تتمة المناقشة والمراجعة
الطالب : لكن ليس يعني ليس من دليل على ما يذهبون إليه
الشيخ : أيش معنى البيت؟
الطالب : معنى البيت إن هو الكلام بالمعنى في القلب واللسان يدل عليه، لكن يختلف باختلاف المعنى.
الشيخ : لا، نعم؟
الطالب : معناه إن لم تتكلم أو تكلمت في قلبك فهو واحد لا فرق بينهما.
الشيخ : هاه.
الطالب : هذا المعنى.
الشيخ : وإن تكلمت في غير قلبك؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم يا عبد الرحمن؟
الطالب : المعنى الصحيح أن كل عاقل قبل أن يتكلم أنه يقدر الكلام في قلبه في نفسه وفي قلبه ثم يتكلم به باللسان.
الشيخ : تمام، المعنى أن الكلام الحقيقي المعتبر هو الذي يكون أولا في القلب يقدره الإنسان ويزوره في نفسه، ثم بعد ذلك ينطق به، هذا الكلام، أما الكلام اللي يجي على اللسان فهذا هذيان، كلام جنون، طيب. نمشي الدرس الجديد.
الطالب : ...
الشيخ : ما هي؟
الطالب : ...
الشيخ : ... الورقة هذه تروح.
الطالب : ندبسها ...
الشيخ : ما ينفع، حطها في دفتر واشتري دفترين وعلي قيمتها، عطه إياها عطه إياها أنقلها، نعم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم.
فانظر إلى
الشيخ : لا، قبله قبله، وتكايست.
القراءة من قول الناظم: وتكايست أخرى وقالت إن ذا*** قول محال وهو خمس معان تلك التي ذكرت ومعنى جامع*** لجميعها كالأس للبنيان فيكون أنواعا وعند نظيرهم*** أوصافه وهما فمتفقان أن الذي جاء الرسول به لمخـ***ـلوق ولم يسمع من الديان والخلف بينهم فقيل محمد*** أنشاه تعبيرا عن القرآن والآخرون أبو وقالوا إنما*** جبريل أنشاه عن المنان وتكايست أخرى وقالت إنه*** نقل من اللوح الرفيع الشأن فاللوح مبدؤه ورب اللوح قد*** أنشاه خلقا فيه ذا حدثان هذي مقالات لهم فانظر ترى*** في كتبهم يا من له عينان لكن أهل الحق قالوا إنما*** جبريل بلغه عن الرحمن ألقاه مسموعا له من ربه*** للصادق المصدوق بالبرهان
تلك الذي ذكرت ومعنى "
الشيخ : تلك التي، التي.
القارئ : " تلك التي ذكرت ومعنى جامع *** لجميعها كالأس للبنيان
فيكون أنواعا وعند نظيرهم *** أوصافه وهما فمتفقان
إن الذي جاء الرسول به لمخل *** وق ولم يسمع من الديان "
الشيخ : بس، طيب امش.
القارئ : " والخلف بينهم فقيل محمد *** أنشاه تعبيرا عن القرآن
والآخرون أبوا وقالوا إنما *** جبريل أنشاه عن المنان
وتكايست أخرى وقالت إنه *** نقل من اللوح الرفيع الشان
فاللوح مبدؤه ورب اللوح قد *** أنشأه خلقا فيه ذا حدثان
هذي مقالات لهم فانظر ترى *** في كتبهم يا من له عينان
لكن أهل الحق قالوا إنما *** جبريل بلغه عن الرحمن
ألقاه مسموعا له من ربه *** للصادق المصدوق بالبرهان "
2 - القراءة من قول الناظم: وتكايست أخرى وقالت إن ذا*** قول محال وهو خمس معان تلك التي ذكرت ومعنى جامع*** لجميعها كالأس للبنيان فيكون أنواعا وعند نظيرهم*** أوصافه وهما فمتفقان أن الذي جاء الرسول به لمخـ***ـلوق ولم يسمع من الديان والخلف بينهم فقيل محمد*** أنشاه تعبيرا عن القرآن والآخرون أبو وقالوا إنما*** جبريل أنشاه عن المنان وتكايست أخرى وقالت إنه*** نقل من اللوح الرفيع الشأن فاللوح مبدؤه ورب اللوح قد*** أنشاه خلقا فيه ذا حدثان هذي مقالات لهم فانظر ترى*** في كتبهم يا من له عينان لكن أهل الحق قالوا إنما*** جبريل بلغه عن الرحمن ألقاه مسموعا له من ربه*** للصادق المصدوق بالبرهان أستمع حفظ
التعليق على الأبيات السابقة، ومعنى تكايست وتتمة الرد على القائلين بأن القرآن مخلوق ومن أنشأه إذا كان مخلوقا ؟
تكايست يعني ادعت الكيس، والكيس هو الفطنة والجد والعزم، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ( الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت ) تكايست يعني قالت: أنا الذي أعرف أنا الذي عند الحذق عندي الذكاء.
