القراءة من قول الناظم: فصل في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والإرادة والقائـلون بأنه بمـشيئـة*** وإرادة أيضا فهم صنفان إحداهما جعلته خارج ذاته*** كمشيئة للخلق والأكوان قالوا وصار كلامه باضافة الـ*** تشريف مثل البيت ذي الأركان ما قال عندهم ولا هو قائل*** والقول لم يسمع من الديان فالقول مفعول لديهم قائم*** بالغير كالأعراض والأكوان هذي مقالة كل جهمي وهم*** فيها الشيوخ معلمو الصبيان لكن أهل الإعتزال قديمهم*** لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني وهم الألى اعتزلوا عن الحسن الر***ضى البصري ذاك العالم الرباني وكذاك أتباع على منهاجهم*** من قبل جهم صاحب الحدثان لكنما متأخروهم بعد ذا***لك وافقوا جهما على الكفران فهم بذا جهمية أهل اعتزا***ل ثوبهم أضحى له علمان ولقد تقلد كفرهم خمسون في*** عشر من العلماء في البلدان واللالكائي الامام حكاه عنـ***ـهم بل حكاه قبله الطبراني
والقائلون بأنه بمشيئة *** وإرادة أيضا فهم صنفان
إحداهما جعلته خارج ذاته *** كمشيئة للخلق والأكوان
قالوا وصار كلامه بإضافة *** التشريف مثل البيت ذي الأركان
ما قال عندهم ولا هو قائل *** والقول لم يسمع من الديان
فالقول مفعول لديهم قائم *** بالغير كالأعراض والأكوان
هذي مقالة كل جهمي وهم *** فيها الشيوخ معلمي الصبيان "
الشيخ : معلمو، اصبر، عندك معلمي؟ إيه وش تقولون فيها؟
الطالب : ...
الشيخ : يجوز فيها الوجهان، إن قلنا: معلمو صارت خبرا ثاني، وإن قلنا: معلمي صارت حال، هم الشيوخ حال كونهم معلمي الصبيان، نعم.
القارئ : " لكن أهل الإعتزال قديمهم *** لم يذهبوا ذا المذهب الشيطان
وهم الألى اعتزلوا عن الحسن *** الرضى البصري ذاك العالم الرباني
وكذاك أتباع على منهاجهم *** من قبل جهم صاحب الحدثان
لكنما متأخروهم بعد *** ذلك وافقوا جهما على الكفران
فهم بذا جهمية أهل اعتزال *** ثوبهم أضحى له علمان "
الشيخ : الله أكبر.
القارئ : " ولقد تقلد كفرهم خمسون في *** عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه *** عنهم بل حكاه قبله الطبراني "
1 - القراءة من قول الناظم: فصل في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والإرادة والقائـلون بأنه بمـشيئـة*** وإرادة أيضا فهم صنفان إحداهما جعلته خارج ذاته*** كمشيئة للخلق والأكوان قالوا وصار كلامه باضافة الـ*** تشريف مثل البيت ذي الأركان ما قال عندهم ولا هو قائل*** والقول لم يسمع من الديان فالقول مفعول لديهم قائم*** بالغير كالأعراض والأكوان هذي مقالة كل جهمي وهم*** فيها الشيوخ معلمو الصبيان لكن أهل الإعتزال قديمهم*** لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني وهم الألى اعتزلوا عن الحسن الر***ضى البصري ذاك العالم الرباني وكذاك أتباع على منهاجهم*** من قبل جهم صاحب الحدثان لكنما متأخروهم بعد ذا***لك وافقوا جهما على الكفران فهم بذا جهمية أهل اعتزا***ل ثوبهم أضحى له علمان ولقد تقلد كفرهم خمسون في*** عشر من العلماء في البلدان واللالكائي الامام حكاه عنـ***ـهم بل حكاه قبله الطبراني أستمع حفظ
التعليق على الأبيات السابقة، وتتمة قول الطوائف في كلام الله، والكلام على أصل مذهب الجهمية المعطلة
هؤلاء القائلون بأن القرآن يتعلق بمشيئة الله صنفان: صنف جعلته مخلوقا بائنا عن الله عز وجل كسائر المخلوقات، وقالوا: إن مشيئته لكلامه كمشيئته لخلق السماوات والأرض والجبال وغير ذلك، قالوا: والإضافة في الكلام إضافة تشريف كإضافة البيت إلى الله في قوله: (( وطهر بيتي للطائفين )) وإضافة الناقة إلى الله في قوله: (( ناقة الله وسقياها ))، فعلى هؤلاء يقول: المؤلف " ما قال عندهم ولا هو قائل " حقيقة الأمر أن هؤلاء نفوا قول الله، لأنهم إذا جعلوه شيئا بائنا منفصل عنه متعلقا بمشيئته، صار لا ينسب إلى الله على اعتبار أنه صفة، فإذا كان لا ينسب إليه على اعتبار أنه صفة صار الله تعالى لم يقل ولا يقول، إذن فهو عندهم معطَّل عن أيش؟ عن الكلام، لأن الكلام شيء منفصل بائن عن الله وليس من وصف الله، يقول:
" ما قال عندهم ولا هو قائل *** والقول لم يسمع من الديان "
إنما سمع من مخلوقات، سمع من جبريل خلق الله فيه الصوت، أو من الشجرة حين نادى منها موسى، أو ما أشبه ذلك.
