معنى قول الناظم: الطالبين دماء أهل العلم بالـ***ـكفران والعدوان والبهتان
الشاتمي أهل الحديث عداوة*** للسنة العليا مع القرآن
جعلوا مسبتهم طعام حلوقهم*** فالله يقطعها من الأذقان
الشيخ : الحبس والضرب وغير ذلك ، فلهذا كان ابن القيم شديدا عليهم لأنهم هم أيضا أشداء على أهل السنة " الطالبين دماءَ أهل العلم بالـ *** ـكفران والعدوان والبهتان الشاتمي أهل الحديث عداوةً *** للسنة العليا مع القرآن " يشتمون أهل الحديث لمعاداتهم للسُّنة لا لشخصياتهم ولهذا لو كان هذا الشخص منهم لكان من أوليائهم لا من أعدائهم لكن يعادونه لأنه متمسك بالسنة " جعلوا مسبتهم طعام حلوقِهم *** فالله يقطعها من الأذقان " يعني جعلوا مسبة أهل السنة جعلوها طعام حلوقِهم يعني يتمتعون بالكلام بأهل السنة ويتلذذون به يقول : " فالله يقطعها من الأذقان " يقطعها من الأذقان إذا قطعها من الأذقان من هتا يبقى شيء ؟ ما يبقى شيء نعم رحمة الله عليه .
معنى قول الناظم: كبرا وإعجابا وتيها زائدا*** وتجاوزا لمراتب الإنسان
لو كان هذا من وراء كفاية*** كنا حملنا راية الشكران
لكنه من خلف كل مخلف*** عن رتبة الإيمان والإحسان
الشيخ :" كِبرا وإعجابا وتيها زائدا *** وتجاوزا لمراتب الإنسان " نعم يعني أن لديهم كِبرا وإعجاباً وتيها بأنفسهم كأنهم هم الملائكة والناس هم الحيوان " وتجاوزاً لمراتب الإنسان " إلى مراتب الربوبية أو الملائكة نعم يرون أنهم فوق البشر " لو كان هذا من وراء كفاية *** كنا حملنا راية الشكران لكنه من خلف كل مخلف *** عن رتبة الإيمان والإحسان " يعني لو أن هذا كان من وراء كفاية لكُنا حملنا راية الشكران ولكنه من خلفِ كل تخلفٍ يعني أن هذا القول ليس عن كفاية وجَدارة لو كان عن كفاية وجدارة لكنا نَشكرهم لكنه ليس عن كفاية وجدارة بل عن عناد وإعجاب وكِبر ولهذا قال : " لكنه من خلف كل مخلف *** عن رتبة الإيمان والإحسان " .
(بيان أن المعطلة أشد من الخوارج في التكفير)
من لي بشبه خوارج قد كفروا*** بالذنب تأويلا بلا إحسان
ولهم نصوص قصروا في فهمها*** فأتوا من التقصير في العرفان
وخصومنا قد كفرونا بالذي*** هو غاية التوحيد والإيمان
الشيخ :" من لي بشبه خوارجٍ قد كفروا *** بالذنب تأويلا بلا إحسان " يعني أن هؤلاء أشد من الخوارج لماذا ؟ لأن الخوارج كفروا المسلمين بالذنب بالكبيرة حطوا بالكم كفروا المسلمين بالذنب بالكبيرة تأويلا بلا إحسان لأنهم لو أولوا بالإحسان لعلموا أن فاعل الكبيرة لا يَكفر لكن هم تأولوا نصوص التكفير وغفلوا عن النصوص الأخرى المقابِلة فكفروا المسلمين بالذنب " ولهم نصوص " لهم أي للخوارج " نصوص قصَّروا في فهمها *** فأتوا من التقصير في العرفان " طيب " وخصومنا " هؤلاء المعطلة " قد كفرونا بالذي *** هو غاية التوحيد والإيمان " أيهم أشد الآن ؟ الطالب : هم أشد الشيخ : هم أشد من الخوارج، الخوارج كفروا المسلمين بذنوب ومعاصي وهؤلاء كفروهم بالتزامهم بالكتاب والسنة فرق عظيم فصار هؤلاء المبتدعة الذين كفروا أهل السنة ووشوا إليه إلى السلطان بهم أشد على المسلمين من الخوارج الله أكبر نعم .
