تتمة القراءة من قول الناظم: فإذا مررت بآل عمران إلى قوله بلقائها أبد الزمان يدان
وعلمت أن حقيقة التأويل تبـ *** يـين الحقيقة لا المجاز الثاني
ورأيت تأويل النفاة مخالفاً *** لجميع هذا ليس يجتمعان
اللفظ هم أنشوا له معنى بذا *** ك الاصطلاح وذاك أمر دان
وأتوا إلى الإلحاد في الأسماء *** والتحريف للألفاظ بالبهتان
فكسَوه هذا اللفظ تلبيسا وتد *** ليسا على العميان والعوران
فاستنّ كل منافق ومكذب *** من باطني قُرمطي جان
في ذا بسنتهم وسمى جحده *** للحق تأويلاً بلا فرقان
وأتى بتأويل كتأويلاتهم *** شبراً بشبرٍ صارخا بأذان
إنا تأولنا كما أولتمُ *** فأتوا نحاكمكم إلى الوزّان"
الشيخ : نحاكمْكم بسكون الميم
القارئ : " إنا تأولنا كما أولتمُ *** فأتوا نحاكمكم إلى الوزّان
في الكِفتين نحط تأويلاتِنا *** وكذاك تأويلاتكم بميزان
هذا وقد أقررتمُ أنا بأيـ *** ـدينا صريح العدل والميزان
وغدوتمُ فيه تلاميذا لنا *** أوَ ليس ذلك منطِقَ اليونان
منا تعلمتم ونحن شيوخكم *** لا تجحدونا منة الإحسان
فسلوا مباحثكم سؤال تفهمٍ *** وسلوا القواعد ربة الأركان
من أين جاءتكم وأين أصولُها *** وعلى يدي مَن يا أولي النكران
فلأي شيءٍ نحن كفارٌ *** وأنتم مؤمنون ونحن متفقان
أن النصوص أدلة لفظية *** لم تفض قط بنا إلى إيقان
فلذاك حكّمنا العقول وأنتم *** أيضا كذاك فنحن مصطلحان
فلأي شيءٍ قد رميتم بيننا *** حرب الحروب ونحن كالإخوان
الأصل معقول ولفظ الوحي معـ *** ـزولٌ ونحن وأنتمُ صنوان
لا بالنصوص نقول نحن وأنتمُ *** أيضا كذاك فنحن مصطلحان
فذروا عداوتنا فإن وراءَنا *** ذاك العدو الثقل ذي الأضغان
فهمُ عدوكم وهم أعداؤنا *** فجميعنا في حربهم سيان
تلك المجسمة الألى قالوا بأن *** الله فوق جميع ذي الأكوان
وإليه يصعد قولنا وفعالنا *** وإليه ترقى روح ذي الإيمان
وإليه قد عرج الرسول حقيقة *** وكذا ابن مريم مصعد الأبدان
وكذاك قالوا إنه بالذات فو *** ق العرش قدرته بكل مكان
وكذاك ينزل كل آخر ليلةٍ *** نحو السماء فها هنا جهتان
للابتدا والانتهاء وذان للأ *** جسام أين اللهُ من هذان
وكذاك قالوا إنه متكلم *** قام الكلام به فيا إخوان
أيكون ذاك بغير حرف أم بلا *** صوت فهذا ليس في الإمكان
وكذاك قالوا ما حكينا عنهمُ *** من قبل قول مشبهٍ الرحمن
فذروا الحراب لنا وشُدوا كلنا *** جمعا عليهم حملة الفرسان"
الشيخ : ...كلُّنا بالضم
القارئ : كلنا
الشيخ : كلُّنا بالضم
القارئ : " حتى نسوقَهمُ بأجمُعنا إلى *** وسط العرين ممزقي اللحمان "
الشيخ : مُمَزَقي
القارئ : " حتى نسوقَهمُ بأجمعنا إلى *** وسط العرين ممزَقي اللحمان
فلقد "
الشيخ : كوونا
القارئ : " فلقد كوونا بالنصوص وما لنا *** بلقائها أبد الزمان يدان " .
الشيخ : ... انتهى الوقت ؟
رحمه الله شوف أهل التحريف والفلاسفة يطالبون بالمسالمة فيما بينهم ليكون حرباً عليهم ، الله المستعان .
أظن باقي علينا شرح
الطالب : من الأول ...
الشيخ : فصل في بيان تناقضهم
الطالب : نعم
معنى قول الناظم: وتمسكوا بظواهر المنقول عن*** أشياخهم كتمسك العميان و أبوا بأن يتمسكوا بظواهر النـ***ـصين واعجبا من الخذلان
" وتمسكوا بظواهر المنقول عن *** أشياخِهم كتمسك العُميان "
المنقول عن أشياخِهم يتمسكون به تمسكاً قويا جدا كتمسك الأعمى الذي لا يُبصر والأعمى الذي لا يُبصر يتمسك بالشيء وإن كان لا يراه ولا يعرفُه أما ظواهر النصوص فلم يتمسكوا بها ولهذا قال :
" و أبوا بأن يتمسكوا بظواهر النـ *** صين واعجباً من الخذلان "
والله هذا الخذلان أن أقوال شيوخهم يتمسكون بظواهرها ولا يخرجونها عن ظاهرها ويرون أنها دالة دلالَة يقينية على المراد بها وأما القرآن والسنة وهما النصان فإنهم إيش ؟ لا يتمكسون بالظواهر ويحرفونها .