" وقالت إن ذا *** قول محال "
الإشارة إلى قول الأشعرية: إن الأمر والنهي والخبر والاستخبار شيء واحد، وإن القرآن والتوراة والإنجيل والزبور شيء واحد، قالوا: هذا شيء محال، كيف يقول افعل أي لا تفعل، وكيف يكون هل أنت كمثل أنت، هذا لا يمكن، هذا الأمر غير معقول محال، ولكن الكلام خمس معاني: " تلك التي ذكرت " وهي الأمر والنهي والاستفهام والخبر هذه أربع، الخامس
" ومعنى جامع *** لجميعها كالأس للبنيان "
المعنى الجامع لها مثل الأصل، يعني كأن الكلام شجرة له أصل وله فروع، الأصل الجامع، والفروع أربعة، ما هي؟ أمر ونهي وخبر واستخبار، وهذا التقسيم في الحقيقة تقسيم ذهني لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، كلام هؤلاء حتى الذين تكايسوا هم بالحقيقة تكيّسوا، نعم، ما أتوا بطائل، لأن هذا التقدير الذي قدروه تقدير ذهني، لا حقيقة له في الخارج، وش معنى أن يكون الكلام له أصل ويتفرع عن هذا الأصل أربعة: أمر ونهي وخبر واستخبار، لا معنى له، ولهذا يقول:
" فيكون أنواعا "
تكون هذه الأربعة أنواعه، وعند الآخرين:
" وعند نظيرهم أوصافه "
شف الخلاف، هؤلاء يقول أمر ونهي وخبر واستخبار هذا وصف للكلام، وليس نوعا، ومعلوم أن الصفات تتعدد على موصوف واحد، لكن أنواع ما تتنوع على شيء واحد، لأن قولك هذا نوع وهذا نوع، يعني التباين، أليس كذلك؟ فصار الأولون الذين جعلوه شيئا واحدا قالوا: إن الأمر والنهي والخبر والاستخبار أوصاف للكلام، أما الذين قالوا هذا خطأ، جعلوا هذه أربعة جعلوا هذا أنواعا للكلام، فيكون كل واحد منها قسيما للآخر وليس هو الآخر، طيب.
يقول: " لكن وهما فمتفقان " يعني: الطائفتين، يعني أن الطائفتين متفقتان على ما يأتي.
" إن الذي جاء الرسول به *** لمخلوق ولم يسمع من الديان "
إذن كل الخلاف الآن شبيه باللفظي انصب في أن القرآن المكتوب في المصاحف المسموع بالآذان مخلوق، كما قالت من؟ المعتزلة، طيب.
ثم اختلفوا أيضا إذا كان مخلوقا فمن أين مصدره؟ استمع ثلاثة أقوال:
" والخلف بينهم فقيل محمد *** أنشاه تعبيرا عن القرآن "
يعني محمد عليه الصلاة والسلام هو الذي تكلم بالقرآن تعبيرا عن كلام الله، أما هذا المسموع الذي سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس كلام الله.
" والآخرون أبوا وقالوا إنما *** جبريل أنشاه عن المنان "
إلهام، ألهم الله سبحانه جبريل فتكلم، فهذا القرآن، إذن الأول يقول ألهم إياه محمد وعبر عن كلام الله الذي في نفس الله، والثاني يقول لا جبريل، لأن جبريل ينزل بكلام، فالذي أنشأه من؟ جبريل.
" تكايست أخرى " نعم، وش معنى تكايست؟ ادعت الكيس لنفسها.
" وقالت إنه *** نقل من اللوح الرفيع الشأن "
اللوح المحفوظ، قال إن الله قال (( إنه لقرآن مجيد في لوح محفوظ )) إذن ليس من محمد ولا من جبريل، بل من اللوح المحفوظ، جبريل أخذه من اللوح المحفوظ وتكلم به على محمد
" *** إنه نقل من اللوح الرفيع الشأن
فاللوح مبدؤه ورب اللوح قد *** أنشأه خلقا فيه ذا حدثان "
قالوا: إن الله خلق كلام في اللوح المحفوظ، نعم، فجاء جبريل فأخذ الكلام من اللوح المحفوظ ثم نزل به إلى محمد، فإذن الخلاف بينهم: هل أنشأه محمد؟ هل أنشأه جبريل؟ هل أخذه جبريل من اللوح المحفوظ بدون إنشاء وجده مخلوق في اللوح المحفوظ وأخذه من اللوح المحفوظ ونزل به؟ ثلاثة أقوال، يقول:
" هذي مقالات لهم فانظر تر *** في كتبهم يا من له عينان "
يعني يقول نحن ما كذبنا عليهم، هذا الكلام موجود في كتبهم، وإذا شئت أن تنظر فانظر، إن كان لك عينين انظر، إن كان لك عين واحدة.
الطالب : ...
الشيخ : لا، انظر أيضا، انظر لكن تأكد.
" يامن له عينان
لكن أهل الحق " اللهم اجعلنا منهم.
