأبي سفيان : ( إن كان ما تقول حقا فسيملك ما تحت قدمي هاتين ) لكن هل الرسول ملك ما تحت قدميه ؟ الطالب : نعم الشيخ : ملك لكن لا بشخصه ولكن بشرعه ومنهاجه فالمهم أن المؤلف رحمه الله يقول ... وأن نتأسى بمن سبق لأن الحق منصور وممتحن لأنه إذا لم ينتصر في الدنيا كان في الآخرة.
القراءة من قول الناظم: واجعل لقلبك هجرتين ولا تنم..إلى قوله.. العدل قد جاءت به الحكمان
القارئ : " واجعل لقلبك هجرتين ولا تنم *** فهما على كل امرئ فرضان فالهجرة الأولى إلى الرحمن بالـ *** إخلاص في سر وفي إعلان فالقصد وجه الله بالأقوال وال *** أعمال والطاعات والشكران فبذاك ينجو العبد من إشراكه *** ويصير حقا عابد الرحمن والهجرة الأخرى إلى المبعوث بالـ *** حق المبين وواضح البرهان فيدور مع قول الرسول وفعله *** نفياً وإثباتاً بلا روغان ويحكم الوحي المبين على الذي *** قال الشيوخ فعنده حكمان" الشيخ : حَكَمان القارئ : " ويحكم الوحي المبين على الذي *** قال الشيوخ فعنده حَكَمان لا يحكمان بباطل أبداً وكل *** العدل قد جاءت به الحكمان" الشيخ : الحَكَمان القارئ : " لا يحكُمان بباطل أبداً وكل *** العدل قد جاءت به الحَكَمان وهما كتاب الله أعدلُ حاكم *** فيه الشفا وهداية الحيران " .
(التعليق على هذه الأبيات )
واجعل لقلبك هجرتين ولا تنم*** فهما على كل امرئ فرضان
فالهجرة الأولى إلى الرحمن بالـ*** إخلاص في سر وفي إعلان
فالقصد وجه الله بالأقوال وال*** أعمال والطاعات والشكران
فبذاك ينجو العبد من إشراكه*** ويصير حقا عابد الرحمن
والهجرة الأخرى إلى المبعوث بالـ*** حق المبين وواضح البرهان فيدور مع قول الرسول وفعله*** نفيا وإثباتا بلا روغان
ويحكم الوحي المبين على الذي*** قال الشيوخ فعنده حكمان
لا يحكمان بباطل أبدا وكل*** العدل قد جاءت به الحكمان
الشيخ : ... أعدلَ أو أعدلُ ؟ ... وعلى هذا تكون أعدلَ أرجح من أعدلُ وإن كان أعدلُ لها وجه ... خبر كان ... .
القراءة من قول الناظم: وهما كتاب الله أعدل حاكم..إلى قوله.. يهوي إلى قعر الحضيض الداني
القارئ : " وهما كتابُ الله أعدلَ حاكم *** فيه الشفا وهداية الحيران والحاكمُ الثاني كلام رسوله *** ما ثَم غيرهما لذي إيمان فإذا دعوك لغير حكمهما فلا *** سمعا لداعي الكفر والعِصيان قل لا كرامة لا ولا نعمى ولا *** طوعاً لمن يدعو إلى طُغيان وإذا دُعيت إلى الرسول فقل لهم *** سمعاً وطوعا لست ذا عصيان وإذا تكاثرت الخصوم وصيحوا *** فاثبت فصيحتهم كمثل دخان يرقى إلى الأوج الرفيع وبعدَه *** يهوي إلى قعر الحضيض الداني هذا وإنّ قتال حزب الله بالـ *** أعمال لا بكتائب الشُّجعان " .