قال: " فالقول مفعول لديهم قائم *** "
القول مفعول لديهم، أيش مفعول لديهم؟ يعني: قول بمعنى مقول، أي: مخلوق.
" قائم *** بالغير كالأعراض والأكوان "
يعني: ليس قائما بالله بل هو قائم بغيره، طيب، من أين سمع موسى الصوت؟ قالوا: سمعه من الشجرة، من أين سمع محمد الصوت؟ من جبريل، خلق الله صوتا في جبريل، من أين سمع جبريل الصوت؟ من الهواء، خلق الله تعالى أصواتا في الهواء فسمعها جبريل، نسأل الله العافية، أما قول ينسب إلى الله فلا. ثم ذكر المؤلف رحمه الله أن هذا القول قول كل جهمي، كل جهمي فهو يقول بهذا القول. والجهمية أتباع الجهم بن صفوان تلميذ الجعد بن درهم، وأصل مقالة التعطيل من الجعد بن درهم، فإن الجعد بن درهم خرج بمقالته البدعية، وقال: " إن الله لم يكلم موسى تكليما ولا اتخذ إبراهيم خليلا "، وهذا ما هو صحيح، الله سبحانه ما هو بيحب، والله ما هو بيكلم، إنما خلق كلاما سمعه موسى، والخلة التي أثبتها الله لإبراهيم هي خلة الفقر، (( اتخذ إبراهيم خليلا )) يعني: اتخذه فقيرا إليه، نعم. ولما أظهر هذه المقالة لم يجعل له ولاة الأمر يعني فسحة ينشرها، حبسوه ثم قتلوه، فخرج به خالد بن عبدالله القسري في يوم العيد، وخطب الناس وأعلمهم بالأضحية وأحكامها، وقال في آخر خطبته: " ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما " ثم نزل فذبحه، شأن ولاة الأمور فيما سبق الأمراء والسلاطين يخرجون بالضحايا في الخارج كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل تذبح في مصلى العيد، يقول ابن القيم في هذا:
" ولأجل ذا ضحى بجعد خالد القسري *** يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله *** كلا ولا موسى الكليم الدان
شكر الضحية كل صاحب سنة *** لله درك من أخي قربان "
صحيح كل صاحب سنة يشكر الله أن الله جعل موت هذا الرجل على يد هذا الشجاع البطل.
الحاصل أن الجعد بن درهم نبا بهذه الكلمة والعياذ بالله، وأصل التعطيل مبني على هذين الكلمتين: نفي المحبة ونفي الكلام.
ثم أخذها عنه الجهم بن صفوان، وكان فصيحا بليغا، فنشر المذهب، ونسبت الجهمية إليه مع أنه ثاني من قال به.
يقول رحمه الله:
" هذه مقالة كل جهمي وهم *** فيها الشيوخ معلمو الصبيان "
كيف الانتقاد على من تبع الجهمية في قولهم انتقاد بليغ، وش قال؟ صبيان ما عندهم عقول، مثل اللي يقرأ في ألف باء تاء ثاء، لأنهم تبعوا هؤلاء فصاروا بمنزلة الببغاء يقول ما يقال له، فهم معلمو الصبيان.
2 - التعليق على الأبيات السابقة، وتتمة قول الطوائف في كلام الله، والكلام على أصل مذهب الجهمية المعطلة أستمع حفظ
الكلام على مذهب المعتزلة، وبيان مذهب الرافضة في العقيدة.والفرق بين الجهمية والمعتزلة
وهم الألى اعتزلوا عن الحسن *** الرضى البصري ذاك العالم الرباني "
أهل الاعتزال عمر بن عبيد وواصل بن عطاء ما ذهبوا هذا المذهب في أول الأمر، يعني: ما ذهبوا إلى هذا التعطيل تعطيل الكلام تعطيل المحبة، ولكن فيما بعد نحوا هذا المنحى، مثل الرافضة، الرافضة كان أول أمرهم مشبهة، هشام بن الحكم الرافضي هو أول من قال بالتشبيه، لكن فيما بعد تركوا التشبيه وهو الغلو في الإثبات، وذهبوا إلى التعطيل، وهو الغلو في التنزيه، وصاروا على مذهب المعتزلة في نفي الصفات.
" لكن متأخروهم بعد ذلك *** وافقوا جهما على الكفران
فهموا بذا جهمية أهل اعتزال *** ثوبهم أضحى له علمان "
علمان يعني خطان، خط أحمر وخط أسود، نعم، اعتزال من وجه، وتجهم من وجه آخر، ولهذا كان المعتزلة يوافقون الجهمية في نفي الصفات، لكن يخالفونه في مسألة الوعيد والأحكام، في مسألة الوعيد والأحكام الجهمية يقولون: كل فاسق مارد شيطان فهو مؤمن كامل الإيمان، ولن يمسه عذاب، يصلح لفساق أهل العصر هؤلاء.
المعتزلة يقولون: لو فعل الإنسان كبيرة واحدة صار من أهل النار، فبينهما فرق عظيم، هؤلاء يقولون مؤمن كامل الإيمان لن يمسه العذاب وهو في الجنة، وهؤلاء يقولون: خارج من الإيمان ومستوجب للخلود في النيران والعياذ بالله، فصار لهم ثوبان، ثوب جهم في؟
الطالب : في الصفات.
الشيخ : في الصفات، معطلة، وثوب اعتزال في مسألة الأسماء والأحكام.