قال المؤلف :
" قول الشيوخ محرمٌ تأويله *** إذ قصدُهم للشرح والتبيان
فإذا تأولنا عليهم كان إبطـ *** ـالا لما راموا بلا برهان "
سبحان الله يقول إن قول الشيوخ عندهم محرم تأويلُه لماذا ؟ لأنهم يأتون بالكلام يريدون به البيان وإذا أتى الإنسان بالكلام وهو يريد خلاف ظاهرِه كان ذلك خلاف البيان فشيوخُنا يريدون البيان فإذا كانوا يريدون البيان فالواجب أن نحمل كلامهم إيش ؟ على ظاهره لأن من أراد البيان لا يمكن أن يريد خلاف الظاهر والقرآن والسنة عندهم يُرادُ بها خلاف الظاهر إذن فهي ليست بياناً البيان قول شيوخهم والكتاب والسنة ليسا ببيان
2 - معنى قول الناظم: وتمسكوا بظواهر المنقول عن*** أشياخهم كتمسك العميان و أبوا بأن يتمسكوا بظواهر النـ***ـصين واعجبا من الخذلان أستمع حفظ
(حمل المعطلة كلام مشايخهم على الحقيقة وتأويل نصوص الكتاب والسنة) قول الشيوخ محرم تأويله*** اذ قصدهم للشرح والتبيان فإذا تأولنا عليهم كان إبطـ***ـالا لما راموا بلا برهان فعلى ظواهرها تمر نصوصهم*** وعلى الحقيقة حملها لبيان
قول الشيوخ محرمٌ تأويلُه *** إذ قصدُهم للشرح والتبيان
فإذا تأوّلنا عليهم كان إبطـ *** ـالا لما راموا بلا برهان "
يقولون لو تأولنا كلام الشيوخ كان إبطالاً لما قصدوا بلا بُرهان أما الكتاب والسنة فواجبٌ أن نؤولهما بلا برهان أيضاً سبحان الله
" فعلى ظواهرها تُمَر نصوصُهم *** وعلى الحقيقة حملها لبيان "
يقولون إن الواجب في كلامِ شيوخِنا إمرارها على ظاهرها ما نتعرض لها بتأويل وعلى الحقيقة نحملها .
3 - (حمل المعطلة كلام مشايخهم على الحقيقة وتأويل نصوص الكتاب والسنة) قول الشيوخ محرم تأويله*** اذ قصدهم للشرح والتبيان فإذا تأولنا عليهم كان إبطـ***ـالا لما راموا بلا برهان فعلى ظواهرها تمر نصوصهم*** وعلى الحقيقة حملها لبيان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: يا ليتهم أجروا نصوص الوحي*** ذا المجرى من الآثار والقرآن بل عندهم تلك النصوص ظواهر*** لفظية عزلت عن الإيقان لم تغن شيئا طالب الحق الذي*** يبغي الدليل ومقتضى البرهان
يقول والله ليتهم أجروا نصوص القرآن والسنة هذا المجرى وأجروها على ظاهرها ، السلف كانوا يُجرون نصوص الكتاب والسنة إيش ؟ على ظاهرها ومن عباراتهم الشهيرة العميمة قولهم : " أمروها كما جاءت بلا كيف "
" بل عندهم تلك النصوصُ ظواهر *** لفظية عزلت عن الإيقان "
تلك المشار إليه نصوص الكتاب والسنة يقول :
" تلك النصوص ظواهرٌ *** لفظية عُزلت عن الإيقان "
يعني لا تدل على اليقين بوجه من الوجوه بل دلالتها لفظية قابلة للتأويل
" لم تغن شيئا طالب الحق الذي *** يبغي الدليل ومُقتضى البرهان "
وهذا كلامهم ولا يبعد أن الله سبحانه وتعالى طبع على قلوبهم لأنهم لم يريدوا الحق وقد قال الله تعالى : (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) فاالإنسان الذي لا يريد الحق لا يمكن أن يهتدي بنصوص الكتاب والسنة وكيف يصطلي بالنار من يرى أنها ليست بنار لا يمكن فلا يمكن أن ينتفع إنسان بالكتاب والسنة إلا من علِم أنهما حق وأنهما يدلان على ما يقتضيه ظاهرهما .
4 - معنى قول الناظم: يا ليتهم أجروا نصوص الوحي*** ذا المجرى من الآثار والقرآن بل عندهم تلك النصوص ظواهر*** لفظية عزلت عن الإيقان لم تغن شيئا طالب الحق الذي*** يبغي الدليل ومقتضى البرهان أستمع حفظ
(تعريف التحريف وتسميته تأويلا تلبيسا على العامة وبيان معنى التأويل في الأعراف ويوسف والكهف وهو وقوع الشيء وعاقبته) وسطوا على الوحيين بالتحريف إذ*** سموه تأويلا بوضع ثان فانظر إلى الأعراف ثم ليوسف*** والكهف وافهم مقتضى القرآن
الطالب : ...
