كي يبرز المعقول في صور من ال *** محسـوس مقبولا لدى الأذهان
فتسلط التأويل إبطال لهذا الـ***ـقصد وهو جناية من جان
الشيخ : لكن ذكر هذا من باب التقريب (( كُتب عليكم الصيام )) ما فيه شيء مكتوب يسمى الصيام لكن من باب التقريب أوجب الله الصيام على الناس وإلا فإن الحقائق شيء وراء ذلك هذا معنى كلام ابن سينا " كي يَبرز المعقولُ في صور من الـ *** ـمحسوس مقبولا لذي الأذهان " يمكن نسختين لدى ولذي " فتسلُّطُ التأويلُ إبطالا لهذا *** القصد وهو جناية من جان " يعني الذي يقول إن هذه النصوص لا يراد بها حقائقها وإنما المراد بها خلاف الظاهر فيجب تأويلُها يقول : هذا تسلط من المؤوِّل وجِنايةٌ على النصوص بل المراد حقائقها لكنها رموز لأشياء ما تدرك من أجل تقريب الأمور للأذهان فقط وحينئذٍ تبقى العبادات ليس منها فائدة إلا مثلما ترسم للصبي رسما وتقول هذا مثلا سيارة وهي ليست سيارة تقول هذا إنسان وليس بإنسان لكن طبعاً رسم الإنسان ليس بجائز إلا إذا كان على وجه لا تبقى معه الحياة " فتسلُّطُ التأويل إبطالا لهذا *** القصد وهو جناية من جان " .
هذا الذي قد قاله مع نفيه*** لحقائق الألفاظ في الأذهان (كلام ابن سينا يستلزم إبطال النصوص)
الشيخ :" هذا الذي قد قاله مع نفيه *** لحقائق الألفاظ في الأذهان " طيب إذا كان قال هذا القول ونفى أن يكون للألفاظ حقيقة يتصورها الذهن فهذا في الواقع إبطالُ النصوص تماما لأنها تبقى النصوص لا فائدة منها ما دُمت تقول إنها حقيقة ثم تقول : إن الأمر شيء وراء ذلك إذن لا فائدة من النصوص سواء قلنا حقيقة أو إنها مؤولة ومجاز . " هذا الذي قد قاله مع نفيه *** لحقائق الألفاظ في الأذهان " .
وطريقة التأويل أيضا قد غدت*** مشتقة من هذه الخلجان (مصدر التأويل الفاسد)
الشيخ :" وطريقة التأويل أيضاً قد غدت *** مشتقةً من هذه الخِلجان " طريقة التأويل التأويل السابق الذي سلكه المبتدعة وسلكه الفلاسفة مأخوذة من كلام ابن سينا وأمثالِه أن الألفاظ لا حقائق لها وإنما هي مجازات عن أمور يُرمز لها بها .
معنى قول الناظم: وكلاهما اتفقا على أن الحقيقـ***ـة منتف مضمونها ببيان
لكن قد اختلفا فعند فريقكم*** ما إن أريدت قط بالتبيان
لكن عندهم أريد ثبوتها*** في الذهن إذ عدمت من الإحسان
اذ ذاك مصلحة المخاطب عندهم*** وطريقة البرهان أمر ثان
الشيخ :" وكلاهما اتفقا على أن الحقيقـ *** ـة منتفٍ مضمونها ببيان لكن قد اختلفا فعند فريقكم *** ما إن أريدت قط بالتبيان " "ما إن" ، "إن" هذه زائدة يعني ما أريدت " لكن عندهم أريد ثبوتها *** في الذهن إذ عُدمت من الإحسان إذ ذاك مصلحة المخاطَب عندهم *** وطريقة البرهان أمر ثان " يعني الآن الفرق بين طريقة ابن سينا وطريقة هؤلاء أن هؤلاء يقولون : إنه لا يُراد من النصوص حقيقتها إنما المراد معنىً آخر نضرب لكم مثلاً في اليد يقولون إن الله لم يُرد إثبات اليد وإنما أراد القدرة والقوة طيب هذا التأويل ابن سينا يقول أراد حقيقةَ اليد لكن ليس له يد إطلاقاً ولا قدرة ولكنه ذكر اليد من باب التقريب للأذهان أن الله سبحانه وتعالى له يد، له سمع له بصر ولكن ليس له شيء من ذلك إطلاقا لكن ذكره من أجل التقريب .
معنى قول الناظم: فكلاهما ارتكبا أشد جناية*** جنيت على القرآن والإيمان
جعلوا النصوص لأجلها غرضا لهم*** قد خرقوه بأسهم الهذيان
الشيخ : يقول : " فكلاهما ارتكبا أشدّ جنايةٍ *** جنيت على القرآن والإيمان جعلوا النصوص لأجلها غرضاً لهم *** قد خرّقوه بأسهم الهذيان " كما تجعل الرماة الغرض ترمي عليه فيتخرق هؤلاء جعلوا النصوص غرضاً لهم لأنهم لو أنكروا النصوص رأساً لأعلنوا كُفرهم وقامت عليهم الأمة لكنهم تحيلوا هذه الحِيل بإيش ؟ بالتأويل سواءٌ على طريقة ابن سينا أو على طريقة الآخرين لأجل أن لا ينفر الناس منهم ولا يخرجوهم من الإسلام .
