معنى قول الناظم: استعرض الثمن الصحيح بجهله*** وبظلمه يبغيه بالبهتان عوجا ليسلم نقده بين الورى*** ويروج فيهم كامل الأوزان
الشيخ :" الثمن الصحيح بجهله *** وبظُلمه يبغيه بالبهتان عوجا " يعني أنه يبغي النقود الصحيحة السليمة عوجاً " ليسلم نقده بين الورى *** ويروج فيهم كامل الأوزان " وهذا يروج على الناس أو لا ؟ نعم يروج ولهذا قال : " والناس ليسوا أهلَ نقد للذي *** قد قيل إلا الفردُ في الأزمان " أو " إلا الفردَ " يجوز وجهان ، صدق رحمه الله يعني أن الناس يقل فيهم من يعرف الصحيح من الزيف لا يوجد إلا الفرد في الأزمان انتهى الوقت الطالب : انتهى الشيخ : طيب نقف على هذا إن شاء الله .
(بيان قلة العلماء وكثرة الجهال)
والناس ليسوا أهل نقد للذي*** قد قيل إلا الفرد في الأزمان
والزيف بينهم هو النقد الذي*** قد راج في الأسفار والبلدان
اذ هم قد اصطلحوا عليه وارتضوا*** بجوازه جهرا بلا كتمان
الشيخ : نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قال المؤلف رحمه الله : " والناسُ ليسوا أهلَ نقد للذي *** قد قيل إلا الفردُ في الأزمان والزيف بينهم هو النقد الذي *** قد راج في الأسفار والبلدان " يعني أكثر الناس وعامة الناس ليسوا أهلاً للنقد فلا يفرقون بين الزيف وهو المَعيب وبين الخالص النقد إلا الفرد يعني الواحد في المئة أو الواحد في الألف " والزيف بينهم هو النقد الذي *** قد راج في الأسفار والبلدان " هؤلاء أكثر الناس الذي يروج عندهم هو الشيء المزيّف " إذ هم قد اصطلحوا عليه وارتضوا *** بجوازه جَهرا بلا كِتمان " إذ هُم أي الناس الذين اغتروا بالزيف وأخذوا به قد اصطلحوا عليه وارتضوا بجوازه جهرا بلا كتمان وكتبهم مملوءة بهذا تجدُهم يقررون التعطيل ونفي الصفات لله عز وجل بهذه التعليلات الذين يرونها معقولات وهي مجهولات في الحقيقة .
فإذا أتاهم غيره ولو انه*** ذهب مصفى خالص العقيان
ردوه واعتذروا بأن نقودهم*** من غيره بمراسم السلطان (مقصود ابن القيم بهذا المثال)
الشيخ :" فإذا أتاهم غيره ولو أنه *** ذهب مصفى خالص العقيان ردوه واعتذروا بأن نقودَهم *** من غيره بمراسم السلطان " يردون النقد الصحيح الخالص بحجة أن نقودهم من غير هذا النقد ولو كان النقد الذي ردوه من الذهب الخالص ليش ؟ لأن مراسم السلطان قررت هذا النقد المزيف والمؤلف رحمه الله إنما ضرب مثلاً بالنقد وإلا فهو يريد كلام أهل الكلام الذين يتبعون علمائهم وأئمتهم ويقولون لا نخرج عما قاله أئمتنا مهما كان فهو المقبول عندهم وسواه مردود .
فإذا تعاملنا بنقد غيره*** قطعت جوامكنا من الديون (تعريف الجوامك)
الشيخ :" فإذا تعاملنا بنقد غيره *** قطعت جوامكُنا من الديوان " يعني لو أننا تعاملنا بنقد غير الذي ضربه السلطان قُطعت الجوامك الجوامك هي عبارة عما يسمى عندنا بالعوائد التي يُهديها السلطان للناس واحد يسميها عوائد وواحد يسميها شرخات تختلف الأسماء لكن المعنى واحد يعني ما يُجعل في بيت المال للناس إما سنويا أو شهرياً أو كل ستة أشهر أو ما أشبه ذلك فالجامكية هي عبارة عما يأخذُه الإنسان من بيت المال يقولون نحن لو قبلنا هذا النقد الصحيح السليم وتركنا نقد السلطان ماذا يصنع ؟ تُقطع الجوامك ولا يأتينا رزق من السلطان نعم .
والله منهم قد سمعنا ذا ولم*** نكذب عليهم ويح ذي البهتان (القسم عند الحاجة إليه جائز وإن لم يطلب منه القسم مع المثال)
الشيخ :" والله منهم قد سمعنا ذا ولم *** نكذب عليهم ويحَ ذي البهتان " المؤلف رحمه الله يُقسِم من غير أن يستقسم لأن المقام مقام تجبُ العناية به والقسم عند الحاجة إليه جائز وإن لم يطلب من الإنسان قال الله تعالى : (( قل بلى وربي لتبعثن )) وإذا كان كذلك فلا حرج على الإنسان أن يقسم بالله عز وجل على شيء من الأشياء وإن لم يستقسم إذا كان المقام ذا أهمية .
