(تتمة الرد على شبهة أهل البدع في أن الألفاظ منقولة بالآحاد)
والخلف في أحوال ذاك اللفظ لا*** في وضعه لم يختلف رجلان
و إذا هم اختلفوا بلفظة مكة*** فيه لهم قولان معروفان
أفبينهم خلف بأن مرادهم*** حرم الإله وقبلة البلدان
الشيخ :" مدبر الأكوان ما فيه إجمال ولا هو موهم *** نقل المجاز ولا له وضعان " هذا متفق عليه، فأنتم حين تلبسون على العامة، وتقولون: الله مختلف فيه أعربي أم سرياني؟ هل هو مشتق أو جامد؟ هل هو منقول أو مرتجل؟ نعم، إنما تريدون بهذا أيش؟ التمويه، أما المراد منه فإن العقلاء متفقون على أن المراد رب العالمين. " والخلف في أحوال ذاك اللفظ *** لا في وضعه لم يختلف رجلان " الخلف اللي هم قالوا يعود إلى اللفظ في أحوال اللفظ: هل هو سرياني عربي؟ نعم، أما لمن وضع هاه؟ فيه اختلاف ولا لأ؟ ما فيه اختلاف، ولهذا قال: لا في وضعه لم يختلف رجلان. " وإذا هم اختلفوا بلفظة مكة *** فيه لهم قولان معروفان أفبينهم خلف بأن مرادهم *** حرم الإله وقبلة البلدان " يعني: الناس اختلفوا أيضا في لفظ مكة، لماذا سميت مكة؟ وأحيانا تسمى بكة، وقد سمى الله في القرآن بالاسمين بكة ومكة، لكن هذا الخلاف الذي وقع هل اختلف الناس في المراد به؟ هاه؟ الطالب : لا الشيخ : لا، ولهذا قال " أفبينهم خلف بأن مرادهم *** حرم الإله وقبلة البلدان " وش الجواب؟ لا.
معنى قول الناظم: و إذا هم اختلفوا بلفظة أحمد*** فيه لهم قولان مذكوران
أفبينهم خلف بأن مرادهم*** منه رسول الله ذو البرهان
الشيخ : طيب. " وإذا هم اختلفوا بلفظة أحمد *** فيه لهم قولان مذكوران " الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : هي جملة. الشيخ : أيش؟ الطالب : ... الشيخ : كيف؟ الطالب : ... الشيخ : وين فيدلهم يا أخي؟! الطالب : يدل ... الشيخ : إيه، لا، نحن اللي عندنا أصح. " وإذا هم اختلفوا بلفظة أحمد *** فيه لهم قولان مذكوران أفبينهم خلفهم بأن مرادهم *** منه رسول الله ذو البرهان " لا، اختلفوا في لفظ أحمد، لماذا سمي أحمد؟ هل لأنه أحمد الناس لله أو أنه أحق الناس أن يحمد؟ نعم، طيب اختلفوا في هذا، لكن هل الذين اختلفوا في هذا هل هو أحمد الناس لله أو أحق الناس أن يحمد، هؤلاء الذين اختلفوا هل اختلفوا في أن المراد به رسول الله؟ هاه؟ الطالب : لا الشيخ : إذن الاختلاف في اللفظ لا فيمن وضع له، اختلاف الناس في كلمة الله عز وجل، هل اختلفوا في أن المراد الله أو مراد آخر؟ لا، إنما اختلفوا في الاسم، أما الله فلم يختلفوا في أن المراد رب العالمين، طيب. هذه ثلاثة أمثلة انتبهوا لها جيدة. يختلف الناس في اللفظ ولا يختلفون في المراد: الله، مكة، أحمد يعني الرسول عليه الصلاة والسلام، يختلفون في اللفظ ولا يختلفون في المراد. طيب، يقول: " أفبينهم خلف بأن مرادهم *** منه رسول الله ذو البرهان "
معنى قول الناظم: ونظير هذا ليس يحصره كثرة*** يا قوم فاستحيوا من الرحمن
أبمثل ذا الهذيان قد عزلت نصو***ص الوحي عن علم وعن إيقان
الشيخ :" ونظير هذا ليس يحصر كثرة *** يا قوم فاستحيوا من الرحمن " يعني: نظير هذا يختلفون في اللفظ واشتقاقه، لكن لا يختلفون في المراد منه، كثير هذا، لكن أحيانا أيضا يتفقون على اللفظ ويختلفون في المراد، مثل: القرء ثلاثة قروء جمع قرء ما المراد بها؟ الحيض أو الطهر، خلاف مع أنهم متفقون على اللفظ، أحيانا يختلفون في اللفظ ويتفقون في المراد. طيب. " أبمثل ذا الهذيان قد عزلت نصوص *** الوحي عن علم وعن إيقان " الجواب: لا والله لا تعزل، وهذا هذيان، وكونهم يلبسون على الناس يقولون: الله هل هو عربي أو سرياني؟ هل هو مشتق أو جامد؟ هل هو مرتجل أو منقول؟ هذا لا يؤثر، لأن المدلول متفق عليه. " أبمثل ذا الهذيان قد عزلت نصوص *** الوحي عن علم وعن إيقان ".
