معنى قول الناظم: إذ هذه أوصاف جسم محدث*** لا ينبغي للواحد المنان
الشيخ : فإن إبليس خُلق بقوة الله ثم القوة لا يمكن أن تثنى قوة الله وصف عظيم يُقَدر بالكيف لا بالكم أليس كذلك واليدان مقدرة بالكم، هل الله عز وجل له قوتان ؟ له قوة مقدرة بالكيفية لا يقهرها شيء (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً )) وإبطالُ كلامهم مرّ علينا كثيرا واضح جدا لكن هم يقولون هذه يمكن تأويلُها فنؤولها طيب يقول المؤلف : " إذ هذه أوصافُ جسم محدث *** لا ينبغي للواحد المنان " هذه أوصاف جِسم مُحدَث يشير إلى الاستواء وإلى إيش ؟ الكلام وإلى النزول وإلى اليد لا ينبغي أي الجسم للواحد المنان لا ينبغي هنا بمعنى لا يمكن يعني يستحيل .
(إثبات الأشاعرة لسبع صفات بالعقل وكيف إثباتهم لها والرد عليهم وأن إثبات هذه الصفات السبع يلزم إثبات جميع الصفات)
فنقول أنت وصفته أيضا بما*** يفضي إلى التجسيم والحدثان
فوصفته بالسمع والإبصار مع*** نفس الحياة وعلم ذي الأكوان
ووصفته بمشيئة مع قدرة*** وكلامه النفسي وهو معان
أو واحد والجسم حامل هذه الـ***أوصاف حقا فأت بالفرقان
الشيخ : فنقول له مناقضين لكلامِه أنت وصفتَه أيضاً بما يُفضي إلى التجسيم والحدثان فوصفته بالسمع والإبصار والحياة والعلم والمشيئة والقُدرة وكلامِه النفسي السمع كم عددها ؟ السمع والإبصار والحياة والعلم والمشيئة والقدرة والكلام كم هذه ؟ سبع صفات وهذه هي الصفات التي يُثبتها الأشاعرة مدّعين أن العقل دل عليها طيب كيف دلّ عليها ؟ يقولون : إن التخصيص دلّ على الإرادة ،كيف التخصيص دل على الإرادة يقول تخصيص المخلوقات بحقائقها وذواتها وأعيانها وأوصافها دل على الإرادة السماء لماذا كانت سماءً وكانت الأرضُ أرضاً ؟ الذي اقتضت ذلك هي الإرادة أرادَ الله أن تكون سماء سماءً فكانت وأراد أن تكون الأرض أرضاً فكانت وهلم جراً . الإحكام يعني كون هذه المخلوقات مُحْكمة متقنة يدل على العلم لأن الجاهل لا يأتي بالشيء مُحكما لو أراد إنسان يصلح راديو مثلاً وهو ما يعرف الصنعة هل يمكن أن يُنتج لنا راديو محكما ؟ لا يمكن إذن الإحكام دل على العلم الإيجاد إيجاد المخلوقات دليل على إيش ؟ على القدرة لأن العاجز لا يوجِد هذه الصفات الثلاث يقولون مُحال أن تقوم إلا بحي فحياة الله عز وجل استدلوا عليها بالملازمة أنه من لازم اتصافه بهذه الصفات الثلاثة أن يكون حياً أثبتنا الآن كم صفة ؟ أربعة الحي إما أن يكون سميعاً بصيراً متكلماً أو أصم أعمى أخرس والأوصاف الثلاثة الأخيرة نقص والله منزه عن النقص فوجب له ثبوت السمع والبصر والكلام ومع ذلك يقول ابن القيم رحمه الله : " كلامُه النفسي وهو معان أو واحد " يعني الأشاعرة ليتهم يثبتون الكلام على ما يثبته أهل السنة يقولون إن كلام الله هو المعنى القائم بالنفس وهو أزلي وهو واحد أو مُتعدد ؟ يعني بعضهم يقول إنه واحد فيجعلون اعبدوا الله هي لا تُشركوا بالله يقولون اعبدوا الله هي لا تشركوا بالله، أقيموا الصلاة هي لا تقربوا الزنى شيء واحد عرفتم الإنجيل والتوارة والقرآن شيء واحد وبعضُهم يقول لا ليس شيئا واحدا بل هو متعدد خبر واستخبار وأمر ونهي أربعة أشياء هؤلاء أهون من الأولين أقرب للمعقول وكلهم مخالفون للمعقول فكلام الله ليس هو المعنى النفسي بل هو ما سمعه جبريل عليه الصلاة والسلام وأداه إلى محمد صلى الله عليه وسلم وما يتكلم الله به في الأمور الكونية التي لا مُنتهى لها يقول : " وكلامه النفسي وهو معان أو واحد والجسم حامل هذه الـ *** أوصاف حقا فأتِ بالفرقان " السمع ما نعقِله إلا في الأجسام، البصر لا نعقله إلا في الأجسام الإرادة القدرة كلها في الأجسام فأنت الآن أثبت أوصافاً لا تقوم إلا بأجسام وقلت إن هذه الأوصاف حقيقة وأما الاستواء والنزول والكلام نعم واليد فهي غير حقيقة لأن هذه الأربعة لا تقوم إلا بجسم وأثبت سبعة أوصاف لا تقوم إلا بجسم فهذا لا شك أنه تناقض ولهذا قال : " فأت بالفرقان " .
