تتمة الكلام حول فضل الصحابة وذم من سبهم
ولأجله سل البغاة سيوفهم*** ظنا بأنهم ذوو إحسان (تعريف البغاة وحكم الخروج على الحاكم وضوابطه وأسبابه)
" ولأجله سلّ البغاة سيوفهم *** ظنا بأنهم ذوو إحسان "
البغاة الخارجون على الأئمة سلوا سيوفهم ظنوا أنهم محسنون فيأتي الإنسان يقول هذا الخليفة يشرب الخمر فيقول الثاني : الله أكبر إنه لكافر فيقول الثالث : جهّز السيف ويقول الرابع : انفروا خفافا وثقالا فيخرجون على الإمام بمثل هذا التأويل والإمام الذي يشرب الخمر والذي يزني والذي يعاقر النساء هل يكون كافرا ؟ أبدا لا يكون كافرا لكنه فاسق لا شك ولكنه لا يجوز أن يخرج عليه لأن النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا ، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله بُرهان ) شوف الشروط ثلاثة : تروا كفراً بواحا عندكم فيه من الله برهان فالظن لا يكفي حتى ترى بعينك كفرا بواحا صريحا، اللي فيه احتمال فيه كفر أو فسق لا يُبيح الخروج عليه بواحا بمقتضى ظنك أو بمقتضى الدليل الشرعي ؟
الطالب : الدليل الشرعي
الشيخ : الدليل الشرعي عندكم فيه من الله برهان قال العلماء : " البرهان هو الدليل القاطع " فالمسألة عظيمة جدا ثم الخروج أيضا مع تمام الشروط المجيزة له لا بد من شرط رابع وهو أنه يزول هذا الشيء بالخروج وإذا كان لا يزول بل يزيد حرُم الخروج لا لعدم وجود المبيح له ولكن لعدم الجدوى منه لو خرج عشرة من الناس بعد أن رأوا كفرا بواحا عندهم فيه من الله بُرهانا وخرج عشرة على الدولة على دولة كل واحد واحد معه سكين والثاني سيف والثالث مخلب والرابع عصا والخامس حجر وهكذا وقالوا نخرج على دولة عندها دبابات وقنابل وصواريخ ماذا يكون خروجهم ؟ يكون خروجُهم جنونا لا يحل لهم لا بشرع ولا بعقل فلا بد من تهيئة يكون بها زوال هذا المنكر الذي رأينا أنه كُفر بواح عندنا فيه من الله برهان أما أن يخرج طائفة ثم تطحن ثم يطحن من وراءها من هو خير فلا شك أن هذا سفه وضرر ولهذا أنكر الإمام أبو حنيفة رحمه الله مثل هذا وقال إنهم يخرجون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال نعم لكن ما يفعلون أكبر مما يخرجون من أجلِه فالحاصل أن التأويل هو كل بلية هو الذي جعل البغاة يخرجون على مَن ؟ على الأئمة حتى حصلت الشرور والفتن .
قال :
" ولأجله سلّ البغاة سيوفهم *** ظنا بأنهمُ ذوو إحسان "
ولكنهم والله ذوو إساءة على أنفسهم وعلى غيرهم .
2 - ولأجله سل البغاة سيوفهم*** ظنا بأنهم ذوو إحسان (تعريف البغاة وحكم الخروج على الحاكم وضوابطه وأسبابه) أستمع حفظ
(نفي المعتزلة للصفات) ولأجله قد قال أهل الإعتزا***ل مقالة هدت قوى الإيمان ولأجله قالوا بأن كلامه*** سبحانه خلق من الأكوان
" ولأجله قد قال أهل الاعتزا *** ل مقالة هدّت قوى الإيمان "
ما الذي قالوا ؟ قالوا إن الله سبحانه وتعالى لا يتكلم وإن الله لا يحب ولا يرضى فأنكروا المحبة وأنكروا الكلام وأنكروا كل الصفات لأنهم يدَّعون أن إثباتها يستلزم التمثيل أو التجسيم أو الإشراك على خلاف بينهم نعم
" ولأجلِه قد قال أهل الاعتزا *** ل مقالة هدّت قوى الإيمان
ولأجله قالوا بأن كلامه *** سُبحانه خلق من الأكوان " .
