معنى قول الناظم: فانظر إلى التلبيس في ذا الفرق تر**ويجا على العوران والعميان (الكلام على القائلين بتسلسل الحوادث في المستقبل دون الماضي)
" فانظر إلى التلبيس في ذا الفرق *** ترويجا على العوران والعميان "
فانظر أيها المخاطب، إلى التلبيس التلبيس معناه الخلط التخليط وعدم التبيين. في ذا الفرق الفرق بين التسلسل في الماضي والمستقبل ترويجا على العوران والعميان، أما من له عينان فإنهم لا يروج عليه هذا، إنما يروج هذا على رجل أعور لا ينظر إلا بعين واحدة، أو رجل أعمى لا ينظر أبدا، هم في الحقيقة أهل الكلام من باب العوران أو من باب العميان؟
الطالب : العميان.
الشيخ : العوران، لأنهم نظروا بعين واحدة تسلسل المستقبل، وعموا عن التسلسل في الماضي.
1 - معنى قول الناظم: فانظر إلى التلبيس في ذا الفرق تر**ويجا على العوران والعميان (الكلام على القائلين بتسلسل الحوادث في المستقبل دون الماضي) أستمع حفظ
معنى قول الناظم: ما قال ذو عقل بأن الفرد ذو*** أزل لذي ذهن ولا أعيان بل كل فرد فهو مسبوق بفرد***قبله أبدا بلا حسبان ونظير هذا كل فرد فهو ملحـ ***ـوق بفرد بعده حكمان(الرد على من أنكر التسلسل الحوادث في الماضي)
بل كل فرد فهو مسبوق بفرد *** قبله أبدا بلا حسبان
ونظير هذا كل فرد فهو *** ملحوق بفرد بعده حكمان "
يقول ابن القيم في الجواب عن كلامهم: نحن لا نقول بقدم الشيء المعين، لا نقول بقدم الشيء المعين.
" ما قال ذو عقل بأن الفرد " يعني: الشيء المعين.
" ذو *** أزل لذي ذهن ولا أعيان " يعني: ما أحد قال لا في ذهنه ولا في عين الشيء يعني لا تصورا ولا تحقيقا إنه أزلي.
" بل كل فرد فهو مسبوق بفرد *** قبله أبدا بلا حسبان "
خلق السماوات مسبوق بخلق آخر ما نعلمه، والخلق الآخر مسبوق بخلق آخر إلى ما لا نهاية له، السماوات والأرض كان عرش الله على أيش؟ على الماء، فكان سماوات ثم كان أرض، أو كان أرض ثم كان سماوات، فنحن لا نقول بأن الشيء المعين من المخلوقات أزلي، بل نقول: إن فعل الله الذي هو وصفه أزلي كذات الله وحياة الله، أما المخلوقات فإنها حادثة، لكن كل مخلوق مسبوق بمخلوق قبله إلى ما لا نهاية له، ما نعرفه، لا نعلم، (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) كما أننا نقول نظير هذا:
" كل فرد فهو ملحوق بفرد " كل فرد هذا التسلسل في أيش؟ التسلسل في المستقبل، " كل فرد فهو ملحوق بفرد " يعني: يلحقه فرد، ويلحقه فرد، ويلحقه فرد، ويلحقه فرد إلى ما لا نهاية له، " بلا حسبان "، فإذا كنتم تقرون بأن كل فرد يلحقه فرد آخر، فلماذا لا تقرون بأن كل فرد يسبقه فرد آخر، وهل البابان إلا شيء واحد؟!
2 - معنى قول الناظم: ما قال ذو عقل بأن الفرد ذو*** أزل لذي ذهن ولا أعيان بل كل فرد فهو مسبوق بفرد***قبله أبدا بلا حسبان ونظير هذا كل فرد فهو ملحـ ***ـوق بفرد بعده حكمان(الرد على من أنكر التسلسل الحوادث في الماضي) أستمع حفظ
معنى قول الناظم: النوع والآحاد مسبوق وملحـ ***ـوق وكل فهو منها فان والنوع لا يفنى أخيرا فهو لا*** يفنى كذلك أولا ببيان
" النوع والآحاد مسبوق *** وملحوق "
النوع يعني نوع المخلوقات، مثلا الآدمي نوع باعتبار بقية الحيوان، الحيوان جنس، والآدمي نوع منه، الفرد أيضا أنا وأنت وزيد وعمر هذا فرد، يقول رحمه الله: " إن النوع والآحاد مسبوق وملحوق "، صح؟ نعم صحيح، نحن قبلنا ناس وبعدنا ناس. " مسبوق وملح*** وق وكل فهو منها فاني
والنوع لا يفنى أخيرا فهو *** لا يفنى كذلك أولا ببيان "
النوع لا يفنى أخيرا كذلك لا يفنى أولا، فما هو النوع؟ يعني نوع الفعل، فعل الله عز وجل لا نهاية له، لا أولا ولا آخرا، أما النوع من الآحاد فلا شك أن له أولا، بمعنى أنه مسبوق بعدم، فنحن بنو آدم، بل فنحن بني آدم قد سبقنا بعدم، وسنفنى، الحور والولدان في الجنة مسبوقة بعدم، لكنها ستبقى، الأرواح مسبوقة بعدم، ولكنها ستبقى، طيب.
