الشيخ : مذاهب القدماء وانسلِخوا من الإيمان يقول : إذا كان الأمر على هذا الوجه والعقيدة على هذا الوجه المتناقض فاتركوها دعونا نكون مطَّردين في القاعدة ، انسلِخوا من الإيمان وبهذا نعرف ضلال من قال من الناس إن الأشاعرة الذين حكموا العقل هم الذين سدوا الباب على الفلاسفة والمناطقة، ابن القيم على العكس من هذا الرأي يرى أن هؤلاء هم الذين فتحوا الباب للفلاسفة والمناطقة والملحدين قالوا : إذا كنتم متناقضين في عقيدتكم وهذه عقيدة ما هي هينة ما هو كلام يقال عقيدة كيف تثبتون الإرادة وتنفون الرحمة والباب واحد، إذن هذه عقيدة باطلة متناقضة لا نرضاها ويش نرضى على زعمهم ؟ النفي في كل شيء الكفر انسلِخوا من الإيمان والعقائد المتناقضة الفاسدة وقولوا ما نؤمن بشيء أبداً فتبين بهذا أن تناقض هؤلاء واضطرابهم هو الذي فتح للملاحدة الباب وقالوا إنسان يبني عقيدته التي عليها محياه ومماته على أمور إيش ؟ متناقضة لا يمكن انتبهوا لهذه النقطة المهمة في كلام ابن القيم رحمه الله قال : " فذروا المراء وصرحوا بمذاهب *** القدماء وانسلِخوا من الإيمان أو قاتلوا مع" مع أمة عندكم ، أنا عندي مع أئمة "أو قاتلوا مع أمة التجسيم والتشـ *** ـبيه تحت لواء ذي القرآن" من هم أمة التجسيم ؟ الطالب : أهل السنة الشيخ : السنة حتى عند الأشاعرة يقولون أنتم يا أهل السنة مجسمة إذا رأيت في كتبهم مجسمة فافهمها على طول أنهم أهل السنة والجماعة شوف الفلاسفة يقولون إما ، لكم أحد أمرين: إما انسلخوا من الأديان كلية وإلا كونوا مع أهل التجسيم والتشبيه لأن أهل التجسيم والتشبيه على زعمهم أهل السنة كلامهم غير متناقض مُطرد إثبات ما أثبته لنفسه من غير فرق بين صفة وصفة طيب يقول : " أو لا فلا تتلاعبوا بعقولكم *** وكِتابكم وبسائر الأديان فجميعها قد صرحت بصفاته *** وكلامِه وعلوه ببيان " يعني إذا لم تكونوا مع أمة التشبيه والتجسيم فأنتم مُتلاعبون بكتابكم نعم وعُقولكم وبسائِر الأديان لماذا ؟ لأنها كلها قد صرحت بصفاته وكلامِه وعلوه ببيانِ شوف الآن الفلاسفة الملاحدة يرون أن الذين ينكرون بعضاً ويثبتون بعضاً لم يحكموا العقل وأن هذا التناقض تلاعب بالعقول .
الشيخ : ثم قال : " والناس بين مصدقٍ أو جاحد *** أو بين ذلك أو شبيه أتان " كم الأقسام ؟ الطالب : أربعة الشيخ : أربعة بين مصدق كأهل السنة أو جاحد كأهل التعطيل أو بين ذلك كالأشاعرة مصدق ببعض وجاحد لبعض أو شبيه أتان ما عنده عقيدة حمار ما عنده عقيدة إطلاقاً هذا مذهب الناس هذه أقسام الناس عنده ولهذا قال : " فاصنع من التنزيه تُرسا محكما *** وانف الجميع بصنعة وبيان وكذاك لقب مذهب الإثبات *** بالتجسيم ثم احمل على الأقران فمتى سمحت لهم بوصف واحد *** حملوا عليك بحملة الفرسان " إذن يقول تترس بماذا ؟ بالجَحد خذ من التنزيه الذي هو الجحد تُرسا مُحكما وقل ننزه أن نثبت له شيئا لأننا إذا أثبتنا له شيئا شبهناه بالأجسام وانف الجميع يقول : ولا تسمح بالإقرار ولا بصفة واحدة ليش ؟ لأنك لو سمحت بصفة ألزموك بالباقي وحملوا عليك كما قال رحمه الله : "*** حملوا عليك بحملة الفرسان فصرعت صرعة من غدا متلبطا *** وسط العرين ممزق اللحمان فلذاك أنكرنا الجميع مخافة *** التجسيم إن صرنا إلى القرآن ولذا خلعنا ربقة الأديان من *** أعناقنا في سالف الأزمان " أعوذ بالله هذا الكفر بالرب عز وجل وإنكاره لأنهم رأوا الناس على هذا الحال وقالوا نتخلى ونسلم من كل شيء راح الوقت . الطالب : تكلم عن الديصانية . الشيخ : ويش هو الديصان ؟ الطالب : قوم زعموا أن طينة العالم الشيخ : أن إيش؟ الطالب : قوم زعموا أن طينة العالم كانت طينة خشنة وكانت تحاكي جسم النور الذي هو الباري عندهم زماناً فتأذى بها فلما طال ذلك عليه قصد تنحيته عنها فتحول فيها واختلط بها فتركب من بينهما هذا العالم المشتمل على الظلمة والنور . الشيخ : إي ما أدري والله ، الطالب : ... الشيخ : إي بس ما أدري والله ، صفحة ، نحن قرأنا الطوسي . الطالب : قبل . الشيخ : ما قرأنا الطوسي؟ الطالب : لا ما قرأنا الشيخ : طيب وجدت الطالب : .... الشيخ : ... فلذاك أنكرنا الجميع . الطالب : قبله بثلاثة أربع أسطر . الشيخ :"فلذاك أنكرنا الجميع مخافة *** التجسيم إن صرنا إلى القرآن " قرأنا هذا قرأنا "ولذا خلعنا" قرأناها "ولنا الأئمة كالفلاسفة الألى" . الطالب : ولنا ملوك . الشيخ : خابر خابر بعدها أيضا ولنا الأئمة قرأناها طيب خير إن شاء الله . "فلذاك أنكرنا" يلا ... فذاك أنكرنا.
