القراءة من قول الناظم: ولقد أتى التخصيص بالعند...إلى قوله... تفسيره حكيت به القولان
القارئ : " منها صريح موضعان بسورة الأ *** عراف ثم الأنبياء الثاني فتدبر التعيين وانظر ما الذي *** لسواه ليست تقتضي النصان وبسورة التحريم أيضاً ثالثٌ *** بادي الظهور لمن له أذنان ولديه في مزمّل قد بينت *** نفس المراد وقيدت ببيان " . الشيخ : قَيدت ولا قُيّدت ؟ القارئ : " ولديه في مزمل قد بينت *** نفس المراد وقُيِّدت ببيان " لا الشيخ : لا تنقض الباقي القارئ : " لا تنقض الباقي فما لمعطل *** من راحة فيها ولا تِبيان وبسورة الشورى وفي مزمّل *** سر عظيم شأنه ذو شان في ذكرِ تفطير السماء فمن يُرد *** علماً به فهو القريب الداني لم يسمح المتأخرون بنقله *** جُبنا وضُعفا عنه في الإيمان بل قاله المتقدمون فوارسُ الإ *** سلام هم أمراء هذا الشان ومحمد بن جريرٍ الطبري في *** تفسيره حُكيت به القولان " .
معنى قول الناظم: (ذكر مواضع العلو في القرآن بلفظ عند الدالة على العلو)
ولقد أتى التخصيص بالعند الذي*** قلنا بسبع بل أتى بثمان منها صريح موضعان بسورة الـ***أعراف ثم الأنبياء الثاني
فتدبر التعيين وانظر ما الذي*** لسواه ليست تقتضي النصان
وبسورة التحريم أيضا ثالث*** بادي الظهور لمن له أذنان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا أيضا من الأدلة على علو الله عز وجل وهو أنه جاءت آيات متعددة في إثبات العندية مثل قوله : (( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته )) ومثلُ قوله : (( ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون )) ومثلُ قوله : (( إن لدينا أنكالاً وجحيما )) وأمثال ذلك فالعندية تدل على العلو لأنه لو لم يكن عالياً لكان كل الخلق إيش ؟ عنده لكان كل الخلق عنده وحينئذٍ لا يتميز القريب من البعيد فالنصوص اللي فيها إثبات العندية تدل على أن الله سبحانه وتعالى عالٍ فوق عرشه . يقول المؤلف : " ولقد أتى التخصيص بالعند الذي *** قلنا بسبع بل أتى بثمان " يعني ثمان آيات أو ثمانية مواضع منها صريح " منها صريح موضعان بسورة الأ *** عراف ثم الأنبياء الثاني " في سورة الأعراف: (( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته )) ولا يستحسرون ، والأنبياء (( ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون )) " فتدبر التعيين وانظر ما الذي *** لسواه ليست تقتضي النصان " التعيين لمن عنده يدل على أن سوى هؤلاء ليسوا عنده إذن فهو سبحانه وتعالى عال ولولا ذلك لكان الناس كلهم عنده " وبسورة التحريم أيضاً ثالث *** بادي الظهور لمن له أذنان " قالت امرأة فرعون : (( رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة )) .
معنى قول الناظم: (بيان تساوي معنى لدي وعندي في اللغة)
ولديه في مزمل قد بينت*** نفس المراد وقيدت ببيان لا تنقض الباقي فما لمعطل*** من راحة فيها ولا تبيان
وبسورة الشورى وفي مزمل*** سر عظيم شأنه ذو شان
في ذكر تفطير السماء فمن يرد***علما به فهو القريب الداني
الشيخ :" ولديه في مزملٍ قد بَينت *** نفس المراد "(( إن لدينا أنكالا وجَحيماً )) " لا تنقض الباقي فما لمعطل *** من راحة فيها ولا تبيان " يعني أن لدى وعند لا يتناقضان لأنك تقول فلان لدي وفلان عندي وهما سواء في اللغة العربية فلا يتناقضان " وبسورة الشورى وفي مزمل *** سرٌ عظيم شأنه ذو شان " أين سورة الشورى ؟ الطالب : (( وإنه في أم الكتاب )) الشيخ :(( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )) الطالب : الزخرف يا شيخ الشيخ : لا ، في سورة الشورى ما عندك الشرح الطالب : ... سورة الشورى الشيخ : إي ذكر المؤلف نفسه " وبسورة الشورى وفي مزمل *** سر عظيم شأنه ذو شان في ذكر تفطير السماء فمن يُرد " يعني قوله تعالى : (( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن )) وفي سورة المزمل : (( السماء مُنفطر به )) " فمن يرد علما به فهو القريب الداني " يعني من يُرد عِلما بهذا الشأن العظيم في سورة الشورى وفي سورة المزمل فهو قريب فقول الله سبحانه وتعالى : (( تكاد السماوات يتفطرن من فوقِهن )) يدل على أن الله تعالى فوق أو تحت ؟ فوق فمن عظمته تكاد السماوات تتفطر من فوق ولم يقل من تحتهن مما يدل على أن الذي تعظِّمه هذه السماوات وتكاد تتفطر منه فوقها .