معنى قول الناظم: ولقد تقلد كفرهم خمسون في
" ولقد تقلد كفرهم خمسون في *** عشر من العلماء في البلدان "
الله المستعان، خمسون في عشر كم؟ خمسمئة عالم، تقلدوا هذا القول، ولكن أيضا تولد من خمسمئة عالم من كل عالم خمسمئة، وكثر مذهب الاعتزال، حتى إنهم كانوا كان بعض الناس يسميهم العقلاء، وهم الجهلاء كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: " أعطوا ذكاء وما أوتوا زكاء " نعم، يلاه.
الطالب : ...
الشيخ : واللالكائي حكاه عنهم بل حكاه قبله الطبراني هذا موجود، السنة لللالكائي والطبراني أيضا في سننه، نعم.
الطالب : ... الترجمة؟
الشيخ : إيه، نعم الترجمة، أحسنتم، نسيتها، من يترجم؟
الطالب : كل واحد ثلاثة.
الشيخ : كل واحد ثلاثة؟ إيه أجل عندك اثنين والأول واحد، نعم.
الطالب : جهم ...
الشيخ : إيه الجهم.
الطالب : ...
الشيخ : والحسن البصري، الحسن البصري خلي ندور واحد وراه، اثنين وراه.
الطالب : الكرامية.
الشيخ : الكرّامية.
القراءة من قول الناظم: فصل في مذهب الكرامية والقائلون بأنه بمشيئة*** في ذاته أيضا فهم نوعان إحداهما جعلته مبدوءا به*** نوعا حذار تسلسل الأعيان فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** إثبات خالق هذه الأكوان فلذاك قالوا إنه ذو أول*** ما للفناء عليه من سلطان وكلامه كفعاله وكلاهما*** ذو مبدء بل ليس ينتهيان قالوا ولم ينصف خصوم جعجعوا*** وأتوا بتشنيع بلا برهان قلنا كما قالوه في أفعاله*** بل بيننا بون من الفرقان بل نحن أسعد منهم بالحق إذ*** قلنا هما بالله قائمتان وهم فقالوا لم يقم بالله لا*** فعل ولا قول فتعطيلان لفعاله ومقاله شر وأبـ***طل من حلول حوادث ببيان تعطيله عن فعله وكلامه*** شر من التشنيع بالهذيان هذي مقالات ابن كرام وما*** ردوا عليه قط بالبرهان أنى وما قد قال أقرب منهم*** للعقل والآثار والقرآن لكنهم جاءوا له بجعاجع*** وفراقع وقعاقع بشنان
والقائلون بأنه بمشيئة *** في ذاته أيضا فهم نوعان
إحداهما جعلته مبدوءا به *** نوعا حِذارِ "
الشيخ : حِذارَ
القارئ : " إحداهما جعلته مبدوءا به *** نوعا حذار تسلسل الأعيان
فيسد ذاك عليهم في زعمهم *** إثباتُ خالق هذه الأكوان "
الشيخ : إثباتَ
القارئ : " فيسد ذاك عليهم في زعمهم *** إثباتَ خالق هذه الأكوان
فلذاك قالوا إنه ذو أول *** ما للفناء عليه من سلطان
وكلامه كفعاله وكلاهما *** ذو مبدء بل ليس ينتهيان
قالوا ولم ينصف خصوم جعجعوا *** وأتوا بتشنيع بلا برهان
قلنا كما قالوه في أفعاله *** بل بيننا بون من الفرقان
بل نحن أسعد منهم بالحق إذ *** قلنا هما بالله قائمتان
وهم فقالوا لم يقم بالله لا *** فعل ولا قول فتعطيلان
لفعاله ومقاله شرٌّ *** وأبطل "
الطالب : عندك شرٌّ؟
الشيخ : شرٌّ عندي.
الطالب : شرًا؟
الشيخ : فتعطيلان لفعاله ومقاله شرٌّ
القارئ : " لفعاله ومقاله شر *** وأبطل من حلول حوادث ببيان
تعطيله عن فعله وكلامُه *** "
الشيخ : وكلامِه
الطالب : وكلامِه؟
الشيخ : بالكسرة.
القارئ : " تعطيله عن فعله وكلامه *** شر من التشنيع بالهذيان
هذي مقالات ابن كرام وما *** ردوا عليه قط بالبرهان
أنى وما قد قال أقرب منهم *** للعقل والآثار والقرآن
لكنهم جاؤوا له بجعاجع *** وفراقع وقعاقع بشنان "
5 - القراءة من قول الناظم: فصل في مذهب الكرامية والقائلون بأنه بمشيئة*** في ذاته أيضا فهم نوعان إحداهما جعلته مبدوءا به*** نوعا حذار تسلسل الأعيان فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** إثبات خالق هذه الأكوان فلذاك قالوا إنه ذو أول*** ما للفناء عليه من سلطان وكلامه كفعاله وكلاهما*** ذو مبدء بل ليس ينتهيان قالوا ولم ينصف خصوم جعجعوا*** وأتوا بتشنيع بلا برهان قلنا كما قالوه في أفعاله*** بل بيننا بون من الفرقان بل نحن أسعد منهم بالحق إذ*** قلنا هما بالله قائمتان وهم فقالوا لم يقم بالله لا*** فعل ولا قول فتعطيلان لفعاله ومقاله شر وأبـ***طل من حلول حوادث ببيان تعطيله عن فعله وكلامه*** شر من التشنيع بالهذيان هذي مقالات ابن كرام وما*** ردوا عليه قط بالبرهان أنى وما قد قال أقرب منهم*** للعقل والآثار والقرآن لكنهم جاءوا له بجعاجع*** وفراقع وقعاقع بشنان أستمع حفظ
التعليق على الأبيات السابقة، وبيان مذهب الكرامية في كلام الله، والفرق بين الكرامية والجهمية في ذلك. وبيان أن الكرامية أقرب المذاهب في كلام الله إلى أهل السنة والجماعة.