القراءة من قول الناظم: فلذاك أنكرنا الجميع مخافة*** التجسيم إن صرنا إلى القرآن
ولذا خلعنا ربقة الأديان من*** أعناقنا في سالف الأزمان
ولنا ملوك قاوموا الرسل الألى***جاءوا بإثبات الصفات كمان
في آل فرعون وهامان وقا***رون ونمرود وجنكسخان
ولنا الأئمة كالفلاسفة الألى*** لم يعبأوا أصلا بذي الأديان
منهم أرسطو ثم شيعته الى*** هذا الأوان وعند كل أوان
ما فيهم من قال إن الله فو***ق العرش خارج هذه الأكوان
كلا ولا قالوا بأن إلهنا*** متكلم بالوحي والقرآن
ولأجل هذا رد فرعون على*** موسى ولم يقدر على الإيمان
إذ قال موسى ربنا متكلم*** فوق السماء وإنه متداني
وكذا ابن سينا لم يكن منكم ولا*** أتباعه بل صانعوا بدهان
وكذلك الطوسي لما أن غدا*** ذا قدرة لم يخش من سلطان
قتل الخليفة والقضاة وحاملي الـ*** قرآن والفقهاء في البلدان
إذ هم مشبهة مجسمة وما*** دانوا بدين أكابر اليونان
ولنا الملاحدة الفحول أئمة التـ*** ـعطيل والتسكين آل سنان
القارئ : " فلذاك أنكرنا الجميع مخافة *** التجسيم إن صرنا إلى القرآن ولذا خلعنا رِبقة الأديان من *** أعناقنا في سالفِ الأزمان ولنا ملوكٌ قاوموا الرسل الألى *** جاءوا بإثبات الصفات كمان " . الشيخ : ما بها ياء وجنكزخان جيم نون كاف سين خاء ألف نون . القارئ : " في آل فرعونٍ وهامان وقا *** رون ونمرودٍ وجنكز خان ولنا الأئمة كالفلاسفة الأُلى *** لم يعبأوا أصلا بذي الأديان" منهم أَرْسَطُو الشيخ : منهم أرِسْطُو القارئ : " منهم أَرِسطُو ثم شيعتُه إلى *** هذا الأوان وعند كل أوان ما فيهم من قال إن الله فو *** ق العرش خارج هذه الأكوان كلا ولا قالوا بأن إلهنا *** مُتكلم بالوحي والقرآن ولأجل هذا رَد فرعون على *** موسى ولم يقدر على الإيمان إذ قال موسى ربُنا متكلم *** فوق السماء وأنه متداني " . الشيخ : إنه . الطالب : ... الشيخ : ما يخالف الطالب : وإنه نادان الشيخ : وإنه ناداني الطالب : وأنه بفتح الهمزة الطالب : وأنه متدان الشيخ : طيب يمكن نسختان حطها نسخة وإنه ناداني، وإنه متداني . القارئ : " إذ قال موسى ربُنا متكلم *** فوق السماء وإنه مُتداني وكذا ابن سينا لم يكن منكم ولا *** أتباعه بل صانعوا بدهان وكذلك الطُوسي لما أن غدا *** ذا قُدرة لم يخش من سلطان قتلَ الخليفة والقضاة وحاملي الـ *** قرآن والفقهاء في البلدان إذ هم مُشبهة مجسمة وما *** دانوا بدين أكابر اليونان ولنا الملاحدة الفحول أئمة التـ *** ـعطيل والتسكين آل سِنان " . الشيخ : التسكين . الطالب : التعطيل ... الشيخ : التسكين معكم الشرح إيش يقول ؟ شوف شرح معكم الهراس ولا عيسى ؟ الطالب : يقول : مشبهة ومجسمة الشيخ : هاه الطالب : يقول : وما نَقَم هذا المنقم من هؤلاء إلا أنهم ... مشبهة مجسمة ثم قال : ولا ... والإلحاد وهم ممن انتسب إلى جماعتنا كذلك فحول الملاحدة من آل سيان . الشيخ : بس؟ الطالب : ... الشيخ : ما أدري معكم عيسى إيش يقول ؟ القارئ : " وَقَول النَّاظِم آل سِنَان هُوَ سِنَان الْبَصْرِيّ الَّذِي كَانَ بحصون الاسماعيلية بِالشَّام وَكَانَ يَقُول قد رفعت عَنْهُم الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْحج وَالزَّكَاة وَأما الشِّفَاء فَهُوَ من مصنفات ابْن سينا ".. الشيخ : لا خلاص ، على كل حال عندنا أئمة التعطيل والتسكين والتسكين لعل معناها ما ذَكر من أنهم يسكنون الناس ويسقطون عنهم الفرائض وأما التمثيل فلها وجه أو التشبيه لأنه لما ذكر أئمة التعطيل قال التشبيه لكن هو الآن يتكلم عن المعطلة نعم . الطالب : ذكر المشبهة . الشيخ : فيما بعد؟ . الطالب : في البيت الذي قبله، ذكر المشبهة . الشيخ : إي هو يعني أهل السنة والجماعة يقول : إن الطوسي قَتل الخليفة والقضاة وحاملي القرآن لأنهم مشبهة ومجسمة .