معنى قول الناظم:
لم يسمح المتأخرون بنقله*** جبنا وضعفا عنه في الإيمان
بل قاله المتقدمون فوارس الـ***إسلام هم أمراء هذا الشان
ومحمد بن جرير الطبري في*** تفسيره حكيت به القولان
الشيخ : قال : " لم يسمح المتأخرون بنقله *** جُبناً وضعفا عنه في الإيمان " المتأخرون يعني بهم أهل الكلام لأن أهل الكلام يَكرهون كل نص يخالف بدعتهم وما هم عليه حتى قال بعضهم : أتمنى أن أتمكن من حَك قوله تعالى : (( وهو السميع البصير )) في قوله : (( ليس كمثله شيء )) لأنه لو قال ليس كمثله شيء هذه صفة نفي وهو السميع البصير )) صفة إثبات فيقول أنا أتمنى أن أتمكن من حَك (( وهو السميع البصير )) لماذا ؟ لأنها جاءت على خلاف مراده " بل قاله المتقدمون فوارسُ الإ *** سلام هم أمراء هذا الشان " يعني قالوا ما دل عليه قوله تعالى : (( تكاد السماوت يتفطرن من فوقِهن )) " ومحمد بن جرير الطبريُّ في *** تفسيره حُكيت به القولان " تنقل لنا كلام ابن جرير . القارئ : يقول : " ولكن المتأخرين من المفسرين مثل ابن كثير وغيره جزموا عن إيراد هذا القول الثاني ولم يصرح به المتقدمون من جهابذة الإسلام ". الشيخ : من هذا ؟ الهراس لا يمكن ذاك ينقله أحسن الطالب : ما عندنا الشيخ : ما قال شيء؟ الطالب : لا الشيخ : ولا هنا؟ مشكل نعم . القارئ : "فصل" الطالب : صحيح . الشيخ : أيهم ؟ الطالب : في قول ابن كثير. الشيخ : ابن كثير من أهل السنة والجماعة نعم . الطالب : ... . الشيخ : إي نعم .
القراءة من قول الناظم: فصل: هذا وحاديها وعشرون الذي..إلى قوله.. العلو الذي هو فوق كل مكان
القارئ : " هذا وحاديها وعشرين الذي *** قد جاء في الأخبار والقرآن إتيان رب العرش جل جلاله *** ومجيئه للفصل بالميزان فانظر إلى التقسيم والتنويع في القـ *** ـرآن تُلفيه صريح بيان. إن المجيء لذاته لا أمرِه *** كلا ولا ملك عظيم الشان إذ ذانَك الأمران قد ذُكرا وبينهمـ *** ـا مجيء الرب ذي الغفران والله ما احتمل المجيءُ سوى مجي *** ءِ الذات بعد تبين البرهان من أين يأتي يا أولي المعقول إن *** كنتم ذوي عقل مع العرفان من فوقنا أو تحتنا أو عن شما *** ئلنا وعن أيمان " . الشيخ : ومن خلف وعن أيمان بعد شمائلنا ومن خلف وعن أيمان " من فوقنا أو تحتنا أو عن شما *** ئلنا " . الطالب : عندنا وأمامنا الشيخ : هاه الطالب : وأمامنا ، بعد تحتنا وأمامنا الشيخ : من فوقنا أو تحتنا وأمامنا ويش بعد ؟ الطالب : أو عن شمائلنا . الطالب : شيخ فيه نسخة أو عن الأيمان . الشيخ : ما بعد وصلناها أنا عندي " من فوقنا أو تحتنا أو عن شمائِلنا *** ومن خلف وعن أيمان " الطالب : هو الي عندنا الشيخ : هذا الذي عندكم؟ الطالب : نعم الشيخ : إي إذن اختلفت النسخ . الطالب : ... في الأصل غير موجودة ولكن لا يستقيم الوزن ... الشيخ : ما يخالف لكن هذا موجود طيب الآن نشوف من فوق ومن تحت وشمال ويمين من خلف ويش بقي عندنا أمامنا عاد يبين المؤلف . الطالب : ... الشيخ : طيب، المهم أن المؤلف رحمه الله يقول من الأدلة على علو الله عز وجل ما ثبت في القرآن والسنة من أن الله سبحانه وتعالى ما كملنا كمل يا من فوقنا . القارئ : " أو تحتنا الشيخ : " أو عن شمائلنا ومن خلف وعن أيمان " ولا النسخة اللي عندكم ؟ الطالب : من فوقنا أو تحتنا وأمامنا " . الشيخ : من فوقنا أو تحتنا وأمامنا أو عن شمائلنا وعن أيمان ، لازم نتتحقق. الطالب : ... لكن لا يستقيم الوزن إلا بها الشيخ : صحيح ، الوزن يستقيم بالنسخة التي عندنا . القارئ : " من فوقِنا أو تحتنا أو عن شما *** ئلنا ومن خلفٍ عن أيمان والله لا يأتيهمُ من تحتهم *** أبدا تعالى الله ذو السلطان كلا ولا من خَلفهم وأمامهم *** وعن الشمائل أو عن الأيمان والله لا يأتيهم إلا من العـ *** ـلو الذي هو فوق كل مكان " .
