تتمة القراءة من قول الناظم: فأتوا بتشبيه وتمثيل وتجـ***ـسيم وتخييل إلى الأذهان ولذاك يحرم عندهم تأويله*** لكنه حل لذي العرفان فإذا تأولناه كان جناية*** منا وخرق سياج ذا البستان لكن حقيقة قولهم أن قد أتوا*** بالكذب عند مصالح الإنسان والفيلسوف وذا الرسول لديهم*** متفاوتان وما هما عدلان أما الرسول ففيلسوف عوامهم***والفيلسوف نبي ذي البرهان والحق عندهم ففيما قاله*** أتباع صاحب منطق اليونان
ولذاك يحرم عندهم تأويله *** لكنه حل لذي العرفان
فإذا تناولناه كان جناية *** منا وخرَّق "
الشيخ : وخَرْقَ سياج ذا البستان
القارئ : " فإذا تناولناه كان جناية *** منا وخَرْقَ سياج ذا البستان "
الطالب : تأولناه.
الشيخ : إيه، وش يقول؟
الطالب : يقول: تناولناه.
الشيخ : إيه، سبحان الله، نعم.
القارئ : " فإذا تأولناه كان جناية *** منا وخرق سياج ذا البستان
لكن حقيقة قولهم أن قد أتوا *** بالكذب عند مصالح الإنسان
والفيلسوف وذا الرسول لديهم *** متفاوتان وما هما عدلان
أما الرسول ففيلسوف عوامهم *** "
الشيخ : أما
القارئ : " أما الرسول ففيلسوف عوامهم *** والفيلسوف نبي ذي البرهان
والحق عندهم ففيما قاله *** أتباع صاحب منطق اليونان "
1 - تتمة القراءة من قول الناظم: فأتوا بتشبيه وتمثيل وتجـ***ـسيم وتخييل إلى الأذهان ولذاك يحرم عندهم تأويله*** لكنه حل لذي العرفان فإذا تأولناه كان جناية*** منا وخرق سياج ذا البستان لكن حقيقة قولهم أن قد أتوا*** بالكذب عند مصالح الإنسان والفيلسوف وذا الرسول لديهم*** متفاوتان وما هما عدلان أما الرسول ففيلسوف عوامهم***والفيلسوف نبي ذي البرهان والحق عندهم ففيما قاله*** أتباع صاحب منطق اليونان أستمع حفظ
تعريف كلمة الفيلسوف والقرامطة وقولهم في كلام الله، وتكفير ابن تيمية وابن القيم لابن سينا
هذه القطعة حكى فيها المؤلف رحمه الله قول الفلاسفة والقرامطة في كلام الرب جل جلاله. الفلاسفة جمع فيلسوف، وهي كلمة يونانية مأخوذة من فيل وسوف، وفيل بمعنى محب، وسوف بمعنى الحكمة، أي: محب الحكمة، هذا الفيلسوف عندهم.
أما القرامطة فهم أتباع القرمطي المشهور بالإلحاد.
هؤلاء يقولون: إن كلام الله عز وجل هو فيض يفيضه العقل الفعال، والعقل الفعال عندهم هو علة الموجودات كلها، لأنهم لا يقرون بالخالق، يقولون: هذه الموجودات لها علة فاعلة، علة معقولة لا محسوسة، هذه العلة فاض منها فيض على نفس زكية قابلة لهذا الفيض، فانطبع هذا الفائض من العقل الفعال في قلب هذا الرجل الزكي، وإنما قالوا هذا يقول ابن القيم: " مصانعة للمسلمين "، لأنهم يدعون الإسلام، وليسوا كذلك، وقد صرح شيخ الإسلام وابن القيم بأن ابن سينا كافر، ليس من المسلمين، وإن كان مقدسا عند القوميين العرب وأشباههم ممن لا يقيمون للدين وزنا ولا للعقيدة اعتبارا، فهو عندهم مقدس، حتى إنهم قد يسمون بعض المدارس باسم هذا الرجل ابن سينا، مع أنه كافر، والكافر لا يجوز أن ينوه باسمه إطلاقا، بل يدفن ويقبر، وإذا كان له من دعاية أو نشر كتب مضلة فيذكر على سبيل الذم لا على سبيل المدح. اسمع ما يقول مصانعة للمسلمين، يقول:
" فرآه فيضا فاض من عقل هو *** الفعال علة هذه الأكوان "
العقل الفعال الذي هو علة هذه الأكوان، يعني: العلة التي بها حدثت الأكوان، وليس هناك رب والعياذ بالله، بل هذه الأكوان حدثت بعلة.
" حتى تلقاه زكي فاضل *** حسن التخيل جيد التبيان "
يعني به الرسول النبي تلقى هذا الفيض، زكي فاضل صفي العقيدة حسن التخيل جيد التبيان يستطيع أن يعبر ببيان جيد، فيقول: هذا كلام رب العالمين، نعم.
" فأتى به للعالمين خطابة *** ومواعظ عريت عن البرهان "
ما لها برهان ولا أصل إلا هذا الفيض الذي فاض من هذا العقل كما يدَّعون.