لا عندي فيه اختلاف
" وسطوا على الوحيين بالتحريف إذ *** سَمَوه تأويلا بوضعٍ ثان "
سبحان الله! سطوا على الوحيين بالتحريف والتحريف يعني صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى يخالف الظاهر ولكنهم سمَوه تأويلا بأي وضع هل هو بالوضع اللغوي أو بالوضع الشرعي ؟ قال : "بوضع ثان" من عندهم فالتحريف الذي سموه تأويلا هو في الحقيقة تحريف لكنهم لبّسوا على العامة وعلى صغار العلم وقالوا إنه تأويل وهو في الحقيقة تحريف لأن التأويل في القرآن والسنة لا يتعدى معنيين إما التفسير وإما الحقيقة التي يؤول إليها الأمر، التأويل في القرآن والسنة لا يعدو هذين المعنيين إما التفسير أو الحقيقة التي يؤول إليها الأمر ولهذا قال المؤلف :
" فانظر إلى الأعراف ثم ليوسفٍ *** والكهف وافهم مقتضى القرآن "
انظر إلى الأعراف الأعراف قال الله تعالى : (( هل ينظرون إلا تأويلَه يوم يأتي تأويلُه يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق )) ما المراد بالتأويل هنا ؟ التفسير؟ لا الحقيقة التي أُخبروا عنها وعلى هذا فقوله : (( هل ينظرون )) بمعنى ما ينتظرون فهل استفهام بمعنى النفي وينظرون بمعنى ينتظرون أي ما ينتظر هؤلاء إلا وقوعُ بما أُخبروا به من البعث والجزاء (( يوم يأتي تأويلُه )) إيش ؟ تفسيره يعني؟ عاقبتُه ومآلُه يقول الذين نسوه من قبل أي تركوا العمل له (( قد جاءت رسل ربنا بالحق )) هذا في سورة الأعراف "ثم ليوسفٍ" يعني ثم انظر ليوسف ففيها ذكر التأويل وهي قول يوسف لأبيه وإخوته : (( يا أبت هذا تأويل رؤيايَ من قبل )) ويش معنى تأويل ؟
الطالب : التفسير
الشيخ : لا ، وقوع الرؤيا لأنه قالها بعد أن سجدوا له هو رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له في المنام ولما قدموا مصر أبوه وأمه وإخوتُه رفع أبويه على العرش وخروا له جميعاً سجداً فقال : (( هذا تأويل رؤياي من قبل )) يعني وقوع ما رأيتُه في المنام طيب "والكهف" أيضا فيها ذكر التأويل قال الخضر لموسى : (( سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً )) نعم سأنبئك بتأويله يعني بوقوعه إذا وقع ولهذا قال في آخر القصة (( ذلك تأويلُ ما لم تسطع عليه صبرا )) أي وقوعُه وحين رأيته بعينك .
إذن التأويل في المواضع الثلاثة بمعنى وقوع الشيء ومآل الشيء وهذا المعنى كثير في القرآن ومنه قوله تعالى : (( ذلك خير وأحسنُ تأويلا )) أي عاقبة.
5 - (تعريف التحريف وتسميته تأويلا تلبيسا على العامة وبيان معنى التأويل في الأعراف ويوسف والكهف وهو وقوع الشيء وعاقبته) وسطوا على الوحيين بالتحريف إذ*** سموه تأويلا بوضع ثان فانظر إلى الأعراف ثم ليوسف*** والكهف وافهم مقتضى القرآن أستمع حفظ
فإذا مررت بآل عمران فهمـ***ـت القصد فهم موفق رباني (معنى التأويل في سورة آل عمران " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون.." وبيان إعرابه)
يعني بعد هذا ننظر إلى آل عمران آل عمران هي مُعترك الأقوال والخلاف قال الله تعالى : (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ )) أم يعني أصله الذي يرجع إليه الكتاب (( وأُخر متشابهات )) تشتبه على الناس ما هي مُحكمة ، المحكم الواضح اللي كل يعرفه (( وأُخر متشابهات )) ينقسم الناس بهذه المتشابهات إلى قسمين زائغ القلب وراسخ العلم (( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ )) لا يأخذون بالمحكَم ويحملون المتشابه عليه بل يأتون بمتشابه من القرآن من أجل الفتنة من أجل أن يفتنوا الناس يأتون بالآيات التي ظاهرها التعارض يقول يلا شوف هذا القرآن متناقض
(( ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِه )) أي تحريفِه عما أراد الله به (( وما يعلمُ تأويلَه )) أي تأويل المتشابه إلا الله ما المراد بتأويله ؟ تفسيره أو عاقبته؟ فيه قولان مبنيان على الوقف في الآية فَمَن وقف على قوله : (( إلا الله )) وهذا وقفُ أكثر السلف قال المراد بالتأويل العاقبة والمآل يعني لا يعلم مآل هذا المتشابه وعاقبته إلا الله وأما الراسخون في العلم فلا يعلمونه لكنهم يقولون آمنا به كل من عند ربنا فنؤمن بالمستقبل كما نؤمن بالحاضر كل من عند الله كله يجب الإيمان به
طيب ، القراءة الثانية للسلف الوصل (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ )) وعلى هذا الوجه في القراءة يكون المراد بالتأويل التفسير يعني لا يعلم تفسير هذا المتشابه إلا الله والراسخون في العلم يعلمونه وهذا أحد القولين في المسألة قال ابن عباس : ( أنا مِن الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله ) يقول عن نفسه : ( أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله ) يعني تفسيره فصار التأويل في آية آل عمران محتمِلا لإيش ؟ للمآل والعاقبة التي لا يعلمها إلا الله وللتفسير الذي يعلمه الله والراسخون في العلم تمام يا جماعة؟ طيب ننتقل الآن إلى إعراب الآية لنبق مع سيبويه بُرهةً من الزمن يقول الله عز وجل : (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ )) كيف يكون أو ما هو محلُّ قولِه : (( والراسخون في العلم )) إذا لم نقف أين عبد الرحمن .