الشيخ : على كل حال هو يتكلم عن هؤلاء الذين عطلوا الصفات ابن سينا وأتباعُه وأئمة الكفر وقال إنهم يستدلون بقول فرعون وهامان والله عز وجل يقول عن قوم فرعون : (( وجعلناهم أئِمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا يُنصرون )) نعم .
القراءة من قول الناظم: ولنا تصانيف بها غالبتم*** مثل الشفا ورسائل الإخوان
وكذا الإشارات التي هي عندكم*** قد ضمنت لقواطع البرهان
قد صرحت بالضد مما جاء في التـ*** توراة والإنجيل والفرقان
هي عندكم مثل النصوص وفوقها*** في حجة قطعية وبيان
وإذا تحاكمنا فإن إليهم*** يقع التحاكم لا إلى القرآن
إذ قد تساعدنا بأن نصوصه*** لفظية عزلت عن الإيقان
فلذاك حكمنا عليه وأنتم*** قول المعلم أولا والثاني
يا ويح جهم وابن درهم والألى*** قالوا بقولهما من الخوران
بقيت من التشبه فيه بقية*** نقضت قواعده من الأركان
ينفي الصفات مخافة التجسيم لا*** يلوي على خبر ولا قرآن
ويقول إن الله يسمع أو يرى*** وكذاك يعلم سر كل جنان
ويقول إن الله قد شاء الذي*** هو كائن من هذه الأكوان
ويقول إن الفعل مقدور له*** والكون ينسبه إلى الحدثان
وبنفيه التجسيم يصرخ في الورى*** والله ما هذان متفقان
لكننا قلنا محال كل ذا*** حذرا من التجسيم والامكان
القارئ : " ولنا تصانيف بها غالبتم *** مثل الشفا ورسائل الإخوان وكذا الإشارات التي هي عندكم *** قد ضمنت لقواطع البرهان قد صرحت بالضد مما جاء في التـ *** وراة والإنجيل والفرقان " هي عندكم مثل الفصوص وفوقها *** الشيخ : مثل النصوص القارئ : " هي عندكم مثل النصوص وفوقها *** في حجة قطعيةٍ وبيان " السائل : ... الشيخ : لا ، النصوص ، النصوص الشرعية . القارئ : " وإذا تحاكمنا فإن إليهم *** يقع التحاكم لا إلى القرآن إذ قد تَساعَدْنا بأن نصوصه *** لفظية عزلت عن الإيقان فلذاك حكّمنا عليه وأنتم *** قول المعلم أولا والثاني يا ويح جهم وابن درهم والألى *** قالوا بقولهما من الخوران بقيت من التشبه فيه بقيةٌ *** نقضت قواعده من الأركان ينفي الصفات مخافة التجسيم لا *** يلوي على خبر ولا قرآن ويقول إن الله يسمع أو يرى *** وكذاك يعلم سر كل جنان ويقول إن الله قد شاء الذي *** هو كائن من هذه الأكوان ويقول إن الفعل مقدور له *** والكون ينسبه إلى الحِدثان وبنفيه التجسيم يصرخ في الورى *** والله ما هذان متفقان لكننا قُلنا مُحال كل ذا *** حذرا من التجسيم والإمكان " .