معنى قول الناظم: (النوع الحادي والعشرين من أدلة العلو وهو دليل مجيء الله من الكتاب والسنة)
هذا وحاديها وعشرون الذي*** قد جاء في الأخبار والقرآن إتيان رب العرش جل جلاله*** ومجيئه للفصل بالميزان
انظر إلى التقسيم والتنويع في القـ*** ـرآن تلفيه صريح بيان
الشيخ : هذا الدليل أو الحادي والعشرون هو الأدلة الدالة على مجيء الله سبحانه وتعالى في القرآن والسنة فإذا ثبت أن الله يجيء للفصل بين عباده يوم القيامة فمن أين يجيء ؟ نشوف من تحت لا يمكن من يمين وشمال وخلف وأمام لا يمكن أيضاً لأنه يقتضي أن يكون مساوياً للمخلوق، إذن لا يمكن إلا من فوق قال المؤلف : " هذا وحاديها وعشرين الذي *** قد جاء في الأخبار والقرآن إتيان رب العرش جل جلالُه *** ومجيئه للفصل بالميزان " وهذا يكون يوم القيامة " فانظر إلى التقسيم والتنويع في القـ *** ـرآن تُلفيه صريح بيان " .
معنى قول الناظم: إن المجيء لذاته لا أمره*** كلا ولا ملك عظيم الشان
إذ ذانك الأمران قد ذكرا وبينهمـ***ـا مجيء الرب ذي الغفران
الشيخ :" إن المجيء " ويجوز " أن المجيء لذاته لا أمره *** كلا ولا مَلك عظيم الشان إذ ذانك الأمران قد ذُكرا وبينهمـ *** ـا مجيء الرب ذي الغفران " أين هذا ؟ (( كلا إذا دُكت الأرض دكاً دكاً وجاء ربك والملك صفاً صفاً )) هنا لا يستقيم أن يُقال جاء أمر ربك ولا جاء ملك والملائكة لأن الملائكة قد ذكرت والآية الثانية : (( هل ينظرون أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك )) وهذا تقسيم وتنويع واضح أن المراد إتيان الله سبحانه وتعالى بنفسِه فإذا كان يأتي فيقول .
معنى قول الناظم: والله ما احتمل المجيء سوى مجي*** الذات بعد تبين البرهان
من أين يأتي يا أولي المعقول إن*** كنتم ذوي عقل مع العرفان
من فوقنا أو تحتنا أو عن شما*** ئلنا ومن خلف وعن أيمان
والله لا يأتيهم من تحتهم*** أبدا تعالى الله ذو السلطان
كلا ولا من خلفهم وأمامهم*** وعن الشمائل أو عن الأيمان
والله لا يأتيهم إلا من العـ***ـلو الذي هو فوق كل مكان
الشيخ :" والله ما احتمل المجيءُ سوى مجي *** الذات بعد تبين البرهان " ثم قال : " من أين يأتي يا أولي المعقول إن *** كنتم ذوي عقل مع العِرفان من فوقنا أو تحتنا أو عن شما *** ئلنا ومن خلفٍ وعن أيمان والله لا يأتيهم من تحتهم *** أبداً تعالى الله ذو السلطان كلا ولا من خلفهم وأمامهم *** وعن الشمائل أو عن الأيمان والله لا يأتيهمُ إلا من العـ *** ـلو الذي هو فوقَ كل مكان " . وهذا واضح نعم .
القراءة من قول الناظم: فصل في الإشارة إلى ذلك من السنة إلى قوله.. التعطيل والعدوان والبهتان
القارئ : " فصل : في الإشارة إلى ذلك من السنة واذكر حديثاً في الصحيح تضمّنت *** كلماتُه تكذيبَ ذي البُهتان لما قضى الله الخليقة ربُنا *** كتبت يداه كتاب ذي الإحسان وكتابُه هو عندَه وضع على العـ *** ـرش المجيد الثابت الأركان إني أنا الرحمن تسبق رحمتي *** غضبي وذاك لرأفتي وحَناني ولقد أشار نبينا في خطبةٍ *** نحو السماء بأصبع وبَنان مُستشهدا رب السموات العلى *** ليرى ويسمع قوله الثقلان أتُراه أمسى للسما مُستشهداً *** أم للذي هو فوق ذي الأكوان ولقد أتى في رُقية المرضـ *** ـى عن الهادي المبين أتم ما تبيان نصٌ بأن الله فوق سمائه *** فاسمعه إن سمعت لك الأذنان ولقد أتى خبرٌ رواه عمه العبـ *** ـاس صنو أبيه ذو الإحسان أن السموات العُلى من فوقهـ *** ـا الكرسي عليه العرشُ للرحمن واللهُ فوق العرش ينظر خلقَه *** فانظره إن سمحت لك العينان واذكر حديثَ حصين بن المنـ *** ـذر الثقةِ الرضى أعني أبا عمران إذ قال ربي في السماء لرغبتي *** ولرهبتي أدعوه كلَّ أوان فأقره الهادي البشيرُ ولم يقل *** أنت المجسمُ قائل بمكان حيزت بل جهيتَ بل شبَّهت بل *** جسمت لست بعارف الرحمن هذي مقالتُهم لمن قد قال ما *** قد قاله حقا أبو عمران فالله يأخذ حقه منهم ومن *** أتباعهم فالحقُّ للرحمن واذكر شهادتَه لمن قال ربـ *** ـي في السما بحقيقةِ الإيمان" الشيخ : لا ، طولت الثاني ، طولت الشطر الثاني القارئ : قال رب الشيخ : بعد الراء القارئ : والباء الشيخ : الباء ... القارئ : طيب " واذكر شهادتَه لمن قال ربـ *** ـي في السما بحقيقةِ الإيمان وشهادةَ العدل المعطل للذي *** قد قال ذا بحقيقة الكفران واحكم بأيهما تشاء وإنني *** لأراك تَقبل شاهد البُطلان إن كنت من أتباع جَهم صـ *** ـاحب التعطيل " . الشيخ : إيش؟ سريع ، أقول أنت سريع ما شاء الله تقف على الشطر، إن كنت . القارئ : "إن كنت من أتباع جهم صـ *** ـاحب التعطيل والعدوان والبُهتان"
