القارئ : " تلك المزابل يبتغي ال *** فضلات كالحشرات والديدان يا قوم والله العظيم نصيحة *** من مشفق وأخ لكم معوان جربت هذا كله ووقعت في *** تلك الشباك وكنت ذو طيران " الشيخ : ذا طيران القارئ : " جربت هذا كله ووقعت في *** تلك الشباك وكنت ذا طيران حتى أتاح لي الإله بفضله *** من ليس تجزيه يدي ولساني حبر أتى من أرض حران فيا *** أهلا بمن قد جاء من حران فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان أخذت يداه يدي وسار فلم يرم *** حتى أراني مطلع الإيمان ورأيت أعلام المدينة حولها *** نزل الهدى وعساكر القرآن ورأيت آثارًا عظيما شأنها *** محجوبة عن زمرة العميان ووددت " الشيخ : ووردت القارئ : " ووردت رأس الماء أبيض صافيا *** حصباؤه كلآلئ التيجان " الطالب : ... الشيخ : يمكن فيها تقديم وتأخير، نعم. القارئ : " ورأيت أكوازا هناك كثيرة *** مثل النجوم لوارد ظمآن ورأيت حوض الكوثر الصافي الذي *** لا زال يشخب فيه ميزابان ميزاب سنته وقول إلهه *** وهما مدى الأيام لا ينيان والناس لا يردونه إلا من الـ *** لآف أفرادا ذوي إيمان وردوا عذاب مناهل أكرم بها *** ووردتموا أنتم عذاب هوان فبحق من أعطاكم ذا العدل والـ *** إنصاف والتخصيص بالعرفان من ذا على دين الخوارج بعد ذا *** أنتم أم الحشوي ما تريان والله ما أنتم لدى الحشوي أهـ *** لًا أن يقدمكم على عثمان فضلا عن الفاروق والصديق فضـ *** ـلا عن رسول الله والقرآن والله لو أبصرتم لرأيتم الـ *** حشوي حامل راية الإيمان وكلام رب العالمين وعبده *** في قلبه أعلى وأكبر شان من أن يحرِّف " الشيخ : يحرَّف القارئ : " من أن يحرَّف عن مواضعه وأن *** يقضى له بالعزل عن إيقان ويرى الولاية لابن سينا أو أبي *** نصر أو المولود من صفوان أو من يتابعهم على كفرانهم *** أو من يقلدهم من العميان يا قومنا بالله قوموا وانظروا *** وتفكروا في السر والإعلان نظرا وإن شئتم مناظرة فمن *** مثنى على هذا ومن وحدان أي الطوائف بعد ذا " الشيخ : بضم الواو. الطالب : وحدان؟ الشيخ : عندكم بالواو؟ الطالب : إيه الشيخ : بضم الواو الطالب : إيه. الشيخ : إيه صح، أنت قلت بالفتح، نعم. القارئ : " نظرا وإن شئتم مناظرة فمن *** مثنى على هذا ومن وحدان أي الطوائف بعد ذا أدنى إلى *** قول الرسول ومحكم القرآن فإذا تبين ذا فإما تتبعوا *** أو تعذروا أو تؤذنوا بقيام " الشيخ : رحمه الله ... الله يجزاه خير.
الشيخ : والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. سبق أن المؤلف رحمه الله ذكر أن الجهمية بل المعطلة عموما هم الذين يشبهون الخوارج، حيث قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعدل في ما وصف الله به نفسه، حتى قالوا إن قوله أين الله ليس بعدل، والصواب أن يقول من الله، أما أين الله فلا. قال المؤلف رحمه الله. الطالب : ... الشيخ : نعم؟ الطالب : ... الشيخ : وكذا ينادي الخلق الطالب : وكذاك قلت بخلقه ... الشيخ : إيه، سبحان الله. الطالب : لا بس ... الشيخ : أنا عرفت الآن بس بشوف أدورها.
(إثبات الكلام لله بحرف وصوت)
وكذاك قلت بأنه متكلم *** وكلامه المسموع بالآذان نادى الكليم بنفسه وذاك قد*** سمع الندا في الجنة الأبوان
الشيخ : نعم. قال المؤلف " وكذاك قلت بأنه متكلم *** وكلامه المسموع بالأذان " هذا القول على لسان الجهمي المعطل، ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: " وكذاك قلت بأنه متكلم *** وكلامه المسموع بالأذان نادى الكليم بنفسه *** وكذاك قد سمع الندا في جنة " " نادى الكليم بنفسه " نادى يعني الله عز وجل، الكليم موسى بنفسه " وكذاك قد *** سمع الندا في الجنة الأبوان " آدم وحواء، قال الله تعالى: (( ونادهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا )).