الشيخ : تكلم المؤلف الآن رحمه الله على مذاهب هؤلاء المعطلة وذكر مستنداتهم من القائلين والكتب التي عددها وأئمتهم وقال إنهم نفوا الصفات مخافة التجسيم فهم في الحقيقة وقعوا في التجسيم ووقعوا في التشبيه، لأنهم ظنوا أن مدلول النصوص هو التجسيم والتشبيه لما ظنوا هذا الظن صاروا ينفون ذلك قالوا إنه لو ثبت أن له كذا لكان هذا جِسماً والأجسام متماثلة فنقول أنتم الآن فهمتم النصوص على وجه إيش ؟ التجسيم والتمثيل وهذا خطأ النصوص ما دلت على هذا النصوص دلت على صفات لله عز وجل تليق به ولا تُماثل صفات المخلوقين وذلك لأن الصفة تابعة للموصوف فأنت إذا أضفت أي صفة إلى موصوفها فإن ذلك يمنع أن تكون مثل الصفة المضافة إلى موصوف آخر لأنها مُقيدة نقول مثلاً وجه الله ولم نقل وجه وأطلقنا فوجه الله يكون لائقا لذاته أو لائقا بذاته ، كما لو قلت وجه الفرس ووجه القط الهر هل تفهم من قولك وجه الفرس أنه مثل وجه الهر؟ أبداً لأن هذا ليس وجها مطلقا وجها مضافا فالصفات إذن إثباتها لا يستلزم التمثيل أبداً وجه ذلك أنها صفات مضافة إلى الله أو إلى موصوف معين والصفات تتبع الموصوف ولا يمكن أن يفهم أحدٌ من الناس أن صفات فلان كصفات الحيوان الآخر لأنه من غير جنسه لكن لو أقول يد فلان ويد فلان، نفهم التمثيل ولا لا؟ لأن الجنس واحد والاختلاف هنا بالعين أما الخالق والمخلوق فبينهما أكبر من أي بينونية فيما بين المخلوقات بعضِها مع بعض إذا كان المخلوقات بعضها مع بعض متباينة متفرقة فالبين والتفرق بين الخالق والمخلوق أعظم وأعظم إي نعم .
القراءة من قول الناظم: فصل في قدوم ركب الإيمان وعسكر القرآن
وأتى فريق ثم قال ألا اسمعوا***قد جئتكم من مطلع الإيمان
من أرض طيبة من مهاجر أحمد*** بالحق والبرهان والتبيان
سافرت في طلب الإله فدلني الـ*** هادي عليه ومحكم القرآن
مع فطرة الرحمن جل جلاله*** وصريح عقلي فاعتلى ببيان
فتوافق الوحي الصريح وفطرة الـ***ـرحمن والمعقول في إيمان
شهدوا بأن الله جل جلاله*** متفرد بالملك والسلطان
وهو الإله الحق لا معبود إلا*** وجهه الأعلى العظيم الشان
بل كل معبود سواه فباطل*** من عرشه حتى الحضيض الداني
وعبادة الرحمن غاية حبه*** مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر***ما دار حتى قامت القطبان
ومداره بالأمر أمر رسوله*** لا بالهوى والنفس والشيطان
فقيام دين الله بالإخلاص والإ***حسان إنهما له أصلان
القارئ : " فصل : في قدوم ركب الإيمان وعسكر القرآن " القارئ : وأتى فريق الشيخ : نعم القارئ : " وأتى فريقٌ ثم قال ألا اسمعوا *** قد جئتكم من مطلع الإيمان من أرضِ طيبة من مُهاجر أحمد *** بالحق والبرهان والتبيان سافرت في طلب الإله فدلني ال *** هادي عليه ومُحكم القرآن مع فطرة الرحمن جل جلاله *** وصريح عقلي فاعتلى ببيان فتوافق الوحي الصريح وفطرة الـ *** ـرحمن والمعقول في إيماني شهدوا بأن الله جل جلالُه *** متفرد بالملك والسلطان وهو الإله الحق لا معبود إلا *** وجهه الأعلى العظيمُ الشان بل كل معبودٍ سواه فباطل *** من عرشه حتى الحضيض الداني وعبادةُ الرحمن غاية حبه *** مع ذل عابده هما قُطبان وعليهما فلكُ العبادة دائرٌ *** ما دار حتى قامت القُطبان ومداره بالأمر أمر رسوله *** لا بالهوى والنفس والشيطان " . الشيخ : نسختكم هذه خطأ كثير . الطالب : ما عندنا خطأ ، نفس ... القارئ : " فقيام دين الله بالإخلاص والإ *** حسان إنهما له أصلان " .
التعليق على الأبيات السابقة، وبيان عقيدة ركب أهل السنة وتعريف العبادة وأركانها.