بين الذي يفضي إلى التجسيم أو*** لا يقتضيه بواضح البرهان(هل يقال أن الله جسم أو لا )
والله لو نشرت شيوخك كلهم*** لم يقدروا أبدا على الفرقان
الشيخ :" بين الذي يفضي إلى التجسيم أو *** لا يقتضيه بواضح البُرهان " ثم قال أقسَم رحمه الله قال : " والله لو نشرت شيوخك كلهم *** لم يقدروا أبداً على الفرقان " وحينئذٍ يكونوا متناقضين مُتحكمين هذه صفة لا تقتضي التجسيم فنُثبتها هذه صفة تقتضي التجسيم فلا نثبتها ثم يجب أن نعلم أن كلمة الجسم لها في اللغة العربية معاني مُتعددة ولم يرد وصف الله بها لا نفياً ولا إثباتا، ليس في القرآن ولا في السنة أن الله قال عن نفسه إنه جسم ولا أنه نفى عن نفسه أنه جسم ، فما الذي يلزمنا ؟ يلزمنا أن نتوقف بالنسبة للفظ فلا نقول إن الله جسم ولا أن الله ليس بجسم نحن في عافية من هذا لكن من حيث المعنى نحن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى له ذات متصفة بالصفات هذه الصفة موصوفة بالوجه بالعين باليد بالقدم بالساق بالنزول بالاستواء بالمجيء بالإتيان نؤمن بهذا لكن لا نُطلق جِسماً من باب إيش ؟ التأدب مع الكتاب والسنة لأنه لم يأت في الكتاب والسنة أن الله جسم فمن باب التأدب مع الله ألا نقول جِسم لكننا نثبت صفات ثابتة لله حقيقة قائمة به ونثبت بأن الله سبحانه وتعالى شيء مُتَّحد بنفسه مستقل بنفسه بائن من خلقه كما قال السلف رضي الله عنهم والله أعلم .
القراءة من قول الناظم:فصل في ذكر فرق لهم آخر وبيان بطلانه إلى قوله فأتوا الآن بالفرقان
القارئ : " فصل : في ذكر فرق لهم آخر وبيان بطلانه فلذاك قال زعيمهم في نفسه *** فرقا سوى هذا الذي تريان هذي الصفات عقولنا دلت على *** إثباتِها مع ظاهر القرآن " الشيخ : معْ ظاهر القارئ : " هذي الصفات عقولُنا دلت على *** إثباتِها مَعْ ظاهر القرآن فلذاك صُناها عن التأويل فاعجب *** يا أخا التحقيق والعِرفان كيف اعتراف القوم أن عقولهَم *** دلت على التجسيم بالبرهان فيقال هل في العقل تجسيم *** أم المعقول ننفيه كذا النقصان إن قلتمُ ننفيه فانفوا هذه *** الأوصافَ وانسلخوا من القرآن أو قلتمُ ننفيه في وصفٍ ولا *** ننفيه في وصف بلا برهان فيقال ما الفرقان بينهما *** وما البرهان فأتوا الآن بالفرقان " .
(الرد على شبهتهم في رد الصفات وإثباتها هو ما دل عليه العقل)
فلذاك قال زعيمهم في نفسه*** فرقا سوى هذا الذي تريان هذي صفات عقولنا دلت على*** إثباتها مع ظاهر القرآن
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الفصل عقده المؤلف رحمه الله لبيان شبهة أخرى للمعطلة الشبهة يقول : " فلذاك قال زعيمهم في نفسه *** فرقا سوى هذا الذي تريان " الأول زعموا أن بعض الصفات يستلزم التجسيم فنفوه وبعضها لا يستلزم التجسيم فأثبتوه هذا في الفصل السابق . هذا الفصل جاؤوا بدليل آخر قالوا ما أثبتناه دل عليه العقل وما نفيناه لم يدل عليه العقل فجعلوا عمدتَهم في إثبات الصفات أو نفيها عن الله إيش ؟ العقل ولهذا قال : " فلذاك قال زعيمُهم في نفسه *** فرقا سوى هذا الذي تريان " قوله : "تريان" يتخيل المؤلف في مثل هذه العبارة أنه يخاطب خليلين له كما تجدون في القصائد الجاهلية يقول الشاعر : " خليليَّ " فيخاطب خليليه فهُنا كأن المؤلف يتخيل أن له خليلين يخاطبهما " هذي الصفات عقولنا دلت على *** إثباتها مع ظاهر القرآن " يعني فاجتمع في الدلالة عليها العقل والسمع عقولنا دلت على إثباتها مع ظاهر القرآن .