( التعليق على هذه الأبيات )
وهما كتاب الله أعدل حاكم*** فيه الشفا وهداية الحيران
والحاكم الثاني كلام رسوله*** ما ثم غيرهما لذي إيمان
فإذا دعوك لغير حكمهما فلا*** سمعا لداعي الكفر والعصيان
قل لا كرامة لا ولا نعما ولا***طوعا لمن يدعو إلى طغيان وإذا دعيت إلى الرسول فقل لهم*** سمعا وطوعا لست ذا عصيان
وإذا تكاثرت الخصوم وصيحوا*** فاثبت فصيحتهم كمثل دخان
يرقى إلى الأوج الرفيع وبعده*** يهوي الى قعر الحضيض الداني
الشيخ : طيب المؤلف رحمه الله يقول : " اجعل لنفسك هجرتين " هجرتين الأولى: هجرة إلى الله والثانية هجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعرف الهجرة معناها الترك يعني اترك كل شيء إلا إلى هذين الشيئين وهما إلى الله ورسوله اجعل لنفسك هجرتين الأولى إلى الله والثانية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الهجرة إلى الله بماذا ؟ بالإخلاص لا تَقصد سواه أبداً ولهذا قال رحمه الله : " فالقصد وجه الله بالأقوال وال *** أعمال والطاعات والشُّكران " بهذه الهجرة تنجو أي تنجو من الشرك لأنك أخلصت القصد أما الهجرة الثانية : فهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اتباعه وعَدم الروغان عن هديه لا تقدما ولا تأخرا ولا يمنة ولا يسرةً وبهذه الهجرة تسلم من إيش؟ من الابتداع بهذه الهجرة تسلم من الابتداع ، فهتان الهجرتان يجب على كل مسلم أن يجعل لقلبه هاتين الهجرتين . طيب ومن حكم ...كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا قيل ... إلى غير كتاب الله وسنة رسوله فقل لا سمعا ولا طاعة لداعي الطغيان قال المؤلف : داعي الطغيان موافقة لقوله تعالى : (( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به )) فكل ما سوى الله ... ورسوله فهو فهو طغيان طيب إذا فتح الله عليهم الذين ... الكتاب والسنة ... وشبههم بالدخان تعلو أصواتهم وضجيجهم وكلماتهم ودعاياتهم إلى أوج ... وفي النهاية تهبط إلى الحضيض الداني أو تأخذه الرياح يميناً وشمالاً ثم قال المؤلف : ... . القارئ : والله ما فتحوا البلاد بكثرة الشيخ : هذا وإن
القراءة من قول الناظم: هذا وإن قتال حزب الله..إلى قوله.. الآراء بل بالعلم والايمان
القارئ : " هذا وإن قتال حزب الله بالـ *** أعمال لا بكتائب الشجعان والله ما فتحوا البلادَ بكثرة *** أنى وأعداهم بلا حُسبان وكذاك ما فتحوا القلوب بهذه الـ *** آراء بل بالعلم والإيمان " .
( بيان حقيقة قتال أهل السنة لأهل البدع )
هذا وإن قتال حزب الله بالـ*** أعمال لا بكتائب الشجعان والله ما فتحوا البلاد بكثرة*** أنى وأعداهم بلا حسبان
وكذاك ما فتحوا القلوب بهذه الـ*** آراء بل بالعلم والايمان
الشيخ : هذا صحيح هذا فيه رد على من قال إن المسلمين فتحوا البلاد بالسلاح والحرب وهذا قول أعداء المسلمين لأنهم إذا قالوا هكذا فمعناه أن المسلمين طُغاة معتدون فتحوا البلاد بقوة السلاح وهذا ما قاله إلا أعداؤنا من المستشرقين وأذنابهم وإنما فتحوا البلاد بماذا ؟ بالعَمل وفتحوا القلوب بالعِلم العمل إذا رأوا إذا رأى الكفار في عهد الصحابة ما عليه طغاتُهم وولاتهم من استعبادهم واستذلالهم ورأوا ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم وأن أميرهم السلطان الأعلى فيهم ثوبه مرقع ينام في المسجد على كثيب من الرمل وليس عنده حارس نعم ويتكلم عليه الصغير والكبير ويخطب الناس فترد عليه المرأة وما أشبه ذلك هل النفوس بفطرتها الأصيلة تقبل هؤلاء ولا ترفضهم ؟ تقبلهم والله تنفتح قلوبهم قبل انفتاح البلدان هذه الأعمال الجليلة والأخلاق الفاضلة فتحت البلاد لا بكثرة العدد ولا بقوة العدة لو قارنا بين كثرة العدد وقوة ... أيهما أكثر الأعداء أضعاف مضاعفة بلا حسبان وكذلك في العدة ولكن فتحوا البلاد بهذه الأعمال، وفتحوا القلوب بماذا بالعلم والإيمان لا ... نعم .