3 - (نفي المعتزلة للصفات) ولأجله قد قال أهل الإعتزا***ل مقالة هدت قوى الإيمان ولأجله قالوا بأن كلامه*** سبحانه خلق من الأكوان أستمع حفظ
ولأجله قد كذبت بقضائه*** شبه المجوس العابدي النيران (نفي القدرية علم الله بأفعال العبد وذكر أقسام القدرية في علم الله ومشيئته وبيان مشابهة القدرية للمجوس)
وهم القدرية كذبوا بقضاء الله القدرية طائفة من الأمة ينتسبون للأمة يقولون إن الله سبحانه وتعالى لا علاقة له بفعل العبد ولا يدري عن العبد إلا إذا فعل العبد انتبه يقولون إن الله لا يدري عن العبد إطلاقا ولا له تصرف فيه ولا يعلم عن فعله إلا إذا فعله ، شوف فأنكروا العلم وأنكروا الكتابة وأنكروا المشيئة وأنكروا الخلق وهذا رأي غلاتهم أما المقتصدون منهم فقالوا إن الله يعلم ولكنه لا يقدر يعلم أن العبد يبي يفعل ولكن ما يقدر يغير لأن فعل العبد بمشيئة من ؟ بمشيئة العبد ما لله فيه علاقة أيهم خير هؤلاء ولا الغلاة ؟
الطالب : كلهم شر
الشيخ : طيب كلهم شر في الحقيقة الغلاة قالوا لا يعلم ولا يشأ ولا يخلق ما له دخل ولا يدري عن العبد إلا إذا علم مثلما أنا لا أدري عنك إلا إذا شفت الشيء أمامي والذي استقر رأيهم عليه قالوا إنه يعلم لكن لا يشاء ولا يخلق يعلم أن العبد يفعل كذا لكن ما يقدر يغير لأن فعل العبد ليس إيش ؟ ليس بمشيئة الله، على كل حال هؤلاء القدرية يقول المؤلف إنهم شبه المجوس كيف كانوا شبه المجوس ما وجه المشابهة ؟ المجوس يقولون إن الكون له خالقان اثنان فكل ما يحدُث فيه فهو إما من خلق النور وإما من خلق الظلمة ، كلما يحدث في الكون فهو إما من الظلمة وإما من النور إن كان خيرا فهو من النور إن كان شراً فهو من الظلمة فجعلوا للخلق خالقَين هؤلاء القدرية جعلوا للحوادث خالقَين حوادث من فعل الله كإنزال المطر وإنبات الأرض والإحياء والإماتة وحوادِث من فعل العبد فالأولى تختص بالله والثانية تختص بالعبد إذن للحوادث خالقان طيب ولهذا قال :
" شبه المجوس العابدي النيران " .
4 - ولأجله قد كذبت بقضائه*** شبه المجوس العابدي النيران (نفي القدرية علم الله بأفعال العبد وذكر أقسام القدرية في علم الله ومشيئته وبيان مشابهة القدرية للمجوس) أستمع حفظ
(تخليد الخوارج والمعتزلة لمرتكب الكبائر في النار ونفي الشفاعة عنهم) ولأجله قد خلدوا أهل الكبا***ئر في الجحيم كعابدي الأوثان ولأجله قد أنكروا لشفاعة الـ***ـمختار فيهم غاية النكران
الله أكبر ، من هؤلاء ؟
الطالب : الخوارج
الشيخ : المعتزلة والخوارج كلاهما يُخلد أهل الكبائر في الجحيم كما يُخلّد عابد الأوثان رجل زنى ولكن لم يتب من الزنى في نفسِه أنه لو حصلت له امرأة ثانية زنى بها ومات قبل أن يتوب، ورجل مشرك بالله منذ ميَّز حتى مات عند الخوارج والمعتزلة كلاهما مُخلد في النار كعابد الأوثان نعم يقول :
" ولأجله قد خلدوا أهل الكبا *** ئر في الجحيم كعابدي الأوثان
ولأجله قد أنكروا لشفاعة الـ *** ـمختار فيهم غاية النكران "
نعم هم يقولون إن أهل الكبائر ما فيهم شفاعة كما أن أهل الإشراك ليس فيهم شفاعة بناءً على أن أهل الكبائر مخلدون في النار والمخلد في النار لا تنفع فيه الشفاعة وهذا واضح .
5 - (تخليد الخوارج والمعتزلة لمرتكب الكبائر في النار ونفي الشفاعة عنهم) ولأجله قد خلدوا أهل الكبا***ئر في الجحيم كعابدي الأوثان ولأجله قد أنكروا لشفاعة الـ***ـمختار فيهم غاية النكران أستمع حفظ
ولأجله ضرب الإمام بسوطهم*** صديق أهل السنة الشيباني (فتنة الإمام أحمد في القرآن وبيان الفرق بين العالم وغيره في الإكراه)
من ؟ الإمام أحمد ضُرب بالسّوط لأنه أصر على قول الحق أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وهم يَضربونه بالسياط حتى يُغشى يجر بالبغلة في السوق ويُضرب حتى يُغمى عليه ليقول إن القرآن مخلوق ولكنه أصر قال : " القرآن منزل غير مخلوق افعلوا ما شئتم " نعم وهذا كما قال السحرة لفرعون إيش قالوا ؟ (( اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا )) وهكذا مقام أهل الحق لاسيما في هذا المقام الضنك لأن الإمام أحمد لو قال القرآن مخلوق ولو بالتأويل انقلبت الأمة كلُّها معتزلة جهمية فمقامُه هنا ليس من باب مقام الإكراه يعني لو قال قائل ليش ما تأول أو قال والمكره ليس عليه ذنب نقول لا هذا مقام جهاد ففرق بين شخص يُكره على أن يسجد لصنم ولكن لا يقتدي به الناس هذا له أن يَفعل ما أكره عليه إذا كان قلبه مطمئن بالإيمان وببين شخص يكون إماماً هذا لا يجوز أن يفعل ما أكره عليه وانتبهوا لهذا الفرق لأن هذا الإمام إذا فعل ما أُكره عليه من الكفر ماذا يكون ؟ سيتبعه الناس ويكفرون فمقامه مقام جهاد لكن شخص عادي قيل له اسجد للصنم فسجد ولا يهتم به أحد بل الناس ينكرون عليه أنه سجد هذا نقول إذا سجد دفعا للإكراه فإنه لا حرج عليه ويكون معذوراً ما دام قلبُه مطمئناً بالإيمان طيب .
