معنى قول الناظم: من تاب منكم فالجنان مصيره*** أو مات جهميا ففي النيران
الشيخ :" *** فالرب يقبل توبة الندمان " التوبة المبنية على الندم هي التوبة الحقيقية، أما التوبة المبنية على غير ذلك فهي توبة ناقصة، بل إن العلماء جعلوا من شروط قبول التوبة الندم. " من تاب منكم فالجنان مصيره *** " وإن كان بالأول كافرا، ولهذا نحن نعلم حسب التاريخ ما حصل من عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أول الدعوة الإسلامية من المنابذة والمضادة، لو مات على هذا الحال أيش؟ لكان من أهل النار، لكن منّ الله عليه بالتوبة فصار من أهل الجنة، صار هو الثالث من القبور التي دفنت في بيت الرسول عليه الصلاة والسلام، فيقول: " من تاب منكم فالجنان مصيره *** أو مات جهميا ففي النيران " يعني: من مات على مذهب الجهم بن صفوان فإنه في النار، لأن أكثر السلف كفروا الجهمية، والكافر مصيره إلى النار، نعوذ بالله من ذلك. والله أعلم. الطالب : ... الشيخ : لا لا. القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. الشيخ : وين ياسر؟ اللهم يسر أمورنا. هاه؟ الطالب : ... الشيخ : التراجم، كم كتبت من ترجمه؟ الطالب : ثلاثين. الشيخ : بس؟ الطالب : ... الشيخ : ما أدري والله، خير إن شاء الله. نعم.
القراءة من قول الناظم: فصل في بيان اقتضاء التجهم والجبر والإرجاء للخروج عن جميع ديانات الأنبياء..إلى آخر الفصل
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " فصل في بيان اقتضاء التجهم والجبر والإرجاء بالخروج عن جميع ديانات الأنبياء " الشيخ : أعوذ بالله. القارئ : " واسمع وعه سرا عجيبا كان مكـ *** ـتوما من الأقوام منذ زمان فأذعته بعد التليا " الشيخ : وش بعده؟ القارئ : سم؟ الشيخ : فأذعته؟ القارئ : إيه نعم. الشيخ : نعم، اقرأ القارئ : " فأذعته بعد اللتيا والتي *** نصحا وخوف معرّة الكتمان جيم وجيم ثم جيم معهما *** مقرونة مع أحرف بوزان فيها لدى الأقوام طلسم متى *** تحلله تحلل ذروة العرفان فإذا رأيت الثور فيه تقارن *** الجيمات بالتثليث شر قران دلت على أن النحوس جميعها *** سهم الذي قد فاز بالخذلان جبر وإرجاء وجيم تجهم *** فتأمل المجموع في الميزان فاحكم بطالعها لمن حصلت له *** بخلاصه من ربقة الإيمان فاحمل على الأقدار ذنبك كله *** حمل الجذوع على قوى الجدران وافتح لنفسك باب عذر إذ ترى الـ *** أفعال فعل الخالق الديان فالجبر يشهدك الذنوب جميعها *** مثل ارتعاش الشيخ ذي الرَّجْفان " الشيخ : الرَّجَفان القارئ : "فالجبر يشهدك الذنوب جميعها *** مثل ارتعاش الشيخ ذي الرَّجَفان لا فاعل أبدا ولا هو قادر *** كالميت أدرج داخل الأكفان والأمر والنهي اللذان توجها *** فهما كأمر العبد بالطيران وكأمره الأعمى بنقط مصاحف *** أو شكلَها حذرا من الألحان " الشيخ : أو شكلِها. القارئ : سم؟ الشيخ : شكلِها بالجر. القارئ : " وكأمره الأعمى بنقط مصاحف *** أو شكلِها حذرا من الألحان وإذا ارتفعت دريجة أخرى *** رأيت الكل طاعات بلا عصيان إن قيل قد خالفت أمر الشرع قل *** لكن أطعت إرادة الرحمن ومطيع أمر الله مثل مطيع ما *** يقضي به وكلاهما عبدان عبد الأوامر مثل عبد مشيئة *** عند المحقق ليس يفترقان فانظر إلى ما قادت الجيم التي *** للجبر من كفر ومن بهتان " الشيخ : امش امش. القارئ : " وكذلك الإرجاء حين تقر بالـ *** معبود تصبح كامل الإيمان فارم المصاحف في الحشوش وخرب الـ *** بيت العتيق وجد في العصيان واقتل إذا ما استطعت كل " الشيخ : إذا ما اسطعت القارئ : " واقتل إذا ما اسطعت كل موحد *** وتمسحن بالقس والصلبان واشتم جميع المرسلين ومن أتوا *** من عنده جهرا بلا كتمان وإذا رأيت حجارة فاسجد لها *** بل خر للأصنام والأوثان وأقر أن الله جل جلاله *** هو وحدُه الباري لذي الأكوان " الشيخ : وحدَه، لا أحد يرد. القارئ : " وأقر أن الله جل جلاله *** هو وحدَه الباري لذي الأكوان وأقر أن رسوله حقا أتى *** من عنده بالوحي والقرآن فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا *** وزر عليك وليس بالكفران هذا هو الإرجاء عند غلاتهم *** من كل جهمي أخي الشيطان فأضف إلى الجيمين جيم تجهم *** وانف الصفات وألق بالأرسان قل ليس فوق العرش رب عالم *** بسرائر منا ولا إعلان بل ليس فوق العرش ذو سمع ولا *** بصر ولا عدل ولا إحسان بل ليس فوق العرش معبود سوى ال *** عدم الذي لا شيء في الأعيان بل ليس فوق العرش من متكلم *** بأوامر وزواجر وقران كلا ولا كلم إليه صاعد *** أبدا ولا عمل لذي شكران أنى وحظ العرش منه كحظ ما *** تحت الثرى عند الحضيض الداني بل نسبة الرحمن عند فريقهم *** للعرش نسبته إلى البنيان فعليهما استولى جميعا قدرة *** وكلاهما من ذاته خلوان هذا الذي أعطته جيم تجهم *** حشوا بلا كيل ولا ميزان تالله ما استجمعن عند معطل *** جيماتها ولديه من إيمان والجهم أصلها جميعا فاغتدت *** مقسومة في الناس بالميزان والوارثون له على التحقيق هم *** أصحابها لا شيعة الإيمان لكن تقسمت الطوائف قوله *** ذو السهم والسهمين والسهمان لكن نجا أهل الحديث المحض أتـ *** ـباع الرسول وتابعوا القرآن عرفوا الذي قد قال مع علم بما *** قال الرسول فهم أولوا العرفان وسَواهم " الشيخ : وسِواهم القارئ : " وسِواهم في الجهل والدعوى مع الـ *** كبر العظيم وكثرة الهذيان مدوا يدا نحو العلى بتكلف *** وتخلف وتكبر وتوان أترى ينالوها وهذا شأنهم *** حاشا العلا من ذا الزبون الفاني "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. هذا الفصل عجيب غريب، ذكر المؤلف رحمه الله أن الجهم والجبر والإرجاء يقتضي الخروج من جميع ديانات الأنبياء، التجهم الجبر الإرجاء، ثلاث جيمات تقتضي الخروج عن جميع ديانات الأنبياء.
واسمع و عه سرا عجيبا كان مكـ***ـتوما من الأقوام منذ زمان
فأذعته بعد اللتيا والتي*** نصحا وخوف معرة الكتمان (معنى اللتيا والتي عند العرب)
جيم وجيم ثم جيم معهما*** مقرونة مع أحرف بوزان
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله: " واسمع وعه سرا عجيبا كان *** مكتوما من الأقوام منذ زمان " سرا عجيبا مكتوم ما أحد أبداه ولا أظهره، وإن كان عند التأمل معلوما، لكنه لم يظهر. هذا السر يقول: " أذعته بعد اللتيا والتي *** " هذا التركيب يأتي به العرب للدلالة على معاناة الشيء، وأنه لم يحصل بسهولة، يقول: إنه أذاعه رحمه الله بعد اللتيا والتي، أذاعه لماذا؟ " *** نصحا وخوفا معرة الكتمان جيم وجيم ثم جيم معهما *** مقرونة مع أحرف بوزان " ثلاث جميات مقرونة مع حروف تكملها، جيم الجبر يكملها الباء والراء، التجهم يكملها الهاء والميم، الإرجاء يكملها الهمزتان، نعم، طيب، هذه ثلاث جيمات.