(بيان سبب النجاة من النار)
يا من يريد تجارة تنجيه من*** غضب الإله وموقد النيران
وتفيده الأرباح بالجنات والـ***ـحـور الحسان ورؤية الرحمن
في جنة طابت ودام نعيمها*** ما للفناء عليه من سلطان
هيئ لها ثمنا يباع بمثلها*** لا تشترى بالزيف من أثمان
نقدا عليه سكة نبوية*** ضرب المدينة أشرف البلدان
الشيخ :" يا من يريد تجارة تنجيه من *** غضب الإله ومُوقدِ النيران وتفيده الأرباحَ بالجنات والـ ***ـحـور الحسان ورؤية الرحمن في جنةٍ طابت ودام نعيمها *** ما للفناء عليه من سلطان " يعني من قُدرة " هيئ لها ثمنا يُباع بمثلها *** لا تشتري بالزيفِ من أثمان " " لا تشترى بالزيف من أثمان *** " الطالب : تُشترى الشيخ : نعم ، " *** لا تُشترى بالزيف من أثمان" " نقدا عليه سكةٌ نبوية *** ضربَ المدينة أشرف البلدان " هذا أيضاً كما قلت من ضرب المثل يعني الذي يريد النجاة من النيران ودخول الجنات فليأخذ أو فليشتري هذه الجنة بالثمن المهيّئ لها والنقد الذي يكون ثمنا لها هو النقد الذي عليه سكة نبوية ضربُ المدينة وماذا يريد بهذا النقد اللي عليه السِّكة ؟ الكتاب والسنة فالذي يُريد النجاة عليه بالكتاب والسنة وليدع علم الكلام وهذيانَ أهله .
معنى قول الناظم: أظننت يا مغرور بائعها الذي*** يرضى بنقد ضرب جنكيز خان
منتك والله المحال النفس إن*** طمعت بذا وخدعت الشيطان
الشيخ :" أظننتَ يا مغرورُ بائعها الذي *** يرضى بنقد ضربِ جنكيز خان " هذا أحد ملوك التتار له سِكة مضروبٌ عليها اسمه هذا رضي بالنقد وترك النقد السليم الصحيح والمراد بذلك أيضاً كما قلت ما عند أهلِ الكلام من الكلام الفارغ الذي رضيه هذا لنفسه وترك النقد الصحيح السليم " منّتك واللهِ المحالَ النفسُ إن *** طمعت بذا وخُدعت بالشيطان " صدق رحمه الله العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فالإنسان الذي يغتر بظاهر الحال ولا يلتفت إلى الكتاب والسنة ويزعم أنه هو الموحِّد قد غرته نفسه وغره الشيطان . الطالب : يا شيخ الشيخ : نعم السائل :" منتك والله المحالَ النفسُ إن " ولا أن طمعت . الشيخ : إن طمعت السائل : ولا تصير أن؟ الشيخ : يصح أن لكن إن طمعت صحيح نعم .
القراءة من قول الناظم: فاسمع إذا سبب الضلال ومنشأ إلى آخر الفصل
القارئ : " فاسمع إذن سببَ الضلال ومنشأ *** التخليط إذ يتناظر الخصمان يحتج باللفظ لمركب عارف *** مضمونه بسياقه لبيان واللفظ حين يساق بالتركيب *** محفوظ به للفهم والتبيان جند ينادى بالبيان عليه *** مثل ندائنا بإقامةٍ وأذان كي يحصل الإعلام بالمقصود من *** إيراده ويصيرَ في الأذهان فيفك تركيب الكلام معاندٌ *** حتى يقلقله من الأركان ويروم منه لفظةً قد حمّلت *** معنى سواها في كلامٍ ثان فيكون دبُّوسَ الشقاق وعُدةً *** للدفع فعل الجاهل الفتان فيقول هذا مجملٌ واللفظ محتمَلٌ *** وذا من أعظم البهتان فبذاك يفسد كل علم في الورى *** والفهم من خبرٍ ومن قرآن إذ أكثرُ الألفاظ تقبل ذاك في الـ *** ـإفراد قبل العقد والتبيان لكن إذا ما ركبت زال الذي *** قد كان محتمَلا لذي الوحدان " . الشيخ : عندنا لدى كذا عندكم ؟ إيش ؟ كيف الطالب : عندنا دبوس السلاق ؟ الشيخ : السلام الطالب : السلاق الشيخ : الشقاق عندي نشوفها فسرها بشيء ويش يقول ؟ الطالب : يقول سلق العظم ، ... الطالب : محفوف بدل محفوظ . الشيخ : نعم الطالب : في البيت الثاني محفوف البيت الثاني الشيخ : إي نعم الطالب : بدل محفوظ الشيخ :"واللفظ حين يساق بالتركيب *** محفوف به " نعم . الطالب : محفوف به الشيخ : نعم القارئ : " لكن إذا ما ركبت زال الذي *** قد كان محتمَلا لذي الوحدان فإذا تجرد كان مُحتِملا لغير *** مراده أو في كلام ثان لكن ذا التجريدَ ممتنع فإن *** يُفرض يكن لا شك في الأذهان والمفردات بغير تركيب كمثل *** الصوت تنعُقه بتلك الضان وهنالك الإجمالُ والتشكيك *** والتجهيل والتحريف بالبطلان " . الطالب : الإتيان . الشيخ : لا الإتيان زائدة يطول البيت نعم . القارئ : " فإذا هُمُ فعلوه راموا نقله *** لمركب قد حفّ بالتبيان وقضوا على التركيب بالحكم الذي *** حكموا به للمفرد الوِحداني جهلا وتجهيلا وتدليسا *** وتلبيسا وترويجا على العميان " .