الشيخ : المؤلف رحمه الله في هذا الفصل ذكر قدوم ركب الإيمان وعسكر القرآن وذكر أن هذا الركب جاء من أرض طيبة من المدينة مُهاجَر أحمد عليه الصلاة والسلام وأنه طلب منا أن نستمع إليه في شرح مذهبه الذي هو عليه وبين أن مذهبَه مبني على القرآن والسنة والعقل والفطرة وأن هذه الأربعة كلها توافقت عليه شهِدوا بأن الله سبحانه وتعالى واحد مُنفرد بالملك والسلطان والألوهية وأن عِبادته سبحانه هي الحق وما سواه فهي عبادة باطلة كما قال الله تعالى : (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )) وذَكر أن عبادة الله مبنية على أصلين تدور عليهما غاية الحُب وغاية الذل غاية الحُب والذل من الإنسان يعني أن يكون مُحباً لله عز وجل طالبا الوصول إليه وبتحقُّقِ هذا القطب والأصل يندفعُ الإنسان إلى فعل المأمورات، لأنه يطلب حبيباً وطالب الحبيب يسعى إلى الوصول إليه بكل طريق، الذل يستلزم الخوف من الله عز وجل وبناء العبادة على الخوف من الله يستلزم الهرب من نواهيه لأن الإنسان يخشى إذا وقع في المناهي أن إيش ؟ أن يأخذه الله تعالى بذنبه فإذا اجتمع في قلب الإنسان المحبة التامة لله مع التعظيم استقام تماماً على شرع الله ، لأنه بحبه لربه يطلب ربه وبتعظيمه لله يخاف منه فيكون فاعلا للمأمور تاركا للمحظور ولهذا قال رحمه الله : " ومَداره بالأمر أمرِ رسوله *** لا بالهوى والنفس والشيطان فقيام دين الله بالإخلاص والإ *** حسان إنهما له أصلان " . مداره بأمر الله ورسوله هذا الرحى يديره أمر الله ورسوله قلنا هذا قطب الرحى تبنى عليه الرحى ما الذي يديرها؟ أمر الله ورسوله افعل لا تفعل، إذا قال افعل دارت إذا قال لا تفعل وقفت، فهذا هو في الحقيقة حقيقة العبادة أن تعبد الله عز وجل بغاية الحب وبغاية الذل طيب المستكبر عن عبادة الله هل يمكن أن يعبد الله ؟ لا، لأنه لا يعبده وهو لا يذل له أبدا بل من رأى نفسه استغنى عن الله فإنه لن يعبد الله (( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى )) وأكثر الناس الذين أُترفوا في الدنيا يرون أنهم استغنوا وأن هذا هو الغاية التي يقصدونها ومن ثَم جاءت النصوص بالحذر من الترف في الدنيا والتنعم فيها لا بما أباح الله منها، فما أباح الله منها فإن الله يجب منا أن نفعله وأن نأتيه لكن الانغماس في الترف حتى يكون الإنسان كأنما خُلق ليُترف نفسه هذا لا شك أنه سوف يكون في قلبه من الاستكبار عن عبادته ، عن عبادة الله بقدر ما في قلبه من عبادة الدنيا نعم . الطالب : ويش الرحى؟ الشيخ : الرحى، لو تروح لإيش اسمه الطحان يوريه إياها قال ويش معنى فوق ست ثمان ؟ ومعناها أنه فوق ست ثمان يعني السموات السبع والأرضين السبع الجميع أربعة عشر أسفل الأرض السابعة يراه عز وجل ويسمعه أربعة عشر فالذي في أسفل الأرض السابعة يراه عز وجل ويسمعه وهو فوق عرشه الذي هو فوق ست وثمان يعني أربعة عشر وعلى هذا يكون ست ثمان على تقدير حرف العطف أي ست وثمان فالجميع أربعة عشر نعم .
(هذه الأبيات لم يقرأها الطالب ولم يشرحها الشيخ) لم ينج من غضب الإله وناره *** إلا الذي قامت به الأصلان
والناس بعد فمشرك بإلهه***أو ذو ابتداع أو له الوصفان
والله لا يرضى بكثرة فعلنا*** لكن بأحسنه مع الإيمان
فالعارفون مرادهم إحسانه*** والجاهلون عموا عن الإحسان
وكذا قد شهدوا بأن الله ذو*** سمع وذو بصر هما صفتان
وهو العلي يرى ويسمع خلقه*** من فوق عرش فوق ست ثمان
فيرى دبيب النمل في غسق الدجى*** ويرى كذلك تقلب الأجفان
وضجيج أصوات العباد بسمعه*** ولديه لا يتشابه الصوتان
وهو العليم بما يوسوس عبده*** في نفسه من غير نطق لسان
بل يستوي في علمه الداني مع الـ*** قاصي وذو الأسرار والاعلان
وهو العليم بما يكون غدا وما*** قد كان والمعلوم في ذا الآن
وبكل شيء لم يكن لو كان كيـ***ـف يكون موجودا لدى الأعيان
وهو القدير فكل شيء فهو مقـ*** دور له طوعا بلا عصيان
وعموم قدرته تدل بأنه *** هو خالق الأفعال للحيوان
هي خلقه حقا وأفعال لهم*** حقا ولا يتناقض الأمران
لكن أهل الجبر والتكذيب با***لاقدار ما انفتحت لهم عينان
نظروا بعيني أعور اذ فاتهم*** نظر البصير وغرات العينان
فحقيقة القدر الذي حار الورى*** في شأنه هو قدرة الرحمن وأستحسن بن عقيل ذا من أحمد*** لما حكاه عن الرضا الرباني
قال الامام شفا القلوب بلفظه*** ذات اختصار وهي ذات بيان