فيها لدى الأقوام طلسم متى*** تحلله تحلل ذروة العرفان
فإذا رأيت الثور فيه تقارن الـ***ـجيمات بالتثليث شر قران (معنى الثور وهو أحد النجوم)
الشيخ : يقول: " فيها لدى الأقوام طلسم *** متى تحلله تحلل ذروة العرفان " الطلسم هو عبارة عن قراءات معينة تقرأ على المرضى تكون سببا للشفاء، وتسمى طلاسم جمع، تجمع على طلاسم. " فإذا رأيت الثور فيه تقارن *** الجيمات بالتثليث شر قران " الثور أحد البروج الاثني عشر، والذين يقولون بعلم النجوم يتكهنون في مثل هذه الأمور في اقتران النجم الفلاني بالنجم الفلاني وما أشبه ذلك، وهو علم باطل لا شك، لكن المؤلف رحمه الله أراد أن يضرب مثلا فقط.
معنى قول الناظم: دلت على أن النفوس جميعها*** سهم الذي قد فاز بالخذلان
جبر وإرجاء وجيم تجهم**** فتأمل المجموع في الميزان
فاحكم بطالعها لمن حصلت له*** بخلاصه من ربقة الإيمان
الشيخ : يقول: " دلت على أن النحوس جميعها *** سهم الذي قد فاز بالخذلان جبر وإرجاء وجيم تجهم *** فتأمل المجموع في الميزان " جبر فيها جيم، إرجاء جيم، جيم تجهم فيها جيم، هذه الثلاث مجموعة إذا اجتمعت خرج الإنسان من الإسلام. " فاحكم بطالعها لمن حصلت له *** بخلاصه من ربقة الإيمان " يعني تخلص من ربقة الإيمان وفسرها، ودخل في الكفر، والعياذ بالله.
(معنى الجبر وبيان شبههم منها أنهم مجبورون على أفعالهم)
فاحمل على الأقدار ذنبك كله*** حمل الجذوع على قوى الجدران وافتح لنفسك باب عذر إذ ترى الـ*** أفعال فعل الخالق الديان
الشيخ :" فاحمل على الأقدار ذنبك كله *** حمل الجذوع على قوى الجدران وافتح لنفسك باب عذرك إذ ترى الـ *** أفعال فعل الخالق الديان فالجبر " إلى آخره. يعني: بدأ المؤلف بدأ بالجبر، الجبر يقولون فيه: إن الإنسان مجبر على عمله، مجبر على عمله، ليس له حول ولا قوة، فإذن الأخ لا اللي وراء، جبريه ولا عن جبر؟ الجبر احمل جميع الذنوب على الأقدار، إذا أحد عاتبك على ذنب فقل هذا قدر الله، كل ذنوبك احملها على القدر. " *** حمل الجذوع على قوى الجدران " الجذع إذا أسندته على الجدار اتكأ عليه، لأنه لا يقوم بنفسه. " وافتح لنفسك باب عذرك إذ ترى *** الأفعال فعل الخالق الديان " هؤلاء الغلاة من الجبرية يقولون إن فعل العبد فعل الله، ولا شك أن هذا الباب يفتح علينا باب وحدة الوجود الذين يقولون إن الخلق عين الخالق، فإذن فعل الخلق هو فعل الخالق، نعم.
معنى قول الناظم: فالجبر يشهدك الذنوب جميعها*** مثل ارتعاش الشيخ ذي الرجفان
لا فاعل أبدا ولا هو قادر*** كالميت أدرج داخل الأكفان
الشيخ :" فالجبر يشهدك الذنوب جميعها *** مثل ارتعاش الشيخ ذي الرجفان " رجل ذهب إلى مجمع بغايا وفعل الفاحشة ورجع، حركاته خطواته أفعاله كلها بغير اختياره، كرجل شيخ فاني كبير قد ذهبت قواه فهو يرتعش هكذا، هذا الفعل الارتعاش اختياري ولا اضطراري؟ الطالب : اضطراري. الشيخ : اضطراري، هو يقول هذا الرجل اللي ذهب إلى سوق البغايا وقضى حاجته ورجع كل فعله هذا أيش؟ اضطراري، ليس له فيه حول ولا قوة، كارتعاش الشيخ الفاني، نعم، يقول: " لا فاعل أبدا ولا هو قادر *** " الإنسان ليس بفاعل، سبحان الله! وليس بقادر على الفعل، لماذا؟ عللوا لأنه مجبر. " لا فاعل أبدا ولا هو قادر *** كالميت أدرج داخل الأكفان " الميت يحمل من سرير الغسل ويوضع على الكفن باختياره؟ هاه؟ أبدا، ليس باختياره، لو اختار ما اختار أن يغسل ولا أن يدفن في الأكفان، لاختيار الحياة، طيب.