قاعدة: اللفظ وإن كان محتملا لعدة معان ولكن عند التركيب لا يحتمل إلا معنى واحد
الشيخ : هذه القطعة مفيدة ومهمة خلاصتها أن اللفظ وإن كان محتملاً من حيث هو لفظ لمعان متعددة فإنه عند التركيب لا يحتمل إلا المعنى الذي دل عليه السياق عرفتم؟ فالعرش كما سبق يختمل معاني كثيرة لكن عند التركيب لا يحتمل إلا معنى واحداً الاستواء يحتمل معان متعددة لكن عند التركيب لا يحتمل إلا معنى واحدا وهكذا .
معنى قول الناظم: فاسمع إذا سبب الضلال ومنشأ التـ***ـخليط اذ يتناظر الخصمان
يحتج باللفظ المركب عارف*** مضمونه بسياقه لبيان
الشيخ : يقول : " فاسمع إذن سبب الضلال ومنشأ التـ ***ـخليط إذ يتناظر الخصمان " السبب : "يحتج باللفظ المركب عارفٌ *** مضمونه بسياقه لبيان" الإنسان الذي يعرف مضمون الكلام إنما يحتج به حين يكون مركباً فأما إذا وُزع ومُزق وأتي بكل كلمة وحدها فإنه لا يكون كلاماً في الواقع لو قلنا قام زيد أو جاء زيد راكباً وفصلنا هذه الكلمات الثلاث قلنا قام وجعلنا زيد وحده وراكبا وحدها هل يفيد ؟ لا يفيد الكلمات بحد ذاتها لا تفيد إلا بالتركيب والتركيب يعيِّن المعنى يعيِّن بحيث لا يجوز معنى آخر سوى هذا الذي دل عليه التركيب .
معنى قول الناظم: واللفظ حين يساق بالتركيب محـ***ـفوف به للفهم والتبيان
جند ينادي بالبيان عليه مثـ***ـل ندائـنا بإقامة وأذان
كي يحصل الإعلام بالمقصود من*** إيراده ويصير في الأذهان
الشيخ :" واللفظ حين يُساق بالتركيب محـ *** ـفوف به للفهم والتبيان جند ينادي بالبيان " يعني اللفظ إذا سيق بالتركيب مُركبا فإنه يحتف به جند " ينادي بالبيان عليه مثـ *** ـلَ ندائـنا بإقامة وأذان " ما هذا الجند ؟ هي الكلمات التي حولَه واحتفت به تنادي على هذا اللفظ بالبيان بأن المراد به كذا قال الله تعالى : (( ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا )) كلمة العرش تصلح لكل عرش لكن (( استوى على العرش الرحمن )) هذا التركيب أو هذه الكلمات التي احتفت بالعرش تعيّن أن يكون معناه الطالب عرش الرب الشيخ : عرش الرب لا غير، فالقرائن يعني الكلمات التي تحتف باللفظ تنادي عليه جند جند ينادي عليه يقول هنا هنا ما تريد هنا ما تريد لا يتعداه إلى غيره ينادي بالبيان عليه مثل ندائنا بإقامة وأذان " كي يحصلَ الإعلام بالمقصود من *** إيراده ويصيرَ في الأذهان " صح تنادي هذه الكلمات المحتفة بالكلمة تنادي بالبيان بأن المراد كذا وكذا حتى يصيرَ معلوما لا يتعداه إلى معنى آخر .
معنى قول الناظم: فيفك تركيب الكلام معاند*** حتى يقلقله من الأركان
ويروم منه لفظة قد حملت*** معنى سواها في كلام ثان
فيكون دبوس الشقاق وعدة*** للدفع فعل الجاهل الفتان
الشيخ :" فيفك تركيب الكلام معاند *** حتى يقلقله من الأركان " مثل أهل التعطيل يفككونه يقول استوى لها عدة معاني، العرش له عدة معاني فأي المعاني تريدون فيشككون نقول هذا الكلام إنما يكون لو أُفردت كل كلمة ، أما مع ضم بعضها إلى بعض فإن المعنى يتعيّن لكن أنتم تفككون الكلام وتجزؤونه وتمزقونه تضليلا للخلق قال : " ويروم منه لفظة قد حملت *** معنى سواها في كلام ثان " يروم يعني يقصد لفظة قد حملت معنى لها في كلام ثان يعني هذه اللفظة التي الآن يشككنا فيها تحتمل هذا المعنى الذي قال لكن في كلام آخر أما في هذا الكلام فلا تحتمل المعنى الذي رامه "فيكون دبُّوس الشقاق وعُدة *** للدفع فعل الجاهل الفتان " الدبوس معروف هو ما يُنقر به مثل المسمار أو شبهه، يكون دبوس الشقاق يعني هو الذي يضرب المجتمع حتى يشققه وعندكم نسخة ثانية "دبوس السِّلاق" يعني العظام لأنها إذا دُقت بالدبوس تفرقت فيكون هذا القول الذي أراد أن يمزق الأدلة به مثل دبوس السِّلاق أو الشقاق .
