وإليه قد عرج الرسول حقيقة*** وكذا ابن مريم مصعد الأبدان (بيان أن عروج محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام كان بالروح والبدن معا وذكر قصة عروج النبي صلى الله عليه وسلم)
الشيخ : إن ابن مريم رفعه الله إليه ببدنه لا بروحه لأن الأرواح لا يختص بها ابن مريم كل مؤمن فإن روحه ترفع إلى الله والنبي عليه الصلاة والسلام كذلك عرج إلى الله ببدنه عرج فوق سبع سموات حتى وصل إلى مكان سمع فيه صريف الأقلام أقلام القضاء وصل إلى سدرة المنتهى وصعد هذه السموات العظيمة الواسعة البعيدة في ليلة واحدة صعدها ورجع إليها وحصل منه صلاة بالأنبياء وسلام على الأنبياء وكذلك أيضا حصل مراجعة بينه وبين ربه عز وجل في فرض الصلوات الخمس كل هذا في ليلة وجاء إلى مكة من بيت المقدس في ليلته واستيقظ من يومه وصار يحدث الناس بما رأى فكذبه المكذبون وأنكروا قالوا نحن نذهب إلى الشام مسيرة شهر ونرجع إلى الشام مسيرة شهر ومحمد يدعي أنه وصل الشام ووصل إلى العرش في ليلة هذا كذِب فاجتمعوا عنده وكذبوه وذهبوا إلى أبي بكر وقالوا إن صاحبك يقول كذا وكذا فانظر ماذا أفك قال : ( إن كان قد قال ذلك فقد صدق ) رضي الله عنه فمن ذلك اليوم سُمي الصديق فالحاصل إن الرسول صلى الله عليه وسلم عُرج ببدنه وأما قول من قال عرج بروحه فهو قول باطل لأن الله يقول : (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) بعبده ما قال بروح عبده (( بعبده )) وقال في المعراج في سورة النجم قال في سورة النجم : (( ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى )) رأى بنفسه ولو كان قد عَرج بروحه لم تكن قريش لتكذّب لأن قريشا لا تكذب بالرؤيا ، الرؤيا كل إنسان يرى ما لا يمكن في ليلة ولا في شهر ويراه في منامه في ساعة فلو كان مناما ما كذبَته قريش المهم أن هؤلاء المعطلة الذين عطلوا الله عن صفاته والذين عطلوا نصوصَ المعاد عن معانيها سووا هجوما على مَن ؟ على أهل السنة المجسِّمة على ما يقولون .
وكذاك قالوا إنه بالذات فو***ق العرش قدرته بكل مكان (إطلاق لفظ الذات وسببها)
الشيخ :" وكذاك قالوا إنه بالذات فو *** ق العرشِ قدرتُه بكل مكان " كذاك قالوا الضمير يعود على مَن ؟ أهل السنة الذين سماهم هؤلاء مجسمة إن الله قالوا إنه بالذات فوق العرش ، فوق العرش بذاته سبحانه وتعالى وإنما قالوا فوق العرش بذاته رداً لمن قالوا إنه لم يكن فوق العرش بذاته ولكنه فوق العرش بنوعِه كما يُقال : الذهب فوق الفضة لكن قالوا بذاته رداً عليهم وإلا فلا حاجة يقال بذاته لأن كل فعل أضافه الله إلى نفسه فهو إليه ذاتِه خلق السموات والأرض يحتاج نقول بذاته ؟ لا حاجة هو خلقها نفسُه وهكذا جميع ما أضيف إلى الله فهو يضاف إليه نفسه قدرته بكل مكان هم قالوا (( استوى على العرش )) أي ملك العرش وقهره فقال ابن القيم : قدرته لا تختص بالعرش قدرته بكل مكان ما هي على العرش فقط .
(بيان نزول الله إلى السماء الدنيا)
وكذاك ينزل كل آخر ليلة*** نحو السماء فها هنا جهتان للابتداء والانتهاء وذان للأ***جسام أين الله من هذان
الشيخ :" وكذاك ينزل كل آخر ليلة *** نحو السماء فها هنا جهتان للابتداء والانتهاء وذان للأ *** جسام " شوف يعني قالوا إن هؤلاء المجسمة يقولون إن الله ينزل كل ليلة إلى السماء ينزل حين يبقى ثلث الليل الآخر حتى يطلُع الفجر فهاهنا جهتان جهة للابتداء منين ؟ من نصف الليل جهة للانتهاء إلى طلوع الفجر وذان للأجسام يعني ما يمكن يكون نزول وطلوع موقت بوقت إلا للأجسام " أين الله من هذان " مَن يقول أين الله من هذان؟ المعطلة يقول أين الله أن يكون جسما يكون له ابتداء في نزوله وابتداء في انتهاء النزول .