(بيان الأحاديث الدالة على علو الله سبحانه وتعالى ذكر حديث عبد الله بن عمرو في كتابة المقادير)
واذكر حديثا في الصحيح تضمنت*** كلماته تكذيب ذي البهتان لما قضى الله الخليقة ربنا*** كتبت يداه كتاب ذي الإحسان
وكتابه هو عنده وضع على الـ***ـعرش المجيد الثابت الأركان
أني أنا الرحمن تسبق رحمتي*** غضبي وذاك لرأفتي وحناني
الشيخ : نعم ، هذه القِطعة ذكر المؤلف رحمه الله فيها إشارةً إلى أحاديث مُتعددة قال : " واذكر حديثا في الصحيح تضمنت *** كلماته تكذيب ذي البهتان لما قضى الله الخليقةَ ربُّنا *** كتبت يداه كتابَ ذي الإحسان وكتابُه هو عنده وضع على الـ *** ـعرش المجيد الثابت الأركان أني أنا الرحمن تَسبق رحمتي *** غضبي وذاك لرأفتي وحناني " هذا حديث أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه تبارك وتعالى أنه لما قضى الخلق سبحانه وبحمده كتب كتابا عنده فوق العرش ( إن رحمتي سبقت غضبي ) فقوله : عنده فوق العرش يدل على إيش ؟ يدل على العلو وأن الله تعالى فوق كل شيء وإلا لكان هذا الكلام وغيرُه على حد سواء .
(حديث جابر في خطبة الوداع)
ولقد أشار نبينا في خطبة*** نحو السماء بأصبع وبنان مستشهدا رب السموات العلى*** ليرى ويسمع قوله الثقلان
أتراه أمسى للسما مستشهدا ***أم للذي هو فوق ذي الأكوان
الشيخ : ثم قال : " ولقد أشار نبيُّنا في خطبة *** نحو السماء بأصبُع وبنان مُستشهدا رب السموات العلى *** ليرى ويسمع قوله الثقلان أتُراه أمسى للسما مُستشهدا *** أم للذي هو فوق ذي الأكوان " يُشيرُ المؤلف رحمه الله بهذه الأبيات إلى ما ثبت في الصحيح * صحيح مسلم * من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم خَطب الناسَ يوم عرفة فقال لهم : ( هل بلغت ؟ قالوا : نعم قال : اللهم اشهد يرفعُ أَصبُعه إلى السماء وينكُتها للناس ) فهل النبي عليه الصلاة والسلام يستشهد السماء أو يَستشهد من فوق السماء ؟ الثاني بلا شك ولهذا قال : ( اللهم اشهد ) ولم يقل يا سماء اشهد بل قال : ( اللهم اشهد ) وهذا شيءٌ معلوم علمَه كل الصحابة الذين سمعوا خُطبة النبي صلى الله عليه وسلم .
(حديث رقية المريض)
ولقد أتى في رقية المرضـ***ـى عن الهادي المبين أتم ما تبيان نص بأن الله فوق سمائه *** فاسمعه إن سمحت لك الأذنان
الشيخ : ثالثاً : " ولقد أتى في رقية المرضـ *** ى عن الهادي المبين أتمُّ ما تبيان نص بأن الله فوق سمائه *** فاسمعه إن سمحت لك الأُذنان " وهذا في رقية المريض حيث كان يقول عليه الصلاة والسلام وهو يرقى المريض : ( ربُنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتُك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض أنت رب الطيبين اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنزل رحمة من رحمتك على هذا الوجع وشفاء من شفائك على هذا الوجع ) فيبرأ الشاهد قوله : ( ربنا الله الذي في السماء ) فإنه صريح بأن الله تعالى في السماء والبقية إن شاء الله تأتي . قرأت الفصل هذا ؟.
(ذكر حديث العباس رضي الله عنه)
ولقد أتى خبر رواه عمه الـ***ـعباس صنو أبيه ذو الإحسان أن السموات العلى من فوقهـا الـ***ـكرسي عليه العرش للرحمن
والله فوق العرش ينظر خلقه*** فانظره إن سمحت لك العينان
الشيخ : طيب بسم الله الرحمن الرحيم، قال المؤلف رحمه الله تعالى : " ولقد أتى خبر رواه عمُّه الـ *** ـعباس صنو أبيه ذو الإحسان " خبر يعني حديث " أن السمواتِ العلى من فوقهـا الـ *** ـكرسي عليه العرش للرحمن والله فوق العرش ينظُر خلقه *** فانظره " يعني انظر إلى الحديث " إن سمحت لك العينان " هذا حديث رواه العباس عن النبي عليه الصلاة والسلام أن السموات السبع بينها مسيرة كذا وكذا وذكرها وأن الكُرسي فوق ذلك والعرش فوق الكُرسي وأن الله تعالى فوق العرش ينظر إلى عبادِه فهذا حديث دلّ على العلو .