معنى قول الناظم: وكذا ينادي الخلق يوم معادهم*** بالصوت يسمع صوته الثقلان
إني أنا الديان آخذ حق مظـ***ـلوم من العبد الظلوم الجاني
الشيخ :" وكذا ينادي الخلق يوم معادهم *** بالصوت يسمع صوته الثقلان " كما جاء في الحديث الصحيح ينادي بصوت ( يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ). " إني أنا الديان آخذ حق مظلوم *** من العبد الظلوم الجاني "
(بيان مخاطبة أهل الباطل للنبي صلى الله عليه وسلم وعدم قبولهم لما جاء به من الحق )
وتقول إن الله قال وقائل*** وكذا يقول وليس بالإمكان قول بلا حرف ولا صوت يرى*** من غير ما شفة وغير لسان
أوقعت في التشبيه والتجسيم من*** لم ينف ما قد قلت في الرحمن لو لم تقل فوق السماء ولم تشر*** بإشارة حسية ببنان
الشيخ :" وتقول إن الله قال وقائل *** وكذا يقول وليس في الإمكان قول بلا حرف ولا صوت يرى *** من غير ما شفة وغير لسان " كل هذا كلام من؟ أهل التعطيل يخاطبون الرسول عليه الصلاة والسلام، ويرون أن هذا القول ليس بعدل، وأن العدل أن يأتي بما يدعون أنه التنزيه، وهو نفي الصفات. " أوقعت بالتشبيه والتجسيم *** من لم ينف ما قد قلت في الرحمن " أوقعت مَن؟ يعني الرسول عليه الصلاة والسلام، " في التشبيه والتجسيم من لم ينف " مَن مفعول أوقعت، " من لم ينف ما قد قلت في الرحمن " ومَن يعنون به؟ أهل السنة الذين أثبتوا الصفات، فهذا الرجل المعطل يقول للرسول صلى الله عليه وسلم إنك أوقعت من لم ينف ما قلت في التشبيه والتجسيم. " لو لم تقل فوق السماء ولم تشر *** بإشارة حسية ببنان وسكت عن تلك الأحاديث التي *** قد صرحت بالفوق للديان " لو لم تقل، كل الكلام الآن يحكيه ابن القيم على لسان أهل التعطيل، يخاطبون مَن؟ الرسول صلى الله عليه وسلم، " لو لم تقل فوق السماء ولم تشر *** بإشارة حسية ببنان " كما ذكر كما أشار في حال خطبة حجة الوداع.
معنى قول الناظم: وسكت عن تلك الأحاديث التي*** قد صرحت بالفوق للديان
وذكرت أن الله ليس بداخل*** فينا ولا هو خارج الأكوان
كنا انتصفنا من أولي التجسيم بل*** كانوا لنا أسرى عبيد هوان
الشيخ :" وسكت عن تلك الأحاديث التي *** قد صرحت بالفوق للديان وذكرت أن الله ليس بداخل *** فينا ولا هو خارج الأكوان " يعني لو فعلت هذا " كنا انتصفنا من أولي التجسيم بل *** كانوا لنا أسرى عبيد هوان " شف، يعني يقول لو إنك ما قلت الكلام هذا، ولا وصفت الله بما وصفت، لكنا انتصفنا من أولي التجسيم، انتصفنا يعني أننا أخذنا بالنَّصَف منهم، فغلبناهم وكانت الحجة لنا، لكنك قلت ذلك فصار الانتصاف لمن؟ لأهل التجسيم على زعمهم، ويعني بهم الذين يثبتون الصفات.
معنى قول الناظم: لكن منحتهم سلاحا كلما*** شاؤوا لنا منهم أشد طعان
وغدروا بأسهمك التي أعطيتهم*** يرموننا غرضا بكل مكان
لو كنت تعدل في العبارة بيننا*** ما كان يوجد بيننا رجفان
الشيخ :" لكن منحتهم سلاحا كلما *** شاؤوا لنا منهم أشد طعان " " لكن منحتهم " والخطاب لمن؟ للنبي صلى الله عليه وسلم، " منحتهم سلاحا كلما شاؤوا لنا منهم أشد طعان "، أي: كلما أرادوا أن يطعنونا بهذا السلاح وجدنا منهم أشد شيء. " وغدوا بأسهمك التي أعطيتهم *** يرموننا غرضا بكل مكان لو كنت تعدل في العبارة بيننا *** ما كان يوجد بيننا رجفان " أعوذ بالله! يقولون للرسول: لو كنت عادل ما كان بيننا هذا الرجفان وهذا الخوف من أن يسطو علينا أهل الإثبات.
هذا لسان الحال منهم وهو في*** ذات الصدور يغل بالكتمان (الفرق بين لسان الحال ولسان المقال)
الشيخ :" هذا لسان الحال منهم " ابن القيم رحمه الله احترز، لما ذكر أنهم يقولون كذا ويقولون كذا، قال: " هذا لسان الحال " يعني: أنهم لم يقولوا ذلك بألسنتهم، لكن هذا لسان حالهم،. والفرق بين لسان الحال ولسان المقال: أن المقال هو نطق اللسان، والحال هو شواهد القرائن، شواهد القرائن هي لسان الحال، أما لسان المقال فهو النطق باللسان، ولهذا قال: " هذا لسان الحال منهم وهو في *** ذات الصدور يغل بالكتمان " ما هي ذات الصدور؟ القلوب، يغل بالكتمان يعني يحبس ويمنع بالكتمان فلا يصرحون به.
