القراءة من قول الناظم: فاعطف على الجهمية المغل الألى*** خرقوا سياج العقل والقرآن شرد بهم من خلفهم واكسرهم*** بل ناد في ناديهم بأذان أفسدتم المعقول والمنقول والـ***ـمسموع من لغة بكل لسان أيصح وصف الشيء بالمشتق للـ***ـمسلوب معناه لذي الأذهان أيصح صبار ولا صبر له*** ويصح شكر بلا شكران ويصح علام ولا علم له*** ويصح غفار بلا غفران ويقال هذا سامع أو مبصر*** والسمع والإبصار مفقودان هذا محال في العقول وفي النقو***ل وفي اللغات وغير ذي إمكان فلئن زعمتم أنه متكلم*** لكن بقول قام بالإنسان أو غيره فيقال هذا باطل*** وعليكم في ذاك محذوران نفي اشتقاق اللفظ للموجود معـ***ـناه به وثبوته للثاني أعني الذي ما قام معناه به*** قلب الحقائق أقبح البهتان ونظير ذا أخوان هذا مبصر*** وأخوه معدود من العميان سميتم الأعمى بصيرا إذ أخو***ه مبصر وبعكسه في الثاني فلئن زعمتم أن ذلك ثابت*** في فعله كالخلق للأكوان والفعل ليس بقائم بإلهنا*** إذ لا يكون محل ذي حدثان ويصح أن يشتق منه خالق*** فكذلك المتكلم الوحداني هو فاعل لكلامه وكتابه*** ليس الكلام له بوصف معان
شرد بهم من خلفهم واكسوهم *** بل ناد في ناديهم بأذان
أفسدتم المعقول والمنقول *** والمسموع من لغة بكل لسان
أيصح وصف الشيء بالمشتق *** والمسلوب معناه لذي الأذهان "
الشيخ : بالمشتق للمسلوب معناه،.
الطالب : ...
الشيخ : لا، أيصح وصف الشيء بالمشتق*** للمسلوب معناه للمسلوب
القارئ : " أيصح وصف الشيء بالمشتق *** للمسلوب معناه لذي الأذهان
أيصح صبار ولا صبر له *** ويصح شكار بلا شكران
ويصح علام ولا علم له *** ويصح غفار بلا غفران
ويقال هذا سامع أو مبصر *** والسمع والإبصار مفقودان
هذا محال في العقول وفي النقول *** وفي اللغات وغير ذي إمكان
فلئن زعمتم أنه متكلم *** لكن بقول قام بالإنسان
أو غيره فيقال هذا باطل *** وعليكم في ذاك محذوران
نفي اشتقاق اللفظ للموجود *** معناه به وثبوتِه للثاني "
الشيخ : ثبوتُه بالضم ثبوتُه.
القارئ : " نفي اشتقاق اللفظ للموجود *** معناه به وثبوته للثاني
أعني الذي ما قام معناه به *** قلب الحقائق أقبح البهتان
ونظير ذا أخوان هذا مبصر *** وأخوه معدود من العميان
سميتم الأعمى بصيرا إذ أخوه *** مبصر وبعكسه في الثاني
فلئن زعمتم أن ذلك ثابت *** في فعله كالخلق للأكوان
والفعل ليس بقائم بإلهنا *** إذ لا يكون محل ذي حدثان
ويصح أن يشتق منه خالق *** فكذلك المتكلم الوحداني
هو فاعل لكلامه وكتابه *** ليس الكلام له بوصف معان "
1 - القراءة من قول الناظم: فاعطف على الجهمية المغل الألى*** خرقوا سياج العقل والقرآن شرد بهم من خلفهم واكسرهم*** بل ناد في ناديهم بأذان أفسدتم المعقول والمنقول والـ***ـمسموع من لغة بكل لسان أيصح وصف الشيء بالمشتق للـ***ـمسلوب معناه لذي الأذهان أيصح صبار ولا صبر له*** ويصح شكر بلا شكران ويصح علام ولا علم له*** ويصح غفار بلا غفران ويقال هذا سامع أو مبصر*** والسمع والإبصار مفقودان هذا محال في العقول وفي النقو***ل وفي اللغات وغير ذي إمكان فلئن زعمتم أنه متكلم*** لكن بقول قام بالإنسان أو غيره فيقال هذا باطل*** وعليكم في ذاك محذوران نفي اشتقاق اللفظ للموجود معـ***ـناه به وثبوته للثاني أعني الذي ما قام معناه به*** قلب الحقائق أقبح البهتان ونظير ذا أخوان هذا مبصر*** وأخوه معدود من العميان سميتم الأعمى بصيرا إذ أخو***ه مبصر وبعكسه في الثاني فلئن زعمتم أن ذلك ثابت*** في فعله كالخلق للأكوان والفعل ليس بقائم بإلهنا*** إذ لا يكون محل ذي حدثان ويصح أن يشتق منه خالق*** فكذلك المتكلم الوحداني هو فاعل لكلامه وكتابه*** ليس الكلام له بوصف معان أستمع حفظ