" مبدوءا به نوعا " يعني: أنه سبحانه وتعالى في الأول لم يكن يتكلم، ثم صار يتكلم، فصار الكلام عندهم حادثا نوعا، هم لو قالوا: إنه حادث عينا لكان الأمر صحيحا، لكن قالوا إنه حادث نوعا، يعني أن الله لم يكن يتكلم، ثم صار يتكلم، فعطلوا الله عن كلامه في أول الأمر، وأثبتوه له في ثاني الحال، وجعلوا كلامه ليس خارج ذاته، بل في ذاته، فهذا هو الفرق بينهم وبين من؟ أهل الاعتزال والجهمية السابق، لأن أولئك جعلوه خارج ذاته، جعلوه مخلوقا منفصلا مثل السماء والأرض والشمس والقمر، أما هؤلاء فقالوا: لا، هو من صفاته، لكنه حادث النوع والآحاد، حادث النوع والآحاد، لماذا؟ قال: حذرا كذا؟ أو حذار. " حذار تسلسل الأعيان " لأنهم قالوا: لو أثبتنا أنه أزلي النوع لزم أن تكون آحاده أيضا أزلية وتسلسل، إذ ما من كلام إلا وقبله كلام إلى ما لا نهاية له، وظنوا أن هذا شيء ممتنع، لكن ليس بممتنع كما سيأتي إن شاء الله في الفرقة الثانية، فبذاك عليهم، نعم، " فيسد ذاك عليهم في زعمهم *** إثبات خالق هذه الأكوان "
يقولون: إذا جعلنا الكلام لم يزل موجودا نوعا وهو متعلق بالمشيئة لزم أن يكون الموصوف به أيضا حادثا وجوده بمشيئته، وهذا يسد علينا أيش؟ يسد علينا إثبات الله عز وجل، يعني إثبات أزليته سبحانه وتعالى، ولكن هذا ليس بصحيح، لأن من المعلوم أن الموصوف سابق على الوصف وعلى الصفة، فالمتكلم لابد أن يكون سابقا لكلامه، وإذا قلنا بأن الكلام أزلي النوع لم يلزم أن يكون مقارنا للخالق، لأنه لابد أن يكون المتكلم سابقا عن المسبوق.
" فلذاك قالوا إنه ذو أول *** ما للفناء عليه من سلطان "
يعني: جعلوا الكلام ليس أزليا، بل له مبدأ، ذو أول يعني ذو ابتداء، لكنه أبدي ولا لأ؟ شف يقول: " *** ما للفناء عليه من سلطان " أبدي، فصار الفرق بينهم وبين أهل السنة بسيطا، وش الفرق؟ أن أهل السنة يقولون إن كلام الله أزلي النوع حادث الآحاد، هم يقولون: إنه حادث النوع والآحاد، طيب، أبدي؟ يتفقون هم وأهل السنة، فإن كلام الله لن ينقطع أبد الآبدين، أبدي، ولهذا قال: " ذو أول *** ما للفناء عليه من سلطان " إذن هو أبدي.
" وكلامه كفعاله وكلاهما *** ذو مبدأ بل ليس ينتهيان "
يعني ذو مبدأ لكنهما أبديان، ولهذا قال: " بل " وهذه عطف لكنها ليست للإضراب، إلا أن يقال إنها إضراب انتقال من كلام إلى كلام، لا من معنى إلى معنى، يعني: ذو مبدأ ولن يفنيان، بل ليس ينتهيان.
" قالوا ولم ينصف خصوم جعجعوا *** وأتوا بتشنيع بلا برهان "
وش معنى الجعجعة؟ الجعجعة الكلام الصاخب الذي لا يراد به إلا التنفير والتشنيع، وهم يعنون بهؤلاء من؟ المعتزلة والجهمية، قالوا: " *** وأتوا بتشنيع بلا برهان
قلنا كما قالوه في أفعاله *** بل بيننا بون من الفرقان "
هؤلاء يقولون في أفعاله: إنها ليست أزلية، بل كان فاعلا بعد أن كان معطَّلا، وهؤلاء قالوا في كلامه كما قال هؤلاء في أفعاله، يعني أن الكلام حادث بعد أن لم يكن، الأفعال حادثة بعد أن لم يكن، لكن يختلفون هؤلاء يقولون إن أفعاله وأقواله خارج ذاته، وهؤلاء يقولون بل متعلقة بذاته.
" قلنا كما قالوه في أفعاله *** بل بيننا بون من الفرقان
بل نحن أسعد منهم بالحق إذ *** قلنا هما بالله قائمتان "
هما الضمير يعود على الأقوال والأفعال، هؤلاء يقولون: الكلام قائم بالله والفعل قائم بالله، وأولئك يقولون قائم بغير الله منفصل عن الله، فأيهما أقرب للصواب؟ هاه؟ الكرامية الذين قالوا إن الأفعال والأقوال قائمة بالله
" وهم فقالوا لم يقم بالله لا *** فعل ولا قول فتعطيلان "
تعطيل للقول وتعطيل للفعل.
