القراءة من قول الناظم: فصل في إلزامهم بالقول بأن كلام الخلق، حقه وباطله، عين كلام الله سبحانه أوليس قد قام الدليل بأن أف*** عـال العباد خليقة الرحمن من ألف وجه أو قريب الألف يحـ***صيـها الذي يعنى بهذا الشان فيكون كل كلام هذا الخلق عيـ*** ـن كلامه سبحان ذي السلطان إذ كان منسوبا إليه كلامه*** خلقا كبيت الله ذي الأركان هذا ولازم قولكم قد قاله*** ذو الاتحاد مصرحا ببيان حذر التناقض إذ تناقضتم ولـ***كـن طرده في غاية الكفران فلئن زعمتم أن تخصيص القرآ***ن كبيته وكلاهما خلقان فيقال ذا التخصيص لا ينفي العمو***م كرب ذي الأكوان ويقال رب العرش أيضا هكذا*** تخصيصه لإضافة القرآن لا يمنع التعميم في الباقي وذا*** في غاية الإيضاح والتبيان
" فجحدت أوصاف الكمال مخافة *** التشبيه والتجسيم بالإنسان
ووقعت في تشبيهه بالجامدات *** الناقصات وذا من الخذلان "
نعم؟
الطالب : ... الناقصات.
الشيخ : اللي عندي بالجامدات الناقصات وهي أصح، نعم. طيب، يقول أنت الآن نفيت صفة الكلام مخافة أن تشبهه بالإنسان، ووقعت بأيش؟ هاه؟ بتشبيهه بالجماد، وأيما أولى أن يشبه الشيء بالإنسان أو بالجماد؟ بالإنسان لا شك في هذا، ولهذا يقال: فلان حجر، هذا نقص، يعني: صلب ما يلين أبدا، فلا يشبه بالجماد إلا ما هو أنقص ممن يشبه بالإنسان، فأنتم الآن، يقول:
" الله أكبر هتكت أستاركم *** حتى غدوتم ضحكة الصبيان "
صحيح، هتك الله أستارهم حتى صاروا ضحكة للناس.
وعلى هذا فنقول: إذا انتفت صفة الكلام عن الله انتفت صفة الكمال، لأن عدم الكلام أيش؟ نقص.
فإذا قالوا: عدم الكمال نقص لمن يقبل الكلام، وأما من لا يقبل الكلام فليس انتفاء الكلام عنه نقصا، عرفتم الآن؟
قلنا: إذا قلتم إن الله ليس بقابل للكلام صار أشد نقصا مما إذا قلتم إنه قابل للكلام، لأن من يقبل صفة الكمال أعلى حالا ممن لا يقبل صفة الكمال، وحينئذ فررتم من تشبيهه بالإنسان ووقعتم في تشبيهه بالجماد، فصار ما وقعتم فيه أعظم تنقيصا لله مما فررتم منه، نعم.
الطالب : شيخ ...
الشيخ : نعم؟ لا فرق هذه ما في شيء، نعم.
القارئ : " فصل في إلزامهم بالقول بأن كلام الخلق حقُّه وباطلُه عين كلام الله سبحانه "
الشيخ : حقَّه وباطلَه، يعني: بأن كلام الخلق حقَّه.
القارئ : " حقَّه وباطلَه عين كلام الله سبحانه أوليس قد قام الدليل بأن*** "
الشيخ : أو ليس؟
القارئ : " أو ليس قد قام الدليل بأن *** "
الشيخ : لا ... الشطر، بأن أف
القارئ : " أو ليس قد قام الدليل بأن أف *** عال العباد خليقة الرحمن
من ألف وجه أو قريب الألف *** "
الشيخ : لا تستعجل، كمل الشطر، يح
الطالب : حط للشطر الألف.
القارئ : ...
الشيخ : ما يخالف ما يخالف
القارئ : طيب.
الشيخ : الحق مرجوع إليه، نعم.
القارئ : يحصيها
الشيخ : " من ألف وجه أو قريب الألف يح *** صيها الذي يعنى بهذا الشان "
القارئ " من ألف وجه أو قريب الألف *** يحصيها الذي يعنى بهذا الشان
فيكون "
الخلق أقف عليها؟
الشيخ : شف، " فيكون كل كلام هذ الخلق، فيكون كل كلام هذا الخلق عي*** ن كلامه " الياء.
القارئ : " فيكون كل كلام هذا الخلق عي ***ن كلامه سبحان ذي السلطان
إذ كان منسوبا إليه كلامه *** خلقا كبيت الله ذي الأركان
هذا ولازم قولكم قد قاله *** ذو الاتحاد مصرحا "
الشيخ : ذو الاتحاد.
القارئ : " هذا ولازم قولكم قد قاله *** ذو الإتحاد "
الشيخ : ذو الاتحاد، همزة وصل، نعم.
القارئ " هذا ولازم قولكم قد قاله *** ذو الاتحاد مصرحا ببيان
حذر التناقض إذ تناقضتم *** ولكن طرده في غاية الكفران "
الشيخ : ولا، تقف عليها.
