معنى قول الناظم :وارفوا مذاهبكم وسدوا خرقها*** إن كان ذاك الرفق في الإمكان
الشيخ : ارفوا يعني رقعوها وسدوا الخرق إن كان ذاك الرفأ يعني الترقيع بالإمكان، وأنتم الآن هل تقولون إن الترقيع بالإمكان؟ ما يمكن أبدا، ما داموا يقولون إن الكلام هو المعنى القائم بالنفس، أو إن الكلام هو المعنى المتعلق بالمشيئة ولكنه مقترن لا يسبق بعضه بعضا، فإن هذا قول لا يمكن أن يرفأ أبدا. ثم طلب المؤلف أن نحكم بينهم، نعم.
القراءة من قول الناظم: فاحكم هداك الله بينهم فقد*** أدلوا إليك بحجة وبيان
لا تنصرن سوى الحديث وأهله*** هم عسكر الإيمان والقرآن
وتحيزن إليهم لا غيرهم*** لتكون منصورا لدى الرحمن
فتقول هذا القدر قد أعيا على*** أهل الكلام وقاده أصلان
إحداهما هل فعله مفعوله*** أو غيره فهما لهم قولان
والقائلون بأنه هو عينه*** فروا من الأوصاف بالحدثان
لكن حقيقة قولهم وصريحه*** تعطيل خالق هذه الأكوان
عن فعله إذ فعله مفعوله*** لكنه ما قام بالرحمن
فعلى الحقيقة ما له فعل إذ الـ*** ـمفعول منفصل عن الديان
والقائلون بأنه غير له*** متنازعون وهم فطائفتان
إحداهما قالت قديم قائم*** بالذات وهو كقدرة المنان
سموه تكوينا قديما قاله*** أتباع شيخ العالم النعماني
وخصومهم لم ينصفوا في رده*** بل كابروهم ما أتوا ببيان
والآخرون رأوه أمرا حادثا*** بالذات قام وأنهم نوعان
إحداهما جعلته مفتتحا به***حذر التسلسل ليس ذا إمكان
هذا الذي قالته كرامية*** ففعاله وكلامه سيان
والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ذاك ابن حنبل الرضى الشيباني
قد قال إن الله حقا لم يزل*** متكلما إن شاء ذو إحسان
جعل الكلام صفات فعل قائم*** بالذات لم يفقد من الرحمن
وكذاك نص على دوام الفعل بالـ*** إحسان أيضا في مكان ثان
وكذا ابن عباس فراجع قوله*** لما أجاب مسائل القرآن
وكذاك جعفر الإمام الصادق الـ*** ـمقبول عند الخلق ذو العرفان
قد قال لم يزل المهيمن محسنا***برا جوادا عند كل أوان
وكذا الإمام الدارمي فإنه*** قد قال ما فيه هدى الحيران
قال الحياة مع الفعال كلاهما*** متلازمان فليس يفترقان
صدق الإمام فكل حي فهو فعـ*** ال وذا في غاية التبيان
إلا إذا ما كان ثم موانع***من آفة أو قاسر الحيوان
والرب ليس لفعله من مانع*** ما شاء كان بقدرة الديان
القارئ : " فاحكم هداك الله بينهم فقد *** أدلوا إليك بحجة وبيان لا تنصرن سوى الحديث وأهله *** هم عسكر الإيمان والقرآن وتحيزن إليهم لا غيرُهم *** " الشيخ : لا غيرِهم مكسورة القارئ : " وتحيزن إليهم لا غيرهم *** لتكون منصورا لدى الرحمن فتقول هذا القدر قد أعيا على *** أهل الكلام وقاده أصلان إحداهما هل فعله مفعوله *** أو غيره فهما لهم قولان والقائلون بأنه هو عينه *** فروا من الأوصاف بالحدثان لكن حقيقة قولهم وصريحه *** تعطيل خالق هذه الأكوان عن فعله إذ فعله مفعوله *** لكنه ما قام بالرحمن فعلى الحقيقة ما له فعل إذ *** المفعول منفصل عن الديان والقائلون بأنه غير له *** متنازعون وهم فطائفتان إحداهما قالت قديم قائم *** بالذات وهو كقدرة المنان سموه تكوينا قديما قاله *** أتباع شيخ العالم النعماني وخصومهم لم ينصفوا في رده *** بل كابروهم ما أتوا ببيان والآخرون رأوه أمرا حادثا *** بالذات قام وأنهم نوعان إحداهما جعلته مفتتحا به *** حذر التسلسل ليس ذا إمكان هذا الذي قالته كرامية *** ففعاله وكلامه سيان والآخرون أولو