القارئ : " *** إلا العمى والعيب في العميان فانظر إلى قول الرسول لسائل *** من صحبه عن رؤية الرحمن حقا ترون إلاهكم يوم اللقا *** رؤيا العيان كما يرى القمران كالبدر ليل تمامه والشمس في *** نحر الظهيرة ما هما مثلان بل قصده تحقيق رؤيتنا له *** فأتى بأظهر ما يرى بعيان ونفى السحاب وذاك أمر مانع *** من رؤية القمرين في ذا الآن فأتى إذن بالمقتضي ونفى الموا *** نع خشية التقصير في التبيان " الشيخ : نعم القارئ : " صلى عليه الله ما هذا الذي *** يأتي به من بعد ذا ببيان ماذا يقول القاصد التبيان يا *** أهل العمى من بعد ذا التبيان فبأي لفظ جاءكم قلتم له *** ذا اللفظ معزول عن الإيقان وضربتم في وجهه بعساكر الـ *** ـتأويل دفعا منكم بليان لو أنكم والله عاملتم بذا *** أهل العلوم وكتبِهم بوزان " الشيخ : كتبَهم القارئ : " لو أنكم والله عاملتم بذا *** أهل العلوم وكتبَهم بوزان فسدت تصانيف الوجود بأسرها *** وغدت علوم الناس ذات هوان هذا وليسوا في بيان علومهم *** مثل الرسول ومنزل القرآن "
معنى قول الناظم: هذا وقولهم خلاف الحس*** والمعقول والمنقول والبرهان
مع كونه أيضا خلاف الفطرة الأو***لى وسنة ربنا الرحمن
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله " هذا وقولهم خلاف الحس *** والمعقول والمنقول والبرهان " قولهم يعني أن أدلة الكتاب والسنة ظنية، وهي أيضا ظواهر لا تفيد اليقين، يقول: إن قولهم هذا خلاف الحس والمعقول والمنقول والبرهان. " مع كونه أيضا خلاف الفطرة *** الأولى وسنة ربنا الرحمن " فهو خلاف العقل والنقل والفطرة.
(بيان أن كلام المخلوق قاصر من حيث الفصاحة والبيان)
فالله قد فطر العباد على التفا***هم بالخطاب لمقصد التبيان
كل يدل على الذي في نفسه*** بكلامه من أهل كل لسان
فترى المخاطب قاطعا بمراده*** هذا مع التقصير في الإنسان
إذ كل لفظ غير لفظ نبينا*** هو دونه في ذا بلا نكران
الشيخ :" فالله قد فطر العباد على *** التفاهم بالخطاب لمقصد التبيان " الناس مفطورون على التفاهم ليعبروا عن ما في نفوسهم بأي طريق؟ هاه؟ بطريق التفاهم بالخطاب. " كل يدل على الذي في نفسه *** بكلامه من أهل كل لسان " فأنت لا تعلم ما في نفسي إلا بما أعبر به، وأنا لا أعلم ما في نفسك إلا بما تعبر به، فالمعبر يريد أن يدل الناس على ما في قلبه. " كل يدل على الذي في نفسه *** بكلامه من أهل كل لسان فترى المخاطِب قاطعا بمراده *** هذا مع التقصير في الإنسان " المخاطب المتكلم حينما يتكلم قاطع بمراده، يعني: يعلم ما أراد ويقطع به، وليس عنده شك في ذلك، ويجوز أن يكون المراد فترى المخاطَب قاطعا بمراد المتكلم، هذا مع التقصير في الإنسان، والمعنيان كلاهما صحيح، فالمتكلم يقطع بمراده، ويريد المعنى الذي يقوله إذا كان عاقلا، والمخاطَب كذلك يقطع أحيانا بمراد المتكلم مع أن الإنسان قاصر، قاصر في أي شيء؟ قاصر في الفهم، هذا إذا قلنا المخاطَب، قاصر في التعبير هذا إذا قلنا المخاطِب، فالمتكلم قاصر في التعبير قد لا يستطيع أن يعبر عن ما في نفسه، والمخاطَب قاصر في الفهم قد لا يستطيع فهم كلام المتكلم، ومع ذلك يقطع المخاطِب والمخاطَب بمراد المتكلم. " إذ كل لفظ غير لفظ نبينا *** هو دونه في ذا بلا نكران " صدق رحمه الله، جميع كلام الورى دون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق بلا منازع.