" لكن أهل الحق قالوا إنما *** جبريل بلغه عن الرحمن
ألقاه مسموعا له من ربه *** للصادق المصدوق بالبرهان "
هذا هو الحق: أن القرآن صدر من عند الله عز وجل، تكلم به رب العزة والجلال وسمعه جبريل ونقله بأمانة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا أضافه الله إلى الرسول البشري والرسول الملكي، فقال: (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين )) أوصاف عظيمة، كل هذا من أجل حماية القرآن، (( رسول كريم ذي قوة )) يحفظ ولا أحد يقربه، (( ذي قوة عند ذي العرش )) له مكانة، يسمع من الرب عز وجل مباشرة، (( مكين )) يعني ذو مكانة هناك، (( مطاع ثم أمين )) ولهذ يقول للملائكة: " إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء " (( أمين )) قوي وأمين، وهذان الوصفان هما الركنان اللذان يتم بهما الشيء (( إن خير من استأجرت القوي الأمين )).
وأضافه إلى الرسول البشري في قوله: (( إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن )) وأضافه إلى نفسه (( فأجره حتى يسمع كلام الله )) واضح؟ ومن المعلوم أنه لا يمكن أن يكون كلام الرسول وكلام جبريل وكلام الله، والكلام شيء واحد، لا يمكن أن يكون الكلام الواحد لثلاثة متكلمين، إذن إلى من ينسب حقيقة؟ إلى الأول إلى الأول إلى الله، ويكون منسوبا إلى جبريل لأنه بلغه عن الله، وإلى محمد لأنه بلغه عن جبريل، بلغه إلى الأمة، واضح يا جماعة؟ فهم يقولون " ألقاه مسموعا له "
ألقاه إلى من؟ " للصادق المصدوق بالبرهان "
مسموعا له من الله عز وجل هذا مذهب أهل السنة والجماعة، نعم.
3 - التعليق على الأبيات السابقة، ومعنى تكايست وتتمة الرد على القائلين بأن القرآن مخلوق ومن أنشأه إذا كان مخلوقا ؟ أستمع حفظ
القراءة من قول الناظم: فصل في مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن وإذا أردت مجامع الطرق التي*** فيها افتراق الناس في القرآن فمدارها أصلان قام عليهما*** هذا الخلاف هما له ركنان هل قوله بمشيئة أم لا وهل*** في ذاته أم خارج هذان أصل اختلاف جميع أهل الأرض في الـ*** قرآن فاطلب مقتضى البرهان ثم الألى قالوا بغير مشيئة*** وإرادة منه فطائفتان إحداهما جعلته معنى قائما*** بالنفس أو قالوا بخمس معان والله أحدث هذه الألفاظ كي*** تبديه معقولا إلى الأذهان وكذاك قالوا إنها ليست هي الـ*** ـقرآن بل دلت على القرآن ولربما سمي بها القرآن تسـ***ـمية المجاز وذاك وضع ثان وكذلك اختلفوا فقيل حكاية*** عنه وقيل عبارة لبيان إذ كان ما يحكى كمحكي وهـ***ـذا اللفظ والمعنى فمختلفان ولذا يقال حكى الحديث بعينه*** إذ كان أوله نظير الثاني فلذاك قالوا لا نقول حكاية*** ونقول ذاك عبارة الفرقان والآخرون يرون هذا البحث لفـ***ـظيا وما فيه كبير معان
وإذا أردت مجامع الطرق التي *** فيها افتراق الناس في القرآن
فمدارها أصلان قام عليهما *** هذا الخلاف هما له ركنان
هل قوله بمشيئة أم لا وهل *** في ذاته أم خارج هذان
أصل اختلاف جميع أهل الأرض في *** القرآن فاطلب مقتضى البرهان "
الشيخ : " أصل اختلاف جميع أهل الأرض في ال *** قرآن فاطلب مقتضى البرهان "
القارئ " أصل اختلاف جميع أهل الأرض في ال *** قرآن فاطلب مقتضى البرهان
ثم الألى قالوا بغير مشيئة *** وإرادة منه فطائفتان
إحداهما جعلته معنى قائما *** بالنفس أو قالوا بخمس معان
والله أحدث هذه الألفاظ كي *** تبديه معقولا إلى الأذهان
وكذاك قالوا إنها ليست هي ال *** قرآن بل دلت على القرآن "
الطالب : مخلوقة؟
الشيخ : لا مخلوقة زائدة، اشطبوا عليها، نعم.
القارئ : " ولربما سمي بها القرآن تس *** مية المجاز وذاك وضع ثان
وكذلك اختلفوا فقيل حكاية *** عنه وقيل عبارة لبيان
إذ كان ما يحكى كمحكي وها *** ذا اللفظ والمعنى فمختلفان
ولذا يقال حكى الحديث بعينه *** إذ كان أوله نظير الثاني
فلذاك قالوا لا نقول حكاية *** ونقول ذاك عبارة الفرقان
والآخرون يرون هذا البحث لف *** ظيا وما فيه كبير معان "
الشيخ : الله أكبر، رحمه الله.