معنى قول الناظم: فيقول هذا مجمل واللفظ محـ***ـتمل وذا من أعظم البهتان
وبذاك يفسد كل علم في الورى*** والفهم من خبر ومن قرآن
الشيخ :" فيقول هذا مجملٌ واللفظ محـ *** ـتمل " قال ابن القيم : " وذا من أعظم البهتان " كيف ؟ لأنه بسياقه ليس مجملا ولا محتملا " وبذاك يفسد كل علم في الورى *** والفهم من خبر ومن قرآن " يعني بهذا الطريق الذي سلكها هذا المبتدِع يفسد كل لفظ في اللغة العربية لأن كل لفظ إذا أردنا أن نمزقه ونمزق كلماتِه كلمة كلمة ونقول هذه كلمة تحتمل كذا وكذا تبقى كل الألفاظ لا يمكن أن يستدل بها لشيء لماذا ؟ قولوا لأن كل واحد يقدر أن يُجزِّئ الكلام ويقول هذه الكلمة تحتمل كذا، فنقول نعم هي تحتمل في غير هذا السياق أما في غير هذا السياق فهو جملة واحدة لا يمكن أن يُفَكك ولو أننا سلكنا ما تذهب إليه لكان كل إنسان يتكلم يَفسُد كلامه حتى لو قال الرجل لزوجته أنت طالق لقلنا فكك أنت مبتدأ وين الخبر ؟ ما هي طالق أنت جميلة طالق يحتمل طالق من قيد طالق من النكاح طالق من الغم صح ولا لا ؟ هل يكون لهذه الجملة أنتِ طالق فائدة الآن؟ لا يكون فلو أردنا أن نجزئ كلام الناس جُزءا جزءا لفسد الكلام كله وفسد الفهم ولم يبق للناس فهمٌ صالح .
معنى قول الناظم: إذا أكثر الألفاظ تقبل ذاك في الـ***ـإفراد قبل العقد والتبيان
لكن إذا ما ركبت زال الذي*** قد كان محتملا لدى الوحدان
فإذا تجرد كان محتملا لغيـ***ـر مراده أو في كلام ثان
الشيخ :" إذا أكثر الألفاظ تقبل ذاك في الـ *** ـإفراد قبل العقد والتبيان " أكثر الألفاظ تقبل ذاك ما هو ؟ التعدد والاحتمال قبل العقد يعني قبل أن يعقد بينها ويُبيَّن ،كل الكلمات غالبها يحتمل معنيين لكن السياق يُعيِّن " لكن إذا ما رُكبت زال الذي *** قد كان محتمَلا لدى الوِحدان " رحمه الله إذا رُكب الكلمات التي تورد بعضها مع بعض فإن الاحتمال الذي يكون فيما لو أُفردت يبقى ولا يزول ؟ يزول " فإذا تجرد كان محتمِلا لغيـ *** ـر مراده أو في كلامٍ ثان " إذا تجرد يعني إذا فُصل بعضه عن بعض ، كان مُحتمِلا لغير المراد أو محتمِلا لكلام ثاني يُعيَّن .
معنى قول الناظم: لكن ذا التجريد ممتنع فإن*** يفرض يكن لا شك في الأذهان
الشيخ :" لكن ذا التجريدَ ممتنع " ويش معنى التجريد ؟ يعني أن تجريد الكلمات بعضها لبعض ممتنع كل كلام العرب تجده لا بد أن يكون مُركباً حقيقة أو حُكما يعني لا تجد في كلام العرب كلمة زيد فقط أبدا لا تجد فيها قام فقط أبدا لا بد في كلام العرب من أن يكون مُركبا ولهذا علماء النحو يقولون الكلام هو اللفظ إيش ؟ المركب ما فيه كلام العرب شيء غير مركب بل إذا وُجد غير مركب قل هذا ليس بكلام ولا عبرة به ، ولهذا يقول : " لكن ذا التجريدَ ممتنع فإن *** يفرض يكن لا شك في الأذهان " يعني إن فُرض كلام مُفرد فهو فرض ذهني ولهذا قال : " فهو لا شكّ " أين محله ؟ الخارج ولا الذهن ؟ اسمع " لكن ذا التجريد ممتنع فإن *** يفرض " يعني يفرض التجريد "يكن لا شك في الأذهان" لا شك جملة معترضة يعني إن فُرض تجريد الكلام بعضه من بعض فهذا في الأذهان يعني أن الذهن يُقدر أن الكلام متمزق متفرق لكن في الواقع لا يمكن طيب .