معنى قول الناظم: وتسلط الأوغاد والأوقاح*** والأرذال بالتحريف والبهتان
كل إذا قابلته بالنص قا***بله بتأويل بلا برهان
الشيخ : قال : " وتسلُّط الأوغاد والأوقاح *** والأرذال بالتحريف والبهتان " الأوغاد عندكم تفسيرها . الطالب : الأوغاد جمع وغد وهو الذي يخدم بملء بطنه . الشيخ : إيش ؟ الطالب : يخدم بملء بطنه . الشيخ : نعم . الطالب : والأوقاح جمع وقح وهو الذي لا حياء له يعني أن الأوغاد والأوقاح والأرذال من الباطنية والفلاسفة وغيرهم . الشيخ : نعم تسلَّطوا بالتحريف والبهتان من أجل القواعد التي أصلوها فابن سينا وأمثاله ينكرون حقيقة الذات حقيقة الله عز وجل ويقولون إن هذه الأسماء وهذه الصفات وهذه الأحكام كلها من باب التقريب للأذهان وأولئك لا ينكرون وجود الخالق لكن ينكرون حقائق صفاته ويقولون إن المراد بهذا النص كذا وكذا مما يخالف الظاهر " كلٌّ إذا قابلته بالنص قا *** بله بتأويل بلا برهان " ولو قابله بتأويل على برهان لقُبِل منه .
معنى قول الناظم: ويقول تأويلي كتأويل الـ***ـذين تأولوا فوقية الرحمن بل دونه فظهورها في الوحي بالنصـ***ـين مثل الشمس في التبيان
أيسوغ تأويل العلو لكم ولا ***تتأولوا الباقي بلا فرقان
الشيخ : أو " ويقول تأويلي كتأويل الـ *** ـذين تأولوا فوقية الرحمن " الذين أنكروا العلو أولوا كل نص يدل على العلو فقالوا في مثل قوله تعالى : (( وهو القاهر فوق عباده )) المراد فوقية النوع كما تقول الذهب فوق النحاس مثلا أو فوق الفضة فهي فوقية معنوية وليست فوقية حسِّية، العلو يقولون إنه علو المعاني وليس علو الذات فتأولوا فابن القيم رحمه الله يقول : " ويقول تأويلي كتأويل الـ *** ـذين تأولوا فوقية الرحمن بل دونه فظهورها في الوحي بالنصـ *** ـين مثلُ الشمس في التِّبيان أيسوغ تأويل العلو لكم ولا *** تتأولوا الباقي بلا فرقان " يعني يقول هؤلاء الملاحدة من ابن سينا وأمثاله : نحن أوّلنا ولكننا أولنا نصوصا ليست كالعلو في كثرتها وتنوعها وظهورها وأنتم تأولتم العلو فكيف تنكرون علينا ولا تنكرون على أنفسكم .
معنى قول الناظم: وكذاك تأويل الصفات مع أنها*** ملء الحديث وملء ذي القرآن
والله تأويل العلو أشد من*** تأويلنا لقيامة الأبدان
وأشد من تأويلنا لحياته*** ولعلمه ومشيئة الأكوان
وأشد من تأويلنا لحدوث هـ***ـذا العالم المحسوس بالإمكان
وأشد من تأويلنا بعض الشرا***ئع عند ذي الإنصاف والميزان
الشيخ :" وكذاك تأويلُ الصفات مع انها *** ملءُ الحديث وملءُ ذا القرآن " الطالب : ذي الشيخ : إيش ؟ الطالب : ذي . الشيخ :" ملءُ الحديث وملءُ ذا القرآن " ما يصلح ذي لأن هنا ذا اسم إشارة . " والله تأويل العلو أشد من *** تأويلنا لقيامة الأبدان " القائل من ؟ القائل الفلاسفة في التخييل الذين يقولون إن القيامة لا حقيقة لها وإنما هي تخييل فهم يقولون تأويل العلو أشد من تأويلنا لقيامة الأبدان " وأشد من تأويلنا لحياته *** ولعلمه ومشيئة الأكوان " هذا يقوله مَن ؟ مَن ينكرون حياة الله من الفلاسفة وغيرهم ... " وأشد من تأويلنا لحدوث ه *** ـذا العالم المحسوس بالإمكان " وهم الفلاسفة الذين يقولون بِقِدَم العالم وأن العالم لا أول له فهو أزلي أبدي "وأشد من تأويلنا بعض الشرا *** ئع عند الإنصاف والميزان" فيه أيضاً من أول الشرائع قالوا المراد بالحج زيارة مشائخهم، والمراد بالصوم كتمان أسرارهم، والمراد بالصلاة معرفة أسرارهم وهكذا يقول إن تأويل العلو هم يجادلون ويقولون : تأويل العلو أشد من تأويلنا بعض الشرائع عند ذي الإنصاف والميزان.