التعليق على الأبيات السابقة، الرد على الجهمية وبيان أن كل تعطيل فأصله من الجهمية
هذا المؤلف رحمه الله قال رحمه الله في هذه المقطوعة شرع يرد على هؤلاء المنحرفين في عقيدتهم في كلام الله. فبدأ أولا بالجهمية وهم أتباع الجهم بن صفوان أول من قال بالتعطيل حينما قال: إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما. مذهب الجهمية يقولون: إن الله متكلم أي خالق للكلام في غيره، أما هو نفسه فلم يتكلم، لكن يخلق الكلام فيضيفه إلى نفسه تشريفا وتعظيما، كما خلق الناقة وأضافها إلى نفسه ناقة الله تشريفا وتعظيما، وكما خلق البيت وأضافه إلى نفسه فقال: (( وطهر بيتي )) تشريفا وتكريما، وكما أضاف محل عبادته إلى نفسه وهي المساجد، فقال: (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )) إذن كلام الله هو كلام المخلوق خلقه في غيره، لكن أضافه إلى نفسه من باب التشريف، أما الله نفسه فلا يمكن أن يتكلم، وسيأتي بيان علتهم، عرفتم المذهب؟
إذن ما هو الكلام عندهم؟ كلام الله كلام مخلوق في غيره أضيف إلى نفسه على وجه التشريف والتعظيم، أما الله لا يمكن أن يتكلم، لا يمكن يقول الله: (( الحمد لله رب العالمين )) أبدا، لا يمكن أن يقول: (( وقال ربكم ادعوني استجب لكم )) لكن خلق كلاما بهذه الحروف سمعه جبريل فنزل به إلى محمد، ليس الله الذي قال لموسى: (( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )) ما قالها ما هو الله اللي تكلم بها، ماذا؟ خلقه خلقه في شيء إما في الهواء وإما في الشجرة وإما في كذا أو كذا، وسمعه جبريل، قصدي وسمعه موسى، أما الله فلم يتكلم، عرفتم؟ أراد أن يرد عليهم، قال:
" فاعطف على الجهمية المغل الألى *** "
المغل يعني المغول، والمغول هم التتار الذين خرجوا على المسلمين فأفسدوا الدنيا والدين، وأصل طامة المغول أصلها من الجهمية، لأن كل تعطيل فأصله من الجهمية، كل تعطيل فأصله من الجهمية، كما أن كل خروج على الأئمة فأصله من الخوارج، وكما أن كل غلو في آل البيت فأصله من الرافضة، وهكذا، فأصول البدع كلها معروفة والحمد لله، الجهمية هم أصل التعطيل، وكان على مذهبهم هؤلاء المغول الذين أفسدوا الدنيا والدين، قال:
" *** خرقوا سياج العقل والقرآن "
سياج الشيء ما أحاط به من سور فهم خرقوا سياج العقل والنقل، من أين نأخذه أنهم خرقوا سياق النقل؟ من قوله:
" والقرآن "
" شرد بهم من خلفهم واكسرهم *** "
شرد بهم من خلفهم، يعني: نكل بهم نكالا يهرب به من خلفهم، كما قال الله تعالى: (( فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون )) فمعنى التشريد من خلفهم أن ينكل بهم حتى يشرد من خلفهم من شدة ما يرى في التنكيل بهم يخشى أن يصيبه ما أصابهم.
" شرد بهم من خلفهم واكسرهم *** بل نادي في ناديهم بأذان " ناديهم مجتعهم، بأذان أي بإعلان، قل:
" أفسدتم المعقول والمنقول *** والمسموع من لغة بكل لسان "
يعني كلامكم هذا أفسد المعقول والمنقول والمسموع من اللغات، إذن أفسد العقل هاه؟ والنقل واللغة، واللغة أفسدها، ثم بين السبب، قال:
" أيصح وصف الشيء بالمشتق *** للمسلوب معناه لذي الأذهان "
أجيبوا يصح ولا ما يصح؟ كيف يصح أن تصف الشيء بمشتق وهو لا يتضمن معناه؟! هل يصح أن تقول للقاعد أنت قائم؟ هاه؟
الطالب : لا
الشيخ : لا، لأنك لو قلت للقاعد قائم وصفت هذا القاعد بوصف مسلوب منه، مسلوب منه يعني منتفيا عنه، فهل يصح أن يوصف الشيء بالمشتق للمسلوب معناه لذي الأذهان؟ الجواب: كلا، لا يصح أبدا.
" أيصح صبار ولا صبر له *** " يعني: هل يصح أن يوصف الشيء بالمشتق وليس فيه ذلك المشتق فضلا عن أن يوصف به غيره؟ هاه؟ ما يصح، ما يصح أبدا.
