الشيخ : " فجنى على المعنى جناية جاحد *** وجنى على الألفاظ بالعدوان "
عندكم جاحد ولا جاهد ؟ نسختان عندي جنى على المعنى جناية جاحد لأنه إذا قال معنى (( وجاء ربك )) جاء أمره فقد جحد المعنى الأصلي وهو مجيء الله سبحانه وتعالى نفسه
" وجنى على الألفاظ بالعدوان " حيث حرفها وقال : إن معناها كذا فهذه جناية عليها لأنه حملها معنى لم تحتمله
" وأتى إلى حزبِ الهدى أعطاهم *** شَبَه اليهود وذا من البهتان
إذ قال إنهمُ مشبهة وأنـ *** ـتم مثلُهم فمَن الذي يلحاني "
أتى إلى حزب الهدى وقال أنتم الذين تُشْبِهون اليهود لأن اليهود مجسمة، اليهود مجسمة لأنهم قالوا إن الله فقير وقالوا إن الله بخيل وقالوا إن الله بكى وحزِن وقالوا إن الله تعالى تعب فجَسموا وأنتم كذلك جسّمتم فأنتم الذين أشبهتم اليهود شوف كيف الطغيان والعياذ بالله
" وأتى إلى حزب الهدى أعطاهمُ *** شَبَهَ اليهود وذا من البهتان
إذ قال إنهم مشبهة وأنـ *** تم مثلهم"
إنهم من اليهود "مشبهةٌ وأنتم مثلهم فمن الذي يلحاني" أي يلومني إذا قلت إنكم مشبهة كاليهود في هتك أظن انتهت، والله أعلم .

القارئ : " فصل : في شِبه المحرفين للنصوص باليهود وإرثهم التحريف منهم وبراءة أهل الإثبات مما رموهم "
الشيخ : وبراءةِ
القارئ : " وبراءةِ أهل الإثبات مما رموهم به " .
الشيخ : من هذه الشّبَه
القارئ : "من هذا الشَّبَه"
الشيخ : كذا عندكم؟ ولا من هذه الشُّبَه
الطالب : الشُّبه
الشيخ : من هذه ولا من هذا؟
الطالب : من هذه
القارئ : " هذا وثم بليةٌ مستورةٌ *** فيهم سأبديها لكم ببيان
وَرِث المحرِّف من يهود وهم *** أولو التحريف والتبديل والكتمان
فأراد ميراث الثلاثة منهم *** فعصت عليه غاية العصيان
إذ كان لفظُ النص محفوظا *** فما التبديل والكتمان في الإمكان
فأراد تبديل المعاني إذ هي *** المقصود من تعبير كل لسان
فأتى إليها وهي بارزةٌ من الـ *** ألفاظ ظاهرةٌ بلا كتمان
فنفى حقائقَها وأعطى لفظها *** معنىً سوى موضوعه الحقاني
فجنى على المعنى جناية جاحد *** وجنى على الألفاظ بالعُدوان
وأتى إلى حزب الهدى أعطاهمُ *** شبه اليهود وذا من البهتان
إذ قال إنهم مشَبِّهةٌ وأنتم *** مثلهم فمن الذي يلحاني
في هتك أستار اليهود وشِبْهِهم *** من فرقة التحريف للقرآن
يا مسلمون بحق ربكم اسمعوا *** قولي وعوه وعي ذي عرفان
ثم احكموا من بعد من هذا الذي *** أولى بهذا الشِّبه بالبرهان"
الشيخ : حِطّةٌ بالرفع
القارئ : " أُمر اليهود بأن يقولوا حِطّةٌ *** فأبوا وقالوا حنطة لهوان
وكذلك الجهمي قيل له استوى *** فأبى وزاد الحرف للنقصان
قال استوى استولى وذا من جَهله *** لغةً وعقلا ما هما سِيان
عِشرون وجهاً تبطل التأويل باسـ *** تولى فلا تخرج عن القرآن
قد أُفردت بمصنف هو عندنا *** تصنيف حبرٍ عالمٍ رباني
ولقد ذَكرنا أربعين طريقةً *** قد أبطلت هذا بحسنِ بيان
هي في الصواعق إن تُرِد تحقيقها *** لا تختفي إلا على العميان
نون اليهود ولام جَهميٍ هما *** في وحي رب العرش زائدتان
وكذلك الجهمي عطّل وصفَه *** ويهود قد وصفوه بالنقصان " .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الفصل بين المؤلف رحمه الله أن المحرفين يُشابهون اليهود والنصارى ويرثونهم التحريف وأن أهل الإثبات بريئون مما وصمهم به هؤلاء المحرفون لأن هؤلاء المحرفين قالوا إن أهل الإثبات هم الذين يشبهون اليهود لأن اليهود مشبهة وأهل الإثبات على زعمهم مُشَّبِهة يقول المؤلف :
" هذا وثَم بليةٌ مستورة *** فيهم سأبديها " .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب ، إذن
" وأتى إلى حزب الهدى أعطاهم *** شبه اليهود وذا من البهتان "
الطالب : ...
الشيخ : طيب .
" إذ قال أنهم مشبهة وأنـ *** ـتم مثلهم فمن الذي يلحاني "
المهم أننا فهمنا الأول أن هناك ثلاثة أشياء تحريف وتبديل وكتمان حاوَل أهل التعطيل أن يسلكوا هذه المسالك الثلاث ولكنهم عجزوا عن سلوكها جميعا لأنه لا يمكنهم التبديل ولا الكتمان لماذا ؟ لأن القرآن محفوظ ويش بقي عليهم ؟ بقي عليهم التحريف وهو إبقاءُ اللفظ وتحريف المعنى لأنهم لا يستطيعون لا كتمان اللفظ ولا تبديله فسلكوا الطريق الثالث وهو إيش ؟ التحريف فأتوا إلى الألفاظ قالوا تبقى الألفاظ لكن ليس معناها ما دلّت عليه بل معناها شيء آخر ومشوا على هذا يقول :
" وأتى إلى حزب الهدى أعطاهمُ *** شبه اليهود وذا من البهتان
إذ قال أنهم مشبهةٌ وأنـ *** ـتم مثلُهم فمن الذي يلحاني "
من الذي يلومني على ما قلت ؟.