القارئ : " حذر التناقض إذ تناقضتم ول *** كن طرده في غاية الكفران
فلئن زعمتم أن تخصيص القرآن *** كبيته وكلاهما خلقان
فيقال ذا التخصيص لا ينفي العموم *** كرب ذي الأكوان
ويقال رب العرش أيضا هكذا *** تخصيصه لإضافة القرآن
لا يمنع التعميم في الباقي وذا *** في غاية الإيضاح والتبيان "
الشيخ : الحمد لله رب العالمين.
1 - القراءة من قول الناظم: فصل في إلزامهم بالقول بأن كلام الخلق، حقه وباطله، عين كلام الله سبحانه أوليس قد قام الدليل بأن أف*** عـال العباد خليقة الرحمن من ألف وجه أو قريب الألف يحـ***صيـها الذي يعنى بهذا الشان فيكون كل كلام هذا الخلق عيـ*** ـن كلامه سبحان ذي السلطان إذ كان منسوبا إليه كلامه*** خلقا كبيت الله ذي الأركان هذا ولازم قولكم قد قاله*** ذو الاتحاد مصرحا ببيان حذر التناقض إذ تناقضتم ولـ***كـن طرده في غاية الكفران فلئن زعمتم أن تخصيص القرآ***ن كبيته وكلاهما خلقان فيقال ذا التخصيص لا ينفي العمو***م كرب ذي الأكوان ويقال رب العرش أيضا هكذا*** تخصيصه لإضافة القرآن لا يمنع التعميم في الباقي وذا*** في غاية الإيضاح والتبيان أستمع حفظ
التعليق على الأبيات السابقة، الرد على من قال أن كلام الله مخلوق وما يلزم من كلامهم
" وكل كلام في الوجود كلامه *** سواء علينا نثره ونظامه "
التزم، الاتحادي فصار أطرد قاعدة منهم، ليش؟ لأنه طرد قوله لم يتناقض، قال: كل ما خلق الله من الكلام فهو كلامه، وهم تناقضوا فجعلوا الكلام الذي أضافه الله إليه كلامه، وكلام الناس ليس كلامه، ما أدري واضح ولا؟ واضح محمد؟ طيب.
نقول: يلزمكم إذا قلتم بأن الله لا يتكلم وأن الكلام مخلوق، يلزمكم أن تقولوا بأن كلام جميع الناس كلام لله، بأن كلام الناس كلام لله، لأنه مخلوق، وإضافة كلامه إليه لا يمنع أن يكون غيره مخلوقا، كما أضاف إليه البيت وهو خلقه، ولا يمنع أن تكون البيوت الأخرى مخلوقة له، وكما أضاف إليه الناقة ولا يمنع أن تكون النوق الأخرى مخلوقة له، كذلك أيضا أضاف الكلام إليه وهو مخلوق له، فكلام الناس مخلوق له، فعلى زعمكم يكون كلام الناس كلام الله لأنه مخلوق.
فإذا قلتم: إن الكلام وإن كان مخلوقا فهو كلامه، لزمكم أن تقولوا إن كلام المخلوقات كلام الله، واضح التلازم؟ هاه؟
الطالب : فإن قالوا نحن ما ألزمنا هذا الشيء؟
الشيخ : لا، سيجيب المؤلف عنها.
المهم الآن نقول لهم: إذا قلتم بأن الله لا يتكلم وأن كلامه مخلوق، قلنا: يلزمكم أن تقولوا بأن كلام الناس كلام الله، لأنه مخلوق، حيث جعلتم ما خلق الله من الكلام كلاما له، فيلزمكم على هذا أن تكون كلام المخلوقات أيش؟ كلاما لله لأنها مخلوقة، أي فرق بين الكلام الذي هو كلام الله وأنتم تقولون مخلوق وبين الكلام الآخر، كلها مخلوقة، فإذا كانت الإضافة عندكم لأنه مخلوق، فهذا يشمل جميع الكلام، حتى كلام الخلق، ولهذا أهل الوحدة والاتحاد اللي قالوا وحدة الوجود، قالوا: نعم، كلام الورى كلام للخالق، وقالوا بالبيت المشهور
" وكل كلام في الوجود كلامه *** سواء علينا نثره ونظامه "
ولنستمع الآن إلى كلام المؤلف، قال:
" أو ليس قد قام الدليل بأن *** أفعال العباد خليقة الرحمن "
الجواب: بلى، دليل واحد؟ قال المؤلف:
" من ألف وجه أو قريب الألف *** يحصيها الذي يعنى بهذا الشان "
لو ندور ما لقينا ولا خمسين، نعم، لكن المؤلف يقول: من ألف وجه أو قريب الألف، خلها تسعمئة، تسعمئة دليل تدل على أن أفعال العباد مخلوقة لله عز وجل، عرفتم؟ من يحصيها؟ الذي يعنى بهذا الشأن، يعتني به ويلتمس الأدلة النقلية والعقلية من الكتاب والسنة والعقل والحس، يحصيها، فيكون يعني على هذا
" يكون كل كلام هذا الخلق *** عين كلامه "
ليش كان عين كلامه؟ لأنه مخلوق له، فأنتم تقولون كلام الله مخلوق له، فجعلتم الكلام المخلوق عين كلام الخالق، نقول لهم: وكلام البشر مخلوق فعلى رأيكم يكون عين كلام الخالق.
