معنى قول الناظم: وكذاك تأويل المنام حقيقة الـ***ـمرئي لا التحريف بالبهتان وكذاك تأويل الذي قد أخبرت*** رسل الإله به من الإيمان نفس الحقيقة اذ تشاهدها لدي*** يوم المعاد برؤية وعيان
" وكذاك تأويلُ المنام حقيقة الـ *** ـمرئي لا التحريفُ بالبهتان "
تأويل المنام لما رفع يوسف أبويه على العرش وخروا له سُجدا ماذا قال ؟ قال : (( هذا تأويل رُؤياي من قبل )) معنى هذا تأويلها أي هذا وُقوعها وقوع هذه الرؤيا لأن الرؤيا التي كان رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين هذه رؤيا تصوير فقط لما وقع الأمر ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا قال هذا تأويل أي وقوع ما رآه في مَنامه مُشاهدا يقول :
" وكذاك تأويل الذي قد أخبرت *** رسُل الإله به من الإيمان
نفس الحقيقة إذ تشاهدها لدى *** يومِ المعاد برؤيةٍ وعيان "
الرسل عليهم الصلاة والسلام أخبرت بما يكون يوم القيامة نعم فمتى تأويله الذي هو قوع هذا المخبر به ؟ يوم القيامة كما قال الله تعالى : (( هل ينظرون إلا تأويلَه يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسُل ربنا بالحق )) نسوه من قبل يعني تركوه ليس النسيان الذي هو الذهول عن الشيء المعلوم بل المراد نسوه أي تركوه (( فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نُرد فنعمل غير الذي كنا نعمل )) قال الله تعالى : (( قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون )) . طيب
"نفسُ الحقيقة إذ تشاهدها لدى *** يوم المعاد برؤية وعيان".
1 - معنى قول الناظم: وكذاك تأويل المنام حقيقة الـ***ـمرئي لا التحريف بالبهتان وكذاك تأويل الذي قد أخبرت*** رسل الإله به من الإيمان نفس الحقيقة اذ تشاهدها لدي*** يوم المعاد برؤية وعيان أستمع حفظ
(بيان مسألة من هي أفضل النساء) لا خلف بين أئمة التفسير في*** هذا وذلك واضح البرهان هذا كلام الله ثم رسوله*** وأئمة التفسير للقرآن تأويله هو عندهم تفسيره*** بالظاهر المفهوم للأذهان
هذا كلام الله ثم رسوله *** وأئمة التفسير للقرآن
تأويله هو عندهم تفسيره *** بالظاهر المفهوم للأذهان
ما قال منهم قطُّ شخص واحد*** تأويله صرفٌ عن الرحجان ".
من الذي قال أن التأويل صرفٌ عن الرجحان ؟
الطالب : الجهمية
الشيخ : الجهمية وأهل البدع
2 - (بيان مسألة من هي أفضل النساء) لا خلف بين أئمة التفسير في*** هذا وذلك واضح البرهان هذا كلام الله ثم رسوله*** وأئمة التفسير للقرآن تأويله هو عندهم تفسيره*** بالظاهر المفهوم للأذهان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: ما قال منهم قط شخص واحد*** تأويله صرف عن الرحجان كلا ولا نفي الحقيقة لا ولا*** عزل النصوص عن اليقين فذان تأويل أهل الباطل المردود عنـ***ـد أئمة العرفان والإيمان وهو الذي لا شك في بطلانه*** والله يقضي فيه بالبطلان
" ما قال منهم قط شخص واحد *** تأويلُه صرف عن الرحجان
كلا ولا نفي الحقيقة " يعني ما قال منهم شخص قط إن التأويل نفي الحقيقة
" لا ولا *** عزل النصوص عن اليقين فذان
تأويل أهل الباطل "
أهل الباطل عزلوا النصوص عن اليقين وقالوا إن دلالتها على المعنى لا تفيد اليقين وإذا لم تُفد اليقين فلنا الحق في تأويلها وصرفِها عن ظاهرها وهذه مكابرة لأن في النصوص ما يفيد اليقين قطعاً فاستواء الله على العرش أي علوه عليه تدل عليه النصوص يقينا أو لا ؟ لأنه في سبعة مواضع ذُكر في القرآن ما فيه موضع واحد قال الله فيه إنه استولى على العرش أبداً، في كل المواضع استوى على العرش بهذا اللفظ نعم أو استوى نعم أو الرحمن على العرش استوى مثلا قال : فذان
" تأويل أهل الباطل المردود عنـ *** ـد أئمة العرفان والإيمان
وهو الذي لا شك في بطلانه*** والله يقضي فيه بالبطلان "
الجملة الأخيرة "والله يقضي" ظاهر أنها دُعائية أن ابن القيم رحمه الله سأل الله أن يقضي ببُطلان هذا التأويل حتى لا يغتر الناس به
" فجعلتم للفظ معنى غير معـ *** ـناه لديهم باصطلاح ثان "
لدى من ؟ لدى أئمة العرفان باصطلاح ثان
" وحملتم لفظ الكتاب عليه حتى *** جاءكم من ذاك محذوران "
المحذور الأول :
" كذبٌ على الألفاظ " حيث قالوا إنها تدل على كذا وكذبٌ على من قالها حيث قالوا إن مرادَه كذا فعندنا الآن في تأويل أهل التحريف محذوران الأول : الكذِب على الألفاظ مثلا: (( وجاء ربك )) ظاهر اللفظ إيش ؟
الطالب : جاء هو بنفسه
الشيخ : جاء هو بنفسه لكن هم قالوا جاء أمر ربك فكذبوا على اللفظ وقالوا المراد به جاء أمر ربك وكذبوا على من تكلم بهذا اللفظ من هو ؟
الطالب : الله
الشيخ : الله فقالوا إن الله أراد بقوله : (( وجاء ربك )) .