معنى قول الناظم: فالحمد لله المعافي عبده*** مما بلاكم يا ذوي العرفان
فلأجل ذا نبذوا الكتاب وراءهم*** ومضوا على آثار كل مهان
ولأجل ذاك غدوا على السنن التي*** جاءت وأهليها ذوي أضغان
يرمونهم كذبا بكل عظيمة*** حاشاهم من إفك ذي بهتان
الشيخ :" فالحمد لله المعافي عبده *** مما بلاكم يا ذوي العرفان " إي والله الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به، وفي قوله: " يا ذوي العرفان " تهكم واضح، لأنهم هم أبعد الناس عن المعرفة وعن العرفان، لكن هذا من باب التهكم. " فلأجل ذا نبذوا الكتاب وراءهم *** ومضوا على آثار كل مهان " نعم، نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، ولكنهم ساروا على آثار كل مهان، يعني: من مشائخهم الذين يعظمونهم ويقدمون أقوالهم على قول الله ورسوله. " ولأجل ذاك غدوا على السنن التي *** جاءت وأهليها ذوي أضغان " غدوا ذوي، غدوا تعمل عمل كان، الواو اسمها وذوي أضغان خبرها، يعني صاروا ذوي أضغان على السنن وعلى أهل السنن، طيب. " يرمونهم كذبا بكل عظيمة *** حاشاهم من إفك ذي بهتان " هؤلاء يرمون أهل الحديث كذبا بكل عظيمة، وش قالوا؟ مجسمة مشبهة حشوية نوابت غثاء عامة، وهكذا، نعم.
السائل : معنى يا شيخ المرتجل؟ الشيخ : أيش؟ الشيخ : المرتجل معناه المرتجل الذي وضع ابتداء، والمنقول اللي نقل عن غيره، نعم. السائل : بالنسبة لهم يعني ما يثبتون أي لفظة في القرآن لها معنى واحد أو أصل واحد، أو يريدون أن أظهر لفظة هي الله ومعناه؟ الشيخ : أصل الفصل هذا كله للرد عليهم بأن دلالة الكتاب والسنة غير يقينية ظنية، ليش؟ لأن كل لفظ في القرآن يحتمل معاني على كلامهم، فيلبسون على الناس، يجيبون هذا اللفظ اللي اختلفوا في أصل اللفظ في أصل الكلمة، لأجل يلبسون على الناس يقولون أنتم انظروا الناس، ولفظ الله أظهر لفظة، إيه نعم؟ السائل : لو قلنا ... الشيخ : أيش؟ السائل : ...
القراءة من قول الناظم: فصل في تنزيه أهل الحديث والشريعة عن الألقاب القبيحة الشنيعة..إلى آخر الفصل
القارئ : " فصل في تنزيه أهل الحديث والشريعة عن الألقاب القبيحة الشنيعة. فرموهم بغيا بما الرامي به *** أولى ليدفع عنه فعل الجاني يرمي البريء بما جناه مباهتا *** " الشيخ : يرمي يرمي. القارئ : يرمي البريء بما جناه الشيخ : إيه. القارئ : " يرمي البريء بما جناه مباهتا *** ولذاك عند الغر يشتبهان سموهم حشوية " الشيخ : سموهم القارئ : سموهم؟ الشيخ : إيه. القارئ : " سموهم حشوية ونوابتا *** ومجسمين وعابدي أوثان وكذاك أعداء الرسول وصحبُه *** " الشيخ : وصحبِه. القارئ : سم؟ الشيخ : وصحبِه القارئ : نسخة؟ الشيخ : لا، ما هي نسخة. القارئ : " وكذاك أعداء الرسول وصحبِه *** وهم الروافض أخبث الحيوان نصبوا العداوة للصحابة ثم سم *** وا بالنواصب شيعة الرحمن وكذا المعطل شبه الرحمن بالـ *** معدوم فاجتمعت له الوصفان وكذاك شبه قوله بكلامنا *** حتى نفاه وذان يشتبهان " الشيخ : وذان تشبيهان القارئ : " وكذاك شبه قوله بكلامنا *** حتى نفاه وذان تشبيهان وكذاك شبه وصفه بصفاتنا *** حتى نفاه عنه بالبهتان " الشيخ : نفاه ولا نفاها؟ الطالب : نفاها. الشيخ : نفاها؟ إيه، الصحيح نفاها. القارئ : " وكذاك شبه وصفه بصفاتنا *** حتى نفاها عنه بالبهتان وأتى إلى وصف الرسول لربه *** سماه تشبيها فيا إخواني بالله من أولى بهذا الاسم من *** هذا الخبيث المخبث الشيطان إن كان تشبيها ثبوت صفاته *** سبحانه فبأكمل ذي شان لكن نفي صفاته تشبيهه *** بالجامدات وكل ذي نقصان بل بالذي هو غير شيء وهو معـ *** دوم وإن يفرض ففي الأذهان فمن المشبه بالحقيقة أنتم *** " الشيخ : نعم. القارئ : " فمن المشبه بالحقيقة أنتم *** أم مثبت الأوصاف للرحمن " الشيخ : أحسنت بارك الله فيك، أظن ... الساعة. الشيخ : شرح ولا؟ الطالب : شرح. الشيخ : نعم.
فرموهم بغيا بما الرامي به*** أولى ليدفع عنه فعل الجاني (مشابهة أهل البدع بالمنافقين في رمي الألقاب)
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. قال المؤلف رحمه الله: " فصل في تنزيه أهل الحديث والشريعة عن الألفاظ القبيحة الشنيعة ". يقول رحمه الله: " فرموهم بغيا بما الرامي به *** أولى " رموهم يعني أن هؤلاء المعطلة رموا أهل الحديث بما هم أولى به من الألفاظ القبيحة الشنيعة، كما رمى المنافقون رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بما هم أولى به، قال المنافقون " ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء " من يعنون؟ الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفي الحقيقة أن هذه الأوصاف تنطبق على؟ عليهم، فما رأينا أكذب ألسنا من المنافقين، ولهذا من علامات المنافق الكذب، ولا رأينا أجبن منهم حتى في غير اللقاء (( يحسبون كل صيحة عليهم )) لو يصيح واحد من الناس لأولاده أو طفله في السوق ظنوا أنه يصيح عليه، نعم، " ولا أرغب بطونا " أرغب يعني أوسع، لكثرة الأكل وأنه ليس لهم هم إلا ملء هذه البطون، ونحن نعلم أن الذين ليس لهم هم إلا ملء البطون هم المنافقون، ما نافقوا إلا ليبقوا حتى لا يقتلهم المؤمنون. طيب، إذن هؤلاء المعطلة رموا أهل السنة بما هم أولى به. قال: " ليدفع عنه فعل الجاني " يعني ليدفع عن نفسه السوء برمي غيره، ومن أمثال العامية " ضربني " هاه؟ " وبكى وسبقني وشكى ".
معنى قول الناظم: يرمي البريء بما جناه مباهتا*** ولذاك عند الغر يشتبهان
سموهم حشوية ونوابتا*** ومجسمين وعابدي أوثان
الشيخ : طيب، يقول: " يرمي البريء بما جناه مباهتا *** ولذاك " ولذاك كذا عندكم؟ الطالب : نعم. الشيخ :" *** ولذاك عند الغر يشتبهان " يعني أنه يرمي البرآء بما جناه هو بنفسه، فالغر الذي لا يدري يشتبه عليه الأمر، يقول: لعل الصواب مع من؟ مع أهل التعطيل. " سموهم حشوية ونوابتا *** ومجسمين وعابدي أوثان " أعوذ بالله، يعني سموا أهل الحديث بهذه الألقاب، حشوية وسبق لنا معنى الحشوية، النوابت أيش؟ أيضا نوابت الزروع اللي ما فيها فائدة، نوابت تنبت في الزرع ليس لها فائدة، مجسمين يعني يقولون إن الله جسم، وقد سبق في هذه القصيدة أنه لم يقل أحد من أهل الحديث إن الله جسم، طيب. كذلك أيضا عابدي أوثان، قالوا أنتم تقولون إن الله موصوف بهذه الصفات وهذا يقتضي أن يكون جسما، وحينئذ تكونون عبادي أوثان، جعلتم الله وثنا.
معنى قول الناظم: وكذاك أعداء الرسول وصحبه*** وهم الروافض أخبث الحيوان نصبوا العداوة للصحابة ثم سمـ***ـوا بالنواصب شيعة الرحمن
الشيخ :" وكذاك أعداء الرسول وصحبه *** وهم الروافض أخبث الحيوان نصبوا العداوة للصحابة " أعداء الرسول وصحبه هم الروافض، يقول: أخبث الحيوان، وهذا كقول القحطاني رحمه الله في نونيته " إن الروافض شر من وطئ الحصى " والذي يطأ الحصى بنو آدم والحيوانات وغيرها، كل شيء يطأ الحصى، فهم شر من وطئ الحصى، وهنا يقول: هم الروافض أخبث الحيوان " نصبوا العداوة للصحابة ثم *** سموا بالنواصب شيعة الرحمن " الله المستعان، نصبوا العداوة للصحابة، لأنهم يكفرون الصحابة إلا آل البيت ونفرا قليلا من غيرهم، يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة إلا آل البيت ونفرا قليلا من غيرهم كسلمان الفارسي وما أشبهه، ويسمون أهل الحديث يسمونهم وهم شيعة الرحمن يسمونهم نواصب ليش؟ قال: لأنكم تحبون هؤلاء الصحابة، ومن القواعد المقررة عندهم: كل من أحب أبا بكر وعمر فقد أبغض عليا، وكذبوا ورب العرش، بل إننا نحب عليا وأبا بكر وعمر وعثمان، ولا ينافي هذا هذا، نعم، لكن هم يقولون: من أحب هؤلاء أو أحب الصحابة فقد نصب العداوة لآل البيت.