(حال أهل البدع إذا قرأت عليهم نصوص الصفات من الكتاب والسنة)
يبدوا على فلتات أنفسهم وفي*** صفحات أوجههم يرى بعيان
سيما إذا قرئ الحديث عليهم*** وتلوت شاهده من القرآن
فهناك بين النازعات وكورت*** تلك الوجوه كثيرة الألوان
ويكاد قائلهم يصرح لو يرى*** من قابل فتراه ذا كتمان
الشيخ :" يبدو على فلتات ألسنهم وفي *** صفحات أوجههم يرى بعيان " يعني هذا القول الذي قلناه عنهم بناء على لسان الحال يبدو على فلتات ألسنهم، أي: أنهم أحيانا يطلقونه فلتة. " *** وفي صفحات أوجههم يرى بعيان " صحيح، الإنسان قد تشعر بأنه رد قولك من صفحات وجهه، أنت إذا قلت قولا يناسبه تجد وجهه يستنير وينتشر وينبسط، إذا قلت قولا يكرهه تجده بالعكس، وهذا لا يشعر به إلا من أعطاه الله فراسة وفطنة، نعم. " سيما إذا قرئ الحديث عليهم *** وتلوت شاهده من القرآن " يعني إذا قرأت الحديث وأيدته بشاهد من القرآن انظر ماذا يكون على وجوههم من الانقباض والكراهة. " فهناك بين النازعات وكورت *** تلك الوجوه كثيرة الألوان " " بين النازعات وكورت " النازعات وكورت بينهما سورة عبس، نعم تجد العبوس، وتجد (( ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة )) عبوس وغبرة وقترة إذا تلوت عليهم الحديث وأتيت بشاهد له من القرآن، نسأل الله العافية، قال: " ويكاد قائلهم يصرح لو يرى *** من قابل فتراه ذا كتمان " يصرح بإيش؟ بكراهته لما سمع لو رأى قابلا، ولكنه لا يرى أحدا يقبل قوله وحينئذ يكتم.
معنى قول الناظم: يا قوم شاهدنا رؤوسكم على*** هذا ولم نشهده من إنسان (إعراب يا قوم)
إلا وحشو فؤاده غل على*** سنن الرسول وشيعة القرآن
الشيخ :" يا قوم " يجوز يا قومُ ويجوز يا قومِ، فعلى لفظ قومِ يكون على اعتبار أن الياء حذفت وبقيت الكسرة دليلا عليها. وعلى يا قومُ على اعتبار أنه مقطوع عن الإضافة، ويكون نكرة مقصودة، والنكرة المقصودة يبنى فيها المنادى على الضم. " يا قوم شاهدنا رؤوسكم على *** هذا ولم نشهده من إنسان " شاهدنا رؤوسكم ، ليس المراد رأس الجسد المراد رؤوسكم في العلم، يعني رؤساءكم شاهدناهم على هذا، إذا تلي عليهم الحديث وأيد بشاهد من القرآن تجد وجوها عليها غبرة ترهقها قترة عابسة والعياذ بالله. " يا قوم شاهدنا رؤوسكم على *** هذا ولم نشهده من إنسان إلا وحشو فؤاده غل على *** سنن الرسول وشيعة القرآن " الله احمنا، يعني لم نشاهد هذا الشيء من إنسان إلا وحشو فؤاده غل على سنن الرسول، حشو بمعنى ملء، يعني أن قلبه مملوء من إيش؟ من الغل، على سنن الرسول وشيعة القرآن.
وهو الذي في كتبهم لكن بلط *** ف عبـارة منهم وحسن بيان (الكلام على تفسير الزمخشري وما فيه من اعتزالاته)
وأخو الجهالة نسبة للفظ والمـ***ـعنى فنسب العالم الرباني
الشيخ :" وهو الذي في كتبهم " في كتب مَن؟ في كتب الرؤوس، " لكن بلطف *** عبارة منهم وحسن بيان " يعني: أنهم لا يصرحون، ولكنهم يأتون بعبارات لا يفهمها إلا الحذاق، ولهذا قال بعض العلماء في تفسير الزمخشري الذي إذا قرأته قلت هذا التفسير الذي في القمة، يقول: إنك تستخرج منه الاعتزال بالمناقيش، يعني أنه خفي ما تستخرجه بالإصبع، الشوكة إذا كانت ضعيفة تستخرجها بإيش؟ الطالب : بالمنقاش. الشيخ : ولا بالإصبع؟ بالمنقاش، لكن لو يكون مسمار بيِّن بالإصبع. الحاصل إن هذه الكتب يأتون بها بعبارات موهمة مزخرفة يحسبها الجاهل حقا وهي باطل، ولهذا قال رحمه الله، قال: " لكن *** بلطف عبارة منهم وحسن بيان وأخو الجاهلة نسبة للفظ والمعنى " نعم " وأخو الجهالة نسبة للفظ *** " يعني أن الجاهل يغتر بالألفاظ وينخدع بها لكن العالم " *** والمعنى فنسب العالم الرباني " يعني أن العالم هو الذي ينظر المعنى ولا يغتر باللفظ، والجاهل إيش؟ يغتر باللفظ الظاهر فهو صاحب اللفظ، أما العالم فهو صاحب المعاني.