" أيصح صبار ولا صبر له *** ويصح شكار بلا شكران
ويصح علام ولا علم له *** ويصح غفار بلا غفران
ويقال هذا سامع أو مبصر *** والسمع والإبصار مفقودان "
أنت رأيت واحد أصم، لو تضرب المدفع عند أذنه ما سمع، قلت: ما شاء الله! هذا الرجل سمعه يخرق الجدران، يصح ولا ما يصح؟ ما يصح؟ كيف ما يصح؟ ما يصح، رجل ما يسمع لو تضرب المدفع عند أذنه ما سمع تقول له سميع، لا يمكن. أيضا هل يصح أن يقال: هذا مبصر، والبصر مفقود منه؟ هاه؟ لو قلت لواحد أعمى، عندك رجل أعمى، فقلت: ما شاء الله! هذا الرجل يبصر النملة السوداء في الليلة الظلماء، ما تقول صح ولا غير صحيح؟ غير صحيح يا جماعة، واضح غير صحيح، لو قلت هذا لرماك الناس بالجنون، هذا لا يمكن، ولهذا قال:
" هذا محال في العقول وفي النقول *** وفي اللغات وغير ذي إمكان "
مستحيل، تصف شخصا بالبصر وهو أعمى، بالسمع وهو أصم، بالصبر وهو جزوع، بالشكر وهو كفور، لا يمكن هذا أبدا.
الرد على من قال أن الله يتكلم بكلام قام بغيره وما يلزم منه
أو غيره فيقال هذا باطل *** "
إذا قالوا: نحن نقول إن الله متكلم بكلام قام بالإنسان أو قام بغير الإنسان مثل جبريل الشجرة الهواء، المهم إذا قلتم نقر بأن الله متكلم، لكن بكلام قام بغيره، هل هذا صحيح؟ هاه؟ يعني لو قيدوا، قالوا: متكلم هو نفسه بكلام قام بغيره، فيقال هذا باطل، هذا الكلام باطل، ما يمكن نقول إنه متكلم بكلام هاه؟ قام بغيره، قال:
" *** وعليكم في ذاك محذوران " في ذاك في أي شيء؟ إذا قلتم إنه متكلم بكلام قام بغيره عليكم في ذاك محذوران، أولا:
" نفي اشتقاق اللفظ للموجود *** معناه به "
نفي اشتقاق اللفظ للموجود معناه به، هذا واحد، لأنهم نفوا أن يكون الكلام قائما بالله، " وثبوته للثاني " جعلوا الكلام ثابتا لمن؟ للمخلوق لغير الله، إما للإنسان ولا لجبريل ولا غيره، فصار في ذلك محذوران، المحذور الأول: أنكم نفيتم الكلام عن الله مع أنه هو الموصوف به. الثاني: أنكم أثبتم الكلام لغير الله وهو لم يتكلم به، فأخطؤوا في الأمرين: نفي اشتقاق اللفظ للموجود معناه به، وثبوته للثاني.
" أعني الذي ما قام معناه به *** قلب الحقائق أقبح البهتان "
رحمه الله، هذه قاعدة، قاعدة مفيدة، قلب الحقائق أقبح البهتان، وهذا الكلام الذي قاله الجهمية قلب للحقائق ولا مطابق للحقائق، قلب، قلب لها، فقلب الحقائق أقبح البهتان، وما أكثر قلب الحقائق في إذاعات العرب اليوم يقولون أشياء ليس لها أصل، يقلبون الحقائق، حقائق تشاهد وهم يقلبونها إلى أمور مخالفة للمشاهد، لكن هذه القاعدة تفيدنا، قلب الحقائق هاه؟ أقبح البهتان، ولهذا يحسن أن تستشهد بهذا الشطر على إذاعات كثير من إذاعات العرب اليوم، فتقول قلب الحقائق أقبح البهتان، طيب. يقول رحمه الله:
" ونظير ذا " يعني: أراد المؤلف أن يمثل المعقول بالمحسوس
" نظير ذا أخوان هذا مبصر *** وأخوه معدود من العميان "
أخوه إذا كان معدود من العميان وش يكون؟ أعمى.
" سميتم الأعمى بصيرا إذ أخوه *** مبصر وبعكسه في الثاني "
يعني سميتم البصير أعمى، هذا ممكن ولا غير ممكن؟ هاه؟ في أخوان أحدهما .. والثاني مبصر، فقلنا للأعمى هنأك الله بالبصر القوي، وقلنا للبصير جبر الله مصيبتك بالعمى، فوصفنا البصير بأيش؟ بأنه أعمى، قال يا جماعة أنا ماني بأعمى أنا مفتح أشوف، قلنا: لا، نقلنا الوصف من أخيك إليك، ونقلنا وصفك منك إلى أخيك، فأخوك نسميه مبصرا، وأنت نسميك أعمى، يقيم دعوى علينا ولا ما يقيم؟
الطالب : يقيم.
الشيخ : وأخوه؟ أخوه يفرح، يسوي لنا عيد.