القراءة من قول الناظم: فصل في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه الخوارج وبيان شبههم المحقق بالخوارج..إلى قوله .. حاشاه من تحريف ذي البهتان
القارئ : " فصل : في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه الخوارج وبيان شبههم المحقق بالخوارج " الشيخ : بيان شَبَهِهِم المحقق القارئ : وبيان شُبَهِهم الشيخ : شَبَهِهم القارئ : " وبيان شَبههم المحقق بالخوارج " " ومن العجائب أنهم قالوا لمن *** قد دان بالآثار والقرآن أنتم بذا مثلُ الخوارج إنهم *** أخذوا الظواهر ما اهتدوا لمعان فانظر إلى ذا البُهت هذا وصفهم *** نسبوا إليه شيعة الإيمان سلُّو على سنن الرسول وحزبه *** سيفين سيف يد وسيفَ لسان خرجوا عليهم مثل ما خرج الألى *** من قبلهم بالبغي والعدوان والله ما كان الخوارج هكذا *** وهم البغاة أئمة الطغيان كفرتم أصحاب سنته وهم *** فساقَ ملته فمن يلحاني إن قلتُ هم خير وأهدى منكم *** والله ما الفئتان مستويان شتان بين مكفر بالسنة *** العليا وبين مكفر العصيان قلتم تأولنا كذاك تأولوا *** وكلاكما فئتان باغيتان ولكم عليهم ميزةُ التعطيل *** والتحريف والتبديل والبهتان ولهم عليكم ميزةُ الإثبات *** والتصديق مع خوفٍ من الرحمن ألكم على تأويلِكم أجران إذ *** لهمُ على تأويلهم وزران حاشا رسول الله مِن ذا الحكم بل *** أنتم وهم في حكمه سيان وكلاكما للنص فهو مخالفٌ *** هذا وبينكما من الفرقان هم خالفوا نصاً لنص مثلِه *** لم يفهموا التوفيق بالإحسان لكنكم خالفتم المنصوص *** للشبه التي هي فكرة الأذهان فلأي شيءٍ أنتمُ خير وأقرب *** منهم للحق والإيمان هم قدّموا المفهوم من لفظ *** الكتاب على الحديث الموجب التبيان لكنكم قدمتمو رأي الرجا *** ل عليهما أفأنتما عِدلان " الشيخ : أنتمُ عندكم أنتما ؟ يصلح الظاهر باعتبار الجماعة القارئ : " لكنكم قدمتمو رأي الرجا *** ل عليهما أفأنتما عِدلان أم هم إلى الإسلام أقربُ منكم *** لاح الصباح لمن له عينان والله يحكم بينكم يوم الجزا *** بالعدل والإنصاف والميزان هذا ونحن فمنهمُ بل منكم *** برآءُ إلا من هدى وبيان فاسمع إذن قولَ الخوارج ثم قو *** ل خصومنا واحكم بلا ميلان من ذا الذي مِنا إذن أشباههم *** إن كنت ذا علمٍ وذا عرفان قال الخوارج للرسول اعدل فلم *** تعدل وما ذي قسمة الديان وكذلك الجهميُّ قال نظيرَ ذا *** لكنه قد زاد في الطغيان قال الصواب بأنه استولى فَلِمْ *** قلت استوى وعدلت عن تبيان وكذلك ينزل أمره سبحانه *** لم قلتَ ينزل صاحبُ الغفران ماذا بعدلٍ في العبارة وهي مو *** همة التحرك وانتقال مكان وكذاك قلت بأن ربك في السما *** أوهمت حيز خالق الأكوان كان الصواب بأن يُقال بأنه *** فوق السما سلطان ذي السلطان وكذاك قلت إليه يعرج والصواب" إليه كرامة الشيخ : إلى كرامة القارئ : كرامةٍ الشيخ : والصواب إلى كرامةِ القارئ : "كذاك قلت إليه يعرج والصواب" إليه كرامة الشيخ : إلى كرامة القارئ : والصواب إلى كرامة الشيخ : إلى كرامة ما بها ها ، والصواب إلى كرامة القارئ : " وكذاك قلت إليه يعرج والصواب*** إلى كرامة ربنا المنان" الشيخ : إي القارئ : " وكذاك قلت إليه يعرج والصواب*** إلى كرامةِ ربنا المنان وكذاك قلتَ بأن منه ينزل القـ *** ـرآن تنزيلا من الرحمن كان الصواب بأن يقال نزولُه *** من لوحهِ أم من محل ثان وتقول أين الله والأينُ ممتنـ *** ـع عليه وليس في الإمكان " . الشيخ : اللي عندي " وتقول أين الله ذاك الأين ممتنـ *** ـع عليه ليس في الإمكان " الطالب : صحيح ... الشيخ : ... أو اختلطت الأصوات " وتقول أين الله ذاك الأين " . القارئ : ذاك كانت عندي ولكن مصححة الشيخ : عجيب ، لا، ذاك الأين القارئ : " وتقول أين اللهُ ذاك الأين ممتنـ *** ـع عليه وليس في الإمكان لو قلت من كان الصوابَ كما ترى *** في القبر يسأل ذلك الملكان وتقول اللهم أنت الشاهد الأ *** على تشير بأصبع وبنان نحو السماء وما إشارتنا له *** حسِّية بل تلك في الأذهان واللهِ ما ندري الذي نُبديه في *** هذا من التأويل للإخوان قُلنا لهم إن السما هي قِبلة الد *** اعي كبيت الله ذي الأركان قالوا لنا هذا دليلٌ أنه *** فوق السماءِ بأوضح البرهان فالناسُ طُرا إنما يدعونه *** من فوق هذي فطرة الرحمن " الشيخ : من فوقٌ ... القارئ : " فالناسُ طُراً إنما يدعونه *** من فوقُ هذي فطرةُ الرحمن لا يَسألون القِبلة العليا ولـ *** ـكن يسألون الرب ذا الإحسان قالوا وما كانت إشارته إلى *** غير الشهيد منزلِ الفرقان أتُراه أمسى للسما مُستشهدا *** حاشاه من تحريفِ ذي البهتان " .