(ذكر حديث حصين رضي الله عنه)
واذكر حديث حصين بن المنـ***ـذر الثقة الرضى أعني أبا عمران اذ قال ربي في السماء لرغبتي*** ولرهبتي أدعوه كل أوان
فأقره الهادي البشير ولم يقل*** أنت المجسم قائل بمكان
الشيخ :" واذكر حديث حُصين بن المنـ *** ـذر الثقة الرضى أعني أبا عمران " عمران بن حصين معروف مشهور وأبوه حصين سأله النبي عليه الصلاة والسلام : ( كم إله تعبد ؟ قال : أعبُد ستة آلهة أو سبعة واحد في السماء وستة في الأرض قال : من تعد لرغبتك ورهبتك ؟ قال : الذي في السماء قال : فاعبُد الذي في السماء ) فأقره على قوله : ( في السماء ) " إذ قال ربي في السماء لرغبتي*** ولرهبتي أدعوه كلّ أوان فأقره الهادي البشير ولم يقل*** أنت المجسم قائلٌ بمكان " . وأهل التعطيل الذين ينكرون العلو يقولون من قال إن الله في السماء فهو مجسم .
حيزت بل جهيت بل شبهت بل*** جسمت لست بعارف الرحمن (هل يجوز إطلاق كلمة الحيز والجهة والجسم لله ومعنى التشبيه والتشبيه المطلق بين الخالق والمخلوق ولا قائل به)
الشيخ :" حيزت بل جهيت بل شبهت بل *** جسمت لست بعارف الرحمن " يعني هم يقولون فيمن قال إن الله تعالى في السماء حيزت أي جعلت الله تعالى في حيّز وهذا نقص في حق الله لأن الله وسع كرسيه السموات والأرض حيث، من حيز تحوزهُ المخلوقات فيقول هؤلاء مُحيزَة يعني قائلون إن الله إيش ؟ في حيز تحوزه المخلوقات نحن نقول لهم كلمة حيز لم ترد في القرآن ولا في السنة لا نفيا ولا إثباتاً فأنتم لا تلزموننا لا بنفيها ولا بإثباتِها ومع ذلك نحن نتنزل معكم ونقول : ماذا تريدون بالحيز الذي شوهتم به سُمعتنا هل تريدون بالحيز أن الله مُنحاز عن المخلوقات بائن منها فنحن نقول به ، هل تريدون بالحيز أن الله تعالى منحاز في المخلوقات يعني أنها تحوزه وتحيط به فنحن لا نقول به ، حينئذ نقول لنا نظران في الحيز أولا من جهة لفظه فالواجب علينا ألا نُثبته ولا ننفيه لأنه لم يرد إثباتُه ولا نفيه ثانيا : من جهة معناه فإن أردت أن الله في حيز يحوزُه فهذا قولٌ منكر ولا نقول به وإن أردت أن الله مُنحاز عن المخلوقات بائن منها ليس حالاً فيها فهذا حق طيب بل جَهّيت جَهّيت يعني قلت إن الله في جهة ويا ويل من قال إن الله في جهة مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( أين الله ) وأين يُستفهم بها عن المكان، لكن هم يقولون أي إنسان يثبت العلو لله فهو مُثبت للجهة نقول في الجهة كما قُلنا في الحيِّز تماماً بالنسبة للفظ يلا الطالب : نعم ، أنا الشيخ : لا هذا ، أنت . الطالب : بالنسبة للفظ إن أراد . الشيخ : بالنسبة للفظ ما فيه إن أراد ولا ما أراد وين أنت ؟ الطالب : موجود . الشيخ : هنا صحيح جسمُك موجود لكن قلبُك قل الصدق ونعفيك من الجواب الطالب : موجود ... الشيخ : ها قلبك في صدرك لكن الظاهر أنه يحوم بعيداً ويش تقول ؟ كيف ما تدري ؟ ها ها ما انتبهت طيب هذا صدَق أنت . الطالب : نقول أن اللفظ لم يرد في الكتاب والسنة ، لا ننفيه ولا نثبته . الشيخ : لا ننفيه ولا نُثبته ما نقول الله في جهة ولا في غير جهة هذا لا تلزمونا به لأن الله لم يُثبته لنفسه ولا نفاه عن نفسه ونحن في غِنى عنه عن الكلام فيه لكن تنزُلا معك نقول إن أردت جهة تحيط بالله فهذا مُنكر ولا نريده ولا نقول به وإن أردت أن الله في العلو فالعلو عدم يعني ما فيه شيء يحيط بالله ليس فوق العالم إلا إيش ؟ إلا الله ما فيه شيء يحاذي الله عز وجل فإذا أردت أن الله في جهة أي في العلو في جهة العلو الذي لا يحيط به شيء من مخلوقاته فهذا حقيقة نوافقك عليه هذا باعتبار إيش ؟ باعتبار المعنى أما في اللفظ يا إخواني فليس علينا بل وليس لنا أن نثبته أو ننفيه لأنه لم يرد إثباته ولا نفيه طيب " بل شبّهت " شبهت يقول إذا قلت إن الله في العلو فأنت مُشبه لأن العلو الذاتي لا يقوم إلا بجسم والأجسام متماثلة هنا نقول : لا نُوافقكم على هذا نحن لا ننفي التشبيه المطلق ولا نثبته لأن التشبيه المطلق لم يقل به أحد من الناس أبدا حتى الكفار ما يقولون به التشبيه المطلق معناه التساوي من كل وجه هذا لا أحد يقول به يعني لا أحد من الناس قال : إن الخالق مُشابه للمخلوق من كل وجه حتى المجوس الثنوية الذين يقولون إن للعالم خالقَين لا يقولون بتساويهما أي بتساوي هذين الخالقين المجوس إيش يقولون ؟ يقولون إن الخير يخلقُه النور والشر تخلقُه الظُّلمة لأن الشر عدم والظلمة عدم عدم نور، والنور وجود والشر وجود، الخير وجود لكن مع ذلك لا يقولون إن الظلمة والنور سواء لا يقولون هذا يقول بعضهم النور قديم والظُّلمة حادثة إذن لا تساوي النور لا شك أنه أمر مرغوب والظُّلمة مكروهة إذن لا تساوي، الظلمة ينتج الخير قصدي النور ينتج الخير والظلمة تُنتج الشر فلا يتساويان في آثارهما وتأثيرهما ، إذن لم يقل أحد من الخلق إن الخالق والمخلوق متشابهان من كل وجه تشابها مطلقا عرفتم ولا ؟ وإن أردتُم بالتشبيه الاشتراك في أصل المعنى فهذا حق فالخالق والمخلوق بينهما اشتراك في أصل المعنى في الصفات، الحياة في الأصل معنىً مشترك السمع في الأصل معنىً مشترك ، لكن فرق بين حياة الخالق وحياة المخلوق وفرق بين سمع الخالق وسمع المخلوق، حينئذٍ رميكم إيانا بالمشبهة غير مقبول هذه دعوى دعوى منكم .
الشيخ : يقول : أنت المجسم نعم " بل جسمت" جسمت يعني قلت إن الله جسم ، قلت أن الله جسم ، الذي يثبت لله صِفة يقول هو مجسم ، إذا قلت إن لله يدين قالوا هذا تجسيم ، لله وجه قال هذا مجسم هذا تجسيم ، فنقول لهم أولا : ليس لكم أن تُلزمونا بالقول بالجسم أو بنفيه لأنه لم يرد نفيا ولا إثباتا وليس علينا بل ولا لنا أن نثبت أو ننفي لكن في المعنى نقول ماذا تريدون بالجسم الذي شوهتمونا به ؟ هل تريدون أن نقول إن الله جِسم مشابه للأجسام يعني مركب من عظم وعصب ولحم ودم فهذا منكر ولا نقول به أو تريدون بأن الله جسم تريدون به أن الله تعالى موصوف بالصفات وقابلٌ للصفات فهذا إيش ؟ حق ولا غير حق ؟ الطالب : حق الشيخ : حق لا شك فهو سبحانه وتعالى موصوف بالصفات يستوي على العرش وينزل ويأخذ بيده عز وجل ويضحك وله وجه وله يد وله عينان هذا حق ونقول به وما الذي يضرنا ما الذي يضرنا من هذا ؟ فإذن هم والعياذ بالله يشوهون مذهب أهل السنة بمثل هذه الكلمات لأن الله تعالى لما أَرسل الرسُل جعل أعداءهم ينابذونهم بهذه الزخارف من القول ففي سورة الأنعام يقول الله عز وجل : (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضُهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ))(( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا )) من المجرمين ولاحظوا أن عدو الرسول عدو لأتباع الرسول والمشركون في عهد الرسول أعداء له وكذلك من خالفوا هديه إلى يومنا هذا هم أعداء لنا يقولون مثل ما قال الأولون طيب . يقول : " لست بعارف الرحمن " إذن من العارف على زعمهم ؟ هم العارفون هم الذين يعرفون الله وأنه لا يوصف بصفة كمال نعم هذا معرفتهم لربهم يعني لا يسمع ولا يُبصر ولا يتكلم ولا يُحب ولا يكره ولا يرضى هل الذي يصف الله بهذا النفي عارف لله ؟ أبداً والله هو أجل الخلق بالله لكن مشكل .
معنى قول الناظم: هذي مقالتهم لمن قد قال ما*** قد قاله حقا أبو عمران
فالله يأخذ حقه منهم ومن*** أتباعهم فالحق للرحمن
الشيخ : نعم يقول : " هذي مُقالتهم لمن قد قال ما *** قد قاله حقا أبو عمران " من أبو عمران ؟ حصين بن المنذر " فالله يأخذ حقه منهم ومن*** أتباعهم فالحق للرحمن " هذا يجوز أن يكون خبراً ويجوز أن يكون دعاء من المؤلف يعني يسأل الله أن يأخذ حقه من هؤلاء أو أنه يخبر بأن الله سوف يأخذ حقه منهم والمعنيان متلازمان .