معنى قول الناظم: وأشد من تأويلنا لكلامه*** بالفيض من فعال ذي الأكوان
وأشد من تأويل أهل الرفض أخـ***ـبار الفضائل حازها الشيخان
وأشد من تأويل كل مؤول*** نصا بأن مراده الوحيان
الشيخ :" وأشدُّ من تأويلنا لكلامه*** بالفيض من فعال ذي الأكوان " هذا أيضاً قول الفلاسفة يقولون إن الكلام لا حقيقة له لكنه فيض من العقل الفعَال، العقل الفعَّال هو الذي خلق الأشياء هذه جعل الطبيعة تتحرك ويتولد بعضها من بعض ويكون بعضها سببا لبعض وهكذا يقول : " وأشدٌّ من تأويل أهل الرُّفض أخـ *** ـبار الفضائل حازها الشيخان " الشيخان يعني أبا بكر وعمر فلهما من الأحاديث الكثيرة الدالة على الفضائل ما هو معلوم لكنّ أهل الرفض أولوا هذا وحرفوها ولهم فيها تحريفات قريبة لهذا يقول : إن تأويل العلو أشد من تأويل أهل الرُّفض أخبار الفضائل حازها الشيخان " وأشدُّ من تأويل كل مؤول *** نصا أبان مراده الوحيان " إذن هم يقولون : إن تأويل العلو أشد من كل شيء ولننظر "فلأي شيء نحن كفار بذا التأويل *** بل أنتم على الإيمان " يعني بل هنا بمعنى الواو يعني لأي شيء نكون نحن كفارا وأنتم مؤمنون نعم .
معنى قول الناظم: إذ صرح الوحيان مع كتب الإلـ***ـه جميعها بالفوق للرحمن
فلأي شيء نحن كفار بهذا التـ***ـأويل بل أنتم على الإيمان
إنا تأولنا وأنتم قد تأو***لتم فهاتوا واضح الفرقان
ألكم على تأويلكم أجران حيـ***ـث لنا على تأويلنا وزران
هذي مقالتهم لكم في كتبهم*** منها نقلناها بلا عدوان
ردوا عليهم إن قدرتم أو فنحـ***ـوا عن طريق عساكر الإيمان
الشيخ : نعم الطالب : إذ صرح الوحيان الشيخ :" إذ صرح الوحيان مع كتب الإلـ *** ـه جميعها بالفوق للرحمن فلأي شيء نحن كفار بهذا التـ *** ـأويل بل أنتم على الإيمان إنا تأولنا وأنتم قد تأو *** لتم فهاتوا واضح الفُرقان " يعني أنتم مؤولون ونحن مؤولون فهاتوا واضح الفرقان أن يكون تأويلكم جائز وتأويلنا غير جائز " ألكُم على تأويلكم أجران حيـ *** ـث لنا على تأويلنا وزران " الجواب لا لأنهم هؤلاء المؤولة يقولون : نحن اجتهدنا فأصبنا الحق وأنتم أخطأتم فلنا نحن أجران لأننا تأولنا وأصبنا الحق وأنتم عليكم وزران لأنه عُرض عليكم الحق ولكن أنكرتموه طيب " هذي مقالتهم لكم في كتبهم *** منها نقلناها بلا عُدوان " رحمه الله ابن القيم يُحيل في هذا البيت على كتب الفلاسفة الذين أنكروا على المعطِّلة وخصوصا من أنكروا علو الله يقولون : إنهم ألجموكم بلجام لا تستطيعون معه فك الحنك نعم " ردُّوا عليهم إن قدرتم أو فَنَحُـ *** ـوا عن طريق عساكر الإيمان " وهذا تحدي يقول ابن القيم : " ردوا عليهم " هو يخاطب من ؟ الطالب : المتأولة الشيخ : الذين أولوا العلو يقول : ردوا عليهم ما قالوا لكم أو فنحــوا عن طريق عساكر الإيمان إذا نحينا عن طريق عساكر الإيمان ماذا يقولون ؟ يقولون نحن لا نؤوِّل لا في هذا ولا في هذا ونقول الكل حق على حقيقته فعلو الله ثابت وأمر المعاد ثابت وما جاءت به النصوص مِن كل خبر فهو ثابت .
معنى قول الناظم: لا تحطمنكم جنودهم كحط***م السيل ما لاقى من الديدان
الشيخ :" لا تحطمنكم جنودُهُم كحط *** م السيل ما لاقى من الديدان " تشبيه في غاية ما يكون من الدِّقة، عساكر الإيمان فيهم الحياة والسيل فيه الحياة والديدان فيها ... والعفونة والفساد فكأنه بهذا شبه عساكر الإيمان بماذا ؟ بالسيل وهؤلاء بالديدان ومعروف أن السيل إذا مر بالديدان حطمها " لا تحطمنكم جنودُهم كحط *** م السيل ما لاقى من الديدان وكذا نطالبكم " الطالب : ... اقرأه يا سليمان حتى ينفض النزاع .