اتهام المعطلة لأهل السنة التشبه بالخوارج والرد عليهم وأنهم هم المشبهة للخوارج
الشيخ : هذا الفصل رحمه الله عقده المؤلف لأنهم قالوا إن أنتم يا أهل السنة أشبهتم الخوارج في التمسك بالظاهر لأن أهل السنة فيما يتعلق بالأسماء والصفات يتمسكون بالظاهر فقالوا أنتم أشبهتم الخوارج لأن الخوارج أخذوا بظواهر النصوص التي تُفيد الكفر في بعض الكبائر فابن القيِّم رحمه الله يقول أنتم الذين أشبهتموهم ثم ركز على نقطة واحدة وهي قول الخارجي للرسول عليه الصلاة والسلام : ( اعدل فإنك لم تعدل ) يعني معناه كان الصواب أن تقسمها على غير هذه القسمة اعدل إذن قسمك خطأ والصواب أن تقسمها على غير هذا الوجه قال أنتم الآن قلتم في النصوص الدالة على الصفات إنه لا يراد بها كذا وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعدل حين عبر بما يفيد الصفات والصواب أن يُعبر بكذا وكذا ثم ذكر عاد أمثلة رحمه الله يقول : مثلاً قال الجهمي نظير لكنه قد زاد " قال الصواب بأنه استولى فلم قلت استوى" يعني كأنه يخاطب الرسول استوى على العرش ليش قلت استوى والصواب استولى كذاك ينزل أمرُه سبحانه لم قلت ينزل صاحب الغفران إذن ما عدلت أنت قلت ينزل الله والصواب ينزل أمرُه فلم تعدل في اللفظ بل أتيت بلفظ آخر مخالف للعدل وسيأتي إن شاء الله شرحها . السائل : تسمية ... بالخوارج الشيخ : لخروجهم ، أصلهم من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
(بيان تشابه المعطلة للخوارج)
ومن العجائب أنهم قالوا لمن*** قد دان بالآثار والقرآن أنتم مثل الخوارج وأنهم*** أخذوا الظواهر ما اهتدوا لمعان
فانظر إلى ذا البهت هذا وصفهم*** نسبوا إليه شيعة الإيمان
سلوا على سنن الرسول وحزبه*** سيفين سيف يد وسيف لسان
خرجوا عليهم مثل ما خرج الألى*** من قبلهم بالبغي والعدوان
الشيخ : فأخذوا بهذه النصوص بظواهرها وكفروا من فعل المعاصي الكبائر قال : " فانظر إلى ذا البهت هذا وصفُهم *** نسبوا إليه شيعة الإيمان " يعني هذا البهت الكذب "سَلُّوا على سنن الرسول وحزبه *** سيفين سيفَ يدٍ وسيفَ لسان " سيف يد بالضرب وربما بالقتل وسيف لسان بالكلام بالسب بالقدح أنتم حَشَوية أنتم نوابت أنتم غثاء أنتم ممثِّلة وما أشبه ذلك نعم " نصروا الضلالة من سفاهةِ رأيهم *** لكن نَصَرْنا موجب القرآن " هم نصروا نعم " خرجوا عليهم مثل ما خرج الألى *** من قبلهم بالبغي والعدوان " خرجوا الضمير يعود على أهل التعطيل عليهم على حِزب الرسول عليه الصلاة والسلام مثلما خرج الأُلى من قبلهم بالبغي والعدوان وهم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب وغيرهم من الصحابة وقاتلوهم .