الحديث كأحمد *** ذاك ابن حنبل الرضى الشيباني " الشيخ : نعم. القارئ : " قد قال إن الله حقا لم يزل *** متكلما إن شاء ذو إحسان جعل الكلام صفات فعل قائم *** بالذات لم يفقد من الرحمن وكذاك نص على دوام الفعل *** بالإحسان أيضا في مكان ثان وكذا ابن عباس فراجع قوله *** لما أجاب مسائل القرآن وكذاك جعفر الإمام الصادق *** المقبول عند الخلق ذو العرفان قد قال لم يزل المهيمن محسنا *** برا جوادا عند كل أوان وكذا الإمام الدارمي فإنه *** قد قال " الشيخ : الدارمي، عندك بالفتح؟ القارئ : إيه نعم. الشيخ : طيب ... القارئ : " وكذا الإمام الدارمي فإنه *** قد قال ما فيه هدى الحيران قال الحياة مع الفعال كلاهما *** متلازمان فليس يفترقان صدق الإمام فكل حي فهو فعال *** وذا في غاية التبيان إلا إذا ما كان ثم موانع *** من آفة أو قاسر الحيوان والرب ليس لفعله من مانع *** ما شاء كان بقدرة الديان "
التعليق على الأبيات السابقة والحكم بين الجهمية والاقترانية والأشاعرة حول كلام الله
الشيخ : يقول المؤلف في هذا: " فاحكم هداك الله بينهم *** فقد أدلوا إليك بحجة وبيان " احكم بين هؤلاء المختلفين في كلام الله، والمذاهب الآن التي أمامنا ثلاثة وقد سبق بيانها وأنها ثمانية مذاهب، لكن الذي أمامنا الآن ثلاثة، وهي: مذهب الجهمية، مذهب الاقترانية، مذهب الأشاعرة. والفرق بينها عرفتموه. إذا حكمنا بينهم قلنا أما مذهب الاقترانية والأشعرية فهو غير معقول، أما مذهب الجهمية فهو معقول من وجه منكر من وجه. أما كونه معقولا فمن جهة أنه مرتب مسموع بصوت متعلق بمشيئته، كل هذا حق، فكلام الله بحرف وصوت مسموع متعلق بمشيئته. وأما ما هو منكر من قولهم فقولهم إنه مخلوق، يعني مثلا إذا أراد الله أن يتكلم خلق كلاما في أي محل كان، في الشجرة، في جبريل، في الهواء، في المكان الذي سمع منه كلام الله، فيقولون هذا كلام الله، وهذا لا شك أنه منكر وباطل، لأنه إذا خرج الكلام من هذا فهو وصف لمن؟ لمن خرج منه، لا لله، وإلا لقلنا إن جميع كلام الناس من كلام الله، وهذا باطل، هذا ليس إلا مذهب الاتحادية. إذن نحكم بينهم، نقول: أما ما ذهبت إليه الأشاعرة والاقترانية فهو مذهب باطل لا نقره، وأما ما ذهبت إليه الجهمية فهو مذهب باطل أيضا لا نقره بمجموعه، أما بعض فقرات منه فهي حقيقة وحق، ويأتي إن شاء الله التفصيل في هذا، نعم.
الطالب : ... الشيخ : نعم الطالب : هل أهل السنة ... الجهمية الشيخ : بعضهم أطلق عليهم الكفر الطالب : هل المقولة ... الشيخ : نعم الطالب : ... الشيخ : لا ما يستحقون التكفير، لأنهم ما قالوا إنه مخلوق. الطالب : نعم؟ الشيخ : لم يقولوا إنه مخلوق، كلام الله ما قالوا إنه مخلوق، .. عبارة عن كلام الله، الاقترانية ورأي الأشاعرة.
الشيخ : قال: " فاحكم هداك الله بينهم *** فقد أدلوا إليك بحجة وبيان " احكم بينهم، بماذا؟ بالحق، وما هو الحق؟ الحق ما أشار إليه في قوله: " لا تنصرن سوى الحديث وأهله *** هم عسكر الإيمان والقرآن " هذا الواجب على كل مسلم ألا ينصر قول أحد إلا قول أهل الحديث، لأنهم عسكر الإيمان والقرآن. " وتحيزن إليهم لا غيرهم *** لتكون منصورا لدى الرحمن " تحيزن هذه فعل أمر مؤكد بالنون، ولهذا بني على الفتح " إليهم لا غيرهم " ومعنى تحيز، أي: مل إليه وكن من حزبهم. " *** لتكون منصورا لدى الرحمن " فإن أهل القرآن والحديث هم أهل الله وخاصته، وهم أهل نصرته.