(ومن شبههم التكليف بما لا يطاق)
والأمر والنهي اللذان توجها*** فهما كأمر العبد بالطيران
وكأمره الأعمى بنقط مصاحف*** أو شكلها حذرا من الألحان
الشيخ :" والأمر والنهي اللذان توجها *** فهما كأمر العبد بالطيران وكأمره الأعمى بنقط مصاحف *** أو شكلها حذرا من الألحان " أعوذ بالله! لما قيل لهم كيف تقولون هذا والله تعالى يوجه الأمر إلى العباد، افعلوا أقيموا الصلاة آتوا الزكاة، نعم، كيف تقولون؟ قال: هذا أمر كما يؤمر العبد الإنسان الذي ليس عنده جناح يؤمر بالطيران، توجيه الأمر بالطيران إلى من لا جناح له هاه؟ هذا غير ممكن، يعني لو أن أحدا وجه الأمر بالطيران إلى شخص لا جناح له قيل هذا جنون وسفه. " وكأمره الأعمى بنقط مصاحف *** أو شكلها حذرا من الألحان " أعطينا أعمى مصحف مكتوب بالحروف، قلنا يلا نقطه، نقط، وإذا قال خلص من النقط نقول شكل وهو أعمى، يمكن هذا؟ ما يمكن، إلا على طريق برايل، لكن هذا ليس التشكيل المعهود المعروف. فعلى كل حال هم يقولون والعياذ بالله إن أوامر الله وأوامر رسوله الموجه إلى الناس كأوامر العبد الذي ليس له جناح بالطيران، أو أمر الأعمى بأن ينقط المصحف ويشكله.
(ومن شبههم أن كل المعاصي هي طاعات لله عز وجل لأن الله أرادها وهم مطيعون لإرادة الله)
وإذا ارتفعت دريجة أخرى*** رأيت الكل طاعات بلا عصيان إن قيل قد خالفت أمر الشرع قل*** لكن أطعت إرادة الرحمن
ومطيع أمر الله مثل مطيع*** ما يقضي به وكلاهما عبدان
الشيخ :" وإذا رفعت دريجة أخرى *** رأيت الكل طاعات بلا عصيان " أعوذ بالله! الطالب : عندنا ارتفعت. الشيخ : هاه؟ الطالب : ارتفعت. الشيخ : وإذا ارتفعت، وش قلت أنا؟ الطالب : رفعت. الشيخ : لا. " وإذا ارتفعت دريجة أخرى *** رأيت الكل طاعات بلا عصيان " أيضا ارتفع شوي في قول أهل الجبر، إذا ارتفعت رأيت الكل طاعات، المعاصي طاعات ما هي معاصي، الزنا طاعة، شرب الخمر طاعة، السرقة طاعة، استمع. " وإذا ارتفعت دريجة أخرى *** رأيت الكل طاعات بلا عصيان إن قيل قد خالفت أمر الشرع قل *** لكن أطعت إرادة الرحمن " أعوذ بالله! إن قيل أنت يا شربت الخمر خالفت أمر الشرع؟ قال لكن وافقت الإرادة، أليس الله قد أراد أن أشرب الخمر؟ الجواب: بلى، إذن أنا مطيع، لأني وافقت إرادة الله، لكن قل " *** لكن أطعت إرادة الرحمن ومطيع أمر الله " يعني أمر الله الكوني، " مثل مطيع *** ما يقضي به وكلاهما عبدان " اللي يطيع أمر الله الكوني كالمطيع أمره فيما يقضي به من الشرع، وكلاهما من؟ مطيع الأمر ومطيع الشرع، كلاهما عبدان، هذا صحيح كلاهما عبدان؟ الطالب : لا. الشيخ : إلا، عبدان، لكن الكافر عبد للعبودية القدرية، والمؤمن عبد للعبودية القدرية الشرعية، نعم.