حاشا كلام الله فهو الغاية القصـ***ـوى له أعلى ذرى التبيان (بيان أن كلام الله أفصح الكلام وأبينه وأوضحه)
الشيخ : إلا " حاشا كلام الله فهو الغاية **** القصوى له أعلى ذرى التبيان " صدق، يعني إلا كلام الله فإنه أبين من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن كلام الله أبين الكلام وأفصح الكلام وأوضح الكلام، لكن أفهامنا قاصرة ضعيفة لا نفهم هذا الكلام العظيم حق الفهم، ولذلك قد يظن بعض الناس أن كلام الله عز وجل ليس أبين الكلام، وهذا لا شك أنه قد يكون صادقا، وذلك من أيش؟ من قصوره أو تقصيره، أما حقيقة الأمر فوالله إن كلام الله أبين الكلام، بل إن الله تعالى قال في كتابه مخبرا ملتزما قال: (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) يلا تفضلوا ادكروا، القرآن ميسر (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) لكن مع الأسف أننا ولا سيما في هذا العصر إنما نتلوا القرآن أو إنما يتلو القرآن أكثرنا للتبرك به ونيل الثواب بقراءته، لا للتدبر وتفهم المعنى، ولذلك حجب عنا معناه العظيم، وصار صعبا علينا. يقول: " حاشا كلام الله فهو الغاية *** القصوى له أعلى ذرى التبيان "
معنى قول الناظم: لم يفهم الثقلان من لفظ كما*** فهموا من الأخبار والقرآن
فهو الذي استولى على التبيان كاسـ***ـتيلائه حقا على الإحسان
الشيخ :" لم يفهم الثقلان من لفظ كما *** فهموا من الأخبار والقرآن " هذا صحيح، يعني لم يفهم الورى الثقلان الجن والإنس من لفظ كما فهموا من القرآن والأخبار، واضح؟ وذلك فيمن فهمه صحيح ولغته صحيحة، أما العامي فإنه يأتيه عامي متعجرف ويفهم من كلامه أكثر مما يفهم من كلام الله ورسوله، لأنه عامي ما يعرف، لكن مراده بالناس الذين أعطاهم الله صحة الفهم ومعرفة اللغة. قال: " فهو الذي استولى على التبيان *** كاستيلائه حقا على الإحسان " استولى على التبيان أي التوضيح، كما استولى على الإحسان أي الفصاحة والكمال، فالقرآن كامل في تبيانه وفي فصاحته وبلاغته.
(بيان أن الرسول أفصح الناس وكلامه مبين واضح ومثاله بيان رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة مثل رؤيتنا للقمر ليلة البدر)
ما بعد تبيان الرسول لناظر*** إلا العمى والعيب في العميان حقا ترون إلهكم يوم اللقا *** رؤيا العيان كما يرى القمران
فانظر إلى قول الرسول لسائل*** من صحبه عن رؤية الرحمن
كالبدر ليل تمامه والشمس في*** نحر الظهيرة ما هما مثلان
بل قصده تحقيق رؤيتنا له*** فأتى بأظهر ما يرى بعيان
الشيخ :" ما بعد تبيان الرسول لناظر *** إلا العمى والعيب في العميان " صحيح، هل بعد بيان الرسول بيان؟ أبدا، لكن الأعمى لا يحس به، والعيب في العميان، يعني: عميان البصائر لا عميان البصر. قال: " فانظر إلى قول الرسول لسائل *** من صحبه عن رؤية الرحمن " انظر يعني أيها الإنسان نظر تأمل، انظر إلى قول الرسول لمن؟ لسائل من صحبه، يعني من الصحابة، عن رؤية الرحمن، عن رؤية متعلق بسائل ( رجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل نرى ربنا قال نعم ). " حقا ترون إلاهكم يوم اللقا *** رؤيا العيان كما يرى القمران " هل هناك شيء أبين من هذا؟ لما قال: ( هل نرى ربنا؟ قال: نعم، إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، وكما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ). يقول: " كالبدر ليل تمامه والشمس " يعني: وكالشمس " في *** نحر الظهيرة ما هما مثلان " ما هما يعني المرئيان، يعني إنكم سترون ربكم كالقمر والشمس لا على أن الله مثل الشمس أو مثل القمر، ولكن بل قصده تحقيق رؤيتنا له، قصد من؟ قصد النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ( ترون ربكم كما ترون القمر ) قصده بذلك تحقيق الرؤية، ولهذا دخلت الكاف على المصدر المؤول من الفعل، ترون ربكم كما ترون، أي: كرؤيتكم ولم تدخل على لفظ الجلالة، ما قال ترون ربكم، نعم، ولم تدخل على المشبه به يعني ما قال إنكم ترون ربكم كالقمر، تأخر يا عبد الرحمن، إنكم ترون ربكم كالقمر، بل قال كما ترون، فالتشبيه إذن؟ هاه؟ للرؤية بالرؤيا لا للمرئي بالمرئي، ونعم، وش يقول: " بل قصده تحقيق رؤيتنا له *** فأتى بأظهر ما يرى بعيان "
معنى قول الناظم: ونفى السحاب وذاك أمر مانع*** من رؤية القمرين في ذا الآن
فأتى إذا بالمقتضي ونفى الموا***نع خشية التقصير في التبيان
الشيخ :" ونفى السحاب " نفى السحاب في قوله: ( صحوا ليس دونها سحاب ) " ونفى السحاب وذاك أمر مانع *** من رؤية القمرين في ذا الآن " يعني في ذا الآن أي: في حال وجود السحاب، فإن السحاب يمنع من رؤية الشمس ومن رؤية القمر، قال: " فأتى إذن بالمقتضي ونفى الموانع *** خشية التقصير في التبيان " أتى بالمقتضي، وهو قوله: ( صحوا ). الطالب : ... أتى الشيخ : هاه؟ الطالب : إذن أتى بالمقتضي. الشيخ : فأتى إذن عندي، يصلح ما يخالف. " فأتى إذن بالمتقضي ونفى الموانع *** " أتى بالمقتضي للرؤية، وما هو؟ الصحو، ونفى الموانع، وهو قوله: ( ليس دونها سحاب )، ومعلوم أنه إذا وجد المقتضي وانتفى المانع ثبت الحكم، فيقول: " *** خشية التقصير في التبيان " يعني: لئلا يكون هناك تقصير في البيان.