القراءة من قول الناظم: فصل
وله الحياة كمالها فلأجل ذا***ما للمات عليه من سلطان
وكذلك القيوم من أوصافه*** ما للمنام لديه من غشيان
وكذاك أوصاف الكمال جميعها*** ثبتت له ومدارها الوصفان
فمصحح الأوصاف والأفعال والأ***سماء حقا ذانك الوصفان
ولأجل ذا جاء الحديث بأنه*** في آية الكرسي وذي عمران
اسم الاله الأعظم اشتملا على اسـ***ـم الحي والقيوم مقترنان
فالكل مرجعها الى الاسمين يد**ري ذاك ذو بصر بهذا الشان
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين " فصل : وله الحياة كمالها فلأجل ذا *** ما للمات عليه من سلطان " الشيخ : سبحانه وتعالى القارئ : " وكذلك القيّوم من أوصافه *** ما للمنام لديه من " غَشيان الشيخ : من غِشيان القارئ : " وكذلك القيّوم من أوصافه *** ما للمنام لديه من غِشيان وكذاك أوصاف الكمال جميعُها *** ثبتت له ومدارُها الوصفان فمصحح الأوصاف والأفعال والأ *** سماء حقا ذانك الوصفان ولأجل ذا جاء الحديث بأنه *** في آية " الكرسيِّ وذي عِمران الشيخ : الكرسي ما تشدد الياء القارئ : " ولأجل ذا جاء الحديث بأنه *** في آية الكرسي وذي عِمران اسم الإله الأعظم اشتملا على اسـ *** ـم الحي " القيوم مقترنان الشيخ : وال القارئ : " اسم الإله الأعظم اشتملا على اسـ *** ـم الحي والقيوم مُقترنان فالكل مرجعها إلى الاسمين يد *** ري ذاك ذو بصر بهذا الشان " .
التعليق على الأبيات السابقة، والكلام على صفة الحياة والقيومية واسمهما الحي القيوم وبيان فضلهما وأنهما الاسم الأعظم لله.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ذكر المؤلف رحمه الله أن الله عز وجل له كمال الحياة وأنه لا سلطان للموت عليه جل وعلا كما قال تعالى : (( وتوكل على الحي الذي لا يموت )) وكذلك له القيومية من أوصافه القيومية التي تضمنها قوله تعالى : (( القيوم )) وهذه القيومية تمنع النوم فالنوم مستحيل في حق الله عز وجل لكمال حياتِه وقيوميته ولهذا قال : " ما للمنام لديه من غِشيان " يعني لا يمكن أن يناله النوم لكمال قيوميته فهنا حي وقيوم الحي فيه كمال الأوصاف، والقيوم فيه كمال الأفعال قال الله تعالى : (( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ))(( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت )) ولهذا قال المؤلف رحمه الله : " وكذاك أوصاف الكمال جميعها *** ثبتت له ومدارها الوصفان " ما هما الوصفان ؟ الحياة والقيومية كل أوصاف الكمال تدور على هذين الوصفين ففي القيومية كمال الصفات وفي ... كمال الأفعال لله عز وجل وهذان الاسمان هما اسم الله الأعظم وقد جاء في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع في سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة طه فقال الله عز وجل في سورة البقرة : (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) وقال في سورة آل عمران : (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) وقال في سورة طه : (( وعنت الوجوه للحي القيوم )) فقد ذُكر هذا الاسم في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع وهو اسم الله الأعظم لأن هذين الاسمين يتضمنان جميع معاني أسماء الله، ووجه ذلك ما شرحته أولا ما هو ؟ أن الحي يتضمن كمال الأوصاف والقيوم كمال الأفعال نعم . وله الإرادة .
القراءة من قول الناظم: وله الإرادة والكراهة والرضا*** وله المحبة وهو ذو الإحسان
وله الكمال المطلق العاري عن التـ***ـشبيه والتمثيل بالإنسان
وكمال من أعطى الكمال لنفسه*** أولى وأقدم وهو أعظم شان
أيكون قد أعطى الكمال وما له *** ذاك الكمال أذاك ذو إمكان
أيكون إنسان سميعا مبصرا*** متكلما بمشيئة وبيان
وله الحياة وقدرة وإرادة *** والعلم بالكلي والأعيان
والله قد أعطاه ذاك وليس هـ***ـذا وصفه فاعجب من البهتان
القارئ : " وله الإرادة والكراهة والرضا *** وله المحبة وهْو ذو الاحسان وله الكمال المطلق العاري عن التـ *** ـشبيه والتمثيل بالإنسان وكمال من أعطى الكمال لنفسه *** أولى وأقدم وهو أعظم شان أيكون قد أعطى الكمال وما له *** ذاك الكمال أذاك ذو إمكان أيكون إنسان سميعا مبصرا *** متكلما بمشيئة وبيان وله الحياة وقدرة وإرادة *** والعلم بالكلي والأعيان والله قد أعطاه ذاك وليس هـ *** ـذا وصفَه فاعجب من البهتان " .