معنى قول الناظم: فتقول هذا القدر قد أعيا على..وبيان شبهة القائلين بأن الفعل هو المفعول
الشيخ :" فتقول هذا القدر قد أعيا على *** أهل الكلام " يعني هذا القدر، يعني هذا التقدير والله أعلم أنه يريد هذا التقدير، قد أعيا على أهل الكلام يعني: أتعبهم وأعجزهم " وقاده أصلان إحداهما هل فعله مفعوله *** أو غيره " يعني هذا الخلاف بين الأشاعرة وبين المعتزلة والجهمية مبني على أصل: هل فعل الله، على أصلين، الأول: هل فعل الله هو مفعوله أو غيره؟ هذا الأصل، فمنهم من قال: إن الفعل هو المفعول وليس لله فعل فعل هو فعله، ومنهم من قال: إن المفعول غير الفعل. حطوا بالكم يا جماعة، الأصلان ما هما؟ الأصل الأول: هل الفعل عين المفعول، والأصل الثاني: هل الفعل غير المفعول. نحن نعلم بفطرتنا أن المفعول غير الفعل، أليس كذلك؟ يعني المصنوع غير صنع الصانع، فالإنسان إذا بنى بيتا فهل البيت هو بناؤه أو أثر بنائه؟ أثر بنائه، لا شك أن الفعل غير المفعول، لكن أهل البدع يعميهم الله عز وجل، فالآن لدينا أصلان، يقول: " هل فعله مفعوله *** أو غيره فهما لهم قولان " قال: " والقائلون بأنه هو عينه *** " بأنه أي الفعل هو عينه أي عين المفعول، هذا أي القول الأول ولا الثاني؟ الأول. " *** فروا من الأوصاف بالحدثان " يعني قالوا: لا نقول إن هناك فعلا ومفعولا، لأننا لو قلنا إن هناك فعلا يقوم بالله ونحن نرى تجدد المفعولات، نعم، والمفعولات مقارنة للفعل، للزم من ذلك أن تقوم الحوادث بالله، ولا تقوم الحوادث إلا بحادث، الله يسهل تفكيك هذا عنكم أو عليكم، أنتم فاهمين؟ نحن الآن نتكلم مع من؟ مع من يقولون إن الفعل عين المفعول، الفعل عين المفعول. وش حجتهم؟ قالوا لو قلنا إن الفعل غير المفعول لزم أن تقوم الحوادث بالله، يعني أن يكون الله محلا للحوادث، ولا تقوم الحوادث إلا بحادث، وحدوث الباري عز وجل هاه؟ ممتنع عقلا وشرعا وفطرة وكل شيء، ممتنع، إذن قل إن الفعل هو المفعول من أجل أن تسلم من حلول الحوادث بالله، واضح يا جماعة ولا غير واضح؟ الطالب : واضح. الشيخ : طيب، كلنا يعلم أن الفعل مقارن للمفعول، يعني: عندما أصنع شيئا صنعي إياه وعملي إياه مقارن له ولا غير مقارن؟ مقارن، والمفعولات تتجدد ولا لأ؟ تتجدد، إذن لو قلنا إن مفعول الله غير فعله لكان الفعل حادثا متعلقا بذات الله فتتعلق به الحوادث، وهذا ممتنع، إذن نستريح من هذا نقول إن فعل الله هو مفعوله، والمفعول منفصل بائن عن الله، المفعول منفصل بائن عن الله، طيب.
معنى قول الناظم: لكن حقيقة قولهم وصريحه..وهو الرد على القائلين بأن الفعل هو المفعول
الشيخ : يقول: " لكن حقيقة قولهم وصريحه *** تعطيل خالق هذه الأكوان عن فعله " يعني: إذا قلنا إن المفعول هو الفعل، لزم من هذا تعطيل الله عن الفعل، صح؟ لأنه ليس في الله وصف هو الفعل، لأن الفعل، لو قدرنا إن الفعل غير مفعول متجدد على هذا التقدير، والله تعالى يمتنع أن تتعلق به الحوادث لأنه لو تعلقت به الحوادث لزم أن يكون حادثا، إذا قلتم هكذا لزم ألا يكون لله فعل، لأنكم تقولون إن الفعل هو عين المفعول، مثلا السماوات، يقولون الله ما له فعل هو الخلق، بل له مفعول وهو السماوات، أما أن هناك فعل خلق به السماوات لا، بل فعله هو عين المفعول، لئلا تقوم الحوادث بالله، لأن قيام الحوادث بالشيء تجعله حادث،ا أنتم عرفتم المذهب الآن؟ اعرفوا المذهب أولا تصوروه، هذا الأصل، يقولون: إن الفعل عين المفعول، ففعل الله يعني مفعوله، وليس لله فعل يقوم به ليش؟ لأنه لو كانت الأفعال تقوم به لكان محلا للحوادث، وإذا كان محلا للحوادث لزم أن يكون حادثا، وحدوث الله ممتنع، شف كيف؟ إذن يقول ابن القيم: إذا جعلتم الفعل عين المفعول فلازمه ألا يكون لله فعل، لأن المفعول مخلوق منفصل عن الله، ما هو من صفاته، المخلوق منفصل عن الله ليس من صفاته، فيلزمكم على تقديركم هذا ألا يكون لله فعل، طيب. هل يمكن أن نرد عليهم بقولهم لو قام به فعل لكان محلا للحوادث وما قامت به الحوادث فهو حادث؟ نعم، رددنا عليهم فيما سبق، قلنا: لا يلزم من قيام الحوادث به أن يكون حادثا، لأن الفاعل متقدم على فعله، ونحن الآن نفعل اليوم شيئا ونحن قد خلقنا قبل ذلك بسنوات، فالله تعالى يفعل الشيء، ويحدث الشيء، ويقوم الفعل الحادث به، وهو ليس بحادث، وهذا شيء ظاهر ما في إشكال، يعني كلامهم هذا غير صحيح. " فعلى الحقية ما له فعل إذ *** المفعول منفصل عن الديان " طيب.