معنى قول الناظم: صلى عليه الله ما هذا الذي*** يأتي به من بعد ذا ببيان
ماذا يقول القاصد التبيان يا*** أهل العمى من بعد ذا التبيان
فبأي لفظ جاءكم قلتم له*** ذا اللفظ معزول عن الإيقان
وضربتم في وجهه بعسـ***ـاكر التأويل دفعا منكم بليان
الشيخ :" صلى عليه الله " اللهم صل وسلم عليه. " صلى عليه الله ما هذا الذي *** يأتي به من بعد ذا ببيان " الطالب : التبيان. الشيخ : من بعد ذا؟ الطالب : التبيان. الشيخ : هي نسختان: التبيان والبيان، يعني: هل أحد يمكن أن يأتي ببيان أحسن من هذا البيان؟! لا، طيب. " ماذا يقول القاصد التبيان يا *** أهل العمى من بعد ذا التبيان " وش يقول؟ لا يقول شيئا، ليس هناك أبين من هذا. " فبأي لفظ جاءكم قلتم له *** ذا اللفظ معزول عن الإيقان " فبأي لفظ جاءكم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، قلتم له ذا اللفظ معزول عن الإيقان، حتى لو قاله النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وجها لوجه، قالوا: هذا الكلام معزول عن أيش؟ عن اليقين، هذا يفيد الظن لا يفيد اليقين. " وضربتم في وجهه بعساكر *** التأويل دفعا منكم بليان " ضربتم في وجهه بعساكر التأويل دفعا بليان، يعني: تسهيلا للأمر، لأنهم لا يستطيعون أن يقولوا لا، بل هم يقولون: نعم، لكن المراد كذا، حطوا بالكم يا جماعة، ( إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ) أو ( كما ترون القمر ليلة البدر ) لا يستطيعون أن يقولوا لا نرى ربنا، يقولون: نعم نرى ربنا، لكن رؤية بصيرة لا رؤية بصر، وإنما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم هذا المثل من أجل تحقيق هذه الرؤية رؤية البصيرة لا رؤية البصر، ولا شك أن هذا قلب للحقائق، ولهذا يقولون يعني يدفعونها بالتأويل تليينا للرد، لأنهم لو كذبوا ما قبلت أقوالهم ولكفرهم الناس، لكن يأتون بالتأويلات المستكرهة من أجل لين الرد، ولهذا قال: " دفعا منكم بليان ".
(بيان أن التأويل يفسد جميع كلام الناس)
لو أنكم والله عاملتم بذا*** أهل العلوم وكتبهم بوزان فسدت تصانيف الوجود بأسرها*** وغدت علوم الناس ذات هوان
هذا وليسوا في بيان علومهم*** مثل الرسول ومنزل القرآن
الشيخ :" لو أنكم والله عاملتم بذا *** أهل العلوم وكتبهم بوزان فسدت تصانيف الوجود بأسرها *** وغدت علوم الناس ذات هوان " يعني: لو أنكم قلتم في جميع كلام الناس هذا لا يفيد اليقين، هذا ليس على ظاهره، هذا مؤول، وش بقيت الكتب؟ فسدت، صار كل كتاب ما يمكن تأخذ منه الكلام واليقين. " فسدت تصانيف الوجود بأسرها *** وغدت علوم الناس ذات هوان هذا وليسوا في بيان علومهم *** مثل الرسول ومنزل القرآن " إي والله، ليسوا مثل كلام الرسول ولا كلام الله، ومع ذلك يحترمون كلام شيوخهم ويأخذون بظاهره ولا يأخذون بظاهر القرآن والسنة. " والله لو صح الذي قد " الطالب : خلاص الشيخ : خلاص؟ سم.