الطالب : ... .
الشيخ : الواو حرف عطف الراسخون معطوف على لفظ الجلالة طيب وجملة (( يقولون )) .
الطالب : جملة يقولون ، حالية
الشيخ : تكون حالية إي نعم يعني (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ )) يعني حال كونهم قائلين آمنا به طيب وعلى قراءة الفصل أو الوقف .
الطالب : الواو استئنافية والراسخون مبتدأ ويقولون خبر .
الشيخ : جملة يقولون خبر كذا؟ صح طيب الآن ابن القيم رحمه الله ذكر أن التأويل في المواضع الثلاثة في الأعراف ويوسف والكهف بمعنى العاقبة والمآل التأويل في آل عمران يقول :
امرر عليه ويتبين لك الأمر إن جعلنا التأويل بمعنى التفسير نعم ما هو بكذلك
إن وقفنا على (( إلا الله )) فالتأويل فيها كالتأويل في الأعراف ويوسف والكهف وإن وصلنا فالتأويل بمعنى التفسير طيب .
6 - فإذا مررت بآل عمران فهمـ***ـت القصد فهم موفق رباني (معنى التأويل في سورة آل عمران " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون.." وبيان إعرابه) أستمع حفظ
وعلمت أن حقيقة التأويل تبـ***ـين الحقيقة لا المجاز الثاني (تعريف المجاز وأقسام التأويل)
" وعلمت أن حقيقة التأويل تبـ *** ـين الحقيقة لا المجاز الثاني "
المجاز عند مَن ؟ عند أهل التحريف يقولون إن التأويل صَرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى المخالف للظاهر حطوا بالكم يا إخوان، وبه نعرف أن أقسام التأويل ثلاثة: تأويل بمعنى التفسير والثاني: تأويل بمعنى الحقيقة والمآل والثالث: بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى المخالف للظاهر هذا المعنى هو المجاز الثاني الذي ذكره المؤلف لكنه اصطلاح مَن ؟ اصطلاح المتأخرين قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " لم يُعرف هذا المعنى للتأويل إلا بعد القرون الثلاثة المفضلة " وإلا فالتأويل في القرآن والسنة وكلام الصحابة بمعنى التفسير أو العاقبة والمآل وليس بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره أبداً وما قاله رحمه الله صحيح فإن معنى التأويل المشهور عند كثير من المتأخرين معنى حادث لم يكن معروفا من قبل .
7 - وعلمت أن حقيقة التأويل تبـ***ـين الحقيقة لا المجاز الثاني (تعريف المجاز وأقسام التأويل) أستمع حفظ
معنى قول الناظم: ورأيت تأويل النفاة مخالفا*** لجميع هذا ليس يجتمعان اللفظ هم أنشوا له معنى بذا***ك الاصطلاح وذاك أمر دان وأتوا إلى الإلحاد في الأسماء*** والتحريف للألفاظ بالبهتان
لأن تأويل النفاة ما معناه ؟ تحريف في الحقيقة صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى يخالف الظاهر لدليل والدليل عندهم ما هو ؟ العقل
" اللفظ هم أنشوا له معنى بذا *** ك الاصطلاح وذاك أمر دان "
يعني أمر متأخر اللفظ يعني التأويل هم الذين أنشؤوا معناه بهذا الاصطلاح وهو صرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى المخالف للظاهر ولكنه كما قال أمرٌ داني أي متأخر لا يُعرف في عهد الصحابة والتابعين
" وأتوا إلى الإلحاد في الأسماء *** والتحريفِ للألفاظ بالبهتان "
الإلحاد في الأسماء كيف ألحدوا فيها قالوا إنها لا تدل على المعنى الرحمن لا يدل على الرحمة ويش يدل عليه ؟ على الإحسان أو إرادة الإحسان أما على رحمة يكون بها الإحسان أو إرادة الإحسان فلا وهكذا بقية الأسماء التي لا يثبتون منها الصفات أتوا إليها بالإلحاد "والتحريف للألفاظ" يعني حرفوا معناها إلى معنى يخالف ظاهره .