على كل حال ابن القيم رحمه الله يقول: هل هذا معقول أنك تسمي الأعمى بصيرا والبصير أعمى؟ هاه؟ غير معقول، أنتم الآن تقولون إن الله متكلم والكلام من غيره، وشلون هذا؟ وصف متكلم لمن؟ لمن قام به الكلام، فإذا كان يتكلم غير الله، فالله ما يتكلم، وإذا كان الله هو الذي يتكلم فغيره لا يتكلم، أما أن تقول الله متكلم، وين كلامه؟ قال ما سمع من جبريل، ما سمع من الشجرة، ما سمع في الهواء، أما ذات الله فلا، استمع يقول:
" فلئن زعمتم أن ذلك ثابت *** في فعله كالخلق للأكوان
والفعل ليس بقائم بإلهنا *** إذ لا يكون محل ذي حدثان "
هم قالوا: أنتم تقولون لا يمكن أن يوصف بالكلام الذي كان قائما بغيره، ولكننا لا نسلم بهذا، وعندنا مثال: الخلق، الخلق فعل، الخلق فعل، قائم بالغير، قائم بالمخلوق، الخلق قائم بالمخلوق، انتبه للتنظير لتعرف هل هذا صحيح هذا التنظير أو غير صحيح.
الرد على من قال إن الحوادث لا تقوم بالله والكلام حادث
" فلئن زعمتم أن ذلك ثابت *** في فعله كالخلق للأكوان
والفعل ليس بقائم بإلهنا *** "
يقولون هم:
" الفعل ليس بقائم بإلهنا *** إذ لا يكون محل ذي حدثان "
هم يقولون عندهم قاعدة: أن الحوادث لا تقوم بالله، كل شيء حادث لا يمكن أن يقوم بالله، وش معنى لا يمكن أن يقوم بالله؟ يعني لا يمكن أن يتصف به الله كل شيء حادث، والكلام عندهم حادث كما هو عند أهل السنة يتعلق بالمشيئة، الخلق حادث يتعلق بالمشيئة يخلق ما يشاء.
يقولون: الخلق لا يقوم بالله، الكلام لا يقوم بالله، الاستواء على العرش لا يقوم بالله، كل شيء يتضمن الحدوث فإنه لا يقوم بالله، لماذا؟ قالوا: لأن ما قام به الحادث فهو حادث، قاعدة: ما قام به الحادث فهو حادث، وش تقولون؟ صحيح؟ هذا غير صحيح، يقول: الحادث لا يمكن أن يقوم إلا بحادث، فإذا قلتم بقيام الحوادث بالله لزم أن يكون الله حادثا.
ولكن هذه قاعدة باطلة، باطلة من أصلها، الحوادث فعل المحدث، والفاعل لابد أن يتقدم على الفعل، والفعل لابد أن يتقدم على المفعول، أو على الأقل يكون مقارنا له، أما أن نقول: كل ما قام به حادث فهو حادث، فهذا ليس بصحيح، وعندنا أيضا دليل من أنفسنا، منا مخلوق منذ عشرين سنة، قام الآن، الساعة كم؟ هاه؟ سبع وربع، قام الساعة سبع وربع، هل يلزم أن يكون حادثا الساعة سبع وربع وهو منذ عشرين سنة؟ فصح أن الفاعل يسبق أيش؟ يسبق الفعل، وأنه لا يلزم من حدوث الفعل أن يكون الفاعل حادثا، هذا الإنسان قديم بالنسبة لفعله، له عشرون سنة، والفعل لم يحصل إلا في هذا الشهر شهر جمادى في عام ألف وأربعمئة وإحدى عشر، إذن ما يلزم من حدوث الشيء أن يكون ما حدث به الشيء حادثا، بل يتقدم عليه بزمان، فالله عز وجل تقوم به الحوادث بمعنى أنه يفعل ما يشاء فعلا متجددا حادثا بعد أن لم يكن، ومع ذلك هو بنفسه قديم أزلي، طيب. يقول:
" والفعل ليس بقائم بإلهنا *** إذ لا يكون محل ذي حدثان "
مَن هذا قوله؟
الطالب : الجهمية.
الشيخ : الجهمية.
معنى قول الناظم: ويصح أن يشتق منه خالق..وبيان الفرق بين الخلق والمخلوق
" ويصح أن يشتق منه خالق *** فكذلك المتكلم الوحداني "
يعني الفعل الخلق متعلق بالمخلوق، ويصح أن يشتق منه خالق مع أن الفعل قائم بغيره، إذ أن المخلوق منفصل عن الله، فيقول: كذلك الكلام
" هو فاعل لكلامه وكتابه *** ليس الكلام له بوصف معاني "
فيدعون أنه إذا قيل متكلم يعني خالق للكلام، كما إذا قيل خالق فالمخلوق منفصل بائن.