6 - ولأجله ضرب الإمام بسوطهم*** صديق أهل السنة الشيباني (فتنة الإمام أحمد في القرآن وبيان الفرق بين العالم وغيره في الإكراه) أستمع حفظ
(عقيدة الجهمية في علو الله عز وجل وبيان أقسامهم فيها والرد عليهم)ولأجله قد قال جهم ليس رب الـ*** ـعرش خارج هذه الأكوان كلا ولا فوق السموات العلى*** والعرش من رب ولا رحمن ما فوقها رب يطاع جباهنا*** تهوى له بسجود ذي خضعان
كلا ولا فوق السموات العلى *** والعرش من رب ولا رحمن
ما فوقَها رب يطاع جباهنا *** تهوى له بسجود ذي خضعان "
جهم بن صفوان إمامُ الجهمية يقول : إن الله ليس فوق العرش وليس فوق السموات وما فوق السموات من رب وين الله ؟ انقسموا إلى قسمين الجهمية قسم قالوا إن الله بذاته في كل مكان في المسجد في السوق في البَر في كل مكان لا تقل فوق السموات
قسم آخر : قالوا إن الله سبحانه وتعالى ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا داخل ولا خارج ولا متصل ولا منفصل نعم وين راح ؟ غير موجود فأولئك والعياذ بالله جعلوه في كل مكان وهؤلاء أخلوا منه كل مكان طيب .
نعم تدرون التأويل هذا ويش التأويل عند الجهمية ؟ يقولون لو قلنا إن الله فوق لزم أن يكون في جهة فيكون محدوداً ويكون جِسما ويكون في حيز وما أشبه ذلك ونقول لهم كما سبق نرد عليهم بأن كل هذا ليس بلازم بالنسبة لعلو الله إلا ما كان لائقاً به عز وجل .
7 - (عقيدة الجهمية في علو الله عز وجل وبيان أقسامهم فيها والرد عليهم)ولأجله قد قال جهم ليس رب الـ*** ـعرش خارج هذه الأكوان كلا ولا فوق السموات العلى*** والعرش من رب ولا رحمن ما فوقها رب يطاع جباهنا*** تهوى له بسجود ذي خضعان أستمع حفظ
ولأجله جحدت صفات كماله*** والعرش أخلوه من الرحمن (سبب تأويل الصفات)
صفات الكمال أُنكرت بماذا ؟ بالتأويل لماذا ؟ قالوا لأننا لو أثبتنا صفة لزم أن يكون جسما والأجسام متماثلة وقال بعضهم : لو أثبتنا صفة قديمة لزم تعدد القدماء وهذا أعظم من شرك النصارى النصارى جعلوا الآلهة وأنت إذا أثبت لله صفة قديمة جعلته آلاف مثلاً إذا أثبت لله سمعا قديما وبصرا قديما وقدرة قديمة وحياة قديمة وقوة قديمة وعزة قديمة كم صار ؟ ستة وهاك كل ما زدت صفة زدت ربا فيقولون هذا شرك إذن يجب أن ننكر كل صفة ننكر كل صفة فصار لأجل هذا التأويل أنكروا صفات الكمال .
(إنكار الجهمية لأفعال الله) ولأجله أفنى الجحيم وجنة الـ***ـمأوى مقالة كاذب فتان ولأجله قالوا الإله معطل*** أزلا بغير نهاية وزمان
لأجل التأويل أفنى الجحيم وأفنى جنة المأوى هؤلاء الجهمية يقولون إن أفعال الله ليس لها استمرار أزلي ولا أبدي ولهذا قال بعدها :
ولأجله قد قال ليس لفعله من غاية ل
على كل حال هم يقولون : إن الله سبحانه وتعالى ليس له فعل مستمر لا أزلا ولا أبدا وعلى هذا فالنار تفنى والجنة تفنى ومر علينا أظن فيما سبق أنهم يقولون بفناء الجنة وفناء النار وبعضهم قال تفنى الحركات دون الذوات حتى إن الإنسان إذا كان يريد أن يأكل ثمرة من الجنة وأخذ الثمرة ليوصلها إلى فمه وجاء وقت الفناء ها بقي هكذا يده في هذه الثمرة إلى متى ؟ أبد الآبدين نسأل الله العافية عقول غريبة على كل حال هم يقولون بفناء الجنة والنار تأويلاً باطلاً .
9 - (إنكار الجهمية لأفعال الله) ولأجله أفنى الجحيم وجنة الـ***ـمأوى مقالة كاذب فتان ولأجله قالوا الإله معطل*** أزلا بغير نهاية وزمان أستمع حفظ
ولأجله قد قال ليس لفعله*** من غاية هي حكمة الديان (إنكار الجهمية لحكمة الله)
هذا أيضا من مذهب جهم إنكار الحِكمة يقول إن أفعال الله غير معللة ما لها حِكمة يفعل هكذا ليس لها غاية فيه كذا هداية الله ليش ؟ لأنك لو جعلت لأفعاله حكمة صيرته يفعل لغرض والذي يفعل لغرض ناقص لأنه لا يكمل إلا بهذا الغرض ولهذا من قواعدهم الفاسدة : " إن الله منزه عن الأعراض والأبعاض والأغراض " كلمة مسجوعة حلوة في لفظها لكنها مرة في معناها منزه عن الأعراض يعني عن الصفات ، والأبعاض يعني عن اليدين والوجه والعين ، والأغراض عن الحكمة ليس لفعله حِكمة فأهدروا جميع ما يدل عليه اسم الحكيم حكيم بِلا
طيب وأنكروا كل ما جعله الله سببا لأن الأسباب من العلل أنكروها أنكروا هذا كله والقرآن مملوء بإثبات الحكمة لله لكن هم يقولون يفعل بغير حكمة لمجرد المشيئة نسأل الله العافية أظن انتهى الوقت .