" والنوع لا يفنى أخيرا فهو *** لا يفنى كذلك أولا ببيان "
3 - معنى قول الناظم: النوع والآحاد مسبوق وملحـ ***ـوق وكل فهو منها فان والنوع لا يفنى أخيرا فهو لا*** يفنى كذلك أولا ببيان أستمع حفظ
(الكلام على خلق الزمن والوقت وهل له بداية في الحقيقة والرد على المخالفين) وتعاقب الآنات أمر ثابت*** في الذهن وهو كذاك في الأعيان فإذا أبيتم ذا وقلتم أول الـ*** ـآنات مفتتح بلا نكران ما كان ذاك الآن مسبوقا يرى*** إلا بسلب وجوده الحقاني فيقال ما تعنون بالآنات هل*** تعنون مدة هذه الأزمان من حين إحداث السموات العلى*** والأرض والأفلاك والقمران ونظنكم تعنون ذاك ولم يكن*** من قبلها شيء من الأكوان هل جاءكم في ذاك من أثر ومن *** نص ومن نظر ومن برهان
رحمه الله، هذا أيضا دليل لا محيص عنه، الآنات الأوقات، متعاقبة ولا غير متعاقبة؟ متعاقبة، حتى لو فرضنا أنه لا شمس ولا قمر فهي متعاقبة، طيب، هل لها بداية؟ لم يزل الله عز وجل قد خلقها من الأزل، وهل تنتهي ولا ل؟ هاه؟ ما تنتهي، الأوقات ما تنتهي حتى إلى أبد الآبدين، لكن تتغير الأحوال لا شك، من دنيا إلى برزخ إلى آخرة إلى جنة أو نار.
" تعاقب الآنات أمر ثابت *** " الآنات هي الأوقات
" أمر ثابت *** في الذهن وهو كذاك في الأعيان "
يعني يتصور الإنسان ذهنا ويرى عينا أن الأوقات أيش؟ تتعاقب، وهي مخلوقة ولا غير مخلوقة؟
الطالب : مخلوقة.
الشيخ : هل لها أول؟ أبدا لم تزل الأوقات موجودة ولا تزال كذلك.
" فإذا أبيتم ذا وقلتم أول *** الآنات مفتتح بلا نكران
ما كان ذاك الآن مسبوقا *** يرى إلا بسلب وجوده الحقان "
نعم، يقول: إن أبيتم وقلتم أول الآنات مفتتح بلا نكران، صح؟ أول الأوقات يعني شيء ما نتصوره لكن أول الأوقات قبل أن توجد الأوقات كانت الأوقات معدومة، ثم افتتحت، لأنه هذا نتصوره ذهنا في الواقع، ولا لابد من وقت، لكن اسمع الجواب.
" فإن أبيتم ذا وقلتم أول *** الآنات مفتتح بلا نكران
ما كان ذاك الآن مسبوقا يرى *** إلا بسلب وجوده الحقان
فيقال ما تعنون بالآنات هل *** تعنون مدة هذه الأزمان
من حين إحداث السماوات العلى *** والأرض والأفلاك والقمران
ونظنكم تعنون ذاك ولم يكن *** من قبلها شيء من الأكوان
هل جاءكم في ذاك من أثر ومن *** نص ومن نظر ومن برهان "
يقول: ما تعنون بالآنات؟ هل تعنون الآنات يعني الأوقات منذ خلقت السماوات والأرض والشمس والقمر؟ أو تعنون الأوقات من قبل؟ لكن ابن القيم يقول: وأظنكم " ونظنكم تعنون ذاك " ما هو؟ يعني ما كان بعد خلق السماوات والأرض، ولكن ولم يكن من قبلها شيء من الأكوان فتنفون أن يكون شيء من الأكوان موجودا قبل خلق السماوات والأرض.
" فهل جاءكم في ذاك من أثر ومن *** نص ومن نظر ومن برهان ".
4 - (الكلام على خلق الزمن والوقت وهل له بداية في الحقيقة والرد على المخالفين) وتعاقب الآنات أمر ثابت*** في الذهن وهو كذاك في الأعيان فإذا أبيتم ذا وقلتم أول الـ*** ـآنات مفتتح بلا نكران ما كان ذاك الآن مسبوقا يرى*** إلا بسلب وجوده الحقاني فيقال ما تعنون بالآنات هل*** تعنون مدة هذه الأزمان من حين إحداث السموات العلى*** والأرض والأفلاك والقمران ونظنكم تعنون ذاك ولم يكن*** من قبلها شيء من الأكوان هل جاءكم في ذاك من أثر ومن *** نص ومن نظر ومن برهان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: هذا الكتاب وهذه الآثار والمعـ***ـقول في الفطرات والأذهان إنا نحاكمكم الى ما شئتمو*** منها فحكم الحق في تبيان أوليس خلق الكون في الأيام كا***ن وذاك مأخوذ من القرآن أوليس ذلكم الزمان بمدة*** لحدوث شيء وهو عين زمان فحقيقة الأزمان نسبة حادث*** لسواه تلك حقيقة الأزمان
إنا نحاكمكم إلى ما شئتمو *** منها فحكم الحق في تبيان "
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : أنا عندي فكم، فكم الحق، لكن صححوا مكتوبة
" فحكم الحق في تبيان "
" أوليس خلق الكون في الأيام كان *** وذاك مأخوذ من القرآن "
هو مأخوذ من القرآن؟ خلق الكون في الأيام؟ نعم، موجود في القرآن (( خلق السماوات والأرض في ستة أيام )) قبل أن توجد الشمس، قبل أن توجد الأيام المقدرة بالشمس.
" أوليس خلق الكون في الأيام كان *** وذاك مأخوذ من القرآن
أوليس ذلكم الزمان بمدة *** لحدوث شيء وهو عين زمان "
الجواب: بلى، فالزمان الذي خلقت فيه السماوات والأرض قبل أن توجد السماوات والأرض وقبل أن توجد الشمس كان موجودا، زمان مدة، ولا شك في هذا، إذن ما المانع؟!