" لفعاله ومقاله شر *** وأبطل من حلول حوادث ببيان "
يعني: تعطيل أفعاله وأقواله أشر وأبطل من حلول حوادث ببيان، وش معنى هالكلام هذا؟ تعطيل أقواله وأفعاله شر وأبطل من حلول الحوادث، لأن الجهمية والمعتزلة إنما نفوا أفعاله قيام أفعاله الاختيارية بذاته خوفا من حلول الحوادث بذاته، انتبهوا يا جماعة، لأن من أصول المعطلة أنه لا يقوم الحادث إلا بحادث، فإذا قامت الحوادث بذاته لزم أن يكون حادثا، ولهذا أنكروا أن تقوم الأفعال الاختيارية بذاته، وقالوا: ليس له فعل، وليس له قول، نسأل الله العافية، كلام الحقيقة ما يستطيع الإنسان يتصوره فضلا عن أن يهضمه ويقبله، طيب.
يقول هؤلاء الكرامية: إن تعطيل أفعاله ومقاله شر وأبطل من حلول الحوادث به، يعني لو قالوا: إن الله يفعل فعلا يتعلق بذاته ويقول قولا يتعلق بذاته، لكان هذا أهون من أن نقول: إن الحوادث تتعلق بذاته، لأننا إذا قلنا إن الحوادث تتعلق بذاته لم يلزم عليها شيء، وإذا قلنا إنه معطَّل من الفعل والقول فهذا من أقبح ما يوصف به الله عز وجل، وقد سبق لنا أن قيام الحوادث لا يستلزم حدوث من قامت به.
طيب، يقول:
" تعطيله عن فعله وكلامه *** شر من التشنيع بالهذيان "
6 - التعليق على الأبيات السابقة، وبيان مذهب الكرامية في كلام الله، والفرق بين الكرامية والجهمية في ذلك. وبيان أن الكرامية أقرب المذاهب في كلام الله إلى أهل السنة والجماعة. أستمع حفظ
دفاع ابن القيم على ابن كرام
الآن ابن القيم رحمه الله يدافع عن هاه؟ عن ابن كرام، ولا شك أن المدافعة عن شخص شره أهون من غيره أنها أمر طيب، وسيبين إن شاء الله في الفصل الثاني أن كلامه أيضا ليس بصحيح.
" أنى " يعني: يبعد جدا أن يردوا عليها.
" وما قد قال أقرب منهم *** للعقل والآثار والقرآن "
صحيح هذا؟ ما قاله ابن كرّام أقرب مما قاله المعتزلة والجهمية للعقل والآثار التي هي السنن والقرآن كلام الله عز وجل، لأن ابن كرام لم يختلف عن أهل السنة إلا في شيء واحد، ما هو؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : حدوث الكلام نوعا، لو قال حدوثه آحادا؟ وافق أهل السنة، قال حدوثه نوعا، لأنه يخشى من القول بحدوثه نوعا، والكلام كما تعرفون مترتب بعضه على بعض، أنه لو قال بأزليته نوعا يخشى من القول بأزليته نوعا تسلسل الحوادث، وهذا على زعمه على ظنه يستلزم نفي الخالق عز وجل، أزلية الخالق، وقد مر علينا أن هذا لا يستلزم ذلك وأنه ليس بصحيح.
معنى قول الناظم: لكنهم جاءوا له بجعاجع*** وفراقع وقعاقع بشنان
نعم، طيب، الجعاجع ذكرنا تو أنها أيش؟ الأصوات الصاخبة التي يراد بها التنفير وإبعاد الناس عن هذا الشيء. الفراقع هاه؟ إما فرقعة الأصابع، وإما الفراقع هذه اللي يتفرقع من الصيبان هذه اللي إذا صار ليلة العيد فغطي آذانك، طيب، قعاقع بشنان واضح، الشنة القربة اليابسة القديمة يصبخ فيها باليد عليها باليد يصير لها صوت.
يعني يقول: هؤلاء ما ردوا على ابن كرام بشيء، بل هو أقرب إلى الحق منهم، نعم، انتهى الوقت؟ هاه؟
الطالب : بشماني
الشيخ : بشماني؟ بشماني؟ لا، بشناني جمع شنة، طيب، كم قرأنا والله ما حنا بنمشي.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ أقول ما نمشي، لكن أنا يهمني أن تفهموا بس، أهم شيء الفهم.
الطالب : قوله ... بذاته ...
الشيخ : نعم أو خارج ذاته، طيب.
المناقشة والمراجعة
الطالب : الأشاعرة الأشاعرة
الشيخ : هاه؟
الطالب : الأشاعرة ...
الشيخ : الذين قالوا إنه بمشيئة انقسموا إلى قسمين؟
الطالب : الأشاعرة
الشيخ : هاه؟ اذكر مذهبهم أول ونشوف عاد أعيانهم، محمد؟
الطالب : قال إنه ... مشيئته
الشيخ : لا، بغير مشيئة؟
الطالب : بغير مشيئة؟
الشيخ : نعم.
الطالب : انقسموا إلى قسمين.
الشيخ : نعم.
الطالب : قسم قالوا
الشيخ : إن كلام الله
الطالب : إن كلام الله
الشيخ : هو المعنى
الطالب : هو المعنى القائم بالنفس.