3 - معنى قول الناظم: ما قال منهم قط شخص واحد*** تأويله صرف عن الرحجان كلا ولا نفي الحقيقة لا ولا*** عزل النصوص عن اليقين فذان تأويل أهل الباطل المردود عنـ***ـد أئمة العرفان والإيمان وهو الذي لا شك في بطلانه*** والله يقضي فيه بالبطلان أستمع حفظ
(بيان محظور تأويل أهل الباطل) فجعلتم للفظ معنى غير معـ*** ـناه لديهم باصطلاح ثان وحملتم لفظ الكتاب عليه حتى*** جاءكم من ذاك محذوران كذب على الألفاظ مع كذب على*** من قالها كذبان مقبوحان وتلاهما أمران أقبح منهما*** جحد الهدى وشهادة البهتان إذ يشهدون الزور أن مراده*** غير الحقيقة وهي ذو بطلان
" كذبان مقبوحان
وتَلاهما أمران أقبح منهما *** جَحْد الهدى وشهادة البهتان "
صحيح ترتب على هذا أنهم جَحدوا الحق وأشادوا بإيش ؟ بالباطل فقالوا مثلاً : (( استوى على العرش )) ليس معناه علا فجحدوا الحق وأشادوا بالمعنى الباطل وهو استولى ونحن الآن نبين هذه المحاذير الأربعة ، استوى على العرش ما ظاهر اللفظ ؟
الطالب : الاستواء
الشيخ : أنه استوى استواءً حقيقيا على العرش هم قالوا المراد باستوى على العرش استولى فكذبوا على إيش ؟ على اللفظ ثم إن الله أراد بقوله : (( استوى على العرش )) الاستواء الحقيقي العلو عليه وهم قالوا إن الله لم يُرد ذلك ولكن أراد الاستيلاء فكذبوا على مَن ؟
الطالب : على الله
الشيخ : على الله هذه اثنين ، ثالثا الذي تلا هذين الأمرين كذّبوا بالحق الذي هو الاستواء على العرش وجحدوه ثم أثبتوا معنىً باطلاً وهو الاستيلاء فكذبوا بالحق وأشادوا بالباطل ولهذا قال :
" وتلاهما أمران أقبح منهما *** جَحْدُ الهدى وشهادة البهتان "
أي شهدوا بأنه استولى ولم يستوِ
" إذ يشهدون الزورَ أن مراده *** غير الحقيقة وهي ذو بطلان "
يعني يرَون أن الحقيقة باطلة وأن المراد سواها نسأل الله السلامة والهداية .
الطالب : ...
لا الليلة ما في ... .
4 - (بيان محظور تأويل أهل الباطل) فجعلتم للفظ معنى غير معـ*** ـناه لديهم باصطلاح ثان وحملتم لفظ الكتاب عليه حتى*** جاءكم من ذاك محذوران كذب على الألفاظ مع كذب على*** من قالها كذبان مقبوحان وتلاهما أمران أقبح منهما*** جحد الهدى وشهادة البهتان إذ يشهدون الزور أن مراده*** غير الحقيقة وهي ذو بطلان أستمع حفظ
سؤال: هل يقول ابن القيم بفناء النار
الشيخ : إي لكن ذكر بأن القول بفناء الجنة والنار قولٌ كاذب .
السائل : ... .
الشيخ : نقول يحتمل أن ابن القيم رحمه الله أراد مجموع أراد مجموع الحُكمين على الجنة والنار أنه كذب لا أنه أراد أن يحكم على كل واحد بانفراده فيكون الكَذِب هنا منصب على إيش ؟ على مجموع الحكمين في النار وفي الجنة فليس صريحا في هذا ويحتمل أنه كان يرى هذا ثم تغير رأيه العلماء المجتهدين تتغير آراؤهم نعم .
السائل : قوله صريح ... بأن النار تفنى .
الشيخ : على كل حال ظاهر كلامه في كتبه يميل إلى هذا وليس بصريح .