أجمعين نُكمل على الكلام على ما قاله ابن القيم رحمه الله في جِناية التأويل قال :
" ولأجله قد قال ليس لفعله *** من غاية " قرأنا هذا .
ولأجله قد كذبوا بنزوله*** نحو السماء بنصف ليل ثان (إنكار الجهمية نزول الله إلى السماء الدنيا في آخر الليل)
ولأجله أي لأجل التأويل كذبوا بنزول الله تعالى إلى السماء الدنيا في النصف الثاني من الليل فقالوا إن معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا ) ينزل أمرُ ربِنا أو رحمةُ ربنا أو ملكُ ربنا وقد سبق الجواب على هذا التأويل، التحريف في الحقيقة .
11 - ولأجله قد كذبوا بنزوله*** نحو السماء بنصف ليل ثان (إنكار الجهمية نزول الله إلى السماء الدنيا في آخر الليل) أستمع حفظ
( عقيدة الكلابية والأشاعرة في القرآن الكريم وأنه عبارة أو حكاية والرد على بيت الأخطل في ذلك) ولأجله زعموا الكتاب عبارة*** وحكاية عن ذلك القرآن ما عندنا شيء سوى المخلوق والـ***ـقرآن لم يسمع من الرحمن ماذا كلام الله قط حقيقة*** لكن مجاز ويح ذا البهتان
ما عندنا شيء سوى المخلوق والـ *** ـقرآنُ لم يسمع من الرحمن "
لأجله زعموا أن القرآن عبارة وحكاية عن كلام الله وهؤلاء هم الكلابية والأشعرية قالوا إن كلام الله لا يسمع وليس بحروف لكنه هو المعنى القائم بنفسه وأن الله سبحانه وتعالى خلق أصواتاً تُسمع عبارة عن هذا الكلام أو حكاية عن هذا الكلام ولهذا قال المؤلف :
" ماذا كلامَ الله قط حقيقة *** لكن مجاز ويح ذا البهتان "
هذه كلمة توجع ووعيد لهذا البهتان الذي ذهب إليه هؤلاء هم إذا جعلوا الكلام عبارة عن المعنى القائم بالنفس فهل يُسمى المعنى القائم بالنفس هل يسمى كلاما أبدا وقول القائل :
" إن الكلام لفي الفؤاد *** وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
" يقولون إن القائل لهذا البيت الأخطل النصراني المشهور وبعضهم أنكر أن يكون قاله لأنه لم يوجد في ديوانِه وأياً كان فإنه لا حجة فيه لأن معنى قوله : إن الكلام لفي الفؤاد يعني أن الكلام الرصين الذي يُعتبر ما كان خارجا من القلب وأما الكلام الهذيان فهو الذي يكون على اللسان فالكلام الرصين الحقيقي المفيد هو الذي يخرج من القلب فالإنسان يُقدر أولاً بقلبه ثم ينطق بلسانه لكن لا يمكن أن يقال إنه متكلم حتى ينطق باللسان .
12 - ( عقيدة الكلابية والأشاعرة في القرآن الكريم وأنه عبارة أو حكاية والرد على بيت الأخطل في ذلك) ولأجله زعموا الكتاب عبارة*** وحكاية عن ذلك القرآن ما عندنا شيء سوى المخلوق والـ***ـقرآن لم يسمع من الرحمن ماذا كلام الله قط حقيقة*** لكن مجاز ويح ذا البهتان أستمع حفظ
(ثبات أحمد بن نصر على القول بأن القرآن ليس بمخلوق حتى قتل) ولأجله قتل ابن نصر أحمد*** ذاك الخزاعي العظيم الشان إذ قال ذا القرآن نفس كلامه*** ما ذاك مخلوق من الأكوان
إذ قال ذا القرآن نفسُ كلامه *** ما ذاك مخلوق من الأكوان "
هذا أحمد بن نصر رحمه الله هو الرجل الثاني الذي وقف أمام المحنة في عهد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فإن هذين الرجلين أصرا على أن يقولا إن القرآن كلام الله غير مخلوق فقُتل أحمد بن نصر رحمه الله وأما الإمام أحمد فنجى .