معنى قول الناظم: والمفردات بغير تركيب كمثـ***ـل الصوت تنعقه بتلك الضان
وهنالك الإجمال والتشكيك والتـ***ـجهيل والتحريف والإتيان بالبطلان
فإذا هم فعلوه راموا نقله*** لمركب قد حف بالتبيان
الشيخ : طيب " والمفردات بغير تركيب كمثـ *** ـل الصوت تنعقه بتلك الضان " صحيح المفردات بغير تركيب مثل الصوت للذي ينعق بالضأن الذي ينعق بالضأن إيش يقول ؟ هلو هلو نعم الضأن تفهم هذا وتجي أو حسب تعليمه لها هل هذه الكلمات مفيدة لا أبداً تفيد الضأن لكن البني آدم ما تفيده فإذا قدرنا كلمة موجودة بلا تركيب فهي كصوت الناعق للبهيمة لا فائدة منها وليست واردة " وهنالك الإجمال والتشكيك والتـ ***ـجهيل والتحريف بالبطلان " يعني أننا لو فرضنا إفراد الكلمات بعضها من بعض وتمزيق الكلام حينئذ يأتي التشكيك " فإذا هم فعلوه راموا نقله *** لمركبٍ قد حف بالتبيان " الضمير فإذا هم يعود على أهل التعطيل يعني إذا فعلوا ذلك وجردوا الكلمات من معناها عند تمزيقها وتفريدها نقلوا ذلك إلى المركب ولهذا قال : نقلوه لمركب قد حُف بالتبيان فجعلوا المعنى الذي يحتمل عند الإفراد هو المعنى الذي يحتمل عند التركيب فضللوا الناس بهذه الطريق .
معنى قول الناظم: وقضوا على التركيب بالحكم الذي*** حكموا به للمفرد الوحدان
جهلا وتجهيلا وتدليسا وتلـ***ـبيسا وترويجا على العميان
الشيخ :" وقضوا على التركيب بالحكم الذي *** حكموا به للمفرد الوحدان جَهلا منهم وتجهيلاً " لغيرهم " وتدليسا وتلـ ***ـبيسا وترويجا على العُميان " لأنهم إذا جاؤوا بهذا الطريق لبسوا على الأعمى يقول مثلاً : أليس العرش اسما لعرش الملك سنقول بلى اسم لعرش الكروم والعنب سنقول بلى اسما لعرش بلقيس بلى اسما للسقف على الأعمدة بلى طيب إذن ما المراد بالعرش الذي استوى عليه الله ؟ ماذا نقول له ؟ نقول الاحتمالات التي ذكرناها إنما هو في العرش عند الإفراد أما إذا قُرن بسياق أو إذا جاء بسياق مُركب فإن هذا السياق يعيِّن المراد فقوله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) العرشُ هنا لا يحتمل هذه المعاني التي ذكرت إنما يدل على عرشٍ خاص بالله عز وجل فقط لا عرش بلقيس ولا عرش الكروم ولا سقف البيت بل هو عرش عرش الله عز وجل والذي عينه ما هو ؟ السياق لكن هم يأتون للعامة وأشبابهم يقول العرش له عدة معان فأي المعنى تريد ؟ نقول هذا الاحتمال إنما هو عند الإفراد أما عند الضم فإن الكلمات إذا ضُم بعضها بعض تَعيَّن المراد بالسياق .