القراءة من قول الناظم: فصل فيما يلزم مدعي التأويل لتصحيح دعواه
" فصل : فيما يلزم مدعي التأويل تصحيح دعواهى"
الشيخ : ايش
القارئ : فيما يلزم المدعي التأويل تصحيح دعواه
الشيخ : لتصحيح
القارئ : " وعليكمُ في ذا وظائف أربع *** والله ليس لكم بهن يدان
منها دليل صارف للفظ عن *** موضوعه الأصلي بالبرهان
إذ مُدعي نفس الحقيقة مدعٍ *** للأصل لم يحتج إلى برهان
فإذا استقام لكم دليلُ الصرف يا *** هيهات طولبتم بأمر ثان
وهو احتمالُ اللفظ للمعنى الذي *** قلتم هو المقصود بالتبيان
فإذا أتيتم ذاك طولبتم بأمر *** ثالث من بعد هذا الثان
إذ قلتمُ إن المراد كذا فما *** ذا دلّكم أتخرص الكهان "
الشيخ : دلَّكم بالفتح
القارئ : " إذ قلتمُ إن المراد كذا فما *** ذا دلّكم أتخرُّص الكهان
هب أنه لم يقصد الموضوع لكـ *** ـن قد يكون القصد معنى ثان
غير الذي عينتموه وقد يكو *** ن اللفظ مقصوداً بدون معان
كتعبد وتلاوةٍ ويكون ذا *** ك القصدُ أنفعَ وهو ذو إمكان
من قصد تحريف لها يُسْمى بتأ *** ويلٍ مع الإتعاب للأذهان
واللهِ ما القصدان في حدٍ سوا *** في حكمةٍ المتكلمِ المنان
بل حكمةُ الرحمن تُبطل قصـ *** ـدَه التحريف حاشا حكمةُ الرحمن
وكذاك تُبطل قصدَه إنزالها *** "
الشيخ : ...
القارئ : " بل حكمةُ الرحمن تُبطلُ قصـ *** ـدَه التحريفَ حاشا حكمةُ الرحمن
وكذاك تُبطل قصده إنزالها *** مِن غير معنى واضحِ التبيان
وهما طريقا فرقتين كلاهما *** عن مقصد القرآن منحرفان " .
(الرد على من صرف اللفظ عن ظاهره يلزمه أربع أمور وذكر الأمر الأول وهو الدليل الصارف ) وعليكم في ذا وظائف أربع***والله ليس لكم بهن يدان منها دليل صارف للفظ عن*** موضوعه الأصلي بالبرهان اذ مدعي نفس الحقيقة مدع*** للأصل لم يحتج إلى برهان
هذا الفصل فصل عظيم جدا وذلك أن كل من ادعى التأويل الذي هو صرفُ اللفظ عن ظاهره إلى معنىً مرجوح فلا بُد أن يأتي بأمور أربعة انتبهوا لها الأمر الأول : قال :
" وعليكمُ في ذا وظائف أربعٌ *** والله ليس لكم بهن يدان "
يدان بمعنى قدرة منها : يعني وهو الأول
" دليلٌ صارف للفظ عن *** موضوعِه الأصلي بالبرهان "
يعني لا بد أن يأتي من ادعى التأويل بدليل صارف عن المعنى الأصلي عرفت لا بُد أن يأتي بدليل هذا الدليل إما من القرآن أو السنة أو الإجماع أو العقل الصريح فإذا أتى بدليل صارف لا بُد من شيء آخر قال : فإن قال هذا الذي طالبناه بالدليل الذي صرف اللفظ عن ظاهره وقُلنا له : هات الدليل على أنه مصروف عن ظاهره لو أنه قَلب علينا ذلك وقال : أنتم الذين تأتون بالدليل فبماذا نجيبه ؟ قال المؤلف في الجواب عنه :
" إذ مُدعي نفسِ الحقيقة مدعٍ *** للأصلِ لم يحتج إلى برهان "
نقول نحن ما صرفناه عن ظاهره حتى تطالبَنا بالدليل .
7 - (الرد على من صرف اللفظ عن ظاهره يلزمه أربع أمور وذكر الأمر الأول وهو الدليل الصارف ) وعليكم في ذا وظائف أربع***والله ليس لكم بهن يدان منها دليل صارف للفظ عن*** موضوعه الأصلي بالبرهان اذ مدعي نفس الحقيقة مدع*** للأصل لم يحتج إلى برهان أستمع حفظ
(ذكر الأمر الثاني وهو احتمال المعنى لما ذكروه من التأويل) فإذا استقام لكم دليل الصرف يا*** هيهات طولبتم بأمر ثان وهو احتمال اللفظ للمعنى الذي*** قلتم هو المقصود بالتبيان
يعني ما أبعده ، ما أبعدَ أن تأتوا بدليل بين يدل على صرف اللفظ عن ظاهره لكن على فرض أن يستقيم لكم " طولبتم بأمر ثان
وهو احتمال اللفظ للمعنى الذي *** قلتم هو المقصود بالتبيان "
لا بُد أن يأتوا بدليل على أن المعنى يحتمل ما ذكروه فإن كان لا يحتمل لم يقبل منهم، عرفتم؟ فمثلا : هل يمكن أن يحتمل قول الله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) أن يحتمل معنى استولى ها لماذا ؟
الطالب : لا
الشيخ : لأنه يلزم عليه لوازم باطلة تمنع أن يكون اللفظُ محتملاً لهذا المعنى فإذن لا بُد إذا قالوا عندنا دليل يصرف اللفظ عن ظاهره قُلنا نريد دليل آخر وهو احتمال اللفظ لهذا المعنى الذي قلتم لأنه قد تدعون معنى لا يحتمله اللفظ فلا يُقبل منهم .