الشيخ : " في هتك أستار اليهود وشِبههم *** من فرقة التحريف للقرآن
يا مسلمون "
المنادي ابن القيم لما قال رحمه الله من الذي يلحاني في هتك أسرار اليهود وشبههم من فرقة التحريف للقرآن نادى المسلمين
" يا مسلمون بحق ربكم اسمعوا *** قولي وعوه وَعْيَ ذي عرفان "
لأن السمع بدون وعي لا فائدة منه لا بد أن يسمع الإنسان ويعي قول مخاطبِه فإن سمع بلا وعي فلا فائدة من سمعه والسمع في الأذن والوعي في القلب نعم .

الشيخ : " ثم احكموا من بعد من هذا الذي *** أولى بهذا الشِّبْه بالبرهان "
ذكر المثال
" أُمر اليهود بأن يقولوا حطةٌ *** فأبوا وقالوا حنطة لهوان "
أُمر متى ؟ حين قيل لهم : (( ادخلوا الباب سجدا )) يعني باب القرية التي أُمروا بقتال أهلها وقولوا حِطّة ماذا فعلوا ؟ دخلوا يزحفون على أستاههم كل واحد يزحف على إسته يعني على دبره ويقولون : حِنطة حِنطة حِنطة بدل حطة يعني نبي حنطة أما حطة الذنوب ما نبيها نريد حنطة لأنهم هم يبغون المال وملء البطون ولا يهمهم أن يحط الله ذنوبهم أو لا يحطها نسأل الله العافية نعم
" أُمر اليهود بأن يقولوا حطة فأبوا" حِطة إيش ؟ احطط عنا ذنوبنا ولكن قالوا حنطة يبون أكل لهوان .