(بيان أن المعطل شبه أولا ثم عطل فاجتمع له وصف العدوان والتشبيه فكل معطل مشبه)
وكذا المعطل شبه الرحمن بالـ***ـمعدوم فاجتمعت له الوصفان
وكذاك شبه قوله بكلامنا*** حتى نفاه وذان تشبيهان
وكذاك شبه وصفه بصفاتنا*** حتى نفاه عنه بالبهتان
الشيخ :" وكذا المعطل شبه الرحمن *** بالمعدوم فاجتمعت له الوصفان " الوصفان: شبه الخالق بالمعدوم ولهذا عطله عن صفاته. " فاجتمعت له الوصفان " أي: وصف العدوان ووصف التشبيه، فقد اعتدى وشبه، اعتدى على أهل الحديث ووصفهم بهذه الأوصاف الشنيعة، وشبه. " وكذاك شبه قوله بكلامنا حتى " هاه؟ الطالب : حتى نفاه. الشيخ :" وكذاك شبه قوله بكلامنا *** حتى نفاه وذان تشبيهان " شبه قوله بكلامنا، يعني: قال لو أثبتنا لله كلاما لزم أن يكون مشابها للمخلوق فنفى الكلام، فصار عنده تشبيهان: تشبيه كلام الله بكلامنا، ثم تشبيه الله بالأخرص الذي لا يتكلم. " وكذاك شبه وصفه بصفاتنا *** حتى نفاها عنه بالبهتان " أتدرون لماذا أنكر هؤلاء المعطلة لصفات الله؟ لأنهم تصوروا أن إثباتها يستلزم التشبيه، فلما تصوروا هذا قالوا: إذن يجب أن ننفيها لئلا نقع في التشبيه، فشبهوا أولا هاه؟ وعطلوا ثانيا، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية: " كل معطل ممثل، وكل ممثل معطل " كل معطل ممثل، وكل ممثل معطل، وصدق رحمه الله، فالمعطل ممثل، ليش؟ لأنه إنما عطل لاعتقاده أن إثبات الصفات يستلزم التمثيل، فمثل أولا في تصوره، ثم عطل ثانيا، ثم نقول: هو أيضا في تعطيله ممثل، لأنه إذا أنكر الصفات شبه الله بماذا؟ بالمعدومات، فمثل بالمعدوم. كل ممثل معطل واضح هذا، لأن الممثل عطل كل نص يدل على نفي المماثلة، فالممثل عطل قوله تعالى: (( ليس كمثله شيء )) كذا ولا لأ؟ الممثل عطل الله من كماله الواجب، لأن تمثيل الخالق بالمخلوق يجعله ناقصا، فيكون في هذه الحال معطلا لكمال صفات الله عز وجل. فالحاصل أن المؤلف رحمه الله يقول: إن هؤلاء الذين شبهوا وصفه بصفاتنا حتى نفوها نفوا ذلك بالبهتان وهم في الحقيقة لم يسلموا من التمثيل. " وأتى إلى وصف الرسول ربه *** سماه تشبيها فيا إخواني " سبحان الله! أتى إلى وصف الرسول لربه فقال إنه مشبه، الرسول صلى الله عليه وسلم مشبه، مشبه لله بخلقه، وهذا قد يقوله بعضهم، وقد لا يقوله ولكن يكون هذا من لازم قوله. " بالله من أولى بهذا الاسم من *** هذا الخبيث المخبث الشيطان " من أولى؟ هم أولى بذلك من أهل الحديث، نعم.
معنى قول الناظم:
إن كان تشبيها ثبوت صفاته*** سبحانه فبأكمل ذي شأن
لكن نفي صفاته تشبيهه*** بالجامدات وكل ذي نقصان
بل بالذي هو غير شيء وهـو معـ***ـدوم و إن يفرض ففي الأذهان
فمن المشبه بالحقيقة أنتم*** أم مثبت الأوصاف للرحمن
الشيخ :" إن كان تشبيها ثبوت صفاته *** سبحانه فبأك " وش بعده؟ نعم. " إن كان تشبيها ثبوته صفاته *** سبحانه فبأكمل ذي شان " الطالب : ... الشيخ : هاه؟ إن كان، إيه طيب. " إن كان تشبيها ثبوت صفاته *** سبحانه أكمل به ذي شان " واللي عندي: فبأكمل ذي شان، يمكن نسخة، تصلح. على كل حال إذا كان ثبوت صفات الله تشبيها فإنها تشبيها بالأكمل، يعني إثباتها إنما تثبت على أن لله المثل الأعلى، على أن لله المثل الأعلى، طيب. " لكن نفي صفاته تشبيهه *** بالجامدات " طيب، معنى آخر تبين لي من البيت الثاني: إن كان إثبات الصفات تشبيها فقد مثلناه بالأكمل، حطوا بالكم، يعني فقد مثلناه بالأكمل، لأن المتصف بصفات الكمال أولى ممن لم يتصف بها. " لكن نفي صفاته تشبيهه *** بالجامدات وكل ذي نقصان " يعني: إذا نفينا صفاته فقد شبهناه بماذا؟ بالأنقص أو بالأكمل؟ بالأنقص، ولهذا يقول: " *** بالجامدات وكل ذي نقصان بل بالذي هو غير شيء " كيف غير شيء؟ لأنك إذا نفيت الصفات عن الله مطلقا فهذا هو العدم، هذا هو العدم، لاحظوا إذا كان هو العدم فقد وصفت الله بالعدم بأنه لا موجود، نعم، ولهذا يقول: " بل بالذي هو غير شيء وهو *** معدوم وإن يفرض ففي الأذهان " يعني: إن فرض وجود ذات لا تتصف بصفات فإن هذا يقدر في الذهن، أما في الواقع فلا، لا يوجد ذات خالية من الصفات. " فمن المشبه بالحقيقة أنتم *** أم مثبت الأوصاف للرحمن " الجواب: هم، إذا قدر أن المثبتين شبهوه فقد شبهوه بالأكمل، لأن من يتصف بصفات الكمال أكمل، وأما هؤلاء فقد شبهوه بالأنقص بما لا صفة له، بل إنهم في الحقيقة شبهوه بالعدم، إيه نعم. نعم، شاكر؟