قال: " سبحان ذي السلطان إذ كان منسوبا إليه كلامه *** "
يعني كلام الخلق " خلقا "، " إذ كان منسوبا إليه كلامه *** خلقا "
ويجوز أن يكون كلامه أي كلام الله، يعني: إذا كان كلام الله منسوبا إليه لأنه خلقه، فليكن كلام البشر منسوبا إلى الله لأنه خلقه، صح ولا لا؟ فهم يقولون نسب إلى الله لأنه خلقه، وإضافته إليه كإضافة ناقة الله وبيت الله إلى الله. نقول: إذا كان منسوبا إليه لأنه خلقه، فقولوا أيضا بأن كلام الناس كلام الله منسوب إليه لأنه خلقه، يلزمهم هذا، ما داموا يجعلون القاعدة كل كلام خلقه الله فهو ينسب إليه، فليكن كلام الخلق منسوبا إلى من؟ إلى الله.
" إذ كان منسوبا إليه كلامه *** خلقا " لأنهم يقولون الكلام مخلوق، " كبيت الله ذي الأركان " الآن بيت الله أضافه الله إليه خلقا
الطالب : تشريف
الشيخ : إيه، خلقا ولا لأ؟ خلقا، لكنه أضافه للتشريف، لما أضاف الله البيت إليه خلقا، هل منع أن يكون غير بيت الله خلقا له؟ هو خلق المساجد الأخرى، خلق الجبال، خلق الأنهار، فلما أضاف الله الخلق إلى البيت لم يكن، نعم، لما أضاف الله البيت إلى نفسه خلقا لم يكن هذا مانعا بأن ينسب إليه المخلوقات أيضا، فالكل مخلوقات الله، كلها مخلوقات الله، هذا الجبل خلق الله، هذه الشمس خلق الله، هذا البيت خلق الله، واضح؟ فلما نسب إلى الله خلقا لم يمنع أن ينسب إليه الآخر. قال: " هذا ولازم قولكم قد قاله *** ذو الاتحاد مصرح ببيان
قاله حذر التناقض إذ تناقضتم *** "
الاتحادي من هو؟ الذي قال بوحدة الوجود، وقال: إن كلام الخلق هو كلام الخالق، لأن الله خلقه فهو كلامه، يقول ابن القيم: إن الاتحادي التزم بهذا وطرده، وأنتم تناقضتم، فقلتم: كلام البشر لا ينسب إلى الله وإن كان خالقه، والكلام المخلوق الذي ينسب إلى الله ينسب إلى الله، نعم، هذا تناقض ولا لأ؟ لأنكم إذا جعلتم نسبته إلى الله أو وجه نسبته إلى الله أنه خلقه لزمكم أن تنسبوا كلام الخلق إلى الله لأن الله خلقه، ولا فرق. طيب، يقول: إن الاتحادي طرده.
" *** لكن طرده في غاية الكفران "
ما فيه شك، نحن نكفره وأنتم تكفرونه، الاتحادي اللي يقول إن كلام الخلق هو عين كلام الخالق كافر، نحن نكفره وهم يكفرونه أيضا، وهذا الاطراد اطراد في باطل غير مقبول.
" فلئن زعمتم أن تخصيص القرآن *** كبيته وكلاهما خلقان
فيقال ذا التخصيص لا ينفي العموم *** كرب ذي الأكوان "
نعم، لو قلتم لو زعمتم أن تخصيص القرآن كتخصيص بيته، يعني: أن الله أضافه إليه تشريفا وتعظيما، كما أضاف البيت إليه تشريفا وتعظيما، نقول: هذا لا يمنع أن يكون غير البيت مخلوقا لله ومنسوبا إليه، كذلك لا يمنع لما أضاف الكلام إلى نفسه أن يكون كلام غيره منسوبا إليه ومخلوقا، فالحقيقة أن الكلام باعتبار ما أضيف إلى الله وما أضيف للبشر كالبيت باعتبار إضافته لله وكغيره من الأكوان، فتخصيص البيت بأنه بيت الله وهو الذي خلقه، لا يمنع أن يكون خلق غيره أيضا، وينسب إلى الله غير البيت خلقا ولا ما ينسب؟ ينسب إلى الله خلقا، قال: خلق السماوات، ويقول: السماوات خلقه.
" ويقال أيضا رب العرش أيضا هكذا *** تخصيصه لإضافة القرآن
لا يمنع التعميم في الباقي *** "
الله أضاف الربوبية إلى العرش، فقال: (( رب العرش العظيم )) هل إضافته الربوبية للعرش يقتضي أنها خاصة بالعرش، أو هي عامة؟
الطالب : عامة.