القراءة من قول الناظم: وشجاعة الفرسان نفس الزهد في..إلى قوله.. شدت ركائبه إلى الرحمن
القارئ : " وشجاعة الفرسان نفس الزهد في *** نفسٍ وذا محذور كل جبان وشجاعة الحكام والعلماء زهـ *** ـد في الثناء من كل ذي بطلان فإذا هما اجتمعا لقلب صادق *** شُدت ركائبه إلى الرحمن " .
( التعليق على هذه الأبيات )
وشجاعة الفرسان نفس الزهد في*** نفس وذا محذور كل جبان وشجاعة الحكام والعلماء زهـ***ـد في الثنا من كل ذي بطلان
فإذا هما اجتمعا لقلب صادق*** شدت ركائبه إلى الرحمن
الشيخ : شوف هذا التعريف للشجاعة لا تكاد تجده، ما هي الشجاعة ؟ زهد الإنسان في نفسه إذا زهدت في نفسك فهذه الشجاعة شجاعة يقول المؤلف: " شجاعة الفرسان نفس الزهد في***" لأن الإنسان إنما يجبن ... خوفا من إيش ؟ من القتل والموت فإذا زهد في نفسه لا يهمُه فهذا هو الشجاعة، زهادة الإنسان في نفسه هي الشجاعة طيب الحكام والعلماء ما هي شجاعتهم ؟ ... لأن العمل غير ... زهادة العالم وزهادة الحكام هو أن يذهب ، شجاعة، شجاعة الحاكم والعالم هو أن يزهد في الثناء إذا رأى الإنسان ثناء الناس عليه ضيع ... صار ... فإذا رأى أن الثناء عليه يكون في ... ثناء الناس عليه لا يبالي ... أثنوا علي أو... ما يهمني أنا أقول هذا الحرام ... فالشجاعة الحكام والعلماء في أي شيء ؟ في الزهد في الثناء شجاعة الحكام ... .
القراءة والتعليق:
واقصد إلى الأقران لا أطرافها*** فالعز تحت مقاتل الأقران
القارئ : " واقصد إلى الأقران لا أطرافها *** فالعز تحت مقاتل الأقران " . الشيخ : وهذه أيضا فتنة إذا أردت أن تبين هزيمة خصمك لا تذهب إلى العوام ، العوام مو ... لا تذهب إلى العوام ، اذهب إلى الأقران العلماء وجادلهم وناظرهم حتى ينهزم أمام عوامه وحينئذ يمشي، صح ولا لا ؟ لأن العامة ما يمكن ... أبدا ... ولهذا يقول ... يقول : " اقصد إلى الأقران لا أطرافها " لا تأت الحواشي ... لكن انظر إلى أقرانك الذين هم مثلك العلماء وناظرهم حتى ينهزموا أمامك وبالتالي ينهزموا أمام عَوامِهم أما أن تأتي |إلى العوام فلا تفكر أبدا ولا ... وهذه من الحكم التي أرشد إليها رحمه الله ... . الطالب : ... . الشيخ : نعم . الطالب : ... . الشيخ : لا بعضها ... .