2 - تعريف كلمة الفيلسوف والقرامطة وقولهم في كلام الله، وتكفير ابن تيمية وابن القيم لابن سينا أستمع حفظ
زعم ابن سينا وغيره أن خطاب الله لنبيه ظواهر يفهمها العامة وبواطن يفهمها الخاصة مع الأمثلة
" ما صرحت أخباره بالحق *** بل رمزت إليه إشارة لمعاني "
قال أيضا هذا الكلام الذي أتى به هذا الزكي لا يريد بالقرآن ظاهره، بل المراد به إشارات خفية يعجز عنها عامة الناس، ولا يعرفها إلا الخواص منهم، يقول:
" خطاب هذا الخلق والجمهور *** بالحق الصريح فغير ذي إمكان "
يقول لو أنهم خوطبوا وأريد بالخطاب صريح ما يدل عليه فإن هذا ممتنع، لماذا؟ قال: لأنهم لا يقبلون حقائق المعقول إلا في مثال الحس والأعيان، أنتم فهمتم الآن؟ يقول: هذا القرآن الذي فاضه العقل على نفس هذا الزكي هذا له معاني ظاهرة ومعاني باطنة مشار إليها إشارة لا يفهمها الخلق والعوام، لأن الخلق والعوام هؤلاء لا يفهمون إلا الشيء المحسوس، أما الشيء المعقول فإنهم لا يدركونه، ومحال أن يدركوه، فالعوام لا يفهمون إلا المحسوس، ولهذا قال:
" لا يقبلون حقائق المعقول *** إلا في مثال الحس والأعيان "
يعني إلا إذا جعل على صورة شيء محسوس ومعاني، فالجنة والنار وما فيهما من عذاب ونعيم، كل هذا ليس هو المراد، غير مراد هذا، لكن صور للعامة بصورة المحسوس من أجل أن يقبلوه ويفهموه، المراد بالجنة وما أشبه ذلك شيء آخر، كل هذا تخييل وليس بحقيقة.
" ومشارب العقلاء لا يردونها *** "
من اللي لا يردونها؟ عامة الخلق، مشارب العقلاء لا يردونها، لأن مشارب العقلاء لمن؟ للعقلاء، أما العامة الهمج الرعاع فهؤلاء لا يمكن أن يردوا هذا، فتضرب لهم الأمثال المحسوسة رمزا إلى أمور معقولة، إلا إذا وضعت لهم بأوامر، سبحان الله! تمثيل عجيب، يعني: ما يستطيع أن يشرب من الحوض والنهر لكن إذا جئت له بماء في آنية هاه؟ استطاع، فيقول إن المعقولات التي ترمز إليها هذه الكلمات هذه لا يردها العوام، إنما يرد العوام الأشياء المحسوسة التي يدركونها بحسهم، طيب.
" من جنس ما ألفت طباعهم من *** المحسوس في ذا العالم الجثمان
فأتوا بتشبيه وتمثيل *** وتجسيم وتخييل إلى الأذهان "
يعني أن هذا الذي جاءت به الرسل من كلام الله ما هو إلا شيء تخييل للأذهان، من أجل تقريبه على العامة، وإلا فحقيقته غير ما يدل عليه اللفظ، قال:
" ولذاك يحرم عندهم تأويله *** "
يعني لا يجوز أن يفسر للعامة بالمعاني المعقولة المرادة، لماذا؟ لأن العامة لا يستطيعون أن يفهموا هذا، ولا يقبلون إلا ما شهد به الحس.
" *** لكنه حل لذي العرفان "
مَن ذو العرفان؟ علماؤهم، الفلاسفة، هؤلاء فسره لهم بالمعنى المراد، أما العامة لا، طيب. الحج، يعني نأتي بمثال، الحج هو قصد مكة لأداء المناسك، هم قالوا: لا، الحج أن تقصد المشايخ الأولياء تطلب منهم المغفرة ومسحة يمسحونك بها تكون سعيدا إلى يوم القيامة هذا الحج. الصيام التعبد لله بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، قالوا: لا، ما هو بهذا الصيام، الصيام أن تكتم أسرارنا ولا تخبر بما وراءنا، لأن الصيام مشتق من الإمساك امسك اسكت لا تعلم، نبي نملي عليك كل شيء من البلايا، ولكن صم صم يعني رمضان ولا صم؟ صم عن هذا الكلام لا تخبر به أحد، طيب. الصلاة، الصلاة هي عبادة ذات ركوع وسجود مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، هذه الصلاة عند المسلمين، قالوا: لا، الصلاة أن تعرف أسرارنا، لأن الصلاة من الصلة، فهي أن تكون ذا صلة بنا وتعلم أسرارنا، فالصلاة بداية والصيام نهاية، صل يعني تعلم أسرارنا، صم يعني اكتمها، هذه الصلاة، هذه الصلاة والصيام عندهم، يا جماعة الصيام والصلاة معروفة عند المسلمين، قالوا: لا، هذا إسلام العامة، أما نحن فإن الكلمات عندنا رموز لمعاني لا يفهمها العامة هاه؟ يقول:
" حل لذي العرفان
فإذا تأولناه كان جناية منا *** وخرق سياج ذا البستان "
يعني: لو تأملناه تأولناه عند العامة كان هذا جناية، لأن من شروط، سبحان الله! من شروط التنسك عندهم أن تكتم أسرارهم، ولهذا العبادة عندهم على مراحل أظن عشرة مراحل، ينزلها الإنسان مرحلة مرحلة حتى يصل إلى الغاية.