معنى قول الناظم: والقائلون بأنه غير له..وبيان شبهة القائلين بأن الفعل غير المفعول واختلافهم إلى طائفتين هل الفعل مقارن للمفعول أو الفعل قديم كقدم العلم والقدرة
الشيخ :" والقائلون بأنه غير له *** " بأنه غير له، يعني: بأن الفعل غير المفعول. " *** متنازعون " أيضا، " وهم فطائفتان إحداهما قالت قديم قائم *** بالذات وهو كقدرة المنان سموه تكوينا قديما " الذين قالوا إن الفعل غير المفعول اختلفوا: هل الفعل سابق على المفعول، أو مقارن له؟ اختلفوا على قولين، أنتم معي يا جماعة؟ الطالب : معك. طالب آخر : ... الشيخ : ذكرناها ذكرنا، إذا قلنا إن الفعل هو المفعول فعلى الحقيقة ما لله فعل، لأن المفعول منفصل عن الله، المفعول مخلوق منفصل، السماوات منفصلة، والأرض منفصلة، والآدمي منفصل، كل المخلوقات منفصلة عن الله، فليس لله فعل يقوم به. طيب، أقول: القائلون إن الفعل غير المفعول تنازعوا: هل الفعل مقارن للمفعول، أو الفعل قديم كقدم القدرة والعلم والسمع والبصر؟ حطوا بالكم، قال: " والقائلون بأنه غير له *** "
الشيخ :" *** متنازعون وهم فطائفتان إحداهما قالت قديم " قديم خبر المبتدأ المحذوف، أي هو قديم، والضمير يعود على أيش؟ على الفعل، لا على المفعول. " قالت قديم قائم *** بالذات وهو كقدرة المنان " القدرة لله قديمة ولا حادثة؟ قديمة، قالوا أيضا الفعل قديم، لماذا قالوا قديم؟ مداهنة للمعتزلة والجهمية، لأن الجهمية والمعتزلة يقولون: إذا كان الفعل حادثا وقام بالله، هاه؟ لزم أن يكون الله حادثا، هؤلاء قالوا: الفعل قائم بالله لكنه قديم، لئلا تقوم به الحوادث، شف كيف المصانعة؟! لئلا تقوم به الحوادث. طيب، إذا كان قديما، إذا كان الفعل قديما ألا يلزم أن يكون المفعول قديما؟ هاه؟ يلزم، لأن الفعل لابد أن ينتج مفعولا، فيلزم على قولكم بأن الفعل قديم أن يكون المفعول أيضا قديم. لكن ماذا قالوا: " سموه تكوينا قديما " سموه تكوينا قديما، قالوا: ما نسميه فعل نسميه تكوين، طيب أيش التكوين؟ التكوين إن أردتم التقدير إنه قدر أن يفعل كذا وكذا في يوم كذا وكذا مثلا فأنتم لم تقروا بالفعل، جعلتم الفعل التقدير والقدر، وإن جعلتم التكوين معناه فعل الشيء أو العمل بالشيء حتى يكون فهذا لابد أن يكون المفعول مقارنا للفعل، المكون مقارن للتكوين، ولذلك هم متناقضون في الحقيقة " سموه تكوينا قديما قاله *** أتباع شيخ العالم النعماني " أتباع شيخ العالِم شيخ العالَم النعماني، وممن اشتهر عنه هذا القول الطحاوي صاحب الطحاوية المشهورة.
الشيخ : يقول: " وخصومهم لم ينصفوا في رده *** بل كابروهم ما أتوا ببيان " نعم، خصومهم من المخاصمون؟ الذين قالوا إن الفعل عين المفعول، قالوا: إن الفعل عين المفعول ولا نوافقكم، لا نوافقكم على أن الفعل غير المفعول، ثم تقولون إن الفعل قديم والمفعول حادث، حتى لو سميتموه تكوينا فإننا لا نوافقكم، لكن لم ينصفوهم، لم ينصفوا في رده، لماذا؟ لأنهم في ردهم على هؤلاء وقولهم: إنه لا يمكن تكوين بلا كائن، هذا صحيح، لكن كيف تقولون: إنه يمكن أن يوجد مفعول بلا فعل؟ انتبهوا من خصومهم الآن عشان نفهم؟ القائلون بأن المفعول عين الفعل أو الفعل عين المفعول سواء، عبروا بهذا أو بهذا، لم ينصفوهم لما ردوا عليهم، كيف؟ أولا: لابد أن نعرف ما وجه الرد. وجه الرد عليهم أنهم قالوا: أنتم تقولون إن الفعل غير المفعول، ثم تقولون إن الفعل أيش؟ قديم كقدم القدرة، وهذا لا يمكن، اللي يقوله من؟ الذين قالوا إن الفعل هو عين المفعول، قالوا: لا يمكن أن يكون الفعل قديما والمفعول حادث، ردهم هذا صحيح ولا غير صحيح؟ هذا صحيح لا شك، لكنهم ما أنصفوا، لأنهم إذا قالوا إنه لا يمكن أن يكون المفعول متأخرا والفعل متقدما قالوا أيضا لا يمكن أن يكون المفعول هو عين الفعل، ولكنهم كابروا أبوا إلا أن يقولوا إن المفعول هو عين الفعل فلم ينصفوا في الواقع، نعم.