سؤال حول معنى قول الناظم: إن كان تشبيها ثبوت صفاته*** سبحانه فبأكمل ذي شأن
السائل : المؤلف يا شيخ ... الشيخ : لا، الوزن هو تمثيل وتشبيه واحد، لكن يوافقه في عباراتهم، لأن أكثر الذين يؤلفون في هذا الباب يذكرون التشبيه. السائل : يتكلم في كلام ... الشيخ : نعم، ما في بأس. السائل : ... غير مفهومة. الشيخ : هاه؟ السائل : غير مفهوم. الشيخ : من غير أيش؟ السائل : غير مفهوم. الشيخ : غير؟ السائل : غير مفهوم. الشيخ : إيه، إن كانت، نعم، إن كان تشبيها ثبوت صفاته سبحانه فبأكمل، يعني فقد شبهناه بالأكمل، لأن المتصف بالصفات أكمل من الذي ليس له صفات، هؤلاء المعطلة لا يثبتون لله صفة، وأهل الحديث يثبتون لله صفة، فيقول: إن كان هذا تشبيها فإنما شبهناه بمن يتصف بالصفات، وأنتم شبهتموه بمن لا يتصف، مثلا إذا قلنا: لله سمع، أثبتنا له السمع شبهناه بمن على زعمهم؟ بالكامل، لكن هم يقولون لا سمع له، شبهوه؟ الطالب : بالناقص. الشيخ : بالناقص، إيه نعم، نعم جمال؟
السائل : أحسن الله إليك، إذا سئل المعطل هل الله سبحانه الآن يشاهدنا أم يسمعنا فماذا يجيب؟ الشيخ : على كلامهم يقولون إن الله سبحانه وتعالى لا يسمع بسمع، ولا يعلم بعلم. الطالب : ولا يبصر؟ الشيخ : ولا يبصر ببصر، فنقول: هذا كلام غير معقول، وإنما هو في الحقيقة مصانعة ومداهنة، وإلا فحقيقة قولكم أنه لا يسمع، لكن تخشون من ثورة العامة، وتقولون: يسمع بلا سمع، ويبصر بلا بصر، ويتكلم بلا كلام، وهكذا، نعم. ثلاثة. القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " فصل في نكتة بدعية تبين ميراث الملقبين " الشيخ : بديعة.
القراءة من قول الناظم: فصل في نكتة بديعة تبين ميراث الملقبين والملقبين من المشركين والموحدين..إلى آخر الفصل
القارئ : " فصل في نكتة بديعة تبين ميراث المقلبين والملقبين من المشركين والموحدين هذا وثم لطيفة عجب سأبـ *** ديها لكم يا معشر الإخوان فاسمع فذاك معطل ومشبه *** واعقل فذاك حقيقة الإنسان لابد أن يرث الرسول وضده *** في الناس طائفتان مختلفان فالوارثون له على منهاجه *** والوارثون لضده فئتان إحداهما حرب له ولحزبه *** ما عندهم في ذاك من كتمان فرموه من ألقابهم بعظائم *** هم أهلها لا خيرة الرحمن فأتى الألى ورثوهم فرموا بها *** وراثة " الشيخ : وراثه القارئ : " فأتى الألى ورثوهم فرموا بها *** وراثه بالبغي والعدوان هذا يحقق إرث كل منهما *** فاسمع وعه يا من له أذنان والآخرون أولوا النفاق فأضمروا *** شيئا وقالوا غيره بلسان وكذا المعطل مضمر تعطيله *** قد أظهر التنزيه للرحمن هذي مواريث العباد تقسمت *** بين الطوائف قسمة المنان هذا وثمة لطيفة أخرى بها *** سلوان من قد سب بالبهتان تجد المعطل لاعنا لمجسم *** ومشبها لله بالإحسان " الشيخ : بالإنسان القارئ : " تجد المعطل لاعنا لمجسم *** ومشبها لله بالإنسان والله يصرف ذاك عن أهل الهدى *** كمحمد ومذمم اسمان " الشيخ : هاه؟ القارئ : " والله يصرف ذاك عن أهل الهدى *** كمحمد ومذمم اسمان هم يشتمون مذمما ومحمد *** عن شتمهم في معزل وصيان صان الإله محمدا عن شتمهم *** في اللفظ والمعنى هما صنوان كصيانة الأتباع عن شتم المعطـ *** ـل للمشبه هكذا الإرثان والسب مرجعه إليهم إذ هم *** أهل لكل مذمة وهوان وكذا المعطل يلعن اسم مشبه *** واسم الموحد في حمى الرحمن هذي حسان عرائس زفت لكم *** ولدى المعطل هن غير حسان والعلم يدخل قلب كل موفق *** من غير بواب ولا استئذان ويرده المحروم من خذلانه *** لا تشقنا اللهم بالحرمان يا فرقة نفت الإله وقوله *** وعلوُّه بالجحد والكفران " الشيخ : علوَّه، لا تردوه، نعم. القارئ : " يا فرقة نفت الإله وقوله *** وعلوَّه بالجحد والكفران موتوا بغيظكم فربي عالم *** بسرائر منكم وخبث جنان فالله ناصر دينه وكتابه *** ورسوله بالعلم والسلطان والحق ركن لا يقوم لهده *** أحد ولو جمعت له الثقلان توبوا إلى الرحمن من تعطيلكم *** فالرب يقبل توبة الندمان من تاب منكم فالجنان مصيره *** أو مات جهميا ففي النيران " الشيخ : الله أكبر! رحمه الله.