عبد الأوامر مثل عبد مشيئة*** عند المحقق ليس يفترقان (عدم تفريقهم بين الإرادة الكونية والشرعية)
الشيخ :" عبد الأوامر مثل عبد مشيئة *** " من عبد الأوامر؟ المؤمن، عبد الأوامر المؤمن الذي يطيع الله. " مثل عبد مشيئة *** " المشيئة ما تنقسم إلى شرعية وكونية، كلها كونية. " مثل عبد مشيئة *** عند المحقق ليس يفترقان " يقول: أمر الشرع طاعته واضحة أنها طاعة لله، أيضا مشيئة الله طاعتها طاعة، ليس يفترقان.
فانظر إلى ما قادت الجيم الذي*** للجبر من كفر ومن بهتان (بيان مآل الجبرية إلى الكفر)
الشيخ :" فانظر إلى ما قادت الجيم الذي *** للجبر من كفر ومن بهتان " صحيح ولا لأ؟ إلى وش أدت؟ أدت إلى أن الإنسان مجبر على العمل، كذا ولا لأ؟ هذه واحدة. أدت إلى أن أمر الله الخلق بالعبادة والطاعة إيه؟ عبث أمر بما لا يطاق، كأمر العبد بأيش؟ بالطيران، والأعمى بنقط المصاحف. أدت إلى أن موافقة الأمر الكوني كموافقة الأمر الشرعي، فقلبوا المعاصي طاعات، جعلوا المعاصي طاعات، أي دين لشخص يقول إن الزنا والخمر والسرقة وقتل النفس يكون طاعة، بل الشرك يكون طاعة، لأنه إن خالف الأمر الشرعي فقد وافق الأمر الكوني، واضح يا جماعة، إذن أدت إلى فظائع عظيمة كبيرة، ثلاث فظائع.
(معنى الإرجاء وبيان شبههم أن مجرد الإقرار بالله هو كامل الإيمان وإن فعل كل المعاصي والكفر ولا تخرج من الإيمان)
وكذلك الإرجاء حين تقر بالـ***ـمعبود تصبح كامل الإيمان فارم المصاحف في الحشوش وخرب*** البيت العتيق وجد في العصيان
واقتل إذا ما اسطعت كل موحد*** وتمسحن بالقس والصلبان
واشتم جميع المرسلين ومن أتوا*** من عنده جهرا بلا كتمان
وإذا رأيت حجارة فاسجد لها*** بل خر للأصنام والأوثان
الشيخ : وكذلك الإرجاء شف انظر ماذا يؤدي إليه " كذلك الإرجاء حين تقر *** بالمعبود تصبح كامل الإيمان " الله أكبر! المرجئة هؤلاء يقولون: الإيمان الإقرار بالمعبود، أقر بالله فأنت مؤمن كامل الإيمان، إيمانك مثل رسول الله ومثل جبريل، بس أقر بالمعبود، أنت مؤمن كامل الإيمان، اسمع. " فارم المصاحف في الحشوش " أعوذ بالله! ما دام تقر بأن الله موجود خذ المصحف وارمه بالحش أخبث مكان. " فارم المصاحف في الحشوش وخرب *** البيت العتيق " نعم اذهب إلى الكعبة واهدمها، نعم. " وجد في العصيان " أي معصية تذكر لك اجتهد في الحصول عليها، نعم وجد في العصيان. " واقتل إذا ما اسطعت كل موحد *** " يعني: ما هو بأي نفس، انظر للموحدين اقتلهم، هذه " *** وتمسحن بالقس والصلبان " القس من؟ القسيس عالم النصارى، الصلبان الصليب الذي يعبده النصارى تمسحن به. " واشتم جميع المرسلين " أعوذ بالله! كل رسول اشتمه، نعم. " واشتم جميع المرسلين ومن أتوا *** من عنده " من؟ الله عز وجل، نسأل الله العافية. " ومن أتوا *** من عنده جهرا بلا كتمان وإذا رأيت حجارة فاسجد لها *** بل خر للأصنام والأوثان " إذا رأيت عبادة حجر ملقى في السوق فاسجد له، بل إذا رأيت معبودا من دون الله من الأوثان وغيرها فاسجد له.