معنى قول الناظم: والآخرون رأوه أمرا حادثا..ومعنى أولوا والكلام على القائلين بأن الفعل غير المفعول والفعل حادث
الشيخ : قال: " والآخرون رأوه أمرا حادثا *** بالذات قام وإنهم نوعان إحداهما جعلته مفتتحا به *** حذر التسلسل ليس ذا إمكان هذا الذي قالته كرامية *** ففعاله وكلامه سيان وآخرون أولو الحديث كأحمد *** " أولو، ترى عندي أدلوا. " والآخرون أولو الحديث كأحمد *** ذاك ابن حنبل الرضى الشيباني قد قال " الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : أولو الحديث. الطالب : أوّلوا؟ الشيخ : أولوا يا إخواني أولوا، تعرفون أولوا؟ يعني أصحاب، طيب، لاحظوا: " الآخرون رأوه أمرا حادثا *** بالذات قام " من هم الآخرون؟ الآخرون من الذين قالوا إن الفعل غير المفعول لأنه قال في الأول: " وهم فطائفتان " الطائفة الأولى فهمتموها ولا لأ؟ قالت إن الفعل غير المفعول، لكن الفعل قديم قائم بالذات، والمفعول متأخر، وهذا لا يتصور. الطائفة الثانية رأوه أمرا حادثا بالذات قام، قالوا: إن الفعل قام بالذات، وهو حادث، حادث بعد أن لم يكن، خلوكم معي، إذا أراد الله تعالى أن يخلق جنينا، متى يتعلق الفعل بهذا الجنين؟ هاه؟ عند خلقه، هذا الفعل حادث ولا غير حادث؟ حادث، هذا الفعل حادث، إذن فيقولون: الفعل غير المفعول، والفعل حادث عند إرادة فعل المفعول، أو مقارن لفعل المفعول، هذا معقول ولا غير معقول؟ معقول، وأي مانع يمنع أن يكون فعل الله حادثا بعد أن لم يكن لكن باعتبار هذا الشيء المعين، ولهذا قال: " إحداهما "
معنى قول الناظم: إحداهما جعلته مفتتحا به***حذر التسلسل ليس ذا إمكان
هذا الذي قالته كرامية*** ففعاله وكلامه سيان (والكلام على الكرامية بأن فعل الله حادث بعدما لم يكن قادرا ومستحيلا )
الشيخ : لكن هم نوعان " إحداهما جعلته مفتتحا به *** " ما معنى " جعلته مفتتحا به " ؟ يعني جعلت الفعل ممكنا بعد أن كان مستحيلا، فقالوا إن الله صار يفعل بعد أن لم يكن يفعل، هذا معنى قوله: " مفتتحا به " يعني: مبتدأ به، فجعلت الفعل حادث، حادث في نوعه ما هو في آحاده، في نوعه بعد أن لم يكن، ولهذا قال: " مفتتحا به *** حذر التسلسل ليس ذا إمكان " يعني: لئلا نقول إذا قلنا إنه لم يزل يفعل لزم من هذا التسلسل وهو مستحيل، التسلسل فيما مضى مستحيل، وهؤلاء من؟ يقول: " هذا الذي قالته كرامية *** ففعاله وكلامه سيان " يعني كما قالوا في الكلام كما سبق إنه حادث بعد أن لم يكن مقدورا عليه، قالوا أيضا: إن الفعل حادث بعد أن لم يكن مقدورا عليه. أرجو إن شاء الله أنا فهمنا، هؤلاء الطائفة قالوا: إن فعل الله غير المفعول، وهو فعل قائم بنفسه حادث بعد أن لم يكن، لكنهم انقسموا قسمين، قسم قالوا: إنه حادث بعد أن لم يكن مقدورا عليه، بل قالوا إنه حادث بعد أن كان مستحيلا وهؤلاء من؟ الكرامية، لماذا؟ قالوا لأننا لو قلنا إن الله لم يزل فعالا لزم تسلسل الحوادث، لأن لم يزل معناه في الأزل الذي لا نهاية له، فيلزم تسلسل الحوادث، وهذا ممتنع على رأيهم. والنوع الثاني من هذه الطائفة، قالوا: إنه حادث قائم به ولم يزل يفعل، والتسلسل ليس بممتنع، أعرفتم الآن ولا لأ؟ يعني أن الله تعالى لم يزل ولا يزال فعالا ولا نقول إنه كان غير قادر على الفعل ثم كان قادرا عليه، لا نقول هكذا.