الشيخ : دون اللفظ، والقسم الثاني؟
الطالب : قالوا
الشيخ : هو المعنى واللفظ، وجعلوا اللفظ مقترنا بعضه ببعض، غير مخلوق، هم ما يرون أنه مخلوق.
طيب، إذن الذين قالوا إنه بغير مشيئة انقسموا قسمين: قسم قالوا إن كلام الله هو المعنى دون اللفظ، وجعلوا المعنى في ذاته واللفظ خارج ذاته مخلوق، انتبهوا.
والقسم الثاني، قالوا: إن كلام الله هو اللفظ والمعنى فهو في ذاته، لا خارج ذاته، لكن جعلوا الألفاظ مقترنة، ويسمى هؤلاء الاقترانية، يعني فجعلوا الباء والسين والميم الثلاثة كلها شيء واحد، وقالوا إن الترتيب في أيش؟ في السمع فقط، لا في وجود الحرف في الأصل، أعرفتم يا جماعة؟ وابن القيم أنكر عليهم هذا.
ثم الذين قالوا إنه معنى في ذاته واللفظ خارج ذاته مخلوق انقسموا أيضا، منهم من قال: إنه معنى واحد، وهؤلاء هم الأشاعرة، فقالوا: كل الكلام معنى واحد، ما يمكن يتجزأ، ولا يمكن يختلف في الأوصاف، لا أوصاف ولا أنواع، معنى واحد، فالخبر والاستفهام والأمر والنهي والتوراة والإنجيل والقرآن والزبور كلها إيه؟ شيء واحد، قل لا تقل، شيء واحد، نعم، اعبد الله لا تشرك به شيء واحد، وبعضهم جعله أنواعا، كم؟
الطالب : خمسة.
الشيخ : أربعة أنواع: أمر ونهي وخبر واستخبار، وبعضهم قال خمسة، وجعل هناك أصل كالأساس تجتمع فيه هذه الأربعة، ثم اختلفوا أيضا، هل نقول إنه عبارة أو نقول إنه حكاية، وقسم ثالث قال: كل هذا خلاف لفظي لا معنى له ولا فائدة منه. طيب، الذين قالوا إنه بمشيئة قسمان أو طائفتان، طائفة تقول: إنه بمشيئته وفي ذاته، لكنه حادث بعد أن لم يكن ممكنا وأبدي، وهؤلاء من؟ الكرّامية، قالوا: يمتنع أن يكون الكلام أزليا، بل الكلام حادث بعد أن لم يكن، ولكنه لما حدث عاد يكون مستمرا دائما وأبدا. لماذا ذهبوا هذا المذهب؟ خوفا من تسلسل الحوادث في الماضي، وقالوا: الحوادث تسلسلها في الماضي ممنوع، فجعلوه حادثا بعد أن لم يكن، ومتعلق بمشيئته ولا لأ؟ متعلق بمشيئته، فخالفوا أهل السنة في أنه حادث، لكن نعم حادث الآحاد والنوع، ووافقوا أهل السنة بأنه أبدي دائما، وأنه متعلق بمشيئته، وابن القيم رحمه الله دافع عن هذا المذهب دافع عن هذا المذهب في مقابلة من؟ في مقابلة الأشاعرة والكلابية ونحوهم الذين شنوا عليهم الغارة، نعم.
تنبيه على شرح الشيخ في قول الناظم: ولقد تقلد كفرهم خمسون في*** عشر من العلماء في البلدان
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
" فصل في ذكر مذهب أهل الحديث "
الشيخ : فيه أيضا يا جماعة حنا قلنا
" ولقد تقلد كفرهم خمسون في *** عشر من العلماء في البلدان "
ذكرنا أنه " تقلد كفرهم خمسون في عشر " يعني أنه كفر ككفرهم، ولكن المعنى الذي ذكره الشراح يقول: " تقلد كفرهم " أي: حكم بكفرهم خمسون في عشر، أي: خمسمئة عالم، خمسمئة عالم كفروا أهل الاعتزال والجهمية بقولهم هذا، أي: بقولهم إن كلام الله مخلوق، نعم، فلذلك يجب تصحح هذه يا عبدالرحمن سجلها على الصواب، وكذلك أنتم أيضا تسجيل أمس يلغى بالنسبة لشرحنا في قوله: " ولقد تقلد كفرهم خمسون "
الطالب : نحن عندنا مرفوعة.
الشيخ : نعم؟
الطالب : عندنا مرفوعة.
الشيخ : أيش؟
الطالب : كفرُهم بالرفع.
الشيخ : لا، عندنا، طيب وخمسون؟ هاه؟
الطالب : خمسون بالرفع
الشيخ : بالرفع؟ خلاص إذن الصواب معنا نسختي، نعم، هاه؟
الطالب : الترجمة؟
الشيخ : هاه؟
الطالب : الترجمة؟
الشيخ : أيش
الطالب : الترجمة؟
الشيخ : التراجم أنا ودي التراجم تحطوا لها دفتر جزاكم الله خير.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ تخلونها في دفتر علشان.
10 - تنبيه على شرح الشيخ في قول الناظم: ولقد تقلد كفرهم خمسون في*** عشر من العلماء في البلدان أستمع حفظ
ترجمة الزاغوني والطبراني واللالكائي والحسن البصري
الزاغوني: هو الإمام العلامة البغدادي صاحب التصانيف، ولد سنة خمس وخمسين وأربعمئة، وتوفي في السابع عشر لمحرم سنة سبع وعشرين وخمسمئة، وعمره اثنان وستين سنة.