الشيخ : " وكذا الجهمي قيل له استوى *** فأبى وزاد الحرف "
قيل له استوى على العرش قال لا معناه استولى على العرش زاد حرفاً كما زاد اليهود حرفاً من المشابه ؟
الطالب : الجهمية
الشيخ : الجهمية هم المشابهون لليهود هؤلاء زادوا حرفا وهو النون وهؤلاء زادوا حرفا وهو اللام
وقال : " زاد الحرف للنقصان " زاد حرفاً فنقص المعنى صار العرش وغيره سواء إذا كان استوى على العرش يعني استولى عليه فهو أيضا مستول على الأرض وحينئذ لا فضل للعرش على الأرض أليس كذلك؟ فزاد حرفا ولكنه نقص نقص إيش ؟ في المعنى نقص قدر العرش
" قال استوى استولى وذا من جهله *** لغة وعقلاً ما هما سِيان "
صدق فرق بين استوى على العرش وبين استولى على العرش .

الشيخ : " عشرون وجهاً تُبطل التأويل باسـ *** ـتولى فلا تَخرج عن القرآن "
اللهم ارزقنا عدم الخروج منه لا تخرج عن القرآن لو كان الله يريد استولى ما الذي يمنعُه أن يقول استولى أحد يمنعُه؟
الطالب : لا
الشيخ : أبداً أراد استوى غير استولى ولهذا قال : " لا تخرج عن القرآن " عشرون وجها يقول :
" قد أُفردت بمصنف هو عندنا *** تصنيف حَبر عالم رباني "
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله له كِتاب أَبطل فيه أن استوى بمعنى استولى من عشرين وجهاً رحمه الله وجزاه عن أمة محمد خيراً عالم حبر الحبر مثلث الحاء يعني حِبر حَبر حُبر ، ومعناه العالم الواسع العلم وهو مشتق من البحر لكنه اشتقاق أكبر لأن الاشتقاق الأصغر ما ... به الحروف وهذا مختلف عالم رباني.

الشيخ : " ولقد ذكرنا أربعين طريقة *** قد أبطلت هذا بحسن بيان
هي في الصواعق إن تُرد تحقيقها *** لا تختفي إلا على العميان "
ابن القيم أيضاً ذكر أربعين طريقة في * الصواعق المرسَلة * * صواعق مرسلة على غزو الجهمية والمعطلة * نعم يعني ما شاء الله عنوانه تمام اختار عنوانا إذا كان صواعق مرسلة ما بقي لهم أثر والكتاب الحمد لله الآن مطبوع كان لا يوجد إلا مختصره الآن هو مطبوع كتاب إذا قرأه الإنسان استفاد منه فائدة كبيرة .

الشيخ : " نون اليهود ولام جهميٍ هما *** في وحي رب العرش زائدتان "
نون اليهود في حنطة الله قال : (( قولوا حطة )) هم قالوا حِنطة كذلك لام الجهمي في استوى الله عز وجل قال : (( استوى )) وهو قال استولى فهما في وحي رب العرش زائدتان شَبه آخر
" وكذلك الجهمي عطل وصفه *** ويهود قد وصفوه بالنقصان "
اليهود وصفوا الله بالنقصان قالوا يد الله مغلولة وقالوا إن الله فقير وقالوا إن الله تَعب يوم السبت فاستراح نعوذ بالله ووصفوا الله بكل عيب والجهمي سَلب منه وصفَه بالكمال وإذا سلب وصفه بالكمال لزم أن يكون متصفاً بالنقص وجه التلازم أنك إذا نفيت صفة الكمال عن الله لزم أن يكون متصفا بالنقص لأنه ما من موجود إلا وله صفة فإذا انتفت عنه صفة الكمال لزم ثبوت صفة النقص فاليهود وصفوه بالنقص والجهمي وصفه بالنقص فمن أحق أن يكون مُشابها لليهود ؟ الجهمي المعطل وليس المثبت نعم ما عندي إي نعم .
الطالب : ...
" فهما إذن في نفيهم لصفاته الـ *** ـعليا كما بينتُه أخوان "
نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : إيش ؟ إيش ؟
الطالب : لو نقرأ لابن القيم رحمه الله في ابطال استوى بمعنى استولى
الشيخ : إلا إن شاء الله نقرأه إذا كملت النونية إن شاء الله تعالى ذكرنا بذلك كتاب مجلد كامل نروح نقرأه علشان .
الطالب : لا يا شيخ ما هو بمجلد كامل عشرين صفحة
الشيخ : عشرين صفحة كم نقعد لها من الليل؟
الطالب : ...
الشيخ : لا كل يقرأها بنفسه أحسن .
القارئ : " فهما إذن في نفيهم لصفاته الـ *** ـعليا كما بينته أخوان"