القراءة من قول الناظم: واسمع نصيحة من له خبر بما..إلى قوله.. قد شاء من غي ومن إيمان
القارئ : واسمع نصيحة من له خبَر بما *** الشيخ : خُبْر القارئ : " واسمع نصيحة من له خُبْر بما *** عند الورى من كثرة الجولان ما عندهم والله خير غير ما ". الشيخ : غيرُ ما القارئ : غيرُ الشيخ : يصلح الظاهر ... ما يصلح لأنه كان كان لكن كونه صفة أحسن نعم . القارئ : " ما عندهم والله خير غيرُ ما *** أخذوه عمن جاء بالقرآن والكل بعدُ فبدعة أو فرية *** أو بحث تشكيك ورأي فلانِ فاصدع بأمر الله لا تخش الورى *** في الله واخشاه تفز بأمان واهجر ولو كل الورى في ذاته *** لا في هواك ونخوة الشيطان" هواك ؟ الشيخ : ... أعد البيت القارئ : " واهجر ولو كل الورى في ذاته *** لا في هواك ونخوة الشيطان واصبر بغير تسخط وشكاية *** واصفح بغير عتاب من هو جان واهجرهم الهجر الجميل بلا أذى *** إن لم يكن بد من الهِجران وانظر إلى الأقدار جارية بما *** قد شاء من غَي ومن إيمان واجعل لقلبك مُقلتين كلاهما *** بالحق في ذا الخلق ناظرتان " .
( بيان أن الواجب على الإنسان الصدع بالحق ولا يخاف إلا الله مع الصبر عند الدعوة وما حكم هجر أهل البدع ونظر أهل السنة في أهل البدع )
واسمع نصيحة من له خبر بما*** عند الورى من كثرة الجولان ما عندهم والله خير غير ما*** أخذوه عمن جاء بالقرآن
والكل بعد فبدعة أو فرية*** أو بحث تشكيك ورأي فلان
فاصدع بأمر الله لا تخش الورى*** في الله واخشاه تفز بأمان
واهجر ولو كل الورى في ذاته*** لا في هواك ونخوة الشيطان
واصبر بغير تسخط وشكاية*** واصفح بغير عتاب من هو جان
واهجرهم الهجر الجميل بلا أذى*** أن لم يكن بد من الهجران
وانظر إلى الأقدار جارية بما*** قد شاء من غي ومن إيمان
الشيخ : المؤلف رحمه الله في هذه الأبيات في هذه القطعة أن الواجب على الإنسان أن يصدع بالحق ولا يخشى إلا الله عز وجل فإن الأمان في خشية الله والخوفَ كل الخوف في خشية الناس فمن خشي الله خافه الناس ومن خاف الناس وطئه الناس ولهذا قال رحمه الله : " لا تخش الورى*** في الله واخشاه تفز بأمان " وأرشد رحمه الله إلى أن الواجب الصبر من غير أن يتسخط أو يشكو لا تتسخط ولا تشكو واصبر وأما الهجر فقال : إن لم يكن منه بُد فاهجره وإلا فلا ثم أمرنا أن ننظر إلى أقدار الله عز وجل في هؤلاء المُعرضين عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأن لنا أيها الإخوة بالنسبة للمُعرضين عن كتاب الله وسنة رسوله لنا فيهم نظران : النظر الأول النظر القَدري يعني النظر إلى قدر الله عز وجل فهُنا نرحمهم ونرق لهم ونحمد الله عز وجل أن عافانا مما ابتلاهم به لأن هذا من أقدار الله عز وجل والنظر الثاني : ننظرهم بعين الأمر أي بعين الشرع وحينئذٍ نلزمهم بما يقتضيه الشرع ونجبرهم عليه ونؤدبهم عليه ونعذبهم فيه كما قال الله تعالى في الزانية والزاني قال : (( فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين )) فأنت إذا نظرت إلى هذا المخذول والعياذ بالله تأوي له تقول مسكين كيف صُد عن الهدى واتبع الهوى والردى ترق له لكن في الأمر الذي هو الشرع تُلزمه به وتؤدبه على ما فعل حتى يستقيم على أمر الله عز وجل ولهذا قال المؤلف : " وانظر إلى الأقدار " أقدار من ؟ أقدار الله سبحانه وتعالى "جارية بما قد شاء من" إيش ؟ "من غي ومن إيمان" نعم .