الشيخ : ما شاء الله طيب.
الطالب : وهو شيخ أبو الفرج.
الشيخ : نعم
الطالب : هو نفسه هذا
الشيخ : إيه نعم
الطالب : لأنه تكلم فيه
الشيخ : صاحب ابن الجوزي؟
الطالب : إيه نعم.
الشيخ : هذا أخذته من ابن رجب؟
الطالب : لا، هذه أخذته من سير أعلام النبلاء.
الشيخ : زين
الطالب : لأنه يقول الذهبي يقول " ورأيت لأبي الحسن بخطه مقالة في الحرف والصوت عليه والله يغفر له فيما ليته سكت "
الشيخ : صار اندب
الطالب : ...
الشيخ : اندب نعم والثاني؟
الطالب : والثاني الطبراني: أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مقيظ اللخمي الشامي الطبراني صاحب المعاجم ...، مولده في مدينة عكة في شهر صفر سنة ستين ومئتين، وكانت أمه عكاوية، توفي لليلتين باقيتين من ذي القعدة سنة ستين وثلاثمئة بأصفهان وعمره مئة عام وعشرة أشهر.
الشيخ : الله أكبر، ألله أكبر، نعم.
الطالب : اللالكائي، وهو: هبة الله بن الحسن بن منصور بن القاسم الرازي طبري الأصل ويعرف باللالكائي، قدم بغداد فاستوطنها ودرس فقه الشافعي، توفي يوم الثلاثاء لست خلون
الشيخ : خَلَون خَلَون، لست خَلَون.
الطالب : خلون من شهر رمضان سنة ثمانية عشر وأربعمئة.
الشيخ : كم مولده؟
الطالب : ما ذكره
الشيخ : مولده.
الطالب : ما ذكره.
الشيخ : طيب.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : يقال مولى زيد بن ثابت، ويقال مولى جميل بن ...، وأمه خيرة مولاة أم سلمة.
الشيخ : مولى، الله أكبر، نعم.
الطالب : ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه، تربى في بيت أم سلمة رضي الله عنها، قال الأعمش: " ما زال حسن يعي الحكمة حتى نطق بها " وكان إذا ذكر عند أبي جعفر يعني الحافظ، قال: " ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء ".
الشيخ : الله أكبر.
الطالب : توفي سنة مئة وعشرة، عن عمر تسعة وثمانين، قال الذهبي: " وقد ".
القراءة من قول الناظم: فصل في ذكر مذهب أهل الحديث والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ومحمد وأئمة الإيمان قالوا بأن الله حقا لم يزل*** متكلما بمشيئة وبيان إن الكلام هو الكمال فكيف يخـ*** ـلو عنه في أزل بلا إمكان ويصير فيما لم يزل متكلما*** ماذا اقتضاه له من الإمكان وتعاقب الكلمات أمر ثابت*** للذات مثل تعاقب الأزمان والله رب العرش قال حقيقة*** حم مع طه بغير قران بل أحرف مترتبات مثل ما*** قد رتبت في مسمع الإنسان وقتان في وقت محال هكذا*** حرفان أيضا يوجدا في آن من واحد متكلم بل يوجدا*** بالرسم أو بتكلم الرجلان هذا هو المعقول أما الإقترا***ن فليس معقولا لذي الأذهان
والآخرون أولو الحديث كأحمد *** ومحمد وأئمة الإيمان
قالوا بأن الله حقا لم يزل *** متكلما بمشيئة وبيان
إن الكلام هو الكمال فكيف يحلو *** عنه في أزل بلا إمكان "
الطالب : يحلو ولا يخلو؟
الشيخ : يخلو يخلو، فكيف يخلو عنه.
القارئ : " إن الكلام هو الكمال فكيف يخلو *** عنه في أزل بلا إمكان
ويصير فيما لم يزل متكلما *** ماذا اقتضاه له من الإمكان
وتعاقب الكلمات أمر ثابت *** للذات مثل تعاقب الأزمان
والله رب العرش قال حقيقة *** حم مع طه بغير قران
بل أحرف مترتبات مثل ما *** قد رتبت في مسمع الإنسان
وقتان في وقت محال هكذا *** حرفان أيضا يوجدا في آن
من واحد متكلم بل يوجدا *** بالرسم أو يتكلم الرجلان "
الشيخ : بتكلم.
القارئ : بتكلم.
الشيخ : أو بتكلم الرجلان
القارئ : " من واحد متكلم بل يوجدا *** بالرسم أو بتكلم الرجلان
هذا هو المعقول أما الاقتران *** فليس معقولا لذي الأذهان
وكذا كلام من سوى متكلم *** أيضا "
الشيخ : بس.