3 - زعم ابن سينا وغيره أن خطاب الله لنبيه ظواهر يفهمها العامة وبواطن يفهمها الخاصة مع الأمثلة أستمع حفظ
اتهام الفلاسفة والقرامطة الرسل بالكذب على الناس من أجل المصلحة.
" لكن حقيقة قولهم أن قد أتوا *** بالكذب عند مصالح الإنسان "
يعني قيل لهم: إذا كان الأمر كما قلتم فما تقولون فيما جاءت به الرسل، الرسل جاؤوا للناس وقالوا هذه الصلاة وهذا الصيام وهذا الحج وقالوا هناك جنة ونار وعذاب ونعيم؟ قالوا: هذا كذب، كله كذب، ما في جنة ولا نار ولا نعيم ولا عذاب ولا شيء أبد، لكن هذا كذب، كذب به الرسل من أجل المصلحة، أعوذ بالله، كذب للمصلحة؟! قال: نعم، لأن الناس إذا قيل لهم افعلوا كذا قد لا يستجيبون. إذا قيل لا تفعلوا كذا قالوا لا ينتهون، لكن إذا قيل لهم إن فعلتم كذا أسكناكم جنة فيها من النعيم المقيم ما لا يخطر على البال، وش يفعلون؟ يفعلون ولا لأ؟ يفعلون. إذا قيل لهم: إن خالفتم أسكناكم نارا فيها من العذاب كذا وكذا ينتهون، فالرسل كذبوا من أجل المصلحة، كما تقول للصبي: افعل هذا أعطيك حلاوة ولا تفعل هذا فأكويك بالجمرة، وش يقول الصبي؟ يفعل الأول ولا يفعل الثاني، مع أنه ما هو بمعطيه حلاوة ولا هو كاويه بالجمرة، فهذا والعياذ بالله هذا رأيهم في الرسل، كذبوا عند مصالح الإنسان،
الفرق بين الفيلسوف والرسل وأيهما أفضل عند الفلاسفة والقرامطة
" والفيلسوف وذا الرسول لديهم *** متفاوتان وما هما عدلان "
الفيلسوف والرسول متفاوتان، بينهما فرق عظيم، وما هما عدلان، أما الرسول، هذا الفرق:
" أما الرسول ففيلسوف عوامهم *** والفيلسوف نبي ذي البرهان "
أعوذ بالله! يقولون الرسل هؤلاء رسل العوام، أما الفيلسوف الذي هو فيلسوف عندهم فهو نبي ذي البرهان، هذا النبي الحقيقي، أما ذاك فهو رسول العوام، هل تريدون أيها الأخوة أكفر من هذا؟! أبدا هذا أكفر من كفر اليهود والنصارى لا شك، إذا كانوا يقولون الرسل محمد عليه الصلاة والسلام وإبراهيم وموسى وعيسى هؤلاء رسل عوام كذابين ما صدقوا، والفلاسفة عندنا هم الأنبياء هم الذين يتلقون من العقل الفعال ويأتون بما فيه الخير، قال:
" والحق عندهم ففيما قاله *** أتباع صاحب منطق اليونان "
يعني لا في ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
" ومضى على هذي المقالة أمة *** "
هذا مبتدأ، نعم.
القراءة من قول الناظم: ومضى على هذه المقالة أمة*** خلف ابن سينا فاغتذوا بلبان منهم نصير الكفر في أصحابه*** الناصرين لملة الشيطان فاسأل بهم ذا خبرة تلقاهم*** أعداء كل موحد رباني واسأل بهم ذا خبرة تلقاهم*** أعداء رسل الله والقرآن صوفيهم عبد الوجود المطلق الـ*** معدوم عند العقل في الأعيان أو ملحد بالإتحاد يدين لا بالتوحيـ***ـد منسلخ من الأديان معبوده موطوءه فيه يرى*** وصف الجمال ومظهر الإحسان الله أكبر كم على ذا المذهب الـ***ـملعون بين الناس من شيخان يبغون منهم دعوة ويقبلو***ن أياديا منهم رجا الغفران ولو أنهم عرفوا حقيقة أمرهم*** رجموهم لا شك بالصوان فابذر لهم إن كنت تبغي كشفهم***وافرش لهم كفا من الأتبان واظهر بمظهر قابل منهم ولا*** تظهر بمظهر صاحب النكران وانظر إلى أنهار كفر فجرت*** وتهم لولا السيف بالجريان
منهم نصير الكفر في أصحابه *** الناصرين "
الشيخ : منهم
القارئ : " منهم نصير الكفر في أصحابه "
الشيخ : أصحابه*** الناصرين
القارئ : منهم نصير الكفر في أصحابه الناصرين
الشيخ : أصحابه تقف، أنا عندي ...
القارئ : " منهم نصير الكفر في أصحابه *** الناصرين لملة الشيطان
فاسأل بهم ذا خبرة تلقاهم *** أعداء كل موحد رباني
واسأل بهم ذا خبرة تلقاهم *** أعداء رسل الله والقرآن
صوفيهم عبدُ الوجود المطلق "
الشيخ : عبدَ
القارئ : صوفيهم عبدوا الوجود.
الطالب : ...
الشيخ : عبدُ، يصلح لكن اللي عندي أحسن.
القارئ : صوفيهم.