(إثبات الكلام لله بحرف وصوت)
وكذاك قالوا إنه متكلم*** قام الكلام به فيا إخوان أيكون ذاك بغير حرف أم بلا*** صوت فهذا ليس في الإمكان
الشيخ :" وكذاك قالوا إنه متكلم *** قام الكلام به فيا إخوان أيكون ذاك بغير حرفٍ أم بلا *** صوت فهذا ليس في الإمكان " هذا أيضا مما شنعوا به على أهل السنة قالوا إن الله يتكلم بكلام قام بذاته فهل يمكن كلام بلا حرف ولا صوت أجيبوا ؟ لا إذن تقوم به الحروف والأصوات فيكون حادثا لأن الحوادث لا تقوم إلا بحادث نسأل الله العافية .
معنى قول الناظم: وكذاك قالوا ما حكينا عنهم*** من قبل قول مشبه الرحمن
فذروا الحراب لنا وشدوا كلنا*** جمعا عليهم حملة الفرسان
حتى نسوقهم بأجمعنا إلى *** وسط العرين ممزقي اللحمان
فلقد كوونا بالنصوص وما لنا*** بلقائها أبد الزمان يدان
الشيخ :" وكذاك قالوا ما حكينا عنهم *** من قبلُ قول مشبه الرحمن " يعني قالوا أيضاً سوى هذا من كلِّ ما يدل على التشبيه وهذا لا شك أنه رَمْيٌ بالبهتان لأهل السنة والجماعة " فذروا الحراب لنا وشُدوا كلنا *** جمعا عليهم حملة الفرسان " الله يعينا عليهم يعني يقول خلوا نسير سواء ونشن عليهم الغارة جميعا من أجل أن نقضي عليهم ولكننا نقول والله لن يقضوا على الحق بباطلهم لأن الله يقول : (( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق )) " حتى نسوقهم بأجمُعنا إلى *** وسط العرين ممزق اللحمان " نسوقهم نسوق مَن ؟ أهل السنة إلى وسط العرين مقر الأسد ممزَّق اللحمان يعني أن الأسود تأكلهم وتمزقهم ولكن هل يحصل لهم هذا ؟ ما يحصل ولهذا هم أقروا " فلقد كوونا بالنصوص وما لنا *** بلقائها أبد الزمان يدان " الحمد لله، كوَونا يعني أذاقونا حر النصوص فلم نستطع أن نتخلص ولهذا قال : " وما لنا *** بلقائها أبد الزمان يدان كم ذا " الطالب : ... الشيخ : كيف ؟ الطالب : ... الشيخ : وقفنا إي طيب، عندك القراءة .
القراءة من قول الناظم: كم ذا يقال الله قال رسوله..إلى آخر الفصل
القارئ : " كم ذا يقال الله قال رسوله *** من فوق أعناق لنا وبنان إذ نحنُ قلنا قال " أرسطو الشيخ : لا قال رِسطو ، يزيد البيت شوي القارئ : إذ نحن قلنا قال رسطو المعـ *** ـلَّم الشيخ : المعلِّم الطالب : ... الشيخ :"إذ نحن قلنا قال رسطو ذا المعـ *** ـلِّم أولا أو قال ذاك الثاني" القارئ : "إذ نحن قلنا قال رسطو ذا المعـ *** ـلّم" . الشيخ : والله عندي إيش عندك النصف الثاني ؟ ويش عندك ؟ الطالب : إذ نحن قلنا قال رسطو المعـ *** ـلِّم أولاً ... ما عندي ... رسطو الشيخ : إي بدون همزة ، أنا أقول ربما يستقيم البيت لو قلنا : " إذ نحن قلنا قال ذا رسطو المعـ *** ـلِّم أولا أو قال ذاك الثاني " لا الهمزة ما هي بوارد طيب " إذ نحن قلنا قال رِسطو ذا المعـ *** ـلم أولا أو قال ذاك الثاني " يعني ذا لا بد منها إما قبل رسطو وإلا بعدها الطالب : قبلها أحسن الشيخ : قبلها أحسن " إذ نحن قلنا قال ذا رِسطو المعـ *** ـلِّم أولا أو قال ذاك الثاني " لا ما تكون طيب . الطالب : ... الشيخ :" إذ نحن قلنا قال ذا " أنا بخلي نسختي هكذا ، إي نعم ذا قبل رِسطو . القارئ : " إذ نحن قلنا قال رسطو ذا المعـ *** ـلم أولا أو قال ذاك الثاني وكذاك إن قلنا ابن سينا قال ذا *** أو قاله الرازي ذو التبيان قالوا لنا قال الرسول وقال في *** القرآن كيف الدفع للقرآن وكذاك أنتم منهم أيضاً بهذا *** المنزل الضنك الذي تريان إن جئتموهم بالعقول أتوكمُ *** بالنص من أثر ومن قرآن فإذا فرغنا منهمُ فخلافُنا *** سهل فنحن وأنتم أخوان فالعرش عند فريقنا وفريقكم *** ما فوقه أحد بلا كتمان ما فوقَه شيء سوى العدم الذي *** لا شيء في الأعيان والأذهان ما الله موجود هناك وإنما *** العدم لمحقق فوق ذي الأكوان والله معدومٌ هناك حقيقةً *** بالذات عكس مقالة الديصان هذا هو التوحيد