8 - معنى قول الناظم: ورأيت تأويل النفاة مخالفا*** لجميع هذا ليس يجتمعان اللفظ هم أنشوا له معنى بذا***ك الاصطلاح وذاك أمر دان وأتوا إلى الإلحاد في الأسماء*** والتحريف للألفاظ بالبهتان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: فكسوه هذا اللفظ تلبيسا وتد***ليسا على العميان والعوران
" تلبيسا وتد *** ليسا على العميان والعوران
فاستن كل منافق ومكذب "
انتبه الآن الخلاصة أن المؤلف رحمه الله يرد على الأشاعرة الذين أنكروا ظواهر النصوص وحرفوها إلى معنى يخالف الظاهر وأحدثوا للتأويل معنى جديداً لم يكن معروفا من قبل وهو في الحقيقة عندنا معشر أهل السنة إيش ؟ تحريف وليس تأويلاً لأن التأويل بهذا المعنى لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام السلف .
فاستن كل منافق ومكذب*** من باطني قرمطي جان (بيان مذهب الباطنية القرامطة)
الباطنية يا إخوان تقدم لنا مذهبهم ما مذهبُهم ؟ مذهبهم يقولون : كل ما جاءت به الرسل فهو على الظاهر أما باطن الأمر فليس كذلك باطن الأمر ليس كما جاءت به الرسل ولهذا عندهم دينُهم باطني ما يعرفه أحد يقولون : ما فيه جنة نسأل الله العافية ولا نار ولا رب ولا يوم آخر ما فيه شيء حتى بعضهم قال : ولا عبادات لا صلاة ولا صيام ولا حج ما فيه شيء يا جماعة الرسل جاؤوا بهذا قالوا الرسل جاؤوا يخاطِبون العامة ويذكرون هذه الأشياء من أجل أن العامة تستقيم على ما جاءت به الرسل والرسل أيضا ما لهم مرسل ليس لهم مرسل لكنهم قوم عباقرة أذكياء رأوا أن الناس لا يصلحهم إلا هذه الطريق فسنوا هذه الطريق وأهالوها بهالة من الترغيب والترهيب من أجل إيش ؟ يستقيم الناس الصبي إذا أراد يروح مع السوق قلت يا ولد تعال ترى فيه ذيب يعدل ولا ما يعدل ؟ يعدل وإذا أراد أن ينكص على عقبيه من طريق وأنت تحب أن يذهب معه قلت يا ولد هناك واحد يقسم تفاح يروح ولا ما يروح ؟ يروح فهم يقولون ما فيه جنة ولا نار لكن الرسل عباقرة أذكياء قالوا للناس ترى فيه جنة وفيه نار اللي يطيعونا يدخل الجنة واللي يعصينا يدخل النار هذا مذهب من ؟ القرامطة والباطنية حتى الصلاة ما يقرون بها يقول الصلاة هذه عبارة عن رياضات بدنية يؤمر بها العامة دون الخاصة الحج إلى مكة يؤمر بها العوام دون الخواص الصوم الإمساك عن الأكل والشرب والشهوات يؤمر بها مَن ؟ العوام دون الخواص ما هو حج الخواص ؟ صيامهم وصلاتهم قالوا حج الخواص السفر إلى زيارة الأولياء أولياؤهم أولياء الطاغوت ، الصلاة معرفة الأسرار لأن الصلاة من الصلة يتصل الإنسان بالأولياء ويعرف أسراراهم ، الصيام كتمان الأسرار لأن الصوم بمعنى الإمسام يعني يمسك الإنسان ما يعلم عن مذهبه ولهذا هم باطنية ما يسمحون لأحد يدخل في المذهب إلا بعد أن يمرِّنوه وقد ذكر السفاريني في * شرح العقيدة السفارينية * أن لهم عشر مراتب يصعدها الإنسان بل الحقيقة ما نقول يصعدها ينزلها ينزل بها مرتبة مرتبة حتى يصل إلى الحضيض وهو عندهم يصل إلى القمة وحينئذٍ يدخل هؤلاء القرامطة الباطنية الملحدون بأي طريق توصلوا إلى هذا؟ بالتأويل قالوا كل ما جاءت به الرسل فهو مجاز والحقيقة كذا وكذا هؤلاء الأشاعرة وغيرهم الذين أنكروا الصفات قالوا ما جاءت به الرسل من الصفات فهو إيش ؟ مجاز والحقيقة كذا كذا خلاف ما جاءت به الرسل فلهذا يقول :
" فاستن كل منافق ومُكذِب *** من باطني قُرمطي جان " .
(بيان مخاطبة الباطنية للأشاعرة) في ذا بسنتهم وسمى جحده*** للحق تأويلا بلا فرقان وأتى بتأويل كتأويلاتهم*** شبرا بشبر صارخا بأذان إنا تأولنا كما أولتم*** فأتوا نحاكمكم إلى الوزان في الكفتين نحط تأويلاتنا*** وكذاك تأويلاتكم بوزان
نعم بلا فرقان
" وأتى بتأويل كتأويلاتهم *** شِبرا بشبر صارخا بأذان
إنا تأولنا كما أولتمُ *** فأتوا نُحاكِمُكُم إلى الوزّان "
من القائل هنا ؟ الباطنية يخاطبون الأشاعرة ومَن على شاكلتهم يقولون :
"إنا تأولنا كما أولتمُ *** فأتوا نحاكمكم إلى الوزان
في الكفتين نَحُط تأويلاتنا *** وكذاك تأويلاتكم بوزان "
طلب المحاكمة على هذا الوجه حق ولا لا ؟ حق لأن هؤلاء أولوا في الصفات وهؤلاء أولوا فيما جاءت به الرسل كلها ويقول شيخ الإسلام رحمه الله : " إن تأويل هؤلاء في الصفات أعظم بكثير من تأويل أولئك في المعاد " في الجنة والنار يقول لأن إقرار النفوس بما لله تعالى من صفات الكمال أقوى بإقرارها من المعاد وأيضاً نصوص الكتاب والسنة في إثبات الصفات وتقريرِها أكثر من نصوص الكتاب والسنة في تقرير المعاد فلهذا كان هؤلاء أشد من أولئك المؤوِّلين وإن كان أولئك أعظم من وجه .