(بيان أن الأشاعرة شبهوا ثم عطلوا)
فلذاك صناها عن التأويل فاعـ***ـجب يا أخا التحقيق والعرفان كيف اعتراف القوم أن عقولهم*** دلت على التجسيم بالبرهان
الشيخ :" فلذاك صناها عن التأويل " لما كانت العقول تَدل عليها وظاهر القرآن يدل عليها صُناها عن التأويل مع أن على طريقتهم الأولى تقتضي إيش ؟ تقتضي التجسيم على المعنى الأول في الفصل السابق تقتضي التجسيم ولهذا قال المؤلف : " فاعـ *** ـجب يا أخا التحقيق والعِرفان كيف اعتراف القوم أن عقولهم *** دلَّت على التجسيم بالبرهان " وهذا صحيح محل عجب أنتم تقولون إننا نمنع الصفات لأنها تقتضي التجسيم ثم الآن تقولون نُثبت الصفات التي دل عليها العقل وإن اقتضت التجسيم .
(بيان احتمالات ثلاث على لازم قولهم)
فيقال هل في العقل تجسيم أم الـ***ـمعقول ينفيه كذا النقصان إن قلتم ينفيه فانفوا هذه الـ***ـأوصاف وانسلخوا من القرآن
أو قلتم ننفيه بإثبات له*** ففراركم منها لأي معان
أو قلتم ننفيه في وصف ولا*** ننفيه في وصف بلا برهان
الشيخ :" فيقال هل في العقل تجسيمٌ أم الـ *** ـمعقول ينفيه كذا النقصان إن قلتمُ ينفيه فانفوا هذه الـ *** ـأوصاف " إن قلتم يعني ننفي النقصان وننفي التجسيم فانفوا هذه الأوصاف ما هي الأوصاف ؟ يعني الأوصاف التي أثبتوها وزعموا أن العقل دل عليها مع ظاهر القرآن " فانفوا هذه الـ *** ـأوصاف وانسلِخوا من القرآن " هذا احتمال " أو قلتمُ ننفيه " أو قلتمُ ، ها الطالب : ... الشيخ : لا قبلها " أو قلتم ننفيه " " فانفوا هذه الـ *** ـأوصاف وانسلخوا من القرآن أو قلتمُ نقضي بإثبات له *** ففراركم منها لأي معان " يعني قلتم نقضي بإثبات التجسيم ففراركم من هذه الصفات التي نفيتموها لأي معنى نفيتموها ؟ ما دُمتم قضيتم بالتجسيم وإن كان ملزوماً لما أثبتم من الصفات ففراركم منها أي من هذه الصفات التي نفيتم لأي معاني " أو قلتم " هذه الثالث " ننفيه في وصفٍ ولا *** ننفيه في وصفٍ بلا برهان " وهذا هم الذي يقولون يقول ننفي التجسيم في وصف ولا ننفيه في وصف ففي الصفات التي نُثبتها وإن كانت تقتضي التجسيم فإننا نثبتها وفي الصفات التي ننفيها فإننا ننفي التجسيم فصارت الآن الاحتمالات كم ؟ ثلاثة إما أن يثبتوا التجسيم في الصفات كُلها ويلتزموا بإثبات الصفات وإما أن ينفوا التجسيم ويلتزموا بإيش ؟ بنفي الصفات كلها وإما أن يقولوا ننفي التجسيم في صفات ولا ننفيه في صفات ففي الصفات التي أثبتناها لا ننفي التجسيم وفي الصفات التي نفيناها ننفي التجسيم .
معنى قول الناظم: فيقال ما الفرقان بينهما وما الـ***ـبرهان فأتوا الآن بالفرقان
الشيخ : فيقول المؤلف رحمه الله : " فيقال ما الفرقان بينهما وما الـ *** ـبرهان فأتوا الآن بالفرقان " فما الذي يُفرقون ؟ لا فَرق فإما أن يثبتوا التجسيم بناءً على ثبوت الصفات التي أثبتوها ويطردوا ذلك في جميع الصفات وإما أن ينفوا التجسيم ويطردوها أيضا في جميع الصفات فينفوا ما أثبتوه ولكن مع الأسف أنهم يتناقضون فيقولون هذه الصفة تقتضي التجسيم فيجب نفيها وهذه الصفة لا تقتضي التجسيم فيجب إثباتها قال المؤلف : ويقال في الرد عليهم قد شهد الطالب : ... الشيخ : إي طيب .
القراءة من قول الناظم: ويقال قد شهد العيان بأنه..إلى آخر الفصل
القارئ : " ويُقال قد شهد العيان بأنه *** ذو حكمة وعناية وحنان مع رأفة ومحبة لعباده *** أهل الوفاء وتابعي القرآن ولذاك خُصوا بالكرامة دون أع *** داء الإله وشيعة الكفران وهو الدليل لنا على غضب *** وبغض منه مع مقتٍ لذي العصيان والنص جاء بهذه الأوصاف مع *** مثل الصفاتِ السبع في القرآن ويقال سلمنا بأن العقل لا *** يُفضي إليها فهي في الفرقان أفنفيُ آحاد الدليل يكون لل*** مـدلول نفيا يا أولي العرفان أو نفي مطلقِه يدل على انتفا *** المدلول في عقل وفي قرآن " أفبُعد ذا الإنصاف ويحكمو سوى *** أفبُعد ذا الإنصاف الشيخ : أفبَعد القارئ : " أفبَعد ذا الإنصاف ويحكمو سوى *** محض العناد ونخوةِ الشيطان وتحيزٌ منكم إليهم لا إلى القـ *** ـرآن والآثار والإيمان " . الشيخ : يقول المؤلف . الطالب : ساقط بيت الشيخ : وتحيز منكم إليه لا إلى الطالب : ... الشيخ : وتحيز منكم ؟ الطالب : إليهم أو إلى القرآن الشيخ : لا إلى القرآن الصواب لا إلى القرآن اللي قبلُه " أفبَعد ذا الإنصاف ويحكمو سوى *** محضِ العناد ونخوةِ الشيطان " ما هي موجودة ونخوة ؟ الطالب : كل البيت الشيخ : كله ؟ اكتبوها أجل . طيب يقول المؤلف رحمه الله : " فيقال ما الفرقان بينهما وما الـ *** ـبرهان فأتوا الآن بالفرقان " . والجواب أنهم لن يأتوا بالفرقان بين ما أثبتوه وما نفوه .