معنى قول الناظم: وأقر أن الله جل جلاله***هو وحده الباري لذي الأكوان
وأقر أن رسوله حقا أتى*** من عنده بالوحي والقرآن
فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا*** وزر عليك وليس بالكفران
هذا هو الإرجاء عند غلاتهم*** من كل جهمي أخي الشيطان
الشيخ :" وأقر أن الله جل جلاله *** هو وحده الباري لذي الأكوان " الباري يعني الخالق هذا هو الصواب. الطالب : الباري. الشيخ : إيه نعم، أحسن من البادي. " *** هو وحده الباري لذي الأكوان وأقر أن رسوله حقا أتى *** من عنده بالوحي والقرآن فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا *** وزر عليك وليس بالكفران " أعوذ بالله! شف وش صار الإرجاء الآن وش قادنا إليه؟ قادنا إلى أن تؤمن بوجود الله فقط وافعل ما شئت. فإذا قال: أنا مؤمن بالله بأنه الرب خالق المخلوقات وأنه البارئ، ثم فعل ما قال المؤلف: أخذ المصاحف ورمى بها في الحشوش، نعم، أو ذهب إلى الكعبة ودمرها، أو ذهب إلى كل موحد وقتله، أو تمسح بالقس والصلبان، إلى آخر ما قال المؤلف، فهو عندهم مؤمن كامل الإيمان، هذا هو إرجاء الجهمية، الإيمان أن تقر بوجود الله فقط، والباقي افعل ما شئت. طيب، لو سببت الله ما في مانع، عندهم سب الله بس تؤمن بأنه موجود، الرسل سبهم قل فيهم ما شئت بل، ولكن آمن بأنهم رسل من عند الله فقط، ولهذا: " وأقر أن رسوله حقا أتى *** من عنده بالوحي والقرآن فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا *** وزر عليك " كل الأفعال هذه وزر، ولكن ليست بكفر، لأنك مؤمن كامل الإيمان. " هذا هو الإرجاء عند غلاتهم *** من كل جهمي أخي الشيطان فأضف إلى الجيمين " اللي راح من الجيمين أيش؟ الجبر والإرجاء.
(الكلام على الجهمية وبيان عقيدتهم من إنكار العلم والعلو والكلام وجميع الصفات)
فأضف إلى الجيمين جيم تجهم*** وانف الصفات وألق بالأرسان
قل ليس فوق العرش رب عالم*** بسرائر منا ولا إعلان
بل ليس فوق العرش ذو سمع ولا*** بصر ولا عدل ولا إحسان
بل ليس فوق العرش معبود سوى الـ***ـعدم الذي لا شيء في الأعيان
بل ليس فوق العرش من متكلم*** بأوامر و زواجر وقران
كلا ولا كلم إليه صاعد*** أبدا ولا عمل لذي شكران
أنى وحظ العرش منه كحظ ما*** تحت الثرى عند الحضيض الداني
بل نسبة الرحمن عند فريقهم*** للعرش نسبته إلى البنيان
فعليهما استولى جميعا قدرة*** وكلاهما من ذاته خلوان
الشيخ :" أضف إلى الجيمين جيم تجهم *** وانف الصفات وألق بالأرسان " جيم التجهم هي عبارة عن تعطيل الباري عز وجل من أوصافه، نفي الصفات، هذه جيم التجهم، هي نفي الصفات " قل ليس فوق العرش رب عالم *** بسرائر منا ولا إعلام " أعوذ بالله! إذا كان لا يعلم سرائرنا ولا إعلاننا إذن هو جاهل ما في مانع عندهم، لأنهم يقولون اشتم الله ولا يهمك ما دام مؤمن بوجوده. " بل ليس فوق العرش معبود *** سوى العدم الذي لا شيء في الأعيان " الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : إيه نعم. " بل ليس فوق العرش ذو سمع *** ولا بصر ولا عدل وإحسان " لأنهم ينفون الصفات كلها. " بل ليس فوق العرش معبود سوى *** العدم الذي لا شيء في الأعيان " لأنهم إذا قالوا: إن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل، وش صار؟ عدم " بل ليس فوق العرش من متكلم *** بأوامر وزواجر وقران " لأنهم يقولون الكلام مخلوق الله ما يتكلم. " كلا ولا كلم إليه صاعد *** أبدا ولا عمل لذي شكران " لماذا؟ لأنهم لو أثبتوا أن العمل يصعد إلى الله لأثبتوا أن الله فوق، وهم لا يقرون بهذا. " أنى " يعني: كيف يكون ذلك؟ " وحظ العرش منه كحظ ما *** تحت الثرى عند الحضيض الداني " يقولون: إن اللي عند العرش واللي في أسفل السافلين هما عند الله في القرب سواء، سبحان الله! هذا يمكن هذا؟! (( ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ))(( عند ذي العرش مكين )) لو كانوا سواء لكان اللي في الأرض السفلى عند العرش ولا لأ؟ وكان الذي في الأرض السفلى عند الله فلا يفرقون، لأنهم لا يرون العلو. " بل نسبة الرحمن عند فريقهم *** للعرش نسبته إلى البنيان فعليهما استولى " يقولون: إن الله استوى على العرش يعني استولى عليه، طيب، والبنيان اللي في الأرض؟ هاه؟ استولى عليه ولا لأ؟ استولى عليه، إذن نسبة البنيان إلى الله كنسبة العرش إلى الله، كلاهما قد استولى عليهما الله عز وجل. قال: " فعليهما استولى جميعا قدرة *** وكلاهما من ذاته خلوان " واضح.