القراءة من قول الناظم: وكذا نطالبكم بأمر رابع..إلى آخر الفصل
القارئ : " وكذا نطالبُكم بأمر رابع *** والله ليس لكم بذا إمكان وهو الجواب عن المعارض *** إذ به الدعوى تتم سليمة الأركان لكنّ ذا عينُ المحال ولو يسا *** عدكم عليه رب كل لسان فأدلة الإثبات حقا لا يقو *** مُ لها الجبال وسائر الأكوانِ تنزيل رب العالمين ووحيه *** مع فطرة الرحمن والبُرهان أنى يعارضها كِناسة هذه *** الأذهان بالشبهات والهذيان وجعاجع وفراقع ما تحتها *** إلا السراب لواردٍ ظمآن فلتهنكم هذي العلوم اللائي قد *** ذُخرت لكم عن تابع الإحسان بل عن مشايخِهم جميعا ثم *** وفقتم لها من بعد طول زمان والله ما ذُخِرت لكم لفضيلة *** لكمُ عليهم يا أولي النقصان لكن عقول القوم كانت فوق ذا *** قَدْرا وشأنهم فأعظم شان وهم أجلّ وعلمهم أعلى وأشرف *** أن يُشاب بزخرف الهذيان فلذاك صانهمُ الإله عن الذي *** فيه وقعتم صونَ ذي إحسان سميتم التحريف تأويلا كذا *** التعطيلَ تنزيها هما لقبان وأضفتمُ أمراً إلى ذا ثالثا *** شر وأقبحَ منه ذا بهتان فجعلتمُ الإثبات تجسيما *** وتشبيهاً وذا من أقبح العُدوان فقلبتمُ تلك الحقائق مثل ما *** قُلبت قلوبكم عن الإيمان وجعلتم الممدوح مذموماً كذا *** بالعكس حتى استكمل اللبسان وأردتمُ أن تُحمدوا بالاتبا *** ع نعم لكن لمن يا فرقة البهتان وبغيتم أن تنسبوا للابتدا *** ع عساكر الآثار والقرآن وجعلتمُ الوحيين غير مفيدةٍ *** للعلم والتحقيق والبرهان لكن عقولُ الناكبين عن الهدى *** لهما تفيد ومنطق اليونان وجعلتمُ الإيمان كُفرا والهدى *** عين الضلال وذا من الطُّغيان" ثم استخفيتم الشيخ : استخفَّيْتُم القارئ : " ثم استخفّيْتُم عقولاً ما أرا *** د الله أن تزكو على القرآن حتى استجابوا مُهطعين لدعوة *** التعطيل قد هربوا من الإيمان يا ويحهم لو يشعُرون بمن دعا *** ولما دعا قعدوا قعودَ جَبان " .
(إلزام المؤولة بأمر رابع وهو الجواب عن حجة المعارض)
وكذا نطالبكم بأمر رابع*** والله ليس لكم بذا إمكان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم في هذه القطعة ذكر المؤلف رحمه الله أنه يلزم المتأولين أمرٌ رابع وهو الجواب عن المعارِض لأن الدعوة لا تتم إلا بأمرين : إثبات الحجة والجواب عن حجة المعارض لا يكفي إذا أردت أن ترجِّح قول على قول أن تذكر حجة قولك بل لا بد من أن تذكر حجةَ قولك والجواب عن حجةِ المعارض وإلا بقيت حجة المعارِض قائمةً فمثلاً: إذا قال المراد باليد القوة نقول يلزم عليكم أمور أربعة : الأول : وجود الصارف عن المعنى الحقيقي والثاني احتمال اللفظ لمعنى القوة والثالث : تعين المعنى الذي ذكرتموه إذ يحتمل ألا يكون به لا اليد الحقيقية ولا القوة ، يكون هناك معنى آخر غير الذي عينتم والرابع : احتمال اللفظ للمعنى في هذا السياق المُعين وهذا لم يذكره المؤلف هنا ولكن ذكره في * مختصر الصواعق * والخامس الجواب على دليل المعارِض . طيب المعارض يقول المراد باليد الحقيقية هم يقولون المراد باليد القوة طيب ما جوابكم عن دليل المعارض ؟ قالوا لأن دليل المعارض لو أخذنا به للزم من ذلك التجسيم أي أن يكون اللهُ جسماً أو التبعيض أي أن يكون اللهُ له بعض وأعضاء نعم نقول لهم من قال إن هذا لازم إن كان لازماً فهو حق وإن لم يكن لازماً فهذا لا يلزمُنا أن نلتزم به إذا لم يكن لازما فهو باطل ولا يلزمنا أن نلتزمَ به ونقول لهم إن البعض والجزء إنما يكون هذا بالنسبة لمن ؟ للمخلوق أما الخالق فلا نقول هكذا لأن المعروف أن البعض أو الجزء هو ما يبقى الكل بعد فقده وأما الخالق فكل صفاته لا يمكن أن تنفك عنه أعني بذلك الصفات الذاتية لأن الصفات الذاتية لازمة لا ينفك عنها لا أزلاً ولا أبداً فأين اللازم الباطل الذي ذكرتم أنه يلزم لو أثبتنا النصوص على حقيقتها انتبهوا لهذه الخمسة الأول : وجود الصارف الثاني : احتمال اللفظ للمعنى من حيث الجملة الثالث : احتماله للمعنى في هذا السياق المعين لأن اللفظ قد يحتمل المعنى في الجملة لكن لا يحتمله في هذا السياق الرابع : تعيُّن ما ذكرتم من المعاني لاحتمال أن يكون المراد معنى آخر غير ما ذكرتم الخامس : الجواب عن المعارِض كل هذه ولله الحمد منتفية فيما ادعوه من التأويل الذي خالفوا به طريق السلَف ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على . نشرح الآن ما بين أيدينا من النونية وقراءته فيما بعد إن شاء الله تعالى فصل في شَبَهِ المحرفين للنصوص باليهود وإرثِهم التحريف منهم وبراءة أهل الإثبات مما رموهم به من هذه الشبه نعم. الطالب : ... . الشيخ : كيف ؟ الطالب : ... . الشيخ : هذا هو من هنا الشرح إذن نقول : مع أنه قُرئ هذا ، قال ابن القيم رحمه الله : " وكذا نطالبكم بأمر رابع " نُطالب من ؟ نطالب أهل التأويل بأمر رابع وذكرنا في الشرح أنه يمكن أن نجعله أمرا خامساً لأن الأمور السابقة أربعة الدليل الصارف، احتمال اللفظ للمعنى الذي ذكروه، احتماله في هذا السياق المعين تعين أن يكون هو المراد احتمال أن يكون المراد غيره والخامس هذا "نطالبكم بأمر رابع *** والله ليس لكم بذا إمكان " كذا عندكم ولا بذي إمكان ؟ الطالب : بذا الشيخ : شوف النسخة الثانية ، نعم . الطالب : بذا إمكان. الشيخ : واللهِ ليس لكم بذا إمكان قولُه : بذا إمكان كان المفروض أن يقال إمكانُ يعني ليس لكم بهذا إمكان بالرفع لكنه جعلها بالكسر لضرورة الشعر أما إذا قلنا بذي إمكان فالأمر واضح .