الشيخ : ولهذا قال:
" لا يمنع التعميم في الباقي وذا *** في غاية الإيضاح والتبيان "
فكذلك إذا أضاف الله الكلام الذي زعمتم أنه مخلوق إلى نفسه لا يمنع أن يكون غيره من الكلام منسوبا إلى الله أيضا، لأنه خلقه، فالتخصيص لا يمنع التعميم، هذا خلاصة كلام ابن القيم.
فصار الآن هذا الفصل خلاصته: أنه يلزم على قولهم إن كلام الله مخلوق أيش؟ أن يكون كل كلام في الوجود كلاما لله منسوبا إليه، لأن العلة في نسبة كلام الله إليه ما هو؟ أنه مخلوق له، فنقول هذه العلة ثابتة في كلام الناس، فإن كلام الناس مخلوق لله، فيلزمكم على هذا أن يكون كلام الناس كلاما لله كما قلتم في الكلام المخلوق أنه منسوب إلى الله، نقول أيضا هذا كلام مخلوق فينسب إلى الله، عرفتم ولا لأ؟
فإذا قالوا: إن نسبته إلى الله كنسبة البيت إلى الله. قلنا لهم: ونسبة البيت إلى الله لا يقتضي التخصيص، فإن الله تعالى أضاف البيت إليه على سبيل التشريف، وأما على سبيل الخلق فإن غير البيت أيضا داخل في كونه مخلوقا لله، كرب العرش، هل نقول: إن الله لما أضاف ربوبيته إلى العرش اقتضى ذلك ألا يكون ربا لغيره؟ لا ما نقول هكذا، فالتخصيص لا يمنع التعميم، نعم.
المناقشة والمراجعة
الشيخ : صح، انتفاء الرسالة، طيب كيف ذلك؟
الطالب : لأن كل رسول إذا أرسله الله تعالى لأجل إبلاغ كلامه، وإذا كان ليس متكلما فلِمَ يبلغ كلامه.
الشيخ : نعم، أحسنت وكل رسول بوحي.
الطالب : وكل رسول بالوحي والكلام.
الشيخ : تمام بارك الله فيك، الثاني؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، يلزم منه أن يقال كل كلام الخلق كلام لله، لأن الله خلقه. فإذا قال هو: إن كلام الله أضافه لنفسه، نقول: إضافته هذه لا تمنع أن يكون غيره من كلامه، لأن كل مخلوق نسب إليه على صفة الخلق كما أضاف ربوبيته لمكة: (( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء )) نعم.
الطالب : يا شيخ أن الكلام في حق الله صفة كمال، فإنكار صفة الكلام ... كمال
الشيخ : لزم ثبوت
الطالب : ... الكمال
الشيخ : صح، أنه إذا انتفت صفة الكمال، والكلام كمال، لزم من ذلك أن يتصف بالنقص وهو الخرص.
فإذا قال: إنما يلزم ذلك فيما كان قابلا، عبد الرحمن؟
الطالب : نعم، نقول: ... وصفتموه بشيء أشد في النقصان لأن.
الشيخ : يعني إذا جعلتموه غير قادر للكلام وهو كمال
الطالب : نعم، فقد وصفتوه بوصف أبلغ من وصفه بالخرس.
الشيخ : أشد نقصا من وصفه بالخرس.
الطالب : لأن الأخرس أفضل من الجدار الأصم.
الشيخ : نعم، لأن الأخرس في الأصل قابل للكلام الذي هو الكمال، بخلاف الجدار الذي لا يقبل ذلك، فهو أنقص من الأخرس، واضح؟
إذن هؤلاء فروا من شيء ووقعوا في شيء شر منه، وهكذا كل مبتدع، كل مبتدع بل كل مبطل على سبيل العموم، فإنه يفر من شيء ويقع في شيء شر منه، طيب نقرأ.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى.
الشيخ : بقية الناس ما يسمعك.
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
" فصل في التفريق بين ما يضاف إلى الرب تعالى من الأوصاف والأعيان "
الشيخ : لا، في التفريق بين الخلق والأمر
الطالب : هو واحد
الشيخ : ... نعم
القارئ : " والله أخبر في الكتاب "
الشيخ : فصل: في التفريق بين الخلق والأمر، قبله فصل ...