الشيخ : فخلاصة الكلام الآن قبل أن ندخل في كلام أهل الحديث: أن أهل الكلام اختلفوا في فعل الله أولا: هل فعله مفعوله أو غيره؟ فالجهمية وأتباعهم ماذا قالوا؟ قالوا فعله هو مفعوله، يعني أن الفعل عين المفعول، لماذا؟ قالوا لأننا لو قلنا إن الفعل غير المفعول ونحن نشاهد تجدد المفعولات لزم أن يكون الفعل حادثا قائما بالله، ولو قامت الحوادث بالله لزم أن يكون الله حادثا، لأن الحوادث لا تقوم إلا بحادث، طيب هذا لمن؟ الطالب : ... الشيخ : نعم، هؤلاء الجهمية والمعتزلة وأتباعهم. القول الثاني في المسألة: أن الفعل غير المفعول، ثم اختلف هؤلاء، فقال طائفة منهم: إن الفعل قديم كقدم القدرة والعلم، والمفعول متأخر عن الفعل، الفعل قديم والمفعول متأخر. فقيل لهم لا يمكن، لا يمكن أن يكون الفعل قديما ويتأخر المفعول، لأن الفعل مقارن للمفعول، صح ولا لأ؟ عندما تصنع بابا صنعك مقارن لتكوين هذا الباب. قالوا نسمي هذا تكوينا سابقا، نسميه تكوينا سابقا، لكن هذا لا يخرجون به عن الإشكال. الطائفة الثانية من الذين قالوا إن الفعل غير المفعول انقسموا أيضا إلى قسمين، قسم قالوا: إن الفعل غير المفعول لكنه ليس أزليا، كان ممتنعا، ثم كان ممكنا، كان الفعل ممتنعا ثم كان ممكنا، هذا رأي من؟ الكرامية. الطائفة الثانية قالت: لأ، كان الفعل قائما به وهو غير المفعول، ولكنه يتجدد، وهو أزلي لم يزل الله ولا يزال فعالا، وهذا هو مذهب أهل الحديث.
معنى قول الناظم: والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ذاك ابن حنبل الرضى الشيباني ( مذهب أهل الحديث في أفعال الله)
قد قال إن الله حقا لم يزل*** متكلما إن شاء ذو إحسان
جعل الكلام صفات فعل قائم*** بالذات لم يفقد من الرحمن
وكذاك نص على دوام الفعل بالـ*** إحسان أيضا في مكان ثان
وكذا ابن عباس فراجع قوله*** لما أجاب مسائل القرآن
وكذاك جعفر الإمام الصادق الـ*** ـمقبول عند الخلق ذو العرفان
قد قال لم يزل المهيمن محسنا***برا جوادا عند كل أوان
وكذا الإمام الدارمي فإنه*** قد قال ما فيه هدى الحيران
قال الحياة مع الفعال كلاهما*** متلازمان فليس يفترقان
الشيخ : ولهذا قال: " والآخرون أولو الحديث كأحمد *** ذاك ابن حنبل الرضى الشيباني قد قال إن الله حقا لم يزل *** متكلما " لم يزل متكلما، والكلام صفة؟ فعل. " لم يزل *** متكلما إن شاء ذو إحسان جعل الكلام صفات فعل قائما *** بالذات لم يفقد من الرحمن " إذا كان لم يفقد من الله معناه أنه لم يأت عليه زمن إلا وهو يتكلم، كما أنه لم يأت زمن إلا وهو يفعل، طيب. " وكذاك نص " كذاك نص من؟ الإمام أحمد " على دوام الفعل *** بالإحسان أيضا في مكان ثان " يعني في قول آخر له. " وكذا ابن عباس فراجع قوله *** لما أجاب مسائل القرآن " يعني أن ابن عباس نص على أن الفعل أزلي وأن الله لم يزل ولا يزال فعالا دائم الإحسان. " وكذاك جعفر الإمام الصادق *** المقبول عند الخلق ذو عرفان قد قال لم يزل المهيمن محسنا *** برا جوادا عند كل أوان وكذا الإمام الدارمي فإنه *** قد قال ما فيه هدى الحيراني قال الحياة مع الفعال كلاهما *** متلازمان فليس يفترقان " الدارمي رحمه الله قال متى قلت إن الله حي لزم أن يكون فعالا، وإذا كانت الحياة أزلية فالفعل أزلي، إذ لا يتصور حي بدون فعل، وهذا كلام جيد من الدارمي، يقول: إن الفعل ملازم للذات، فكما أن الله لم يزل حيا فإنه لم يزل فعالا، قال: " الحياة مع الفعال كلاهما *** متلازمان فليس يفترقان "
معنى قول الناظم: صدق الإمام فكل حي فهو فعـ*** ال وذا في غاية التبيان
إلا إذا ما كان ثم موانع***من آفة أو قاسر الحيوان
والرب ليس لفعله من مانع*** ما شاء كان بقدرة الديان
الشيخ :" صدق الإمام " يعني الدارمي " فكل حي فهو فعال *** وذا في غاية التبيان إلا إذا ما كان ثم موانع *** من آفة أو قاسر الحيوان " نعم، يقول: كل حي فعال، هذه القاعدة إلا إذا كان هناك مانع من آفة مثل أن يكون في الإنسان شلل، أو قاسر الحيوان، مقسور ما يقدر يتحرك مربط فنعم، لا يلزم من الحياة الفعل، قال: " والرب ليس لفعله من مانع *** " إذن فلم يزل فعالا كما أنه لم يزل حيا. " *** ما شاء كان بقدرة الديان ومشيئة الرحمن لازمة له *** وكذلك قدرة ربنا الرحمن ". الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ما قرأناها الشيخ : ومشيئة الرحمن. الطالب : ما قرأناها. الشيخ : قرأناها بارك الله فيك. الطالب : لا، ما قرأناها. الشيخ : وقفنا على هذا؟ الطالب : إيه نعم. الشيخ : طيب، خير إن شاء الله، أجل انتهى الوقت بعد.