معنى قول الناظم: وهو الجواب عن المعارض إذ به الـ***ـدعوى تتم سليمة الأركان لكن ذا عين المحال ولو يسا***عدكم عليه رب كل لسان
الشيخ : الأمر الرابع قال : " وهو الجواب عن المعارض إذ به الـ *** ـدعوى تتم سليمة الأركان " الجواب عن المعارض ، مَن المعارض للتأويل؟ هم أهل السنة الذين جعلوا النصوص على ظاهرها ولم يؤولوها فمثلاً إذا قالوا المراد باليد حقيقة اليد نقول لهم أجيبوا هؤلاء الذين عارضوكم بالتأويل حيث قلتم أنتم إن المراد باليد القوة نقول أجيبوا عن معارضتهم إياكم وقولهم إن المراد بها حقيقة اليد لأننا نقول ما المانع من أن يُراد بذلك حقيقةُ اليد فإن أتوا بمانع حينئذٍ يقبل منهم ولكنهم لا يمكن أن يأتوا بمانع يمنع من إرادة الحقيقة ولهذا قال : " لكن ذا عينُ المحال ولو يُسا *** عدكم عليه رب كل لسان " ما هو المحال ؟ أن يجيبوا عن دليل المعارض .
فأدلة الإثبات حقا لا يقو***م لها الجبال وسائر الأكوان (الأنواع الأدلة المعتبرة)
تنزيل رب العالمين ووحيه*** مع فطرة الرحمن والبرهان (بيان أن السنة إما وحي أو اجتهاد)
الشيخ :" فأدلة الإثبات حقا لا يقو *** م لها الجبال وسائر الأكوان " لأنها أدلة من كتاب الله وسنةِ رسوله صلى الله عليه وسلم ومن العقل والفِطرة وإجماعِ السلف خمسة أنواع من الأدلة لا يمكن أن تقوم لها الجبال الراسيات " تنزيلُ رب العالمين ووحيُه *** مع فطرة الرحمن والبُرهان " تنزيل رب العالمين هو القرآن وحيُه السنة وهذا مبني على أن السنة وحي وقد تأملت السنة ووجدت أن منها وحي ومنها ما هو إقرار من الله لاجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم مع فطرة الرحمن الفطرة وقولُه : والبرهان يحتمل أن يراد به دليل العقل فيكون ابن القيم رحمه الله ذكر هنا أربعة أنواع من الأدلة القرآن والسنة والفطرة والعقل وبقي أمر خامس وهو إجماع السلف على هذا .
معنى قول الناظم: أنى يعارضها كناسة هذه*** الأذهان بالشبهات والهذيان
وجعاجع وفراقع ما تحتها*** إلا السراب لوارد ظمآن
الشيخ :" أنى يعارضها كِناسة هذه *** الأذهان بالشبهات والهذَيان " هذا الاستفهام للنفي يعني لا يمكن أن يعارض هذه الأدلة كِناسة الأذهان بالشبهات " وجعاجع وفراقع ما تحتها *** إلا السراب لوارد ظمآن " الجعجعة والفرقعة عبارة عن أصواتٍ لا معنى لها كلام هذيان ليس فيه فائدة ولهذا قال : " ما تحتها إلا السراب لوارد ظمآن" والسراب للوارد الظمآن لا يزيده إلا عطَشاً وهلاكا لأنه إذا رأى السراب وكأنه الماء أقبل إليه مسرعا فإذا رآه السراب صار ذلك أشدَّ وقعا مما لو لم يفرح ويؤمِّل النجاة من العطش .
(بيان أن نشأ البدع كلها بعد القرون الثلاثة)
فلتهنكم هذي العلوم اللاء قد*** ذخرت لكم عن تابع الإحسان
بل عن مشايخهم جميعا ثم وفـ***قتم لها من بعد طول زمان
والله ما ذخرت لكم لفضيلة*** لكم عليهم يا أولي النقصان
الشيخ :" فلتهنِكم هذي العلوم اللاء قد *** ذُخرت لكم عن تابع الإحسان " هذا من باب التهكم واللام هنا للدعاء لكنه دعاء تهكُّم يعني هنيئا لكم هذه العلوم التي ذُخرت لكم عن تابع الإحسان يعني عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان كيف ذُخرت لكم هذه العلوم وهم لم يعلموها ؟ " بل عن مشايخهم جميعاً ثم وُفـ *** قتم لها من بعد طول زمان " لأن هذه البِدع لم تنتشر إلا بعد مضي القرون الثلاثة المفضَّلة لكن " والله ما ذُخرت لكم لفضيلةٍ *** لكمُ عليهم يا أولي النقصان " فأنتم أصحاب النقص ولا يُمكن أن تُدخر لكم الفضيلة وتُحجب عن الصحابة والتابعين .