(عدم قراءة كتب أهل الباطل والتحذير منها وضرب المثل لذلك بالطير)
يا من يظن بأننا حفنا عليـ***ـهم كتبهم تنبيك عن ذا الشان فانظر تر لكن نرى لك تركها*** حذرا عليك مصايد الشيطان
فشباكها والله لم يعلق بها*** من ذي جناح قاصر الطيران
إلا رأيت الطير في قفص الردى*** يبكي له نوح على الأغصان
ويظل يخبط طالبا لخلاصه*** فيضيق عنه فرجة العيدان
والذنب ذنب الطير خلى أطيب الثمـ***ـرات في عال من الأفنان
وأتى إلى تلك المزابل يبتغي الفضـ***ـلات كالحشرات والديدان
الشيخ :" يا من يظن بأننا حفنا عليهم *** كتبهم تنبيك عن ذا الشان " وهذا إنصاف من المؤلف، يقول: الذي يظن أننا حفنا عليهم فلينظر إلى كتبهم تنبيك عن ذا الشان. " فانظر ترى لكن نرى لك تركها *** حذرا عليك مصائد الشيطان " انظر يعني كتبهم، ترى أن ما قلنا حق، ولكنه رحمه الله لنصحه قال نرى ألا تقرأها، لماذا؟ خوفا عليك من مصائد الشيطان، لأن الإنسان إذا قرأ في كتب أهل الزيغ سواء في العقيدة أو في الأخلاق أو في السلوك أو في أي شيء، إذا قرأ فيها وليس عنده حصيلة من العلم الصحيح فإنه أيش؟ يغتر، ولهذا يجب أن يحذر الشباب وأن نحذرهم أيضا من الكتب التي فيها الضلال، حتى لو قالوا إننا نعرف الحق ولن ننخدع فإنهم على خطر، ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من سمع الدجال بأن ينأى عنه، يعني يبعد عنه، قال: ( فإن الإنسان يأتيه وهو يرى أنه مؤمن ولكنه لا يزال به حتى يتبعه ) والعياذ بالله، فلهذا يجب على الإنسان أن يبتعد عن الشر، ولكنه إذا ابتلي فليصبر ( لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، فإن الجنة تحت ظلال السيوف ). يقول المؤلف: " فانظر ترى لكن نرى لك تركها *** حذرا عليك مصائد الشيطان فشباكها والله لم يعلق بها *** من ذي جناح قاصر الطيران إلا رأيت الطير في فقص الردى *** " رحمه الله، شباك هذه الكتب لم يعلق بها من ذي جناح قاصر الطيران، مَن هو صاحب الجناح القاصر الطيران؟ هاه؟ المبتدئ الذي لم يكن عنده حصيلة من العلم يدفع بها ما يجد في هذه الكتب. " إلا رأيت الطير في فقص الردى *** يبكي له نوح على الأغصان " قفص الردى الفقص معروف، اللي يجعل فيه الطير، فهل يكون الطير في القفص طليقا؟ لكنه ينوح على الأغصان، يبكي عليها، الأغصان اللي في الأشجار طليقة، كان على الأغصان بالأول، ثم دخل في هذا القفص فبدأ ينوح، ينوح على أيش؟ على الأغصان، ولهذا قال: " له نوح على الأغصان ويظل يخبط طالبا لخلاصه *** فيضيق عنه فرجة العيدان " رحمه الله، يظل يعني يستمر يخبط بجناحه يبي يطير، لكن كلما أراد أن يخرج ضاقت عليه فرجة العيدان، عيدان أيش؟ عيدان القفص، الفتحات ضيقة ما يستطيع يخرج، نعم. " والذنب ذنب الطير " يعني: نقول لهذا الطير الذي وقع في القفص الذنب ذنبك، أنت الذي، يقول: " خلى أطيب الثمرات *** في عال من الأفنان " الأفنان الأغصان، الذنب ذنبك أيها الطير، ليش تترك الثمرات في أعلى الأغصان وتأتي إلى هذا القفص، طيب. " وأتى إلى تلك المزابل يبتغي الفضـ *** لات كالحشرات والديدان " نعم، وخلى أيش؟ الثمرات على الأغصان العالية.
(نصيحة غالية من ابن القيم وبيان أول أمره وأنه كان صوفيا ثم تاب على يد شيخ الإسلام ابن تيمية والثناء عليه)
يا قوم والله العظيم نصيحة*** من مشفق وأخ لكم معوان جربت هذا كله ووقعت في*** تلك الشباك وكنت ذا طيران
حتى أتاح لي الإله بفضله*** من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حران فيا** أهلا بمن قد جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله*** من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم*** حتى أراني مطلع الإيمان
الشيخ :" يا قوم والله العظيم نصيحة *** من مشفق وأخ لكم معوان " جزاه الله خيرا، أقسم بأنه سيهدي إلينا نصيحة من مشفق خائف وأخ معوان معين على الحق. " جربت هذا كله ووقعت في *** تلك الشباك وكنت ذا طيران " رحمه الله، ابن القيم كان في أول أمره صوفي مبتدع، نعم، وقع في شباك المبتدعة، لكن من أراد الله هدايته يسر الله له الهداية، نعم، حتى كان يعمد إلى الخلوات بعيدا عن الناس ويتعبد بعبادات يعني من عبادات أهل التصوف، نعم، فكانت هذه حاله رحمه الله، ولكنه يقول: " حتى أتاح لي الإله بفضله *** من ليس يجزيه يدي ولساني " هيأ الله له من لا تجزيه يده ولا لسانه، يعني: لو أعطيته من يدي ما أعطيته وأثنيت عليه بلساني ما أثنيت عليه فلن أكافيه على معروفه عليّ، نعم، فمَن هو؟ يقول: حبر، نعم. " حبر أتى من أرض حران فيا *** أهلا بمن قد جاء من حران " وهو شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني رحمه الله، يسره الله لابن القيم فاهتدى على يده، نعم، وقوله: " أهلا بمن قد جاء " هذه مَن من صيغ العموم، لكنه عام أريد به الخاص، أريد به شيخ الإسلام لا كل من جاء من حران، حران فيها الصابئة، وفيها الفساق، لكن يريد بذلك شيخ الإسلام فقط. " فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان " هذا من بعض حقوق المشايخ على تلاميذهم أن يدعو الله لهم، فهو دعا لشيخه، ونعم الشيخ، ونحن نسأل الله تعالى أن يجزي الجميع ما هو أهله من جنة المأوى مع الرضوان. " أخذت يداه يدي " يعني أمسك بيدي. " فلم يرم *** حتى أراني مطلع الإيمان " الطالب : وسار الشيخ : هاه؟ الطالب : وسار. الشيخ : هاه؟ الطالب : وسار. الشيخ : نعم. " أخذت يداه يدي وسار فلم يرم *** حتى أراني مطلع الإيمان "
معنى قول الناظم: ورأيت أعلام المدينة حولها*** نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها*** محجوبة عن زمرة العميان
ووردت رأس الماء أبيض صافيا*** حصباؤه كلآلئ التيجان
ورأيت أكوازا هناك كثيرة*** مثل النجوم لوارد ظمآن
ورأيت حوض الكوثر الصافي الذي*** لا زال يشخب فيه ميزابان
ميزاب سنته وقول إلهه*** وهما مدى الأيام لا ينيان
الشيخ :" ورأيت أعلام المدينة حولها *** نزل الهدى وعساكر القرآن " أعلام المدينة يعني المدينة النبوية مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام، حولها نزل الهدى وعساكر القرآن " ورأيت آثارا عظيما شأنها *** محجوبة عن زمرة العميان " كان بالأول رحمه الله يتبع كلام المشايخ اللي يتبعهم، لكن لما وفقه الله لشيخ الإسلام صار منهمكا بالآثار، يقول: " آثارا عظيما شأنها *** محجوبا عن زمرة العميان ووردت رأس الماء أبيض صافيا *** حصباؤه كلآلئ التيجان ورأيت أكوازا هناك كثيرة *** مثل النجوم لوارد ظمآن ورأيت حوض الكوثر الصافي *** الذي لا زال يشخب فيه ميزابان هما ميزاب سنته وقول إلهه *** وهما مدى الأيام لا ينيان " يعني أنه رحمه الله أخذ بيده حتى أورده هذا الماء الصافي الذي يصب فيه ميزابان، الأول: كتاب الله، والثاني: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(بيان أنه لا يرد الحوض أهل البدع)
والناس لا يردونه إلا من الآ***لاف أفراد ذوو إيمان وردوا عذاب مناهل أكرم بها*** ووردتم أنتم عذاب هوان
الشيخ : قال: " والناس لا يردونه إلا من الآ *** لاف أفراد ذوو إيمان " الله المستعان! يعني لا يردون هذا الحوض الذي يصب فيه هذا الميزابان إلا أفراد ذوو إيمان. " وردوا عذاب مناهل أكرم بها *** ووردتم أنتم عذاب هوان " عَذاب وعِذاب بينهما جناس تام ولا غير تام؟ الطالب : ... الشيخ : غير تام ولا تام؟ الطالب : غير تام الشيخ : إذا اتفق اللفظان في الحركات والحروف فهو تام، وإن اختلفا فهو ناقص، وهنا اختلفا، عَذاب وعِذاب، طيب.
معنى قول الناظم: فبحق من أعطاكم ذا العدل والـ***إنصاف والتخصيص بالعرفان
من ذا على دين الخوارج بعد ذا*** أنتم أم الحشوي ما تريان
الشيخ : قال: " فبحق من أعطاكم ذا العدل *** والإنصاف والتخصيص بالعرفان من ذا على دين الخوارج بعد ذا *** أنتم أم الحشوي ما تريان " يعني أنه ناشدهم بحق الله عز وجل، وقوله: " من أعطاكم ذا العدل والإنصاف والتخصيص بالعرفان " هذا نوع من التهكم، لكن مع ذلك أنتم تدعون أنكم أهل العدل وأهل التخصيص والتحقيق، فمَن الذي على دين الخوارج أنتم أم الحشوي؟ والحشوي من هو؟ الطالب : أهل السنة. الشيخ : إيه نعم، أهل الإثبات، كل أهل الإثبات يسمون حشوية عندهم.
(تعظيم أهل السنة للنصوص والعمل بها )
والله ما أنتم لدى الحشوي أهـ*** ـلا أن يقدمكم على عثمان فضلا عن الفاروق والصديق فضـ***ـلا عن رسول الله والقرآن
والله لو أبصرتم لرأيتم الـ***ـحشوي حامل راية الإيمان
وكلام رب العالمين وعبده*** في قلبه أعلى وأكبر شان
من أن يحرف عن مواضعه وأن*** يقضى له بالعزل عن إيقان
الشيخ :" والله ما أنتم لدى الحشوي أهلا *** يقدمكم على عثمان " يخاطب هؤلاء الذين يتبعون شيوخهم ورؤساءهم، يقول: ما أنتم أهلا بأن نقدمكم على عثمان. " فضلا عن الفاروق " مَن؟ عمر، " والصديق فضلا عن رسول الله والقرآن " فهؤلاء ثلاثة من الخلفاء: عثمان، عمر، أبو بكر، ما يمكن نقدمكم عليهم، فضلا عن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. " والله لو أبصرتم لرأيتم *** الحشوي حامل راية الإيمان و كلام رب العالمين وعبده *** في قلبه أعلى وأكبر شان من أن يحرف عن مواضعه وأن *** يقضى له بالعزل عن إيقان " وطريق أهل النفي والتعطيل أن القرآن والسنة محرفان عن مواضعهما، استوى يعني؟ الطالب : استولى. الشيخ : يد يعني قوة وهكذا، وأيضا يقولون هي معزولة عن الإيقان لا تفيد إلا الظن فقط.
معنى قول الناظم: ويرى الولاية لابن سينا أو أبي*** نصر أو المولود من صفوان أو من يتابعهم على كفرانهم*** أو من يقلدهم من العميان
الشيخ :" ويرى الولاية لابن سينا " يعني يتولى ابن سينا وأتباعه ويترك ولاية الله ورسوله. " ويرى الولاية لابن سينا أو أبي *** نصر أو المولود من صفوان " ابن سينا، أو أبي نصر الفارابي، أو المولود من صفوان الجهم بن صفوان، نعم. " أو من يتابعهم على كفرانهم *** أو من يقلدهم من العميان "
(دعوة ابن القيم لمناظرة أهل البدع أو التأمل في النصوص أو الكف عن طعننا)
يا قومنا بالله قوموا وانظروا*** وتفكروا في السر والإعلان
نظرا وإن شئتم مناظرة فمن*** مثنى على هذا ومن وحدان
أي الطوائف بعد ذا أدنى إلى*** قول الرسول ومحكم القرآن
فإذا تبين ذا فإما تتبعوا*** أو تعذروا أو تؤذنوا بطعان
الشيخ :" يا قومنا بالله قوموا وانظروا *** وتفكروا في السر والإعلان نظرا وإن شئتم مناظرة " رحمه الله، يقول: قوموا وانظروا فكروا أينا أولى بالخوارج، هل هو الحشوي على زعمهم أو هؤلاء هم ...، إن شئتم أن تنظروا بأنفسكم فانظروا، وإن شئتم مناظرة ومنازلة فنحن مستعدون لمناظرتكم ومنازلتكم، ولهذا قال: " نظرا وإن شئتم مناظرة فمن *** " نعم " *** مثنى على هذا ومن وحدان أي الطوائف بعد ذا أدنى إلى *** قول الرسول ومحكم القرآن فإذا تبين ذا فإما تتبعوا *** أو تعذروا أو تؤذنوا بطعان " يعني إذا تبين فإما أن تتبعوا، وهذا هو الخير، أو تعذروا وهذا وقف سلمي، تعذروننا ولا تتكلمون فينا، أو أيش؟ تؤذنوا بطعان يعني ونتكلم وتتكلمون. والواقع أنهم لا اتبعوا ولا عذروا، بل كانوا يسبون أهل الإثبات ويقولون هم حشوية هم نوابت هم غثاء وهكذا هم عامة وليس عندهم علم، وحينئذ يكونون قد آذنوا بطعان، وإذا آذنوا بطعان فلا تلوموننا إذا قلنا فيهم ما يستحقونه من أوصاف ذميمة، نعم. السائل : لماذا لم ...؟ الشيخ : إي نعم، الظاهر أنه لضيق النظم. السائل : شيخ؟ الشيخ : إيه نعم.
سؤال ما موقف السني من العلماء الأكابر الذين تلبسوا ببعض البدع ومخالفة السلف
السائل : شيخ بالنسبة أنه يعني حمل عليهم حملة بالكتاب والسنة وقوية جدا، يا شيخ كيف ننظر إلى العلماء الذين لهم يعني قدم صدق في العلم مع تلبسهم بهذه الضلالات في العقيدة، فكيف يكون موقفنا منهم رحمهم الله، وهم خدموا السنة والكتاب؟ الشيخ : نعم، موقفنا منهم أننا نعظمهم ونكرمهم ونحبهم على ما قاموا به من نصر السنة، لكننا لا نحمدهم على ما فعلوا من مخالفة السلف، لا نحمدهم على هذا، فنعاملهم بالعدل، العدل أن نعطي كل ذي حق حقه، ومن مذهب أهل السنة والجماعة أن الإنسان يكون فيه خصلة خير وخصلة شر، خصلة طاعة وخصلة معصية، خصلة إيمان وخصلة كفر، إيه نعم. الطالب : ... الشيخ : نعم، مَن يقول هذا؟ آدم، يقول آدم خلص الوقت، نعم. القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم.
القراءة من قول الناظم: فصل في تلقيبهم أهل السنة بالحشوية وبيان من أولى بالوصف المذموم من هذا اللقب من الطائفتين وذكر أول من لقب به أهل السنة أم أهل البدعة..إلى آخر الفصل
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم " فصل في تلقيبهم أهل السنة بالحشوية، وبيان من أولى بالوصف المذموم من هذا اللقب من الطائفتين، وذكر أول من لُقِّب به أهل السنة " الشيخ : مَن لَقَّب، مَن لَقَّب به. القارئ : " مَن لَقَّب به أهل السنة أم أهل البدعة " الشيخ : هاه؟ وذكرُ؟ اقرأ اقرأ. القارئ : وذكرِ الشيخ : ما يخالف ما يهم القارئ : " فصل في تلقيبهم أهل السنة بالحشوية، وبيان من أولى بالوصف المذموم من هذا اللقب من الطائفتين، وذكر أول من لقب به أهلَ السنة أم أهل البدعة " الشيخ : لا، اللي عندي وذكرِ أولِ مَن لَقَّب به أهلَ السنة من أهلِ البدعةِ، اصبر، كل النسخ هكذا؟ الطالب : لا، عندنا أو. الشيخ : إن كان أو فصواب العبارة: " وذكر أول مَن لُقِّب به: أهلُ السنة أم أهلُ البدعة " أو أم، على كل حال المعنى واحد، أول من لُقِّب به هل هو أهل البدعة ولا أهل السنة؟ لكن اللي عندي سيتبين إن شاء الله من النظم أن اللي عندي أصح، وأن الصواب وذكر أول من لَقَّب به أهلَ السنة من أهل البدعةِ، نعم. الطالب : نصححها؟ الشيخ : إيه صححوها. القارئ : " ومن العجائب قولهم لمن اقتدى *** بالوحي من أثر ومن قرآن حشوية يعنون حشوا في الوجو *** د وفضلة في أمة الإنسان ويظن جاهلهم بأنهم حشوا *** رب العباد بداخل الأكوان إذ قولهم فوق العباد وفي السما *** ء الرب ذو الملكوت والسلطان ظن الحمير بأن في للظرف والر*** حمن محوي بظرف مكان واللهُ " الشيخ : واللهِ القارئ : " واللهِ لم يسمع بذا من فرقة *** قالته في زمن من الأزمان لا تبهتوا أهل الحديث به فما *** ذا قولهم تبا لذي البهتان بل قولهم إن السموات العلى *** في كف خالق هذه الأكوان حقا كخردلة ترى في كف ممـ *** ـسكها تعالى الله ذو السطان أترونه المحصور بعد أم السما *** يا قومنا ارتدعوا عن العداون كم ذا مشبهة وكم حشوية *** فالبهت لا يخفى على الرحمن يا قوم إن كان الكتاب وسنة *** المختار حشوا فاشهدوا ببيان أنا بحمد إلهنا حشوية *** صرف بلا جحد ولا كتمان تدرون من سمت شيوخكم *** بهذا الاسم في الماضي من الأزمان سمى به ابن عبيد عبدالله ذا *** ك ابن الخليفة طارد الشيطان فورثتم عمرا كما ورثوا لعبد *** " الشيخ : سمى به؟ القارئ : سمى به ابنُ عبيدِ عبدِالله الشيخ : ابن عبيدِ عبدَالله القارئ : " سمى به ابن عبيدِ عبدَالله ذا *** ك ابن الخليفة طارد الشيطان فورثتم عمر كما ورث " الشيخ : عَمروا القارئ : " فورثتم عَمروا كما ورثوا لعبد *** الله أنى يستوي الإرثان تدرون من أولى بهذا الاسم وهـ *** ـو مناسب أحواله بوزان من قد حشا الأوراق والأذهان من *** بدع تخالف موجب القرآن هذا هو الحشوي لا أهل الحد *** يث أئمة الإسلام والإيمان وردوا عذاب مناهل السنن التي *** ليست زبالة هذه الأذهان ووردتم القلوط مجرى كل ذي الـ *** ـأوساخ والأقذار والأنتان وكسلتم أن تصعدوا للورد من *** رأس الشريعة خيبة الكسلان "
معنى الحشوية وسبب تسمية أهل الباطل لأهل السنة بهذا اللقب
الشيخ : هذا الفصل ذكر المؤلف رحمه الله أن أهل البدع لقبوا أهل الحديث وهم السلف بلقب سيء، سموهم حشوية، الحشو معناه الشيء الزائد الذي لا خير فيه، هذا معناه، فهم يقولون هؤلاء حشوية يعني أنهم من أطراف الناس، وليسوا من رؤسائهم، ولا من أهل العلم منهم، وإنما هم فضلة، فيقول رحمه الله لننظر من هو أولى باللقب منا أو منكم؟
معنى قول الناظم: ومن العجائب قولهم لمن اقتدى*** بالوحي من أثر ومن قرآن
حشوية يعنون حشوا في الوجو***د وفضله في أمة الإنسان
ويظن جاهلهم بأنهم حشوا*** رب العباد بداخل الأكوان
إذ قولهم فوق العباد وفي السما***ء الرب ذو الملكوت والسلطان
الشيخ : فيقول رحمه الله: " ومن العجائب قولهم لمن اقتدى *** بالوحي من أثر ومن قرآن حشوية " يعني هم حشوية " يعنون حشوا في الوجود *** وفضلة في أمة الإنسان " إذن أهل الحديث عندهم جهال من أطراف الناس، لا يؤبه لهم ولا يرد لقولهم، ومع هذا: " يظن جاهلهم بأنهم حشوا *** رب العباد بداخل الأكوان " يظن بعض من يسمع تلقيب هؤلاء لأهل السنة بأنهم حشوية بأنهم يريدون أنهم حشو الإله بالسماء بداخل الأكوان، جعلوه جعلوا السماء حشوا له، أي: محيطة به. " إذ قولهم فوق العباد وفي السما ***ء الرب ذو الملكوت والسلطان " أهل الحديث يقولون إن الله في السماء، فظن هؤلاء الجهال أن المتكلمين الذين سموا أهل السنة حشوية أنهم سموهم حشوية لأنهم قالوا إن الله حشو أيش؟ في السماء يعني أن السماء تحيط بهم.
معنى قول الناظم: ظن الحمير بأن في للظرف والر*** حمن محوي بظرف مكان والله لم يسمع بذا من فرقة*** قالته في زمن من الأزمان
الشيخ : يقول: " ظن الحمير بأن في الظرف *** " وصفهم بأنهم حمير، ولا غرابة أن يوصف من لم يفهم النص أنه حمار، لأن الله تعالى قال: (( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار ))، وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارا ) فلا غرابة أن يسمي ابن القيم رحمه الله هؤلاء بأنهم حمير، لأنهم لم يفهموا قول الله تعالى: (( أءمنتم من في السماء )) لم يفهموه على حقيقته بل حرفوها ثم أنكروا أن يكون الله في السماء. " ظن الحمير بأن في ذا الظرف *** والرحمن محوي بظرف مكان " عرفتم الآن؟ فصار هؤلاء الذين لقبوا أهل الحديث بالحشوية لهم طريقان، الطريق الأول: أنهم هاه؟ فضلة من حشو الناس، ليسوا من اللب وليسوا من الأصل. والمعنى الثاني: أنهم حشوية بأنهم أيش؟ حشو الله في السماء، يعني جعلوا السماء محيطة بالله عز وجل، طيب. " والله لم يسمع بذا من فرقة *** قالته في زمن من الأزمان " يعني ما سمعنا أن فرقة من أهل الحديث قالوا بأن السماء تحيط بالله أبدا.
لا تبهتوا أهل الحديث به فما*** ذا قولهم تبا لذي البهتان (ذكر معاني في)
الشيخ :" لا تبهتوا أهل الحديث به فما *** ذا قولهم تبا لذي البهتان " طيب، هل أهل الحديث يقولون إن الله في السماء أي في جوف السماء؟ هاه؟ أبدا، يقولون إن الله في السماء يعني في العلو، أو إن الله في السماء يعني على السماء، ولم يقل أحد منهم إن الله في السماء أي تحيط به كما تحيط الحجرة بمن فيها. أنت لو قلت إن فلانا في الحجرة عرفنا أنه حشوها، وأنه داخلها، وأنها محيطة به، لكن ليس هذا كما قلت إن الله في السماء، بينهما فرق عظيم، عرفتم؟ وفي يختلف معناها باختلاف متعلقها، فأنت تقول مثلا: الماء في الكوز في الكأس، يمكن الكوز ما تعرفونه، الماء في الكأس، الرجل في الحجرة، هذا واضح أن الماء كان حشوا في الكأس، والرجل كان حشوا في الحجرة. الوجه في المرآة، يختلف هذا عن هذا، أليس كذلك؟ الكتابة في الورق، يختلف، الروح في الجسد تختلف، فتختلف معاني مدخول لا باختلاف المتعلق أي ما تعلقت به.
(ومعنى قوله تعالى:{ يوم نطوي السماء كطي السجل من الكتب })
بل قولهم أن السموات العلى*** في كف خالق هذه الأكوان حقا كخردلة ترى في كف ممـ***ـسكها تعالى الله ذو السلطان
الشيخ : يقول: " بل قولهم " قول مَن؟ أهل الحديث. " إن السماوات العلى *** في كف خالق هذه الأكوان حقا كخردلة ترى في كف *** ممسكها تعالى الله ذي السلطان " السماوات السبع والأراضين كلها في كف الله سبحانه وتعالى مثل الخردلة في كف أحدنا، وهذا أيضا على سبيل التقريب، وإلا فالأمر أعظم من هذا، الخردلة حبة صغيرة جدا، يضرب بها المثل في الصغر، كما قال تعالى (( وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )) ومع ذلك هي في كف الرحمن كخردلة (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا )) الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات كلها مطويات بيمينه (( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب )) مثل ما يطوي صاحب السجل الكتاب إذا أنهاه يطويه هكذا، وكان في الأول ما عندهم ظروف إذا خلصوا من الكتاب طووه بقدر ما يمكن من الطي ثم شمعوه، كطي السجل للكتب (( كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )) نعم، فهل يعقل أن أهل السنة يقولون إن السماء تحيط في الله، وأن الله حشوها؟! أبدا، ولا قاله أحد، لكن هؤلاء يبهتون أهل السنة.
معنى قول الناظم: أترونه المحصور بعد أم السما*** يا قومنا ارتدعوا عن العدوان
الشيخ :" أترونه المحصور بعد أم السما *** يا قومنا ارتدعوا عن العدوان " أيهم المحصور؟ السماء، السماء يحيط الله به من كل جانب، والأرض كذلك، (( وكان الله بكل شيء محيطا )). " كم ذا مشبهة وكم حشوية *** فالبهت لا يخفى "