(بيان أن المعطلة أشد من الخوارج)
والله ما كان الخوارج هكذا*** وهم البغاة أئمة الطغيان كفرتم أصحاب سنته وهم*** فساق ملته فمن يلحاني
إن قلت هم خير وأهدى منكم*** والله ما الفئتان مستويان
شتان بين مكفر بالسنة الـ***ـعليا وبين مكفر العصيان
الشيخ :" والله ما كان الخوارج هكذا *** وهم البغاة أئمة الطغيان " يعني أقسم ابن القيم رحمه الله أن الخوارج أهون من هؤلاء ما كانوا هكذا وهم الضمير يعود على الخوارج البغاة أئمة الطغيان وجه أنهم أقل من هؤلاء " كفرتُمُ أصحاب سنته وهم *** فساق مِلتِه فمن يلحاني " يعني أنتم كفرتم أصحاب السنة كيف ذلك ؟ قالوا إنهم مجسمة وأن التجسيم كفر فكفروهم بإثبات السنة الخوارج من كفروا ؟ فساق الملة أيهم أهون الخوارج أهون لأن الخوارج إنما فسقوا أصحاب الكبائر وهؤلاء كفروا أصحاب السنة " إن قلت هم خير وأهدى منكمُ *** والله ما الفئتان مستويان " فمن يلحاني من يلومني " إن قلت هم خير وأهدى مِنكم *** والله ما الفئتان مستويان شتان بين مُكفِرٍ بالسنة الـ *** ـعليا وبين مكفر العصيان " شتان بمعنى بَعُد يعني فرق بعيد بين من كفر بالسنة ومن كفر بالعصيان أيهما أعظم ؟ من كفر بالسنة يعني الذي يُكفر الناس لاتباعهم السُّنة أشد من الذي يكفرهم لقيامهم بالمعصية .
(بيان أوجه الفرق بين المعطلة والخوارج)
قلتم تأولنا كذاك تأولوا*** وكلاكما فئتان باغيتان ولكم عليهم ميزة التعطيل والـ***ـتحريف والتبديل والبهتان
ولهم عليكم ميزة الإثبات والـ***ـتصديق مع خوف من الرحمن
الشيخ :" قلتم تأولنا كذاك تأولوا " يعني قلتم مدافعين عن أنفسكم إنا ذهبنا هذا المذهب متأولين فماذا نقول ؟ قال : " كذاك تأولوا " هم أيضاً تأولوا وأخذوا بالنصوص التي ظاهرها الوعيد " وكلاكما فئتان باغيتان " ولكن تأويلكم أنتم أشد " ولكم عليهم ميزة التعطيل " هذه لكم عليهم ميزة وهي التعطيل تعطيل إيش ؟ تعطيل صفات الله عز وجل " والــتحريف للنصوص والتبديل والبهتان ولهم عليكم ميزة الإثبات والـ *** ـتصديق مع خوفٍ من الرحمن " فرق الخوارج لهم شدة تمسك في الظواهر ويثبتون الصفات ويُصدقون بها وعندهم من خوف الله ما ليس عند هؤلاء ولهذا تجد الخوارج سُرُجَ الليالي يبيتون لربهم سجدا وقياما يصومون يتلون الكتاب لا يوجد أحد مثلهم في الظاهر لكن إيمانهم والعياذ بالله لا يتجاوز حناجرهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) نسأل الله العافية .
(بيان تأويل الخوارج كان للنصوص أما المعطلة فكان تأويلهم بالعقل والرأي)
ألكم على تأويلكم أجران إذ*** لهم على تأويلهم وزران حاشا رسول الله من ذا الحكم بل*** أنتم وهم في حكمه سيان
وكلاكما للنص فهو مخالف*** هذا وبينكما من الفرقان
هم خالفوا نصا لنص مثله*** لم يفهموا التوفيق بالإحسان
لكنكم خالفتم المنصوص للـ***ـشبه التي هي فكرة الأذهان
فلأي شيء أنتم خير وأقـ***ـرب منهم للحق والإيمان
هم قدموا المفهوم من لفظ الكتا***ب على الحديث الموجب التبيان
لكنكم قدمتم رأي الرجا***ل عليهما أفأنتما عدلان
الشيخ :" ألكم على تأويله أجران إذ *** لهم على تأويلهم وزران " هذا الاستفهام للإنكار يعني أنتم تؤولون وتقولون إننا مؤولون مصيبون فلنا أجران أما هم فهم غير مؤولين بل معاندون فلهم وِزران " حاشا رسول الله مِن ذا الحكم بل *** أنتم وهم في حُكمه سيان وكلاكما للنص فهو مخالفٌ *** هذا وبينكما من الفرقان هم خالفوا نصاً لنص مثله *** لم يفهموا التوفيق بالإحسان لكنكم خالفتم المنصوص للـ *** ـشبه التي هي فكرة الأذهان " أيهم أعظم مخالفة ؟ الخوارج خالفوا النصوص الدالة على أن المؤمِن لا يكفر بالمعاصي والكبائر لكن خالفوها لأي شيء ؟ لنصوصٍ أخرى اشتبهت عليهم دلت على كفر بعض فاعل الكبائر عرفتم؟ فإذن هم خالفوا النصوص بنصوص أخرى ولكنهم لم يوفقوا للتوفيق بينها أما أنتم فخالفتم النصوص للآراء والأفكار وما زعمتموه عقولاً ولهذا قال : " لكنكم خالفتم المنصوص للـ *** ـشُّبه التي هي فكرة الأذهان فلأي شيءٍ أنتم خير وأقـ *** ـرب منهم للحق والإيمان " هذا الاستفهام للإنكار يعني لا يمكن أن تكون أنتم أقرب منهم للحق والإيمان " هم قدموا المفهوم من لفظ الكتا *** ب على الحديث الموجبِ التبيان " الخوارج يعتنون بالقرآن ولكنهم لا يأخذون بالحديث كما قال ابن القيم هنا ولعل هذا قول لطائفة منهم وأن بعضَهم يأخذ بالحديث إذا صح سندُه لكنهم متشددون في الأحاديث " لكنكم قدمتمُ رأي الرجا *** ل عليهما " يعني على الكتاب وعلى الحديث " أفأنتما عِدلان "؟ الجواب لا لستما عدلان لأن على تقدير أخذوا بالقرآن دون الحديث فأنتم لا أخذتم بهذا ولا بهذا .