عند فريقِنا *** وفريقكم وحقيقةُ العرفان وكذا جماعتُنا على التحقيق *** في التوراة والإنجيل والفرقان ليست كلام الله بل فيض مِن *** الفعال أو خلق من الأكوان فالأرض ما فيها له قولٌ ولا *** فوق السما للخلق من ديان بشرٌ أتى بالوحي وهو كلامُه *** في ذاك نحن وأنتمُ مثلان ولذاك قلنا إن رؤيتنا له *** عين المحال وليس بالإمكان وزعمتمُ أنا نراه رؤية المعدوم *** لا الموجود في البرهان " . الشيخ : في الأعيان، في الأعيان الي عندي في الأعيان ، لا في الأعيان البرهان في البيت اللي بعده . القارئ : " وزعمتمُ أنا نراه رؤية المعدوم *** لا الموجود في الأعيان" إذ كل مَرثي يقوم الشيخ : مرئي القارئ : " إذ كل مرئي يقومُ بنفسِه *** أو غيره لا بُد في البرهان من أن يقابل من يراه حقيقةً *** من غير بُعد مفرط وتدان ولقد تساعدنا على إبطال ذا *** أنتم ونحن فما هُنا قولان أما البلية فهي قول مجسِّمٍ *** قال القران بدا من الرحمن هو قوله وكلامه منه بدا *** لفظاً ومعنى ليس يفترقان سمع الأمين كلامه منه وأد *** اه إلى المختار من إنسان فله الأداء كما الأدا لرسوله *** والقول قول الله ذي السلطان هذا الذي قلنا وأنتم إنه *** عينُ المحال وذاك ذو بطلان" الشيخ : وذاك القارئ : وذاك ذو بطلان الشيخ : نعم القارئ : "هذا الذي قلنا وأنتم إنه *** عينُ المحال وذاك ذو بطلان فإذا تساعدنا جميعا أنه *** ما بيننا لله مِن قرآن إلا كبيت الله تلك إضافة ال** مخلوق " إلا الأوصاف الشيخ : لا الأوصاف القارئ : " إلا كبيت الله تلك إضافة ال** مخلوقِ لا الأوصاف للديان فعلامَ هذا الحرب فيما بيننا *** مع ذا الوفاق ونحن مُصطلِحان فإذا أبيتم سلمنا فتحيزوا *** لمقالة التجسيم بالإذعان عودوا مجسمة وقولوا ديننا الـ *** إثبات " الشيخ : دينُنا القارئ : " عودوا مجسّمة وقولوا دينُنا الـ *** إثباتُ دين مشبه الديان أو لا فلا مِنا ولا منهم وذا *** شأن المنافق إذ له وجهان هذا يقولُ مجسم وخصومُه *** ترميه بالتعطيل والكُفران هو قائم هو قاعدٌ هو جاحدٌ *** هو مثبت تلقاه ذا " الألوان الشيخ : لا ذا ألوان القارئ : " هو قائم هو قاعدٌ هو جاحدٌ *** هو مثبت تلقاه ذا ألوان يوماً بتأويل يقول وتارةً *** يسطو على التأويل بالنكران " . الشيخ : الله أكبر رحمه الله . باقي أربع دقايق نعم نأخذ ما تيسر
معنى قول الناظم: فلقد كوونا بالنصوص وما لنا*** بلقائها أبد الزمان يدان
كم ذا بقال الله قال رسوله*** من فوق أعناق لنا وبنان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم يقول المؤلف رحمه الله : " فلقد كوونا بالنصوص وما لنا *** بلقائها أبد الزمان يدان " يعني ما لنا فيها قُوة لأن النصوص كلٌ يقبلها حتى العامة يقبلونها إذا قيل لهم قال الله قال رسوله توقفوا وأخذوا بها " كم ذا يُقال الله قال " كذا عندكم؟ الطالب : ... الشيخ : إي والله أحسن " كم ذا بقال الله قال رسوله *** من فوق أعناق لنا وبنان " يعني معناه ما أكثر ما قال قال الله قال رسوله من فوق أعناقنا وبناننا وإنما قال من فوق الأعناق والبنان تشبيها بقوله تعالى : (( فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان )) يعني أن هذا القول مِنا بمنزلة ما فعلت الملائكة بالكفار يوم بدر نعم .
إذ نحن قلنا قال ذا أرسطو المعـ***ـلم أولا أو قال ذاك الثاني (الكلام على أرسطو وهو المعلم الأول وبيان المعلم الثاني وهو الفارابي)
الشيخ :" إذ نحن قلنا قال ذا أرسطو المعـ *** ـلم أولا أو قال ذاك الثاني " يعني إننا نحن نحتج عليهم بأن هذا قول أرسطو ويسمونه المعلم الأول لكنه معلم الشر والفساد والعياذ بالله ومن دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ويسمى المعلم الأول المعلم الثاني هو الفارابي أيضاً من أساطين الفلاسفة نعم أو قال ذاك الثاني، الثاني الفارابي .