القراءة من قول الناظم: فصل في التفريق بين الخلق والأمر ولقد أتى الفرقان بين الخلق والـ***أمر الصريح وذاك في الفرقان وكلاهما عند المنازع واحد*** والكل خلق ما هنا شيئان والعطف عندهم كعطف الفرد من*** نوع عليه وذاك في القرآن فيقال هذا ذو امتناع ظاهر*** في آية التفريق ذو تبيان فالله بعد الخلق أخبر أنها*** قد سخرت بالأمر للجريان وأبان عن تسخيرها سبحانه*** بالأمر بعد الخلق بالتبيان والأمر إما مصدر أو كان مفعـ***ـولا هما في ذاك مستويان مأموره هو قابل للأمر كالـ*** مصنوع قابل صنعة الرحمن فإذا انتفى الأمر انتفى المأمور كالـ*** مخلوق ينفى لانتفا الحدثان وانظر إلى نظم السياق تجد به*** سرا عجيبا واضح البرهان ذكر الخصوص وبعده متقدما*** والوصف والتعميم في ذا الثاني فأتى بنوعي خلقه وبأمره*** فعلا ووصفا موجزا ببيان فتدبر القرآن إن رمت الهدى*** فالعلم تحت تدبر القرآن
ولقد أتى الفرقان بين الخلق *** والأمر الصريح وذاك في الفرقان
وكلاهما عند المنازع واحد *** والكل خلق ما هنا شيئان
والعطف عندهم كعطف الفرد من *** نوع عليه وذاك في القرآن
فيقال هذا ذو امتناع ظاهر *** في آية التفريق ذو تبيان
فالله بعد الخلق أخبر أنها *** قد سخرت بالأمر للجريان
وأبان عن تسخيرها سبحانه *** بالأمر بعد الخلق بالتبيان
والأمر إما مصدر أو كان مفعولا *** هما في ذاك مستويان
مأموره هو قابل بالأمر *** كالمصنوع قابل صنعة الرحمن
فإذا انتفى الأمر انتفى المأمور *** كالمخلوق ينفى لانتفا الحدثان
وانظر إلى نظم السياق تجد به *** سرا عجيبا واضح البرهان
ذكر الخصوص وبعده متقدما *** والوصف والتعميم في ذا الثاني
فأتى بنوعي خلقه وبأمره *** فعلا ووصفا موجزا ببيان
فتدبر القرآن إن رمت الهدى *** فالعلم تحت تدبر القرآن "
4 - القراءة من قول الناظم: فصل في التفريق بين الخلق والأمر ولقد أتى الفرقان بين الخلق والـ***أمر الصريح وذاك في الفرقان وكلاهما عند المنازع واحد*** والكل خلق ما هنا شيئان والعطف عندهم كعطف الفرد من*** نوع عليه وذاك في القرآن فيقال هذا ذو امتناع ظاهر*** في آية التفريق ذو تبيان فالله بعد الخلق أخبر أنها*** قد سخرت بالأمر للجريان وأبان عن تسخيرها سبحانه*** بالأمر بعد الخلق بالتبيان والأمر إما مصدر أو كان مفعـ***ـولا هما في ذاك مستويان مأموره هو قابل للأمر كالـ*** مصنوع قابل صنعة الرحمن فإذا انتفى الأمر انتفى المأمور كالـ*** مخلوق ينفى لانتفا الحدثان وانظر إلى نظم السياق تجد به*** سرا عجيبا واضح البرهان ذكر الخصوص وبعده متقدما*** والوصف والتعميم في ذا الثاني فأتى بنوعي خلقه وبأمره*** فعلا ووصفا موجزا ببيان فتدبر القرآن إن رمت الهدى*** فالعلم تحت تدبر القرآن أستمع حفظ
- التفريق بين الأمر والخلق ودمج الجهمية والمعتزلة بينهما والرد عليهما
" ولقد أتى الفرقان بين الخلق *** والأمر الصريح "
الفرقان هنا بمعنى التفريق، أتى بالأمر
" وذاك في الفرقان " المراد بالفرقان الثانية القرآن.
" وكلاهما عند المنازع واحد *** " من المراد بالمنازع؟ الذي يقول إن كلام الله مخلوق، فالأمر والخلق عنده سواء، " والكل خلق "يعني الكل مخلوق، " ما هنا شيئان "، وأهل السنة والجماعة يقولون هنا شيئان: خلق وأمر، فالأمر هو الوحي وهو صفته، والخلق هو مخلوقه وهو فعله، قال:
" والعطف عندهم كعطف الفرد من *** نوع عليه "
العطف عندهم، عند من؟ عند المنازعين، كعطف الفرد من النوع على النوع، فقوله: " كعطف الفرد من *** نوع عليه "
الضمير يعود على النوع. " وذاك في القرآن " يعني: عطف الفرد على النوع موجود في القرآن، فيكون الفرد غير خارج عن النوع، مثال ذلك قوله تعالى: (( تنزل الملائكة والروح فيها )) الروح من الملائكة ليس مبيانا لهم، (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى )) الصلاة الوسطى من الصلوات، فهذا عطف فرد على النوع، هم يقولون (( ألا له الخلق والأمر )) الأمر من الخلق، لكنه فرد من أيش؟ من أفراده، فرد من أفراده، فعطف الأمر على الخلق عند هؤلاء المعطلة من باب عطف الفرد أيش؟ على النوع يا جماعة، خلوكم نشيطين، كقوله (( تنزل الملائكة والروح )) الروح ملك من الملائكة، الأمر خلق من المخلوقات، عرفتم يا جماعة؟ طيب.
قولهم هذا فاسد، ولهذا قال المؤلف:
" فيقال هذا ذو امتناع ظاهر *** في آية التفريق ذو تبيان "
التفريق يعني: بين الأمر والخلق.