الشيخ : عبدَ الوجودَ المطلقَ المعدومَ
القارئ : صوفيهم عبدَ الوجودَ المطلقِ المعدوم
الشيخ : المطلقَ، المعدومَ أيضا بالفتح
القارئ : " صوفيهم عبدَ الوجودَ المطلقَ *** المعدومَ عند العقل في الأعيان
أو ملحد بالإتحاد يدين لا بالتوحيد *** منسلخ من الأديان
معبوده موطوؤه فيه يرى *** وصف الجمال ومظهر الإحسان
الله أكبر كم على ذا المذهب *** الملعون بين الناس من شيخان
يبغون منهم دعوة ويقبلون *** أياديا منهم رجا الغفران
ولو أنهم عرفوا حقيقة أمرهم *** رجموهم لا شك بالصوان
فابذر لهم إن كنت تبغي كشفهم *** وافرش لهم كفا من الأتبان
واظهر بمظهر قابل منهم ولا *** تظهر بمظهر صاحب النكران
وانظر إلى أنهار كفر فجرت *** وتهم لولا السيف بالجريان "
6 - القراءة من قول الناظم: ومضى على هذه المقالة أمة*** خلف ابن سينا فاغتذوا بلبان منهم نصير الكفر في أصحابه*** الناصرين لملة الشيطان فاسأل بهم ذا خبرة تلقاهم*** أعداء كل موحد رباني واسأل بهم ذا خبرة تلقاهم*** أعداء رسل الله والقرآن صوفيهم عبد الوجود المطلق الـ*** معدوم عند العقل في الأعيان أو ملحد بالإتحاد يدين لا بالتوحيـ***ـد منسلخ من الأديان معبوده موطوءه فيه يرى*** وصف الجمال ومظهر الإحسان الله أكبر كم على ذا المذهب الـ***ـملعون بين الناس من شيخان يبغون منهم دعوة ويقبلو***ن أياديا منهم رجا الغفران ولو أنهم عرفوا حقيقة أمرهم*** رجموهم لا شك بالصوان فابذر لهم إن كنت تبغي كشفهم***وافرش لهم كفا من الأتبان واظهر بمظهر قابل منهم ولا*** تظهر بمظهر صاحب النكران وانظر إلى أنهار كفر فجرت*** وتهم لولا السيف بالجريان أستمع حفظ
التعليق على الأبيات السابقة، والكلام على نصير الدين الطوسي من أتباع ابن سينا وعقيدتهم في الله وهو أنهم يصفون الله بالعدم ويقولون بالإتحادية بين الخالق والمخلوق والرد عليهم.
" فاسأل بهم ذا خبرة تلقاهم *** أعداء كل موحد رباني "
ومن أهل الخبرة في مذهبهم ابن القيم، فإنه درس الملل والمحل والمذاهب وعرفها، كما درسها قبله شيخه ابن تيمية رحمهم الله جميعا.
" واسأل بهم ذا خبرة تلقاهم *** أعداء رسل الله والقرآن "
إذن هم أعداء التوحيد وأعداء الرسالة، أعداء التوحيد يؤخذ من قوله: " أعداء كل موحد " أعداء الرسل يؤخذ من قوله: " أعداء رسل الله ".
" صوفيهم عبد الوجود المطلق *** المعدوم عند العقل في الأعيان "
صوفيهم يعني الصوفي منهم مَن عبد الوجود المطلق، كيف عبد الوجود المطلق؟ لأنهم يرون أن الله عز وجل هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق، ومعنى الوجود المطلق بشرط الإطلاق أنه لا يمكن أن يوصف بصفة، لا تقول موجود ولا معدوم، لو قيل لهم: من إلهكم من ربكم؟ قالوا: ربنا لا موجود ولا معدوم، ولا حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، ولا سميع ولا بصير، نعم، ولا سميع ولا أصم، ولا بصير ولا أعمى، لا يمكن أن يوصف بصفة، طيب هذا يمكن أن يكون موجودا يمكن يكون رب؟ أبدا، ولا يمكن أن يوجد هذا إلا في الأذهان فقط، يعني الذهن قد يفرض ذاتا ليس لها صفات، أما الوجود في الخارج فلا، ولهذا قال: " عبد الوجود المطلق المعدوم ***عند العقل "
هذا معدوم يا جماعة، إذا قلنا: إن الرب المعبود لا موجود ولا معدوم، ولا حي ولا ميت، ولا سميع ولا أصم، ولا بصير ولا أعمى، ولا عالم ولا جاهل، وش يكون؟ عَدَم، هم يعبدون هذا، يعبدون من لا يوصف بسمع ولا بصر، ولا حياة ولا موت، ولا غير ذلك، بل ولا وجود ولا عدم، شف نسأل الله العافية، يعني لولا أنها مذاهب كتبت ونقلها الثقات لقلنا هذا لا يمكن أن يتصوره متصور، فضلا أن يجعله معتقده ويطمئن إليه إلى أن يلقى الله، لكن نسأل الله العافية، نعم.