القارئ : "فصل : في بيان بهتانهم في تشبيه أهل الإثبات بفرعون وقولهم إن مقالة العلو عنه أخذوها وأنهم أولى بفرعون وهم أشباهه " .
الشيخ : هذا أيضاً مُشكل قالوا إنكم أنتم أيها المثبتون لِعُلو الله تشبهون فرعون فمرة قالوا تشبهون اليهود ومرة قالوا تشبهون فرعون لأن فرعون أثبت العلو وأنتم أثبتم العلو فأنتم يهود فرعونية نسأل الله العافية أشبهتم اليهود وأشبهتم فرعون والمؤلف رد عليهم إي نعم .
القارئ : " ومن العجائبِ قولهم فرعون مذ *** هبه العلو وذاك في القرآن
ولذاك قد طلب الصعودَ إليه *** بالصرح الذي قد رام من هامان
هذا رأيناه بكتبهم ومن *** أفواههم سمعا إلى الآذان
فاسمع إذن من ذا الذي أولى بفر *** عون المعطل جاحد الرحمن
وانظر إلى من قال موسى كاذبٌ *** حين ادعى فوقية الرحمن
فمن المصائب أن فرعونيكم *** أضحى يُكفر صاحب الإيمان
ويقول ذاك مبدل للدين سا *** عٍ بالفساد وذا من البُهتان
إن الموَرِّث ذا لهم فرعون *** حين رمى به المولود من عمران
فهو الإمام لهم وما فيهم *** "
الشيخ : وهاديهم ، هاديهم
القارئ : الإمامُ لهم
الشيخ : وهاديهم
القارئ : " فهو الإمام لهم وهاديهم *** بمتبوع "
الشيخ : وهاديهم بمت *** بوع
القارئ : " فهو الإمام لهم وهاديهم بمت *** بوعٍ يقودهمُ إلى النيران
هو أنكر الوصفين وصف الفوق *** والتكليم "
الشيخ : وصف الفوق والت** كليم
القارئ : " هو أنكر الوصفين وصف الفوق والت *** كليم إنكارا على البهتان
إذ قصدُه إنكار ذات الرب *** فالتعطيل مرقاة لذا النكران
وسواه جاء بسُلم وبآلة *** وأتى بقانون على بُنيان
وأتى بذاك مُفكِرا ومقدرا *** ورث الوليد لعابد الأوثان"
الطالب : الوليد العابد الأوثان
القارئ : أصلحها
الشيخ : الوليد
القارئ : " وأتى بذاك مُفكِرا ومُقدرا *** ورث الوليدَ لعابد الأوثان"
الشيخ : العابد الأوثان
القارئ : " وأتى بذاك مُفكِرا ومُقدرا *** ورث الوليدَ العابد الأوثان "
الشيخ : العابدَ
القارئ : " وأتى بذاك مُفكِرا ومُقدرا *** ورث الوليدَ العابدَ الأوثان
وأتى إلى التعطيلِ من أبوابه *** لا من ظهور الدار والجُدران
وأتى به في قالبِ التنزيه والتـ *** ـعظيم تلبيسا على العُميان
وأتى إلى وصف العلو فقال ذا التـ ... ـجسيم ليس يليق بالرحمن
فاللفظ قَد أنشأه من تلقائه *** وكساه وصفَ الواحد المنان
والناس كلهم صبي العقل لم *** يبلغ ولو كانوا من الشيخان
إلا أناساً سلموا للوحي هم *** أهل البلوغ وأعقل الإنسان
فأتى إلى الصبيان فانقادوا له *** كالشاء إذ تنقاد للجوبان
فانظر إلى عقلٍ صغير في يدي *** شيطان ما يلقى من الشيطان " .