القراءة من قول الناظم: والله لو صح الذي قد قلتم..إلى قوله.. ذا فساد العقل والأديان
القارئ : " والله لوصح الذي قد قلتم *** قطعت سبيل العلم والإيمان فالعقل لا يهدي إلى تفصيلها *** لكن ما جاءت به الوحيان فإذا غدا التفصيل لفظيا ومعـ *** زولا عن الإيقان والرجحان فهناك لا علما أفادت لا ولا *** ظنا وهذا غاية الحرمان لو صح ذاك القول لم يحصل لنا *** قطع بقول قط من إنسان وغدا التخاطب فاسدا وفساده *** أصل الفساد لنوع ذا الإنسان ما كان يحصل علمنا بشهادة *** ووصية كلا ولا إيمان وكذلك الإقرار يصبح فاسدا *** إذ كان محتملا لسبع معان وكذا عقود العالمين بأسرها *** باللفظ إذ يتخاطب الرجلان أيسوغ للشهدا شهادتهم " الشيخ : هاه؟ القارئ : " أيسوغ للشهدا شهادتهم بها *** من غير علم منهم ببيان إذ تلكم الألفاظ غير مفيدة *** للعلم بل للظن ذي الرجحان بل لا يسوغ لشاهد أبدا شها *** دته على مدلول نطق لسان بل لا يراق دم بلفظ الكفر من *** متكلم بالظن والحسبان بل لا يباح الفرج بالإذن الذي *** هو شرط صحته من النسوان أيسوغ للشهداء جزمهم بأن *** رضيت بلفظ قابل لمعان هذا وجملة ما يقال بأنه *** في ذا فساد العقل والأديان "
(الرد على قول أهل البدع أن دلالة الألفاظ ظنية الدلالة يترتب عليه ترك جميع ألفاظ الناس ودلالتها وفسدت دنياهم ودينهم)
والله لو صح الذي قد قلتم*** قطعت سبيل العلم والإيمان
فالعقل لا يهدي إلى تفصيلها*** لكن ما جاءت به الوحيان
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله تعالى: " والله لو صح الذي قد قلتم *** قطعت سبيل العلم والإيمان " ما الذي قالوا؟ إن ألفاظ الكتاب والسنة يا إخواني ظنية لا تفيد اليقين، لو صح هذا يقول رحمه الله: " والله لو صح الذي قد قلتم *** قطعت سبيل العلم والإيمان فالعقل لا يهدي إلى تفصيلها *** لكن ما جاءت به الوحيان " العقل لا يهدي إلى تفصيل صفات الله عز وجل وأسمائه، وإنما الذي يهدي إلى ذلك ما جاءت به الوحيان، فإذا قلنا: إن العقل لا يهدي إلى تفصيلها وأن ما جاء به الوحيان ظني، إذن أين العقيدة؟ كيف نبني عقيدتنا على ظن ووهم؟! نعم، ولهذا قال: يفسد كل شيء. " فهناك لا علما أفادت لا ولا *** ظنا وهذا غاية الحرمان " نعم، إذا قلنا بما قال هؤلاء: العقل لا يهتدي إلى التفصيل، والقرآن والسنة لا يدلان على اليقين، إذن ليس عندنا علم، بل ولا ظن، لأن ما كان على خلاف الظاهر مرجوح، والمرجوح لا يظن فضلا عن أن يعتقد ويقال إنه هو اليقين، نعم، لو صح ذا. نعم، فهناك. الطالب : فإذا غدا التفصيل. الشيخ : هاه؟ الطالب : فإذا غدا التفصيل.
معنى قول الناظم: فإذا غدا التفصيل لفظيا ومعـ***ـزولا عن الإيقان والرجحان
فهناك لا علما أفادت لا ولا*** ظنا وهذا غاية الحرمان
لو صح ذاك القول لم يحصل لنا*** قطع بقول قط من إنسان
الشيخ : نعم. " فإذا غدا التفصيل لفظيا ومعزولا *** عن الإيقان والرجحان فهناك لا علما أفادت لا ولا *** ظنا وهذا غاية الحرمان " إذا غدا التفصيل لفظيا، التفصيل يعني في أسماء الله وصفاته، لأن العقل لا يهدي إلى التفصيل إنما يعرف بالإجمال، والتفصيل جاء في الكتاب والسنة، فإذا غدا لفظيا معزولا عن الإيقان، فهناك لا نستفيد لا علما ولا ظنا. " لو صح هذا القول لم يحصل لنا *** قطع بقول قط من إنسان " نعم. " لو صح ذاك القول لم يحصل لنا *** قطع بقول قط من إنسان " ما المراد بهذا القول؟ أن دلالة الألفاظ ظنية لا تفيد اليقين، لو صح هذا لم يحصل لنا قطع بقول قط من إنسان.
معنى قول الناظم: وغدا التخاطب فاسدا وفساده*** أصل الفساد لنوع ذا الإنسان
ما كان يحصل علمنا بشهادة*** ووصية كلا ولا أيمان
الشيخ :" وغدا التخاطب فاسدا " التخاطب بين الناس لأنهم يقولون دلالة الألفاظ ظنية، يبقى التخاطب بين الناس ظني، فيكون فاسدا. " وفساده *** " أي: فساد التخاطب " *** أصل الفساد لنوع ذا الإنسان " إذا كان التخاطب بين الناس فاسدا ولا يفيد اليقين ولا العلم، فكيف يثق الناس بعضهم ببعض؟ كيف يتعاملون؟ كيف تعقد البيوع والإقرارات والشهادات والأنكحة والوقوف وغيرها؟ والمسألة كلها مبنية على الظن، ولهذا قال: " ما كان يحصل علمنا بشهادة *** " إذا شهد شاهدان والله شهادتهم ظنية، ما نعلم فيها احتمال، ألف احتمال، نعم، كذلك الوصية إنسان أوصى يقول كلامه ظني ما يفيد اليقين فيه احتمال، يحتمل أنه أراد أن يوصى بالثلث أي ثلث الثلث، نعم، وهكذا، ما يبقى هناك ثقة بأي كلام، وكذلك أيضا، نعم، وكذا، نعم. " *** ووصية كلا ولا أيمان " حتى الأيمان الحلف بالله فيها احتمالات، أليس كذلك؟ فيها احتمالات، إذا قال: والله لا أتغدى إلا على وتد، نعم، سبحان الله هو عصفور يقف على الوتد يأكل؟ وش تقول يا آدم؟ هذا واحد قال: والله لا أتغدى إلا على وتد، وش تقول يا آدم؟ الطالب : إلا على وتد؟ الشيخ : وتد، تعرف الوتد اللي يطق بالجدار يعلق به الثوب؟ الطالب : يمكن لا يجلس فوقه ... الشيخ : كيف؟ الطالب : العصفور ... الشيخ : إيه، لا يقول إن الجبال جعلها الله أوتادا، إيه نعم. طيب، على كل حال لو أننا جعلنا الدلالات دلالة اللفظ ظنية وقلنا هذا يحتمل ما بقي أن نثق بشيء إطلاقا.