ونحن نجيبهم على هذا بأن الخلق غير مخلوق، الخلق فعل الخالق، والمخلوق مفعول الخالق، أنت الآن لو صنعت شيئا، فهذا مصنوع وفعلك صنع، لو بنيت بيتا فهذا مبني وفعلك بناء، إذن فالخلق ليس فعل الخالق، الخلق بمعنى المخلوق منفصل بائن عن الخالق، والخلق وصفه القائم به، لكن لما كان الكلام لا يتعدى، الخلق يتعدى يقال خلق كذا، الكلام صفة لازمة للمتكلم ما يتعدى، صار لا يتعلق به المفعول، مع أنه يمكن أن نقول إنه قد يتعلق به المفعول، فيقال: إن الله متكلم، والرسول صلى الله عليه وسلم مكلم، والرسول مكلم، كما جاء في الحديث عن آدم أنه نبي مكلم، وحينئذ تكون مكلم على وزن من حيث المعنى على وزن مخلوق، فعندنا متكلم وهو الله، كلام وهو فعله، مكلم وهم المخلوقون، ولا فرق بين الخلق وبين الكلام.
حنا انتهينا؟ هنأك الله يا عبدالرحمن.
نبي نلزمه.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : لو ...
الشيخ : ما هو " ونظير ذا أخوان هذا مبصر *** " ؟
الطالب : المؤلف ...
الشيخ : المهم الآن أنتم عرفتم حجة الجهمية في الكلام حين قالوا إنه مخلوق، نعم، وعرفتم أنها حجة باطلة، أليس كذلك؟ طيب هذا اللي أنا أريده.
الطالب : ومخالف
الشيخ : نعم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
القراءة من قول الناظم: ومخالف المعقول والمنقول والـ***ـفطرات والمسموع للإنسان من قال إن كلامه سبحانه*** وصف قديم أحرف ومعان والسين عند الباء ليست بعدها*** لكن هما حرفان مقترنان أو قال إن كلامه سبحانه*** معنى قديم قام بالرحمن ما إن له كل ولا بعض ولا الـ***عربي حقيقته ولا العبراني والأمر عين النهي واستفهامه*** هو عين أخبار بلا فرقان وكلامه كحياته ما ذاك مقـ***ـدور له بل لازم الرحمن هذا الذي قد خالف المعقول والـ***ـمنقول والفطرات للانسان أما الذي قد قال إن كلامه*** ذو أحرف قد رتبت ببيان وكلامه بمشيئة وإرادة*** كالفعل منه كلاهما سيان فهو الذي قد قال قولا يعلم الـ*** ـعقلاء صحته بلا نكران فلأي شيء كان ما قد قلتم*** أولى وأقرب منه للبرهان ولأي شيء دائما كفرتم*** أصحاب هذا القول بالعدوان فدعوا الدعاوي وابحثوا معنا بتحـ*** ـقيق وإنصاف بلا عدوان وارفوا مذاهبكم وسدوا خرقها*** إن كان ذاك الرفو في الإمكان
من قال إن كلامه سبحانه *** وصف قديم أحرف ومعان
والسين عند الباء ليست بعدها *** لكن هما حرفان مقترنان
أو قال إن كلامه سبحانه *** معنى قديم قام بالرحمن
ما أن له كل ولا بعض ولا *** "
الشيخ : ...
القارئ : " ما إن له كل ولا بعض ولا *** العربي حقيقته ولا العبراني
والأمر عين النهي واستفهامه *** هو عين أخبار بلا فرقان
وكلامه كحياته ما ذاك *** مقدور له بل لازم الرحمن
هذا الذي قد خالف المعقول *** والمنقول والفطرات للإنسان
أما الذي قد قال إن كلامه *** ذو أحرف قد رتبت ببيان
وكلامه بمشيئة وإرادة *** كالفعل منه كلاهما سيان
فهو الذي قد قال قولا يعلم *** العقلاء صحتُه بلا نكران "
الشيخ : صحتَه
القارئ : " فهو الذي قد قال قولا يعلم *** العقلاء صحتَه بلا نكران
فلأي شيء كان ما قد قلتم *** أولى وأقرب منه للبرهان
ولأي شيء دائما كفرتم *** أصحاب هذا القول بالعدوان
فدعوا الدعاوى وابحثوا معنى *** "
الشيخ : وابحثوا معنا بتح
القارئ : معنا؟
الشيخ : معنا بتح
القارئ : " فدعوا الدعاوى وابحثوا معنا *** بتحقيق "
الشيخ : الوقوف على الياء، بتح ...