8 - (ذكر الأمر الثاني وهو احتمال المعنى لما ذكروه من التأويل) فإذا استقام لكم دليل الصرف يا*** هيهات طولبتم بأمر ثان وهو احتمال اللفظ للمعنى الذي*** قلتم هو المقصود بالتبيان أستمع حفظ
(ذكر الأمر الثالث وهو هل يتعين ما ذكروه معنى لهذا اللفظ أم يحتمل معاني أخرى) فإذا أتيتم ذاك طولبتم بأمر*** ثالث قلتم هو المقصود بالتبيان فإذا أتيتم ذاك طولبتم بأمـ***ـر ثالث من بعد هذا الثاني إذ قلتم إن المراد كذا فما*** ذا دلكم أتخرص الكهان هب أنه لم يقصد الموضوع لكـ***ـن قد يكون القصد معنى ثان غير الذي عينتموه وقد يكو***ن اللفظ مقصودا بدون معان كتعبد وتلاوة ويكون ذا***ك القصد أنفع وهو ذو إمكان من قصد تحريف لها يسمى بتأ***ويل مع الإتعاب للأذهان
" طولبتم بأمـ *** ـر ثالث من بعد هذا الثاني
إذ قلتمُ إن المراد كذا فما *** ذا دلّكم أتخرّص الكهان "
إذا أتوا بدليل على أن اللفظ يحتمل ما ذكروه نقول نريد منكم دليلاً آخر وهو : هل يتعين ما ذكرتموه معنى لهذا اللفظ؟ قد لا يتعين قد يكون اللفظ محتملا إيش ؟ لمعنى آخر غير الذي عينتموه ما دُمتم صرفتموهم عن ظاهره وقُلتم أن المراد كذا نقول هذا الذي عينتم يحتمل أن المراد غيره ولهذا قال رحمه الله :
" إذ قلتم إن المراد كذا فما *** ذا دلكم " ما الذي دلكم أن المراد ما قلتم " أتخرصُ الكهان " وهذا الاستفهام للإنكار
" هب أنه لم يقصد الموضوع " وهو الحقيقة " لكـ *** ـن قد يكون القصد معنى ثان
غير الذي عينتموه وقد يكو *** ن اللفظ مقصوداً بدونِ معان "
إذن رد المؤلف عليهم إذا عينوا المعنى بأنه يحتمل أن يكون المرادُ معنى آخر، كذا؟ ويحتمل ألا يراد معنىً لهذا اللفظ لا المعنى الذي قلتم ولا المعنى الآخر إذن ما المراد باللفظ ؟ يقول :
" كتعبد وتلاوة ويكون ذا *** ك القصد أنفعَ وهو ذو إمكان
من قصد تحريف لها "
فصار رحمه الله يقول : إذا عينوا معنىً طالبناهم بإيش ؟ بالدليل على تعيينه تعيين هذا المعنى الذي ذكر ليش ؟ لاحتمال أن يكون المراد معنى آخر ولاحتمال أن يكون هذا اللفظ لا يراد به معنى وإنما نزل لمجرد اللفظ فإذا قال قائل : ما الفائدة من اللفظ ؟ يقول إيش ؟
كتعبُد وهذا في القرآن وتلاوة "ويكون ذاك القصد أنفع" أنفع من إيش ؟ مما عينوه من المعنى المخالف للظاهر "وهو ذو إمكان" طيب
" من قصد تحريف لها يُسْمى بتأ *** ويل مع الإتعاب للأذهان "
إذن كوننا نقرأ هذه الألفاظ ولا نتعرض لمعناها خير من كوننا نُحرفها عن ظاهرها مع إتعاب الأذهان لأن كونها مجردة عن المعنى لمجرد التعبد للتلاوة أولى من كونها محرفة نُتعب أذهاننا ونأتي بالأدلة الدالة على التجوُّز إلى هذا المعنى وما أشبه ذلك .