4 - القراءة من قول الناظم: فصل في مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن وإذا أردت مجامع الطرق التي*** فيها افتراق الناس في القرآن فمدارها أصلان قام عليهما*** هذا الخلاف هما له ركنان هل قوله بمشيئة أم لا وهل*** في ذاته أم خارج هذان أصل اختلاف جميع أهل الأرض في الـ*** قرآن فاطلب مقتضى البرهان ثم الألى قالوا بغير مشيئة*** وإرادة منه فطائفتان إحداهما جعلته معنى قائما*** بالنفس أو قالوا بخمس معان والله أحدث هذه الألفاظ كي*** تبديه معقولا إلى الأذهان وكذاك قالوا إنها ليست هي الـ*** ـقرآن بل دلت على القرآن ولربما سمي بها القرآن تسـ***ـمية المجاز وذاك وضع ثان وكذلك اختلفوا فقيل حكاية*** عنه وقيل عبارة لبيان إذ كان ما يحكى كمحكي وهـ***ـذا اللفظ والمعنى فمختلفان ولذا يقال حكى الحديث بعينه*** إذ كان أوله نظير الثاني فلذاك قالوا لا نقول حكاية*** ونقول ذاك عبارة الفرقان والآخرون يرون هذا البحث لفـ***ـظيا وما فيه كبير معان أستمع حفظ
بيان جماع اختلاف الناس في القرآن الكريم وأنه يدور على أصلين هل قول الله بمشيئة أولا وهل هو في ذاته أم خارج عن ذاته؟ والرد على الأشاعرة والكلابية في اطلاقهم كلام الله عبارة أو حكاية والفرق بينهما.
يقول المؤلف رحمه الله:
" ثم الأولى قالوا بغير مشيئة *** وإرادة منه فطائفتان
إحداهما جعلته معنى قائما *** بالنفس أو قالوا بخمس معاني "
والثانية تأتي، الفرقة الأخرى قالت: إنه لفظ ومعنى إلى آخره.
هذا الفصل ذكر فيه الأصلين اللذين يدور عليهما اختلاف الناس في القرآن، ثم ذكر فيه مذهب المشاعرة والكلابية فقط، فقال: إن الذين قالوا بغير مشيئة طائفتان، إحداهما جعلته المعنى القائم بالنفس، وأظنكم تعرفون من هؤلاء؟ من هم؟ الأشاعرة، لكن اختلف الأشاعرة كما سبق فقالوا إنه معنى واحد، وقال آخرون إنه خمس معاني، الذين جعلوه معنى واحدا يقولون: الأمر والنهي والخبر والاستخبار شيء واحد، والقرآن والتوراة والإنجيل والزبور شيء واحد، وإذا أمر الله تعالى بالشيء كونا فقال: كن فهو كالذي في القرآن بمعنى أقيموا الصلاة، كلها شيء واحد، نعم.
" والله أحدث هذه الألفاظ كي *** تبديه معقولا إلى الأذهان "
إذن فالألفاظ والأصوات المسموعة مخلوقة، ولا لأ؟ مخلوقة، وقالوا إنها ليست هي القرآن، وإنما هي مخلوقة لتدل على القرآن. وإذن لماذا سمي القرآن كلام الله؟ فقالوا إنه مجاز، ولهذا قال:
" ولربما سمي بها القرآن تسمية *** المجاز وذاك وضع ثان "
ثم اختلفوا فالأشاعرة قالوا إنه عبارة، والكلابية قالوا إنه حكاية، وتنازعوا، استمع له.
" وكذلك اختلفوا فقيل حكاية عنه " عن من؟ عن الكلام، عن كلام الله، لأن الكلام هو المعنى القائم بالنفس، وما يسمع فليس كلام الله. فقيل حكاية عنه، وهذا مذهب الكلابية أتباع عبدالله بن سعيد بن كلاب، قالوا: لا نقول إنه كلام الله حقا ولا إنه عبارة عنه بل هو حكاية عنه، لكن الأشاعرة قالوا: لا، نقول عبارة، عبارة عنه، لماذا؟ قال: لأنك إذا قلت حكاية فإن الحكاية تجعل المحكي كالمحكي منه، ولهذا قال: " إذ كان ما يحكى كمحكي *** وهذا اللفظ والمعنى فمختلفان "
الأشاعرة قالوا للكلابية: لا نوافقكم على أنه حكاية، لأن الحكاية تجعل ما يحكى هاه؟ كمحكي، فأنا مثلا إذا حكيت كلامك أنقله بلفظه، بدون زيادة ولا نقصان، كما يقال حكى الحديث بعينه، إذ كان أوله وهو المحكي نظير الثاني وهو ما يحكاه، وعلى هذا فلا يصح أن نقول إنه حكاية، لأن المسموع لفظ والكلام معنى، واللفظ غير المعنى.
هم على كل حال عندهم دقة، لكن كلهم على خطأ، فصار الأشاعرة يقولون للكلابية لا نوافقكم على أنه حكاية، لأن حكاية الشيء تقتضي أن يكون المحكي هو المحكى، وهذا لا يمكن، لأن الكلام معنى، والمسموع لفظ غير معنى، الكلام غير مخلوق، والمسموع مخلوق، فلا يمكن أن نقول إنه حكاية لعدم الاتفاق.