القارئ : " فدعوا الدعاوى وابحثوا معنا *** بتحقيق وإنصاف بلا عدوان
وارفوا مذاهبكم وسدوا خرقها *** إن كان ذاك الرفو في الإمكان
فاحكم هداك الله بينهم فقد *** "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
6 - القراءة من قول الناظم: ومخالف المعقول والمنقول والـ***ـفطرات والمسموع للإنسان من قال إن كلامه سبحانه*** وصف قديم أحرف ومعان والسين عند الباء ليست بعدها*** لكن هما حرفان مقترنان أو قال إن كلامه سبحانه*** معنى قديم قام بالرحمن ما إن له كل ولا بعض ولا الـ***عربي حقيقته ولا العبراني والأمر عين النهي واستفهامه*** هو عين أخبار بلا فرقان وكلامه كحياته ما ذاك مقـ***ـدور له بل لازم الرحمن هذا الذي قد خالف المعقول والـ***ـمنقول والفطرات للانسان أما الذي قد قال إن كلامه*** ذو أحرف قد رتبت ببيان وكلامه بمشيئة وإرادة*** كالفعل منه كلاهما سيان فهو الذي قد قال قولا يعلم الـ*** ـعقلاء صحته بلا نكران فلأي شيء كان ما قد قلتم*** أولى وأقرب منه للبرهان ولأي شيء دائما كفرتم*** أصحاب هذا القول بالعدوان فدعوا الدعاوي وابحثوا معنا بتحـ*** ـقيق وإنصاف بلا عدوان وارفوا مذاهبكم وسدوا خرقها*** إن كان ذاك الرفو في الإمكان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: ومخالف المعقول والمنقول.. وتتمة الرد على الجهمية
" من قال إن كلامه سبحانه *** وصف قديم "
قال المؤلف:
" ومخالف المعقول والمنقول *** والفطرات والمسموع للإنسان
من قال إن كلامه " إلى آخره، المعقول واضح، والمنقول الكتاب والسنة وإجماع السلف، الفطرات الفطرة التي فطر الإنسان عليها، وهي ما يهتدي الإنسان بها إلى الأمور البدهية، المسموع للإنسان يعني اللغة، لأن اللغة ألفاظ تنقل وتسمع، المخالف لهذه الأشياء الأربعة، أربعة؟
الطالب : أربعة.
الشيخ : من هو؟
معنى قول الناظم: من قال إن كلامه سبحانه.. الرد على الاقترانية في كلام الله
والسين عند الباء ليست بعدها *** لكن هما حرفان مقترنان "
يشير إلى مذهب الاقترانية الذين قالوا: إن كلام الله وصف قديم، لا يتعلق بمشيئته ولا بإرادته، وأنه أحرف ومعاني، لكن الأحرف مقترنة، السين عند الباء، السين يعني في قولك: بسم الله الرحمن الرحيم، السين عند الباء، مقارنة لها، ليست بعدها، لكن هما حرفان مقترنان، هل هذا متصور؟ بسم الله الرحمن الرحيم، كل يعرف أن السين بعد الباء، هم يقولون لا، السين والباء واحدة، هذا غير ممكن، لا في العقل ولا في النقل ولا في اللغات كلها. يقول، إذن هذا مذهب من؟ مذهب الاقترانية الذين يقولون إن كلام الله وصف قديم لا يتعلق بمشيئته، كلام الله معنى وحرف، لكن الحروف أيش؟ مقترنة، الباء والسين يخرجان سواء، كل كلام الله يخرج سواء، الباء والسين والميم والألف واللام والراء والحاء والميم والألف والنون، كل الكلام يخرج سواء مقترن، ما فيه حرف قبل حرف، هذا مخالف للمعقول والمنقول والفطرة واللغات، معلوم كل إذا خاطبته أو إذا قرأ كلام الله عرف أن كل حرف يتلو الحرف الآخر.
معنى قول الناظم: أو قال إن كلامه سبحانه..الرد على الأشاعرة في كلام الله
" أو قال إن كلامه سبحانه *** معنى قديم قام بالرحمن "
هؤلاء الأشاعرة، يقولون: كلام الله معنى قديم، قام به كقيام الحياة والعلم، الحياة والعلم معنى قديم ولا حادث؟ هاه؟ قديم لم يزل الله حيا عليما، هم يقولون: الكلام معنى، معنى قديم، ليس بحرف، ما تكلم الله بحروف إطلاقا، ولا تكلم بكلام يسمع إطلاقا، إنما كلامه هو المعنى القديم القائم بنفسه، انتبهوا يا إخواني علشان تعرفون أن هذا مذهب خاطئ ضلال، كلام الله هو المعنى القديم القائم بنفسه، أما أنه المسموع بالآذان فكلا، أما أنه الحروف المتتابعة فكلا، هو المعنى القائم بنفسه.
حقيقة الأمر أنهم فسروا الكلام بالعلم، هذا هو حقيقة مذهبهم، لأنه إذا كان الكلام هو المعنى القائم بنفسه يعني المعنى الذي علم أن الله أنه سيتكلم في يوم كذا فهذا هو العلم حقيقة، هذا هو العلم، ولهذا من أبطل ما يكون قول الأشاعرة في كلام الله، لأن هذا ليس بكلام هذا علم، طيب، شف انظر:
" من قال إن كلامه سبحانه *** وصف قديم "
لا لا
" أو قال إن كلامه سبحانه *** معنى قديم قام بالرحمن
ما إن له كل ولا بعض *** "
ما تقول قرأت كل الفاتحة، قرأت بعض الفاتحة على أنها هي كلام الله هذا مستحيل، كلام الله لا يتبعض، ليس له كل وليس له بعض، ليش؟ لماذا؟ لأنه معنى قائم بالنفس، هذا السبب أنه ما يتجزأ، يعني ما له كل ولا بعض، لأنه معنى قائم بالنفس، وصف، هو متكلم لكن بدون كلام يتجزأ أو يتبعض أو يسمع.