" أو ملحد بالاتحاد يدين لا التوحيد *** "
يدين بالاتحاد لا التوحيد، فرق بين الاتحاد والتوحيد، التوحيد توحيد الخالق، والاتحاد جعل الخالق والمخلوق شيئا واحد، هذا هو هذا مذهبهم، يقولون: الخلق والمخلوق شيء واحد، مر علينا هذا ولا لأ؟ مر علينا، يقولون الخلق والمخلوق شيء واحد، فالله هو زيد وعمر وبكر وخالد، هو الجمل والناقة هو الدجاجة والديك هو الحمار والبغل، أعوذ بالله، ما أستطيع أن أتكلم، هذا الإله عندهم هذا هو الإله، يقول: لأن الخالق اتحد في المخلوق فصار شيئا واحدا، هؤلاء والله العظيم أكفر من النصارى، لأن النصارى لم يجعلوا اتحادا عاما، جعلوا اتحادا خاصا، ثم النصارى اتحاد في رسول أشرف جنس بني آدم، وذولي جعلوه في الكلاب والحمير وكل شيء، ولا نزهوه عن شيء أبدا، بل يقول زوجته هي الله، وهو الله، أعوذ بالله، هؤلاء عبدوا الكون، ما عندهم معبود، الكون عبدوا الكون كله، في جماعة يعبدون البقر، أيهم أحسن هم ولا هؤلاء؟ عباد البقر أحسن، البقر طيب وحلال، وذولي يعبدون الحمير والكلاب والخنزير، نعم، ولهذا يقول:
" أو ملحد عبد بالاتحاد يدين ذا التوحيد *** منسلخ من الأديان
معبوده موطوؤه "
أعوذ بالله، يعني زوجته اللي هو يطؤها هي معبوده، يطأ امرأة يقول هي ربه، نسأل الله العافية.
" فيه يرى *** وصف الجمال ومظهر الإحسان "
قال ابن القيم: " الله أكبر " الله أكبر هذه الكلمة مثل قولنا الله حسيبك، يعني: أنني أقابلك بكبرياء الله عز وجل وعظمته، كما تقول الله أكبر عليك، الله أكبر، ويحتمل أنه لا يريد هذا، يعني لا يريد التحسب عليهم، وإنما يريد تعظيم الله، وأنه أعظم مما وصفوه به.
" كم على ذا المذهب *** الملعون بين الناس من شيخان "
الله أكبر، كم هذه تكثيرية، يعني هذا المذهب المعلون وهو أدنى أوصافه أن يكون ملعونا كم عليه بين الناس من شيخان، شيخان جمع شيخ، طيب.
" يبغون منهم دعوة " يبغون أي الضمير هنا يعود على الناس، منهم يعود على الشيوخ الشيخان
" يبغون منهم دعوة ويقبلون *** أياديا منهم رجا الغفران "
الشيخان الفلاسفة الملاحدة الاتحادية، نعم، هؤلاء ينسبون أنفسهم أولياء ينسبون أنفسهم أولياء، وهالعامة الهمج الرعاع يأتون إليهم سيدي العارف بالله ولي الله وهات من الألفاظ يهيلون عليهم هالة من الألقاب، ويقول ابن القيم: " يبغون منهم دعوة " وما أبعد إجابة الدعوة لهؤلاء، يقول يا سيدي ادع الله لي، سيدي أنا ما يأتيني أولاد ادع الله لي، تجي المرأة سيدي لم أخطب وأنا بلغت ثلاثين سنة، ادع الله لي، نعم، وهات، وهو يدعو، ولكن وين تروح هواء (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ))، طيب.
" *** ويقبلون أياديا منهم رجا الغفران "
وربما يمد الشيخ يده من حين ما يقبل العامي، نعم، ليش لأجل؟ يقبلها والتعظيم وربما ينحنون له ويركعون ويسجدون، ولا يهمه هذا، قال ابن القيم:
" ولو أنهم عرفوا حقيقة أمرهم *** رجموهم لا شك بالصوان "
لو أنهم الضمير يعود على الناس، عرفوا حقيقة أمر مَن؟ الشيخان، رجموهم لا شك بالصوان، لو عرفوا أن هؤلاء القوم لا يعبدون أحدا ولا يعتقدون وجود رب إلا هذا الكون، رجموهم بالصوان، الصوان الحجر القوي وهو ما يعرف عندنا بالمرو تعرفونه؟ المرو حجر صلب، لو عرفوا كان واحد يقبل يده وواحد بالصوان، نعم، وهكذا، يأتونهم رجم، وهم مستحقون لذلك أو لا؟ والله مستحقون أكثر من هذا، أكثر من هذا، والعياذ بالله.
7 - التعليق على الأبيات السابقة، والكلام على نصير الدين الطوسي من أتباع ابن سينا وعقيدتهم في الله وهو أنهم يصفون الله بالعدم ويقولون بالإتحادية بين الخالق والمخلوق والرد عليهم. أستمع حفظ
استدراج أهل الأهواء والعصاة لكشفهم وفضحهم وليس هذا من باب التجسس مع الدليل
" فابدر لهم إن كنت تبغي كشفهم *** وافرش لهم كفا من الأتبان "
يعني: إذا كنت تريد أن تكشف حال هؤلاء لا تجادلهم، تعنف، إن عنفت فهم في مقام عند أنفسهم رفيع، يخاطبونك من منطق الاستعلاء والقوة، لأن العامة كلهم معهم، تجي البيت أو المكان اللي حوله تجد عامة مثل الجراد، لو تأتي وتعنف عليه ماذا يفعل بك؟!