(فضل العقل السليم)
هذا وثم لطيفة عجب سأبـ***ـديها لكم يا معشر الإخوان
فاسمع فذاك معطل ومشبه*** واعقل فذاك حقيقة الإنسان
الشيخ : هذه نكتة بديعة ذكرها المؤلف رحمه الله، وهي بديعة في الواقع. يقول: " وهذا وثم لطيفة عجب *** سأبديها لكم يا معشر الأخوان " جزاه الله خيرا، يعني ألفاظه مشوقة رحمه الله، الإنسان إذا سمع هذا البيت يقول يلا هات، هات ما عندك. " فاسمع فذاك معطل ومشبه *** واعقل فذاك حقيقة الإنسان " اعقل فذاك، يعني: العقل حقيقة الإنسان، ولهذا لا يتميز الإنسان على الحيوان إلا بالعقل، فإذا فقد العقل، والمراد العقل عقل الرشد، إذا فقده صار أخبث من الحيوان، كما قال الله تعالى: (( أولئك كالأنعام بل هم أضل )).
(أن أتباع الرسول له أعداء كما وجد للرسول أعداء وبيان أن الأعداء نوعان الكفار الخلص والمنافقون)
لابد أن يرث الرسول وضده*** في الناس طائفتان مختلفان فالوارثون له على منهاجه*** والوارثون لضده فئتان
إحداهما حرب له ولحزبه*** ما عندهم في ذاك من كتمان
فرموه من ألقابهم بعظائم*** هم أهلها لا خيرة الرحمن
فأتى الألى ورثوهم فرموا بها*** وراثه بالبغي والعدوان
هذا يحقق إرث كل منهما*** فاسمع وعه يا من له أذنان
الشيخ :" لا بد أن يرث الرسول وضده *** في الناس طائفتان مختلفان " صح، الرسول صلى الله عليه وسلم له أعداء، ورّاث الرسول لا بد أن يكون لهم أعداء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعادى لشخصه وإنما عودي لشرعه، فمن تمسك بشرعه فسيجد له أعداء كما وجد النبي صلى الله عليه وسلم له أعداء. يقول: " لابد أن يرث الرسول وضده *** في الناس طائفتان مختلفان فالوارثون له على منهاجه *** والوارثون لضده فئتان " الوارثون للرسول صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم، على منهاجه، لا يحيدون عنه، الوارثون لضده فتئان " إحداهما حرب له ولحزبه *** ما عندهم في ذاك من كتمان " وهم الكفار الخلص الذين يعلنون الكفر، هؤلاء حرب للرسول وحزبه يعلنونها إعلانا صريحا ما عندهم في ذاك من كتمان. " فرموهم من ألقابهم بعظائم *** هم أهلها لا خيرة الرحمن فأتى الألى " طيب، رموه يعني رموا النبي صلى الله عليه وسلم من ألقابهم بالعظائم، وش قالوا؟ ساحر مجنون شاعر كاهن، نعم، وكذاب، هم أهلها لا خيرة الرحمن " فأتى الألى ورثوهم فرموا بها *** وراثه بالبغي والعدوان " الذين ورثوا الكفار رموا بهذه العظائم من؟ ورّاث النبي صلى الله عليه وسلم وهم أتباعه. " هذا يحقق إرث كل منهما *** فاسمع وعظ يا من له أذنان ".
معنى قول الناظم: والآخرون أولو النفاق فأضمروا*** شيئا وقالوا غيره بلسان
وكذا المعطل مضمر تعطيله*** قد أظهر التنزيه للرحمن
هذي مواريث العباد تقسمت*** بين الطوائف قسمة المنان
الشيخ : الفريق الثالث وهو الثاني من ضد الرسول عليه الصلاة والسلام " والآخرون أولوا النفاق فأضمروا *** شيئا وقالوا غيره بلسان " ماذا أضمروا؟ الكفر، وقالوا غيره بلسان الإسلام، أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر. " وكذا المعطل مضمر تعطيله *** قد أظهر التنزيه للرحمن " المعطل ينكر الصفات ويكفر بها مدعيا أن ذلك تنزيه لله عز وجل وتوحيد له، ويقول: إن أهل الإثبات مشركون كما سبق عابدو أوثان مجسمة. " هذه مواريث العباد تقسمت *** بين الطوائف قسمة المنان " والله سبحانه وتعالى يؤتي فضله من يشاء، من الناس من حرم، ومن الناس من أعطي ومنح. هذه لطيفة.