11 - (بيان مخاطبة الباطنية للأشاعرة) في ذا بسنتهم وسمى جحده*** للحق تأويلا بلا فرقان وأتى بتأويل كتأويلاتهم*** شبرا بشبر صارخا بأذان إنا تأولنا كما أولتم*** فأتوا نحاكمكم إلى الوزان في الكفتين نحط تأويلاتنا*** وكذاك تأويلاتكم بوزان أستمع حفظ
(الأشاعرة بنوا عقيدتهم على الكلام والكلام مبني على المنطق وهذا جاء من الباطنية فلماذا يكفر الأشاعرة الباطنية) هذا وقد أقررتم أنا بأيـ***ـدينا صريح العدل والميزان وغدوتم فيه تلاميذا لنا*** أو ليس ذلك منطق اليونان منا تعلمتم ونحن شيوخكم*** لا تجحدونا منة الإحسان
من اللي أقر بذلك ؟
الطالب : الأشاعرة
الشيخ : الأشاعرة لأن الأشاعرة جماعة بنوا عقيدتهم على علم الكلام وأصل علم الكلام علم المنطق وعلم المنطق متلقى من الفلاسفة الذين منهم هؤلاء الباطنية فلذلك يُعتبر الأشاعرة والمعتزلة ومن على شاكلتهم يُعتَبرون تلاميذ للفلاسفة وانظر إلى الفلاسفة ماذا يقول لهم :
" هذا وقد أقررتم أنا بأيـ *** ـدينا صريح العدل والميزان
وغدوتم فيه تلاميذا لنا *** أو ليس ذلك منطق اليونان
منا تعلمتم " اللي يقول من ؟ القرامطة والباطنية الذي بُني مذهبهم على الفلسفة
" منا تعلمتم ونحن شيوخُكم *** لا تجحدونا منة الإحسان "
يعني لا تجحدوا ما مننا به عليكم وأحسنا به إليكم وتعادوننا وإنما قال ابن القيم هذا لأن الظاهر الآن لو أتيت إلى الأشاعرة أو المعتزلة لوجدتهم يكفرون هؤلاء الباطنية وينكرون عليهم إنكاراً عظيما لكن في الحقيقة أن أصولهم متشابهة أو متقاربة كما سيبينه المؤلف .
12 - (الأشاعرة بنوا عقيدتهم على الكلام والكلام مبني على المنطق وهذا جاء من الباطنية فلماذا يكفر الأشاعرة الباطنية) هذا وقد أقررتم أنا بأيـ***ـدينا صريح العدل والميزان وغدوتم فيه تلاميذا لنا*** أو ليس ذلك منطق اليونان منا تعلمتم ونحن شيوخكم*** لا تجحدونا منة الإحسان أستمع حفظ
معنى قول الناظم: فسلوا مباحثكم سؤال تفهم*** وسلوا القواعد ربة الأركان من أين جاءتكم وأين أصولها*** وعلى يدي من يا أولي النكران فلأي شيء نحن كفار وأنـ*** ـتم مؤمنون ونحن متفقان
" فسلوا مباحثكم سؤال تفهمٍ *** وسلوا القواعد ربة الأركان
من أين جاءتكم "
منين ؟ من عند الفلاسفة لأن علم الكلام مبني على علم المنطق فهي جاءت منهم
" فسلوها من أين جاءتكم وأين أصولها *** وعلى يدي من يا أولي النكران "
تأخذون من الأصول والقواعد وتبنون عليها عقيدتكم في الله ثم بعد ذلك تكفروننا وتقولون أنتم كفار
" فلأي شيء نحن كفار وأنـ *** ـتم مؤمنون ونحن متفقان "
نعم هذا تناقض ولا شك أن هذه حجة لأهل الباطل للفلاسفة ومن على شاكلتهم على مَن ؟
الطالب : الأشاعرة
الشيخ : على الأشاعرة ، لكن الحقيقة أن الأشاعرة أجابوهم بجواب حق قالوا : نحن نعلم بأن الرسل جاءت بإثبات الإله وإثبات المعاد وإثبات الجنة والنار نحن نعلم أنها جاءت به وقد علمنا أن الشبهة المانعة منه باطلة فثبت بالدليل السالم عن المعارض وإذا ثبت بالدليل السالم عن المعارض ماذا يكون ؟ وجب القول به هذه حجة يدفع بها الأشاعرة والمعتزلة وشِبههم مذهب من ؟ مذهب القرامطة والباطنية وأشبابهم يقولون : أنتم أنكرتم البعث والجنة والنار والرب والرسل وقلتم هؤلاء عباقرة جاؤوا لإصلاح الناس على زعمهم ولكن هذا ليس بصحيح لأننا علمنا إيش ؟ أن هذا جاءت به الرسل وثبتت به الحجة وقد علمنا الشبهة المانعة منه الشبهة المانعة لأنه ما فيه شبهة تمنع الذي خلق الخلق هو الله والذي يعيدهم هو الله فإذا ثبت بالدليل وانتفى المعارض وجبَ القول به، أهل السنة والجماعة قالوا هذا دليل جيد ونحن نوافقكم على هذا الدليل ونرد به قول الفلاسفة ولكننا نحتجُّ به عليكم لأن صفات الله عز وجل قد ثبتت بالدليل السالم عن المعارض الصحيح لأنه لا مُعارض لأدلة الصفات إلا ما زعمتم أنه أدلة عقلية وهي وهمية فوجب القول بثبوتها فاحتج أهل السنة على الأشاعرة والمعتزلة بماذا ؟ بما احتج به الأشاعرة والمعتزلة على الفلاسفة والقرامطة وهذا هو الحق نعم .