" فالله بعد الخلق أخبر أنها *** قد سخرت بالأمر للجريان "
نتلو الآية عشان من أجل أن يتبين (( إن ربكم الله الذي خلق السماوت والأرض في ستة أيام ثم استوى العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره )) النجوم معطوفة على السماوات (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض )) والنجوم معطوفة على السماوات فهي مخلوقة ولا غير مخلوقة؟ مخلوقة، مسخرات حال من النجوم، بأمره، فإذن الأمر صار بعد الخلق أو صار هو الخلق؟ هاه؟ صار بعد الخلق، (( والنجوم مسخرات بأمره )) فإذا كان عندنا خلق سابق وأمر لاحق، هل يمكن أن نجعل الأمر من الخلق؟ لا يمكن، هي خلقت ثم وجهت، سخرت بأمر الله، فدل هذا على أن الأمر غير الخلق، قال:
" فالله بعد الخلق أخبر أنها *** قد سخرت بالأمر للجريان
وأبان عن تسخيرها سبحانه *** بالأمر بعد الخلق بالتبيان "
واضح يا جماعة؟ زين، إذن نقول: جعلنا الأمر من الخلق خطأ، لوقوعه بعده، فهي قد خلقت وانتهت، ثم أمرت أمرا جديدا بالتسخير، سخرت بأمر الله.
ثانيا من الرد عليهم أن نقول: إن الأصل في العطف أيش؟ المغايرة بالذات والنوع والجنس، هذا الأصل، ولا يمكن أن نجعل العطف من باب عطف الفرد على النوع، أو الخاص على العام، إلا بوجود دليل. طيب، قال المؤلف:
" والأمر إما مصدر أو كان *** مفعولا هما في ذاك مستويان "
(( ألا له الخلق والأمر )) الأمر هنا هل هي مصدر أو اسم مفعول؟ يقول ابن القيم: اجعلها مصدرا أو اجعلها اسما، كلاهما يدل على أن الأمر ليس هو الخلق.
وجه ذلك: أنك إذا جعلت الأمر مصدرا وهو واحد الأمور أو واحد الأوامر؟ واحد الأوامر، إذا جعلته مصدرا وهو الأظهر أنه مصدر، فإنه يدل على أن هذا الأمر حصل بالقول، يعني: خلق ثم أمر. وإن جعلت الأمر بمعنى اسم المفعول والمصدر يأتي بمعنى اسم المفعول فإنه ما من مأمور إلا وقد وجه عليه أيش؟ أمر، فمن لازم وجود المأمور وجود الأمر، كذا؟ فإذن عاد التأويل الثاني وهو أن تجعل الأمر اسم مفعول إلى المعنى الأول وهو إثبات الأمر لله عز وجل، والأمر كما تقرر عندنا الآن هو الخلق ولا غيره؟ غير الخلق.
معنى قول الناظم: والأمر إما مصدر أو كان..وتفسير قوله تعالى:" إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " وفائدة تدبر القرآن
" أو كان *** مفعولا " وهذا رأي المعطلة، يقولون: الأمر ما هو شيء يتصف به الخالق هو وصفه، بل الأمر بمعنى المأمور أي المخلوق، طيب.
" ***هما في ذاك مستويان
مأموره هو قابل للأمر *** " يعني: ليس هناك مأمور إلا وقد صدر إليه الأمر فقَبِل الأمر.
" هو قابل الأمر *** كالمصنوع " هل يوجد مصنوع بدون صنعة؟ هاه؟ إذن لا يوجد مأمور يدون؟ بدون أمر.
" *** كالمصنوع قابل صنعة الرحمن
فإذا انتفى الأمر انتفى المأمور *** كالمخلوق ينفى لانتفا الحدثان "
يقول: إذا انتفى الأمر انتفى المأمور صح ولا لأ؟ وإذا لم يوجد مأمور لم يوجد أمر، فهما متلازمان، فإذا انتفى الأمر فلا مأمور، يعني: وإن وجد من وجه إليه الأمر، لكن إذا لم يأمره لم يكن هو مأمور، كما أنه أيضا إذا انتفى المأمور فلا أمر، لأنه كيف أوجه الأمر إلى ما ليس بشيء، إذن عرفنا أن الأمر والمأمور متلازمان، ثم قال:
" وانظر إلى نظم السياق تجد به *** سرا عظيما واضح البرهان "
نظم السياق يعني الآية التي ذكرتها: (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره )) ما هو السر العجيب؟ قال:
" ذكر الخصوص وبعده متقدما *** والوسط والتعميم في ذا الثاني "
ذكر الخصوص (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض )) هذا خاص ولا عام؟
الطالب : خاص
الشيخ : خاص، اجزموا، خاص، ولم يقل خلق كل شيء (( خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر )) خاص أيضا (( والنجوم مسخرات بأمره )) يقول: " ذكر الخصوص وبعده "
يعني أيضا خصوص آخر، " متقدما *** والوصف والتعميم في ذا الثاني "
ثم ذكر بعد ذلك الوصف والتعميم (( ألا له الخلق )) ولم يقل خلق كذا، بخلاف الأول أتى بالفعل وخص المخلوق المفعول، وفي الثاني عمم قال: (( ألا له الخلق )) أيش؟ (( والأمر )) والأمر في أول الآية مقيد ولا عام؟ مقيد بأيش؟ بالنجوم (( والنجوم مسخرات بأمره )) ثم قال: " فأتى بنوعي خلقه وبأمره *** " ما هما النوعان؟ " فعلا ووصفا " الفعل هو الخاص، والوصف هو العام، (( خلق السماوات والأرض )) هذا فعل (( ألا له الخلق )) وصف، (( والنجوم مسخرات بأمره )) هذا أمر متعلق بفعل خاص، (( ألا له الخلق والأمر )) هذا وصف عام.