" ولا *** العربي حقيقته ولا العبراني "
أيضا العربي وهو الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، العبراني هو التوراة، يقول: ما نقول كلام الله عربي، ولا كلام الله عبراني، لأن وصف العربي والعبراني إنما هو للمسموع، وكلام الله أيش؟ لا يسمع، معنى قائم بنفسه ولا يسمع، فلا نقول كلام الله عربي ولا نقول عبراني ولا سرياني، ما نقول هذا، لأن هذا الوصف إنما ينطبق على أيش؟ على المسموع، وكلام الله لا يسمع معنى قائم بنفسه.
" والأمر عين النهي "
أقم الصلاة، لا تقربوا الزنا، هما شيء واحد، الأمر عين النهي، سبحان الله! إذا قال الله: (( أقم الصلاة )) أو (( لا تقربوا الزنا )) فهما شيء واحد، إذا قرأت القرآن والتوراة فهما شيء واحد، لأنه لا يوصف بعربي ولا عبراني إذ هو شيء واحد، ولا بأمر ولا بنهي.
" الأمر عين النهي واستفهامه *** هو عين أخبار " أو إخبار، يجوز الوجهان، " بلا فرقان "، هذه أربعة أشياء: الأمر والنهي والاستفهام والرابع الخبر، كلها عندهم شيء واحد، كلها شيء واحد، نعم، (( أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) الجملتان الأولى أمر، والثانية خبر، هما شيء واحد، (( فبأي آلاء ربكما تكذبان )) هذه استفهام، هي كقوله: (( فيهما عينان تجريان )) خبر، الخبر والاستخبار اللي هو الاستفهام شيء واحد، والأمر والنهي شيء واحد، والأربع كلها شيء واحد، هذا بالنسبة لكلام الله، بالنسبة لكلام الله هي شيء واحد، لماذا؟ لأنهم يقولون: إن الكلام وصف أو معنى قائم بنفسه، معنى، المعنى لا يتجزأ ولا يتنوع، كما أن حياة الله هل هي تتبعض أو تتجزأ؟ هاه؟ لا، تتنوع؟ لا، كلامه كذلك، هو معنى فقط، يقال متكلم ولكن لا كلام في الحقيقة، يقال متكلم لكن حقيقة الأمر ألا كلام، ولهذا كان الجهمية خيرا منهم من وجه، لأنهم يقولون: كلام الله حروف وأصوات متعلق بمشيئته، والقرآن اللي حنا نقرؤه هو كلام الله، هؤلاء يقولون: لا، كلام الله ما يتعلق بمشيئته، وليس حروفا، ولا مسموعا، ولا الذي نقرؤه كلام الله، بل هو عبارة عن كلام الله، أما كلام الله فهو المعنى القائم بنفسه، فهمتم يا جماعة؟ طيب.
الكلام على حياة الله وأنها صفة ذات لله وبيان أن كلام الله مثل حياته. والرد على الأشاعرة في قولهم عن القرآن هو عبارة عن كلام الله
حياة الله عز وجل لازمة، وقول المؤلف:
" ما ذاك مقدورا له " لأن الشيء المستحيل لا تتعلق به القدرة، فهل يمكن أن يكون الله عز وجل حيا ميتا؟ كلا، الموت مستحيل عليه مستحيل، بل هو الحي الذي لا يموت، طيب. الكلام يقول: الكلام مثل الحياة، لا يمكن ألا يكون متكلما، لأنه وصف لازم، ما يتعلق بمشيئته، ليس إن شاء تكلم وإن شاء لم يتكلم، إن كنت تقول إن شاء صار حيا وإن شاء صار ميتا فقل إن شاء تكلم وإن شاء لم يتكلم، فانظر، اسمع كلام المؤلف، يقول:
" وكلامه كحياته ما ذاك *** مقدورا له "
يعني: ما يقدر يتكلم إن شاء وإن شاء لم يتكلم، كما لا يقدر أن يكون حيا وأن يكون ميتا، هو حي حياة لازمة له، هو متكلم كلاما لازما له، لأنه معنى، تصورتم زين الآن؟
الطالب : نعم.
الشيخ : تصورتم مذهب الأشاعرة أن الكلام ليس مسموعا، ولا هو حروف، ولا صوت، ولكنه معنى يتصف به، كما هو حي نقول هو متكلم، طيب وش كلامه؟ قال كلامه هو المعنى القائم بنفسه ما هو باللي يسمع، طيب، هذا الذي سمعه محمد؟ وسمعه موسى؟ قالوا: هذا عبارة عن كلام الله، عبارة خلقه الله ليعبر عن ما في نفس الله، ليعبر عن ما في نفسه، واضح؟ مثل: لو وضعت كلام مكتوب وحطيت مرءاة يطلع الكلام المكتوب هذا بالمرءاة، هم يقولون: هذا المعنى القائم بنفس الله ينطبع في الهواء، ينطبع في أي مكان كان ثم يسمع، أما أنه كلام يسمع من الله نفسه فهذا لا.