التعليق على الأبيات السابقة والكلام على الإرادة وقسميها إلى كونية وشرعية والفرق بينهما.
الشيخ : المؤلف رحمه الله ذكر في هذه الأبيات أن لله الإرادة وهي موجودة في كتاب الله بكثرة ولكن الله يفعل ما يريد (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) والإرادة عند أهل العلم تنقسم إلى قسمين إرادة كونية وإرادةٍ شرعية والفرق بينهما من وجهين : أولاً : الإرادة الكونية تكون فيما يحبه الله وفيما لا يحبه ، والإرادة الشرعية لا تكون إلا فيما يحبه الوجه الثاني : الإرادة الشرعية قد يقع فيها المراد وقد لا يقع والإرادة الكونية لا بُد فيها من وقوع المراد أعرفتم الفرق الآن؟ طيب الفرق الأول الإرادة الكونية تكون فيما يحبه الله وفيما لا يحب، ولهذا نقول إن الله تعالى قد أراد إيمان المؤمن كوناً وأراد كُفر الكافر كوناً، الأول فيما يحب والثاني فيما لا يحب طيب الفرق الثاني : الإرادة الشرعية لا بُد فيها من إي نعم الإرادة الكونية لا بُد فيها من وقوع المراد والإرادة الشرعية قد يقع وقد لا يقع فقوله تعالى : (( والله يريد أن يتوب عليكم )) هذه إرادة شرعية لأنها لو كانت إرادة قدرية لوجب أن تقع أي أن يقع مرادُه وهو التوبة ولكن الله تعالى يتوب على من تاب فقط ، والإرادة الكونية لا بد فيها من وقوع المراد لقوله : (( ولكن الله يفعل ما يريد )) .
الكلام على أن له الكراهة والرضا والمحبة والإحسان والكمال مع ذكر الدليل العقلي عليه
الشيخ : كذلك له الكراهة فالله تعالى يكره ما يستحق الكراهة من أفعال وأقوال (( ولكن كَره الله انبعاثهم )) هذا قول ولا فعل ؟ المكروه فعل انبعاثهم ( إن الله كره لكم قيل وقال ) هذا قول فالله تعالى له الكراهة وكذلك أيضا له الرضا يرضى الأقوال ويرضى الأفعال ويرضى المؤمنين عن المؤمنين طيب وكذلك أيضاً له المحبة يحب ويحب كما قال تعالى : (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )) وهو ذو الإحسان وإحسان الله تعالى لا يمكن أن يُعد ولا يحصى (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) "وله الكمال المطلق العاري*** عن التشبيه والتمثيل بالإنسان " ثم ذكر المؤلف دليلا عقليا على أن الله له الكمال فقال : " وكمال من أعطى الكمال بنفسه *** أولى " أنا عندي بنفسه يمكن نسخة ثانية نعم حُطها نسخة ثانية " لنفسه أولى " نقول هل في الإنسان كمال ؟ نعم من أعطى الكمال فهو أحق بالكمال، وهذا دليل عقلي ولهذا قال : " أيكون قد أعطى الكمال وما له *** ذاك الكمال أذاك ذو إمكان " الجواب لا كيف يعطي الكمال من ليس بكامل هذا شيء مستحيل فكمال الله قد دَلّ عليه السمع والعقل ومن الأدلة العقلية على كمال الله أنه مُعطي الكمال ومعطي الكمال أولى بالكمال قال : " أيكون إنسان " أي أيكون الإنسان من بني آدم سميعاً مُبصراً وهذا معلوم أليس كذلك معلوم "متكلما بمشيئة وبيان " هذا أيضا معلوم إنسان يتكلم بمشيئته ويتكلم كلاما فصيحا بيناً "وله الحياة" من هو ؟ الإنسان "وقدرة وإرادة *** والعلم بالكُلي والأعيان والله قد أعطاه ذاك وليس ه *** ذا وصفَه " وصف من ؟ وصف الله يعني كيف يكون الإنسان مُتصفا بهذه الصفات الكاملة والله هو الذي أعطاه إياها وليس هذا وصفا لله يقول : " فاعجب من البهتان " طيب كأن موردا أورد على المؤلف فقال : النوم والأكل والنكاح من كمال الإنسان فهي بالنسبة للإنسان كمال فهل تثبتها لله؟ طيب أنت تقول إن من أعطى الكمال فهو أولى بالكمال والله قد أعطى للإنسان هذا ولهذا لا يدَع الإنسان النوم إلا من مرض ولا يدع الأكل إلا من مرض ولا يدع النكاح إلا من مرض فمِن كمال الإنسان إيش ؟ النوم والأكل والشرب والنكاح إذن يلزم على قاعدتك أن يكون الله تعالى مُتصفا بهذا عرفت طيب أجاب عليه المؤلف بما سنسمعه من القارئ .