الشيخ : نعم هذا أيضا من المصائب أنهم قالوا إن أهل السنة فرعونية يُشبهون فرعون بماذا ؟ قالوا : لأن أهل السنة أثبتوا أن الله فوق كل شيء وفرعون أثبت العلو لله فشابهوا فرعون من هذا الوجه وعَمُوا عن أن موسى هو الذي قال : إن الله في السماء ولهذا قال فرعون : (( يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا )) فهل فرعون أثبت العلو ولا أنكره ؟ أنكره ولكنه أمر وزيره هامان أن يبني هذا الصرح توهيماً لقومه لأنه سوف يصعد على هذا الصرح يقول بحثت فلم أجد فيكون قد موه على قومه ففرعون موافِق بل فالجهم موافق تماما لإيش؟ لفرعون هذا هو الحق وأظن أن الوقت انتهى إن شاء الله يأتي .

السائل : يتكلمون عربي ؟
الشيخ : من ؟
السائل : اليهود .
الشيخ : لا .
السائل : كيف يقولون حنطة ؟
الشيخ : لقد حكى الله عز وجل عن آدم إلى محمد عن الأنبياء كلهم أليس كذلك بالعربي كل الأنبياء لغتهم غير عربية .
السائل : ... .
الشيخ : يعني يحكي الله عنهم يقول قال فرعون قال موسى باللغة العربية فهو يحكي كلامهم بالمعنى .
السائل : لا قصدي قالوا نفس اللفظ هذا ولا لفظ آخر ؟.
الشيخ : لا لا معناه معناه إي .
في الفصل في بيان بهتانهم لتشبيه أهل الإثبات بفرعون شرحنا منه ما شرحناه .

الشيخ : قال المؤلف رحمه الله :
" ومن العجائب قولهم فرعون مذ *** هبه العلو وذاك في القرآن "
دعوى بدليل لكنها باطلة والاستدلال بها باطل قالوا : إن فرعون مذهبه إثبات العلو لله وذلك في القرآن
" ولذاك قد طلب الصعود إليه بال *** ـصرح الذي قد رام من هامان "
من الذي طلب الصعود إليه ؟ فرعون طلب الصعود إلى الله وهذا يدل على زعمهم أنه يُقر بأن الله في السماء
" هذا رأيناه بِكتبهم ومن *** أفواههم سمعا إلى الآذان
فاسمع إذن من ذا الذي أولى بفر *** عون المعطل جاحدَ الرحمن "
هل هم أهل السنة المثبتون للعلو أم هم هؤلاء المنكرون لعلو الله ؟ أيهم أولى بفرعون نعم
" وانظر إلى من قال موسى كاذبٌ *** حين ادعى فوقية الرحمن "
من الذي قاله؟ فرعون فرعون قال لموسى إنه كاذب أن الله في السماء لأن فرعون يُنكر وجود الله نهائياً ويقول لقومه : (( ما علمتُ لكم من إله غيري )) لا فوق ولا في غير فوق فإذن هل أهل السنة أولى بفرعون أم هؤلاء المعطلة ؟ هؤلاء المعطلة لكن هم يقلبون الحقائق نسأل الله العافية تلبيسا وترويجاً .

الشيخ : " وانظر إلى من قال موسى كاذبٌ *** حين ادعى فوقية الرحمن
فمن المصائب أن فرعونيكم *** أضحى يُكَفِّر صاحب الإيمان "
يقول من قال إن الله في السماء فهو كافر هذا كلام أهل التعطيل نعم
" ويقول ذاك مُبدِّلٌ للدين سا ***عٍ بالفساد وذا من البهتان "
يقول من ؟ فرعونيهم يقول : إن الذي يقول إن الله في السماء مبدل للدين كما قال فرعون : (( إني أخاف أن يبدل دينكم )) ساع بالفساد كما قال فرعون : (( أو أن يَظهر في الأرض الفساد )) في قراءة (( يُظهر في الأرض الفساد )) طيب .