(بيان فائدة المخاصمة يوم القيامة)
أم هم إلى الإسلام أقرب منكم*** لاح الصباح لمن له عينان والله يحكم بينكم يوم الجزا*** بالعدل والإنصاف والميزان
الشيخ :" أم هم إلى الإسلام أقرب منكم " أم هم بمعنى بل هم فأم هنا للإضراب بل هم " أم هم إلى الإسلام أقرب منكمُ *** لاح الصباح لمن له عينان " لاح بمعنى اتضح وبان " والله يحكمُ بينكم يوم الجزا *** بالعدل والإنصاف والميزان " إي والله يحكم الله عز وجل يوم القيامة بين الخلائق بالعدل والميزان لأن الخلائق يوم القيامة يختصمون من يختصم ؟ أهل الحق وأهل الباطل يعني مثلاً الآن نحن في عصرنا فيه ناس أهل باطل نقول لهم هذا باطل فيقول لا يوم القيامة هم خصومنا نخاصمهم (( إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون )) فالمؤمن يخاصِم الكافر يوم القيامة ليش ؟ لأجل أن يقيم الحجة عليه في يوم لا يَستطيع أن يتهرّب في يوم القيامة المجرم لا يستطيع أن يتهرب والمؤمن يخاصمُه فيقيم الحجة عليه ولهذا تجدون في آيات كثيرة (( فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )) لا بد من المخاصمة وهذه تُفرح الإنسان المؤمن الذي لا يُؤخذ قولُه في الدنيا يَفرح بأن هناك موقفا آخر سوف يكون قولُه هو المتبع وهو العالِي وربما يعلو في الدنيا ربما يُعجل الله النصر للإنسن في الدنيا كما ينصره في الآخرة أما في الآخرة فالنصر مضمون لمن ؟ للمؤمنين سيكون تخاصم ويحكم الله عز وجل بينهم بالعدل نعم . " والله يحكم بينكم يوم الجزا *** بالعدل والإنصاف والميزان "
هذا ونحن فمنهم بل منكم*** براء إلا من هدى وبيان (براءة أهل السنة من الخوارج والمعطلة)
الشيخ :" هذا ونحن فمنهم بل منكم *** برآء " جزاه الله خيراً يقول نحن برآء منكم وبرآء منهم من الخوارج لأنهم كلهم ليسوا على حق " إلا من هدى وبيان " وهذا أيضا من إنصاف ابن القيم يعني نتبرأ منكم إلا ما كان منكم هدى وبيان فإننا نقبله ولهذا لا يجوز للإنسان أن يحمله بغض الشخص على رد قوله مطلقا كما قال تعالى : (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) فالواجب أن الإنسان يقبل الحق من أي إنسان جاء به ويَرد الباطل من أي إنسان جاء به أما أن يزن الحق بالرجال ويقول كل ما جاء به هذا الشخص فهو حق فهذا غلط ولهذا قال : " هذا ونحن فمنهم بل منكم " يعني ومنكم أيضا " برآء إلا من هدى وبيان " .
(المقارنة بين الخوارج والمعطلة)
فاسمع إذا قول الخوارج ثم قو***ل خصومنا واحكم بلا ميلان من ذا الذي منا إذا أشباههم*** إن كنت ذا علم وذا عرفان
قال الخوارج للرسول اعدل فلم*** تعدل وما ذي قسمة الديان
وكذلك الجهمي قال نظير ذا*** لكنه قد زاد في الطغيان
قال الصواب بأنه استولى فلم*** قلت استوى وعدلت عن تبيان
الشيخ :" فاسمع إذا قول الخوارج ثم قو *** ل خصومِنا واحكم بلا ميلان من ذا الذي منا إذا أشباهُهم *** إن كنت ذا علم وذا عرفان " ثم بدأ المؤلف بالمقارنة بين الخوارج وبين أهل التعطيل فهل هم أولى أن يكونوا مشابهين للخوارج أو نحوه يقول : " قال الخوارج للرسول اعدل فلم *** تعدل وما ذي قِسمة الديان " هذه واحدة هذه خصلة من خصال مَن ؟ الخوارج " وكذلك الجهمي قال نظيرَ ذا *** لكنه قد زاد في الطغيان قال الصوابُ بأنه استولى فَلِم *** قلت استوى وعدلت عن تبيان " يقول : إن الصواب (( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ )) ثُمَّ اسْتَوَلى عَلَى الْعَرْشِ وأنت يا محمد قلت (( استوى )) فلم قلت استوى ؟ ولهذا قال الصواب بأنه استولى ولم قلت استوى وعدلت عن تبيان الخوارج ويش قالوا ؟ قالوا هذه القسمة خطأ الصواب القسمة التي يريدون هذا قال استوى خطأ والصواب استولى .