وكذاك إن قلنا ابن سينا قال ذا*** أو قاله الرازي ذو التبيان (بيان كفر ابن سينا وأنه يدعى عندهم الرئيس ولا يجوز تعظيمه وذكر الرازي وهو غير المفسر)
الشيخ :" وكذاك إن قلنا ابن سينا قال ذا " ابن سينا هو الرئيس يسمى الرئيس عندهم وقد صرج شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم بأن الرجل كافر وهو عند قوم المتأخرين القوميين مؤمن لكنه عند ابن تيمية وابن القيم مؤمن بالطاغوت كافر بالله ولهذا لا يجوز أن يُبَجل أو يعظم أو تنسب المدارس إليه أو ما أشبه ذلك ولا يفعل هذا إلا رجل جاهل لا يعرف نعم " وكذاك إن قلنا ابن سينا قال ذا *** أو قاله الرازي ذو التبيان " أيضاً الرازي من أساطينهم وهو معروف، هو معروف رجل طبيب ولا أظنه الرازي الذي له التفسير المشهور الذي يُلقب فخر الدين لا أظنه هذا قال : إذا قلنا هذا قال أرسطو من بعد الفارابي ابن سينا الرازي .
معنى قول الناظم: قالوا لنا قال الرسول وقال في الـ***ـقرآن كيف الدفع للقرآن
وكذاك أنتم منهم أيضا بهـ***ـذا المنزل الضنك الذي تريان
إن جئتموهم بالعقول أتوكم*** بالنص من أثر ومن قرآن
الشيخ :" قالوا لنا قال الرسول وقال في الــقرآن " الله أكبر ما الفرق بين القولين ؟ عظيم ولهذا قال : " كيف الدفع للقرآن " إذا قالوا قال الله قال رسوله كيف ندفع هذا ؟ " وكذاك أنتم منهم أيضاً بهـ *** ـذا المنزل الضنك الذي تريان " أنتم يخاطبون من ؟ الأشاعرة وأشباهِم ممن نفوا الصفات يقولون إنكم إذا قلتم دلّ العقل على كذا قالوا : دلّ القرآن والسنة على كذا فهذا معترك ضنك " إن جئتموهم بالعقول أتوكمُ *** بالنص من أثرٍ ومن قرآن " ونحن أيضاً إذا جئناهم بكلام أرسطو والفارابي وابن سينا أتونا بالقرآن إذن أنتم تستدلون بالعقل فيدمغونكم بالقرآن والسنة نحن نستدل بأرسطو وأشباهه ويأتوننا بالكتاب والسنة فصاروا عدُواً لنا جميعاً شفت كيف صاروا عدواً لهؤلاء ولهؤلاء . " وكذاك أنتم منهم أيضاً بهـ *** ـذا المنزل الضنك الذي تريان إن جئتموهم بالعقول أتوكم *** بالنص من أثر ومن قرآن "
معنى قول الناظم: فتحالفوا إنا عليهم كلنا*** حرب ونحن وأنتم سلمان
فإذا فرغنا منهم فخلافنا*** سهل فنحن وأنتم أخوان
الشيخ :" فتحالفوا أنا عليهم كلنا *** حربٌ ونحن وأنتمُ سِلمان " يعني معناه لنُجري حلفا بيننا وبينكم أننا حربٌ عليهم وأننا فيما بيننا سِلمان " فإذا فرغنا منهم فخلافنا *** سهل فنحنُ وأنتم أخوان " يعني دعونا نقضي عليهم جميعاً وإذا انتهينا فالخلاف بيننا وبينكم سهل .
(إنكار الأشاعرة والمعتزلة والفلاسفة علو لله واستوائه على العرش)
فالعرش عند فريقنا وفريقكم*** ما فوقه أحد بلا كتمان
ما فوقه شيء سوى العدم الذي*** لا شيء في الأعيان والأذهان
ما الله موجود هناك وإنما الـ***ـعدم المحقق فوق ذي الأكوان
والله معدوم هناك حقيقة*** بالذات عكس مقالة الديصان (بيان أن الديصان قوم سوء)
هذا هو التوحيد عند فريقنا*** وفريقكم وحقيقة العرفان
الشيخ :" فالعرش عند فريقنا وفريقكم *** ما فوقه أحد بلا كتمان " لأن المعتزلة والأشاعرة وأشباههم ينكرون استواء الله على العرش ويقولون أبدا ليس الله فوق العرش ما فوق العرش أحد والفلاسفة كذلك لأن الفلاسفة ينكرون الله رأساً " فالعرش عند فريقنا وفريقكم *** ما فوقه أحد بلا كتمان ما فوقه شيءٌ سوى العدم الذي *** لا شيء في الأعيان والأذهان ما الله موجود هناك وإنما الـ *** ـعدم المحقَّق فوق ذي الأكوان والله معدومٌ هناك حقيقةً *** بالذات عكس مقالة الديصان " عكس مقالة الديصان الديصان أمةٌ ضالة شبهوا بهم أهل السنة أهل السنة يقولون نحن نقول إن الله عز وجل موجود فوق العرش وهم يقولون لا ليس موجودا فوق العرش ما فوقه أحد لأن الأشاعرة والمعتزلة ينكرون استواء الله على العرش والفلاسفة ينكرون وجود الله أصلاً إذن ليس فوق العرش أحد على رأي هؤلاء وعلى رأي هؤلاء " هذا هو التوحيد عند فريقنا *** وفريقكم وحقيقة العرفان " فإذن نحن وأنتم سواء .