الطالب : تقول ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : يطلق عليك هؤلاء
الشيخ : نعم، يغري بك هؤلاء، من يفكك من هالعامة؟! والعامة كما يقولون هوام، لكن يقول جادلهم افرش له كفا من الأتبان، يعني من الشيء السهل اللين، واستدرج بهم كأنك تريد أن تفهم مذهبهم، وهذه من الأساليب الجيدة، إذا أردت تستخرج ما عند الإنسان لا تنكر عليه، إذا أنكرت عليه إن كان هو في مقام يرى نفسه أعلى منك زجرك ورحت بعيدا، وإن كان لا يعلم لا يشعر بأنه أعلى منك نهرك أو كتم ما عنده، لكن استدرج به، وإن كان بعض الإخوة يقول هذا من باب التجسس، ما هو من باب التجسس، هذا من باب العثور على الحقيقة، وقد فعله نبي من الأنبياء، نبي من الأنبياء فعل هذا، جاءت امرأتان كبيرة وصغيرة، خرجتا إلى البر، فأكل الذئب ولد إحداهما، فجاءتا إلى داود يحتكمان إليه، فحكم داود بالابن الباقي للكبيرة، كأنه عليه الصلاة والسلام قال هذه الصغيرة في مستقبل العمر يأتيها ولد، لكن هذه كبيرة يمكن ما يأتيها أولاد، فخرجتا من عنده ومرتا بسليمان، وأخبرتاه بحكم داود، قال: لا، ما هو بهذا الحكم، الحكم أن نأتي بالسكين، ونشقه نصفين، يكون للصغيرة نصف، وللكبيرة نصف، كل واحدة تأخذ لحم، نعم، فقالت الكبيرة: نعم يا نبي الله، ما في مانع، والصغيرة قالت: هو لها يا نبي الله، هو ولدها، فقضى به لمن؟ للصغيرة، كيف قضى به للصغيرة، ليش؟ لأنه لما عرف أن الكبيرة لم ترحمه خله يموت مثل ما مات ولدها، عرف أنها ليست أمه، والصغيرة عرف أنها أمه.
إذن هل نقول هذا تجسس؟ لا أبدا، إذا عمل الإنسان عملا يدرك به الحقيقة مع وجود القرينة، فهذا طيب، فمثلا إذا جئنا لإنسان ملحد أو منافق واستدرجناه كأننا نريد أن ندخل في مذهبه هذا ما في مانع، ما في مانع، الآن الذين يروجون المخدرات، في بعض الناس يستدرج بهم، يقول عندكم شيء، ويعرف اسمه، لأن هم يحطون أسماء رموز، يعرف الرمز، يقول عندك كذا وكذا؟ يقول: نعم، كم؟ يقول: باللي تبي، يقول: هذه الدراهم موجودة، يستدرج به حتى يبيع عليه، هذا جائز ولا لأ؟ جائز لاستخراج الحق، وإلا كيف نعمل إلا بهذه الطريقة.
المهم أن ابن القيم رحمه الله عطانا هذه الطريقة وهي جيدة، يقول: بادرهم بأيش؟ إن كنت تبغي كشفهم باللين، افرش، الناس يقولون: عطاه فرشة، أو لا؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ فرشة، يعني مهد له الأمر حتى يستمكن منه، نعم، يقول:
" واظهر بمظهر قابل منهم ولا *** تظهر بمظهر صاحب النكران "
صحيح، لأنك لو تظهر بمظهر صاحب النكران، هاه؟ قلت لكم ... إن كان يرى أنه في مكان أعلى منك، هاه؟ زجرك ونهرك حتى تبعد، وإن كان له أتباع أشلى بك أتباعه، ومن يفكك منهم، وإن كان لا يرى ذلك فإنه يكتمك ولا يخبرك، لكن أنت أعطه اللين.
" اظهر بمظهر قابل منهم ولا *** تظهر بمظهر صاحب النكران
وانظر إلى أنهار كفر فجرت *** "
انظر إلى أنهار كفر فجرت، متى تنظر إليها؟ إذا تمكنت، ولا تتمكن إلا بالطريقة التي ذكرها ابن القيم رحمه الله، نعم.
" *** وتهم لولا السيف بالجريان "
يعني لولا أنهم يخشون سيف الولاة هؤلاء الفلاسفة لجرت أنهار الكفر من أفواههم وكتبهم، لكنهم يتسترون، ويتعاملون مع الزمن، إن وجدوا فرصة لإظهار باطلهم أظهروها، وإن لم يروا فرصة كتموها، هذا هو مذهب مَن؟ ابن سينا وأتباعه والاتحاديين، الكفر بالله عز وجل، الكفر البواح الذي هو أكفر من كفر اليهود والنصارى، وكما علمتم مذهب الاتحاديين كيف يؤدي إلى هذا اللازم الخبيث، وهم يقرون بهذا، ما ينكرون والعياذ بالله، نعم.