12 - القراءة من قول الناظم: فصل في ذكر مذهب أهل الحديث والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ومحمد وأئمة الإيمان قالوا بأن الله حقا لم يزل*** متكلما بمشيئة وبيان إن الكلام هو الكمال فكيف يخـ*** ـلو عنه في أزل بلا إمكان ويصير فيما لم يزل متكلما*** ماذا اقتضاه له من الإمكان وتعاقب الكلمات أمر ثابت*** للذات مثل تعاقب الأزمان والله رب العرش قال حقيقة*** حم مع طه بغير قران بل أحرف مترتبات مثل ما*** قد رتبت في مسمع الإنسان وقتان في وقت محال هكذا*** حرفان أيضا يوجدا في آن من واحد متكلم بل يوجدا*** بالرسم أو بتكلم الرجلان هذا هو المعقول أما الإقترا***ن فليس معقولا لذي الأذهان أستمع حفظ
بيان مذهب أهل الحديث في كلام الله وأنه صفة كمال لله وأن الكلام حقيقة متعاقبة والرد على المخالفين في ذلك كله
هذا مذهب أهل الحديث، وأهل الحديث يراد بهم صنفان: رواة الحديث وفقهاء الحديث، فذكر المؤلف رحمه الله من كان من الصنفين جميعا، فقال:
" والآخرون أولو الحديث كأحمد *** ومحمد "
أحمد بن حنبل ومحمد بن إسماعيل البخاري. أحمد بن حنبل لاشك أنه من رواة الحديث وفقهاء الحديث، والبخاري رحمه الله لا شك أنه من رواة الحديث، ولكنه في فقه الحديث ليس كالإمام أحمد، ولهذا يعتبر من المحدثين والإمام أحمد يعتبر من المحدثين الفقهاء، هؤلاء
" وأئمة الإيمان قالوا بأن الله حقا لم يزل *** متكلما بمشيئة وبيان "
لم يزل هذا في الأزل.
" إن الكلام هو الكمال "
ولا شك فيه، الكلام كمال، أليس كذلك؟
الطالب : بلى
الشيخ : هو الذي يتكلم به المتكلم ليأمر وينهى ويعظ، فالله عز وجل من كماله كلامه، ومن المعلوم أن الأخرص لا يعد كاملا، ولذلك كان زكريا عليه الصلاة والسلام طلب من الله آية قال: (( ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا )) ولما كان هذا يخشى منه العيب وهو عيب، قال الله له في آية أخرى: (( ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا )) يعني ما فيك عيب، نعم، لأنه لا شك أن عدم الكلام عيب، فالكلام كمال.
" فكيف يخلو*** عنه في أزل بلا إمكان
ويصير فيما لم يزل متكلما *** ماذا اقتضاه له من الإمكان "
هذا رد على من؟ هاه؟ الكرامية الذين يقولون في الأول: لا يمكن، وفي الثاني صار ممكن، يقول ماذا اقتضاه له من الإمكان، ما الذي جعله في الأول مستحيلا، وفي الثاني ممكنا. ثم قال
" وتعاقب الكلمات أمر ثابت *** للذات مثل تعاقب الأزمان "
رد على من؟ رد على الاقترانية، تعاقب الكلمات والحروف أيضا أمر ثابت مثلَ ويجوز مثلُ تعاقب الأزمان، والله، نعم، هذا رد على الاقترانية، ثم قال:
" والله رب العرش قال حقيقة *** حم مع طه بغير قران "
هذا أيضا رد على الجهمية والمعتزلة والاقترانية، قال حقيقة، أما عند المعتزلة والجهمية فلم يقل حقيقة، قالوا: إضافة الكلام إليه على سبيل المجاز، لأنه خلق الكلام، قال:
" بل أحرف مترتبات مثل ما *** قد رتبت في مسمع الإنسان " يعني: ليست مقترنة بل هي أحرف متعاقبة.
" وقتان في وقت محال " صح، وقتان في وقت، يعني ما يمكن يكون الضحى هو العصر، والعصر هو الضحى، هذا شيء مستحيل، كذلك أيضا حرفان أيضا يوجدا في آن، يعني مستحيل، ويوجدا مر علينا نظيرها أن ابن القيم رحمه الله يرى جواز حذف النون اللي هو علامة الرفع من أجل الشعر.
طيب، هل يمكن أن يوجد حرفان في حرف واحد؟ غير ممكن، في آن واحد، من واحد متكلم، واحد متكلم يوجد منه حرفان في كلامه في آن واحد مستحيل، إذا نطق بالباء في بسم الله ما يمكن ينطق بالسين، وإذا تعدى الباء وجاءت السين ما يمكن ينطق بالباء.
" بل يوجدا *** بالرسم أو بتكلم الرجلان "
يمكن بالرسم قد يوجدان، ترسم الباء على السين فتقترن بها، أو بتكلم الرجلان، أنا أقول: بسم الله الرحمن الرحيم يوم وصلت السين قلت أنت بسم الله، فصارت السين مع الباء، لكن من متكلم واحد ولا من اثنين؟ من اثنين، نعم، طيب.
طيب، " بتكلم الرجلان " ليش ما قال الرجلين؟ إما أن تقول للضرورة، وإما أن تقول على لغة من يلزم المثنى الألف، نعم.
" يا ليت عيناها لنا وفاها "
يا ليت عيناها، ولو أتى على اللغة المشهورة لقال عينيها.
طيب، يقول: " هذا هو المعقول أما الاقتران فليس معقولا لذي الأذهان " ثم قال: " وكذا كلام "
الطالب : انتهى الوقت
الشيخ : انتهى الوقت؟ إيه.
الشيخ : أو بأهل الحديث بأن الله لم يزل متكلما بمشيئة وبيان، ويا حبذا لو علمنا أدلة هذا بأن الله لم يزل متكلما ولا يزال متكلما، نعم.
نقول: لم يزل ولا يزال متكلما دلالته عقلية، وذلك أن أفعال الله لم تزل وكل فعل من أفعال الله فإنه مقرون بقول ما هو؟ كن (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )).