تتمة القراءة من النظم إلى قوله .. الإسلام فوق قواعد الأركان
القارئ : " والله ما استويا لدى زعمائكم *** في العلم والتحقيق والعرفان عزلوهما بل صرحوا بالعزل عن *** نيل اليقين ورتبة البرهان قالوا وتلك أدلة لفظية *** لسنا نحكمها على الإيقان ما أنزلت لينال ملها " الشيخ : منها القارئ : " ما أنزلت لينال منها العلم بالـ *** إثبات للأوصاف للرحمن بل بالعقول ينال ذاك وهذه *** عنه بمعزَل غير ذي السلطان " الشيخ : بمعزِل بمعزِل القارئ : " فبجهدنا تأويلها والدفع في *** أكتافها دفعا لذي الوصلان " الشيخ : الصولان، لذي الصولان الطالب : الصولان. الشيخ : هاه؟ الطالب : أكنافنها. الشيخ : بالنون؟ نعم. القارئ : " فبجهدنا تأويلها والدفع في *** أكتافها دفعا لذوي الصولان " الشيخ : عندك بالتاء أكتافها؟ القارئ : والله هي يعني مصححة يعني زودناها نقطة. الشيخ : زين. الطالب : شيخ. الشيخ : نعم. الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : إيه يصلح الوجهان لكن أكتاف أوضح. القارئ : " ككبير قوم جاء يشهد عند ذي *** حكم يريد دفاعه بلسان فيقول قدرك فوق ذا وشهادة *** لسواك تصلح فاذهبن بأمان وبوده لو كان شيء غير ذا *** لكن مخافة صاحب السلطان فلقد أتانا عن كبير فيهم *** وهو الحقير مقالة الكفران لو كان يمكنني وليس بممكن *** لحككت من ذا المصحف العثماني ذَكَر استواء الرب " الشيخ : ذِكرُ ذِكرُ القارئ : " ذِكرَ استواء الرب فوق العرش لـ *** كن ذاك ممتنع على الإنسان والله لولا هيبة الإسلام والـ *** قرآن والأمراء والسلطان لأتوا بكل مصيبة ولدكدكوا الـ *** إسلام فوق قواعد الأركان "
(دعوة ابن القيم لأهل البدع إلى النظر في النصوص كما ينظرون إلى كتب مشايخهم)
يا قوم بالله انظروا وتفكروا*** في هذه الأخبار والقرآن مثل التدبر والتفكر للذي*** قد قاله ذو الرأي والحسبان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. في هذه القطعة يقول المؤلف رحمه الله مناديا لهؤلاء القوم الذين قدموا نصوص أئمتهم وشيوخهم على الكتاب والسنة، يقول: " يا قوم بالله انظروا وتفكروا *** في هذه الأخبار والقرآن مثل التدبر والتفكر للذي *** قد قاله ذو الرأي والحسبان " يعني أقل ما نطلب منكم العدل بأن تنظروا في نصوص الكتاب والسنة كما تنظرون في مقالات شيخوكم. طيب والمؤلف رحمه الله في عدة مواضع يذكر السنة قبل القرآن من أجل مناسبة الروي القافية، كما أن الله سبحانه وتعالى قدم ذكر هارون على موسى من أجل تناسب رؤوس الآيات في سورة طه، حيث قال السحرة هاه؟ (( رب هارون وموسى )) فقدموا هارون من أجل أن تتناسب رؤوس الآيات.
(بيان دلالة النصوص عندهم هل تفيد اليقين أو الظن)
فأقل شيء أن يكونا عندكم*** حدا سواء يا أولي العدوان والله ما استويا لدى زعمائكم*** في العلم والتحقيق والعرفان
عزلوهما بل صرحوا بالعزل عن*** نيل اليقين ورتبة البرهان
قالوا وتلك أدلة لفظية*** لسنا نحكمها على الإيقان
الشيخ : قال " فأقل شيء " أقل شيء يعني نطلبكم به " أن يكون عندكم *** حدا سواء يا أولي العدوان " وماهو أعلى شيء؟ قولوا يا إخوان، تقديم الكتاب والسنة هذا أعلى شيء، أقل شيء أن يكون الكتاب والسنة عندكم مثل كلام شيوخكم. " والله ما استويا لدى زعمائكم *** في العلم والتحقيق والعرفان " ما استويا يعني نصوص الكتاب والسنة وكلام الشيوخ، ما استويا لدى زعمائكم في العلم والتحقيق والعرفان، لأن نصوص الكتاب والسنة عندهم لا تفيد العلم ولا العرفان والتحقيق، لأنهم يقولون: إن كان النص من كتاب الله فالدلالة لفظية، ودلالة اللفظ ظنية وليست قطعية، وإن كانت من السنة فإن كانت أخبار آحاد فأخبار الآحاد لا تفيد اليقين والقطع، بل تفيد الظن، وإن كانت متواترة فهي لفظية، والدلالة اللفظية لا تفيد اليقين. طيب، ما هو الذي يفيد اليقين؟ كلام شيوخهم هو الذي يفيد اليقين، ولهذا قال: " عزلوهما بل صرحوا بالعزل عن *** نيل اليقين ورتبة البرهان " عزلوهما الضمير يعود على الكتاب والسنة. " قالوا وتلك أدلة لفظية *** لسنا نحكمها على الإيقان " تلك المشار إليه نصوص الكتاب والسنة، أدلة لفظية لا تفيد اليقين، ولا يصل الحكم بها إلى اليقين.
(دعوى أهل البدع أن ألفاظ النصوص نزلت للتعبد و الأجر ولا تفيد العلم وإثبات الصفات لله)
ما أنزلت لينال منها العلم بالـ***إثبات للأوصاف للرحمن بل بالعقول ينال ذاك وهذه*** عنه بمعزل غير ذي السلطان
الشيخ :" ما أنزلت لينال منها العلم *** بالإثبات للأوصاف للرحمن " يعني: ما أنزلها الله لننال بها علم أوصاف ربنا عز وجل، طيب لماذا نزلت؟ قالوا: للتعبد بلفظها، وتسليم معناها لله، هذه فرقة منهم. فرقة أخرى قالوا: نزلت للتعبد بلفظها ونيل الأجور بحمل معانيها على مجازها، لأن حمل اللفظ على مجازه يحتاج إلى شواهد وأدلة وتعب، بخلاف الظاهر، قالوا: فتحمل على المجازات وعلى المعاني الغريبة، وكون الإنسان يتعب لتخريجها على هذا المجاز ينال بذلك أجرا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في عمرتها وحجها: ( أجرك على قدر نصبك ) عرفتم؟! فصار هذا الذي يراد بالكتاب والسنة عندهم، إما التعبد باللفظ وتسليم المعنى لمن؟ لله وهؤلاء هم المفوضة، أو التعبد اللفظ ونيل الأجر بالتعب في تخريج الكلام على مجازاته وشواذ اللغة العربية، أما أن يراد بذلك العلم فلا، لا يراد بهذا إثبات العلم بإثبات أوصاف الله عز وجل. " بل بالعقول ينال ذاك " ينال نائب الفاعل يعود على أيش؟ على العلم، ينال العلم بدلالة العقل " وهذه " يعني النصوص من الكتاب والسنة " *** عنه بمعزل غير ذي سلطان " يعني ليس لها سلطان وقدرة وقوة توصل إلى العلم.
الشيخ :" فبجهدنا تأويلها والدفع في *** أكتافها دفعا لذي الصولان " يعني: معناه أننا نبذل الجهد في تأويلها ونتعب، لأيش؟ لأيش؟ إيه نعم نتعب لأجل ننال الأجر، لأنه قيل لهم: إذا كان ليس المراد الظاهر لماذا لم يأت الله بالمراد وأتى بظاهر خلاف المراد؟ قالوا لأجل نتعب في حمل هذا الظاهر على مجازه وتتبع شواذ اللغة، حتى ننال بذلك أجرا، طيب.
(ضرب مثال في معاملة أهل البدع للقرآن وألفاظه)
ككبير قوم جاء يشهد عند ذي *** حكم يريد دفاعه بلسان فيقول قدرك فوق ذا وشهادة*** لسواك تصلح فاذهبن بأمان
وبوده لو كان شيء غير ذا *** لكن مخافة صاحب السلطان
الشيخ :" ككبير قوم " اسمع المثال " ككبير قوم جاء يشهد عند ذي *** حكم يريد دفاعه بلسان فيقول " الحاكم " قدرك فوق ذا وشهادة *** لسواك تصلح فاذهبن بأمان " هذا رجل كبير شيخ، جاء يشهد عند القاضي، والقاضي ما هو قابل شهادته، قال له: يا سيدي قدرك عندي أكبر من أن تأتي تشهد، الشهادة لغيرك، أنت شيخ كبير موقر محترم، ما تأتي تشهد عندي، الشهادة لغيرك، لكن روح، ما عندي لك اعتبار، هؤلاء نزلوا نصوص الكتاب والسنة كذلك، قالوا: القرآن عندنا محترم وعظيم والسنة كذلك، لكن الشهادة لغيرها، لمن؟ للعقول، وهذا مثل غريب، رحمه الله، يعني قل أن يتفطن الإنسان لمثل هذا المثل، أحيانا يأتي الإنسان بمثال يكون أبعد ما يكون عن الذهن في تصوره، ومن ذلك قول الشاعر: " بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها *** وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه " نعم، بليت بلى الأطلال، الأطلال يعني المساكن المهدمة لمعشوقته " إن لم أقف بها *** وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه " شحيح بخيل ضاع خاتمه في التراب، متى يروح؟ ما يروح أبد أبد لو يصل إلى الأرض السابعة ما راح، يدور على هالخاتم. على كل حال أقول بعض الناس يكون عنده خيال واسع، فمن يعني يتخيل أن هؤلاء جعلوا نصوص الكتاب والسنة بمنزلة هذا الشيخ الكبير المعظم عند الحاكم الذي جاء يشهد قال له: والله سيدي أنت رجل كريم عندنا وعظيم ومحترم، وأنت أكبر من أن تشهد عندنا، قال له: لكن اذهب بأمان وندور الشهادة عند غيرك، نعم، فيقول: " قدرك فوق ذا وشهادة *** لسواك تصلح فاذهبن بأمان وبوده لو كان شيء غير ذا *** لكن مخافة صاحب السلطان " بوده أنه كان الأمر فوق ذلك، وهذا محتمل أن يكون بوده يعني الحاكم الذي طرد هذا الشيخ، أو بوده هذا المحرف الذي حرف نصوص الكتاب والسنة، لو كان شيء غير ذا.
(بيان خبث أهل البدع وهو محو ألفاظ الصفات من القرآن الكريم)
فلقد أتانا عن كبير فيهم*** وهو الحقير مقالة الكفران لو كان يمكنني وليس بممكن*** لحككت من ذا المصحف العثماني
ذكر استواء الرب فوق العرش لـ***ـكن ذاك ممتنع على الإنسان
والله لولا هيبة الإسلام والـ***ـقرآن والأمراء والسلطان
لأتوا بكل مصيبة ولد كدكوا الـ***ـإسلام فوق قواعد الأركان
الشيخ : يقول: " فلقد أتانا عن كبير فيهم *** وهو الحقير مقالة الكفران " هذا رجل من المعطلة الذين ينكرون الصفات، يقول: لو كان يمكنني أن أحك قول الله تعالى في القرآن (( ثم استوى على العرش )) لفعلت، أعوذ بالله! لماذا؟ لأنه لا يريد أن يسمع أن أحدا يقول إن الله استوى على العرش، لكن المسلمون يقرؤونه في كل يوم وليلة، قال: أنا أتمنى من أن أتمكن من أن أحك قوله تعالى (( ثم استوى على العرش )) نسأل الله العافية، ولكن هل يمكن هذا؟ لا، ولهذا قال: " لو كان يمكنني وليس بممكن *** لحككت من ذا المصحف العثماني ذكر استواء الرب فوق العرش *** لكن ذاك ممتنع على الإنسان " قال المؤلف: " والله لولا هيبة الإسلام *** والقرآن والأمراء والسلطان لأتوا بكل مصيبة ولدكدكوا *** الإسلام فوق قواعد الأركان " الله أكبر! والمؤلف رحمه الله يعرف هذا منهم، لأنه ابتلي في زمنه وفي عهد شيخه ابن تيمية رحمه الله ابتلي بهم، وابتلي الناس من قبل، ماذا فعل هؤلاء المعطلة بالأئمة؟ وشوا بهم إلى الحكام حتى حبسوهم وضربوهم وقتلوهم، هؤلاء لو تمكنوا من أن يهدموا الإسلام كله لفعلوا، لكنهم يخافون هيبة الأمراء والسلطان والإسلام عند العامة، يخافون وإلا لفعلوا، نعم، نعم.
السائل : ما جوابنا حول الفخر الرازي، هو يقول: الإتيان بالعبارات على طريق المجاز هذا من البلاغة. الشيخ : إيه. السائل : ويقول مثلا جاءني زيد وجاءني أسد، جاءني أسد أبلغ من جاءني زيد. الشيخ : نعم السائل : لأنه أسد يدل على مجاءة زيد، وكذلك على وصفه الذي هو شجاع. الشيخ : نعم نعم، صحيح، لكن نحن نقول هذا لا مجاز أصلا، لأن الكلمة إذا دلت على معناها بموضعها فهي حقيقة فيه، ولهذا إذا قلت: جاء أسد يحمل حقيبته، ما الذي يفهم منه المخاطب؟ أنه رجل شجاع، إذن هي حقيقة في موضعها، لو أردت الأسد الحقيقي في هذا الكلام ما قبل الناس هذا، ما قبلوا هذا، وهذه الحجة التي يحتج بها شيخ الإسلام لا مجاز في اللغة، لأنه بالاتفاق أن المجاز لابد له من قرينة، هذه القرينة تجعل الكلمة في هذا الموضع حقيقة في مدلولها. الطالب : شيخ شيخ. الشيخ : إيه نعم السائل : شيخ.
السائل : قوله " بل بالعقول ينال ذاك وهذه عنه بمعزل " يا شيخ أنت سكنته ولا هي تحركت أظن ... الشيخ : أيهن؟ السائل :" بل بالعقول ينال ذاك وهذه عنه بمعزل غير " أو " غير ذي السلطان " كيف نحركها يا شيخ؟ الشيخ : لا، تحرك بمعزل بدون تنوين. السائل : ... الشيخ : يعني أن نصوص الكتاب والسنة بمعزل عن الاستدلال وعن الدلالة، وليس لها سلطان حتى نستدل بها على إثبات الشيء أو على نفيه، لأن السلطان للعقل، هذا معنى كلامه، نعم.
السائل : شيخ أحسن الله إليك يا شيخ، الآن في بعض من المشايخ الأحياء في بعض من البلدان، يعني يا شيخ ينكرون بعض الصفات، وإنكار الصفات يا شيخ يستلزم أشياء كثيرة جدا، ومع ذلك يفعلون أشياء بالإسلام صحيحة، فما موقف الإنسان منهم؟ الشيخ : على كل حال إنكار الصفات نوعان: إنكار تكذيب، وإنكار تأويل، فإنكار التكذيب كفر، وإنكار التأويل على حسب الحال، قد يكون في النصوص ما يقبل التأويل وقد يكون فيها ما لا يقبل، فمن قال مثلا في قوله تعالى: (( وجاء ربك )) قال إن الله لا يجيء، فهذا؟ هاه؟ إنكار تكذيب كفر، وإذا قال (( جاء ربك )) جاء أمر ربك هذا إنكار تأويل، فينظر عاد، قد يصل تأويله إلى الكفر وقد يكون دون ذلك. السائل : يا شيخ هل الأشاعرة الذي يعني ... الصفات هل عندهم تأويل يا شيخ؟ الشيخ : نعم، في بعض المواضع لهم تأويل، لكنه غير سائغ. السائل : ... الشيخ : نعم؟ السائل : يعني غير سائغ. الشيخ : لا لا، شبهة شبهة يمنع الكفر، لكن التكذيب ما فيه شبهة، نعم. السائل : ... الشيخ : خلاص خلاص، نعم.
القراءة من قول الناظم: فلقد رأيتم ما جرى لأئمة..إلى قوله.. أخذ الحديث وترك قول فلان
القارئ : " فلقد رأيتم ما جرى لأئمة الـ *** إسلام من محن على الأزمان " الشيخ : الله أكبر! القارئ : " لا سيما لما استمالوا جاهلا *** ذا قدرة في الناس مع سلطان وسعوا إليه بكل إفك بيّن *** بل قاسموه بأغلظ الأيمان أن النصيحة قصدهم كنصيحة الـ *** شيطان حين خلا به الأبوان فيرى عمائم ذات أذناب على *** تلك القشور طويلة الأردان ويرى هويلى " الشيخ : هيولى القارئ : " ويرى هيولى لا تهول لمبصر *** وتهول أعمى في ثياب جبان فإذا أصاخ بسمعه ملآه من *** " الشيخ : ملؤوه ملؤوه القارئ : " فإذا أصاخ بسمعه ملؤوه من *** كذب وتلبيس ومن بهتان فيرى ويسمع فشرهم وفشارهم *** يا محنة العينين والأذنان فتحوا جراب الجهل مع كذب فخذ *** واحمل بلا كيل ولا ميزان وأتوا إلى قلب المطاع ففتشوا *** عما هناك ليدخلوا بأمان فإذا بدا عرض لهم " الشيخ : غرض غرض لهم القارئ : " فإذا بدا غرض لهم دخلوا به *** منه إليه كحيلة الشيطان فإذا رأوه هش نحو حديثهم *** ظفروا وقالوا ويح آل فلان هو في الطريق يعوق مولانا عن ال *** مقصود وهو عدو هذا الشان فإذا هم غرسوا العداوة واظبوا *** سقي الغراس كفعل ذي البستان حتى إذا ما أثمرت ودنا لهم *** وقت الجُذاذ وصار ذا إمكان " الشيخ : الجُذاذ ولا؟ جَذاذ القارئ : " حتى إذا ما أثمرت ودنا لهم *** وقت الجَذاذ وصار ذا إمكان ركبوا على جرد لهم وحمية *** واستنجدوا بعساكر الشيطان فهنالك ابتليت جنود الله من *** جند اللعين بسائر الألوان " الشيخ : الله المستعان! القارئ : "ضربا وحبسا ثم تكفيرا وتبـ *** ديعا وشتما ظاهر البهتان فلقد رأينا من فريق منهم *** أمرا تهد له قوى الإيمان من سبهم أهل الحديث ودينهم *** أخذ الحديث وترك قول فلان يا أمة غضب الإله " الشيخ : بس.
(بيان ما جرى لأئمة الإسلام من محن بسبب أهل البدع)
فلقد رأيتم ما جرى لأئمة الـ***إسلام من محن على الأزمان لاسيما لما استمالوا جاهلا*** ذا قدرة في الناس مع سلطان
وسعوا إليه بكل إفك بين***بل قاسموه بأغلظ الأيمان
أن النصيحة قصدهم كنصيحة الشـ***ـيطان حين خلا به الأبوان
الشيخ : هذه القطعة يقول المؤلف رحمه الله مبينا ما جرى لأئمة الإسلام من محن من هؤلاء المعطلة، يقول: " فلقد رأيتم ما جرى لأئمة *** الإسلام من محن على الأزمان " ولاسيما إمام أهل السنة رحمه الله الإمام أحمد بن حنبل " لاسيما لما استمالوا جاهلا *** ذا قدرة في الناس مع سلطان " يعني بذلك الخلفاء الجهال الذين لهم قدرة وسلطان على الناس، استمالهم هؤلاء المعتزلة أو المعطلة " وسعوا إليه بكل إفك بيّن *** بل قاسموه بأغلظ الأيمان " قاسموه يعني حلفوا له، كما قال تعالى عن الشيطان: (( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ))، قاسموه أن النصيحة قصدهم يعني يأتون للملك للخليفة يقول الأمر كذا وكذا وكذا، والله ما قصدنا إلا النصيحة. " كنصيحة *** الشيطان حين خلا به الأبوان " ماذا قال لهما؟ (( قاسمهما إني لكما لمن الناصحين ))، يقول: " أن النصيحة قصدهم كنصيحة *** الشيطان حين خلا به الأبوان " والجاهل الخليفة الذي له سلطان يغتر.