(المقارنة الثانية)
وكذاك ينزل أمره سبحانه*** لم قلت ينزل صاحب الغفران ماذا بعدل في العبارة وهي مو***همة التحرك وانتقال مكان
الشيخ :" وكذاك ينزل أمره سبحانه *** لم قلت ينزل صاحب الغفران " يخاطب النبي يقول ينزل ربنا إلى السماء الدنيا الصواب إيش ؟ ينزل أمرُه لكنك أنت يا محمد عدلت عن الصواب وقلت ينزل صاحب الغفران " ماذا بعدل في العبارة وهي مو *** همة التحرك وانتقال مكان " نعم يقول إنك لم تعدل في العبارة أتيت بعبارة توهم الانتقال والتحرك فقلت إن الله ينزل وهذا يوهم أنه انتقل من العرش إلى السماء وأنه تحرك وهذا ليس بعدل ما الذي ينزل على رأي الجهمي ينزل أمره لماذا لم تقل يا محمد ينزل أمره حتى تعدل في العبارة وتُصيب الصواب طيب .
(المقارنة الثالثة)
وكذاك قلت بأن ربك في السما*** أوهمت حيز خالق الأكوان كان الصواب بأن يقال بأنه*** فوق السما سلطان ذي السلطان
الشيخ :" وكذاك قلت بأن ربك في السما *** أوهمت حيِّز خالق الأكوان " شوف الآن يعني يخاطب الرسول لما قال إن الله في السماء يقول هذا غلط ويش الصواب ؟ كان " كان الصواب بأن يُقال بأنه *** فوق السما سلطان ذي السلطان " الذي في السماء ما هو ؟ سلطانه أما هو لا ما تقول إن الله في السماء تقول سلطانه في السماء إذن جُرت في التعبير ولا لا ؟ جرت في التعبير وما أتيت بالعدل شوف مشابهة تماماً للخوارج نعم .
وكذاك قلت إليه يعرج والصوا***ب إلى كرامة ربنا المنان (المقارنة الرابعة)
الشيخ :" وكذاك قلت إليه يُعرج والصوا *** ب إلى كرامةِ ربنا المنان " تعرج الروح يُعرج بها إلى الله عز وجل إذا قُبضت روح المؤمن والصواب أنها لا تعرج إليه وإنما تعرج إلى كرامته لكنك لم تعدِل وأتيت بلفظ موهِم نعم .
(المقارنة الخامسة)
وكذاك قلت بأن منه ينزل القـ***ـرآن تنزيلا من الرحمن
كان الصواب بأن يقال نزوله*** من لوحه أم من محل ثان
الشيخ :" وكذاك قلت بأن منه ينزل القـ *** ـرآن تنزيلاً من الرحمن كان الصواب بأن يقال نزوله *** من لوحه أم من محلٍ ثان " نسأل الله العافية يقول أنت يا محمد قلت إن القرآن ينزل من الله وهذا جور في العبارة والصواب أنه ينزل من اللوح المحفوظ لا ينزل من الله ينزل من لوحِه أو من محل ثان تقدره تقدره الجهمية طيب .
(المقارنة السادسة)
وتقول أين الله ذاك الأين ممتنـ***ـع عليه وليس في الإمكان
لو قلت من كان الصواب كما ترى*** في القبر يسأل ذلك الملكان
الشيخ :" وتقول أين الله ذاك الأين ممتنـ *** ـع عليه وليس في الإمكان لو قلتَ مَن كان الصوابَ كما ترى *** في القبر يَسأل ذلك الملكان " الله أكبر يقول محمد الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال للجارية أين الله أخطأ ولم يعدل كان الذي يجب عليه أن يقول من الله ؟ كما يقول الملكان في القبر للميت مَن ربك ولا يقولان أين ربك ؟ فمحمد جار وعَدَلَ عن الصواب وقال للجارية أين الله وكان الذي يجب أن يقول: مَن الله ؟ شوف نسأل الله العافية نعم .