" فأتى بنوعي خلقه وبأمره *** فعلا ووصفا موجزا ببيان "
موجَزا، ويجوز موجِزا، وكلاهما صحيح.
قال: " فتدبر القرآن إن رمت الهدى *** " رمت قصدت، " *** فالعلم تحت تدبر القرآن " رحمه الله، يعني: إن كنت تريد الهدى فتدبر القرآن ولا تتسرع ولا تتعجل ولا تغفل، وأكثر الناس اليوم يقرؤون القرآن إما للأجر بتلاوته، وإما للتبرك بها، ولكن أكثرهم لا يقرؤونه تدبرا، ولهذا حرموا فائدته، وإلا فالقرآن عظيم كنوز عظيمة، لأنها من الله عز وجل ولا يحيط بها أحد إلا الله، فهو كنز الكنوز في الواقع، لكن تدبره، لو أنك إذا مشيت من بيتك إلى المسجد أخذت آية من القرآن تتدبرها وتتأملها لحصلت خيرا كثيرا، ومع ذلك أيضا إذا فتح الله لك غررا من الآيات لا تعتمد على حفظك لها الآن، لأنك ربما تنساها، وكان الناس في الأول كل طالب علم معه مفكرة في جيبه، هي مفكرة ولا مذكرة؟ بالفاء ولا بالذال؟ تصلح لهذا وهذا؟ طيب، يجعلها في جيبه، ويتأمل القرآن مثلا، كلما فتح الله عليه شيئا قيدها بهذه المفكرة، فانتفع، لأن الإنسان في الحقيقة يكون له في وقت من الأوقات يفتح الله عليه معاني كثيرة من القرآن أو من السنة بالتأمل والتدبر، ثم يتكل على نفسه، يقول: هذا ماني بناسيها أبد، وإن نسيتها هي قريبة أتذكر وأرجع أو أسترجع ما عندي، لكن سرعان ما ينسى، ولهذا لو أن الإنسان استعمل هذا الشيء لحصل خيرا كثيرا، وكان بعض أهل العلم في رمضان وهو وقت تلاوة القرآن، يجعل معه دفترا خاصا، كلما قرأ شيئا واستوقفته آية من كتاب الله فيها معاني كثيرة أو ما أشبه ذلك قيدها بالدفتر، فلا يخرج رمضان إلا وقد حصل خيرا كثيرا من معاني القرآن الكريم، فلهذا ابن القيم رحمه الله حث على تدبر القرآن لمن أراد الهدى، وشيخه رحمه الله قال في العقيدة الواسطية: " من تدبر القرآن طالبا الهدى منه تبين له طريق الحق " نعم، اشترط شيخ الإسلام رحمه الله نعم شرطين: التدبر وطلب الهدى، لأنه ربما يتدبر ما قصد الهدى بس يشوف وش معاني القرآن فقط، ما تريد أن تهتدي به وتجعله نبراسا لك تسير عليه، فإذا تدبرته وأنت تريد الهدى منه تريد أن تجعل القرآن نبراسا لك تسير عليه تبين لك طريق الحق، ما يمكن يخفى عليك أبدا، إنما يخفى علينا إما من قصور علمنا أو تقصيرنا، أو أننا لا نريد الاهتداء به بمعنى أن نعلم الشيء ولا نعمل به، وهذه قاصمة الظهر، إذا علمنا الشيء ولم نعمل به مشكلة هذه، الجاهل خير منا، لأننا إذا علمنا الشيء قامت علينا الحجة، ولكن نسأل الله أن يعيننا كل يوم نتكلم بمثل هذا ولا ننظر شيئا، لكن على الإنسان أن يتقي الله ما استطاع، قرأنا اليوم كم يا عبدالله؟
الطالب : ثلاثة عشر.
الشيخ : ثلاثة عشر، لا بأس.
الطالب : ...
الشيخ : هاه نزود الآن؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : الكيفية الكيفية
الشيخ : الكيفية وش فيها؟
الطالب : ...
الشيخ : هو المراد
الطالب : ...
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : ما معنى رمت؟
الشيخ : رمت قصدت.
الطالب : قصدت.
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : يروم.
الشيخ : من رام يروم، بلوغ المرام.