القراءة من قول الناظم: واجعل لقلبك مقلتين كلاهما..إلى قوله.. من خشية الرحمن باكيتان
القارئ : "واجعل لقلبك مُقلتين كلاهما *** بالحق في ذا الخلق ناظرتان فانظر بعين الحُكم وارحمهم بها *** إذ لا ترد مشيئةُ الديان وانظر بعين الأمر واحملهم على *** أحكامه فهما إذن نظران" الشيخ : ... القارئ : " واجعل لوجهك مقلتين كلاهما *** من خشية الرحمن باكيتان " .
( معنى المقلة والحث على البكاء من خشية الله وقيام الليل )
واجعل لقلبك مقلتين كلاهما*** بالحق في ذا الخلق ناظرتان فانظر بعين الحكم وارحمهم بها*** إذ لا ترد مشيئة الديان
وانظر بعين الأمر واحملهم على*** أحكامه فهما إذا نظران
واجعل لوجهك مقلتين كلاهما*** من خشية الرحمن باكيتان
الشيخ : المقلة ما هي ؟ العين يعني اجعل لقلبك عينين يعني المراد بالعينين هنا النظران واجعل لوجهك أيضا مقلتين يقول : من خشية الرحمن باكيتان وهكذا كقول القحطاني رحمه الله : " يا حبذا عينان في غسق الدجى *** من خشية الرحمن باكيتان " الله أكبر أين منا من يتصف بذلك نعم " يا حبذا عينان في غسق الدجى *** من خشية الرحمن باكيتان " أكثر الناس اليوم ينامون إلى الصباح وإذا قاموا في غسق الليل فالبُكاء قليل لكن عينان في غَسق الدجى من خشية الله سبحانه وتعالى تبكيان هذا في زمننا قليل نسأل الله يجعلنا وإياكم من هؤلاء القليل نعم فالإنسان ينبغي له أن يكون له مع الله تعالى صِلة يبكي من خشية الله سبحانه وتعالى في سجوده في قيامِه كُلما تذكر آيات الله سبحانه وتعالى أوجب له ذلك خشية له حتى يلين القلب لأن القلب إذا لم تُلينه يبقى قاسيا لأن زهرة الدنيا وزخارفها والأَصحاب وما أشبه ذلك قد يُوجبُ هذا أو بعضُه قسوة القلب فلا بد أن تتعاهد قلبك بما يلينه وأحسن ما يلينه كتاب الله عز وجل إذا قرأته بإمعان وتَدبر فإنه يلين القلب كما قال ابن عبد القوي رحمه الله: " وحافظ على درس القرآن فإنه *** يلين قلبا قاسيا مثل جلمد " الله أكبر ومصداق ذلك قوله تعالى : (( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) . القارئ : " واجعل لوجهك مقلتين كلاهما *** من خشية الرحمن باكيتان "
( رحمة الله بأهل السنة والدعوة إلى التواضع لله)
لو شاء ربك كنت أيضا مثلهم*** فالقلب بين أصابع الرحمن واحذر كمائن نفسك اللاتي متى*** خرجت عليك كسرت كسر مهان
وإذا انتصرت لها فأنت كمن بغى*** طفي الدخان بموقد النيران
والله أخبر وهو أصدق قائل*** أن سوف ينصر عبده بأمان
من يعمل السوآى سيجزى مثلها*** أو يعمل الحسنى يفز بجنان
هذي وصية ناصح ولنفسه*** وصى وبعد لسائر الإخوان