طيب، يقول:
" فحقيقة الأزمان نسبة حادث *** لسواه تلك حقيقة الأزمان "
نعم، حقيقة الأزمان نسبة حادث لسواه، أي لغيره، لأن كل لحظة تأتي من الزمن فهي خلف عن لحظة سابقة إلى ما لا نهاية، ولهذا لا تجدك تتصور أن للزمن نهاية أبدا، مع أن الزمن مخلوق من مخلوقات الله عز وجل، ومع ذلك ما تتصور له نهاية، إلى متى؟ حتى قبل خلق السماوات والأرض فيه زمن فيه مدة، ستة أيام كما قال الله عز وجل.
5 - معنى قول الناظم: هذا الكتاب وهذه الآثار والمعـ***ـقول في الفطرات والأذهان إنا نحاكمكم الى ما شئتمو*** منها فحكم الحق في تبيان أوليس خلق الكون في الأيام كا***ن وذاك مأخوذ من القرآن أوليس ذلكم الزمان بمدة*** لحدوث شيء وهو عين زمان فحقيقة الأزمان نسبة حادث*** لسواه تلك حقيقة الأزمان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: واذكر حديث السبق للتقدير والتـ***وقيت قبل جميع ذي الأعيان خمسين ألفا من سنين عدها المخـ***ـتار سابقة لذي الأكوان هذا وعرش الرب فوق الماء من*** قبل السنين بمدة وزمان
خمسين ألفا من سنين عدها *** المختار سابقة لذي الأكوان "
حديث السبق أيش هو؟ ( أن الله كتب مقادير كل شيء قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) إذن في مدة ولا ما في؟ في مدة قبل خلق السماوات والأرض، والمدة مخلوقة، القلم أيضا مخلوق، واللوح المكتوب فيه مخلوق.
" هذا عرش الرب فوق الماء من *** قبل السنين بمدة وزمان "
عرش الله عز وجل قبل الكتابة فوق الماء، قبل أيش؟ من قبل السنين، السنين اللي هي خمسون ألف سنة.
6 - معنى قول الناظم: واذكر حديث السبق للتقدير والتـ***وقيت قبل جميع ذي الأعيان خمسين ألفا من سنين عدها المخـ***ـتار سابقة لذي الأكوان هذا وعرش الرب فوق الماء من*** قبل السنين بمدة وزمان أستمع حفظ
معنى قول الناظم:(الكلام على مسألة أيهما قبل خلق القلم أم العرش) والناس مختلفون في القلم الذي*** كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش أو هو بعده*** قولان عند أبي العلا الهمداني والحق أن العرش قبل لأنه*** قبل الكتابة كان ذا أركان
هل كان قبل العرش أو هو بعده *** قولان عند أبي العلا الهمدان "
يعني أن أهل العلم اختلفوا هل العرش سابق على خلق القلم أو القلم سابق على خلق العرش؟ لكن ابن القيم يقول:
" والحق أن العرش قبل لأنه *** قبل الكتابة كان ذا أركان ".
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، والحق أن العرش قبل أنا عندي بالباء.
الطالب : ...
الشيخ : والحق أن العرش قبل، أي: قبل القلم، لأنه قبل الكتابة كان ذا أركان، وإذا كان ذا أركان فهو سابق بلا شك.
7 - معنى قول الناظم:(الكلام على مسألة أيهما قبل خلق القلم أم العرش) والناس مختلفون في القلم الذي*** كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش أو هو بعده*** قولان عند أبي العلا الهمداني والحق أن العرش قبل لأنه*** قبل الكتابة كان ذا أركان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: وكتابة القلم الشريف تعقبت*** إيجاده من غير فصل زمان لما براه الله قال اكتب كذا*** فغدا بأمر الله ذا جريان فجرى بما هو كائن أبدا إلى*** يوم الميعاد بقدرة الرحمن أفكان رب العرش جل جلاله*** من قبل ذا عجز وذا نقصان أم لم يزل ذا قدرة والفعل مقـ***ـدور له أبدا وذو إمكان
يعني أن الله سبحانه وتعالى لما خلق القلم قال له اكتب، وفي حديث عمران بن حصين: ( وكان عرشه على الماء )، فالكتابة أعقبت خلق القلم، وكان عرش الله على الماء، إذن فالعرش هو السابق.
" لما براه الله قال اكتب كذا *** فغدا بأمر الله ذا جريان
فجرى بما هو كائن أبدا إلى *** يوم المعاد بقدرة الرحمن "
الله أكبر! لما خلق الله القلم في نفس الساعة، قال له: اكتب، قال: ماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة، لا يتغير ولا يتبدل.
" أفكان رب العرش جل جلاله *** من قبل ذا عجز وذا نقصان
أم لم يزل ذا قدرة والفعل *** مقدور له أبدا وذو إمكان "
طيب، هذا السؤال سؤال تقرير، يسأل: هل كان الله قبل ذلك عاجزا، لأننا إذا قلنا يستحيل التسلسل في الماضي لزم أن تكون هذه الاستحالة من صفات الله، ويكون الله عاجزا عن أن يخلق، ثم صار يخلق، وهذا شيء مستحيل، نقص لله.
" أم لم يزل ذا قدرة والفعل *** مقدور له أبدا وذو إمكان "
ماذا نقول؟ بلى ولا نعم؟ نقول: بلى، لم يزل ذا قدرة، والفعل مقدور له أبدا وذو إمكان.