10 - الكلام على حياة الله وأنها صفة ذات لله وبيان أن كلام الله مثل حياته. والرد على الأشاعرة في قولهم عن القرآن هو عبارة عن كلام الله أستمع حفظ
معنى قول الناظم: هذا الذي قد خالف المعقول..وبيان أن الإنسان يقبل الحق ممن كان
" هذا الذي قد خالف المعقول *** والمنقول والفطرات للإنسان "
من اللي يقول هذا؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، الجهمية يقولون: كيف تقولون كلامنا مخالف للمعقول والمنقول والفطرات واللغات؟ هذا اللي مخالف المعقول والمنقول والفطرات واللغات، هذا هو المخالف، وصدقوا في هذا، نحن مع الجهمية في أن هذا الذي ذهب إليه الأشاعرة لا يسمى كلاما، المعنى القائم بالنفس لا يسمى كلاما أبدا، انتبهوا، هل نوافق الجهمية؟
الطالب : في هذه المسألة نعم.
الشيخ : نعم، لأن الحق يجب أن يقبل ممن كان منه ممن قاله لو كان كافرا مشرك، قال الله تعالى: (( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها )) شيئان: وجدنا عليها آباءنا، الشيء الثاني؟
الطالب : الله أمرنا بها.
الشيخ : قال الله (( قل إن الله لا يأمر بالفحشاء )) فكذب قولهم (( والله أمرنا بها )) لأنه باطل، وأقرهم على قولهم (( وجدنا عليها آباءنا )) إذن الحق يقبل ولو من كافر، والباطل يرد ولو من مؤمن، صح؟ هذا هو العدل، فقول الجهمية للأشاعرة إن قولهم خالف المعقول والمنقول والفطرات للإنسان هو قول حق، فإن هذا الذي ذهبوا إليه غير معقول، ولا هو منقول، ولا الفطرة تهتدي إليه، ولا اللغات تقره.
معنى قول الناظم: أما الذي قد قال إن كلامه
الطالب : ...
الشيخ : لا، على الاقترانية، أحرف مرتبة، الاقترانية يقولون هو أحرف غير مرتبة، طيب.
" وكلامه بمشيئة وإرادة *** كالفعل منه كلاهما سيان "
هذا رد على من؟ الأشاعرة، الأشاعرة يقولون: كلامه ليس بإرادة ومشيئة منه كالفعل، بل هو مثل الحياة والعلم، الحياة والعلم لا تتعلق بهما المشيئة، لكن الكلام تتعلق به المشيئة، أما الأشاعرة يقولون: إن الكلام لا تتعلق به المشيئة.
معنى قول الناظم: فهو الذي قد قال قولا
" فهو الذي قد قال قولا يعلم *** العقلاء صحته بلا نكران "
من الذي قال قولا يعلم العقلاء صحته؟ الجهمية القائلون بأن كلامه ذو أحرف قد رتبت، لكن كيف نقرهم على أنهم قد قالوا قولا يعلم العقلاء صحته؟ نعم، نحن نوافقهم على أن كلام الله متعلق بمشيئته، وأنه مرتب، لكن نخالفهم في قولهم: إنه مخلوق، هذا باطل، لأن الكلام الذي يخلقه الله ليس كلام الله، بل كلام من تكلم به، وليس هو كلام الله، قال:
" فلأي شيء كان ما قد قلتم *** أولى وأقرب منه "
نعم
" فلأي شيء كان ما قد قلتم *** أولى وأقرب منه للبرهان "
يقولون لهؤلاء الأشاعرة والاقترانية: لأي شيء كان ما قد قلتم أولى وأقرب منه للبرهان، صحيح، هذا الاستفهام للإنكار، يعني ما قلتم ليس أقرب للبرهان.
" ولأي شيء دائما كفرتم *** أصحاب هذا القول بالعدوان "
لأن الأشاعرة يرون الجهمية كفرة في قولهم في كتاب الله.
معنى قول الناظم: فدعوا الدعاوي وابحثوا معنا
" فدعوا الدعاوي وابحثوا معنا *** بتحقيق وإنصاف بلا عدوان "
هذا البيت حق أن الإنسان يدع أيش؟ الدعاوي، ويحكم أو يبحث بالتحقيق والإنصاف، أما أن يقول والله أنا الصواب معي، قولي هو التحقيق، قولي هو الإجماع، دعوى بلا دليل ما تقبل، ابحث بإنصاف وعدل.
" وارفوا مذاهبكم وسدوا خرقها *** إن كان ذاك الرفو في الإمكان "
ارفوا يعني رقعوها، وسدوا الخرق.