-(صفات أهل البدع) فيرى عمائم ذات أذناب على*** تلك القشور طويلة الأردان ويرى هيولى لا تهول لمبصر*** وتهول أعمى في ثياب جبان
فإذا أصاخ بسمعه ملؤوه من*** كذب وتلبيس ومن بهتان
فيرى ويسمع فشرهم وفشارهم*** يا محنة العينين والأذنان
الشيخ :" فيرى عمائم ذات أذناب على *** تلك القشور طويلة الأردان " تصور هؤلاء المشايخ جاؤوا وعليهم عمائم طويلة الأردان، يعني لها ردن طويل يصل إلى الفخذين، نعم، أيضا طويلة الأردان لكنها على أيش؟ على قشور من الناس، ولكن الخليفة الجاهل يظن أن هؤلاء مشائخ كبار، فيأخذ بقولهم. " ويرى هيولى لا تهول لمبصر *** وتهول أعمى في ثياب جبان " الهيولى يعني الهيئة، يرى هيئة عظيمة، مشائخ كبار، نعم، جاؤوا بهذه الأبهة، لكنها لا تهول لمبصر، لأنه يعرف أنه ليس تحت الثياب إلا الخراب، وإنما تهول مَن؟ الأعمى الجبان " فإذا أصاخ بسمعه ملؤوه من *** كذب وتلبيس ومن بهتان " أعوذ بالله، أصاخ بسمعه يعني؟ استمع إليهم وأنصت " فيرى ويسمع فشرهم وفشارهم *** يا محنة العينين والأذنان " الفشر والفشار هو الحديث الطويل المنمق، ولكنه ليس تحته فائدة، إذا سمعه الإنسان ظنه حسنا صوابا، ولكنه بالعكس.
معنى قول الناظم: فتحوا جراب الجهل مع كذب فخذ***واحمل بلا كيل ولا ميزان
وأتوا إلى قلب المطاع ففتشوا*** عما هناك ليدخلوا بأمان
فإذا بدا غرض لهم دخلوا به***منه إليه كحيلة الشيطان
الشيخ :" فتحوا جراب الجهل مع كذب فخذ *** واحمل " جهل وكذب " فخذ *** واحمل بلا كيل ولا ميزان " يعني من كثرة الكذب والبهتان والجهل " وأتوا إلى قلب المطاع ففتشوا *** عما هناك ليدخلوا بأمان " مَن المطاع؟ الخليفة، أتوا إلى قلبه ففتشوا عما هناك ليدخلوا بأمان " فإذا بدا غرض لهم دخلوا به *** منه إليه كحيلة الشيطان " يعني أنهم ينتهزون الفرصة، كلما بدا غرض، والغرض فيما يظهر لي أنه الذي يرمى إليه، وليس الغرض الحاجة، الغرض الذي يرمى إليه بالسهام، كلما بدا غرض دخلوا به منه إليه، ويحتمل أن المراد بالغرض هنا الحاجة، يعني كلما بدا لهم حاجة دخلوا منها إليه إلى هذا الملك أو الخليفة. " فإذا رأوه هش نحو حديثهم *** "
(وشاية أهل البدع وكذبهم للأمير على أهل الحديث وحصول العداوة بين الأمير وبين أهل الحديث)
فإذا رأوه هش نحو حديثهم*** ظفروا وقالوا ويح آل فلان هو في الطريق يعوق مولانا عن الـ***ـمقصود وهو عدو هذا الشان
فإذا هم غرسوا العداوة واظبوا*** سقي الغراس كفعل ذي البستان
حتى إذا ما أثمرت ودنا لهم*** وقت الجذاذ وصار ذا إمكان
ركبوا على جرد لهم وحمية*** واستنجدوا بعساكر الشيطان
الشيخ :" فإذا رأوه هشّ نحو حديثهم *** " يعني إذا رأوه قد هش نحو حديثهم وأصاخ إليه " *** ظفروا وقالوا ويح آل فلان " يعني ظفروا بمطلوبهم، وقالوا فيما بينهم ويح آل فلان، مَن يعنون بآل فلان؟ الطالب : أهل الحديث الشيخ : نعم، أهل الحديث، أهل الحديث يعني ويحهم لأن الخليفة هشّ لقولهم " هو في الطريق يعوق مولانا عن *** المقصود وهو عدو هذا الشان " أيضا يقولون هؤلاء الجماعة يعوق أمرك ويؤلب الناس عليك، ويفعل ويفعل ويفعل، نعم. " فإذا هم غرسوا العداوة واظبوا *** سقي الغراس كفعل ذي البستان " إذا غرسوا العداوة على أهل الحديث من السلطان لم يتركوه، بل يتابعونها، كما يتابع الرجل شجرته إذا غرسها. " حتى إذا ما أثمرت ودنا لهم *** وقت الجذاذ وصار ذا إمكان " أنا عندي واو: " وصار ذا إمكان " الطالب : إيه نعم. الشيخ : نعم " ركبوا على جرد لهم وحمية *** " ويجوز على حرد يعني على حنق وحمية، وعلى جرد يعني الخيل الجرد. " *** واستنجدوا بعساكر الشيطان "
(حصول الإذاية على أهل الحديث)
فهنالك ابتليت جنود الله من*** جند اللعين بسائر الألوان ضربا وحبسا ثم تكفيرا وتبـ***ـديعا وشتما ظاهر البهتان
فلقد رأينا من فريق منهم*** أمرا تهد له قوى الإيمان
من سبهم أهل الحديث ودينهم*** أخذ الحديث وترك قول فلان
الشيخ :" فهنالك ابتليت جنود الله من *** جند اللعين بسائر الألوان " لماذا؟ لأن السلطان هاه؟ صار معهم، وآذى أهل الحديث " ضربا وحبسا ثم تكفيرا ***وتبديعا وشتما ظاهر البهتان " يعني يأتون بكل مسبة لأهل الحديث، إلى أن يقولوا هم كفار والعياذ بالله! " فلقد رأينا من فريق منهم *** أمرا تهد له قوى الإيمان من سبهم أهل الحديث ودينهم *** " أي دين أهل الحديث " *** أخذ الحديث وترك قول فلان " يعني: أنهم يسبون أهل الحديث، لماذا؟ هاه؟ لأن دينهم أخذ الحديث وترك رأي فلان وفلان، ومع ذلك يسبونهم. فابن القيم رحمه الله كما مر علينا كثيرا يظهر من كلامه أن في قلبه عليهم من الحنق والعداوة ما هم السبب فيه، لأنهم آذوا أهل الحديث، آذوا أهل السنة، صاحوا بهم ظاهرا وباطنا وفي كل مكان، وهذا هو الذي جعل بعض التعطيل منتشرا في العالم الإسلامي، أنهم كانوا والعياذ بالله يضيقون الخناق على أهل الحديث وأهل السنة، نسأل الله السلامة.