(إنكارهم كلام الله أيضا)
وكذا جماعتنا على التحقيق في الـ*** ـتوراة والإنجيل والفرقان
ليست كلام الله بل فيض من الـ*** ـفعال أو خلق من الأكوان
الشيخ :" وكذا جماعتنا على التحقيق في الـ *** ـتوراة والإنجيل والفرقان ليست كلام الله " يعني ونحن أيضاً متفقون معكم على أن التوراة التي أنزلها الله على موسى والإنجيل على عيسى والفرقان على محمد صلى الله عليهم وسلم ليست كلام الله لاحظوا يا جماعة المعتزلة يقولون القرآن ليس كلام الله بالمعنى الذي يريده أهل السنة ،الأشاعرة يقولون هذا القرآن ليس كلام الله الفلاسفة أيضاً يقولون ليس كلام الله لأنه ما فيه إله فيه عقل فعّال يدبر الكون وليس هو الله وهذا الكلام كلامه ولهذا يقول : " ليست كلام الله بل فيض من الـ *** ـفعّال " هذا مذهب الفلاسفة " أو خلقٌ من الأكوان " هذا مذهب المعتزلة والأشاعرة عرفتم ؟ الفلاسفة يقولون هذا الكلام فيض من العقل الفعّال يُفيضه هذا العقل على بشرٍ قابل له فيتكيف بكيفية هذا النور الذي ألقاه عليه هذا العقل الفعّال ثم ينطق بالكلام ، الأشاعرة والمعتزلة يقولون هذا الكلام المسموع المكتوب ليس كلام الله لماذا ؟ المعتزلة يقولون هو خلق خلقَه الله مثل ما يخلق السماء والأرض لكن أضافه إلى نفسه من باب التشريف والأشعرية يقولون كلام الله هو المعنى القائم بنفسِه وخلق أصواتاً تدل عليه وتُعبر عنه فإذا هذا القرآن على كِلا القولين مخلوق ولهذا يقول : أو خلقٌ من الأكوان .
معنى قول الناظم: فالأرض ما فيها له قول ولا*** فوق السما للخلق من ديان
بشر أتى بالوحي وهو كلامه*** في ذاك نحن وأنتم مثلان
الشيخ :" فالأرض ما فيها له قولٌ ولا *** فوق السما للخلق من ديان " الأرض ما فيها له قول لأن هذا ما فيها إلا شيء مخلوق ولا فوق العرش فوق السماء للخلق من ديان " بشرٌ أتى بالوحي وهو كلامُه *** في ذاك نحن وأنتمُ مثلان " والله أعلم نعم . والله بعيدة هذه، بعيدة . لا ما فيه شرح نعم . الطالب : ... . الشيخ : فيه شرح الحين الطالب : ... الشيخ : كيف نعم . نعم بسم الله الرحمن الرحيم . قال ابن القيم رحمه الله تعالى في بيان الخصومة الواقعة بين أهل التعطيل وبين الفلاسِفة وأنهم يتفقون في أصول متعددة منها .
(إنكارهم رؤية الله يوم القيامة)
ولذاك قلنا إن رؤيتنا له*** عين المحال وليس في الإمكان وزعمتم أنا نراه رؤية الـ***ـمعدوم لا الموجود في الأعيان
الشيخ : قال : " ولذاك قُلنا إن رؤيتنا له *** عينُ المحال وليس في الإمكان " قال الفلاسفة وقال أهل التعطيل أيضاً من الأشاعرة وغيرهم إن رؤيتنا لله عينُ المحال يعني أنه يستحيل أن نرى الله عز وجل وقد سَبق لنا أن رؤية الله قد دل عليها الكتاب والسنة وإجماع السلف وأنها رؤية حقيقة بالعين نعم نعم لا شرحناه " وزعمتمُ أنا نراه رؤية الـ ***ـمعدوم لا الموجود في الأعيان " يعني أن الرؤية التي جاءت في الكتاب والسنة يُراد بها رؤية المعدوم، ورؤية المعدوم الذي لا يرى بالعين يعني العلم به ولهذا يُفسرون الرؤية بأنها تمام اليقين فيقولون إنهم يرون الله أي يتيقنونه حقاً كما يتيقن الرائي من رآه حقاً لماذا لا يرونه رأي الموجود ؟
معنى قول الناظم: إذ كل مرئي يقوم بنفسه*** أو غيره لابد في البرهان
من أن يقابل من يراه حقيقة*** من غير بعد مفرط وتدان
الشيخ : قال : " إذ كل مرئيٍ يقومُ بنفسه *** أو غيره لا بُد في البرهان " يعني كل مَرئي فلا بُد أن يكون قائماً بنفسِه أو قائماً بغيره فالجسم مثلاً إذا رأيناه رأينا قائما بنفسه واللون في الجسمِ إذا رأيناه رأينا قائماً بغيره فلا بُد " مِن أن يقابل " لا بُد في البرهان " من أن يقابِل من يراهُ حقيقةً *** من غير بُعد مفرطٍ وتَدان " يعني لا بد أيضاً من نسبة بين الرائي والمرئي وهي إيش ؟ المقابلة لا بُد من ذلك بغير المقابلة لا تمكن الرؤيا .