الطالب : ما معنى هدى الحيران؟ الشيخ : هاه؟ الطالب : هدى الحيران؟ الشيخ : أيهن؟ " ما فيه هدى الحيران " يعني أن الدارمي رحمه الله أتى بقول يهتدي به الحيران. الطالب : ... الشيخ : يهتدي به المتحير. هاه؟ السائل : من هو النعمان؟ الشيخ : طيب، يقول أتباع شيخ العالم النعماني، من هو شيخ العالم النعمان؟ الطالب : ... الشيخ : إيه هذا راجعوه، هذا واحد، طيب، أحمد بن حنبل أظن تقدم، ابن عباس معروف، ولو كان معروف. جعفر الصادق، الدارمي، بس. الطالب : شيخ، النعماني هو ماتريدي يا شيخ؟ الشيخ : هاه؟ الطالب : أقول ماتريدي. الشيخ : طيب يمكن الماتريدي، المهم على كل حال راجعوه، ترجموا له. الطالب : عيِّن يا شيخ؟ الشيخ : نعم؟ الطالب : عيِّن.
الشيخ : فهو منفصل عن الله غير قائم بذاته، فرارا من قيام الحوادث بالله تعالى، لأنهم قالوا إن حدوث المفعولات مشاهد معلوم، وكون الفعل مقارنا للمفعول معلوم، فإذا قلنا إن الفعل غير مفعول وأنه وصف قائم بالله، لزم قيام الحوادث به، وما قامت به الحوادث فهو حادث، وحدوث الخالق معلوم الامتناع. والرد عليهم أنه لا يلزم من قيام الحوادث بالله أن يكون حادثا، وهذه الطائفة هم الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة وغيرهم. الطائفة الثانية قالوا إن الفعل غير المفعول، وتفرعوا إلى طائفتين، الطائفة الأولى: قالوا إن الفعل قديم قائم بذات الله كقيام الحياة والقدرة به تعالى، وسموا ذلك تكوينا وإن تأخر المكون، وهذا باطل عقلا، إذ كيف يتأخر الكائن عن التكوين، والمخلوق عن الخلق، وهذه الطائفة أصحاب أبي حنيفة من الماتريدية ومن وافقهم. الطائفة الثانية قالوا: إن الفعل حادث متعلق بمشيئته، وتنوعوا نوعين، النوع الأول: قالوا إنه كان ممكنا بعد أن كان مستحيلا لئلا يلزم التسلسل في الماضي، إذ كيف ينقلب المستحيل ممكنا بدون سبب، وهؤلاء هم الكرامية ومن وافقهم. النوع الثاني قالوا: إنه كان ممكنا في الأزل فلم يكن الله تعالى فعالا كما لم يزل حيا، فإن الفعل تابع للحياة، وهؤلاء هم أهل الحديث، كالإمام أحمد وغيره. هذا حاصل كلام المؤلف رحمه الله. هذه خلاصة، نعم، هذه نبي نصوره ونعطيه عامر لأنه هو يكتب الشرح عشان يخلي هو الخلاصة كما يكتب. من يعطيه إياه؟ هاه؟ الطالب : ... الشيخ : هاه؟ هاه؟ خذه يا محمد، أجل. الطالب : الميكرفون ...