(بيان صفة الحكمة والمحبة والرأفة بالدليل العقلي)
ويقال قد شهد العيان بأنه***ذو حكمة وعناية وحنان مع رأفة ومحبة لعباده*** أهل الوفاء وتابعي القرآن
ولذاك خصوا بالكرامة دون أعـ***ـداء الإله وشيعة الكفران
الشيخ :" ويقال قد شهد العيان بأنه *** ذو حِكمة وعناية وحنانِ مع رأفةٍ ومحبةٍ لعباده *** أهلِ الوفاء وتابعي القرآن ولذاك خُصوا بالكرامة دون أعـ *** ـداء الإله وشيعةِ الكفران " يعني المؤلف رحمه الله يقول : يقال قد شهد العيان بأنه ذو حكمة بـأنه أي الله ذو حكمة فأراد أن يثبت حكمة الله بالدليل العقلي نحن نشهد ما في المخلوقات من الحِكَم العظيمة والغايات الحميدة ونشهد كذلك ما في المشروعات التي شرعها الله من الحِكم العظيمة والغايات الحميدة وهذا يدلنا على إيش ؟ على ثبوت الحكمة لله مع أنهم هم يُنكرون الحكمة طيب كذلك أيضاً شهد العيان بأنه ذو عناية وحنان ذو عِناية بخلقِه وحنان عليهم وذلك بما يجلِب لهم من الخير والمنفعة ويدفع عنهم من الشر والمضرة وهذا يدل على عنياته سبحانه وتعالى وحنانِه يقول أيضا : " مع رأفةٍ ومحبةٍ لعباده " أن الشاهد يدلنا على رأفة الله وذلك بما نشاهدُه من ألطافه في مواضع الشدة فإن هذا يدل على رأفته سبحانه وتعالى كذلك ومحبةٍ لعباده أهل الوفاء من أين نعرف أنه يحب العباد أهلَ الوفاء ؟ بإثابتهم وتيسير أمورِهم ونصرهم على أعدائهم وغير ذلك . ثم قال وهو الدليل لنا " ولذاك خصوا بالكرامة دون أعـ *** ـداء الإله وشيعة الكفران "
(بيان صفة الغضب والبغض بالدليل العقلي)
وهو الدليل لنا على غضب وبغـ***ـض منه مع مقت لذي العصيان والنص جاء بهذه الأوصاف مع*** مثل الصفات السبع في القرآن
الشيخ :" وهو الدليلُ لنا على غضبٍ وبغـ *** ـض منه مع مقت لذي العصيان " يعني أيضاً نستدل على غضب الإله وبُغضه ومقته بعقوبة أهل العصيان فإن العقوبة دليلٌ على الغضب وعلى البغض العمل الذي أوجب العقوبة والانتقام قال : " والنص جاء بهذه الأوصاف " يُشير إلى ما ذكرَه من الحكمة والعناية والرأفة والمحبة والغضب والبغض والمقت وهو أشد البغض " والنص جاء بهذه الأوصاف مع *** مثل الصفات السبع في القرآن " الصفات السبع التي أثبتها الأشاعرة وهي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام أثبتوها وهذه لا شك أنها ثابتة لله جاء بها السمع وكذلك الحكمة والمحبة والرأفة والغضب كلها جاء بها السمع .
(بيان أن الصفات التي أنكرها الأشاعرة حتى وإن لم يدل عليها العقل فقد ذكرت في القرآن والرد عليهم من وجهين)
ويقال سلمنا بأن العقل لا*** يفضي إليها فهي في الفرقان أفنفي آحاد الدليل يكون للمـ***ـدلول نفيا يا أولي العرفان
أو نفي مطلقه يدل على انتفا الـ***ـمـدلول في عقل وفي قرآن
الشيخ :" ويقال سلمنا بأن العقل لا *** يُفضي إليها فهي في الفرقان " يعني لو سلمنا أن العقل لا يدل على هذه الصفات فهي في الفُرقان يعني في القُرآن يعني فقد دل عليها القرآن " أفنفيُ آحادِ الدليل يكون للمـ *** ـدلولِ نفيا يا أولي العرفان " يستفهم استفهام إنكار يقول هل إذا انتفى الدليل أو الواحد من الأدلة يقتضي أن ينتفي المدلول ؟ الجواب لا إذا انتفى دليل واحد فإنه يجوز أن يثبت المدلول بدليل آخر فانتفاء الدليل المعين لا يقتضي انتفاء المدلول وقولُه : " يا أولي العرفان " هذا من باب التهكم بهم يعني أين معرفتكم، فإن انتفاء الدليل الواحد لا يدل على انتفاء المدلول " أو نفي مطلقه يدل على انتفا الـ *** ـمـدلول في عقل وفي قرآن " يعني أيضا انتفاء مطلق الدليل لا يدل على أنه لا يثبت المدلول قد يثبت بغير دليل معلوم لنا فلهذا متى وُجد الشيء وثبت فإننا لا نحتاج إلى طلبِ دليله ما دام واقعاً .