(بيان لطيفة أخرى وهو لعن المعطل السني بتهمة التشبيه ولكن اللعن يرجع إليه لأنه هو المشبه حقيقة بخلاف السني وضرب لذلك مثال)
هذا وثم لطيفة أخرى بها ***سلوان من قد سب بالبهتان
تجد المعطل لاعنا لمجسم*** ومشبه لله بالإنسان
والله يصرف ذاك عن أهل الهدى*** كمحمد ومذمم إسمان
هم يشتمون مذمما ومحمد*** عن شتمهم في معزل وصيان
صان الإله محمدا عن شتمهم*** في اللفظ والمعنى هما صنوان
الشيخ :" هذا وثم لطيفة أخرى بها *** سلوان من قد سب بالبهتان " سلوان يعني التسلي، ما هذه اللطيفة؟ " تجد المعطل لاعنا لمجسم *** ومشبه لله بالإنسان " المعطل يلعن المجسم والمشبه لله بالإنسان، نعم، والحقيقة أن لعنه يعود عليه، لأنه هو مشبه، المعطل مشبه كما مر علينا آنفا، فإذا لعن الممثل، قال: اللهم العن الممثل والمشبه، هاه؟ لعن نفسه، لأن أهل الحديث ينكرون هذا، لا يشبهون الله بخلقه، ويقولون: ليس كمثله شيء، ولا يجسمون ما قالوا إنه جسم. " والله يصرف ذاك عن أهل الهدى *** " يصرف ذاك، أي: اللعن، عن أهل الهدى، لفظا أو لفظا ومعنى؟ لفظا ومعنى، لأنهم ليسوا ولله الحمد مجسمة وليسوا مشبهة. مثاله: " *** كمحمد ومذمم إسمان " يجوز قطع الهمزة للضرورة " *** كمحمد ومذمم إسمان " يشير إلى أن المشركين سموا النبي صلى الله عليه وسلم مذمما، وقالوا: هو مذمم لا محمد، لأن محمد من الحمد، مذمم منين؟ من الذم، فيقولون: محمد لا اسمه مذمم، فيشتمون مذمما، ويقولون: مذمم لا حياه الله ولا بياه، شف انظر. " هم يشتمون مذمما " يشتمون مذمما، " ومحمد " اللي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، " *** عن شتمهم في معزل وصيان " إذن إلى أين ينصب الشتم؟ إليهم، لأنهم هم أهل الذم. " هم يشتمون مذمما ومحمد *** عن شتمهم في معزل وصيان صان الإله محمدا عن شتمهم *** في اللفظ والمعنى هما صنوان " فرسول الله عليه الصلاة والسلام في اللفظ اسمه محمد، وفي المعنى؟ كذلك محمد، ليس مذمما لا باللفظ ولا بالمعنى.
معنى قول الناظم: كصيانة الأتباع عن شتم المعطـ***ـل للمشبه هكذا الإرثان
والسب مرجعه إليهم اذ هم*** أهل لكل مذمة وهوان
وكذا المعطل يلعن اسم مشبه*** واسم الموحد في حمى الرحمن
الشيخ :" كصيانة الأتباع عن شتم المعطل *** للمشبه هكذا الإرثان والسب مرجعه عليهم " ونسخة القارئ: إليهم، والمعنى واحد. " مرجعه إليهم *** إذ هم أهل لكل مذمة وهوان " الله أكبر! صحيح هذا الإرث متفق تماما، المشركون يسبون الرسول عليه الصلاة والسلام ويلعنون من؟ مذمما، يلعنون مذمما فتعود اللعنة في الحقيقة هاه؟ إليهم، هؤلاء أهل التعطيل يسبون أهل الإثبات ويلعنونهم، وفي الحقيقة أن الأمر يعود إليهم. " كصيانة الأتباع عن شتم المعطل *** للمشبه هكذا الإرثان والسب مرجعه عليهم إذ هم *** أهل لكل مذمة وهوان وكذا المعطل يلعن اسم مشبه *** " يقول: لعن الله المشبه، فيقال من المشبه؟ هو. " *** واسم الموحد في حمى الرحمن " يعني أهل الحديث الذين يثبتون هل هم مشبهون؟ أبدا، هم أهل التوحيد الذين قالوا إن الله ليس كمثله شيء.