(المقارنة السابعة)
وتقول اللهم أنت الشاهد الـ***أعلى تشير بأصبع وبنان نحو السماء وما إشارتنا له*** حسية بل تلك في الأذهان
الشيخ :" وتقول اللهم أنت الشاهد الـ *** أعلى تشير بأصبع وبنان نحو السماء وما إشارتنا له *** حِسِّية بل تلك في الأذهان " متى قال هذا ؟ قاله في حجة الوداع لما قرر صلوات الله وسلامه عليه ما قرر من الأصول العظيمة قال : ( ألا هل بلغت ؟ قالوا نعم قال : اللهم اشهد يرفع أصبعه إلى السماء وينكتها للناس ألا هل بلغت ؟ قالوا نعم قال : اللهم اشهد ) ثلاث مرات وهو يُشهد الله عز وجل على الصحابة أنهم أقروا بالبلاغ أين يرفع أُصبعه ؟ إلى السماء قال هذا ما يجوز هذا خطأ فإن الله تعالى لا يُشار إليه إشارة حسية وإنما يشار إليه إشارة معنوية بالقلب أما حساً فلا ولهذا قال بعضهم لو أن أحدا أشار إليه بأصبعه لقطعت أصبعه أعوذ بالله ليش ؟ لأن هذا عندهم كُفر يرى أن هذا كُفر، كُفر نسأل الله العافية طيب .
(المقارنة الثامنة)
والله ما ندري الذي نبديه في*** هذا من التأويل للإخوان قلنا لهم إن السما هي قبلة الد***اعي كبيت الله ذي الأركان
قالوا لنا هذا دليل أنه*** فوق السماء بأوضح البرهان
فالناس طرا إنما يدعونه*** من فوق هذي فطرة الرحمن
لا يسألون القبلة العليا ولـ***ـكن يسألون الرب ذا الإحسان
الشيخ : قال ابن القيم : " والله ما ندري الذي نبديه في *** هذا من التأويل للإخوان قُلنا لهم إن السما هي قِبلة الد *** اعي كبيت الله ذي الأركان قالوا لنا هذا دليل أنه *** فوق السماء بأوضح البرهان " نعم " والله ما ندري الذي نبديه في *** هذا من التأويل للإخوان " يعني أن الرسول لما أشار إلى السماء يُشهد الله عز وجل كان هذا نصاً قاطعا في أن الله تعالى في السماء كذلك الداعي إذا دعا أين يرفع يديه ؟ إلى السماء وهذا نص قاطع لأنه فطرة " قالوا لنا هذا دليل أنه *** فوق السماء بأوضح البرهان " نعم " قلنا لهم إن السما هي قبلة الد *** اعي كبيت الله ذي الأركان " يقول الداعي إذا رفع يديه إلى السماء إنما يرفع يديه إلى قِبلة الدعاء لا إلى الله كما أن المصلي إذا صلى يتجه إلى الكعبة التي هي قبلة المصلي فإذا قلنا يا الله ليس معناه أننا نرفع أيديَنا إلى الله إنما نرفع أيديَنا إلى قبلة الداعي كما يتجه المصلي إلى الكعبة التي هي قبلة المصلي . قال : " فالناس طُراً إنما يدعونه *** من فوق هذي فطرة الرحمن لا يسألون القبلة العليا ولـ *** ـكن يسألون الرب ذا الإحسان " صحيح لو أنك تأتي بعجوز ما قرأت العقيدة ولا قرأت أي كتاب وهي ترفع يديها تسأل الله إلى أي شيء رَفعتِ يديك ؟ قالت إلى السماء قبلة الداعي صح؟ أبداً لا تقول هكذا ولا تعرف هذا بل تقول رفعتُها إلى الله كيف تقولون أنتم إن رفع اليدين إلى السماء لأنها قِبلة الداعي من قال لكم هذا إنما يرفع الدعاة أيديهم إلى السماء لأنهم يعلمون أن ربهم في السماء طيب " لا يَسألون القِبلة العليا ولـ *** ـكن يسألون الرب ذا الإحسان " .
قالوا وما كانت إشارته إلى*** غير الشهيد منزل الفرقان (معنى الشهيد هو الله)
أتراه أمسى للسما مستشهدا*** حاشاه من تحريف ذي البهتان
الشيخ :" قالوا وما كانت إشارته إلى *** غير الشهيد مُنزِّل القرآن " إيش ؟ الطالب : الفرقان . الشيخ : نعم " قالوا وما كانت إشارته " الذين يقولون هذا أهل السنة والجماعة رداً على القائلين بأنهم إنما يرفعون أيديهم إلى السماء التي هي قبلة الداعي على زعمهم " قالوا وما كانت إشارته إلى *** غير الشهيد " وهو الله سبحانه وتعالى " مُنزِّل الفرقان " "أتُراه" أتظن الرسول صلى الله عليه وسلم " أتُراه أمسى للسما مُستشهدا *** حاشاه من تحريف ذي البهتان " واضح طيب وكذك قلت نعم .