قال: " ولذا يقال حكى الحديث بعينه *** إذ كان أوله نظير الثاني
فلذاك قالوا لا نقول حكاية *** ونقول ذاك عبارة الفرقان "
5 - بيان جماع اختلاف الناس في القرآن الكريم وأنه يدور على أصلين هل قول الله بمشيئة أولا وهل هو في ذاته أم خارج عن ذاته؟ والرد على الأشاعرة والكلابية في اطلاقهم كلام الله عبارة أو حكاية والفرق بينهما. أستمع حفظ
معنى قول الناظم: والآخرون يرون هذا البحث لفـ***ـظيا وما فيه كبير معان
انحلت المشكلة الآن، فجرى الصلح بين من؟ بين الأشاعرة والكلابية، هذا قال لهم قفوا يا جماعة لا تنازعوا، كل هذا الخلاف لفظي، وما تحته كبير معاني، وإذا كان لفظيا صار البحث فيه متعبا للأفكار مضيعا للأوقات، فلا حاجة، اتفقتم الآن أن هذا المسموع ليس كلام الله، واتفقتم أن الكلام كلام الله هو المعنى القائم بنفسه، وتصالحوا تصالحوا، لا تقولون والله هذا عبارة وهذا حكاية، فقولوا المعنى واحد الحكاية والعبارة معناهما واحد، لأننا جميعا متفقون على أن ما يسمع ليس أيش؟ ليس كلام الله، بل هو مخلوق، وعلى أن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه، وحينئذ نعم يجرى الصلح بيننا ولا نختلف، نعم.
القارئ : فصل في
الشيخ : خلاص خلاص، انتهى الوقت، اللي قبل ما أدري إنه منقول إليه
الطالب : الحصر.
الشيخ : هاه؟
الطالب : الحصر.
ثمرة الخلاف في مسألة كلام الله
المناقشة والمراجعة
هذا هو المدار، بدأ المؤلف بمن قالوا: إن كلامه ليس بمشيئته، والذين قالوا إن كلامه ليس بمشيئته نوعان أيضا منهم من قال هو في ذاته، ومنهم من قال هو خارج ذاته، الذين قالوا إنه في ذاته هم الأشاعرة، وانقسموا كما ذكر المؤلف إلى أقسام: قسم قال: إن الكلام معنى واحد، وقسم قال: إنه خمسة معاني، وقسم قال: إن هذا الخلاف لفظي، ما في داعي نتكلم في هذا، وأن هذا كلام لا فائدة منه، نعم.
ثم انقسموا أيضا من وجه آخر: هل نقول إنه عبارة أو حكاية؟ هل هو حكاية أو عبارة؟ منهم من قال: إنه حكاية، ومنهم من قال: إنه عبارة، ومنهم من قال: هذا خلاف لفظي ما فيه إلا ... الكلام، فلنقل عبارة أو نقل حكاية، الكل سواء، طيب.
أظن هذا القسم الأول من الذين قالوا: إنه لا يتعلق بمشيئته، قالوا: هو المعنى القائم بالنفس، وجعلوه معنى لازما لذات الله، طيب، فصل.
القراءة من قول الناظم: فصل في مذهب الاقترانية والفرقة الأخرى فقالت إنه*** لفظا ومعنى ليس ينفصلان واللفظ كالمعنى قديم قائم*** بالنفس ليس بقابل الحدثان فالسين عند الباء لا مسبوقة*** لكن هما حرفان مقترنان والقائلون بذا يقولوا إنما*** ترتيبها بالسمع والآذان ولها اقتران ثابت لذواتها*** فاعجب لذا التخليط والهذيان لكن زاغونيهم قد قال إن*** ن ذواتها ووجودها غيران فترتبت بوجودها لا ذاتها*** يا للعقول وزيغة الأذهان ليس الوجود سوى حقيقتها لذي الـ***أذهان بل في هذه الأعيان لكن إذا أخذ الحقيقة خارجا*** ووجودها ذهنا فمختلفان والعكس أيضا مثل ذا فإذا هما*** اتحدا اعتبارا لم يكن شيئان وبذا يزول جميع إشكالاتهم*** في ذاته ووجوده الرحمن
" فصل في مذهب الاقترانية
والفرقة الأخرى فقالت إنه *** لفظ ومعنى ليس ينفصلان
واللفظ كالمعنى قديم قائم *** بالنفس ليس بقابل الحدثان
فالسين عند الباء لا مسبوقة *** لكن هما حرفان مقترنان
والقائلون بذا يقولوا إنما *** ترتيبها بالسمع بالآذان
ولها اقتران ثابت لذواتها *** فاعجب لذا التخليط والهذيان
لكن زغوانيهم "
الشيخ : زاغونيهم
القارئ : " لكن زاغونيهم قد قال إن *** ذواتها ووجودها غيران
فترتبت بوجودها لا ذاتها *** يا للعقول وزيغة الأذهان
ليس الوجود سوى حقيقتها لذي *** الأذهان بل هي في هذه الأعيان "
الشيخ : اصبر اصبر، ليس؟
القارئ : ليس.
الشيخ : ليس الوجود
القارئ : ليس الوجود سوى حقيقتها
الشيخ : لذي الأذهان
القارئ : لذي الأذهان
الشيخ : بل في هذه الأعيان
القارئ : بل في هذه الأعيان
الشيخ : نعم.