معنى قول الناظم: أفبعد ذا الإنصاف ويحكم سوى*** محض العناد ونخوة الشيطان
وتحيز منكم إليهم لا إلى القـ***ـرآن والآثار والإيمان
الشيخ :" أفبعد ذا الإنصاف ويحكم سوى *** محض العناد ونخوة الشيطان " يعني ليس بعد هذا الإنصاف معكم إلا العناد أي أنهم يعاندون وينتخون بنخوة الشيطان ويعتزون به " وتحيز منكم إليهم لا إلى القـ *** ـرآن والآثار والإيمان " يعني يتحيزون إلى شيوخهم ويدعون القرآن والآثار والإيمان نعم .
القراءة من قول الناظم: فصل في بيان مخالفة طريقهم لطريق أهل الإستقامة عقلا ونقلا ..إلى آخر الفصل
القارئ : " فصل : في بيان مخالفة طريقهم لطريق أهل الاستقامة عقلاً ونقلا واعلم بأن طريقهم عكس الطر *** يق المستقيم لمن له عينان جعلوا كلامَ شيوخهم نصا له الإ *** حكام موزوناً به النصان وكلامَ باريهم وقولَ رسولهم *** متشابها متحمّلا لمعان فتولدت من ذينِك الأصلين أو *** لادٌ أتت للغي والبهتان إذ من سِفاح لا نكاح كونها *** بئس الوليد وبئست الأبوان عرضوا النصوص على كلام شيوخهم *** فكأنها جيش لذي سلطان والعزلُ والإبقاء مرجعه إلى الـ *** ـسلطان دون رعيةِ السلطان وكذاك أقوالُ الشيوخ فإنها الـ *** ـميزان دون النص والقرآن إن وافقا قول الشيوخ فمرحباً *** أو خالفت فالدفع بالإحسان إما بتأويلٍ فإن أعيا فتفويض *** ونتركَها لقول فلان إذ قولُه نص لدينا محكمٌ *** فظواهر المنقول ذات معان إلا تمسكَهم بأيدي مبصر *** حتى يقودَهم كذي الأرسان فاعجب لعميان البصائر أبصروا *** كونَ المقلد صاحب البرهان " الشيخ : صاحبَ القارئ : " فاعجب لعميان البصائر أبصروا *** كونَ المقلد صاحبَ البرهان ورأوهُ بالتقليد أولى من سوا *** هـ بغير ما بصرٍ ولا برهان وعموا عن الوحيين إذ " الشيخ : فاعجب لعميان القارئ : فاعجب لعميان البصائر أبصروا *** كونَ المقلِّد صاحب الشيخ : المقلَّد القارئ : سم الشيخ : المقلَّدِ القارئ : " فاعجب لعميان البصائر أبصروا *** كونَ المقلَّد صاحبَ البرهان ورأوهُ بالتقليد أولى من سوا *** هـ بغير ما بصرٍ ولا برهان وعموا عن الوحيين إذ لم يفهموا *** معناهما عجَباً لذي الحرمان قول الشيوخ أتمُّ تبيانا من *** الوحيين لا والواحدِ الرحمن النقل نقلٌ صادق والقول من *** ذي عصمةٍ في غاية التبيانِ وسواه إما كاذب أو صح لم *** يك قولَ معصوم وذي تبيان " . الشيخ : لا يا أهل . القارئ : " هذا الذي ألقى العداوة بيننا *** في الله نحن لأجله خصمان نصروا الضلالة من سفاهة رأيهِم *** لكن نصرنا موجب القرآن " الشيخ : موجَبُ القارئ : " نصروا الضلالة من سفاهة رأيهِم *** لكن نَصَرْنا موجب القرآن ولنا سلوك ضد مسلكهم فما *** رجلان منا قط يلتقيان إنا أبينا أن ندين بما به *** دانوا من الآراء والبُهتان إنا عزلناها ولم نعبأ بها *** يكفي الرسول ومحكم الفرقان من لم يكن يكفيه ذان فلا كفا *** هـ الله شر حوادث الأزمان من لم يكن يشفيهِ ذان فلا شفا *** هـ الله في قلبٍ ولا أبدان من لم يكن يُغنيه ذان رماهُ رب ال *** عرش" الشيخ : الباء هي التي في الوسط القارئ : " مَن لم يكن يُغنيه ذان رماهُ رب*** العرشِ بالإعدام والحرمان من لم يكن يَهديه ذان فلا