معنى قول الناظم: وكذلك الإقرار يصبح فاسدا*** إذ كان محتملا لسبع معان
وكذا عقود العالمين بأسرها*** باللفظ إذ يتخاطب الرجلان
أيسوغ للشهدا شهادتهم بها*** من غير علم منهم ببيان
إذ تلكم الألفاظ غير مفيدة*** للعلم بل للظن ذي الرجحان
بل لا يسوغ لشاهد أبدا شها***دته على مدلول نطق لسان
الشيخ :" وكذلك الإقرار يصبح فاسدا *** إذ كان محتملا لسبع معان " أقر له عدة معاني، أقر يعني نطق بالإقرار، أقر الشيء أبقاه مستقرا، وهكذا سبعة معاني للإقرار، إذن لا نحكم بأن الرجل إذا قال: أقررت كذا وكذا بأنه مقر، لأن اللفظ محتمل. طيب، يقول رحمه الله: " وكذا عقود العالمين بأسرها *** باللفظ إذ يتخاطب الرجلان " كل العقود كلها مبنية على أن الدلالة ظنية على كلامهم إذن ما نثق بأي عقد كان، لأن دلالته ظنية. " أيسوغ للشهداء شهادتهم بها *** من غير علم منهم ببيان " الجواب: لا، ومع ذلك إذا شهد الشاهدان على الرجلين بأنهما تبايعا هاه؟ نحكم بالشهادة، مع أن الشهادة لا تكون إلا عن علم، (( إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ))، ويذكر: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: ترى الشمس؟ قال: نعم. قال: على مثلها فاشهد أو دع ). طيب، إذن الشهادة مبنية على علم، وأنتم تقولون إن الألفاظ دلالتها ظنية، كيف يمكن أن نشهد على ظن إذا تعاقد رجلان عقد بيع أو عقد إيجارة أو عقد رهن؟ " أيسوغ للشهادء شهادتهم بها *** من غير علم منهم ببيان إذ تلكم الألفاظ غير مفيدة *** للعلم بل للظن بالرجحان بل لا يسوغ لشاهد أبدا شهادته *** على مدلول نطق لسان " لماذا؟ لأن الشهادة لابد أن تكون عن علم ويقين، فإذا جعلنا الألفاظ ظنية صار كل ما يثبت بالنطق أيش؟ ظني، لا تجوز الشهادة عليه.
معنى قول الناظم: بل لا يراق دم بلفظ الكفر من*** متكلم بالظن والحسبان
الشيخ : يقول: " بل لا يراق دم بلفظ الكفر *** من متكلم بالظن والحسبان " يعني: على زعمكم أن دلالة الألفاظ ظنية، لو أن رجلا نطق بكلمة الكفر، فإنه لا يجوز أن نريق دمه، لأن دم المسلم حرام، لا تجوز استباحته إلا بعلم، ونحن الآن نقول إن دلالة الألفاظ ظنية، فكيف نستبيح دمه بلفظ دلالته ظنية؟ على هذا نقول هنيئا للمرتدين، لماذا؟ لأن كلامهم ظني لا يجوز أن نريق دمائهم به بناء على كلام هؤلاء أن الألفاظ دلالتها ظنية. بل، نعم. " بل لا يراق دم بلفظ الكفر *** من متكلم بالظن والحسبان "
معنى قول الناظم: بل لا يباح الفرج بالإذن الذي*** هو شرط صحته من النسوان
أيسوغ للشهداء جزمهم بأن*** رضيت بلفظ قابل لمعان
الشيخ :" بل لا يباح الفرج بالإذن الذي *** هو شرط صحته من النسوان " هذا بعد مشكلة، رجل تم له العقد على امرأة بشهادة الشهود على إذن المرأة وعلى العقد، هل يجوز أن نستبيح الفرج بأمر ظني؟ هاه؟ لا يجوز، هم يقولون دلالة الألفاظ ظنية إذن إذنُ المرأة لوليها بالعقد هاه؟ دلالته ظنية، قول الولي للزوج: زوجتك بنتي، فيقول: قبلت، ظني أيضا، كيف نستبيح به الفرج الذي تحريمه قطعي بأمر دلالته ظنية؟! لأنه معروف أن القطعي لا يزيله إلا ما كان قطعيا، فانظر إلى أن هذا القول والعياذ بالله يترتب عليه فساد الدين والدنيا. قال: " أيسوغ للشهداء جزمهم بأن *** " هاه؟ الطالب : ... الشيخ : بأن رَضِيْت رَضِيَت، نعم. " أيسوغ للشهداء جزمهم بأن *** رضيت بلفظ قابل لمعان " الجواب: لا، يحتمل أنه لما قيل أترضين أن نزوجك فلان؟ فقالت نعم، أرضى يعني أرضى بسواه، على تقدير شيء محذوف، نعم، أليس كذلك؟ فيه احتمال، إذا جعلنا الاحتمالات العقلية داخلة في الدلالات اللفظية ما بقي كلام يوثق به إطلاقا.