8 - معنى قول الناظم: وكتابة القلم الشريف تعقبت*** إيجاده من غير فصل زمان لما براه الله قال اكتب كذا*** فغدا بأمر الله ذا جريان فجرى بما هو كائن أبدا إلى*** يوم الميعاد بقدرة الرحمن أفكان رب العرش جل جلاله*** من قبل ذا عجز وذا نقصان أم لم يزل ذا قدرة والفعل مقـ***ـدور له أبدا وذو إمكان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: فلئن سألت وقلت ما هذا الذي***أداهم لخلاف ذا التبيان ولأي شيء لم يقولوا إنه*** سبحانه هو دائم الإحسان فاعلم بأن القوم لما أسسوا*** أصل الكلام عموا عن القرآن وعن الحديث ومقتضى المعقول بل*** عن فطرة الرحمن والبرهان وبنوا قواعدهم عليه فقادهم*** قسرا إلى التعطيل والبطلان
" فلئن سألتَ وقلت ما هذا الذي *** أداهم لخلاف ذا التبيان
ولأي شيء لم يقولوا إنه *** سبحانه هو دائم الإحسان
فاعلم بأن القوم "
إذن الصواب: فلئن سألتَ، فلئن سألت يعني أيها المخاطب، وقلت: ما هذا الذي أداهم لخلاف ذا التبيان، الضمير في أداهم يعود على أهل الكلام ومنهم الأشاعرة.
" لخلاف ذا التبيان
ولأي شيء لم يقولوا إنه *** سبحانه هو دائم الإحسان
فاعلم بأن القوم "، هذا الجواب:
" لما أسسوا *** أصل الكلام عموا عن القرآن "
نعم، لما صاروا يرجعون في عقائدهم إلى علم الكلام ويحكمون العقول التي ليست بعقول في الحقيقة، ولكنها تعقل الإنسان عن الوصول إلى الحقيقة، هي عقول لكن تعقل عن الوصول إلى الحقيقة، لما عموا عن القرآن وأصلوا هذا الكلام، وعن الحديث، يقول:
" عموا عن القرآن
وعن الحديث ومقتضى المعقول بل *** عن فطرة الرحمن والبرهان
وبنوا قواعدهم عليه فقادهم *** قسرا إلى التعطيل والبطلان "
هذا هو البلاء أنهم أسسوا عقائدهم على أيش؟ على الكلام، أسسوا علم الكلام وجعلوه هو الأصل الذي عليه المدار، يقول:
" قسرا إلى التعطيل والبطلان
نفي القيام لكل أمر حادث *** بالرب خوف تسلسل الأعيان "
نقول: كل أمر حادث فإنه لا يقيم بالرب، لأننا لو قلنا بقيامه بالرب لزم قدم الحوادث أو حدوث الواجب القدم، نقول: لو قلنا بأن الحوادث تقوم به لزم أحد أمرين: إما أن تكون هذه الحوادث لا أول لها، وإما أن يكون الله محلا للحوادث، وكل هذا عندهم ممتنع.
" فيسد ذاك عليهم في زعمهم *** إثبات صانع هذه الأكوان "
الظاهر نخلي الباقي لأنه مهم الدرس القادم، نعم.
9 - معنى قول الناظم: فلئن سألت وقلت ما هذا الذي***أداهم لخلاف ذا التبيان ولأي شيء لم يقولوا إنه*** سبحانه هو دائم الإحسان فاعلم بأن القوم لما أسسوا*** أصل الكلام عموا عن القرآن وعن الحديث ومقتضى المعقول بل*** عن فطرة الرحمن والبرهان وبنوا قواعدهم عليه فقادهم*** قسرا إلى التعطيل والبطلان أستمع حفظ
الأسئلة
الشيخ : هاه؟
السائل : المسائل الخلافية التي وقعت بين أهل السنة وأهل الكلام، هل سببها أهل الكلام أو ... من قبل؟
الشيخ : أيهن؟
السائل : المسائل التي وقع الخلاف فيها بين أهل السنة.
الشيخ : أي المسائل؟ الخلاف في أي شيء؟ في التسلسل قصدك؟
السائل : نعم.
الشيخ : في التسلسل؟ إيه هذه حادثة، السلف ما تكلموا بها إطلاقا.
القراءة من أول قول الناظم: فصل في اعتراضهم على القول بدوام فاعلية الرب تعالى وكلامه والانفصال عنه إلى آخر هذا الفصل
فلئن زعمتم أن ذاك تسلسل *** قلنا صدقتم وهو ذو إمكان
كتسلسل التأثير في مستقبل *** هل بين ذلك قط من فرقان
والله ما افترقا لذي عقل ولا *** نقل ولا نظر ولا برهان
في سلب إمكان ولا في ضده *** هذه العقول ونحن ذو أذهان
فليأت بالفرقان من هو فارق *** فرقا يبين لصالح الأذهان
وكذاك سوى الجهم بينهما كذا *** العلاف في الإنكار والبطلان
ولأجل ذا حكما بحكم باطل *** قطعا على الجنات والنيران
فالجهم أفنى الذات والعلافَ *** "
الشيخ : العلافُ
القارئ : " فالجهم أفنى الذات والعلافُ *** للحركات أفنى قاله الثوران
وأبو علي وابنه الأشعري *** "
الشيخ : وأبو
القارئ : " وأبو علي وابنه الأشعري *** "
الشيخ : والأشعري، فيها واو.
القارئ : وأبو علي وابنه والأشعري
الشيخ : والأشعر***ي.
القارئ : وبعدُه؟
الشيخ : وبعدَه ابن الطيب الرباني.