هدا *** هـ اللهُ سبل الحق والإيمان إن الكلامَ مع الكبار وليس مع *** تلك الأراذل سِفلةِ الحيوان أوساخِ هذا الخلق بل أنتانِه *** جيف الوجود وأخبثِ الإنسان الطالبين دماءَ أهل العلم *** بالكُفران والعُدوان والبهتان الشاتمي أهل الحديث عداوة *** " الشيخ : أهلَ القارئ : " الشاتمي أهل الحديث عداوةً *** للسنة العليا مع القرآن جعلوا مسبتهم طعامَ حلوقهم *** فالله يقطعها من الأذقان كِبرا وإعجابا وتيها زائدا *** وتجاوزا لمراتب الإنسان لو كان هذا من وراء كفايةٍ *** كنا حملنا راية الشكران لكنه من خلف كل تخلفٍ *** عن رتبة الإيمان والإحسان من لي بِشِبه خوارجٍ قد كفروا *** بالذنب تأويلا بلا إحسان ولهم نصوص قصروا في فهمها *** " فأَتَوا الشيخ : فأُتُوا القارئ : " ولهم نصوصٌ قَصروا في فهمها *** فأُتُوا من التقصير في العِرفان وخصومُنا قد كفرونا بالذي *** هو غاية التوحيد والإيمان " . الشيخ : رحمه الله الطالب : ... الشيخ : نعم . الطالب : ... . الشيخ : بغير ما بصرٍ ولا برهان . الطالب : ... . الشيخ : لا اللي عندنا أحسن أنا مصحح بعد نعم أنا عندي بغير ما برهان بس، لكن ملحق بها بغير ما بصر ولا برهان ويش بعد ؟ الطالب : ... . الشيخ : من غير ما بصر ولا برهان . الطالب : ... . الشيخ : والإنسانُ جيف الوجود وأخبث الأنتان . الطالب : ... . الشيخ : أنا عندي الأنتان نسخة نخليها نسخة، ابن القيم عجيب والله كفاية ، طيب ويش بعد الثالث؟ الطالب : ... . الشيخ :" لكنه من خلف كل تخلف " اللي عندنا أحسن . الطالب : ... . الشيخ : إيش ؟ الطالب : ... . الشيخ : جعلوا الكلام الطالب : ... الشيخ : وقول رسوله ... رسولهم . الطالب : لا يا شيخ ، وكلام رب العالمين الشيخ : هاه الطالب : وكلام رب العالمين وعبده الشيخ : وعبدُه الطالب : وعبدِه الشيخ : وعبدِه لا اللي عندنا الظاهر أنها أحسن كلام باريهم وقول رسولهم أنت قلت ، عندي بالإفراد عندك بالجمع أنت ؟ الطالب : إي رسولهم وقولَ رسولهم . الشيخ : نعم . الطالب : ... . الشيخ : اللي هو بالجر شاتمي أهل الحديث أهلَ أهلَ . الطالب : ... الشيخ : الشاتمي إي . إي نعم الشاتمي أهل الحديث لما حُذفت النون صار مضافا إليه ها التصحيح الليلة لا ما فيه .
معنى قول الناظم: واعلم بأن طريقهم عكس الطر***يق المستقيم لمن له عينان
جعلوا كلام شيوخهم نصا له الـ***إحكام موزونا به النصان
وكلام باريهم وقول رسولهم*** متشابها متحملا لمعان
فتولدت من ذينك الأصلين أو*** لاد أتت للغي والبهتان
إذ من سفاح لا نكاح كونها*** بئس الوليد وبئست الأبوان
عرضوا النصوص على كلام شيوخهم*** فكأنها جيش لذي السلطان (بيان تقليدهم لشيوخهم وعدم اتباعهم لكلام باريهم)
والعزل والإبقاء مرجعه إلى الـ***ـسلطان دون رعية السلطان
وكذاك أقوال الشيوخ فإنها الـ***ـميزان دون النص والقرآن
الشيخ : النصوص جيش لذي السلطان " والعزل والإبقاء مرجعه إلى الـ *** ـسلطان دون رعية السلطان " العزلُ والإبقاء مرجعه إلى السلطان ما هو السلطان ؟ كلام الشيوخ دون الرعية وهي نصوص الكتاب والسنة " وكذاك أقوال الشيوخ فإنها الـ *** ـميزان دون النص والقرآن " هذا وجه الشبه .