الشيخ : جزاه الله عنا خيراً ، ... ، في هذه القطعة "لو شاء ربك كنت أيضا مثلهم"مثل من ؟ مثل هؤلاء الضلال الذين ضُلوا عن الهدى لكن إذا وُفقت للهدى فلا تجعل ذلك فخرا على ربك اعرف قَدر نعمة الله عليك بذلك واعلم أن له سبحانه وتعالى أكبر المنة عليك لأنه لو شاء لأزاغ قلبك نسأل الله العافية " لو شاء ربك كنت أيضا مثلهم *** فالقلب بين أصابع الرحمن " كل العباد قلوبهم بين أصابع الرحمن عز وجل يقلبها كيف يشاء إن شاء أزاغها وإن شاء هداها ولكن الزيغ له سبب (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين )) وإذا انتصرت نعم واحذر كمائن نفسك في النفس كمائن يعني أشياء مستترة لا يعلمها إلا الله عز وجل كما قال القحطاني : والله لو علموا سريرة ، لو علموا الطالب : قبيح الشيخ : قبيح الطالب : ... الشيخ : لا لا قبيح سريرتي نعم " والله لو علموا قبيح سريرتي *** لأبى السلامَ علي من يلقاني " فالإنسان في نفسه كمائن لا يعلمها إلا الله احذر هذه الكمائن، الكمائن كثيرة قد تكون إشراكا بالله نسأل الله العافية يحب الإنسان الرياء أن يراه الناس على عمل صالح قد يكون الحسد لعباد الله وهو من خصال اليهود قد يكون كراهة أن ينتصر دين الله عز وجل أو أن ينتصر أولياء الله عز وجل قد يكون إيثار الدنيا على الآخرة قد يكون إيثار الأولاد والأزواج على الآخرة (( لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )) فالمهم إن هناك كمائن يا إخواني في القلب خفية خفية خفية تحتاج إلى تمحيص وإلى غسل القَلب من ظاهره وباطنه احرص كُلنا يستطيع أن يصلي صلاة خشوع ظاهرا يكبر فيرفع يديه يضع يديه على صدره يركع تماما يرسل تماما يقرأ تماما نعم لكن الشأن ويش عليه؟ الشأن على القلب هل القلب يتابع الجوارح نعم أو بعبارة أصح هل الجوارح هذه تابعة للقلب في إحسان العمل أو هو صورة؟ هذه مسألة كما قال ابن القيم جزاه الله خيراً : " واحذر كمائن نفسك اللاتي متى*** خرجت عليك كسرت كسر مهان " احذر هذه واجعل دائما قصدَك الوصول إلى الله عز وجل فهو غاية كل غاية أنت إذا جعلت هذا هو القصد والله تنسى الدنيا ومن فيها إذا جلعت هذا قصدُك أن تصل إلى الله أن تنصر دين الله أن تُحب في الله وتبغض في الله فإنك سوف تصل إلى الغاية التي تنسى الدنيا كلها بل تجد لذة العيش في هذه الدنيا والحياة الطيبة أما إن أتبعت نفسك الدنيا وزخارفها تبي تتعب لأن الدنيا لا يمكن أن تأتيك على ما تريد أبداً ما يمكن لكن إذا قصدتَ الله جاءك ما تريد وإذا أردت الله جاءك ما تريد يقول رحمه الله : " وإذا انتصرت لها " يعني إذا كان الإنسان يحب أن ينتصر لنفسه فقط فهذا خطأ عظيم "كمن بغى طفي الدخان بموقد النيران " اللي يقول أنا بطفي الدخان ... الرطب ها ويش يصير ؟ يمكن يطفى ولا يزيد ؟ يزيد نعم ثم قال : إن الله أخبر بأنه سوف ينصر عبده بأمان وأن من يعمل السوء يُجزى مثلها وأما من يعمل الحسنى يفز بجنان اللهم اجعلنا ممن يعملون الحسنى .