(فضيلة الصحابة والتابعين وفهمهم العميق)
لكن عقول القوم كانت فوق ذا*** قدرا وشأنهم فأعظم شان وهم أجل وعلمهم أعلى وأشـ***ـرف أن يشاب بزخرف الهذيان
فلذاك صانهم الإله عن الذي*** فيه وقعتم صون ذي إحسان
الشيخ :" لكن عقول القوم كانت فوق ذا *** قدراً وشأنهمُ فأعظم شان " عقول القوم يشير إلى من ؟ إلى الصحابة والتابعين كانت فوق ذات قدر أي فوق ما أنتم عليه من العقول التي هي في الحقيقة سفاهات وشأنهم يعني قدرهم وفضلهم ومرتبتهم فأعظم شان " وهم أجل وعلمهم أعلى وأشـ *** ـرف أن يُشاب بزخرف الهذيان " صدق رحمه الله علوم الأولين أعمق وكلامُهم أقل ليس فيه تعقيد ولا هذيان ولا احتمالات وإنما هو كلام مبني على السليقة والطبيعة تجده سهلا يخرج بدون تكلف ويُفهم بدون تكلف مع العُمق " فلذاك صانهم الإله عن الذي *** فيه وقعتم صون ذي إحسان " الذي وقعوا فيه هذه الشبهات التي يدعونها معقولات طيب .
سميتم التحريف تأويلا كذا الـ***ـتعطيل تنزيها هما لقبان (جناية أهل البدع على الله وعلى النصوص )
الشيخ :" سميتم التحريفَ تأويلاً كذا الـ *** ـتعطيل تنزيها هما لقبان " التأويل بالنسبة للنصوص والتعطيل بالنسبة للصفات متصفاً اللهُ بها فمثلا : يقولون : المراد بالاستواء الاستيلاء هذا إيش ؟ تحريف هذا تحريف يُسمونه هم تأويلا ويقولون : إن الله لم يستو على العرش حقيقة يُنزَّه أن يكون مستوٍ على العرش حقيقة فعطلوا الصفة وهي صفة الاستواء فسموها تنزيهاً يقول : " سميتم التحريف تأويلاً كذا الـ *** ـتعطيل تنزيها هما لقبان " .
(اتهام المثبت للصفات بالتجسيم)
وأضفتم أمرا إلى ذا ثالثا*** شرا وأقبح منه ذا بهتان فجعلتم الإثبات تجسيما وتشـ***ـبيها وذا من أقبح العدوان
الشيخ :" وأضفتمُ أمراً إلى ذا ثالثا *** شرا وأقبح منه ذا بهتان " إذن عندنا جنايتهم على النصوص وعلى الباري جل وعلا أما على النصوص فحرفوها وأما على الله فعطلوه من صفاته هُناك أمرٌ ثالث جنوه " فجعلتم الإثبات تجسيما وتشـ *** ـبيها وذا من أقبح العدوان " قالوا إن الذي يُثبت لله هذه الصفات يكون مُجسما مُشبها لله بالخلق فاعتدوا عدوانا ثالثا على مَن ؟ على من أثبت الصفات وسمَوه مجسما ومشبها فهذه ثلاث جنايات على النصوص وهي الخبر وعلى المخبَر عنه وهو الله وعلى قابل الخبر وهم الذين أخذوا بالنصوص على ظاهرها الأول : بالتحريف والثاني : بالتعطيل والثالث : بالتجسيم والتشبيه اعتدوا عليهم وقالوا أنتم مشبهة مجسمة .
معنى قول الناظم: فقلبتم تلك الحقائق مثل ما*** قلبت قلوبكم عن الإيمان
وجعلتم الممدوح مذموما كذا*** بالعكس حتى استكمل اللبسان
وأردتم أن تحمدوا بالاتباع نعم*** لكن لمن يا فرقة البهتان
وبغيتم أن تنسبوا للابتدا***ع عساكر الآثار والقرآن
الشيخ :" فقلبتم تلك الحقائقَ مثل ما *** قُلبت قلوبكم عن الإيمان " نعوذ بالله يعني قلبتم الحقيقة فسميتم التعطيل تنزيها وهو تعطيل والتحريف تأويلاً وهو تحريف وإثباتَ الصفات تجسيماً وهو إثبات للحقيقة لكنكم قلبتم الحقائق مثلما قلبت قلوبكم عن الإيمان ، القلوب والعياذ بالله تُقلب كما قال الله تعالى : (( ونُقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون )) " وجعلتُم الممدوح مذموما كذا *** بالعكس حتى استكمل اللّبْسان " الممدوح جعلوه مذموماً ما هو الممدوح في هذا الباب ؟ هو إثبات الصفات والأخذ بظاهر النصوص جعلوه مذموما وجعلوا المذموم وهو التحريف جعلوه ممدوحا نعم يقول : " وأردتمُ أن تُحمدوا بالاتباع نعم *** لكن لمن يا فرقة البهتان " أردتم أن يحمدكم الناس بالاتباع نعم ولكن نعم تحمدون لكن لمن ؟ إيش ؟ للشياطين أنتم تتبعون الشيطان وخطوات الشيطان لمن يا فرقة البهتان ؟ والجواب جواب لمن ؟ للشيطان يعني أردتم من الناس أن يحمدوكم على أنكم متبعون ولكن لمن ؟ للشيطان نعم يا فرقة البرهان نعم كيف ؟ يا فرقة البهتان " وبَغيتم أن تنسبوا للابتدا ***ع عساكر الآثار والقرآن " وهذا لا شك أنه قلبٌ للحقائق قالوا لعساكر الإيمان الآثار والقرآن قالوا هؤلاء مبتدعة والحقيقة أن الابتداع فيهم وليس في هؤلاء .