الشيخ : " إن الموَرِّثَ ذا لهم فرعون " إن المُورِّثَ ذا يعني إنكار العلو " لهم فرعون " يعني من الذي ورثهم إنكار العلو ؟ هو فرعون " حيـ *** ـن رمى به المولودَ من عمران
فهو الإمام لهم وهاديهم بمتـ *** ـبوع يقودهم إلى النيران "
نسأل الله العافية
" هو أنكر الوصفين وصف الفوق والتـ *** ـكليم إنكاراً على البهتان "
فأنكر وصف الله بالعلو لأنه إنما قال لهامان : (( ابن لي صرحاً )) من باب التهكم بموسى من وجه ومن باب التضليل لقومِه من وجه آخر لأنه سيقول صعدت ولم أجد عرفتم فأنكر الفوقية أنكر التكليم كيف أنكر التكليم؟ لأنه أنكر رسالات موسى ورسالة موسى ثبتت بالوحي وهو تكليم الله ففرعون أنكر الفوقية والتكليم وهؤلاء المعطلة إيش ؟ أنكروا الفوقية والتكليم جميعاً
" إذ قَصدُه إنكار ذات الرب فالتـ *** ـعطيل مرقاةٌ لذا النكران "
قصد فرعون إنكار ذات الرب والتعطيل مِن هؤلاء المعطلة مرقاةٌ لذا النكران لأن هؤلاء المعطلة إذا حققت مذهبهم صارت نتيجته ألا رب موجود نسأل الله العافية .

الشيخ : " وسِواهُ جاء بِسُلَّمٍ وبآلة *** وأتى بقانون على بنيان
وأتى بذاك مُفكراً ومقدرا *** ورث الوليد العابد الأوثان "
سِواه يريد بذلك أهل التعطيل أتوا بسُلَّم وآلة وقانون والمراد به قانون الكلام إذا كان كذا لزم منه كذا ، إذا كان الله فوق لزم أن يكون جسما إذا كان جسما لزم أن يكون مماثلاً للمخلوق وهكذا فأتوا بقانون وفرعون ما أتى بها القانون ماذا صنع ؟ أنكر رأساً قال : (( يا أيها الملأ ما علمتُ لكم من إله غيري )) فهو أحسن سيرة منهم لأنه أصرح منهم أما هؤلاء فأتوا بهذه القوانين يلعبون بها على الناس يقول :
" ورث الوليد العابد الأوثان " من هو الوليد ؟ الوليد بن عقبة الذي قال الله عنه : (( إنه فكر وقدَّر فقُتل كيف قدَّر ثم قُتل كيف قدَّر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر )) والنتيجة (( فقال إن هذا إلا سحر يُؤثَر إن هذا إلا قول البشر )) هؤلاء المتكلمون المعطلون صاروا يفكرون ويقدرون ويأتون بقوانين ويأتون بحجج واهية يَدَّعونها عقليات وهي وهميات وليست بحقيقة فهم ورثوا الآن ورثوا فرعون صاحب موسى وورثوا الوليد أحد زعماء الكفر في هذه الأمة
الطالب : أليس الوليد بن المغيرة ؟
الشيخ : ماذا قلت أنا ؟
الطالب : الوليد ابن عقبة
الشيخ : لا الوليد بن المغيرة نعم، يقول : " ورث الوليد العابد الأوثان " .

الشيخ : " وأتى إلى التعطيل من أبوابه *** لا من ظهورِ الدار والجدران "
أتى إلى التعطيل من أبوابه من أجل أن يلج التعطيلَ ولوجا محكما لأن الذي يأتي الشيء من بابه يدخل دخولاً مُحكما أما الذي يأتي من ظهور البيوت يتسلقها تسلقا فهو يسقط ويموت ولا يصل إلى مُراده لكن هؤلاء أتوا إلى التعطيل من أبوابِه بما كَسَوه من هذه الحجَج الواهية الذي قال واصفها :
" حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر مكسور "
" وأتى به في قالب التنزيه والتـ *** ـعظيم تلبيسا على العميان "
قال مَثلاً حاش أن يكون الله تعالى فوق حاشا حاشا وكلا ليش ؟ قال لو أثبتنا أنه فوق أثبتنا أنه جسم وإذا أثبتنا أنه جسم أثبتنا أنه مماثل للمخلوق فحاشا ربُّنا أو حاشا ربِنا من مماثلة المخلوق لأن الله يقول : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) إذا سمعها العامي وأشباه العوام صدقوا وقال هذا هو الحق إن الله منزه ولهذا قال :
" وأتى به في قالب التنزيه والتـ *** ـعظيم تلبيسا على العُميان
وأتى إلى وصف العلو فقال ذا التـ *** ـجسيم ليس يليق بالرحمن
فاللفظ قد أنشاه من تلقائه *** وكساه وصف الواحد المنان "
اللفظ الذي هو التنزيه قد أنشاه من تلقائه ويجوز أن يكون المراد باللفظ التجسيم وأنه كساه وصف الواحد المنان من أجل أن يُرَتب على ذلك إنكار العلو .