القارئ : وأبو علي وابنه الأشعري
الشيخ : لا واو، حط واو يا أخي، حط واو
القارئ : وأبو علي وابنه والأشعري وبع***ده
الشيخ : لا لا، وسط البيت الياء من والأشعري، والأشعر***يُ
القارئ : والأشعري*** وبعد
الشيخ : الياء في الأشعري مقسومة بين الشطر الأول والثاني.
القارئ : " وأبو علي وابنه والأشعر***ي وبعده ابن الطيب الرباني
وجميع أرباب الكلام الباطل *** المذموم عند أئمة الإيمان
فرقوا وقالوا ذاك فيما لم يزل *** حق وفي أزل بلا إمكان "
الشيخ : هاه؟
الطالب : فرَّقوا.
الشيخ : ما يخالف، يمكن، فرقوا هذا الصواب، لكن ما يخالف، التخفيف.
القارئ : " قالوا لأجل تناقض الأزلي *** والأَحداث ما هذان "
الشيخ : والإحداث.
القارئ : " قالوا لأجل تناقض الأزلي *** والإحداث ما هذان يجتمعان
لكن دوام الفعل في مستقبل *** ما فيه محذور من النكران
فانظر إلى التلبيس في ذا الفرق *** ترويجا على العَوَران "
الشيخ : العُوران.
القارئ : " فانظر إلى التلبيس في ذا الفرق *** ترويجا على العُوران والعميان
ما قال ذو عقل بأن الفرد ذو *** أزل لذي ذهن ولا أعيان
بل كل فرد فهو مسبوق بفرد *** قبله أبدا بلا حسبان
ونظير هذا كل فرد فهو *** مخلوق "
الشيخ : فهو، ونظير هذا.
القارئ : ونظير هذا كل فرد فهو مخلوق
الشيخ : لا، فهو مل، ونظير هذا
القارئ : " ونظير هذا فهو مل*** حوق ".
الشيخ : كل فرد فهو مل***حوق
القارئ : " ونظير هذا كل فرد فهو مل***حوق بفرد بعده حكمان
النوع والآحاد مسبوق ومل*** وكل فهو منها فان
والنوع لا يفنى أخيرا فهو لا *** يفنى كذلك أولا ببيان
وتعاقب الآنات أمر ثابت *** في الذهن وهو كذاك في الأعيان
فإذا أبيتم ذا وقلتم أول ال*** آنات مفتتح بلا نكران
ما كان ذاك الآنَ مسبوقا يرى *** إلا بسلب وجوده
ما كان ذاك الآنَ مسبوقا "
الشيخ : الآنُ الآنُ.
القارئ : " ما كان ذاك الآنُ مسبوقا يرى *** إلا بسلب وجوده الحقاني
فيقال ما تعنون بالآنات هل *** تعنون مدة هذه الأزمان
من حين إحداث السموات العلا *** والأرض والأفلاك والقمران
ونظنكم تعنون ذاك ولم يكن *** من قبلها شيء من الأكوان
هل جاءكم في ذاك من أثر ومن *** نص ومن نظر ومن برهان
هذا الكتاب وهذه الآثار *** والمعقول في الفطرات "
الشيخ : في
القارئ : " هذا الكتاب وهذه الآثار وال***معقول في الفطرات والأذهان
إنا نحاكمكم الى ما شئتمو *** منها فكل الحق في تبيان "
الشيخ : عندنا فحكم، نسخة، حطوها نسخة: فحكم الحق
القارئ : " أو ليس خلق الكون في الأيام ك***ان وذاك مأخوذ من القرآن
أو ليس ذلكم الزمان بمدة *** لحدوث شيء وهو عين زمان
فحقيقة الأزمان نسبة حادث *** لسواه تلك حقيقة الأزمان
وانظر حديث السبق للتقدير والت***وقيت قبل جميع ذي الأعيان "
الطالب : واذكر يا شيخ؟
الشيخ : نعم، واذكر.
الطالب : هو قال: وانظر
الشيخ : إيه نعم، واذكر
القارئ : " واذكر حديث السبق للتقدير وال***توقيت قبل جميع ذي الأعيان
خمسين ألفا من سنين عدها المختار *** سابقة لذي الأكوان
هذا وعرش الرب فوق الماء من *** قبل السنين بمدة وزمان
والناس مختلفون في القلم الذي *** كتب القضاء به من الديان
هل كان قبل العرش أو هو بعده *** قولان عند أبي العلا الهمداني
والحق أن العرش قبل لأنه *** قبل الكتابة كان ذا أركان
وكتابة القلم الشريف تعقبت *** إيجادُه من غير "
الشيخ : تعقبت تعقبت؟
القارئ : إي نعم.