ولقد تساعدنا على إبطال ذا*** أنتم ونحن فما هنا قولان (ذكر شيخ الإسلام اتفاق السلف على من أنكر الرؤية فهو كافر)
الشيخ :" ولقد تساعدنا على إبطال ذا *** أنتم ونحن فما هنا قولان " إذن الأشاعرة ينكرون أن الله يُرى نسأل الله العافية مع أن شيخ الإسلام رحمه الله قال : إن هذه البدعة بدعة مُكفرة حتى أنه نقل في بعض مواضع من كلامه اتفاق السلف على تكفير من أنكر رؤية الله قال لأنها جاءت في الكتاب والسنة وأجمع عليها السلف والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( إنكم سترون ربّكم عِيانا كما ترون الشمسَ صحواً ليس دونها سحاب وكما ترون القمر ليلة البدر ) وهل أبلغ من هذا الكلام في أن الرؤيا رؤية عين؟ أبداً لا أبلغ من هذا الكلام ولا أوضح من هذا الكلام فمَن أنكره فقد أنكر ما مدلولُه أمرٌ قطعي لا شك فيه .
أما البلية فهي قول مجسم*** قال القرآن بدا من الرحمن (اتهام أهل السلف بالتجسيم)
هو قوله وكلامه منه بدا*** لفظا ومعنى ليس يفترقان
الشيخ :" أما البلية فهي قول مجسمٍ *** قال القران بدا من الرحمن " ومن هو المجسم ؟ المثبِت لصفات الله كل من أثبت صفات الله فهو عندهم مجسِّم نعم " أما البلية فهي قولُ مجسم *** قال القرآن بدا من الرحمن هو قولُه وكلامُه منه بدا *** لفظا ومعنى ليس يفترقان " وهذا قد تقدم الكلام عليه أن أهل السنة والجماعة يرون أن القرآن كلام الله لفظُه ومعناه وأنه منه بدا وإليه يعود .
(الأمين هو جبريل والمختار هو محمد وأنهما مبلغان لكلام الله)
سمع الأمين كلامه منه وأد*** اه إلى المختار من إنسان فله الأداء كما الأدا لرسوله*** والقول قول الله ذي السلطان
الشيخ :" سَمع الأمين كلامه منه " الأمين هو جبريل عليه الصلاة والسلام ائتمنَه الله على وحيِه وجعله سفيراً بينه وبين رسله " سَمع الأمين كلامه منه وأد *** اه إلى المختار من إنسان " وهو محمدٌ صلوات الله وسلامه عليه " فله الأداء كما الأدا لرسوله *** والقول قولُ الله ذي السلطان " له أي لجبريل الأمين الأداء يؤديه إلى مَن ؟ إلى محمد صلى الله عليه وسلم كما الأدا لرسوله يؤديه إلى مَن ؟ إلى الأمة يؤديه إلى الأمة والقول قول الله ذي السلطان فها هُنا ثلاثة الله عز وجل فالقرآن قولُه منه ابتدأ جبريل مبلِّغ إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم محمد صلى الله عليه وسلم مبلغ إلى الأمة ولهذا أضاف الله القرآن إلى جبريل وإلى محمد فقال : (( إنه لقول رسولٍ كريم وما هو بقول شاعر )) مَن المراد بالرسول هنا ؟ محمد لأنه قال : (( وما هو بقول شاعر )) وقال تعالى : (( إنه لقولُ رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين )) هذا جبريل ومحالٌ أن يكون القول من قائلين إذا فنسبة القول إليهما نسبة أداء وتبليغ أما الأصل الذي قالَه أصلا وابتدأه فهو الله عز وجل (( وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع َكلام الله )) طيب . " فله الأدا كما الأدا لرسوله *** والقول قول الله ذي السلطان " .