القارئ : " ليس الوجود سوى حقيقتها لذي *** الأذهان بل في هذه الأعيان
لكن إذا أخذ الحقيقة خارجا *** ووجودها ذهنا فمختلفان
والعكس أيضا مثل ذا فإذا هما *** اتحدا اعتبارا لم يكن شيئان
وبذا يزول جميع إشكالاتهم *** في ذاته ووجوده الرحمن "
9 - القراءة من قول الناظم: فصل في مذهب الاقترانية والفرقة الأخرى فقالت إنه*** لفظا ومعنى ليس ينفصلان واللفظ كالمعنى قديم قائم*** بالنفس ليس بقابل الحدثان فالسين عند الباء لا مسبوقة*** لكن هما حرفان مقترنان والقائلون بذا يقولوا إنما*** ترتيبها بالسمع والآذان ولها اقتران ثابت لذواتها*** فاعجب لذا التخليط والهذيان لكن زاغونيهم قد قال إن*** ن ذواتها ووجودها غيران فترتبت بوجودها لا ذاتها*** يا للعقول وزيغة الأذهان ليس الوجود سوى حقيقتها لذي الـ***أذهان بل في هذه الأعيان لكن إذا أخذ الحقيقة خارجا*** ووجودها ذهنا فمختلفان والعكس أيضا مثل ذا فإذا هما*** اتحدا اعتبارا لم يكن شيئان وبذا يزول جميع إشكالاتهم*** في ذاته ووجوده الرحمن أستمع حفظ
التعليق على الأبيات السابقة والرد على الفرقة الزاغونية الاقترانية القائلين باقتران الكلمات بعضهم في بعض لم يتقدم بعضها على بعض
هؤلاء في الحقيقة أبعد وأبعد عن المعقول من الذين قبلهم، ولهذا قال المؤلف رحمهم الله
" *** فاعجب لذي التخليط والهذيان "
إيه والله اعجب، يسمى هؤلاء هاه؟ الاقترانية، الذين يرون أن حروف الكلمات والكلمات بعضها مقترن ببعض، لا يتقدم ولا يتأخر، طيب.
إذن هؤلاء الاقترانية والذين قالوا إنه حكاية والذين قالوا إنه عبارة والذي قالوا إنه معنى واحد أو خمسة معاني، كلهم فرع من شيء واحد، قالوا: لو قلنا إن الكلام حادث لزم قيام الحوادث بذات الله عز وجل، وما قامت به الحوادث فهو حادث، شف كيف الشيطان يقول، ما قامت به الحوادث فهو حادث، وحدوث الله ممتنع ممتنع، فلزم أن تقوم به الحوادث عرفتم؟
طيب، هل هذه القاعدة صحيحة ولا باطلة؟ باطلة، هذه باطلة، لا يلزم إذا قلنا إن القرآن كلام الله في اللفظ والمعنى لا يلزم أن يكون حادثا باعتبار أصله وجنسه، لأن أصل الكلام وجنسه أزلي قديم، لأن الله لم يزل ولا يزال عز وجل متكلما، ثم على فرض أننا قلنا بالحدوث فإنه لا يلزم من قيام الحادث بالموصوف به أن يكون الموصوف به حادثا، ضرورة أن الموصوف بالكلام أو بالفعل متقدم على الوصف، ولهذا الآن أنا أتكلم هل كلامي اللي حدث الآن يلزم أن يكون موجودا معي حين الولادة؟ لا، ما يلزم، فإذا كان لا يلزم تبين أن الحوادث قد تقوم بسابق، قد تقوم الحوادث بشيء سابق لها، هذا السابق أزلي، فإذا قامت الحوادث بالله بمعنى أنه حدث منه فعل أو قول لم يلزم من ذلك أن يكون الله تعالى ذاته حادثة، وأظنه واضح واضح من الناحية العقلية، لكن هذا مذهبهم.
فلننظر الأبيات، الفرقة الأخرى باعتبار إيش؟ باعتبار القول بأن الكلام لا يتعلق بمشيئته وليس خارجا عن ذاته، قالت: إنه لفظا ومعنى ليس ينفصلان، واللفظ كالمعنى قديم، ما في لفظ حادث، وإذا كان اللفظ قديما لزم أن تكون الحروف مقترنة، إذ لو ترتبت لكان الثاني حادثا، واللي قبله حادثا بالنسبة لما قبله، وهكذا، ولهذا قال:
" واللفظ كالمعنى قديم قائم بالنفس *** ليس بقابل الحدثان
فالسين عند الباء لا مسبوقة *** "
السين من أين؟ من بسم الله، عند الباء لا مسبوقة، يعني: ما سبقتها الباء
" *** لكن هما حرفان مقترنان "
وش يتصور هذا؟! نعم؟ كيف يكون حرفين مقترنين؟ ما تستطيع حتى في الإمالة الذين يقولون مجراها بين الألف والياء صعب، ولا هي بياء ولا ألف.
" والقائلون بذا يقولوا إنما *** "
في كلام المؤلف لحن، والقائلون بذا يقولوا إنها، فيه لحن
الطالب : ...
الشيخ : لا بذا
" والقائلون بذا "
صح يعني بهذا القول
" يقولوا إنما *** "
فيه لحن، اللحن في قوله؟
الطالب : يقولوا.