(قالوا النصوص لا تفيد العلم)
وجعلتم الوحيين غير مفيدة*** للعلم والتحقيق والبرهان لكن عقول الناكبين عن الهدى*** لهما تفيد ومنطق اليونان
الشيخ :" وجعلتمُ الوحيين " يعني الكتاب والسنة " غير مفيدة *** للعلم والتحقيق والبرهان " ولهذا يقولون : إن السنة لا تُفيد العِلم لأنها خبر آحاد القرآن لا يُفيد العلم لا من حيثُ ثبوته لكن من حيثُ دلالته وجعلوا للألفاظ معاني متعددة وقال هذا اللفظ يحتمل كذا ويحتمل كذا ويحتمل كذا إذن فدلالته غير قطعية ولا تفيد العلم " لكن عقول الناكبين عن الهدى *** لهما تفيد " تفيدُ، لهما يعني العلم والتحقيق " ومنطق اليونان " هو الذي يفيد عقول هؤلاء الناكبين ومنطق اليونان هما اللذان العلم والتحقيق .
معنى قول الناظم: وجعلتم الإيمان كفرا والهدى*** عين الضلال وذا من الطغيان
ثم استخفيتم عقولا ما أرا***د الله أن تزكوا على القرآن
حتى استجابوا مهطعين لدعوة الـ***ـتعطيل قد هربوا من الإيمان
يا ويحهم لو يشعرون بمن دعا***ولما دعا قعدوا قعود جبان
الشيخ :" وجعلتم الإيمان كُفرا والهدى *** عين الضلال وذا من الطغيان " الإيمان جعلوه كُفراً كيف ؟ يعني قالوا المثبت كافر لأنه مجسم جعل الله جِسما فيكون كُفرا يكون إيمانُه هذا كفر طيب وجعلوا الهدى عين الضلال يعني أن العلم جعلوه هو الضلال والجهل وذا من الطغيان لا شك " ثم استخفيتم عقولا ما أرا *** د الله أن تزكو على القرآن " استخفيتم نعم كيف ؟ الطالب : الشرح يشير إلى أنها استحقيتم الشيخ : كيف الطالب : الشرح يشير إلى .. الشيخ : خلينا نشرحها قبل " ثم استخفيتم عقولا ما أرا *** د الله أن تزكو على القرآن حتى استجابوا مهطعين لدعوة الـ *** ـتعطيل قد هَربوا من الإيمان " استخفَّيتم عقولا يعني أنكم تهكمتم بها واستخففتموها وهي كقوله تعالى عن فرعون : (( فاستخف قومَه فأطاعوه )) ما أراد الله أن تزكو على القرآن لأن الله لو أراد أن تزكو هذه العقول على القرآن ما أجابتكم ولا أطاعتكم ولكن قال : " حتى استجابوا مُهطعين لدعوة التعطيل " حتى استجابوا مهطعين أي مسرعين لدعوة التعطيل وهذا واضح أن المراد استخفاف عقول الناس وما أكثر الذين اتبعوا أهل التحريف وقالوا إن قولهم هو الحق وهو التنزيه " حتى استجابوا مُهطعين لدعوة الـ *** ـتعطيل قد هربوا من الإيمان يا ويحهم لو يشعرون بمن دعا *** ولما دعا قعدوا قعودَ جَبان " ويحهم من ؟ هؤلاء الذين استُخِفوا وتابعوا لو يعلمون لو يشعرون بمن دعا يعني بهؤلاء الذين دعوهم وأنهم محرِّفة مضللة ولما دعا لأي شيء دعا هؤلاء ؟ لتحريف النصوص وتعطيل الله سبحانه وتعالى عن صفاته التي أثبتها لنفسه لو شعروا بهذا يقول : قعدوا قُعودَ جبان وأظنكم تعلمون أن قعود الجبان لا قيام بعده لأن الجبان لا تُقله رجلاه فإذا قَعد ما عاد يقوم فهؤلاء لو شعروا بما يدعو هؤلاء إليه وشعروا بحالهم ما أجابوهم ولا تبعوهم مهطعين بل قعدوا قعودَ جبان وتبرؤوا منه ، واضح الآن فإذا كان عندكم في الشرح خلاف هذا فلا شك أن فيه نظر شرح من ؟ الطالب : استحقيتم الطالب : ... استخفيتم الشيخ : على كل واضح واضح أن المراد استخفيتم .