القراءة من قول الناظم: ومشيئة الرحمن لازمة له***وكذاك قدرة ربنا الرحمن
هذا وقد فطر الإله عباده*** أن المهيمن دائم الإحسان
أو لست تسمع قول كل موحد*** يا دائم المعروف والسلطان
وقديم الإحسان الكثير ودائم الـ*** جود العظيم وصاحب الغفران
من غير إنكار عليهم فطرة*** فطروا عليها لا تواص ثان
أو ليس فعل الرب تابع وصفه*** وكماله أفذاك ذو حدثان
وكماله سبب الفعال وخلقه*** أفعالهم سبب الكمال الثاني
أو ما فعال الرب عين كماله*** أفذاك ممتنع عن المنان
أزلا إلى أن صار فيما لم يزل*** متمكنا والفعل ذو إمكان
تالله قد ضلت عقول القوم اذ*** قالوا بهذا القول ذي البطلان
ماذا الذي أضحى له متجددا*** حتى تمكن فانطقوا ببيان
والرب ليس معطلا عن فعله*** بل كل يوم ربنا في شان
والأمر والتكوين وصف كماله*** ما فقد ذا ووجوده سيان
وتخلف التأثير بعد تمام مو***جبه محال ليس في الامكان
والله ربي لم يزل ذا قدرة*** ومشيئة ويليهما وصفان
العلم مع وصف الحياة وهذه*** أوصاف ذات الخلق المنان
وبها تمام الفعل ليس بدونها*** فعل يتم بواضح البرهان
فلأي شيء قد تأخر فعله*** مع موجب قد تم بالأركان
ما كان ممتنعا عليه الفعل بل*** ما زال فعل الله ذا إمكان
القارئ : " ومشيئة الرحمن لازمة له *** وكذاك قدرة ربنا الرحمن هذا وقد فطر الإله عباده *** إنَّ المهيمن " الشيخ : أنَّ أنَّ القارئ : " هذا وقد فطر الإله عباده *** أن المهيمن دائم الإحسان أو لست تسمع قول كل موحد *** يا دائم المعروف والسلطان وقديم الإحسان الكثير ودائم *** الجود العظيم وصاحب الغفران من غير إنكار عليهم فطرة *** فطروا عليها لا تواصيَ ثان " الشيخ : لأ، لا تواصٍ ثاني. القارئ : " من غير إنكار عليهم فطرة *** فطروا عليها لا تواصٍ ثاني أو ليس فعل الرب تابع وصفه *** وكماله أفذاك ذو حدثان وكماله سبب الفعال وخلقه *** أفعالهم سبب الكمال الثاني أو ما فعال الرب عين كماله *** أفذاك ممتنع على المنان أزلا إلى أن صار فيما لم يزل *** متمكنا والفعل ذو إمكان تالله قد ضلت عقول القوم اذ *** قالوا بهذا القول ذي البطلان ماذا الذي أضحى له متجدَّدا *** حتى تمكن فانطقوا ببيان " الشيخ : متجدِّدا القارئ : " ماذا الذي أضحى له متجدِّدا *** حتى تمكن فانطقوا ببيان والرب ليس معطلا عن فعله *** بل كل يوم ربنا في شان والأمر والتكوين وصف كماله *** قدما فذا ووجوده سيان " الشيخ : ما فقد ذا، أيش: قدما؟ القارئ : ... الشيخ : قدما؟ القارئ : إيه. الشيخ : لا لا، " والأمر والتكوين وصف كماله *** ما فقد ذا ووجوده سيان "، ما فقد ذا ووجوده سيان القارئ : " والأمر والتكوين وصف كماله *** ما فقد ذا ووجوده سيان وتخلف التأثير بعد تمام مو *** جبه محال ليس في الامكان " الشيخ : نعم، وتخلف. القارئ : " وتخلف التأثير بعد تمام مو *** جبه محال ليس في الإمكان والله ربي لم يزل ذا قدرة *** ومشيئة ويليهما وصفان العلم مع وصف الحياة وهذه *** أوصاف ذات الخلق المنان وبها تمام الفعل ليس بدونها *** فعل يتم بواضح البرهان فلأي شيء قد تأخر فعله *** مع موجب قد تم بالأركان ما كان ممتنعا عليه الفعل بل *** ما زال فعل الله ذا إمكان "
التعليق على الأبيات السابقة، الرد على الكرامية القائلين بأن فعل الله حادث متعلق بالمشيئة لكنه حادث بعد أن لم يكن.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. هذه القطعة أراد المؤلف رحمه الله أن يرد بها على الطائفة التي توافق أهل السنة والجماعة إلا في ...، من هم؟ الطالب : ... الشيخ : لا يا أخي. الطالب : الماتردية. الشيخ : الماتريدية الذين قالوا إن الله تعالى فعله حادث متعلق بمشيئته، لكنه كان بالأول غير ممكن، كان بالأول غير ممكن ثم صار ممكنا، الكرامية الكرامية، نعم، ليس هم الماتريدية،ـ الكرامية قالوا: إن فعله حادث متعلق بمشيئته، لكنه حادث بعد أن لم يكن، حطوا بالكم يا جماعة، حادث بعد أن لم يكن، فكان بالأول ممتنعا، ثم صار حادثا، فابن القيم رحمه الله رد عليهم بهذه الأبيات، وفيها شيء من التكرار، لكن من أجل التوضيح، قال: " مشيئة الرحمن لازمة له *** وكذاك قدرة ربنا الرحمن " يعني أن الله لم يزل شائيا، لم يزل مريدا للأشياء، ولم يزل قادرا عليه، والقدرة باتفاق الجميع ليست حادثة، والمشيئة كذلك ليست حادثة، ثم استدل رحمه الله على أن الله لم يزل ولا يزال فعالا بما فطر الله عليه العباد، وهو أن الله دائم الإحسان، والدوام يقتضي التسلسل في الأزل، والتسلسل في المستقبل، في الأزل يعني في الماضي، وفي المستقبل، ما دام دائما فإنه يقتضي أن يكون فاعلا لم يزل فعالا في الماضي، كما لا يزال فعالا في المستقبل. " أو لست تسمع قول كل موحد *** يا دائم المعروف والسلطان " أو لست تسمع، هذا الاستفهام للتقرير، الجواب نعم ولا لا؟ بلى، بلى نسمع، كل واحد من أهل التوحيد يقول يا دائم المعروف والسلطان، والدوام يقتضي التسلسل في الماضي والتسلسل في المستقبل، وإلا لم يكن دائما. وقديم الإحسان الكثير ودائم الجود وقديم الإحسان الكثير.