سؤال حول الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل وأنه مستمر وباق
الشيخ : نعم يا محمد. السائل : يعني هذه نراها سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه، في كل زمان يختلف الناس وربما تختلف العقائد، ولكن هذا عمل الشر لا أهل الخير، ولا لا يا شيخ؟ الشيخ : بلى، ما في شك (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين )) نعم. السائل : يا شيخ الحين بعض الناس يسمون المسلمين اللي هم موحدين يسموهم متطرفين ومتشددين ومثلا، وأصوليين وهابية، ... الشيخ : هاه؟ السائل : الحديث ... وجميع المسلمين الآن المعاصرين مرة يقولون هذا ثوبه قصير وهذا له لحية، وهذا كذا، ونفس الطريقة، يعني. الشيخ : إيه نعم هذا سيكون إلى يوم القيامة، لابد من صراع بين الحق والباطل، وأهل الحق قد يؤذون من هؤلاء لكن لحكمة يريدها الله عز وجل، من أجل أن ينالوا درجة الصابرين، لأن الصبر درجة عالية ما هي سهلة، لا تنال درجة الصبر إلا بشيء يصبر عليه، وكما قال الشاعر يا آدم: " والصبر مثل اسمه مر مذاقته *** لكن عواقبه أحلى من العسل " هل ذقت الصبر؟ الطالب : ... الشيخ : ذقت الصبر ولا لا؟ السائل : بعض الأحيان. الشيخ : نعم يا شيخ؟ السائل : ... الشيخ : هل أيش؟ السائل : هل يأثم على ذلك ...؟ الشيخ : الله المستعان، جاهل جهالة لا جاهل جهل. السائل : ... الشيخ : لا لا لا، يدري يدري لكن التعصب والعياذ بالله. السائل : الذي لا يدري؟ الشيخ : الذي لا يدري، كيف ما يدري وهو أهل الحديث عنده يصيحون به، كيف ما يدري، لكن التعصب. السائل : لكن يبين ...؟ الشيخ : هذه واجب إنه يتوسط. الطالب : ... الشيخ : إي نعم. انتهى كذا؟ ثلاثة أسئلة.
الشيخ : التعبد لله بما لم يشرعه الله هذا البدعة، التعبد لله بما لم يشرعه الله. الطالب : طيب هذا هو. الشيخ : لا هؤلاء يقولون هذا مشروع. الطالب : ... الشيخ : إيه نعم الطالب : ... الشيخ : صحيح يقولون إن الصلاة أقرب للإجابة. الطالب : الصحابة أولى منهم ... الشيخ : على كل حال، إطلاق البدعة عليها صعب، لكن يكفي أن نقول ليس بسنة، نعم. القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
القراءة من قول الناظم: يا أمة غضب الإله عليهم..إلى قوله.. التكذيب والكفران والبهتان
القارئ : " يا أمة غضب الإله عليهم *** ألأجل هذا تشتموا بهوان تبا لكم إذ تشتمون زوامل ال *** إسلام حزب الله والقرآن " الشيخ : الله أكبر! القارئ : " وسببتموهم ثم لستم كفؤهم *** فرأوا مسبتكم من النقصان هذا وهم قبلوا وصية ربهم *** في تركهم لمسبة الأوثان حذر المقابلة القبيحة منهم *** بمسبة القرآن والرحمن وكذاك أصحاب الحديث فإنهم *** ضربت لهم ولكم بذا مثلان سبوكم جهالهم فسببتم *** سنن الرسول وعسكر الإيمان وصددتم سفهاءكم عنهم وعن *** قول الرسول وذا من الطغيان ودعوتموهم للذي قالته أشياخ *** لكم بالخرص والحسبان فأبوا إجابتكم ولم يتحيزوا *** إلا إلى الآثار والقرآن وإلى أولي العرفان من أهل الحد *** يث خلاصة الإنسان والأكوان قوم أقامهم الإله لحفظ ها ***ذا الــدين من ذي بدعة شيطان " الشيخ : الله أكبر!. القارئ : " وأقامهم حرسا من التبديل والـت *** حريف والتتميم والنقصان يزك على الإسلام بل حصن له *** يأوي إليه عساكر الفرقان فهم المحك فمن يرى متنقصا *** لهم فزنديق خبيث جنان إن تتهمه فقبلك السلف الألى *** كانوا على الإيمان والإحسان أيضا قد اتهموا الخبيث على الهدى *** والعلم والآثار والقرآن وهو الحقيق بذاك إذ عادى روا *** ة الدين وهي عداوة الديان فإذا ذكرت الناصحين لربهم *** وكتابه ورسوله بلسان فاغسله ويلك من دم التعطيل والت *** تكذيب والكفران والبهتان "