9 - (ذكر الأمر الثالث وهو هل يتعين ما ذكروه معنى لهذا اللفظ أم يحتمل معاني أخرى) فإذا أتيتم ذاك طولبتم بأمر*** ثالث قلتم هو المقصود بالتبيان فإذا أتيتم ذاك طولبتم بأمـ***ـر ثالث من بعد هذا الثاني إذ قلتم إن المراد كذا فما*** ذا دلكم أتخرص الكهان هب أنه لم يقصد الموضوع لكـ***ـن قد يكون القصد معنى ثان غير الذي عينتموه وقد يكو***ن اللفظ مقصودا بدون معان كتعبد وتلاوة ويكون ذا***ك القصد أنفع وهو ذو إمكان من قصد تحريف لها يسمى بتأ***ويل مع الإتعاب للأذهان أستمع حفظ
(تنزيه كلام الله من غير المعاني والرد على من قال إن مذهب السلف التفويض وقسموه إلى مؤولة ومفوضة وبيان خطر المفوضة) والله ما القصدان في حد سوا*** في حكمة المتكلم المنان بل حكمة الرحمن تبطل قصـده الـ***ـتحريف حاشا حكمة الرحمن وكذاك تبطل قصده إنزالها*** من غير معنى واضح التبيان وهما طريقا فرقتين كلاهما*** عن مقصد القرآن منحرفان
" واللهِ ما القصدان في حد سَوا *** في حكمة المتكلم المنان "
ما المراد بالقصدين ؟ المراد التحريف الذي هو خلاف الظاهر أو كونُها ليس لها معنى أيهما أولى أن ينزل الله عليه كتاباً نتعبد بتلاوته دون أن نتعرض لمعناه أو كتابا يريد منا أن نحرفه عن ظاهره وأن نتعب أذهاننا في تحريفِه والمعنى الذي نُعينه ؟
الطالب : الأول
الشيخ : الأول لا شك، لأن الأول ما عندنا تعب وإنما نسلم الأمر إلى الله ولكن يقول :
" بل حكمة الرحمن تبطل قصـده الـ ***ـ تحريف حاشا حكمة الرحمن "
يعني تنزيها لها وليس هذا من باب الاستثناء حتى نقول إنها تُجر بل الرحمن هُنا فاعل طيب
" وكذاك تبطل قصده إنزالها *** من غير معنى واضح التبيان "
يعني أن حكمة الله تأبى أن يريد بكلامه خلاف الظاهر كما زعمتم وتأبى أن يكون كلامُه ليس له معنى كما قدّرنا نحن ، حطوا بالكم يا جماعة
إذن ابن القيم رحمه الله رد القولين جميعاً ما هما ؟ أن يقصد باللفظ مجرد اللفظ من أجل التعبد بالتلاوة فقط أو أن يُقصد به معنى يخالف الظاهر لأن الله لم ينزل علينا قرآنا لمجرد أن نقرأه فقط بل أنزل علينا قرآناً لفهم معناه وتدبره واعتقاد موجبِه ولهذا قال :
"بل حكمةُ الرحمن تبطل قصـدَه الــتحريف "
ما هو التحريف الذي عناه ؟ تأويل هؤلاء للكلام عن ظاهره
" وكذاك تُبطل قصده إنزالها *** من غير معنى واضحِ التبيان
وهما طريقا فرقتين كلاهما *** عن مقصد القرآن منحرفان "
الله أكبر وهما يعني التحريف والتفويض تفويض المعنى أي القول بأن الله أنزل هذا القرآن من غير معنى هما طريقا فِرقتين كلاهما منحرفتان عن طريق القرآن المفوضة وإيش؟ والمؤوِّلة وقد ادعى كثير من المتأخرين الذين لا يعرفون مذهب السلف حقيقة ادعى أن مذهب السلف هو التفويض أي أننا نَقرأ ولا نتكلم عن المعنى وقال هذا هو مذهب السلف وقال إن مذهب أهل السنة ينقسم إلى قسمين -انتبه- مذهب أهل السنة ينقسم إلى قسمين تفويض وتأويل ولكنه أخطأ في ذلك نقول إن مَذهب أهل السنة لا هذا ولا هذا فأهل السنة يثبتون المعنى ويقولون حاش لله أن يُنزل علينا قرآناً ليس له معنى لمجرد التلاوة لأن هذا شبه عبث ولكنه أنزل علينا قرآنا ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب فلا بد من فهم معناه وإن خَفي على بعض الناس فإن الراسخون في العلم يعلمونه فهؤلاء الذين قَسَّموا مذهب أهل السنة إلى قسمين نقول أخطأتم أولاً: في جعلكم المؤوِّلة من أهل السنة فإن المؤوِّلة خالفوا السنة في تأويلهم ، والثاني: جعلكم التفويض من مذهب أهل السنة فإن أهل السنة بريئون من ذلك حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال : " إن مذهب أهل التفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " شوف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد وقال: " إنه هو الذي فتح الباب للفلاسفة والمناطقة الذين أنكروا المعاني وأنكروا اليوم الآخر" لأن هؤلاء الفلاسفة قالوا إذا كنتم أنتم يا أهل السنة لا تعرفون معاني القرآن وإنما تقرؤونه تعبداً لتلاوته فأنتم بمنزلة العجائز والأُميين ونحن أصحابُ الميدان الذين نعرف معاني ما أنزل الله ولو بالتأويل فلهذا فتح هؤلاء المفوِّضة الباب لأهل التأويل حتى لأهل للفلاسفة وشبههم
10 - (تنزيه كلام الله من غير المعاني والرد على من قال إن مذهب السلف التفويض وقسموه إلى مؤولة ومفوضة وبيان خطر المفوضة) والله ما القصدان في حد سوا*** في حكمة المتكلم المنان بل حكمة الرحمن تبطل قصـده الـ***ـتحريف حاشا حكمة الرحمن وكذاك تبطل قصده إنزالها*** من غير معنى واضح التبيان وهما طريقا فرقتين كلاهما*** عن مقصد القرآن منحرفان أستمع حفظ
بيان خطأ عبارة أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم
وهذه العبارة وصف شيخ الإسلام من قالها بالغباوة فقال رحمه الله : " قال بعض الأغبياء طريقةُ السلف أسلم وطريقةُ الخلف أعلم وأحكم " ولا شك أن هذه عبارة كذب ومتناقضة أما كونها متناقضة فلأنه إذا كان طريقة السلف أسلم لزم أن تكون أعلم وأحكم لأننا لا نَعلم سلامة إلا بعلم وحكمة، بعلم بمعرفة أسباب السلامة وحكمة في سلوك هذه الأسباب
وثانيا : كيف تكون طريقةُ الخلف أعلم وأحكم وهم الذين حرفوا الكلم عن مواضعه وكيف تكون طريق السلف أعلم من طريق النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وخلفائِه الراشدين وكيف تكون أعلم وهذه أقوال السلف كلها طافحة متظافرة ظاهرة في إثبات المعنى .