(بيان أن العلم يحتاج إلى أمرين وهو باب مفتوح لدخوله وباب مغلق لكي يبقى ولا يطير)
هذي حسان عرائس زفت لكم*** ولدى المعطل هن غير حسان
والعلم يدخل قلب كل موفق*** من غير بواب ولا استئذان
ويرده المحروم من خذلانه*** لا تشقنا اللهم بالحرمان
الشيخ :" هذه حسان عرائس زفت لكم *** ولدى المعطل هن غير حسان " ما فيه شك، الحسان عند أهل الإثبات غير حسان عند أهل التعطيل. " والعلم يدخل قلب كل موفق *** من غير بواب ولا استئذان " صدق رحمه الله، الموفق يدخل العلم قلبه من غير بواب ولا استئذان، لماذا؟ لأن القلب هو الذي يطلب العلم، فبمجرد ما يرد إليه العلم يقبله، لا يحتاج إلى بواب ولا إلى استئذان، واستمع إلى قول الله تعالى: (( ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم )) يحضرون مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام يعلمهم، ولكنهم لا يعون ولا يفهمون، إذا خرجوا قالوا ماذا قال آنفا، يحتمل أنهم يقولون ذلك على سبيل التحقير يعني أننا لا نبالي به، وش قال؟! ويحتمل أنهم يقولونها على سبيل الاستخبار لكن لم يصل العلم إلى قلوبهم لأنهم ليسوا أهلا للعلم، قال الله تعالى: (( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم )) نعوذ بالله. طيب، هؤلاء أيضا، ابن القيم رحمه الله يقول: إن " العلم يدخل قلب كل موفق *** من غير بواب ولا استئذان " هاه؟ الطالب : من غير أبواب. الشيخ : عندي من غير بواب، البواب أحسن، من غير بواب، والأبواب الغالب ما تجعل الأبواب إلا لتمنع الدخول. طيب، قد يكون عندنا في الحقيقة مشكلة دخول العلم، هذه واحدة، في مشكلة أخرى إذا دخل العلم من باب مفتوح عندنا يخرج من ذلك الباب المفتوح، ما ينغلق عليه الباب حتى يحفظه، ولذلك تجدنا نقرأ كثيرا ونحفظ، ولكن هاه؟ يطير يجد الباب والدريشة والسقف أيضا حتى السقف ما في سقف يمشي من كل جانب، وإن دخل لكن يمشي، فالشأن في الحقيقة العلم يحتاج إلى أمرين: إلى باب مفتوح لقبوله، وإلى باب مغلق لمنعه من الخروج، نسأل الله أن يوفقنا لهذا. نعم، يقول: " *** من غير بواب ولا استئذان ويرده المحروم من خذلانه *** لا تشقنا اللهم بالحرمان " آمين، المحروم نسأل الله العافية يرد العلم لأنه مخذول.
معنى قول الناظم: يا فرقة نفت الإله وقوله*** وعلوه بالجحد والكفران
موتوا بغيظكم فربي عالم*** بسرائر منكم وخبث جنان
فالله ناصر دينه وكتابه*** ورسوله بالعلم والسلطان
الشيخ :" يا فرقة نفت الإله وقوله *** وعلوه بالجحد والكفران " يا فرقة، لأنه ينادي نكرة، أيش؟ غير مقصودة. نعم. الطالب : ... الشيخ : وعلوه وش بعد؟ بالمجد وأيش؟ ما يصلح، لا بالجحد، هذه غلط، وعلوه بالجحد والكفران، صلحوها بالجحد، طيب، بالجحد والكفران " موتوا بغيظكم " موتوا بغيظكم يعني اغتاظوا غيظا يقتلكم ويهلككم، وقد أمر الله نبيه بذلك (( قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور )) " موتوا بغيظكم فربي عالم *** بسرائر منكم وخبث جنان فالله ناصر دينه وكتابه *** ورسوله بالعلم والسلطان " بالعلم والسلطان، لأن الدين يقوم بالعلم وبثه وبث الدين، وبالسلطان بالقوة بالجهاد بالسنان والسلاح.
معنى قول الناظم: والحق ركن لا يقوم لهده*** أحد ولو جمعت له الثقلان
الشيخ :" والحق ركن لا يقوم لهده *** أحد ولو جمعت له الثقلان " صدق، الحق ركن لا يمكن أن يهده أحد مهما كان، ولهذا تجد على كثرة المبتدعة وكثرة الأعداء هل غابت شمس الهدى؟ أبدا، لم تغب ولله الحمد شمس الهدى، ( لا يزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة ) لا يمكن أن يهد الحق أبدا.
توبوا إلى الرحمن من تعطيلكم*** فالرب يقبل توبة الندمان (دعوة ابن القيم أهل البدع للتوبة وبيان أن الندم شرط لقبول التوبة)
الشيخ :" توبوا إلى الرحمن من تعطيلكم *** " جزاه الله خيرا، ابن القيم لما ذكر ما هم عليه من العدوان والبغي لم يأييسهم من رحمة الله، دعاهم إلى التوبة، ومن تاب تاب الله عليه، انظر إلى قوله تعالى: (( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر )) هذا الشرك، ضد هذا الشرك (( ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق )) هذا اعتداء على الأنفس (( ولا يزنون )) اعتداء على الأعراض، أكبر اعتداء على الأعراض الزنا، أكبر اعتداء على الأنفس القتل، أكبر عدوان على حق الله الشرك، هؤلاء (( لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب ))(( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا )) فالله عز وجل يقبل التوبة، ولهذا قال: " توبوا إلى الرحمن من تعطيلكم *** فالرب يقبل توبة الندمان " التوبة المبنية على الندم هي التوبة الحقيقية، أما التوبة المبنية على غير ذلك فهي توبة ناقصة، بل إن العلماء جعلوا من شروط قبول التوبة الندم. " من تاب منكم فالجنان مصيره *** " وإن كان.