القراءة من قول الناظم:فصل وهذا أول عقد مجلس التحكيم..إلى قوله.. وهم البعيد يقول ذان اثنان
القارئ : " فصل : وهذا أول عقد مجلس التحكيم فاجلس إذن في مجلس الحكمين للر *** حمن لا للنفس والشيطان الأول النقل الصحيح وبعده الـ *** ـعقل الصريح وفطرة الرحمن واحكم إذن في رفقة قد سافروا *** يبغون فاطر هذه الأكوان فترافقوا في سيرهم وتفارقوا *** عند افتراق الطرق بالحيران فأتى فريق ثم قال وجدتُه *** هذا الوجود بعينه وعيان" الشيخ : هذا الوجودَ القارئ : " فأتى فريق ثم قال وجدتُه *** هذا الوجودَ بعينه وعِيان ما ثَم موجود سواه وإنما *** غلط اللسان فقال موجودان فهو السماء بعينها ونجومِها *** وكذلك الأفلاك والقمران وهو الغمامُ بعينه والثلج وال *** أمطارُ مع برد ومع " الشيخ : برَد القارئ : " وهو الغمامُ بعينه والثلجُ وال *** أمطارُ مع برَد ومع حُسبان وهو الهواء بعينه والماءُ والـ *** ترب الثقيل ونفسُ ذي النيران هذي بسائطه ومنه تركبت *** هذي المظاهر ما هنا شيئان وهو الفقير لها لأجل ظهوره *** فيها كفقر الروح للأبدان وهي التي افتقرت إليه لأنه *** هو ذاتُها ووجودها الحقاني وتظل تلبَسه وتخلعه وذا الـ *** إيجادُ والإعدام كل أوان ويظلُّ يلبسها ويخلعها وذا *** حُكم المظاهر كي يرى بعيان" الشيخ : ليرى القارئ :" ويظلُّ يلبسها ويخلعها وذا *** حُكم المظاهر كي يُرى بعيان " الشيخ : ... القارئ : " وتكثر الموجود كالأعضاء في ال *** " الشيخ : وتكثُر الموجودِ القارئ : " وتكثر الموجودِ كالأعضاء في ال *** محسوسِ من بشر ومن حيوان أو كالقُوى في النفس ذلك واحد *** متكثر قامت به الأمران فيكون كلاً هذه أجزاؤُه *** هذه مقالة مدعي العرفان أو أنها لتكثر الأنواع في *** جنس كما قال الفريق الثاني" الشيخ : أو أنها كتكثر ، نسخة حطوها نسخة . القارئ : " أو أنها كَتَكَثر الأنواع في *** جنسٍ كما قال الفريق الثاني فيكون كلياً وجزئياته *** هذا الوجود فهذه قولان إحداهما نص الفصوص وبعده *** قول ابن سبعين " الشيخ : سبعينٍ القارئ : " إحداهما نص الفصوص وبعده *** قول ابن سبعينٍ وما القولان عند العفيف التلمساني الذي *** هو غاية في الكفر والبهتان إلا مِن الأغلاط في حس وفي *** وهمٍ وتلك طبيعة الإنسان والكل شيء واحد في نفسِه *** ما للتعدد فيه من سلطان فالضيفُ والمأكولُ شيء واحد *** والوهمُ يحسب " الشيخ : يحسِب والقارئ : " فالضيفُ والمأكولُ شيء واحد *** والوهمُ يحسِب ها هنا شيئان وكذلك الموطوءُ عين الوطء وال *** وهم البعيد يقول ذا اثنان " الشيخ : ذان اثنان ، ذان اثنان القارئ : " وكذلك الموطوءُ عين الوطء وال *** وهم البعيد يقول ذان اثنان ولَربما قالا مقالته كما *** قد قال قولهما بلا فرقان " .