الشيخ : " يقولوا " لأنه ليس فيها ناصب ولا جازم، ونون الأفعال الخمسة لا تحذف إلا مع الناصب أو الجازم أو مع نون الوقاية، نعم، أو ما أشبه ذلك، إذن لابد من سبب، فأجابوا عنه بأن المؤلف حذفها لسبب وهو الضرورة ضرورة الشعر، نعم، لأن الشعر يضطر الشاعر إلى أن يغير، قد يرفع المنصوب، قد ينصب المرفوع، وقد يصرف ما لا ينصرف، وقد يحذف ما لا يحذف، نعم، ولهذا قال الحريري في مقاماته " واصرف " نعم؟
الطالب : وجائز.
الشيخ : وجائز في الشع؟
الطالب : في صنعة الشعر.
الشيخ : هاه؟
الطالب : في صنعة الشعر.
الشيخ : إيه " وجائز في صنعة الشعر الصلف*** أن يصرف الشاعر ما لا ينصرف ". الشاهد قوله " جائز في صنعة الشعر الصلف " يحدك على أن تصرف ما لا ينصرف، نعم، طيب، يقول:
" قالوا إنما*** ترتيبها بالسمع بالأذان"
يعني نحن نسمعها مرتبة، ولكن حقيقتها أنها غير مرتبة، لكن سمعك هو اللي يسمعها مرتبة، نعم، كيف هذا؟ هذا رأيهم،
" ولها اقتران ثابت لذواتها *** "
هي باعتبار الذات والحقيقة مقترنة، لكن الترتيب بسمعك
" *** فاعجب لذا التخليط والهذيان
لكن زاغونيهم قد قال *** "
الزاغوني هنا أحد علماء الكلام، اسمه ابن الزاغوني، لكنه ليس علي بن الزاغوني المعروف الفقيه الأصولي الذي من أصحاب الإمام أحمد، ينقلون عنه في الفقه، قال ابن الزاغوني كذا، لا هذا غيره، ومن يترجمه لنا؟ أنت؟ طيب.
" لكن زاغونيهم قد قال إن *** ذواتها ووجودها غيران "
هذا أيضا غريب، يقول: إن ذواتها ووجودها متغاير
" فترتبت بوجودها لا ذاتها *** "
ترتبت بوجودها لا بذاتها، الأولون يقولون ترتبت بالسمع، أما وجودها وذاتها فلم تترتب، لكن هذا جعل لها ذات ووجود وسمع، لم يتكلم عن السمع، تكلم عن الذات والوجود، يقول: ترتبت لوجودها لا ذاتُها، أو لا ذاتِها، يجوز وجهان.
" *** يا للعقول وزيغة الأذهان "
يرثى لهم رحمه الله بأن عقولهم هوى وأذهانهم زائغة، نعم.
" ليس الوجود سوى حقيقتها لذي *** الأذهان بل في هذه الأعيان "
وجود هذه الحروف هو حقيقتها في الواقع، فكيف تفرق يا ابن الزاغوني بين الوجود والحقيقة، الواقع أن حقيقتها هو وجودها، ولا يوجد حرف يعني لا يقال هذه تاء إلا إذا وجدت، كيف نقول لها حقيقة وهي لم توجد، وجودها وحقيقتها سواء، ولهذا قال المؤلف:
" ليس الوجود سوى حقيقتها لذي *** الأذهان بل في هذه الأعيان "
يعني أن وجود الحرف هو حقيقته، سواء قدرته في الذهن أو رأيته في الخارج.
" لكن إذا أخذ الحقيقة خارجا *** ووجودها ذهنا فمختلفان
والعكس أيضا مثل ذاك إذا هما *** اتحدا اعتبارا لم يكن شيئان "
المؤلف رحمه الله يقول: ممكن أن نفرق بين الحقيقة والوجود، بأن نقول إن الحقيقة قد تكون في الذهن، والخارج في العين، بمعنى أن الإنسان قد يقدر في ذهنه حرفا فإذا برز ونطق به أو كتبه صار الآن موجودا، يقول: ممكن أن نفرق بين الحقيقة والوجود باعتبار الذهن والخارج، أما باعتبار الحقيقة فلا يمكن أن نفرق، بل نقول وجود الشيء هو عين ذاته، لكن باعتبار الذهن والوجود عينا ممكن أن نفرق، شف المؤلف رحمه الله منصف، لما أنكر على ابن الزاغوني جعله الوجود غير الحقيقة، قال: ممكن أن نجعل الوجود غير الحقيقة باعتبار إيش؟ الذهن والخارج، وش معنى الذهن والخارج؟ الذهن يعني اللي عندك، والخارج اللي في أمريكا؟ هاه؟ خارج، قالوا فلان وينه فيه؟ قال: والله فلان في الخارج، يعني مسافر إلى الخارج، ليس هذا المعنى، الخارج ما وجد عينا، يعني عين الشيء، لأن الشيء له وجود في الذهن ووجود في الخارج، وجوده في الذهن تصور الإنسان له، وجوده في الخارج أن يكون مقروءا إن كان قولا، أو مكتوبا إن كان كتابة، أو مخلوقا إن كان مخلوقا، المهم أنه يبرز، فهنا يقول:
" لكن إذا أخذ الحقيقة خارجا *** ووجودها ذهنا فمختلفان "
صار الوجود غير الحقيقة إذا جعلت المراد بالوجود وجودها في الذهن والحقيقة وجودها في الخارج.