13 - (ثبات أحمد بن نصر على القول بأن القرآن ليس بمخلوق حتى قتل) ولأجله قتل ابن نصر أحمد*** ذاك الخزاعي العظيم الشان إذ قال ذا القرآن نفس كلامه*** ما ذاك مخلوق من الأكوان أستمع حفظ
(بيان عقيدة ابن سينا في الله وعلمه ورسله وفي البعث) وهو الذي جر ابن سينا والآلى*** قالوا مقالته على الكفران فتأولوا خلق السموات العلى*** وحدوثها بحقيقة الإمكان وتأولوا علم الإله وقوله*** وصفاته بالسلب والبطلان وتأولوا البعث الذي جاءت به*** رسل الإله لهذه الأبدان بفراقها لعناصر قد ركبت*** حتى تعود بسيطة الأركان
ابن سينا والأُلى الذين قالوا مقالته على الكفران
" فتأولوا خلق السموات العلى *** وحدوثَها بحقيقة الإمكان "
نعم ، ابن سينا وشيعتُه من الفلاسفة قالوا إنه ليس هناك خالق ومخلوق وأن خلق السموات معناها إمكان حدوثها هذا معنى خلقها وأنها وُجدت ووجودها دليل على الإمكان أما أن يكون هناك خالق فلا وتأولوا الخلق بمعنى إمكان الحدوث
" وتأولوا عِلم الإله وقولَه *** وصفاته بالسلب والبطلان "
قالوا إن الله سبحانه ليس له صفة هي وجودية بل كل صفاته سلبية حتى قالوا لا يصح أن تقول بأن الله موجود هذا غير صحيح لأنه لا يجوز أن يُثبت لله صفة وجودية بل كل صفاته سلبية ومع هذا أيضا يقولون إنه تخييل لا حقيقة له لكن الرسُل جاؤوا بهذا التخييل من أجل أن يستقيم الناس على ما أريد منهم وإلا ما فيه رب ولا صفات رب ولا جنة ولا نار ولا يوم آخر وإنما الرسل صَورت هذا تصويرا قصصيا من أجل أن يستقيم الناس على ما طَلبت منهم الرسل
" وتأولوا البعث الذي جاءت به *** رسل الإله لهذه الأبدان
بفراقها لعناصرٍ قد ركبت *** حتى تعود بسيطة الأركان "
البعث الذي هو إخراج الناس من قبورهم لرب العالمين إحياءهم بعد الموت ، قالوا ليس هذا المراد بالبعث المراد بالبعث بعث الروح من عالم المادة إلى عالم الروح أي أنها تخرج من عناصر المادة من البدن إلى عالم الأرواح والحقيقة أن هذا تحريف ليس بعده تحريف لأننا إذا قلنا أن هذا هو البعث فحقيقته أن هذا هو الموت أن تفارق الروح البدن تفارق العنصر المادي إلى عنصر الأرواح الغيبي هذا ليس ببعث هذا حقيقتُه أنه الموت لكن بتحريفهم زعموا أن هذا هو البعث وأنكروا أن يكون هناك بعث للأبدان قالوا الأبدان تفنى وتذهب ولا يمكن أن تُبعث مرة أخرى .
14 - (بيان عقيدة ابن سينا في الله وعلمه ورسله وفي البعث) وهو الذي جر ابن سينا والآلى*** قالوا مقالته على الكفران فتأولوا خلق السموات العلى*** وحدوثها بحقيقة الإمكان وتأولوا علم الإله وقوله*** وصفاته بالسلب والبطلان وتأولوا البعث الذي جاءت به*** رسل الإله لهذه الأبدان بفراقها لعناصر قد ركبت*** حتى تعود بسيطة الأركان أستمع حفظ
(الكلام على القرامطة وبدعهم وتقسيم الدين إلى ظاهر وباطن وتأويل المعاني سواء الأمور العقدية أو العملية) وهو الذي جر القرامطة الألى*** يتأولون شرائع الإيمان فتأولوا العملي مثل تأول العـ***ـلمي عندكم بلا فرقان
" وهو الذي جر القرامطة الألى *** يتأولون شرائع الإيمان "
القرامطة أصلُهم شيعة روافض لكن تطورت والعياذ بالله بدعتهم حتى قالوا : إن للإسلام ظاهرا وباطنا الظاهر ما نعرفه من الصلاة والزكاة والصيام والحج وهذا لا يُؤمر به إلا العامة ولا يقوم به إلا العامة، فالأنبياء عوام وتابعوهم على هذا الدين الظاهر عوام والدين الحقيقي هو الدين الباطني ولهذا يسمون الباطنية وهذا الدين الباطني لا يُؤمر به إلا خواص الناس وهم أولياؤُه ولهذا تأولوا حتى الدين أو حتى الشريعة العملية تأولوها كما تأوّل هؤلاء الشريعة العلمية في صفات الله وغيرها تأولوها حرفوها هؤلاء حرفوا حتى الأمور العملية ، قالوا الصلاة ليست هي ذات الركوع والسجود ، الصلاة معرفة أسرار القوم، الصيام الإمساك عن الطعام والشراب والمفطرات لا هذا صوم مَن ؟ العوام أما صوم الخواص فهو كتمان أسرارهم ولهذا لا يبوحون بأسرارِهم أسرار مذهبهم إلا بعد أن يترقى الإنسان عشر مراتب معروفة عندهم يعني يُرَحلونه مرحلة مرحلة حتى يصل إلى الغاية طيب الحج الحج قالوا إنه زيارة أوليائهم بدل ما تزور الكعبة لا، هذا حج العوام حج الخواص أن تذهب إلى الولي الفلاني حياً كان أو ميتا وتقصده هذا هو الحج ، الزكاة ليست بذل المال للفقراء والمساكين والعاملين عليها إلى آخره ولكنها بذل المال في تنمية مذاهبهم والبناء على قبور أوليائهم وما أشبه ذلك .