6 - معنى قول الناظم: والأمر إما مصدر أو كان..وتفسير قوله تعالى:" إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " وفائدة تدبر القرآن أستمع حفظ
القراءة من قول الناظم: فصل في التفريق بين ما يضاف إلى الرب تعالى من الأوصاف والأعيان والله أخبر في الكتاب بأنه*** منه ومجرور بمن نوعان عين ووصف قائم بالعين فا***لأعيان خلق الخالق الرحمن والوصف بالمجرور قام لأنه*** أولى به في عرف كل لسان ونظير ذا أيضا سواء ما يضا***ف إليه من صفة ومن أعيان فإضافة الأوصاف ثابتة لمن*** قامت به كإرداة الرحمن وإضافة الأعيان ثابتة له*** ملكا وخلقا ما هما سيان فانظر إلى بيت الإله وعلمه*** لما أضيفا كيف يفترقان وكلامه كحياته وكعلمه***في ذي الإضافة إذ هما وصفان لكن ناقته وبيت إلهنا*** فكعبده أيضا هما ذاتان فانظر إلى الجهمي لما فاته الـ***ـحق المبين وواضح البرهان كان الجميع لديه بابا واحدا*** والصبح لاح لمن له عينان
والله أخبر في الكتاب بأنه *** منه ومجرور بمن نوعان
عين ووصف قائم بالعين *** فالأعيان خلق الخالق الرحمن
والوصف بالمجرور قام لأنه *** أولى به في عرف كل لسان
ونظير ذا أيضا سواءٌ ما يضاف *** إليه من "
الشيخ : سواءً
القارئ : " ونظير ذا أيضا سواءً ما يضاف *** إليه صفة ومن أعيان
فإضافة الأوصاف ثابتة لمن *** قامت به كإرداة الرحمن
وإضافة الأعيان ثابتة له *** ملكا وخلقا ما هما سيان
فانظر إلى بيت الإله وعلمه *** لما أضيفا كيف يفترقان
وكلامه كحياته وكعلمه *** في ذي الإضافة إذ هما وصفان
لكن ناقته وبيت إلهنا *** فكعبده أيضا هما ذاتان
فانظر إلى الجهمي لما فاته *** الحق المبين وواضح البرهان
كان الجميع لديه بابا واحدا *** والصبح لاح لمن له عينان "
7 - القراءة من قول الناظم: فصل في التفريق بين ما يضاف إلى الرب تعالى من الأوصاف والأعيان والله أخبر في الكتاب بأنه*** منه ومجرور بمن نوعان عين ووصف قائم بالعين فا***لأعيان خلق الخالق الرحمن والوصف بالمجرور قام لأنه*** أولى به في عرف كل لسان ونظير ذا أيضا سواء ما يضا***ف إليه من صفة ومن أعيان فإضافة الأوصاف ثابتة لمن*** قامت به كإرداة الرحمن وإضافة الأعيان ثابتة له*** ملكا وخلقا ما هما سيان فانظر إلى بيت الإله وعلمه*** لما أضيفا كيف يفترقان وكلامه كحياته وكعلمه***في ذي الإضافة إذ هما وصفان لكن ناقته وبيت إلهنا*** فكعبده أيضا هما ذاتان فانظر إلى الجهمي لما فاته الـ***ـحق المبين وواضح البرهان كان الجميع لديه بابا واحدا*** والصبح لاح لمن له عينان أستمع حفظ
بيان أن ما يضاف إلى الله تعالى وأنها قسمان
" والله أخبر في الكتاب بأنه *** منه " أخبر الله في القرآن بأن القرآن منه، قال الله تعالى (( حم والكتاب المبين )) (( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) في هذا وهذا، وقال تعالى: (( تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته )) وهنا أضاف القرآن إليه بمن، والقرآن كلام، والكلام وصف المتكلم، إذن فيكون المضاف إلى الله بمن هنا مخلوقا أو غير مخلوق؟ يكون غير مخلوق لأنه صفة والصفة قائمة بالموصوف، والموصوف الرب عز وجل وهو الخالق، إذن فيكون القرآن؟ هاه؟ غير مخلوق صفة من صفاته.
قال: " ومجرور بمن نوعان
عين ووصف قائم بالعين *** "
المجرور بمن نوعان: عين ووصف قائم بالعين، الوصف القائم بالعين هذا وصف لله، والعين نفسها هذا خلق من مخلوقات الله، قال: " *** فالأعيان " يعني: الأعيان المضافة إلى الله بمن
" خلق الخالق الرحمن
والوصف بالمجرور قام لأنه *** أولى به "
الوصف يعني الوصف المجرور بأيش؟ بمن، قام بالمجرور، المجرور هو الضمير، فتقول مثلا القرآن نازل منه أي من الله، كذا؟ إذن قام بأيش بمَن؟ بالله عز وجل، فإذا كان قائما بالله وهو صفة لزم أن يكون غير مخلوق. لكن (( وسخركم لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه )) الذي في السماوات والأرض