" والعكس أيضا مثل ذا "
يعني: وجودها خارجا وحقيقتها ذهنا، أيضا ربما نقول مختلفان.
" فإذا هما *** اتحدا اعتبارا لم يكن شيئان " وهذا هو الذي أراده ابن الزاغوني وأنكر عليه ابن القيم، باعتبار الحقيقة والوجود لا الذهن والخارج، هل يمكن أن نقول هما شيئان؟ لا، ولهذا قال: لكن إذا، نعم.
" والعكس أيضا فإذا هما *** اتحدا اعتبارا "
يعني اعتبرناهما خارجا أو اعتبرناهما ذهنا فمتحدان أو
" لم يكن شيئان "
10 - التعليق على الأبيات السابقة والرد على الفرقة الزاغونية الاقترانية القائلين باقتران الكلمات بعضهم في بعض لم يتقدم بعضها على بعض أستمع حفظ
معنى قول الناظم: وبذا يزول جميع إشكالاتهم..، والرد على الفلاسفة وغيرهم في مسألة هل وجود الله عين حقيقته أو وجود الشيء والحقيقة شيء آخر ؟.
يعني أن الفلاسفة اختلفوا واضطربوا: هل وجود الله عين حقيقته، أو وجوده شيء والحقيقة شيء آخر؟ اضطربوا في هذا وألفوا المجلدات والكتب، واللي يراجع كلام شيخ الإسلام يشوف كيف الخلاف في هذا.
هل وجود الله عين حقيقته، أو خلاف حقيقته، أن الوجود شيء والحقيقة شيء آخر؟ وش نقول؟
نقول: أما إذا أردت الأمر الواقع فالوجود هو الحقيقة، أما إذا أردت الذهن والخارج، فهما شيئان. وكذلك نضرب مثلا في الإنسان لأن الرب عز وجل ما نقدر نتمادى في شيء لم يرد، الإنسان وجوده هل هو حقيقته أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لا، إن أردت اعتبار الحقيقة فهما شيء واحد، لا يختلفان، وجودك هو أنت، وإن أردت في الذهن بمعنى أن تقدر أن شيئا يوجد ثم وجد، فهما شيئان، فالآن المؤلف استطرد لمسألة غير الكلام: هل وجود الشيء عين ماهيته أو خلاف ماهيته؟
نقول: في هذا تفصيل، إن أردت الحقيقة فالوجود والماهية شيء آخر، الوجود عين الموجود، وإن أردت اعتبار تقدير ذهنا ووجوده خارجا فهما شيئان.
11 - معنى قول الناظم: وبذا يزول جميع إشكالاتهم..، والرد على الفلاسفة وغيرهم في مسألة هل وجود الله عين حقيقته أو وجود الشيء والحقيقة شيء آخر ؟. أستمع حفظ
الفرق بين الأشاعرة والكلابية والاقترانية في مسألة كلام الله.
الطالب : الاقترانية.
الشيخ : الاقترانية.
والفرق بينهم: الأشاعرة يقولون إن كلام الله عبارة الكلام المسموع عبارة عن كلام الله، والكلابية يقولون حكاية، إذن ماهو الكلام؟ اتفقوا على أن الكلام هو المعنى الأزلي القديم القائم بنفس الله عز وجل، وما يسمع فهو إما عبارة وإما حكاية، ثم اختلفوا أيضا: هل هو شيء واحد أو أشياء مختلفة، وهل هذه أنواع أو أوصاف؟ كما مر.
الاقترانية قالوا: كلام الله هو اللفظ والمعنى، لكن اللفظ والمعنى كلاهما قديم، ولما أسسوا هذه القاعدة اضطروا إلى أن يقولوا بإيش؟ بالاقتران، لأنهم لو قالوا بالترتيب إيش؟ لزم الحدوث، إذ يقع الحرف الثاني بعد الأول، والكلمة الثانية بعد الأولى، فقالوا: نسلم من هذا كله ونقول بقول المجانين، إيش؟ نقول مقترنان، الباء والسين شيء واحد مقترنان، ما يمكن تكون السين بعد الباء، طيب، يا جماعة الآن مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم، الباء قبل السين، قالوا: هذا باعتبار الكتابة، نسمع القارئ يقرأ، والرسول سمع جبريل، قالوا: هذا باعتبار السمع.
أما ابن الزاغوني الذي تحذلق وش قال؟ قال: هذا باعتبار الحقيقة والوجود، فالوجود مترتب والحقيقة مقترنة، طيب، هل هناك فرق بين الحقيقة والوجود؟ لا فرق في الحقيقة، إلا إذا اعتبرنا الوجود الذهني والحقيقة خارجا، أو بالعكس فهذا يمكن يكون هناك اختلاف، نعم.
الطالب : انتهى الوقت.
الشيخ : انتهى الوقت؟
القارئ : وعلى آله وصحبه أجمعين.
" فصل في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والإرادة والقائلون بأنه ".