فصل في شبه المحرفين للنصوص باليهود وارثهم التحريف منهم وبراءة أهل الإثبات مما رموهم به من هذا الشبه
هذا وثم بلية مستورة*** فيهم سأبديها لكم ببيان
ورث المحرف من يهود وهم أولو التـ***ـحريف والتبديل والكتمان (اليهود أصل التحريف)
الشيخ : ثم قال المؤلف : " فصل في شبه المحرفين للنصوص باليهود وارثهم التحريف منهم وبراءة أهل الإثبات مما رموهم به من هذا الشُّبه" "هذا " يعني هذا المذكور السابق " وثم " أي هناك " بليةٌ مستورةٌ *** فيهم سأبديها لكم ببيان " فيهم الضمير يعود على أهل التأويل المحرفة " ورث المحرف من يهودٍ وهم أولو التـ *** ـحريف والتبديل والكِتمان " كذا عندكم؟ ورث المحرِّف يعني أن المحرف ورث من اليهود واليهود هم أولو التحريف والتبديل والكتمان لا شك أن اليهود من أعظم الأمم تحريفاً لنصوص الكتاب حرفوا التوراة وخرَّقوها ومزقوا العمل بها وكفروا بها فمن كان من هذه الأمة محرفا فقد ورثهم .
(إرادة أهل الباطل التحريف والتبديل والكتمان للنصوص)
فأراد ميراث الثلاثة منهم*** فعصت عليه غاية العصيان اذ كان لفظ النص محفوظا فما التـ***ـبديل والكتمان في الإمكان
الشيخ :" فأراد ميراث الثلاثة منهم *** فعصت عليه غاية العصيان إذ كان لفظ النص محفوظاً فما التـ *** ـبديل والكتمان في الإمكان فأراد تبديلَ المعاني إذ هي الـ *** ـمقصود من تعبير ِكل لسان " طيب عندنا تحريف وتبديل وكتمان أراد هؤلاء أهل التأويل أن يرثوا الثلاثة ما هي الثلاثة ؟ التحريف والتبديل والكِتمان أما الكِتمان فإنه لا يمكنهم لأن هذا القرآن محفوظ وأما التبدِيل فكذلك لا يمكنهم لأن القرآن محفوظ ولو بدلوا كلمة منه لثارت عليهم الأمة ، لو أنهم قرؤوا الرحمن على العرش استولى ، وبدلوا استوى باستولى لثارت عليهم الأمة أليس كذلك ؟ ولو أنهم كتموا ومحَوا من المصحف (( الرحمن على العرش استوى )) وجميع آيات الاستواء ما أمكنهم ذلك أيضاً إذا عمدوا إلى تحريف المعنى لأنه يمكن ان يُلبسوا على الناس ويقولوا استوى بمعنى استولى فهو يقول ، يقول ابن القيم : " فأراد ميراث الثلاثة منهم " وهي التحريف والتبديل والكتمان " فعصت عليه غاية العصيان إذ كان لفظ النص محفوظا فما التـ *** ـبديل والكتمان في الإمكان " ويش يبقى ؟
(حقيقة التحريف هو التبديل)
فأراد تبديل المعاني اذ هي الـ***ـمقصود من تعبير كل لسان فأتى إليها وهي بارزة من الـ***ألفاظ ظاهرة بلا كتمان
فنفى حقائقها وأعطى لفظها*** معنى سوى موضوعه الحقاني
الشيخ :" فأراد تبديل المعاني " وهو التحريف " إذ هي الـ *** ـمقصود من تعبير كل لسان فأتى إليها وهي بارزةٌ من الـ *** ألفاظ ظاهرةٌ بلا كتمان فنفى حقائقَها وأعطى لفظها *** معنى سوى موضوعه الحقاني " طيب أرادَ تبديل المعاني إذ هي المقصود من تعبير كلِّ لسان فإذا قال : في قوله تعالى : (( وجاء ربك )) وجاء أمر ربك فكأنه محا قول الله تعالى : (( وجاءَ ربك )) وأبدلَه بإيش ؟ وجاء أمرُ ربك لكن لفظا لا يستطيع فعمد إلى المعنى وقال : (( جاء ربك )) أي جاء أمر ربك نعم ولذلك يقول : "فأتى إليها" أي المعاني " وهي بارزة من الـ *** ألفاظ ظاهرة بلا كتمان " يعني أتى إليها وهي واضحة بينة يدُل عليها اللفظ بِلا كتمان " فنفى حقائقَها وأعطى لفظها *** معنى سوى موضوعِه الحقاني " نفى حقائقها المثال الأخير الذي ذكرنا (( وجاء ربك )) قال : ليس المراد جاء هو نفسه بل المراد جاء أمرُه، إذن نفى الحقيقة وأعطى لفظها معنىً سوى موضوعه ما موضوع وجاء ربُك ؟ أنه جاء هو نفسه حقيقة هو قال لا جاء أمرُه فأعطى الحقيقة معنى آخر سوى الموضوع الحقاني " فجنى على المعنى جنايةَ جاحد *** وجنى على الألفاظ بالعدوان " عندكم جاحد ولا جاهد ؟ نسختان عندي جنى على المعنى جناية جاحد لأنه إذا قال معنى (( وجاء ربك )) جاء أمره فقد جحد المعنى الأصلي وهو مجيء الله سبحانه وتعالى نفسه " وجنى على الألفاظ بالعدوان " حيث حرفها وقال : إن معناها كذا فهذه جناية عليها .