الشيخ : إي نعم، وش بعده؟
القارئ : إيجادُه؟
الشيخ : إيجادَه.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : كَتب القضاءَ أو كُتب القضاءُ؟
الشيخ : وين؟
الطالب : البيت اللي قبله، والناس مختلفون
الشيخ : كُتب القضاءُ
القارئ : " وكتابة القلم الشريف تعقبت *** إيجاده من غير فصل زمان
لما براه الله قال اكتب كذا *** فغدا بأمر الله ذا جريان
فجرى بما هو كائن أبدا إلى *** يوم الميعاد بقدرة الرحمن
أفكان رب العرش جل جلاله *** من قبل ذا عجز وذا نقصان
أم لم يزل ذا قدرة والفع*** ل مقدور "
الشيخ : هاه؟ أم لم، أم لم يزل
القارئ : " أم لم يزل ذا قدرة والفع**ل مقدور "
الشيخ : لا، والفعل مق***
القارئ : " أم لم يزل ذا قدرة والفعل مق *** دور له أبدا وذو إمكان
فلئن سألت وقلت ما هذا الذي *** أداهمُ لخلاف ذا التبيان
ولأي شيء لم يقولوا إنه *** سبحانه هو دائم الإحسان
فاعلم بأن القوم لما أسسوا *** أصل الكلام عموا عن القرآن
وعن الحديث ومقتضى المعقول بل *** عن فطرة الرحمن والبرهان
وبنوا قواعدهم عليه فقادهم *** قسرا إلى التعطيل والبطلان
نفي القيام لكل أمر حادث *** بالرب خوف تسلسل الأعيان
فيسد ذاك عليهم في زعمهم *** إثبات صانع هذه الأكوان
إذ أثبتوه بكون ذي الأجساد حا *** دثة فلا تنفك عن حدثان
فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن *** لحدوثها إذ ذاك من برهان
فلأجل ذا قالوا التسلسل باطل *** والجسم لا يخلو عن الحدثان
فيصح حينئذ حدوث الجسم من *** هذا الدليل بواضح البرهان
هذي نهايات لأقدام الورى *** في ذا المقام الضيق الأعطان
فمن الذي يأتي بفتح بيّن *** ينجي الورى من غمرة الحيران
فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان "
11 - القراءة من أول قول الناظم: فصل في اعتراضهم على القول بدوام فاعلية الرب تعالى وكلامه والانفصال عنه إلى آخر هذا الفصل أستمع حفظ
بيان مذهب السلف والخلف في مسألة تسلسل الحوادث
هذا الفصل فصل عظيم، تكلم فيه المؤلف رحمه الله عن التلسلسل في الحوادث، وذكر فيه للناس ثلاثة أقوال: قول بأن التسلسل ممنوع في الماضي والمستقبل، وهذا قول الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة؟ والقول الثاني: جوازه في الماضي والمستقبل، وهذا الذي أيده ابن القيم رحمه الله، وذكر أدلته. والقول الثالث: جواز التسلسل في المستقبل وامتناعه في الماضي، وهذا هو الذي عليه عامة علماء الكلام، وهو الذي لا يكاد يعرف سواه عند المتأخرين.
ولكن الأدلة التي ذكرها ابن القيم رحمه الله أدلة واضحة، وليس قولنا بإمكان التسلسل هو قولنا هو بوجوب التسلسل، لاحظوا، يعني: إذا قلنا بجواز التسلسل فليس معناه أننا نقول بوجوبه، إذ أنه لا شك أن كل ما سوى الله فهو حادث بعد أن لم يكن، فالأعيان ليست متسلسلة إلى ما لا نهاية له، كل شيء حادث، والله تعالى قبل كل شيء.
وقد ذكرنا لكم في أول الكلام على هذه المسألة أن لدينا فاعلا وفعلا ومفعولا، وأن ترتيبها هكذا: فاعل سابق على الفعل، وفعل سابق على المفعول، وأننا وإن قلنا بجواز تسلسل الحوادث في الماضي لا يمكن أن نقول إنها مقارنة لوجود الله أبدا، بل لابد أن تكون مسبوقة بوجوده، لكنها إلى ما لا نهاية له.
وابن القيم رحمه الله تكلم كلاما كثيرا حول هذا الموضوع، ثم قال: إن هؤلاء القوم الذين قالوا إنه ممكن في المستقبل مستحيل في الماضي بنوا هذا على قواعد أصلوها من علم الكلام، ليس عليها دليل من معقول ولا منقول ولا فطرة. وهذا هو الحق، فإن أهل الكلام بنوا عقيدتهم في الله على عقول ليست عاقلة، بل هي عقول مضطربة متناقضة، ينقض بعضها بعضا، ويفسد بعضها بعضا، وهي كما قيل:
" حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر مكسور "
حتى إن زعماءهم ورؤساءهم أقروا بالحيرة وبالرجوع إلى الحق، يقول الرازي وهو من عظمائهم وكبرائهم وأئمتهم، يقول: " لقد طفت المعاهد كلها وخضت البحر فلم أر إلا إنسانا يعني متحيرا لم أر إلا من لم يشفوا العليل ولم يروا الغليل، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات (( الرحمن على العرش استوى )) (( إليه يصعد الكلم الطيب )) وأقرأ في النفي (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما )) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " هذا وهو من رؤسائهم.
قال بعضهم: " لقد خضت البحر الخضم ودخلت فيما نهوني عنه فلم أستفد شيئا، وها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور " رجع إلى عقيدة العجائز، العجائز ما تتكلم بهذا الكلام وهذا التنطع، وهذا مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاث مرات، ولهذا لا تجد أحسن من علم السلف، علم السلف بسيط هادئ، ليس فيه تعمق ولا تكلف أبدا.