القراءة من قول الناظم: وكذاك قلت بأنه متكلم إلى آخر الفصل
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم " وكذاك قلت بأنه متكلمٌ *** وكلامه المسموعُ بالآذان نادى الكليم بنفسه وذاك قد *** سمع الندا في الجنة الأبوان وكذا ينادي الخلقَ يوم معادهم *** بالصوت يسمعُ صوته الثقلان إني أنا الديان آخذ حق مظـ *** ـلوم من العبد الظلوم الجاني وتقول إن اللهَ قال وقائلٌ *** وكذا يقول وليس في الإمكان قولٌ بلا حرف ولا صوت يُرى *** من غير ما شفة وغير لسان أوقعتَ بالتشبيه والتجسيم مَن *** لم ينف ما قد قلتَ بالرحمن لو لم تقل فوق السماء ولم تُشِر *** بإشارةٍ حسِّية ببنان وسَكَتَ عن تلك الأحاديث التي *** قد صرَّحت بالفوق للديان وذكرتَ أن الله ليس بداخلٍ *** فينا ولا هو خارجَ الأكوان" كنا انتصفنا من أولى الشيخ : أولي التجسيم القارئ : " كُنا انتصفنا من أولي التجسيم بل *** كانوا لنا أَسرى عبيدَ هوان لكن مَنحتَهمُ سِلاحا كلّما *** شاؤوا لنا منهم أشد طِعان وغدوا بأسهمك التي أعطيتهم *** يرموننا غرضاً بكل مكان لو كنت تعدل في العبارة بيننا *** ما كان يوجد بيننا رَجفان هذا لسان الحال منهم وهو في *** ذات الصدور يغل بالكتمان " الشيخ : يُغَلُّ القارئ : " هذا لسان الحال منهم وهو في *** ذات الصدور يُغَلُّ بالكتمان يبدو على فلتات أنفسهم وفي *** " الشيخ : ألسنهم القارئ : " يبدوا على فلتات ألسُنهم وفي *** صفحات أوجُهِهم يُرى بعيان سيما إذا قُرئ الحديث عليهم *** وتَلوت شاهده من القرآن فهناك بين النازعات وكوّرت *** تلك الوجوه كثيرةُ الألوان ويَكادُ قائلهم يُصرح لو يُرى *** من قابلٍ فتراه ذا كتمان " الشيخ : يَرى القارئ : " ويَكادُ قائلُهم يُصرح لو يَرى *** من قابلٍ فتراه ذا كتمان يا قوم شاهدنا رؤوسكم على *** هذا ولم نشهده من إنسان وهو الذي في كُتْبهم لكن بلطف عبـ *** ـارة منهم وحسنِ بيان " . الشيخ : بعد قوله : " يا قوم شاهدنا رؤوسكم على *** هذا ولم نشهده من إنسان إلا وحشو فؤاده غِلٌّ على " هذا الشطر الأول " إلا وحشو فؤاده غلٌّ على *** سننِ الرسول وشيعةِ القرآن " . القارئ : " إلا وحشو فؤادِه غلٌّ على *** سننِ الرسولِ وشيعة القرآن" الشيخ : بالكسر القارئ : " إلا وحشو فؤادِه غلٌّ على *** سننِ الرسولِ وشيعة القرآن وهو الذي في كتبهم لكن بلطف عبـ *** ـارةٍ منهم وحسنِ بيان وأخو الجهالة نسبة للفظِ *** والمعنى فنسب العالم الرباني يا مَن يظن بأننا حِفنا عليـ *** ـهم كُتبهم تنبيك عن ذا الشان فانظر ترى لكن نرى لك تركَها *** حذراً عليك مصايد الشيطان فشباكُها والله لم يَعلق بها *** من ذي جناحٍ قاصرِ الطيران إلا رأيتَ الطير في قفصِ الردى *** يبكي له نوحٌ على الأغصان ويظل يخبط طالباً لخلاصه *** فيضيق عنه فرجة العيدان والذنبُ ذنبُ الطير أخلى طيب الثمـ *** ـرات في عالٍ من الأفنان " . الشيخ :" خلّى أطيب الثمرات " كذا عندكم؟ ... نعم . القارئ : " وأتى إلى تلك المزابل يبتغي الفضـ *** ـلات كالحشرات والديدان يا قوم والله العظيمِ نصيحة *** من مشفقٍ وأخ لكم معوان جربت هذا كلَّه ووقعت في *** تلك الشباك وكنت " ذو طيران الشيخ : ذا ، ذا طيران القارئ : " جربت هذا كلَّه ووقعت في *** تلك الشباك وكنتُ ذو طيران حتى أتاح لي الإله بفضِله *** من ليس تَجزيه يدي ولساني حبرٌ أتى من " .