" فتأولوا العملي مثل تأول العـ ِ*** ـلمي عندكم بلا فرقان "
ما هو العلمي ؟ ما يتعلق بالعقائد والعملي ما يتعلق بالجوارح بأعمال الجوارح الباطنية القرامطة تأولوا الأمرين جميعا هم في مذهبهم العلمي كمذهب الفلاسفة تماماً يقولون كل اليوم الآخر وأسماء الله وصفات الله بل والله عز وجل كله تخييل العَملي هم زادوا على ذلك قالوا العملي أيضا تخييل للعوام فقط دون الخواص .
15 - (الكلام على القرامطة وبدعهم وتقسيم الدين إلى ظاهر وباطن وتأويل المعاني سواء الأمور العقدية أو العملية) وهو الذي جر القرامطة الألى*** يتأولون شرائع الإيمان فتأولوا العملي مثل تأول العـ***ـلمي عندكم بلا فرقان أستمع حفظ
(الكلام على نصير الدين الطوسي وبيان عقيدته وما جرى في وقتهم من محن بسببهم) وهو الذي جر النصير وحزبه*** حتى أتوا بعساكر الكفران فجرى على الإسلام أعظم محنة*** وخمارها فينا إلى ذا الآن
النصير هو نصير الدين الطوسي عليه من الله ما يستحق هذا الرجل رافضي استبطنه الخليفة وجعله من بطانته فخانَه أعظم خيانة وقاد التتار إلى دخول بغداد فدخل التتار بغداد وقتلوا الخليفة وقتلوا أمماً لا يحصيها إلى الله من العلماء والعباد والزهاد وغيرها حتى إن ابن الأثير رحمه الله لما أراد أن يتكلم على محنتهم قال : " إنني كنت أقدم رجلا وأؤخر أخرى أن أذكر تاريخهم " لأنه تاريخ والعياذ بالله عظيم فظيع شنيع لكن نظراً لأن التاريخ لا بُد أن يُذكر ذكرتُ محنتهم وكان يقول من محنتهم أن العشرة منهم أو الخمسة أو الرجلان أو الثلاثة يدخلون الزقاق السوق ويدقون البيوت ويخرجون الرجال ويأتون بحجر بل بحجرين ويقولون للرجل ضع رأسك على هذا الحجر ويقولون لأخيه اضرب رأس أخيك بالحجر الثاني ويفعل ذلك يفعل ذلك لا يدافعون على أنفسهم يعني أنزل الله في قلوبهم الرعب ويُخرجون المرأة وهي حامل فيبقرون بطنها ويخرجون ولدها يتحرك أمامها ثم يقتلونه نسأل الله العافية يعني نسأل الله العافية إذا رأيت ما جرى تقول سبحان الله الحليم الذي لا يؤاخذ عباده بما صنعوا فهم يقول ابن القيم :
" فجرى على الإسلام أعظم محنة *** وخمارها فينا إلى ذا الآن "
يعني جرى على الإسلام مِحنة عظيمة سقطت به الدولة العباسية وخمارها فينا يعني ما زالت هذه الفتنة إلى وقت ابن القيم في القرن الثامن وهي كانت في سنة ست مئة وخمسين يعني قبل مئة سنة وما زالت آثارُها ثم قال :
" وجميع ما في الكون من بدعٍ وأحـ *** ـداث تخالف موجَب القرآن
فأساسُها التأويل ذو البطلان لا *** تأويلُ أهل العلم والإيمان "
إذن عرفنا الآن أن أساس البلاء في الإسلام هو التأويل لا في الأمور العلمية ولا في الأمور العملية حتى في مسائل الفقه الذين يخالفون الأقوال الصحيحة التي دلت عليها النصوص إنما خالفوها من أجل التأويل يؤولون النصوص فيخالفون مراد الشارح نعم إلى هنا . وجميع ما في الكون ابدأ .
16 - (الكلام على نصير الدين الطوسي وبيان عقيدته وما جرى في وقتهم من محن بسببهم) وهو الذي جر النصير وحزبه*** حتى أتوا بعساكر الكفران فجرى على الإسلام أعظم محنة*** وخمارها فينا إلى ذا الآن أستمع حفظ
القراءة من قول الناظم: وجميع ما في الكون من بدع..إلى آخر الفصل
الشيخ : موجَب
القارئ : " وجميع ما في الكون من بِدع وأحـ *** ـداث تخالف موجَب القرآن
فأساسُها التأويل ذو البطلان لا *** تأويلُ أهل العلم والإيمان
إذ ذاك تفسير المراد وكشفُه *** وبيان معناه إلى الأذهان
قد كان أعلم خلقِه بكلامه *** صلى عليه الله كل أوان
يتأولُ القرآن عند ركوعه *** وسجوده تأويل ذي برهان
هذا الذي قالته أم المؤمنـ *** ـين حكاية عنه لها بلسان
فانظر إلى التأويل ما تعني به *** خير النساء وأفقه النسوان
أتظنها تعني به صَرفا عن ال *** معنى القوي لغير ذي الرجحان
وانظر إلى التأويل حينَ يقـ *** ـول علمه لعبد الله في القرآن " .
الشيخ : الظاهر أنها علِّمه ويش عندك أنت ؟ ... الظاهر علّمه لأن الرسول قال : ( اللهم فقهه في الدين وعلّمه التأويل ) نعم .
الطالب : مشَكّلة عندنا .
الشيخ : مشكّلة إيش ؟
الطالب : علَّمه
الشيخ : علِّمه إي . تختلف النسخ على كل حال الظاهر أنها علِّمه .