الشيخ : " والناس كلهُم صبي العقل لم *** يبلغ ولو كانوا من الشيخان "
رحمه الله هذا الوصف للناس مأخوذ من قوله تعالى : (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )) فالناس كلهم صبي العقل وإن كان من الشِّيخان جمع شيوخ حتى لو كانوا شيوخا فعقولهم عقول الصبيان
" إلا أُناسا سلموا للوحي هم *** أهل البلوغ وأعقلُ الإنسان "
فالذين سلَّموا للوحي هم العقلاء وهم أهل البلوغ يقول :
" فأتى إلى الصبيان فانقادوا له *** كالشاء إذ تنقاد للجوبان "
نعم أتى إلى الصبيان صبيان العقول فانقادوا له كالشات إذ تنقاد للجوبان من هو ؟ الراعي والغنم تنقاد للراعي وهو يقودها إلى المنحر بل إلى المذبح ولا لا ؟ ولا تدري هؤلاء مثلهم .

الشيخ : " فانظر إلى عقلٍ صغير في يدي *** شيطان ما يَلقى من الشيطان "
ويش يَلقى ؟ عقل صغير بين يدي شيطان يَلقى كل شر ولا شك نعم .

القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
" فصل : في بيان تدليسهم وتلبيسهم الحق بالباطل "
قالوا إذ قال المجسم
الشيخ : إذا
القارئ : " قالوا إذا قال المجسِّم ربُّنا *** حقاً على العرش استوى بلسان
فسلوه كم للعرش معنىً واستوى *** أيضا له في الوضع خمس معان
وعلى فكم معنى لها أيضاً لدى *** عمروٍ فذاك إمام هذا الشان
بين لنا تلك المعاني "
الشيخ : المعانيَ
القارئ : " بين لنا تلك المعانيَ والذي *** منها أريد بواضح التبيان
فاسمع فذاك معطلٌ هذي الجعا *** جع ماالذي فيها من الهذَيان
قل للمجعجع ويحك اعقل ذا الذي *** قد قلتَه إن كنت ذا عرفان
العرش عرش الرب جل جلاله *** واللام للمعهود في الأذهان
ما فيه إجمالٌ ولا هو موهمٌ *** نقلَ المجاز "
الشيخ : المَجاز
القارئ : " ما فيه إجمالٌ ولا هو مُوهِمٌ *** نقلَ المَجاز ولا له وضعان
ومحمدٌ والأنبياءُ جميعهم *** شهدوا به للخالق الرحمن
منهم عَرفناه وهم عرفوه من *** ربٍ عليه قد استوى ديان "
الشيخ : عرَفناه
القارئ : " منهم عَرَفناه وهم عرفوه من *** ربٍ عليه قد استوى ديان
لم تفهم الأذهان منه سرير *** بلقيس ولا بيتا " من الأركان
الشيخ : عندنا على
القارئ : " لم تفهم الأذهان منه سرير *** بلقيس ولا بيتا من الأركان
كلا ولا عرشاً على بحر ولا *** عرشاً لجبريلٍ بلا بنيان
كلا ولا العرش الذي إن تُلّ من *** عبد هوى تحت الحضيض الداني
كلا ولا عرش الكروم وهذه *** الأعناب في حرثٍ وفي بستان
لكنها فَهمت بحمد الله عر *** ش الرب فوق جميع ذي الأكوان
وعليه رب العالمين قد استوى *** حقاً كما قد جاء في القرآن
وكذا استوى الموصول بالحرف الذي *** ظهر المرادُ به ظهور بيان
لا فيه إجمالٌ ولا هو مُفهِمٌ *** للاشتراك ولا مجازٌ ثان "
الشيخ : ولا مجازٍ ، مضمومة عندكم ؟ لا مجرورة أحسن .
القارئ : " لا فيه إجمالٌ ولا هو مُفهِمٌ *** للاشتراك ولا مجازٍ ثان
تركيبُه مع حرف الاستعلاء نصٌ *** في العلو بوضع كل لسان
فإذا تركَّب مع إلى فالقصد مع *** معنى العلو لوضعِه ببيان
وإلى السماء قد استوى فمقيّد *** بتمام صنعتها مع الإتقان
لكن على العرش استوى هو مطلق *** من بعدها قد تم بالأركان
لكنما الجهمي يقصرُ فهمه *** عن ذا فتلك مواهب المنان
فإذا اقتضى واو المعية كان *** معناه استوى متقدم والثاني
فإذا أتى من غير حرف كان *** معناه الكمال فليس ذا نقصان
لا تَلبِسوا بالباطل الحقَّ الذي *** قد بين الرحمن في الفرقان
وعلا للاستعلاء فهي حقيقةٌ *** فيه لدى أرباب هذا الشان
وكذلك الرحمنُ جل جلاله *** لم يحتمل معنىً سوى الرحمن
يا ويحه بعماه لو وجد اسمه الر *** حمن محتمِلا لخمس معان
لقضى بأن اللفظ لا معنىً له *** "
الشيخ : لا معنى له ، لا معنىً صح
القارئ : " لقضى بأن اللفظ لا معنىً له *** إلا التلاوة عندنا بلسان
فلذاك قال أئمة الإسلام في *** معناه ما قد ساءكم ببيان
ولقد أحلناكم على كُتْبٍ لهم *** هي عندنا والله بالكيمان " .