(حديث الجارية)
واذكر شهادته لمن قد قا ***ل ربـي في السما بحقيقة الإيمان وشهادة العدل المعطل للذي*** قد قال ذا بحقيقة الكفران
واحكم بأيهما تشاء وإنني*** لأراك تقبل شاهد البطلان
إن كنت من أتباع جهم صـا***حب التعطيل والعدوان والبهتان
الشيخ :" واذكر شهادته لمن قد قا *** ل ربـي في السما بحقيقة الإيمان " ويعني بذلك ( الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم : أين الله ؟ قالت : في السماء فقال : أعتقها فإنها مؤمنة ) . " وشهادة العدل المعطل للذي *** قد قال ذا بحقيقة الكفران " الله المستعان النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) وعند المعطل الذي يقول إن الله في السماء يقول : لا تعتقه فإنه كافر نعم هؤلاء يشهدون بالكفر لمن أقر بأن الله في السماء، والنبي عليه الصلاة والسلام شهد بالإيمان لمن أقر بأن الله في السماء " واحكم بأيهما تشاء " بالإيمان ولا بالكفر ؟ هل تحكم على من قال إن الله في السماء بالإيمان ولا بالكفر ؟ الطالب : بالإيمان الشيخ : بالإيمان كما حكم الرسول عليه الصلاة والسلام " وإنني *** لأراك تقبل شاهد البطلان " متى تقبله ؟ " إن كنت من أتباع جهمٍ " الطالب : أخذناه الشيخ : لا لم نقرأ البيت " إن كنت من أتباع جهم صـا ***حب التعطيل والعدوان والبهتان " إذن سوف تقبل إيش ؟ من حكم على من قال بأن الله في السماء بماذا ؟ بالكُفر إذا كنت من أتباع جهم وبالإيمان إذا كُنت من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم نعم .
القراءة من قول الناظم:واذكر حديثا لابن اسحاق الرضى..إلى قوله. ذرع ولا كيل ولا ميزان
القارئ : " واذكر حديثاً لابن إسحاق الرضى *** ذاك الصدوق الحافظُ الرباني في قصة استسقائهم يستشفعو *** ن إلى الرسول بربه المنان فاستعظم المختار ذاك وقال شأ *** ن الله رب العرش أعظمُ شأن الله فوق العرش فوق سمائه *** سبحان ذي الملكوت والسلطان ولعرشِه منه أطيط مثل ما *** قد أط رحل الراكب العجلان لله ما لقي ابنُ إسحاق من *** الجهمي إذ يرميه بالعدوان ويظل يمدحُه إذا كان الذي *** يروي يوافق مذهب الطعّان كم قد رأينا منهم أمثال ذا *** فالحكم لله العليّ الشان هذا هو التطفيف لا التطفيف في *** ذرع ولا كيل ولا ميزان " .
(بيان حكم حديث ابن إسحاق وذكر حديثه في طلب الرجل استشفاع بالله على الرسول وبالرسول على الله وفيه إثبات العلو)
واذكر حديثا لابن إسحاق الرضى*** ذاك الصدوق الحافظ الرباني في قصة استسقائهم يستشفعو*** ن إلى الرسول بربه المنان
الشيخ : هذا أيضا أشار المؤلف إلى حديث رواه روي من طريق ابن إسحاق ووصف ابن القيم ابن إسحاق بأنه صدوق حافظ رباني، والمعروف أن ابن إسحاق رحمه الله من المدلسين وأنه إذا لم يصرح بالتحديث فحديثُه مدلّس ضعيف وإن صرح بالتحديث فاختلف العلماء فيه فمنهم من ضعفه ضعف الرجل وقال : إنه لا يُحتج به على أنه يحتجون به في التاريخ والأخبار ومنهم من قال : إن حديثَه حسن محتج به ومنهم من قال : بل هو ثقة إذا صرح بالتحديث فللعلماء فيه ثلاثةُ أقوال فيما إذا صرح بالتحديث ثقة مقبول حديثه حسن الثالث : ضعيف أما إذا لم يصرح بالتحديث فإنه رحمه الله ممن عُرف بالعنعنة ممن عرف بالتدليس والمدلس إذا عنعن يكون حديثه غير متصل ضعيف على كل حال هو أشار المؤلف إلى حديث أن رجلا جاء يستسقي بالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( إننا نستشفع بالله عليك وبك على الله ) ذكر الأعرابي جملتين نستشفع بالله عليك ، ونستشفع بك على الله ، الجملة الثانية صحيحة والجملة الأولى خطأ عظيم ولهذا سبح النبي عليه الصلاة والسلام جعل يسبح ( سبحان الله سبحان الله سبحان الله حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه فقال له : ويحك إن شأن الله أعظم من ذلك إنه لا يُستشفع بالله على أحد من خلقِه وإنه على عرشه وإن له أي العرش أطيطاً كأطيط الرحل ) الأطيط الصرير والرحل الشداد الذي يُشد على البعير فتجد البعير إذا كان محملا يكون للرحل نعم صرير يصرصر هذا الحديث ضعفه أكثر أهل العلم لكن ابن القيم رحمه الله صحّحه لعله لشواهده على كل حال نقول : إنه لا يجوز لأحد أن يقول إني أستشفع بالله عليك هذا لا يجوز لماذا ؟ لأن الشافع منزلته دون المشفوع إليه لأنه لو كان منزلته أعلى لكان يأمر ما يَشفع فإذا قلت أستشفع بالله عليك فقد جعلت مرتبة الله جل وعلا دون مرتبة المشفوع عنده وهذا شيء عظيم ولهذا قال الرسول : ( إنه لا يُستشفع بالله على أحد من خلقه ) لكن إذا قلت أستشفع بك على الله وكان حياً يقدر أن يدعو لك فهذا لا بأس به قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) يعني جعلهم شفعاء هذا مما يدل أيضاً على العلو .