القارئ : " وانظر إلى التأويل حين يقـ *** ـول علّمه لعبد الله في القرآن
ماذا أراد به سوى تفسيرِه *** وظهور معناه له ببيان"
يقولُ ابنِ عباس
الشيخ : قولُ
القارئ : قولُ ابنَ عباسٍ
الشيخ : ابنِ
القارئ : " قولُ ابنِ عباسٍ هو التأويل لا *** تأويلُ جهمي أخي بهتان
وحقيقةُ التأويلِ معناه الرجو *** ع إلى الحقيقة لا إلى البطلان
وكذاك تأويل المنام حقيقةُ الـ *** ـمَرئي لا التحريف بالبهتان
وكذاك تأويلُ الذي قد أخبرت *** رسل الإله به من الإيمان
نفس الحقيقةِ إذ تشاهدها لدى *** يوم المعاد برؤية وعيان"
الطالب : ... لا خُلف
الشيخ : لا خُلفَ بيجي بعده
القارئ : " لا خُلف بين أئمة التفسير في *** هذا وذلك واضح البرهان
هذا كلامُ الله ثم رسولِه *** وأئمة التفسير للقرآن
تأويله هو عندهم تفسيره *** بالظاهر المفهوم للأذهان
ما قال منهم قط شخص واحد *** تأويله صرف عن الرحجان
كلا ولا نفي الحقيقة لا ولا *** عزل النصوص عن اليقين فذان
تأويل أهل الباطل المردود عنـ *** ـد أئمة العرفان والإيمان
وهو الذي لا شك في بطلانه *** والله يقضي فيه بالبطلان
فجعلتمُ للفظ معنى غير *** معناه لديهم باصطلاح ثان
وحملتمُ لفظ الكتاب عليه حتى *** جاءكم من ذاك محذوران
كَذِبٌ على الألفاظ مع كذبٍ على *** من قالها كذبان مقبوحان
وتلاهما أمران أقبح منهما *** جَحْد الهدى وشهادةُ البهتان
إذ يشهدون الزور أن مراده *** غير الحقيقة وهي ذو بطلان " .
(الفرق بين التأويل الصحيح والتأويل الفاسد وبيان إطلاق التأويل في كلام السلف على التأويل الصحيح ومعناه التفسير) وجميع ما في الكون من بدع وأ***حداث تخالف موجب القرآن فأساسها التأويل ذو البطلان لا*** تأويل أهل العلم والإيمان اذ ذاك تفسير المراد وكشفه*** وبيان معناه إلى الأذهان
" لا تأويل أهل العلم والإيمان
إذ ذاك تفسير المراد وكشفه *** وبيان معناه إلى الأذهان "
هذا التاويل بمعنى التفسير لأن التأويل الذي ذكرنا أنه أصل البلاء هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح هذا هو التحريف هذا هو التاويل الذي أبطله ابن القيم وحقيقةُ أمره أنه تحريف هناك تأويل بمعنى التفسير وهو كشف المعنى وإيضاحُه وبيانه هذا التأويل صحيح ولهذا قال :
" إذ ذاك تفسير المراد وكشفه *** وبيان معناه إلى الأذهان "
وهذا يستعملُه العلماء أهل العلم والإيمان فمثلاً يقول ابن جرير وهو إمام المفسرين بالأثر يقول عندما يتكلم على تفسير الآية : " القول في تأويل قوله تعالى " كذا وكذا القول في تأويل يعني في تفسير وسمي التفسير تأويلا لأنه بيان لما يؤول إليه اللفظ فإن تفسير اللفظ بمعناه بيان لما يؤول إليه وأصل التأويل مأخوذ من الأَوْل وهو الرجوع .
18 - (الفرق بين التأويل الصحيح والتأويل الفاسد وبيان إطلاق التأويل في كلام السلف على التأويل الصحيح ومعناه التفسير) وجميع ما في الكون من بدع وأ***حداث تخالف موجب القرآن فأساسها التأويل ذو البطلان لا*** تأويل أهل العلم والإيمان اذ ذاك تفسير المراد وكشفه*** وبيان معناه إلى الأذهان أستمع حفظ
(ورود لفظ التأويل عن الصحابة ومعناه وأن التأويل يكون بمعنى التفسير والعمل بالفعل) قد كان أعلم خلقه بكلامه*** صلى عليه الله كل أوان يتأول القرآن عند ركوعه*** وسجوده تأويل ذي برهان هذا الذي قالته أم المؤمنـ***ـين حكاية عنه لها بلسان
" قد كان أعلمُ خلقه بكلامه *** صلى عليه الله كل أوان "
آمين ، محمد صلى الله عليه وسلم هو أعلم الخلق بكلام الله لا شك في هذا
" يتأول القرآن عند ركوعه *** وسجودِه تأويل ذي برهان "
فإنه عليه الصلاة والسلام لما نزل قول الله تعالى : (( إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيتَ الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره * إنه كان توابا )) عَرف عليه الصلاة والسلام أن هذا دُنو أجله وأن الله أمره أن يختم عمره بهذا الدعاء سبح بحمد ربك واستغفره، فكان يُكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي تقول عائشة رضي الله عنها
" يتأول القرآن عند ركوعه *** وسجوده تأويل ذي برهان " أي ذي علم ودليل
" هذا الذي قالته أم المؤمنـ *** ـين حكايةً عنه لها بلسان "
ماذا قالت ؟ لما قالت : ( كان يُكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ) قالت : ( يتأول القرآن ) ماذا تعني به ؟ ماذا تعني بالتأويل هنا؟ هل تعني أنه يصرف القرآن عن ظاهره إلى معنى يخالف الظاهر ؟ لا يتأول القرآن يعمل به لأن حقيقةَ المأمور ومآلَه العمل به فمثلاً : إذا أمر الله بشيء فَلنا فيه تأويلان :
التأويل الأول : تفسيره والتأويل الثاني : فِعله والعمل به فقول عائشة : ( يتأول القرآن ) ليس معناه يُفسره ، يُفسر معنى سبح بحمد ربك واستغفره، لكن المعنى يعمل به والعمل بالشيء بالمأمور به يُعتبر تأويلا لأنه إظهار للمأمور به حتى يكون مشاهداً، كما أن تأويل الخبر إذا وقع يُسمى تأويلا لأنه ظهور للمُخبُر به أو للمُخبَر عنه حتى يُشاهَد ويُرى
فالحاصل يا إخواني أن التأويل يراد به التفسير ويراد به عين المؤول فإن كان مأموراً به فتأويله فعل المأمور به إذا كان مُخبرا عنه فتأويله وقوع المُخبَر عنه حتى يُشاهد ويرى طيب .