(مخاطبة ابن القيم لأهل التعطيل في مسبتهم لأهل الحديث)
يا أمة غضب الإله عليهم*** ألأجل هذا تشتموا بهوان تبا لكم إذ تشتمون زوامل*** الإسلام حزب الله والقرآن
وسببتموهم ثم لستم كفؤهم*** فرأوا مسبتكم من النقصان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. يقول المؤلف رحمه الله تعالى: " يا أمة غضب الله عليهم *** " يخاطب أهل التعطيل الذين عطلوا الله عز وجل، ومنعوا كمال الله سبحانه وتعالى " غضب الله عليهم " بسبب مجانبتهم لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل الحديث من بعدهم. " *** ألأجل هذا تشتموا بهوان " يعني: ألأجل أن خالفتم أهل السنة تشتموهم " تبا لكم إذ تشتمون زوامل *** الإسلام حزب الله والقرآن " زوامل جمع زاملة، وهي الناقة التي تحمل المتاع، أو الجمل الذي يحمل المتاع، والمراد أن هؤلاء أهل الحديث هم الذين يحملون السنة كما تحمل الإبل الزوامل أمتعة المسافرين. " وسببتموهم ثم لستم كفؤهم *** " يعني لستم مكافئين لهم، بل أنتم أحقر منهم وأدنى وأذل، ومع ذلك تسبونهم، ولكن العقلاء منهم أعرضوا عن سبكم، ولهذا قال: " *** فرأوا مسبتكم من النقصان " يعني: أنهم لم يتنزلوا وينزلوا بأنفسهم حتى يسبوكم، بل جانبوكم وتركوكم.
(بيان علم أهل الحديث)
هذا وهم قبلوا وصية ربهم*** في تركهم لمسبة الأوثان حذر المقابلة القبيحة منهم*** بمسبة القرآن والرحمن
الشيخ : طيب. " هذا وهم قبلوا وصية ربهم *** في تركهم لمسبة الأوثان حذر المقابلة القبيحة منهم *** بمسبة القرآن والرحمن " يعني: تركوا سبكم لأنهم لو سبوكم لسببتم القرآن والحديث، كما أن الله سبحانه وتعالى نهى عن سب الآلهة التي تعبد من دونه خوفا من أن يسب الله عز وجل، فقال تعالى: (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم )) أما أنتم إذا سببتم الذين يدعون من دون الله فإنكم تسبونهم بحق وبعلم، لكن هم إذا سبوا الله فإنما يسبون الله عدوا بغير علم، ولهذا قال: " حذر المقابلة القبيحة منهم *** بمسبة القرآن والرحمن "
معنى قول الناظم: وكذاك أصحاب الحديث فإنهم*** ضربت لهم ولكم بذا مثلان
سبوكم جهالهم فسببتم***سنن الرسول وعسكر الإيمان
وصددتم سفهاءكم عنهم وعن*** قول الرسول وذا من الطغيان
الشيخ :" وكذاك أصحاب الحديث فإنهم *** ضربت لهم ولكم بذا مثلان " بذا أي بالنهي عن سب آلهة المشركين لئلا يسبوا الله، فكذلك أهل السنة أهل الحديث تركوا مسبتكم لئلا تسبوا منهاجهم وتسبوا أدلتهم من كتاب الله وسنة رسوله. " سبوكم جهالهم فسببتم *** سنن الرسول وعسكر الإيمان " يعني أن الجهال من أهل السنة صاروا يسبون أئمة أهل البدعة سبا قبيحا، أدى ذلك إلى أي شيء؟ قال: " فسببتم *** سنن الرسول وعسكر الإيمان " سببتم للسنن وأصحاب السنن " وصددتم سفهاؤكم عنهم وعن *** قول الرسول وذا من الطغيان " صددتم سفهاؤكم عنهم أي عن أهل الحديث، وعن قول الرسول وذا من الطغيان بلا شك، من الطغيان وتجاوز الحد.