معنى قول السلف في الصفات أمروها كما جاءت بلا كيف
بيان الأمر الرابع في الرد على من صرف اللفظ عن ظاهره وذكر المثال وهو لفظ القرية
الطالب : الفصل الثاني
الشيخ : ماذا؟، لم يذكر إلا ثلاثة
الطالب : ...
الطالب : الشرح دعنا منه الكلام على المتن الرابع : أن يُثبتوا أن اللفظ يحتمل المعنى الذي عينوه في سياقه في السياق المعين لأن احتمال اللفظ للمعنى على سبيل الإطلاق لا يعني أنه يحتمله في كل سياق فلا بُد أن يُثبتوا دليلاً على أن المعنى الذي عينوه صالح في هذا السياق المعين لأن احتمال اللفظ للمعنى على سبيل الإطلاق لا يستلزم أن يحتملَه في كل سياق أليس كذلك ؟ فقد يكون في السياق ما يمنع المعنى الذي يحتمله اللفظ في غير هذا السياق وهذا كثير في القرآن والسنة ألفاظ لها معاني لكنها لا تصلُح للمعاني المطلقة في هذا السياق المعين فمثلاً إذا قالوا إن استوى يمكن أن تأتي بمعنى استولى نقول لكن نحتاج إلى دليل يدل على أنها تحتمله في هذا السياق المعين دعنا من كونها تحتمله على سبيل الإطلاق هذا قد نُقر به لكن لا بد أن تقيموا دليلا على احتمالها لهذا المعنى في هذا السياق المعين وأضرِب لكم مثلا القرية تُطلق على المساكن وعلى الساكن صح ؟ لكنها في موضع لا تصلح للساكن وفي موضع لا تصلح للمساكن ففي قوله تعالى : (( وكم من قرية أهلكناها وهي ظالمة )) هل تصلح القرية هنا للمساكن ؟
الطالب : لا
الشيخ : ليش ؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنها لا تظلم ولا تهلك ، الذي يهلك أهلها كما قال تعالى في قوم هود (( فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم )) طيب وفي قوله تبارك وتعالى : (( إنا مُهلكو أهل هذه القرية )) القرية هنا تصلح للساكن ؟
الطالب : لا ما تصلح
الشيخ : تصلح للساكن ؟ (( إنا مهلكو أهل هذه القرية ))
الطالب : يتعين الساكن
الشيخ : يتعين الساكن ؟ لا إله إلا الله
الطالب : المساكن
الشيخ : تتعين للمساكن ، فكروا يا إخوة تتعين للمساكن أهل هذه القرية، أهل مضاف للقرية فلو قلنا القرية هنا للساكن صار المعنى إنا مهلكو أهل أهل ، فأهل القرية الآن أهل القرية أهل هم الساكن والقرية المساكن فهُنا القرية لا تصلح للساكن إذن نقول لهؤلاء المؤولين الوظيفة الرابعة عليكم أن تثبتوا أن اللفظ صالح للمعنى الذي عينتموه في هذا السياق المعين فصارت الوظائف التي يطالبون بها أربعة نعم .