القراءة من قول الناظم: فصل في بيان شبه غلطهم في تجريد اللفظ بغلط الفلاسفة في تجريد المعاني ...إلى آخر الفصل
القارئ : " فصل : في بيان شبه غلطهم في تجريد الألفاظ بغلط الفلاسفة في تجريد المعاني هذا هداك الله من إضلالهم *** وضلالهم في منطق الإنسان كمجردات في الخيال وقد بنى *** قومٌ عليها أوهنَ البنيان ظنوا بأن لها وجودا خارجاً *** ووجودها لو صح في الأذهان أنى وتلك مُشخصات حُصلت *** في صورة جزئية بعيان لكنها كليةٌ إن طابقت *** أفرادها كاللفظ في الميزان يدعونه الكُليَّ وهو معين *** فرد كذا في المعنى هما سيان" الشيخ : تجريد ذا في الذهن الطالب : متجرداً في الذهن الشيخ : تجريد ذا في الذهن ، تجرد عنكم الطالب : متجرداً الشيخ : متجرداً في الذهن ... متجرد أو تجريد الطالب : في منطق اليونان الشيخ : هاه الطالب : منطق الإنسان هو قال الطالب : أول بيت الطالب : منطق اليونان الشيخ : عندكم في منطق اليونان والله اللي عندكم أحسن نصحح بعد ما نشرح إن شاء الله . القارئ : " لا الذهن يعقله ولا هو خارج *** هو كالخيال لطيفةَ السكران لكن تجردها المقيد ثابت *** وسواه ممتنع بلا إمكان فتجرد الأعيان عن وصف وعن *** وضعٍ وعن وقتٍ لها ومكان فرضٌ من الأذهان يفرضه كفر *** ض المستحيل هما لها فرضان الله أكبر كم دهى من فاضلٍ *** هذا التجرد من قديم زمان تجريد ذي الألفاظ عن تركيبها *** وكذاك تجريد المعاني الثاني والحق أن كليهما في الذهن مفـ *** ـروض فلا تحكم عليه في الأذهان فيقودك الخصم المعاند بالذي *** سلمته للحكم في الأعيان فعليك بالتفصيل إن هم أطلقوا *** أو أجملوا فعليك بالتبيان " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم يقول المؤلف في هذا الفصل إن هؤلاء الذين جردوا الألفاظ عن معانيها ولم يعينوا المعنى بالسياق يُشبهون من جرَّدوا الألفاظ بل من جردوا الأعيان عن أوصافها وهم الفلاسفة لأن الفلاسفة كما هو معلوم قالوا إن الله تعالى لا يوصف بصفات ثبوتية ولا صفات سلبية يعني لا تصفه بوجود ولا عدم وعلة ذلك عندهم أنك لو وصفته بالإثبات شبهته بالموجودات ولو وصفته بالنفي شبهته بالمعدومات إذن فلا تصفه بنفي ولا إثبات فقيل لهم: لا يمكن أن يوجد عين لا توصف بإثبات ولا نفي إلا ما يتخيله الذهن فَرضا أما في الخارج يعني بأن توجد عين مستقلة مجسدة فإنه لا يمكن أن توجد عين إلا موصوفة إما بنفي وإما بإثبات والفروض الذهنية لا تدل على حقيقة المفروض فالإنسان قد يفرض الجمع بين الضدين ولكن هل الجمع بين الضدين ممكن ؟ لا هذا يقول المؤلف رحمه الله : إن غلط هؤلاء في تجريد الكلمات عن المعنى كغلط هؤلاء في تجريد الأعيان عن الأوصاف .
معنى قول الناظم: هذا هداك الله من إضلالهم*** وضلالهم في منطق الإنسان
الشيخ : قال : " هذا هداك الله من إضلالهم *** وضلالهم في منطق الإنسان " أي في النطق لأن المعروف أن الإنسان إذا تكلم فإنما يعني ما يتكلم به بحسب إيش ؟ السياق ولا يعني غيره ويكون السياق معينا للمعنى المراد من المتكلم أما اللي عندكم النسخة الثانية اليونان خلها نسخة ثانية فيشير إلى مذهب الفلاسفة الذين قالوا بتجريد الأعيان عن أوصافها هؤلاء جردوا الكلمات عن معانيها وأولئك جردوا الأعيان عن أوصافها .
معنى قول الناظم: كمجردات في الخيال وقد بنى*** قوم عليها أوهن البنيان
ظنوا بأن لها وجودا خارجا*** ووجودها لو صح في الأذهان
الشيخ : يقول : " كمجردات في الخيال وقد بنى *** قوم عليها أوهن البنيان " يشير إلى الفلاسفة الذين أنكروا أن يكون الله موصوفا بالإثبات أو موصوفاً بالنفي " ظنوا " أي هؤلاء القوم " بأن لها وجوداً خارجا " يعني ظنوا أنه يوجد ذات لا توصف بإثبات ولا نفي فيقول ابن القيم : " ووجودُها لو صح " في أي شيء ؟ " في الأذهان " يعني أن الذهن هو الذي يَفرض ذاتاً ليس لها صفات أما في الخارج فإنه لا يُمكن يوجد ذات بلا صفات لو لم يكن من صفاتها إلا الوجود لكان كافيا مثلا : أمامنا عصا قائمة هل يمكن أن نقول هذه العصا ليست موجودة ولا معدومة؟ لا يمكن لكن الذهن قد يفرض أشياء مستحيلة فلهذا يقول : "وجودها لو صح في الأذهان" .
معنى قول الناظم: أنى وتلك مشخصات حصلت*** في صورة جزئية بعيان
لكنها كلية إن طابقت*** أفرادها كاللفظ في الميزان
الشيخ :" أنى وتلك مُشَخصات حُصِّلت *** في صورة جزئية بعيان " يعني كيف يمكن أن نفي وجود صفة في الأعيان أو وجود معنى في الكلمات وهي قد شُخِّصَت في صورة جزئية والمشَخص في صورة جزئية لا بد أن يكون له صفة المشخص في سياق معين لا بد أن يكون له معنى لا يحتمله غيره فهذا مثل هذا " لكنها كلية إن طابقت *** أفرادها كاللفظ في الميزان " المعاني كلية إذا طابقت أفرادها لكن الفرد منها المعين هذا جزئي لا بد أن يكون موصوفا بصفة مثال ذلك : كلمة الإنسان نحن نرى أو نعلم أن جميع البشر يشتركون في معنى كلي وهو الإنسانية ، هل الإنسانية شيء مُشخص يرى ويشاهد ؟ لكنه معنى كلي عام تتساوى فيه الأفراد ، الحيوان مثلاً الحيوان اسم لكل ذي روح من الإنسان وغير الإنسان هل الحيوانية هذا المعنى الكلي هل هو شيءٌ مشخص يرى بالعين ؟ لا لكن أفرادُه مشخصة تُرى بالعين كذلك المعاني الكلية الذي قالوا مثلا العرش له معنى كذا وكذا نقول هذا معنى كلي ولا يتعين المعنى إلا بالسياق طيب .