سؤال: هل أهل البدع يقولون بأن دلالة الألفاظ كلها ظنية أو خاص في العقيدة
السائل : الدلالات اللفظية هو المقصود ... الشيخ : على؟ السائل : على أهل البدعة ... الشيخ : لا، هم يقولون إن كل دلالات الألفاظ ظنية. السائل : والأصولية أيضا يقولون عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان الشيخ : ما في شك أن الكلام قد تكون دلالته ظنية وقد تكون قطعية، لكن ما تجد كلام ظني من كلام الله ورسوله إلا لقصور في الإنسان. الطالب : شيخ بارك الله. الشيخ : لا يعرف الوجوه التي يحصل بها القطع.
القراءة من قول الناظم: هذا ومن بهتانهم أن اللغات..إلى قوله.. حاشاهم من إفك ذي بهتان
القارئ : " هذا ومن بهتاهنم أن اللغا *** ت أتت بنقل الفرد والوحدان فانظر إلى الألفاظ في جريانها *** في هذه الأخبار والقرآن أتظنها تحتاج نقلا مسندا *** متواترا أو نقل ذي وحدان أم قد جرت مجرى الضروريات لا *** تحتاج نقلا وهي ذات بيان إلا الأقل فإنه يحتاج للنـ *** ـقل الصحيح وذاك ذو تبيان ومن المصائب قول قائلهم بـأ *** ـن الله أظهر لفظة بلسان وخلافهم فيه كثير ظاهر *** عربي وضع ذاك أم سرياني وكذا اختلافهم أمشتاقا يرى *** أم جامدا قولان مشهوران " الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : أم جامد. القارئ : " وكذا اختلافهم أمشتقا يرى *** أم جامدا قولان مشهوران والأصل ماذا فيه حلف ثابت *** عند النحاة وذاك ذو ألوان هذا ولفظ الله أظهر لفظة *** نطق اللسان بها مدى الأزمان فانظر بحق الله ماذا في الذي *** قالوه من لبس ومن بهتان هل خالف العقلاء أن الله ر *** ب العالمين مدبر الأكوان ما فيه إجمال ولا هو موهم *** نقل المجاز ولا له وضعان والخلف في أحوال ذاك اللفظ لا *** في وضعه لم يختلف رجلان وإذا هم اختلفوا بلفظة مكة *** فيه لهم قولان معروفان أفبينهم خلف بأن مرادهم *** حرم الإله وقبلة البلدان وإذا هم اختلفوا بلفظة أحمد *** فيه لهم قولان مذكوران أفبينهم خلف بأن مرادهم *** منه رسول الله ذو البرهان " الشيخ : اللهم صل وسلم عليه. القارئ : " ونظير هذا ليس يحصر كثرة *** يا قوم فاستحيوا من الرحمن أفبمثل " الشيخ : أبمثل القارئ : " أبمثل هذا الهذيان " الشيخ : أبمثل ذا الهذيان القارئ : " أبمثل ذا الهذيان قد عزلت نصو *** ص الوحي عن علم وعن إيقان فالحمد الله المعافي عبده *** مما بلاكم يا ذوي العرفان فلأجل ذا نبذوا الكتاب وراءهم *** ومضوا على آثار كل مهان ولأجل ذاك غدوا على السنن التي *** جاءت وأهليها ذوي أضغان يرمونهم كذبا بكل عظيمة *** حاشاهم من إفك ذي بهتان "
(تتمة الرد على أهل البدع القائلين أن النصوص دلالتها ظنية في سندها وفي متنها وبيان أن اللغة والألفاظ نقلت بالتواتر خلافا لأهل البدع)
هذا ومن بهتانهم أن اللغا***ت أتت بنقل الفرد والوحدان فانظر إلى الألفاظ في جريانها*** في هذه الأخبار والقرآن
أتظنها تحتاج نقلا مسندا*** متواترا أو نقل ذي وحدان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. قال المؤلف رحمه الله: " هذا ومن بهتانهم " أي: من كذب هؤلاء القوم الذين قالوا إن دلالة القرآن والسنة دلالة لفظية في سندها لأنها آحاد وفي مدلولها لأنها ظواهر " من بهتانهم أن اللغات *** أتت بنقل الفرد والوحدان " يعني: أن اللغات نقلت إلينا عن طريق الأفراد، وهذا من أكبر البهتان بلا شك، هل اللغات نقلت إلينا بالأفراد؟ لا، اللغات نقلت بالتواتر الذي ليس بعده تواتر، اللغة الآن بين الأمة العربية منذ نشأت إلى اليوم والناس ينقلونها أمة أمة، ليس فردا ينقلها إلى فرد، بل أمة تنقلها إلى أمة، أليس كذلك؟ لكن هذا من بهتانهم أن اللغات تنقل عن طريق الآحاد/ فهذا من البهتان العظيم " فانظر إلى الألفاظ في جريانها *** في هذه الأخبار والقرآن أتظنها تحتاج نقلا مسندا *** متواترا أو نقل ذي بهتان " الجواب: لا، الألفاظ في جريانها بين الأمم سواء كان في خبر أو في القرآن المنقول المتواتر كلها لا تحتاج نقلا مسندا، يعني مثلا لو قال معنى أكل تناول الطعام فأدخله في فمه، هل نحتاج أن نقول: من الذي نقل أكل، وأن هذا معناها في اللغة، ولا ما يحتاج؟ الطالب : ما يحتاج الشيخ : ليش؟ الطالب : معروف. الشيخ : لأنه معروف، هي من الضروريات.