معنى قول الناظم: إن وافقا قول الشيوخ فمرحبا*** أو خالفت فالدفع بالإحسان
إما بتأويل فإن أعيا فتفـ***ـويض ونتركها لقول فلان
الشيخ :" إن وافقا قول الشيوخ فمرحباً *** أو خالفت فالدفع بالإحسان " إن وافقت نصوص الكتاب والسنة قول الشيوخ فمرحباً بها فمثلاً الكتاب والسنة دلا على وصف الله بالسمع فماذا قال هؤلاء ؟ الطالب : مرحباً الشيخ : قالوا مرحباً مرحباً لله سمع لأنه وافق كلام الشيوخ ، الكتاب والسنة دلا على أن لله تعالى رحمة ماذا قالوا ؟ قالوا لا مرحباً لماذا ؟ لأن كلام الشيوخ يقول ليس لله رحمة الرحمة هي الإحسان أو إرادة الإحسان وأما رحمة سوى ذلك فلا " إن وافقا قول الشيوخ فمرحباً *** أو خالفت فالدفعُ بالإحسان " الدفع عاد ينقسم عندهم إلى قسمين : " إما بتأويل فإن أعيا فتفـ *** ـويض ونتركها لقولِ فلان " إذن دفعهم للنصوص إما بتأويل فإن عجزوا فتفويض ولكن الشيخ رحمه الله ابن القيم اقتصر على بعض الطرق الطرق عندهم أولاً : رد النصوص هذا قبل كل شيء لأنهم إذا ردوها ما بقي كلامه معناه انتهى أمره ولهذا قالوا إنه لا يحتج بالآحاد في مسائل العقيدة ، فإذا لم يمكن ردها بأن تكون من القرآن أو من السنة المتواترة لجؤوا إلى التأويل فإذا لم يمكن رجعوا إلى التفويض وقالوا الله أعلم بمرادِه بها " إما بتأويل فإن أعيا فتفـ *** ـويضٌ ونتركها لقول فلان " .
(تقليدهم الأعمى لكلام شيوخهم)
اذ قوله نص لدينا محكم*** فظواهر المنقول ذات معان والنص فهو به عليم دوننا*** وبحاله ما حيلة العميان
إلا تمسكهم بأيدي مبصر*** حتى يقودهم كذي الأرسان
الشيخ :" إذ قوله نص لدينا محكمٌ *** فظواهر المنقول ذات معان " عندكم فظواهر وإلا وظواهر ؟ الطالب : فظواهر الشيخ :"فظواهر المنقول ذات معان" هذا هو السبب في أنهم يرجعون إلى قول شيخوهم لأنه نص لديهم أما المنقول الكتاب والسنة فظواهر تحتمل معان متعددة " والنص فهو به عليم دوننا ***" ويحاً له الطالب : وبحاله الشيخ :" وبحاله ما حيلة العُميان " يقولون : إن الشيخ أعلم بالنص منا وأعلم بحاله نعم وما حيلتنا ونحن بالنسبة للشيوخ عُميان إلا تمسكهم، "ما حيلة العميان إلا تمسكهم بأيدي مبصر *** حتى يقودَهم " صح ولا لا ؟ الأعمى ما له حيلة إلا أن يمسك يد مبصر حتى يقوده كذي الأرسان ما هي ذي الأرسان ؟ الطالب : ... الشيخ : لا، البعير والخيل والحمير كلها تقاد بالأرسان والبغال فيقولون : نحن مقلِّدة ما لنا حيلة إلا التمسك بأقوال شيوخهم شبههم ابن القيم بذوات الأرسان الأرسان جمع رسَن وهو مِقوَد البهيمة .
(بيان خطر رد النصوص وأنه هو العمى)
فاعجب لعميان البصائر أبصروا*** كون المقلد صاحب البرهان
ورأوه بالتقليد أولى من سوا***ه بغير ما بصر ولا برهان
وعموا عن الوحيين إذ لم يفهموا*** معناهما عجبا لذي الحرمان
قول الشيوخ أتم تبيانا من الـ***ـوحيين لا والواحد الرحمن
الشيخ : قال : " فاعجب لعُميان البصائر أبصروا *** كونَ المقلد صاحبَ البرهان ورأوه بالتقليد أولى من سوا *** ه بغير ما بصر ولا برهان " صحيح اعجب كيف عرفوا أن مقلدهم هو صاحب البرهان وتركوا ولم يعرفوا أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو صاحب البرهان، إذا جاء حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس برهاناً لأنه يحتمل إذا جاءت قول شيوخهم أقوال شيوخهم فهي البرهان " وعموا عن الوحيين إذ لم يفهموا *** معناهما عجباً لذي الحرمان " نسأل الله العافية "عموا عن الوحيين إذ لم يفهموا *** معناهما" وهذا من عقوبة الله سبحانه وتعالى لمن تعصب لهواه وترك الكتاب والسنة كما قال الله تعالى : (( ونُقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرُهم في طغيانهم يعمهون )) ولهذا يجب عليك الحذَر إذا مَرّ بك الدليل ألا تحاول معارضته قل سمعنا وأطعنا لأنك لو حاولت معارضته فإنه ربما تُحرم الهداية في المستقبل " قول الشيوخِ أتم تبياناً من الـ *** ـوحيين " عند مَن ؟ عند هؤلاء قول الشيوخ أتم تبياناً من الوحيين قال ابن القيم : " لا والواحِد الرحمن " يعني ليست أقوال الشيوخ إيش ؟ ليست أتم بيانا من الوحيين قال : " لا والواحد الرحمن " .
معنى قول الناظم: النقل نقل صادق والقول من*** ذي عصمة في غاية التبيان
وسواه إما كاذب أو صح لم*** يك قول معصوم وذي تبيان
أفيستوي النقلان يا أهل النهى*** والله لا يتماثل النقلان
الشيخ :" النقل نقل صادق " يعني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " والقول من *** ذي عصمة في غاية التبيان " يعني من الرسول عليه الصلاة والسلام المعصوم بخلاف شيوخهم " وسواه إما كاذب أو صحَّ لم *** يك قول معصوم وذي تبيان " سوى مَن ؟ سوى قول الرسول عليه الصلاة والسلام إما كاذب يعني أنه منقول عنه عن القائل كذباً وإما صحيح لكنه ليس قول معصوم فليس معصوما من الخطأ " أفيستوي النقلان يا أهل النهى *** والله لا يتماثل النقلان " .