يقول : " فلأي شيء نحن كفار وأنـ *** ـتم مؤمنون ونحن متفقان"
13 - معنى قول الناظم: فسلوا مباحثكم سؤال تفهم*** وسلوا القواعد ربة الأركان من أين جاءتكم وأين أصولها*** وعلى يدي من يا أولي النكران فلأي شيء نحن كفار وأنـ*** ـتم مؤمنون ونحن متفقان أستمع حفظ
(موافقة الأشاعرة مع الباطنية) أن النصوص أدلة لفظية*** لم تفض قط بنا إلى إيقان فلذاك حكمنا العقول وأنتم*** أيضا كذاك فنحن مصطلحان فلأي شيء قد رميتم بيننا*** حرب الحروب ونحن كالإخوان الأصل معقول ولفظ الوحي معـ***ـزول ونحن وأنتم صنوان لا بالنصوص نقول نحن وأنتم*** أيضا كذاك فنحن مصطلحان
" أن النصوص أدلة لفظية *** لم تفضِ قط بنا إلى إيقان "
كذا عندكم ؟
" ** لم تُفضِ قط بنا إلى إيقان
فلذاك حكّمنا العقول وأنتم *** أيضاً كذاك فنحن مصطلحان "
سبحان الله! القرامطة والباطنية يقولون نحن نحكم العقل والمعتزلة والأشاعرة يقولون نحن أيضا نحكم العقل فيقول ما دمنا نحن وأنتم نرجع إلى العقل ونقول إن القرآن والسنة أدلة لفظية غير قابلة للإيقان فلماذا تعادوننا نحن إخوان ومصطلِحان
" فلأي شيء قد رميتم بيننا *** حرب الحروب " أو البسوس وهي حرب معروفة في الجاهلية " ونحن كالأخوان "
"الأصل معقول " الأصل المشترَك بيننا وبينكم هو العقل معقول يعني هو المعقول
" ولفظ الوحي معـ *** ـزول ونحن وأنتمُ صنوان "
سبحان الله! لفظ الوحي معزول عن إيش ؟ عن اليقين لأنه عندهم أن النصوص في القرآن والسنة ظواهر لفظية لا تُفيد اليقين والعقل هو الذي يفيد اليقين " ونحن وأنتم صنوان " الصنوان هما الغُصنان في أصل واحد طيب
" لا بالنصوص نقول نحن وأنتمُ *** أيضا كذاك فنحن مصطلحان " .
14 - (موافقة الأشاعرة مع الباطنية) أن النصوص أدلة لفظية*** لم تفض قط بنا إلى إيقان فلذاك حكمنا العقول وأنتم*** أيضا كذاك فنحن مصطلحان فلأي شيء قد رميتم بيننا*** حرب الحروب ونحن كالإخوان الأصل معقول ولفظ الوحي معـ***ـزول ونحن وأنتم صنوان لا بالنصوص نقول نحن وأنتم*** أيضا كذاك فنحن مصطلحان أستمع حفظ
(اتفاق الأشاعرة والباطنية لحرب أهل السنة والجماعة) فذروا عداوتنا فإن وراءنا*** ذاك العدو الثقل ذي الأضغان فهم عدوكم وهم أعداؤنا*** فجميعنا في حربهم سيان
يعني لنا عدو ثالث خلونا جميع نعم نقوي بعضنا بعضا عليه وكما يقول الصبيان خلونا جميعا نتحاشم عليه من أجل أن نقضي عليه يقول :
" فذروا عداوتنا فإن وراءنا *** ذاك العدو الثِّقل ذي الأضغان
فهمُ عدوكم وهم أعداؤنا *** فجميعنا في حربهم سيّان "
مَن هذا العدو ؟ أهل السنة اسمع إليه .
تلك المجسِّمة نعم ويش يقول ؟ نقف على هذا طيب نعم .
الطالب : عندنا ذي وليس ذو
الشيخ : إيش ؟
الطالب : " ***ذاك العدو الثقل ذي الأضغان"
إي لا ما تصلح هي بالنصب إما بالنصب أو بالرفع يعني اللي عندي لها وجه والنصب أيضا أوجه منها كلها .
السائل : ... .