هذا الذي قلنا وأنتم أنه*** عين المحال وذاك ذو بطلان
فإذا تساعدنا جميعا أنه*** ما بيننا لله من قرآن
إلا كبيت الله تلك إضافة الـ***ـمخلوق لا الأوصاف للديان
فعلام هذا الحرب فيما بيننا*** مع ذا الوفاق ونحن مصطلحان
فإذا أبيتم سلمنا فتحيزوا***لمقالة التجسيم بالإذعان
الشيخ :" هذا الذي قلنا وأنتم إنه *** عين المحال وذاك ذو بطلان " هم يقولون : مُستحيل أن الله سبحانه وتعالى يتكلم بكلام يُسمع يسمعه جبريل فيؤديه إلى محمد هذا شيء مستحيل كيف ذلك ؟ لأن المعتزلة لأن الفلاسفة كلامي مع الفلاسفة الآن لأن الفلاسفة يقولون إن القرآن فيضٌ من العقل الفعال وليس كلام ذي الجلال والإكرام والأشاعرة يقولون : إن الكلام هو المعنى القائم بنفس الله وأما هذه الحروف والأصوات التي سمعها جبريل فهي مخلوقة نعم ولهذا اتفقوا على أنه من المستحيل أن يكون القرآن كلام الله " فإذا تَساعدنا جميعاً أنه *** ما بيننا لله من قرآن إلا كبيت الله " وبيت الله مخلوق ليس صفة من صفاته أضافه الله إليه على سبيل التشريف والتعظيم " إلا كبيت الله تلك إضافة الـ ***ـمخلوق لا الأوصاف للديان فعلام هذا الحرب فيما بيننا *** مع ذا الوفاق ونحن مصطلحان فإذا أبيتم سلمنا فتحيزوا *** لمقالة التجسيم بالإذعان " يعني إن أبيتم سلمنا وقلتم أنتم حرب لنا ولا نكون معكم ولا في صفكم فتحيزوا لمن ؟ لمقالة التجسيم بالإذعان وهي مقالة السلف وأهل السنة والجماعة .
معنى قول الناظم: عودوا مجسمة وقولوا ديننا الـ***إثبات دين مشبه الديان
أو لا فلا منا ولا منهم وذا*** شأن المنافق إذ له وجهان
الشيخ :" عودوا مجسّمة وقولوا ديننا الـ *** إثبات دينُ مُشبه الديان " كيف "عودوا مجسِّمة وقولوا ديننا الإثبات" فمن كان مُثبتا فهو عندهم مجسم مُشبه ولهذا قال : دين مشبه الديان " أو لا " يعني أو لا تتحيزوا إلى أهل التجسيم أو مقالة التجسيم " أو لا فلا منا ولا منهم " مُذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " وذا *** شأن المنافِق إذ له وجهان " المنافق له وجهان يَلقى المؤمنين بوجه ويقول نحن معكم آمنا بالله ويلقى الكافرين بوجه فيقول إنا معكم إنما نحن مستهزئون فله وجهان والعياذ بالله نسأل الله أن يحمينا وإياكم من ذلك .
(بيان تناقض أهل البدع في كلامهم)
هذا يقول مجسم وخصومه*** ترميه بالتعطيل والكفران
هو قائم هو قاعد هو جاحد*** هو مثبت تلقاه ذا ألوان
يوما بتأويل يقول وتارة*** يسطو على التأويل بالنكران
الشيخ :" هذا يقولُ مجسمُ وخصومه *** ترميه بالتعطيل والكفران " نعم هذا يقول : مجسم وخصومُه ترميه بالتعطيل والكفران فهو تارة يقول هكذا وتارة يقول هكذا " هو قائمٌ هو قاعدٌ " قائم مع القائمين وقاعد مع القاعدين " هو جاحد *** هو مثبت " جاحد مع الجاحدين مثبت مع المثبتين ليس له قاعدة يستقيم عليها وهو مثبت لا " هو مثبت تلقاه ذا ألوان يوما بتأويل يقول وتارة *** يسطو على التأويل بالنكران " أحيانا يؤول ويحرف وأحياناً لا يؤول ولا يحرف بل ينكر التأويل وهكذا هؤلاء المذبذبون ولذلك لا تكاد تجد أحداً من أهل الكلام يثبت على قدم راسخ بل إنه ينقُضُ نفسه بنفسه فتجده في موضع من كلامه يقول هذا واجب لله وفي موضع آخر يقول هذا ممتنع على الله في موضع ثالث يقول هذا جائز هذا وهو واحد منهم بقطع النظر عن مجموعهم لو نظرنا إلى مجموعهم لوجدنا بعضهم يُكذب بعضاً نعم .
القراءة من قول الناظم: فصل في المطالبة بالفرق بين ما يتأول وما لا يتأول إلى آخر الفصل
القارئ : " فصل : في المطالبة بالفرق بين ما يُتأول وما لا يُتأول فنقول فرق بين ما أولته *** ومنعته تفريق ذي برهان فيقول ما يفضي إلى التجسيم *** أوّلناه من خبر ومن قرآن كالاستواء مع التكلم هكذا *** لفظ النزول كذاك لفظ يدان " الشيخ : كالاستواء ، الهمزة همزة وصل القارئ : " كالاستواء مع التكلم هكذا *** لفظ النزول كذاك لفظ يدان إذ هذه أوصاف جسمٍ محدث *** لا ينبغي للواحد المنان فنقول أنت وصفته أيضا بما *** يفضي إلى التجسيم والحدثان فوصفته بالسمع والإبصار مع *** نفس الحياة وعلم ذي الأكوان ووصفته بمشيئة مع قدرة *** وكلامه النفسي وهو معان أو واحد والجسم حامل هذه الأ *** وصاف حقا فأت بالفرقان بين الذي يفضي إلى التجسيم أو *** لا يقتضيه بواضح البرهان والله لو نشرت شيوخك كلهم *** لم يقدروا أبدا على الفرقان " .