(بغض وعداوة أهل البدع دين)
هذا الذي ألقى العداوة بيننا*** في الله نحن لأجله خصمان نصروا الضلالة من سفاهة رأيهم*** لكن نصرنا موجب القرآن
ولنا سلوك ضد مسلكهم فما*** رجلان منا قط يلتقيان
إنا أبينا أن ندين بما به*** دانوا من الآراء والبهتان
الشيخ :" هذا الذي ألقى العداوة بيننا *** في الله نحن لأجله خصمان " وفي هذا دليل على أن ابن القيم رحمه الله يدين الله عز وجل بعداوة أهل البدع وهو حق أنه يجب على الإنسان أن يبغض أهل البدع ويعاديهم بحسبِ ما معهم من البدعة خلافاً لمن قال : إن الأمة الإسلامية أمةٌ واحدة فيجب أن يكون بينها مودة ومحبة حتى مع البدع المكفِّرة تجب المحبة لكن هذا خطأ بل يجب علينا أن نُبغِض المبتدع على بدعته ولكن إذا كان فيه خير يعني بِدعة وسنة وهدىً وضلالة فالعدل أن نحبه على ما معه من الهدى والسنة ونبغضَه على ما معه من البدعة والضلالة " نصروا الضلالة من سفاهة رأيهم *** لكن نَصَرْنا مُوجَبَ القرآن ولنا سلوك ضد مسلكهم فما *** رجلان منا قط يلتقيان " كل هذا واضح " إنا أبينا أن ندين بما به *** دانوا من الآراء والبهتان " يعني أبينا أن ندين لله ونعمل له ونعبده بما دانوا به من الآراء والبهتان .
(الدعاء على أهل البدع وهل يجوز؟)
إنا عزلناها ولم نعبأ بها*** يكفي الرسول ومحكم الفرقان من لم يكن يكفيه ذان فلا كفا***ه الله شر حوادث الأزمان
من لم يكن يشفيه ذان فلا شفا***ه الله في قلب ولا أبدان
من لم يكن يغنيه ذان رماه رب*** العرش بالإعدام والحرمان
من لم يكن يهديه ذان فلا هدا***ه الله سبل الحق والإيمان
الشيخ :" إنا عزلناها ولم نعبأ بها " يعني عزلنا الآراء التي دانوا بها ولم نعبأ بها " يكفي الرسولُ ومحكمُ " القرآن الطالب : الفرقان الشيخ : ومحكم الفرقان نعم " يكفي الرسول ومحكم الفرقان من لم يكن يكفيه ذان فلا كفا *** ه الله شر حوادث الأزمان " بدأ رحمه الله يدعو عليهم قال : " من لم يكن يكفيه ذان فلا كفا *** ه الله شر حوادث الأزمان " يعني بل أصابه بها " من لم يكن يشفيه ذان فلا شفا *** ه الله في قلبٍ ولا أبدان " اللي ما يشفيه القرآن والسنة فالله لا يشفي قلبه ولا بدنه ولكنّ قد لا نوافق ابن القيم رحمه الله على هذا قد نقول : من لم يشفه هذان إذا عاند وإلا فإننا نسأل الله أن يشفيهم من علته لاسيما شفاء القلب هو المهم ، أما شفاء المرض فأمره سهل ، لكن المشكل شفاء القلب يعني هل لنا إذا رأينا شخصا مبتدعاً عرضنا عليه الكتاب والسنة ولكنه أبى إلا أن يبقى على بدعته هل نقول لا شفاك الله من مرض قلبك ؟ ابن القيم رحمه الله يقول لا شفاه الله ولكن أرى أن نقول نسأل الله لك الهداية ولكن ابن القيم نظراً لما حصل عليهم من أذية لما حصل منهم من أذية على أهل السنة رأى أنهم ظالمون وأنه يجوز للمظلوم أن يدعو على ظالمِه نعم " من لم يكن يُغنيه ذان رماه رب *** العرش بالإعدام والحرمان " نعم إذا كان لا يغنيه الكتاب والسنة فإن الله يرميه بالإعدام والحرمان " من لم يكن يهديه ذان فلا هدا *** ه الله سُبْلَ الحق والإيمان " كل شيء يأتي بضده نعم رحمه الله .
معنى قول الناظم: إن الكلام مع الكبار وليس مع*** تلك الأراذل سفلة الحيوان
أوساخ هذا الخلق بل أنتانه*** جيف الوجود وأخبث الأنتان
الشيخ :" إن الكلام مع الكبار وليس مع *** تلك الأراذل سِفلة الحيوان " الكلام مع الكبار العقلاء الذين يطلبون الحق بصدق أما هؤلاء فهم أراذل سِفلة الحيوان نعم " أوساخ هذا الخلق بل أنتانُه *** جيف الوجود وأخبثُ الأنتان " رحمه الله شدد جداً .