جاء قوم إلى ابن عمر قالوا يا عبدالله بن عمر: أخبرنا عن دم البعوض، هل يجوز أن نقتل البعوض؟ قال: " سبحان الله تسألون عن دم البعوض وتقتلون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم، هذا ورع عظيم، أن يسأل عن دم البعوض ويقتل مَن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتعمق هذا يفسد على الإنسان، ويوجب له الشك والقلق، خلك بسيطا في الأمور كلها، حتى المسائل التي لم نكلف بها ولم يأت بها نص إذا أعيتك فاتركها اتركها لا تتعب نفسك بها حتى لا تتضرر. فابن القيم رحمه الله ذكر أن هؤلاء بنوا عقيدتهم على أي شيء؟ على ما يدعونه عقولا، ولكنها في الحقيقة جهالات وضلالات وشبهات، لا تغني من الحق شيئا أبدا، بل هي توقع الإنسان في الحيرة والشك والقلق. طيب، هنا يقول رحمه الله:
" وبنوا قواعدهم عليه فقادهم *** قسرا إلى التعطيل والبطلان "
معنى قول الناظم: نفي القيام لكل أمر حادث*** بالرب خوف تسلسل الأعيان فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** إثبات صانع هذه الأكوان إذ أثبتوه بكون ذي الأجساد حا***دثة فلا تنفك عن حدثان فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن*** لحدوثها إذ ذاك من برهان فلأجل ذا قالوا التسلسل باطل*** والجسم لا يخلو عن الحدثان فيصح حينئذ حدوث الجسم من*** هذا الدليل بواضح البرهان
كل أمر حادث يقولون إنه لا يقوم بالرب، مثل: الاستواء على العرش، النزول إلى السماء الدنيا، المجيء للفصل بين العباد، الفرح بتوبة العبد إذا تاب، الضحك إلى رجلين يقتل أحدهما صاحبه كلاهما يدخل الجنة، وهكذا كل شيء حادث فهو ممنوع أن يقوم بالرب، مَن قال هذا؟ قال لأنه يلزم قيام الحوادث به، وما قامت به الحوادث فهو حادث، وهنا يقول:
" خوف تسلسل الأعيان
فيسد ذاك عليهم في زعمهم *** إثبات صانع هذه الأكوان
إذ أثبتوه بكون ذي الأجساد حا *** دثة فلا تنفك عن حدثان
فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن *** لحدوثها إذ ذاك من برهان
فلأجل ذا " إلى آخره.
يقولون: إننا لا نثبت قدم الرب إلا إذا أثبتنا حدوث الخلائق، حدوث الحوادث، وإلا فإننا لا نستطيع أن نثبت قدم الرب. فيقال: إن قدم الرب لا شك ثابت، فالله تعالى ليس قبله شيء، هو لم يلد ولم يولد، والحوادث كلها كائنة بعد أن لم؟ أن لم تكن، وإن تسلسلت في الأزل فإنها حادثة ولابد، قال:
" فلأجل ذا قالوا التسلسل باطل *** والجسم لا يخلو عن الحدثان "
هذا الجسم لا يخلو عن الحدثان هذا صحيح، لكن بالنسبة للرب العظيم لا يمكن أن نقول هذا، لأن الكلام على الجسم نفيا أو إثباتا بالنسبة لله ممنوع، فلا نقول إن الله جسم، ولا نقول إنه ليس بجسم، لكن نقول: إن الله عز وجل ذات علية ملك قدوس سلام عزيز حكيم، إلى آخر ما وصف الله به نفسه.
13 - معنى قول الناظم: نفي القيام لكل أمر حادث*** بالرب خوف تسلسل الأعيان فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** إثبات صانع هذه الأكوان إذ أثبتوه بكون ذي الأجساد حا***دثة فلا تنفك عن حدثان فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن*** لحدوثها إذ ذاك من برهان فلأجل ذا قالوا التسلسل باطل*** والجسم لا يخلو عن الحدثان فيصح حينئذ حدوث الجسم من*** هذا الدليل بواضح البرهان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: هذي نهايات لأقدام الورى*** في ذا المقام الضيق الأعطان فمن الذي يأتي بفتح بين*** ينجي الورى من غمرة الحيران فالله يجزيه الذي هو أهله*** من جنة المأوى مع الرضوان
شف وصف ابن القيم رحمه الله لهذا البحث بأنه مقام ضيق الأعطان، الأعطان جمع عطن، فإذا كان العطن ضيقا لزم من ذلك الضيق والانحسار والتعب.
" فمن الذي يأتي بفتح بين *** ينجي الورى من غمرة الحيران
فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان "
تحتمل هذه الأبيات الثلاثة أن ابن القيم رحمه الله بعد أن رجح ما رجح من تسلسل الحوادث في الماضي كأنه لم يطمئن إليها تلك الطمأنينة، ولهذا قال:
" من ذا الذي يأتي بفتح بين *** ينجي الورى من غمرة الحيران "
ويحتمل أنه يريد بذلك أن ما أتى به فهو صريح بين ينجي الورى من غمرة الحيران، فكلامه رحمه الله محتمل أن يكون بعد هذا البحث والمناقشة الطويلة صار عنده شيء من التردد كما يوجد الآن في طلبة العلم التردد في هذه المسألة، لا من طلبة العلم الصغار ولا من طلبة العلم الكبار. ويحتمل أنه يريد أنه أتى رحمه الله بفتح بين في هذه المسألة واضح كما يدل على ذلك تأييده للقول بجواز أو بإمكان تسلسل الحوادث في الماضي.
" فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان "
وهذا من إخلاص ابن القيم رحمه الله ونصحه أنه دعا لمن أتى للمسلمين بالفتح البين والدليل الواضح، لأن كل ناصح لله ولكتابه ولرسوله يحب أن يبين للخلق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق.
14 - معنى قول الناظم: هذي نهايات لأقدام الورى*** في ذا المقام الضيق الأعطان فمن الذي يأتي بفتح بين*** ينجي الورى من غمرة الحيران فالله يجزيه الذي هو أهله*** من جنة المأوى مع الرضوان أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب : الأسئلة؟
الشيخ : ما في أسئلة.
الطالب : ...
الشيخ : في أسئلة؟
الطالب : خمس دقائق.
الشيخ : مثل غيره؟
الطالب : إيه.
الشيخ : طيب.
الطالب : تسلسل الذي يقصده ابن القيم.
الشيخ : نعم
الطالب : الماضي.
الشيخ : نعم.