معنى قول الناظم: فاستعظم المختار ذاك وقال شأ***ن الله رب العرش أعظم شأن
الله فوق العرش فوق سمائه*** سبحان ذي الملكوت والسلطان
ولعرشه منه أطيط مثل ما*** قد أط رحل الراكب العجلان
الشيخ : يقول : " فاستعظم المختار ذاك وقال شأ *** ن الله رب العرش أعظم شأن " استعظم إيش ؟ كونهم يستشفعون بالله إلى الرسول " الله فوق العرش فوق سمائه *** سبحان ذي الملكوت والسلطان ولعرشه منه أطيطٌ مثل ما *** قد أط رحل الراكب العجلان " .
معنى قول الناظم: لله ما لقي ابن إسحاق من الـ***ـجهمي اذ يرميه بالعدوان
ويظل يمدحه إذا كان الذي*** يروي يوافق مذهب الطعان
كم قد رأينا منهم أمثال ذا*** فالحكم لله العلي الشان
هذا هو التطفيف لا التطفيف في*** ذرع ولا كيل ولا ميزان
الشيخ : ثم قال : " لله ما لقي ابن إسحاق من الـ *** ـجهمي إذ يرميه بالعدوان ويظل يمدحه إذا كان الذي *** يروي يوافق مذهب الطعان " يقول إن ابن إسحاق إذا روى ما يخالف مذهب المعطل نعم رماه بالقَدح والسب والشتم وإذا روى ما يوافقه قال : هذا هو الرجل الثقة العدل الثّبت نعم لأنه يوافق هواه فيقول ابن القيم : " كم قد رأينا منهم أمثال ذا *** فالحكم لله العلي الشان هذا هو التطفيف لا التطفيف في *** ذرع ولا كيل ولا ميزان "(( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون )) فالذي لا يقبل الحق إلا إذا وافق هواه ويرده إذا خالف هواه هذا مُطَفف هذا أعظم من تطفيف الكيل والوزن والذرع نعم .
القراءة من قول الناظم: واذكر حديث نزوله نصف الدجى..إلى قوله..هذا وصححه بلا نكران
القارئ : " واذكر حديث نزوله نصف الدجى *** في ثلث ليل آخر أو ثان فنزول رب ليس فوق سمائه *** في العقل ممتنع وفي القرآن واذكر حديث الصادق ابن رواحةٍ *** في شأن جارية لدى الغشيان فيه الشهادةُ أن عرش الله فو *** ق الماء خارج هذه الأكوان واللهُ فوق العرش جل جلالُه *** سبحانه عن نفي ذي البهتان ذكر ابن عبد البر في استيعابه *** هذا وصححه بلا نكران " .
(ذكر حديث النزول وأنه لا ينزل إلا من علو وذكر الأقوال في مسألة خلو الله من العرش حين نزوله وبيان الراجح)
واذكر حديث نزوله نصف الدجى *** في ثلث ليل آخر أو ثان فنزول رب ليس فوق سمائه*** في العقل ممتنع وفي القرآن
الشيخ : هذان أيضاً حديثان ذكرهما المؤلف الأول حديث النزول إلى السماء الدنيا في نصف الليل والنزول عقلاً لا يكون إلا من أعلى لأنه لا يمكن أن يقال نزل إلا إذا كان عاليا يقول : " واذكر حديث نزوله نصفَ الدجى " يعني نصف الليل " في ثلث ليل آخر أو ثان فنزول ربٍ ليس فوق سمائه *** في العقل ممتنع وفي القرآن " نعم لا يمكن أن ينزل إلا من أعلى ولكن يجب أن نعلم أن نزول الله إلى السماء الدنيا لا يعني أنه يزول وصفه بالعلو فهو نازل عال عز وجل لأن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته ولكن هل يخلو منه العرش لأن الاستواء ليس صفة ذاتية أو لا يخلو منه العرش في هذا ثلاثة أقوال لأهل العلم فعندنا فقول يقول : يخلو منه العرش والقول الثاني يقول : لا يخلو منه العرش والثالث : التوقف فلدينا مسألتان المسألة الأولى : هل إذا نزل ينتفي عنه العلو ؟ الجواب لا، لا يمكن لأن العلو صفة ذات والصفة الذاتية لازمة لا ينفك الله عنها هل يخلو منه العرش ؟ لأن الاستواء على العرش صفة فعل يفعلها متى شاء نقول في المسألة ثلاثة أقوال للعلماء فمنهم من قال نعم يخلو منه العرش ومنهم من قال : لا، وهذا الثاني اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه لا يخلو منه العرش والله على كل شيء قدير يكون نازلاً إلى السماء الدنيا وهو على عرشه لأن الله لا يُشبهه شيء ومنهم من قال بل نتوقف أو نسكُت والصواب عندي أننا نسكت ولا نتكلم بهذا إطلاقا لأن هذا لو كان التفصيل فيه خير لكان الصحابة أول من يسأل الرسول عليه الصلاة والسلام فالصواب أن نسكت عن هذا ونعرض عنه طيب يقول : " واذكر حديث الصادق ابن رواحةِ *** في شأن جارية لدى الغشيان فيه الشهادة أن عرش الله فو *** ق الماء خارج هذه " .