القراءة من قول الناظم: بخلاف نوم العبد ثم جماعه***والأكل منه وحاجة الأبدان
إذ تلك ملزومات كون العبد محـ***تاجا وتلك لوازم النقصان
وكذا لوازم كونه جسدا نعم***ولوازم الإحداث والإمكان
يتقدس الرحمن جل جلاله***عنها وعن أعضاء ذي جثمان
القارئ : " بخلاف نوم العبد ثم جماعة *** والأكل منه حاجةِ الأبدان إذ تلك ملزومات كون العبد محـ *** ـتاجا وتلك لوازم النقصان وكذا لوازم كونِه جسدا نعم *** ولوازم "الأحداث.. الشيخ : الإحداث القارئ : " وكذا لوازم كونِه جسدا نعم *** ولوازم الإحداث والإمكان يتقدس الرحمن جل جلاله *** عنها وعن أعضاء ذي جسمان " . الشيخ : جِثمان ، جس بالسين الظاهر أنها نسخة بالثاء نسخة .
التعليق على الأبيات السابقة، وبيان أنه ليس كل ما كان كمالا للإنسان فيضاف إلى الله عز وجل.
الشيخ : أجاب المؤلف رحمه الله تعالى عن ذلك بقوله : " بخلاف نوم العبد ثم جِماعه *** والأكل منه وحاجة الأبدان " الأكل للإنسان كمال الجماع كمال الشرب كمال النوم كمال لماذا ؟ لأن كمالَه بهذه من أجل نقصِه فإن هذه النواقص تُكمله لأنه محتاج إليها ، فالأكل والشرب لو لم يأكل ويشرب هلَك لو لم ينم تهدمت صحتُه لو لم يجامع ما بقي النسل إذن هو في حاجة والله سبحانه وتعالى منزه عن هذا منزه عن الحاجة فهو ليس بحاجة إلى أكل ولا شرب ولا جماع ولا غير ذلك أما العبد فهذا من كماله لاحتياجهم إليه ليقوم به كماله كذلك يقول : لوازم كونِه جسدا وكونه حادثا هذه منزه عنها الله عز وجل لوازم كونه جسداً أن يكون محتاجاً، الجسد يحتاج إلى شيء ينيمه ويبقيه وكذلك الإحداث والإمكان فالإنسان حادث ممكن الوجود وليس بواجب الوجود والله عز وجل ليس بحادث وهو واجب الوجود .
التعليق على قول الناظم: يتقدس الرحمن جل جلاله***عنها وعن أعضاء ذي جثمان. وهل يصح إطلاق لفظ العضو لله.
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله : " يتقدس الرحمن جل جلاله ***عنها " يعني عن هذه اللوازم ويتقدس أيضا عن أعضاء ذي جثمان كلام المؤلف رحمه الله هنا موهم ما ليس بمراد له قطعاً لأن قولَه : " عن أعضاء ذي جثمان " يشمل الوجه واليد والعين والقدم والساق فإن هذه من أعضاء ذي الجسم فهل الله منزه عنها ؟ إن نظرنا إلى ظاهر كلام المؤلف قلنا إنه يدل على ذلك لكن لعلمنا بحال المؤلف وأنه يُثبت هذه الصفات لله عز وجل الوجه والعين واليد والساق والقَدم لعلمنا بذلك كما نعلم الشمس في رابعة النهار نعلم أنه لم يُرد نفي هذا عن الله وإنما أراد نفي خصائص هذه الأعضاء بالنسبة للإنسان خصائص هذه الأعضاء بالنسبة للإنسان يجوز أن تنفصل من جسمه وأن لا تنقص أليس كذلك ؟ لكن اليد بالنسبة لله عز وجل والساق والقَدم والعين يجوز أن يكون بهذا ولا ما يجوز ؟ لا يجوز أبداً ولهذا قال العلماء : لا يجوز أن تطلق على يد الله أنها بعض الله لأن البعض ما جاز انفصالُه عن الكل وهذا بالنسبة إلى الله أمر مستحيل ولهذا نجد دقة تعبير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال في * التدمرية * : " إن من صفات الله ما هو معاني وما مسماه أعضاء بالنسبة إلينا " شوف رحمه الله ما مسماه أعضاء بالنسبة إلينا مثل اليد مسماها بالنسبة لنا عضو من الأعضاء لكن بالنسبة لله ما تقول هي عضو من أعضاء الله حاش وكلا ولا بعض منه ولا جزء منه إنما تقول هذه صفات ثابتة لله عز وجل على وجه الحقيقة مسماها بالنسبة لنا أبعاض وأجزاء وأعضاء أما بالنسبة لله فلا يُطلق عليها ذلك - وأخونا نائم أظنه- الطالب : ... الشيخ : طيب فهمتم بارك الله فيكم إذن كلام ابن القيم يجب أن يحمل على إيش ؟ على أعضاء ذي جثمان أو ذي الجسمان خصائص هذه الأعضاء وهي جواز انفصالها عن الكُل فأعضاء الإنسان أعضاء البشر يجوز أن تنفصل عن الكل أما بالنسبة لهذه الأسماء أو هذه الصفات بالنسبة إلى الله .