(تحدي الناظم لأهل التحريف في تأويلهم لبعض الصفات دون بعض ومعاني صفة الاستواء والكلام والنزول واليد عندهم والرد عليهم)
فنقول فرق بين ما أولته*** ومنعته تفريق ذي برهان فيقول ما يفضي إلى التجسيم أو***لناه من خبر ومن قرآن
كالإستواء مع التكلم هكذا*** لفظ النزول كذاك لفظ يدان
الشيخ : رحمه الله، هذا الفصل يتحدى فيه هؤلاء الذين يحرفون أو يؤولون بعض النصوص ويتركون بعضاً فيقول لهم فرقوا لنا بين ما يؤوَّل وبين ما لا يؤوَّل أما أن تتحكموا فتقولوا هذا يؤوَّل وهذا لا يؤوَّل فهذا غير مسلم لكم " فنقول فرق بين ما أولته *** ومنعته تفريق ذي برهان " فيقول في الجواب " ما يُفضي إلى التجسيم أوّ *** لناه " يعني وما لا يُفضي لا نؤوله " من خبَر ومن قرآن " من خَبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قرآن من كلام الله سبحانه وتعالى كالاستواء هذا مثال لما يُفضي إلى التجسيم " كالاستواء مع التَّكلم هكذا *** لفظ النزول كذاك لفظُ يدان " هذه أربعة أمثلة الاستواء يقول لو أثبتناه لكان مُفضياً إلى التجسيم إذا أثبتنا الاستواء بمعناه الحقيقي كان ذلك مُفضياً إلى التجسيم لأنك إذا قلت استوى كذا على كذا لزم أن يكون الأول جسماً كما أن الثاني جِسماً وهذا يفضي إلى التجسيم كذلك الكلام لو أثبتنا الكلام بحرف وصوت لزم من ذلك التجسيم لأن الكلام بحرف وصوت يحتاج إلى آلة لسان وشفتين مخارج حروف وما أشبه ذلك وهذا يقتضي أن يكون الله جِسماً ، كذلك أيضاً اليدان النزول النزول يقولون لا يكون النزول من شيء إلى شيء إلا إذا كان هذا النازل جسماً فإذا أثبت نزول الله إلى السماء الدنيا مثلاً لزم أن تكون مجسماً، وكذلك اليدان اليدان أثبت الله لنفسه يدين فقال تعالى : (( وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلت أيديهم ولُعنوا بما قالوا بل يداهُ مبسوطتان ينفق كيف يشاء )) وقال يخاطب إبليس : (( ما منعك أن تَسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين )) فيقولون مُحال أن نثبت لله يدين حقيقيتين لأن ذلك يقتضي التجسيم والمراد ما المراد به عندهم ؟ كل هذه مؤولة عندهم الاستواء يعني الاستيلاء الكلام يعني الكلام النفسي أو كلام مخلوق على رأي المعتزلة النزول نزول الأمر ينزل إلى السماء الدنيا يعني ينزل أمرُه إلى السماء الدنيا تنزل رحمتُه ينزل ملك من ملائكتِه وسبحان الله العظيم كيف يتجرؤون أن يقولوا هذا الكلام مع أن الذي نطق به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ) هل يمكن للأمر أن يقول من يدعوني فأستجيب له والله الي يتصور إن الأمر يقول هذا الكلام وهو أمر لا شك أن عقله ليس معه طيب هل يمكن أن يقول الملك من ملائكة الله من يدعوني فأستجيبَ له من يستغفرتني فأغفر له لو أن ملكاً مِن الملائكة قال هذا لادعى لنفسِه أنه إله وهذا مستحيل أن تقول الملائكة وهم عباد الله المكرمون ما يقتضي أن يكونوا آلهة لكن والعياذ بالله إذا صار للإنسان الهوى ضل عن الهدى طيب كذلك اليدان اليدان يقول المراد باليد القوة تقول العرب : " ما لي بذلك يدان " أي ما لي به من قوة ولكن كيف نقول هكذا والله يقول : (( لما خلقتُ بيدي )) بيدي لو كانت اليد هي القوة لم يكن هناك فرق بين آدم وإبليس فإن إبليس خُلق بقوة الله ثم القوة لا يمكن أن تُثنى قوة الله وصف عظيم يُقدر بالكيف لا بالكم أليس كذلك واليدان مقدرة بالكم هل الله عز وجل له قوتان ؟ له قوة مقدرة بالكيفية لا يقهرها شيء (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً )) وإبطال كلامِهم مر علينا كثيراً واضح جدا لكن هم يقولون هذه يمكن تأويلها فنؤولها طيب يقول المؤلف : " إذ هذه أوصاف جِسم محدثٍ *** لا ينبغي للواحدِ المنان " هذه أوصاف جِسم محدَث يُشير إلى الاستواء وإلى إيش ؟ الكلام وإلى النزول وإلى اليد لا ينبغي أي الجسم للواحد المنانِ لا ينبغي هنا بمعنى لا يمكن يعني يستحيل فنقول له مناقضين لكلامِه أنت وصفتَه أيضاً بما يفضي إلى التجسيم والحِدثان فوصفتَه بالسمع .