الطالب : هل يعني أن الحوادث بدأت أو أنها ... بدون بداية.
الشيخ : لا لا أبدا، لا بد من بداية مهما كان، لا بد من بداية، لكن هذه البداية يعني في الأزل، ما هو معناه إن الله صار معطل عن الفعل لا يستطيع أن يفعل، ثم صار أن يفعل، لأن هؤلاء يقولون: إن التسلسل مستحيل وإن كان له نهاية، لأنه يعني يقولون لو قلنا بالتسلسل لزم أن تكون هذه الموجودات مقارنة لله، ونحن نقول: لا، حتى لو قلنا بذلك فليست مقارنة، لأن الفعل بعد الفاعل، والمفعول بعد الفعل ولابد، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : وأهم شيء في الموضوع يا إخواني، أهم شيء هذه عقيدة ما هي جدلية، أهم شيء أن تؤمن بأن الله لم يزل ولا يزال فعالا، وأنه لم يأت عليه وقت وهو عاجز عن الفعل، أو وقت وهو عاجز عن الإرادة، ومعلوم أنه إذا تمت الإرادة مع القدرة حصل المراد، وش المانع؟! نعم.
الطالب : ... تبارك وتعالى، هو مؤخر منه يعني الفعل مؤخر من الفاعل.
الشيخ : نعم.
الطالب : والمفعول مؤخر من الفعل.
الشيخ : نعم.
الطالب : والفعل حادث
الشيخ : المفعول.
الطالب : والمفعول حادث والفعل قديم.
الشيخ : حتى الفعل
الطالب : من صفات الله.
الشيخ : إيه من صفات الله، لكن الفعل المقارن للمفعول حادث.
الطالب : والفعل الذي يقارن المفعول هذا حادث؟
الشيخ : حادث، نعم، خلق الله المطر مثلا الآن هذا حادث، الله ما خلق هذا المطر في الأزل، لو خلقه في الأزل لكان جاء في الأزل.
الطالب : والفعل الذي هو من صفاته تبارك وتعالى هو قديم.
الشيخ : نعم.
الطالب : وهذا الفعل يتعلق بالمفعول هذا هو الحادث.
الشيخ : هذا هو الحادث، إيه نعم.
الطالب : شيخنا؟
الشيخ : نعم.
الطالب : نحن قلنا أن كل الحوادث أن كلها كائنة بعد أن لم تكن، كيف نقول هذا ونحن قلنا إن الحوادث متسلسلة في الماضي؟ إذا قلنا متسلسلة ما صارت كائنة بعد لم تكن؟
الشيخ : لكن ما هي متسلسلة إلى ما لا نهاية له، لأنه ما في شيء ما له نهاية في الأول إلا الله عز وجل.
الطالب : نحن نمنع؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : نمنع التسلسل؟
الشيخ : ما نمنع.
الطالب : ...
الشيخ : هم يقولون إنه جاء وقت وليس لله مفعول، من قال هذا؟!
الطالب : ما نقول هكذا
الشيخ : لا ما نقول هكذا، نحن نقول إن الفعل منذ كان الله فهو فعال، ولهذا ابن عباس كما ذكر ابن القيم رحمه الله فسر الحي بأنه الفعال.
الطالب : بس يا شيخ ما فهمت هذه النقطة ... أن الحوادث متكررة دائما ونقول إنها كائنة بعد الله؟
الشيخ : نعم، لأن كل مخلوق فهو كائن بعد أن لم يكن، فأنت إذا قلت ليست كائنة بعد أن لم تكن جعلتها خالقة، كل مخلوق، لكن وش نهايتها؟ ما نقدر نقول لها نهاية.
الطالب : ... نقول لها نهاية ونهايتها بعد خلق الله سبحانه وتعالى لها
الشيخ : بعد أيش؟
الطالب : بدايتها خلق الله سبحانه وتعالى لها.
الشيخ : صحيح ما في شك.
الطالب : ونقول.
الشيخ : لكن متى؟ هل نقول إنه مثلا مضى وقت من الأوقات والله عز وجل لم يخلق شيئا إما لاستحالة ذلك عليه، ما يمكن نقول هذا.
الطالب : شيخ ما نقول هذا لكن نقول التسلسل مقطوع.
الشيخ : بس أنت إذا لم تقل هكذا خلاص انتهى، هذا اللي نريد، هم يقولون لا قل هكذا، يقولون مستحيل أن تكون هناك تسلسل مطلقا، ما هو معناه إنهم يقولون إنه لابد من كل شيء فهو حادث، نقول هذا صحيح، كل شيء لابد أن يكون حادثا، ولابد أن يكون حادثا من عدم، إلا الرب عز وجل، نعم؟
الطالب : بالنسبة للماضي نقول جائز؟
الشيخ : جائز.
الطالب : والمستقبل؟
الشيخ : والمستقبل جائز، لكن بخبر الله واجب.
الطالب : واجب يعني؟
الشيخ : نعم بخبر الله.
الطالب : ... ما نقول بالتوف يا شيخ لماذا؟
الشيخ : لا ما نقول، ليش نقول بالتوقف؟!
الطالب : في دليل على
الشيخ : عندنا دليل، لم يزل الله ولا يزال فعالا، وابن عباس فسر الحي بأنه فعال، لكننا لا نشهد على شيء معين بأنه دائم، لأنا ما ندري وش اللي قبل السماوات والأرض، أما في المستقبل فنعلم بأن الجنة والنار أخبرنا الله بأنها دائمة.
الطالب : ...
الشيخ : إيه نعم هذه مما يدل عليه، فعال في المستقبل والماضي. نعم؟
الطالب : شيخ لماذا لا نقول ..