الأسئلة
الشيخ : نعم
الطالب : ... أيش علاقة الصوفية؟
الشيخ : نعم، الصوفي يصل إلى الإلحاد، الصوفي قد يغيب بمشهوده عن شهوده، لأن يمكن قرأتم الفناء، الفناء، ما يسمى عند الصوفيين فناء، بعض الصوفيين يقول شيخ الإسلام يغيب بمشهوده عن شهوده ويصير ما كأنه يرى إلا الرب عز وجل، إلا الرب، حتى إن بعضهم يقول: إنه يفعل أفعال منكرة أفعال المجانين، وبعضهم يقفز فوق ويطيح بالأرض، نعم، وبعضهم يغشى عليه، بعضهم يموت، لأن قلوبهم تفرغ من كل شيء، ما يشاهدون شيء أبدا، هذا الصوفية تؤدي بهم إلى وحدة الوجود والاتحاد.
الطالب : هذا ابن سينا اسمه علي؟
الشيخ : أظن اسمه علي.
الطالب : هو من ... ؟
الشيخ : من الفلاسفة، أكبر.
الطالب : وهو من الرجال المتكلمين كثيرا ...
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : أظنه هو من المتكلمين.
الشيخ : لا، من الفلاسفة متفلسفة
الطالب : ترجم له.
الشيخ : ترجم له، ترجم له، ترجم له، ترجمته عليك.
الطالب : الطوسي، ترجمة الطوسي؟
الشيخ : الطوسي ما مر علينا؟
الطالب : لا، ما مر يا شيخ.
الشيخ : طيب، مَن يأخذه؟ هاه؟ خذه، طيب، من في بعد؟
الطالب : ابن سينا؟
الشيخ : ابن سينا أخذه هداية الله.
على نفس زكية قابلة جيدة في التبيان والفصاحة، ثم هذه النفس الزكية تتلقاه وتخبر به الناس، وعرفتم رد ابن القيم رحمه الله على هذا المذهب الذي سماه المذهب المعلون، نسأل الله العافية، نعم.
القراءة من قول الناظم: فصل في مقالات طوائف الاتحادية في كلام الرب جل جلاله وأتت طوائف الاتحاد بملة*** طمت على ما قال كل لسان قالوا كلام الله كل كلام هـ***ذا الخلق من جن ومن إنسان نظما ونثرا زوره وصحيحه*** صدقا وكذبا واضح البطلان فالسب والشتم القبيح وقذفهم*** للمحصنات وكل نوع أغان والنوح والتعزيم والسحر المبيـ***ـن وسائر البهتان والهذيان هو عين قول الله جل جلاله*** وكلامه حقا بلا نكران هذا الذي أدى إليه أصلهم*** وعليه قام مكسح البنيان إذ أصلهم أن الإله حقيقة*** عين الوجود وعين ذي الأكوان فكلامها وصفاتها هو قوله*** وصفاته ما ها هنا قولان وكذاك قالوا أنه الموصوف بالضـ***ـدين من قبح ومن إحسان وكذلك قد وصفوه أيضا بالكما***ل وضده من سائر النقصان هذي مقالات الطوائف كلها*** حملت إليك رخيصة الأثمان وأظن لو فتشت كتب الناس ما*** ألفيتها أبدا بذا التبيان زفت إليك فإن يكن لك ناظر*** أبصرت ذات الحسن والإحسان
" فصل في مقالات طوائف الاتحادية في كلام الرب جل جلاله
وأتت طوائف الاتحاد بملة *** طمت على ما قال كل لسان
قالوا كلام الله كل كلام هذا *** الخلق من جن ومن إنسان
نظما ونثرا زوره وصحيحه *** صدقا وكذبا واضح البطلان
فالسب والشتم القبيح وقذفهم *** للمحصنات وكل نوع أغان
والنوح والتعزيم والسحر المبين *** "
الشيخ : والسحر المبي، على الياء ...
القارئ : والنوح والتعزيم والسحر المبين
الشيخ : لا، والسحر المبي
القارئ : " والنوح والتعزيم والسحر المبين *** وسائر البهتان والهذيان
هو عين قول الله جل جلاله *** وكلامه حقا بلا نكران
هذا الذي أدى إليه أصلهم *** وعليه قام مكسح البنيان
إذ أصلهم أن الإله حقيقة *** عين الوجود وعين ذي الأكوان
فكلامها وصفاتها هو قوله *** وصفاته ما ها هنا قولان
وكذاك قالوا إنه الموصوف *** بالضدين من قبح ومن إحسان
وكذاك قد وصفوه أيضا بالكمال *** وضده من سائر النقصان
هذي مقالات الطوائف كلها *** حملت إليك رخيصة الأثمان
وأظن لو فتشت كتب الناس ما *** ألفيتها أبدا بذا التبيان "
10 - القراءة من قول الناظم: فصل في مقالات طوائف الاتحادية في كلام الرب جل جلاله وأتت طوائف الاتحاد بملة*** طمت على ما قال كل لسان قالوا كلام الله كل كلام هـ***ذا الخلق من جن ومن إنسان نظما ونثرا زوره وصحيحه*** صدقا وكذبا واضح البطلان فالسب والشتم القبيح وقذفهم*** للمحصنات وكل نوع أغان والنوح والتعزيم والسحر المبيـ***ـن وسائر البهتان والهذيان هو عين قول الله جل جلاله*** وكلامه حقا بلا نكران هذا الذي أدى إليه أصلهم*** وعليه قام مكسح البنيان إذ أصلهم أن الإله حقيقة*** عين الوجود وعين ذي الأكوان فكلامها وصفاتها هو قوله*** وصفاته ما ها هنا قولان وكذاك قالوا أنه الموصوف بالضـ***ـدين من قبح ومن إحسان وكذلك قد وصفوه أيضا بالكما***ل وضده من سائر النقصان هذي مقالات الطوائف كلها*** حملت إليك رخيصة الأثمان وأظن لو فتشت كتب الناس ما*** ألفيتها أبدا بذا التبيان زفت إليك فإن يكن لك ناظر*** أبصرت ذات الحسن والإحسان أستمع حفظ