معنى قول الناظم: يدعونه الكلي وهو معين*** فرد كذا المعنى هما سيان
تجريد ذا في الذهن أو في خارج*** عن كل قيد ليس في الإمكان
الشيخ : يقول رحمه الله : " يدعونه الكُليَّ وهو معين *** فردٌ كذا المعنى هما سيان " عندكم فرد ولا فردا ؟ بالضم يعني أنه أن المعاني الكلية كلية في الأذهان لا في الخارج فعندما تكون في الخارج تكون معيَّنة مشخصة فردية كذلك المعنى يكون اللفظ له معنى كلي عام لكن عندما تضعه في مكانه ماذا يكون ؟ يكون له معنى خاص يعينه السياق طيب " تجريد ذا في الذهن أو في خارج*** عن كل قيد ليس في الإمكان " تجريدُ ذا في الذهن أو في خارج عن كل قيد ليس في الإمكان يعني أنه مستحيل أن تجرِّد اللفظ عن المعنى في حال السياق مُستحيل أن تجرد الأعيان عن المعنى الكلي إذا كانت في الخارج فخلاصة كلام المؤلف أن هؤلاء غلِطوا في اللفظ كما غلِط الفلاسفة في الأعيان فجعلوا اللفظ لا معنى له وجعلوه مُحتملا لكل معنى وإن قُيِّد بالسياق كما أن هؤلاء جَعلوا المعنى الكلي ثابتاً في كل جزء وفي كل فرد فقالوا يمكن أن يكون الخالق غير موصوفٍ لا بإثبات ولا بنفي فنقول هذا شيء غير ممكن طيب .
لا الذهن يعقله ولا هو خارج*** هو كالخيال لطيفه السكران (القراءة من الشرح)
الشيخ :" لا الذهن يعقله ولا هو خارج *** هو كالخيال لطيفة السكران " شوف شرح الكلمة ذي . القارئ : الطيف يقول : بل يكون خيال السكران خرافة وهذيان . الشيخ : ايش؟ القارئ : خرافة وهذيان الشيخ : بس كلكم عندكم بالتاء ؟ الطالب : ... الشيخ : بالهاء إي إي حتى لطيفِه ما هي واضحة تماما إنما لا شك أن الطيف هو ما يمر بخيال الإنسان وهو لا حقيقة له قد يمر بتفكير الإنسان أشياء ما لها حقيقة فهؤلاء الذين فرضوا كلمات ليس لها معنى أو لها معاني متعددة لا تتعين كالذين فرضوا أعياناً ليس لها صفات وهذا إنما يقدره الذهن ولا حقيقة له في الخارج .
معنى قول الناظم: لكن تجردها المقيد ثابت*** وسواه ممتنع بلا إمكان
فتجرد الأعيان عن وصف وعن*** وضع وعن وقت لها ومكان فرض من الأذهان يفرضه كفر***ض المستحيل هما لها فرضان
الشيخ :" لكن تجردها المقيد ثابتٌ *** وسواه ممتنع بلا إمكان " تجردها المقيد بماذا ؟ بالمعنى بالنسبة للكلام وبالصفة بالنسبة للأعيان ثابتٌ وسواه ممتنع يعني سوى التجرد المقيد ممتنع لا يوجد أبداً إلا في الذهن كما مَر " فتجرد الأعيان عن وصف وعن *** وضع وعن وقت لها ومكان فرضٌ من الأذهان يفرضه كفر *** ض المستحيل هما لها فرضان " صحيح يعني أن يوجد عين مجردة عن الوصف مجردة عن الوضع لا يَشغلها مكان ولا زمان هذا شيء مفروض فرضاً إذ ما من عين إلا ولها وصف ما من عين إلا هو مشغولة بزمان أو مكان وأما ما يفرضه الذهن أنه يوجد عين لا وصف لها ولا مكان ولا زمان فهذا لا حقيقة له .
مغنى قول الناظم: الله أكبر كم دهى من فاضل*** هذا التجرد من قديم زمان
تجريد ذي الألفاظ عن تركيبها*** وكذاك تجريد المعاني الثاني
الشيخ :" الله أكبر كم دهى من فاضل *** هذا التجرد من قديم زمان " صحيح وهو أنهم يحكمون على المفروضات الذهنية أو يحكمون بالمفروضات الذهنية على الموجودات العينية ويقولون إن الإنسان يمكن أن يتصور ذاتاً ليس لها صفات وأن يتصور كلمة ليس لها معنى محددة وكل هذه من الفروض التي كما قال المؤلف أصابت الفضلاء بالدواهي " تجريد ذي الألفاظ عن تركيبها *** وكذاك تجريد المعاني الثاني " يعني تجريد الكلمات عن تركيبها هذا مستحيل لا يوجد كلمة مجردة عن تركيب إلا فيمن ينعق لمن ؟ للحيوان والشاة والبغال كذلك لا يوجد عين مجردة من المعاني لا بد لكل عين من معنى ووصف ووجود عين بلا معنى ولا وصف مستحيل .