معنى قول الناظم: هذا الذي أعطته جيم تجهم*** حشوا بلا كيل ولا ميزان تالله ما استجمعن عند معطل*** جيماتها ولديه من إيمان
الشيخ :" هذا الذي أعطته جيم تجهم *** حشوا بلا كيل ولا ميزان " إذن ما الذي أعطته جيم التجهم؟ تعطيل الله حقيقة، حقيقة تعطيل الله، لا شيء، أيهما أشد جيم الجبر ولا جيم الإرجاء ولا جيم التجهم؟ الطالب : ظلمات بعضها فوق بعض. الشيخ : نعم، ظلمات بعضها فوق بعض نعم كل واحدة يكون الكفر عندها، نعم، نسأل الله لنا ولكم الحماية، الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به، قال: " هذا الذي أعطته جيم تجهم *** حشوا بلا كيل ولا ميزان تالله ما استجمعن عند معطل *** جيماتها ولديه من إيمان " نحن نقسم كما أقسم رحمه الله إنه ما من إنسان يعتقد هذا الاعتقاد إلا وهو كافر بالله بلا شك، ولا نشك في هذا.
(بيان أن الجبر والإرجاء والتجهم كلها من جهم بن صفوان والطوائف أخذوها منه وكل بحسبه)
والجهم أصلها جميعا فاغتدت*** مقسومة في الناس بالميزان والوارثون له على التحقيق هم*** أصحابها لا شيعة الإيمان
لكن تقسمت الطوائف قوله*** ذو السهم والسهمين والسهمان
الشيخ :" والجهم أصّلها جميعا فاغتدت *** مقسومة في الناس بالميزان " هو أصل هذه الأصول الثلاثة ومع ذلك انقسمت تقسمت بين الناس، فمثلا التعطيل هل اختص به الجهمية؟ أجيبوا؟ لا، الإرجاء؟ لا، الجبر؟ لا، في أناس أخذوا من الجبر شيئا، أناس أخذوا من الإرجاء شيئا، أناس أخذوا من التعطيل شيئا، فتقسمها الناس، ولكن أصلها الثلاثة من عند جهم، نسأل الله العافية، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. " والوارثون له على التحقيق هم *** أصحابها لا شيعة الإيمان " صحيح، الحمد لله، شيعة الإيمان سالمون منها. " لكن تقسمت الطوائف قوله *** " الطوائف يعني طوائف أهل البدع. " *** ذو السهم والسهمين والسهمان " يعني الناس أخذوا من هذا التعطيل، منهم من عطل سهم، سهمين، ثلاثة، أكثر، لكن أصل البلاء مِن؟ من الجهم.
(صفات أهل البدع أربعة الجهل ودعوى الكمال والكبر وكثرة الكلام)
وسواهم في الجهل والدعوى مـع الـ***ـكبر العظيم وكثرة الهذيان مدوا يدا نحو العلى بتكلف*** وتخلف وتكبر وتوان
الشيخ :" وسواهم " يعني: سوى أهل الحديث " في الجهل والدعوى " خصلتان ذميمتان: جهل ودعوى كمال، فأهل التعطيل بل أهل البدع كلهم عندهم الجهل العظيم وعندهم دعوى الكمال، تجد الصوفي مثلا ولا أجهل من الصوفي، ويدعي أنه هو العالم هو صاحب الكمال هو العابد لله وأن من سواه ليس عنده رقة قلب ولا لين قلب ولا توجه إلى الله، وهكذا أهل البدع كلهم جهل ودعوى. يقول المؤلف: " *** مع الكبر العظيم " هذا الخصلة الثالثة وبئسها خصلة، الرابع: " وكثرة الهذيان " تجي كلام طويل عريض مزخرف وليس فيه شيء. فهذه أربعة أوصاف: الجهل، الدعاوى الباطلة، الكبر، الهذيان، هذه سمات أهل البدع، نسأل الله أن يسلمنا وإياكم منهم. " مدوا يدا نحو العلى بتكلف *** وتخلف وتكبر وتوان " يعني: هم يدعون أنهم هم أصحاب العلى ويمدون أيديهم إليها، لكن مع هذه الأوصاف لا يمكن أن ينالوها.