القراءة من قول الناظم فصل في طريقة ابن سينا وذويه من الملاحدة في التأويل
وأتى ابنُ سينا بعد ذا بطريقة *** أخرى ولم يأنف من الكُفران
قال المراد حقائق الألفاظ تخييـ *** ـلا وتقريبا مِنَ الأذهان
عجزت عن الإدراك للمعقول *** إلا في مثال الحس كالصبيان
كي يبرز المعقولَ في صور من الـ *** ـمحسوس مقبولا لدى الأذهان"
الشيخ : كي يَبرُز المعقولُ ، عندك بالنصب
الطالب : المعقولَ
الشيخ : إذن يُبرز إن كان المعقولَ فهي يُبرِز
الطالب : مذاهب الحسنَ
الشيخ : لا في مذاهب الحس
القارئ : " كي يُبرز المعقولَ في صور من الـ *** ـمحسوسِ مقبولا لدى الأذهان
فتسلط التأويل إبطالا لهذا *** القصد وهو جِناية من جان
هذا الذي قد قاله مع نفيه *** لحقائق الألفاظ في الأذهان
وطريقة التأويل أيضاً قد غدت *** مشتقة من هذه الخِّلجان
وكلاهما اتفقا على أن الحقيقـ *** ـة منتفٍ مضمونها ببيان
لكن قد اختلفا فعند فريقكم *** ما إن أريدت قط بالتبيان
لكنّ عندهم أريد ثبوتها *** في الذهن إذ عُدمت من الإحسان
إذ ذاك مصلحة المخاطب عندهم *** وطريقة البرهان أمر ثان
فكلاهما ارتكبا أشد جناية *** جنيت على القرآن والإيمان
جعلوا النصوص لأجلها غرضاً لهم *** قد خرَّقوه بأسهم الهذيان
وتسلط الأوغاد والأوقاح *** والأرذال بالتحريف والبهتان
كلٌّ إذا قابلته بالنص قا *** بلَه بتأويل بلا برهان
ويقول تأويلي كتأويل الـ *** ـذين تأولوا فوقية الرحمن
بل دونه فظهورها في الوحي بالنصـ *** ـين مثل الشمس في التبيان
أيسوغ تأويل العلو لكم ولا *** تتأولوا الباقي بلا فرقان
وكذاك تأويلُ الصفات مع أنها ***"
الشيخ : مَعْ
القارئ : وكذاك تأويلُ الصفات مَعَ أنها ***
الشيخ : مَعْ ، مَعْ ، سكنها ما هي معَ أنها ، معْ
القارئ : " وكذاك تأويلُ الصفات معْ أنها ***ملء الحديث وملء ذا القرآن
والله تأويلُ العلو أشد مِن *** تأويلنا لقيامة الأبدان
وأشدُّ من تأويلنا لحياته *** ولعلمِه ومشيئةِ الأكوان
وأشدُّ من تأويلنا لحدوث هـ *** ـذا العالم المحسوسِ بالإمكان
وأشدُّ من تأويلنا بعض الشرا *** ئع عند ذي الإنصاف والميزان
وأشدُّ من تأويلنا لكلامِه *** بالفيض من فعال ذي الأكوان
وأشدُّ من تأويلِ أهل الرفض أخبار *** "
الشيخ : بالرفع ، بالرفع ، عندك بالكسر ؟
القارئ : إي نعم
الشيخ : بالكسر نعم
القارئ : "وأشدُّ من تأويلِ أهل الرفض أخبار ***الفضائل حازها الشيخان
وأشدُّ من تأويل كل مؤوِّل *** نصا بأن مراده الوحيان " .
الشيخ : أبان مراده ، نصاً أبان مراده.
القارئ : " وأشد من تأويلِ كل مؤول *** نصا أبان مرادَه الوحيان
إذ صرح الوحيان مع كتب الإله *** جميعها بالفوق للرحمن
فلأي شيء نحن كفارٌ بذا *** التأويل بل أنتم على الإيمان
إنا تأولنا وأنتم قد تأو *** لتم فهاتوا واضح الفرقان
ألكم على تأويلكم أجران *** حيث لنا على تأويلنا وزران
هذي مقالتهم لكم في كُتْبهم *** منها نقلناها بلا عُدوان
ردوا عليهم إن قدرتم أو *** فنحُّوا على طريق عساكر الإيمان
لا تحطمنكم جنودُهم كحطم *** السيل ما لاقى من الديدان
وكذا نطالبكم بأمر رابعٍ *** والله ليس لكم بذا إمكان
وهو الجواب عن المُعارِض *** إذ به الدعوى تتم سليمة الأركان
لكن ذا عين المحال ولو يسا *** عدكم عليه رب كل لسان " .
الشيخ : كذا عندك؟ لكن ذا عين المحال .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب على كل حال هذا الفصل مهم جِداً ونرجئ الكلام عليه إن شاء الله إلى الدرس القادم الشرح وش وقفنا عليه؟
الطالب : من أول الفصل
الطالب : وأتى ابن سينا
الطالب : من أول الفصل
الشيخ : فيما يلزم مدعي التأويل ، مبتدأ الشرح من هذا ؟
الطالب : لا شرحناه
الشيخ : الفصل الذي بعده ؟.
الطالب : فصل في طريقة ابن سينا وذويه من الملاحدة .
الشيخ : أبداً ما شرحنا .
الطالب : شرحناه ...
الشيخ : فبأي شيء نحن كفار بذا التأويل ما شرحنا هذا .
الطالب : يا شيخ أنت وصلت إلى الفصل وقلت هذا يحتاج شرح .
الشيخ : إي نعم
الطالب : قُرأ هذا ولكن ما شرحناه
الشيخ : هذا هو قرأناه وما شرحناه أحسنتم ، تمام ، إي هذا الذي أنا قلت، يعني معناه الشرح الظاهر أننا في الشرح إي نعم .