(بيان أن عوام المسلمين على الفطرة)
ودعتموهم للذي قالته أشـ***ـياخ لكم بالخرص والحسبان فأبوا إجابتكم ولم يتحيزوا*** إلا إلى الآثار والقرآن
و إلى أولي العرفان من أهل الحد***يث خلاصة الإنسان والأكوان
الشيخ :" ودعوتهم للذي قالته *** أشياخ لكم بالخرص والحسبان " دعوتم مَن؟ سفهاءكم، صددتموهم عن الحق ودعوتموهم إلى الباطل لقول الشيوخ " فأبوا إجابتكم " ويحتمل أن قول المؤلف ودعوتموهم أي دعوتم جهال أهل السنة إلى ما أنتم عليه، فأبوا إجابتكم ولم يتحيزوا إلا إلى الآثار والقرآن، وهذا الذي قلت يحتمل هذا هو الظاهر، لأن قوله: " فأبوا إجابتكم " لا يعني به سفهاءهم، إذ أن سفهاؤهم قد أجابوهم. "وإلى أولي العرفان " " فأبوا إجابتكم ولم يتحيزوا *** إلا إلى الآثار والقرآن وإلى أولي العرفان من أهل *** الحديث خلاصة الإنسان والأكوان ".
(بيان شرف أهل الحديث ودفاع ابن القيم عليهم)
قوم أقامهم الإله لحفظ هذا الـ***ـدين من ذي بدعة شيطان
وأقامهم حرسا من التبديل والتـ***ـحريف والتتميم والنقصان
يزك على الإسلام بل حصن له*** يأوي إليه عساكر الفرقان
الشيخ :" قوم " يعني أهل الحديث " أقامهم الإله لحفظ هذا الدين " اللهم اجعلنا منهم. " قوم أقامهم الإله لحفظ هذا *** الدين من ذي بدعة شيطان " أقامهم الله، أي: مَنَّ عليهم حتى قاموا بحفظ هذا الدين من كل ذي بدعة شيطان " وأقامهم حرسا من التبديل *** والتحريف والتتميم والنقصان " قوله رحمه الله: " حرسا من التبديل والتحريف " التحريف تغيير المعنى، والتبديل تغيير اللفظ، وإذا أفرد التحريف صار شاملا لتحريف اللفظ وتحريف المعنى، طيب. كذلك أيضا من التتميم والنقصان، التمميم يعني الزيادة، والنقصان يعني النقص الحذف، ومن المعلوم أن القرآن لا يحتاج إلى تتميم، لكن على قاعدة هؤلاء أن فيه مجازا فإنه يحتاج إلى تتميم، مثلا (( جاء ربك )) يحتاج عندهم إلى أن يقال: جاء أمر ربك، فالكلام لم يتم، قول الرسول: ( ينزل ربنا إلى السماء ) هذا عندهم يحتاج إلى تتميم، فيقال: ينزل أمر ربنا، لكن أهل الحديث وقاهم الله الشر، أهل الحديث هم الذين أقامهم الله لحفظ هذا الدين ودفع شبه الضالين، سواء كان ذلك عن طريق التتميم أو النقصان. " يزك على الإسلام بل حصن له *** يأوي إليه عساكر الفرقان " وش يقول ابن عيسى؟ يزك؟ معكم ابن عيسى؟ الطالب : نعم. الشيخ : وش يقول؟
الطالب : وزككا وزكيكا وزكتى: مرّ يقارب خطوه ضعيفا ومشى زكيكا مقرن، والزكة بالكسر السلاح، وبالضم الغيط والغم. الشيخ : الظاهر أحسن شيء، نعم؟ الطالب : شيخ في قول ثاني للشيخ الهراس. الشيخ : كيف؟ الطالب : حنا ... إحداهما الشهب التي يرمي بها الله شياطين الإنس حماية لدينه كما يرمي بالشهب السماوية من يحاول استراق السمع من شياطين الجن. الشيخ : هذا من؟ الطالب : الهراس الشيخ : الهراس ظن أن اليزك يعني النيازك التي يرمى بها، ولكن ليس هذا هو الظاهر، لأن النيازك اسم حادث، لكن الظاهر أن اليزك إنه السهام، يزك على الإسلام، أو اليزك هو المشي الضعيف يعني أنهم بالنسبة للإسلام لا يعدون عليه عدوا، أما على المعنى الأول أنهم يزك عليه بمعنى أنهم يزك له أي سهام للإسلام. " بل حصن له *** يأوي إليه عساكر الفرقان "
فهم المحك فمن يرى متنقصا*** لهم فزنديق خبيث جنان (بيان أنه لا يحب أهل الحديث إلا سني ولا يبغضهم إلا مبتدع)
الشيخ :" فهم المحك " من؟ أهل الحديث هم المحك، وش معنى المحك؟ يعني الذين يختبر بهم الإنسان، من أحبهم فهو من أهل السنة، ومن أبغضهم أو تنقصهم فهو من أهل البدعة، ولهذا يقال مثلا إذا رأيت الإنسان يحب الإمام أحمد فهو أيش؟ سني، وإذا رأيته يبغضه فهو بدعي. " فهم المحك فمن يرى متنقصا *** لهم فزنديق خبيث جنان " وهذا حقيقة، لا يبغض أولياء الله إلا أعداء الله، لا شك في هذ،ا أولياء الله وأعداء الله حرب الحرب بينهم عوان دائما وأبدا، قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) فهم أهل الحديث هم المحك، مَن تنقصهم فهو زنديق، خبيث جنان أي خبيث قلب. " إن تتهمه فقبلك السلف الألى ".