التعليق على الأبيات السابقة، تعريف الاتحاد وبيان كلام الاتحادية في كلام الله والرد عليهم
.. مقطوعة من كلام المؤلف يبين بها المذهب الأخير في مذاهب الناس في كلام الله، وهو مذهب أهل الاتحاد القائلين بوحدة الوجود، وأن الرب عين المربوب، والخالق عين المخلوق، قالوا: فإذا كان الرب عين المربوب، والخالق عين المخلوق، لزم أن يكون كلام المخلوق هو كلام الخالق، فجعلوا كلام الله كلام المخلوقين، فكلامي وكلام زيد وعمر وغيرهم هو كلام الله، لماذا؟ لأني أنا وأنت وزيد وغيره كلنا الله، ما في فرق بين الخالق والمخلوق، قالوا: إن المخلوق اتحد بالخالق فصار واحدا، فكلام الله إذا قيل كلام الله فهو كلام كل ذي كلام، واستمع، يقول:
" وأتت طوائف الاتحاد " وش معنى الاتحاد؟ يعني اتحاد الخالق بالمخلوق، وأنهما شيء واحد.
" بملة *** طمت على ما قال كل لسان
قالوا كلام الله كل كلام *** هذا الخلق من جن ومن إنسان "
هذا كلام الله، كلام الخلق هو كلام الله، عرفتم يا جماعة؟ هو كلام الله، يقول رحمه الله:
" نظما ونثرا " النظم كلام الله والنثر كلام الله، " زوره وصحيحه *** " الباطل والصحيح كله كلام الله، " *** صدقا وكذبا واضح البطلان " الصدق والكذب كله كلام الله.
" فالسب والشتم القبيح وقذفهم *** للمحصنات وكل نوع أغان
والنوح والتعزيم والسحر المبين *** وسائر البهتان والهذيان
هو عين قول الله جل جلاله *** "
أعوذ بالله! قذف المحصنات، كيف هو كلام الله؟! الرجل إذا قال لشخص يا زاني فهذه يا زاني هي كلام الله، السب والأغاني والشتم والسحر والعزائم كلها كلام الله.
" هو عين قول الله جل جلاله *** وكلامه حقا بلا نكران
هذا الذي " يعني كأنه قيل لماذا؟ قال:
" هذا الذي أدى إليه أصلهم *** وعليه قام مكسح البنيان "
يعني البنيان المكسح الذي لا يستطيع أن يقوم، هذا قام على هذا الأصل.
" إذ أصلهم أن الإله حقيقة *** عين الوجود وعين ذي الأكوان "
هذا أصلهم، أن الإله سبحانه وتعالى هو عين الوجود وعين هذه الأكوان، الشمس هي الله، القمر السماء الأرض الإنسان الجن كل شيء في الوجود فهو الله، كلامه يكون هو كلام الله. قال: " فكلامها وصفاتها هو قوله *** وصفاته " يعني كلامها هو قوله صفاتها هي صفاته، " ما ها هنا قولان "
يعني: وما ها هنا صفتان، ما ها هنا قولان، لأنه قول واحد كله قول الله، ولا هنا صفتان لأنها كلها صفة لموصوف واحد، أنتم فاهمين هذا يا إخوان؟ طيب.
" وكذاك قالوا إنه موصوف *** بالضدين من قبح ومن إحسان " الموجودات فيها شيء قبيح وفيها شيء حسن، كلها الله، إذن يوصف الله بالضدين بالحسن والقبح.
" وكذاك قد وصفوه أيضا بالكمال *** وضده من سائر النقصان "
هذا مذهب مَن؟ الاتحادية القائلين بأن المخلوق والخالق شيء واحد، فكلام المخلوق هو كلام الخالق، وكلام الخالق هو كلام المخلوق، شوفوا يا جماعة هذا المذهب لولا أنه كما قال المؤلف، لولا أنه ذكر ما صدقنا أن أحدا يذهب إليه، قال:
" هذه مقالات الطوائف كلها *** حملت إليك رخيصة الأثمان
وأظن لو فتشت كتب الناس ما *** ألفيتها أبدا بذا التبيان
زفت إليك فإن يكن لك ناظر *** أبصرت ذات الحسن والإحسان "
نقول جزى الله المؤلف خيرا، جمعها لنا وزفها إلينا، ولو فتشنا في غير هذا الكتاب لم نجدها مجموعة هذا الجمع، لكن هذا من نعمة الله على المؤلف، ومن نعمة الله على من انتفع بمؤلفه، أنها جمعت الأقاويل وحصرت، ثم شرع المؤلف يرد على هذه المذاهب، فاستمع إليه، وهو يقول:
القارئ : " فاعطف على الجهمية المغل الألى *** خرقوا سياج العقل والقرآن
شرد بهم من خلفهم واكسوهم *** بل ناد في ناديهم بأذان "