معنى قول الناظم: أم قد جرت مجرى الضرورات لا*** تحتاج نقلا وهي ذات بيان
إلا الأقل فانه يحتاج للنـ***ـقل الصحيح وذاك ذو تبيان
الشيخ : ولهذا قال في البيت الثالث: " أم قد جرت مجرى الضرويات لا *** تحتاج نقلا وهي ذات بيان " لا نحتاج أن نقول: إن اللغات منقولة بخبر الآحاد تحتاج إلى إسناد، ثم ينظر في السند: هل هم ثقات أو غير ثقات؟ لا، هذا شيء يجري في الألفاظ جريان الهواء والريح، ولا يحتاج إلى نقل، هي جارية مجرى الضروريات. يقول: " إلا الأقل فإنه يحتاج للنقل *** الصحيح وذاك ذو تبيان " يعني صحيح أنه يوجد كلمات غريبة في اللغة العربية، غريبة لا تستعمل إلا نادرا، هذه الكلمات الغريبة تحتاج إلى إلى نقل، بحيث ينقلها إمام من أئمة العربية كسيبويه أو غيره، فيقول: هذه نطق بها العرب، أما عامة اللغة العربية فإنها لا تحتاج إلى سند، لأنها جرت بين الناس أيش؟ مجرى الأمور الضرورية، تنقلها الأمة بكاملها، أمة عن أمة، قرنا عن قرن.
(بيان شبهة وهو لفظ الله مع ظهوره فيه خلاف بين العلماء هل هو لفظ عربي أم سرياني أو جامد أم مشتق أو مرتجل أم منحوت)
ومن المصائب قول قائلهم بـ***ـأن الله أظهر لفظة بلسان
وخلافهم فيه كثير ظاهر*** عربي وضع ذاك أم سرياني
وكذا اختلافهم أمشتقا يرى*** أم جامدا قولان مشهوران
والأصل ماذا فيه خلف ثابت*** عند النحاة وذاك ذو ألوان
الشيخ :" ومن المصائب " والله من المصائب صحيح. " ومن المصائب قول قائلهم بأن *** الله أظهر لفظة بلسان وخلافهم فيه كثير ظاهر *** " إلى آخره. الله يعني لفظ الله، يقول هذه أظهر لفظة في القرآن، أظهر لفظة في القرآن تدل على مدلولها هي كلمة الله، ولا لأ؟ ليش أنتم واقفون؟ الطالب : نعم. الشيخ : نعم، الله كل يعرف من المراد بها، المراد بها رب العالمين، فيقولون هم يحتجون علينا يقولون: أظهر لفظة هي الله ومع ذلك فيها خلاف، فإذا كان أظهر لفظة في القرآن وهي الله فيها خلاف فما بالك بالكلمات الأخرى التي لا توازنها في الظهور، وهذا قصدهم بذلك أن جميع القرآن مشكوك في دلالته، نسأل الله العافية. يقول: " من المصائب قول قائلهم بأن *** الله " الله وش المراد بذلك؟ لفظ الله، يعني كلمة الله أظهر لفظة بلسان " وخلافهم فيه كثير ظاهر *** " يعني أن الناس مختلفون في كلمة الله، كيف الاختلاف؟ " *** عربي وضع ذاك أم سرياني " يعني: هل الله عربي ولا سرياني؟ يعني هل اللفظ هذا عربي أو سرياني باللغة السريانية لغة الإنجيل؟ " وكذا اختلافهم أمشتقا يرى*** أم جامدا قولان مشهوران " إذن عندنا خلاف، الأول: هل هو عربي أو سرياني؟ الثاني: إذا قلنا إنه عربي هل هو مشتق أو جامد؟ مع أن الله الكلمة هذه أظهر لفظة في القرآن، ومع ذلك الخلاف فيها موجود، فما بالك بما دونها بالظهور يكون الخلاف فيه من باب؟ من باب أولى، النتيجة بعد هذا أيش؟ أن مدلولات ألفاظ القرآن غير معلومة ولا متيقنة، لأن الخلاف فيها كثير، شف يعني كلام يشكك الواحد، كلام يشكك. إذا جاءنا إنسان عفريت في المناظرة وقام يتكلم بمثل هذا الكلام تقول والله صحيح، كلمة الله اللي هي أوضح شيء في القرآن يختلف فيها الناس: هل هي عربية أو سريانية؟ ثم إذا كانت عربية: هل هي مشتقة أو جامدة؟ إذن ما سواها من الكلمات من باب أولى، فيبقى القرآن كله غير معتمد على دلالته، نسأل الله العافية، يعني إجرام والعياذ بالله، إذا كان القرآن غير معتمد على دلالته فالأحاديث من باب أولى، لأن الحديث بعد فيه آفة أخرى وهي لعل الرواة نقلوها بالمعنى فأخطؤوا، بخلاف القرآن فإنه متواتر ما يمكن الخطأ في النقل فيه. فالحاصل أن هؤلاء والعياذ بالله شياطين الإنس يأتون بمثل هذا الكلام ليلبسوا على الناس دينهم، ولولا أن الله حفظ دينه بما قيض من العلماء الربانيين لضاع الدين، وضاع كل شيء.يقول: " وكذا اختلافهم أمشتقا يرى *** أم جامدا قولان مشهوران والأصل ماذا فيه خلف ثابت *** عند النحاة وذاك ذو ألوان " نعم، الأصل ماذا فيه؟ يعني ما أصل الله؟ هل هو الإله ولا كلمة مرتجلة؟ ولا ما هي؟ هذا أيضا فيه خلاف، بعضهم يقول: الله أصله الإله فحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال، كما حذفت الهمزة من الناس، وأصله أناس، وحذفت من شر وخير، تقول: هذا خير من هذا وهذا شر من هذا، والأصل: أخير وأشر. فيه أيضا خلاف.
(الرد على شبهتهم السابقة)
هذا ولفظ الله أظهر لفظة*** نطق اللسان بها مدى الأزمان فانظر بحق الله ماذا في الذي *** قالوه من لبس ومن بهتان هل خالف العقلاء أن الله رب*** العالمين مدبر الأكوان
ما فيه إجمال ولا هو موهم*** نقل المجاز ولا له وضعان
الشيخ :" هذا ولفظ الله أظهر لفظة *** نطق اللسان بها مدى الأزمان " صدق رحمه الله، أظهر لفظة في الوجود لفظة الله، ما من إنسان تقول أمامه الله إلا وينصرف ذهنه إلى من؟ إلى رب العالمين عز وجل، لا ينصرف يمينا ولا شمالا، لا إلى صنم، ولا إلى ملك، ولا إلى رسول، ولا إلى ولي، إنما ينصرف إلى الله، ولهذا كانت الله من الأشياء الخاصة بالله عز وجل. قال: " فانظر بحق الله ماذا في الذي *** قالوه من لبس ومن بهتان " انظر نظر تعجب منكر وتعجب وإنكار، ماذا قالوا من لبس ومن بهتان، وش اللبس اللي قالوا؟ الطالب : ... الشيخ : قالوا كلمة الله الآن مختلف في مدلولها ما ندري، ولكن هل هي عربية أو سريانية؟ وهل هي مشتقة أو جامدة؟ وهل هي مرتجلة أو منحوتة؟ ما ندري، نعم. يقول: " فانظر بحق الله ماذا في الذي *** قالوه من لبس ومن بهتان هل خالف العقلاء أن الله رب *** العالمين " الله يعني أن لفظة الله يراد بها رب العالمين، يعني مع اختلافهم في الكلمة هل اختلفوا في المراد؟ شوفوا يا جماعة، هؤلاء لبسوا جعلوا اختلاف الكلمة سببا لاختلاف المراد، لكن يقول رحمه الله: هل خالف العقلاء أن الله، المراد الله هنا أيش؟ يعني مدلول الكلمة ولا اللفظة؟ اللفظ، أن لفظ الله هو رب العالمين. " مدبر الأكوان ما فيه إجمال ولا هو موهم *** نقل المجاز ولا له وضعان " هذا متفق عليه، فأنتم حين تلبسون على العامة، وتقولون: الله مختلف فيه أعربي أم سرياني؟ هل هو مشتق أو جامد؟ هل هو منقول أو مرتجل؟ نعم، إنما تريدون بهذا أيش؟ التمويه، أما المراد منه فإن العقلاء متفقون على أن المراد رب العالمين. " والخلف في أحوال ذاك اللفظ *** لا في وضعه لم يختلف رجلان " الخلف اللي هم قالوا يعود إلى اللفظ في أحوال اللفظ: هل هو سرياني عربي؟ نعم، أما لمن وضع هاه؟ فيه اختلاف ولا لأ؟ ما فيه اختلاف، ولهذا قال: لا في وضعه لم يختلف رجلان. " وإذا هم اختلفوا بلفظة مكة *** فيه لهم قولان معروفان أفبينهم خلف بأن مرادهم *** حرم الإله وقبلة البلدان " يعني: الناس اختلفوا أيضا في لفظ مكة، لماذا سميت مكة؟ وأحيانا تسمى بكة، وقد سمى الله في القرآن بالاسمين بكة ومكة، لكن هذا الخلاف الذي وقع هل اختلف الناس في المراد به؟ هاه؟ الطالب : لا الشيخ : لا، ولهذا.