( بيان أن المحاكمة تكون بالنقل الصحيح والعقل الصريح )
فاجلس إذا في مجلس الحكمين للر***حمن لا للنفس والشيطان الأول النقل الصحيح وبعده الـ ***ـعقل الصريح وفطرة الرحمن
واحكم إذا في رفقة قد سافروا*** يبغون فاطر هذه الأكوان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذه، أشار المؤلف رحمه الله لما ذكر أن النصائح السابقة طلب الآن أن نجلس مجلس التحكيم ماذا نُحكم؟ أمر أن نحكم شيئين : النقل الصحيح والعقل الصريح المؤيّد بالفطرة، انتبه النقل الصحيح يعني به الكتاب وصحيح السنة ، لأن السنة فيها صحيح وضعيف العقل الصريح هو العقل السالم من الشبهات والشهوات كُلما سمعت عقلا صريحا فالمعنى أنه سالم من الشبهات والشهوات الشبهات الجهل والشهوات الإرادات السيئة فإذا وفق الله سبحانه وتعالى الإنسان علماً وحسن قصد وإرادة صار ذا عقل صريح ضدُّ ذلك العقل المبني على الجهل أو على سوء الإرادة نعم طيب هذان الحَكَمان فطرة الرحمن تُؤيد كلا الأمرين في الواقع تؤيد النقل الصحيح لأنها تَقبل ما جاء به الشرع والعقل الصريح كذلك لأنها تقبل ما دل عليه العقل .
( بيان عقيدة أصحاب وحدة الوجود ومقالتهم والكلام على ابن عربي )
فترافقوا في سيرهم وتفارقوا*** عند افتراق الطرق بالحيران فأتى فريق ثم قال وجدته*** هذا الوجود بعينه وعيان
ما ثم موجود سواه وإنما*** غلط اللسان فقال موجودان
فهو السماء بعينها ونجومها*** وكذلك الأفلاك والقمران
وهو الغمام بعينه والثلج وال*** أمطار مع برد ومع حسبان
وهو الهواء بعينه والماء والـ*** ترب الثقيل ونفس ذي النيران
هذي بسائطه ومنه تركبت*** هذي المظاهر ما هنا شيئان
وهو الفقير لها لأجل ظهوره*** فيها كفقر الروح للأبدان وهي التي افتقرت إليه لأنه*** هو ذاتها ووجودها الحقان
وتظل تلبسه وتخلعه وذا الـ***إيجاد والإعدام كل أوان
ويظل يلبسها ويخلعها وذا*** حكم المظاهر كي يرى بعيان
وتكثر الموجود كالأعضاء في ال*** محسوس من بشر ومن حيوان
أو كالقوى في النفس ذلك واحد*** متكثر قامت به الأمران
فيكون كلا هذه أجزاؤه*** هذي مقالة مدعي العرفان
أو أنها كتكثر الأنواع في*** جنس كما قال الفريق الثاني
فيكون كليا وجزئياته*** هذا الوجود فهذه قولان
إحداهما نص الفصوص وبعده*** قول ابن سبعين وما القولان
عند العفيف التلمساني الذي*** هو غاية في الكفر والبهتان
إلا من الأغلاط في حس وفي*** وهم وتلك طبيعة الإنسان
والكل شيء واحد في نفسه*** ما للتعدد فيه من سلطان
فالضيف والمأكول شيء واحد*** والوهم يحسب ها هنا شيئان
وكذلك الموطوء عين الوطء وال*** وهم البعيد يقول ذان اثنان
الشيخ : ثم ذكر المؤلف أن الخلق صاروا رُفقة خرجوا من البلد رُفقة واحدة ثم بعد ذلك تفرقوا تفرقت بهم السُّبل كل واحد راح مع طريق، كان بالأول خارجين مخرج واحد يطلبون الرب عز وجل ثم بعد ذلك تفرقوا وبدأ المؤلف رحمه الله بأشدهم شطحاً وضلالاً وهم أهل وحدة الوجود الذين على رأسهم الخبيث ابن عربي ابن عربي هو رئيس هذه الطائفة ، ذهبوا يطلبون الله قالوا وجدنا الله هو هذا الوجود ما وجدنا شيئاً آخر غير الله غير هذا الوجود هذا الوجود هو عين الله اسم الأخ حمد حمد اللي جنبه عن يمينه سليمان جنبه عن يساره ناصر هدولا شيء واحد، السماء الأرض الحمار الجمل الكلب الهر القط نعم شيء واحد ما يخالف نحن نقول شيء..