الشيخ : سيأتينا إن شاء الله مو أعم من كل وجه لكن من جهة أنهم حكموا العقل وردوا النصوص .
السائل : ...
الشيخ : على أنها اسم إن وراءنا خبر مقدم فإن وراءنا .
بسم الله الرحمن الرحيم
أظن عندنا شرح سبق لنا أن ابن القيم رحمه الله ذَكر المصارعة والمجادلة بين المتأولين في صفات الله والمتأولين في نصوص المعاد وأن كل واحدة من الطائفتين دعت الأخرى إلى المصالحة ولاسيما الذين تأولوا في المعاد لأن الذين تأولوا في الصفات شنوا عليهم الغارة وقالوا إنكم إيش ؟ إنكم كفار فدعاهم هؤلاء إلى المسالمة وقالوا إننا إخوان وإننا مصطلحان فلنكن على عدونا المشترك وهم أهل المجسِّمة . فقال :
" فهم عدوكم وهم أعداؤنا *** فجميعنا في حربهم سيان "
15 - (اتفاق الأشاعرة والباطنية لحرب أهل السنة والجماعة) فذروا عداوتنا فإن وراءنا*** ذاك العدو الثقل ذي الأضغان فهم عدوكم وهم أعداؤنا*** فجميعنا في حربهم سيان أستمع حفظ
تلك المجسمة الألى قالوا بأن*** الله فوق جميع ذي الأكوان (تشويه المعطلة لمذهب أهل السنة للعوام لعدم إتباعهم وذكر ألقاب لقبوها لأهل السنة ومعنى الألى)
تلك المجسمة الذين يعطلون صفات الله عز وجل أو بعبارة أصح يعطلون الله من صفاتِه يُسمون كل من أثبت صفة يسمونه مجسما أتدرون لماذا ؟ من أجل أن يشوهوا طريقهم عند العامة حتى لا يسلكوا طريقهم لأنهم إذا قالوا مجسمة قالوا إذن هم يعبدون جسما والذي يعبد جسماً يَعبد صنما لا فرق بين معبوده وبين اللات والعزى فيشوهون سمعته بهذه الألقاب السيئة وسموهم حشوية من حاشة المتاع يعني ليسوا بشيء سموهم نوابت تعرفون النوابت النوابت التي تكون في الزرع ... لا تنفع وتفسد الزرع فسموهم نوابت وهذه الألقاب السيئة قد ورثوها من أئمتهم أعداء الرسل الذين قالوا للرسل إنهم سحرة مجانين (( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون )) طيب هؤلاء يسمون أهل السنة الذين يثبتون الصفات "تلك المجسمة الألى قالوا " الألى يعني الذين قالوا كما قال ابن مالك : " جمع الذي الألى " فالألى بمعنى الذين ومنه قول الشاعر :
" وتُبلي الألى يستلئمون على الألى *** تراهن يوم الروع كالحِدأ القبل "
"وتبلي الألى يستلئمون" الأُلى يستلئمون يعني الذين يستلئمون ومعنى يستلئمون يلبسون لأمة الحرب ، "على الأُلى تراهن" الألى الثانية هذه بمعنى اللائي يعني على الخيل اللائي تراهن يوم الحرب "كالحِدأ القُبل" الِحدأ جمع حدأة، القُبل يعني التي تنظر من جانب واحد فتنقض على الفريسة يقول :
" تلك المجسمة الألى قالوا بأن *** الله فوق جميع ذي الأكوان " .
16 - تلك المجسمة الألى قالوا بأن*** الله فوق جميع ذي الأكوان (تشويه المعطلة لمذهب أهل السنة للعوام لعدم إتباعهم وذكر ألقاب لقبوها لأهل السنة ومعنى الألى) أستمع حفظ
معنى قول الناظم: وإليه يصعد قولنا وفعالنا*** و إليه ترقى روح ذي الإيمان
إليه تصعد ترقى ولا يكون مثل هذا التعبير إلا فيما هو فوق
" وإليه قد عرج الرسول حقيقة *** وكذا ابن مريم مَصعَد الأبدان "
نعم عَرج الرسول حقيقة إلى الله ببدنه ولهذا قال مصعَد الأبدان وعَرج ابن مريم إلى الله حقيقة ببدنه وليس بروحه كما ادعاه بعض المتأخرين وقالوا إن عيسى لم يُرفع ببدنه وإنه لا ينزل إلى الدنيا في آخر الزمان ولكن هذا قول باطل مخالفٌ للقرآن والسنة وإجماع السلف بل إن ابن مريم رفعه الله إليه ببدنه لا بروحه لأن الأرواح لا يختص بها ابن مريم كل مؤمن فإن روحه ترفع إلى الله والنبي عليه الصلاة والسلام كذلك عَرج إلى الله ببدنه عرج فوق سبع سموات حتى وصل إلى مكان سَمِع فيه صريف الأقلام أقلام القضاء وصل إلى سدرة المنتهى وصعِد هذه السموات العظيمة الواسعة البعيدة في ليلة واحدة صَعِدها ورجع إليها وحصل منه صلاة بالأنبياء وسلام على الأنبياء وكذلك أيضاً حصل مراجعة بينه وبين ربه عز وجل في فرض الصلوات الخمس .