الشيخ : هذا الفصل ذكر المؤلف رحمه الله فيه تلبيسَ أهل التعطيل في مسألة الاستواء
" قالوا إذا قال المجسِّم ربنا *** حقا على العرش استوى بلسان "
من هو المجسم ؟ هو الذي يُثبت العُلو حقيقة بل هو الذي يُثبت الاستواء على العرش حقيقة ولهذا يسمون أهل السنة يسمونهم المجسِّمة
إذا قال ربنا حقا على العرش استوى بلسان
"فسلوه كم للعرش معنى " هذا واحد واستوى أيضاً له، وعلى، والرحمن هذه أربعة أشياء (( الرحمن على العرش استوى )) اسألوه كم للعرش من معنى؟ اسألوه كم للاستواء من معنى؟ اسألوه كم لعلى من معنى؟ والغرض من هذا السؤال أنه إذا ثبتت المعاني صار اللفظُ محتمِلا واللفظ المحتمل نعم يسقط الاستدلال به والقاعدة المشهورة " إذا وُجد الاحتمال بطل الاستدلال " فاسألوه
" فسلوه كم للعرش معنى واستوى *** أيضاً له في الوضع خمس معاني
وعلى فكم معنىً لها أيضا لدى *** عمرو " وهو سبويه " فذاك إمام هذا الشان "
على لها معاني استوى لها معاني العرش له معاني فاسألوه أي المعاني يُراد
" بين لنا تلك المعانيَ والذي *** منها أريد بواضح التبيان "
يقول : بين لنا هذا تحدي وليس استفهاماً واستخبارا لكن يريدون أن يتحدوا هذا يقول ابن القيم :
" فاسمع فذاك معطِّل هذي الجعا *** جع ماالذي فيها من الهذيان "
الجعاجع الأصوات الغير معلومة ما الذي فيها من الهذَيان الهذيان كلام الرجل المخرِّف الذي ليس له ضابط ولا معنى
" قل للمجعجع ويحك اعقل ذا الذي *** قد قلتَه إن كنت ذا عِرفان "
وهذا تهكُم به يعني أنك إن كانك صادق وتعرف اعقل ما تقول نعم
" العرش عرش الرب جل جلالُه *** واللام للمعهود في الأذهان " .