معنى قول الناظم: والحق أن كليهما في الذهن مفـ***ـروض فلا تحكم عليه وهو في الأذهان
الشيخ :" والحق أن كليهما في الذهن مفـ *** ـروض فلا تحكم عليه في الأذهان " حتى ما هي بواضحة البيت هذا الحق أن كليهما في الذهن الإشارة إلى أي شيء ؟ إلى الألفاظ المجردة عن التركيب وإلى الأعيان المجردة عن الأوصاف " كلاهما في الذهن مفروض فلا تحكم عليه في الأذهان " طيب في الأذهان يجب أن تكون متعلقة بقوله : مفروض لا بقوله : تحكم يعني الحق أن كليهما في الذهن مفروض في الأذهان نعم نعم هو أوضح في المعنى لكنه بس يطول البيت " والحق أن كليهما في الذهن مفـ *** ـروض فلا تحكم عليه وهو في الأذهان " هي في المعنى أوضح لا شك لكن بس ينكسر البيت وفي الثاني يكون فيها تكرار لأننا نقول الحق أن كليهما في الذهن مفروض في الأذهان فيه تكرار إلا أن يقال أنه يريد بذلك التوكيد على كل حال المعنى مفهوم الآن أن تجريد الكلمات من التركيب مستحيل وتجريد الأعيان من الصفات مستحيل وأن دعوى تجريد الكلمات كدعوى تجريد الأعيان من الأوصاف " فلا تحكم عليه وهو في الأذهان " .
معنى قول الناظم: فيقودك الخصم المعاند بالذي*** سلمته للحكم في الأعيان
فعليك بالتفصيل إن هم أطلقوا*** أو أجملوا فعليك بالتبيان
الشيخ :" فيقودك الخصم المعاند بالذي *** سلمته للحكم في الأعيان" يعني أن الخصم الذي المخاصِم كالفلاسفة مثلا يقول لهؤلاء كما أنتم تصورتم وجود كلمات مجردة عن التركيب فلتتصوروا أعياناً مجردة عن الأوصاف ولهذا يقول : " يقودك الخصم المعانِد بالذي *** سلمته للحكم في الأعيان فعليك بالتفصيل إن هم أطلقوا *** أو أجملوا فعليك بالتبيان " ولهذا ما أكثر الغلط في الإطلاقات وما أكثر الغلط في الإجمالات ودائماً يكون التفصيل هو الذي يُبين الحق ويأتي بالتحصيل ولهذا يُقال : بالتفصيل التحصيل نعم .
القراءة من قول الناظم: فصل في بيان تناقضهم وعجزهم عن الفرق بين ما يجب تأويله وما لا يجب إلى قوله والكهف وافهم مقتضى القرآن
القارئ : " فصل : في بيان تناقضهم وعجزهم عن الفرق بين ما يجب تأويله وما لا يجب وتمسكوا بظواهر المنقول عن *** أشياخهم كتمسك العميان وأبوا بأن يتمسكوا بظواهر *** النصين واعجبا من الخذلان قول الشيوخ محرمٌ تأويله *** إذ قصدهم للشرح والتبيان فإذا تأولنا عليهم كان إبطـ *** ـالاً لما راموا بلا برهان فعلى ظواهرها تُمر نصوصهم *** وعلى الحقيقة حملُها لبيان يا ليتهم أجروا نصوص الوحي *** ذا المُجرى من الآثار والقرآن بل عندهم تلك النصوصُ ظواهرٌ *** لفظية عُزلت " من الإيقان الشيخ : عن القارئ : " بل عندهم تلك النصوصُ ظواهرٌ *** لفظية عُزلت عن الإيقان لم تغن شيئا طالب الحق الذي *** يبغي الدليل ومقتضى البرهان فانظر إلى الأعراف ثم ليوسفٍ *** والكهف وافهم مقتضى القرآن وسَطَوا على الوحيين بالتحريف إذ *** سموه تأويلا بوضعٍ ثان فإذا مررت بآل عِمران فهمـ *** ـت القصد فهم موفق رباني وعلمت أن حقيقة التأويل تبـ *** ـيين الحقيقة لا المجاز الثاني ورأيت تأويل النُّفاة مخالفا *** لجميع هذا ليس يجتمعان اللفظ هم أنشوا له معنى بذا *** ك الاصطلاح وذاك أمر دان وأتو إلى الإلحاد في الأسماء *** والتحريف للألفاظ بالبهتان فكسوه هذا اللفظ تلبيساً وتد *** ليسا على العُميان والعوران " .