19 - (ورود لفظ التأويل عن الصحابة ومعناه وأن التأويل يكون بمعنى التفسير والعمل بالفعل) قد كان أعلم خلقه بكلامه*** صلى عليه الله كل أوان يتأول القرآن عند ركوعه*** وسجوده تأويل ذي برهان هذا الذي قالته أم المؤمنـ***ـين حكاية عنه لها بلسان أستمع حفظ
(بيان مسألة من هي أفضل النساء) فانظر إلى التأويل ما تعني به*** خير النساء وافقه النسوان أتظنها تعني به صرفا عن الـ***معنى القوي لغير ذي الرجحان
" فانظر إلى التأويل ما تعني به *** خيرُ النساء وافقه النسوان "
أما كون عائشة أفقه النسوان فهذا أمر يعرفُه من عرف حالها وأنها تُعتبر فقيهة النساء رضي الله عنها أما كونها خير النساء فهذا من الأمور المختلف فيها عند أهل السنة فمنهم من قال إن خير النساء عائشة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كمُل من الرجال كثير وكمل من النساء آسيا امرأة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) قالوا فذكر أنه كَمُل من النساء فلانة وفلانة وفلانة وفضل عائشة على النساء وهذا عام كفضل الثريد على سائر الطعام وكأن ابن القيم في هذا الكلام يذهب هذا المذهب ولكن مر علينا في العقيدة أن الصحيح أن عائشة لها مزية وخديجة لها مزية وفاطمة لها مزية ومريم لها مزية كل واحدة من الأخرى خيرٌ من الأُخرى من وجه آخر
" أتظنها تعني به صرفاً عن الـ *** معنى القوي لغير ذي الرجحان "
الجواب : لا، لا تريد به أي بالتأويل صرف اللفظ عن المعنى القوي يعني الظاهر للمعنى الذي ليس براجح ، للمعنى الذي ليس براجح ، ولهذا قال : " لغير ذي الرجحان " .
20 - (بيان مسألة من هي أفضل النساء) فانظر إلى التأويل ما تعني به*** خير النساء وافقه النسوان أتظنها تعني به صرفا عن الـ***معنى القوي لغير ذي الرجحان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: وانظر إلى التأويل حين يقـول علـ*** ـمه لعبد الله في القرآن ماذا أراد به سوى تفسيره*** وظهور معناه له ببيان قول ابن عباس هو التأويل لا*** تأويل جهمي أخي بهتان
من القائل ؟ الرسول عليه الصلاة والسلام قال لعبد الله بن عباس : ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ) يعني التفسير
" ماذا أراد به سوى تفسيره *** وظهور معناه له ببيان
قول ابن عباس هو التأويل "
يعني هو التأويل حقيقة التفسير
" لا *** تأويلُ جهمي أخي بهتان "
الجهمي ماذا يعني بالتأويل ؟
الطالب : التحريف
الشيخ : التحريف لكن ما معناه عنده؟ صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يرى أنه صارف يرى الجهمي وغيرُه من أهل التحريف أن هذا الدليل صارف والدليل الصارف عندهم هو العقل كما مرّ علينا كثيراً .
21 - معنى قول الناظم: وانظر إلى التأويل حين يقـول علـ*** ـمه لعبد الله في القرآن ماذا أراد به سوى تفسيره*** وظهور معناه له ببيان قول ابن عباس هو التأويل لا*** تأويل جهمي أخي بهتان أستمع حفظ
وحقيقة التأويل معناه الرجو***ع إلى الحقيقة لا إلى البطلان (حقيقة التأويل)
" وحقيقة التأويل معناه الرجو ***ع إلى الحقيقة لا إلى البطلان "
أما الجهمي وغيرُه فحقيقة التأويل عنهم هو الرجوع إلى المعنى الباطل الذي يخالفُ ظاهر اللفظ
" وكذاك تأويل المنام حقيقة الـ *** ـمرئي لا التحريف بالبهتان "
تأويل المنام لما رَفع يوسف أبويه على العرش وخروا له سجدا ماذا قال ؟ قال : هذا.