"فصلٌ فيما يلزم مدعي التأويل لتصحيح دعواه"
الطالب : شرحته
الشيخ : هذا مشروح الفصل؟
الطالب : هذا مشروح
الشيخ : اللي بعده في طريقة ابن سينا وذويه
الطالب : هذا قرئ ولم يشرح.
الشيخ : هذا قُرِئ ولم يُشرح طيب
وأتى ابن سينا بعد ذا بطريقة *** أخرى ولم يأنف من الكفران (بيان كفر ابن سينا)
قال المؤلف رحمه الله :" فصل في طريقة ابن سينا وذويه من الملاحدة في التأويل "
سبق لنا التأويل الذي أوله أهل البدع من الجهمية والمعتزلة وغيرهم في باب الصفات كذلك أيضا الذين أولوا نصوصَ المعاد، وقالوا إن المعاد لا حقيقة له وأولوا الأعمال أيضا وقالوا إن العبادات لا حقيقة لها وأن الحقيقة هي ما هو موجود عندهم وأن للإسلام ظاهر وباطن أما ابن سينا فقال :
" وأتى ابن سينا بعد ذا بطريقةٍ *** أخرى ولم يأنف من الكفران "
ابن سينا من المتفلسفة الإسلاميين الذي ينتمي إلى الإسلام ويقول : إنه مسلم ولكنه نسأل الله العافية على خلاف ذلك وقد صرَح ابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأنه كافر صحيح أنه طبيب وله معرفة في الطب لكنه من جهة العقيدة فاسد العقيدة ولهذا قال : أتى بطريقة أُخرى ولم يأنف من الكُفران يعني معناه أنه لم يترفع عن الكفر بل وقع فيه .
(زعم ابن سينا أن ألفاظ كلام الله على الحقيقة ولكن المعنى الحقيقي غير ذلك وإنما جاءت للتقريب للأذهان) قال المراد حقائق الألفاظ تخييـ***ـلا وتقريبا إلى الأذهان عجزت عن الإدراك للمعقول إلا *** في مثال الحس كالصبيان
يقول : المراد بالألفاظ حقيقتُها لكن من باب التخييل والتقريب للأذهان وإلا فإن الأمر شيءٌ وراء ذلك فالصلاة مثلا يراد بها حقيقتها والزكاة والصوم وكذلك أحاديثُ الصفات آيات الصفات وأحاديثها لكنه على سبيل التقريب إلى الأذهان فقط لتُدرك الأذهان أن لله سمعا وبصرا وقدرة وتدرك أنها تصلي وتصوم وتزكي وتحج لكن تقريباً للأذهان فقط وإلا فالأمر شيء وراء ذلك
" عجزت عن الإدراك للمعقول إلا *** في مثال الحس كالصبيان "
يعني أن النفوس أو الأفكار عجزت عن إدراك المعقول إلا إذا صُوِّر بصورة المحسوس مفهوم هذا ؟ يعني مثلا الله سميع ما فيه سمع لكن ذكر هذا من باب التقريب (( كُتب عليكم الصيام )) ما فيه شيء مكتوب يسمى الصيام لكن من باب التقريب أوجب الله الصيام على الناس وإلا فإن الحقائق شيء وراء ذلك هذا معنى كلام ابن سينا
" كي يَبرز المعقولُ في صُوَر من الـ *** ـمحسوس مقبولا لذي الأذهان "
يمكن نسختين لدى ولذي
" فتسلُّط التأويل إبطالا لهذا *** القصد وهو جناية من جان "
يعني الذي يقول إن هذه النصوص لا يراد بها حقائقها وإنما المراد بها خلاف الظاهر فيجب تأويلها يقول : هذا تسلط من المؤوِّل وجناية على النصوص بل المراد حقائقُها لكنها رموز لأشياء
ما تُدرك من أجل تقريب الأمور للأذهان فقط وحينئذٍ تبقى العبادات ليس منها فائدة إلا مثل ما ترسم للصبي رسما وتقول هذا مثلا سيارة وهي ليست سيارة تقول هذا إنسان وليس بإنسان لكن طبعا رسم الإنسان ليس بجائز إلا إذا كان على وجه لا تبقى معه الحياة
" فتسلط التأويل إبطالاً لهذا *** القصد وهو جناية من جان
هذا الذي قد قاله مع نفيه *** لحقائق الألفاظ في الأذهان "
طيب إذا كان قال هذا القول ونفى أن يكون للألفاظ حقيقة يتصورها الذهن فهذا في الواقع إبطال النصوص تماماً لأنها تبقى النصوص لا فائدة منها ما دُمت تقول إنها حقيقة ثم تقول : إن الأمرَ شيء وراء ذلك إذاً لا فائدة من النصوص سواءٌ قلنا حقيقة أو إنها مؤوَّلة ومجاز
" هذا الذي قد قاله مع نفيه *** لحقائق الألفاظ في الأذهان
وطريقة التأويل أيضاً قد غدت *** مشتقة من هذه الخِلجان "
طريقة التأويل التأويل السابق .