معنى قول الناظم: أترى ينالوها وهذا شأنهم*** حاشا العلى من ذا الزبون الفاني
الشيخ : ولهذا قال: " أترى ينالوها وهذا شأنهم *** حاشى العلى من ذا الزبون الفاني " العلى لا ينالها مثل هؤلاء الزبائن، لا ينال العلى إلا أصحاب العلى، أما هؤلاء فلن ينالوها. والحقيقة أن هذا الكتاب سبحان الله بيّن لنا أحوالا كثيرة من أحوال البدع، ما كنا نظن أنها تصل إلى هذا الحد خصوصا في هذا الفصل، نعم، ولهذا نقول جزاه الله خيرا هو أذاعها بعد اللتيا والتي والحمد لله أنه أذاعها وصار فيها عبرة، وتعجب كيف تصل الحال بهؤلاء القوم إلى ما وصف ابن القيم رحمه الله، والله الموفق.
القراءة من قول الناظم: فصل في جواب الرب تبارك وتعالى يوم القيامة إذا سأل المعطل والمثبت عن قول كل منهما..إلى آخر الفصل
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " فصل في جواب الرب تبارك وتعالى يوم القيامة إذا سأل المعطل والمشبه عن قول كل واحد منهما وسل المعطل ما تقول إذا أتى *** فئتين عند الله تختصمان " الشيخ : ... القارئ : سم؟ الشيخ : فئتان القارئ : " وسل المعطل ما تقول إذا أتى *** فئتان عند الله تختصمان إحداهما حكمت على معبودها *** بعقولها وبفكرة الأذهان سمته معقولا وقالت إنه *** أولى من المنصوص بالبرهان والنص قطعا لا يفيد فنحن أو *** لانا " الشيخ : أولنا القارئ : " والنص قطعا لا يفيد فنحن أو *** لنا وفوضنا لنا قولان قالت وقلنا فيك لست بداخل *** فينا ولست بخارج الأكوان والعرش أخليناه منك فلست فو *** ق العرش لست بقابل لمكان وكذاك لست بقائل القرآن بل *** قد قاله بشر عظيم الشان ونسبته حقا إليك بنسبة التـ *** ـشريف تعظيما لذي القرآن وكذاك قلنا لست تنزل في الدجى *** إن النزول صفات ذي الجثمان وكذاك قلنا لست ذا وجه ولا *** سمع ولا بصر فكيف يدان وكذاك قلنا لا ترى في هذه الد *** نيـا ولا يوم المعاد الثاني وكذاك قلنا ما لفعلك حكمة *** من أجلها خصصته بزمان ما ثم غير مشيئة قد رجحت *** مثلا على مثل بلا رجحان لكن منا من يقول بحكمة *** ليست بوصف قام بالرحمن هذا وقلنا ما اقتضته عقولنا *** وعقول أشياخ ذوي عرفان قالوا لنا لا تأخذوا بظواهر الـ *** وحيين تنسلخوا من الإيمان بل فكروا بعقولكم إن شئتم *** أو فاقبلوا آراء عقل فلان فلأجل هذا لم نحكم لفظ آ *** ثار ولا خبر ولا قرآن إذ كل تلك أدلة لفظية *** معزولة عن مقتضى البرهان "
(تقديم المعطل العقل على النقل)
وسل المعطل ما تقول إذا أتى*** فئتان عند الله يختصمان إحداهما حكمت على معبودها*** بعقولها وبفكرة الأذهان
سمته معقولا وقالت إنه*** أولى من المنصوص بالبرهان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. يقول ابن القيم رحمه الله في هذا الفصل إنه سيجتمع عند الله يوم القيامة فئتان تختصمان في الله، فئة المعطلة، وفئة المثبتة، ففئة المعطلة تقول إنها: " حكمت على معبودها *** بعقولها وبفكرة الأذهان سمته معقولا " أي: موصوفا بمقتضى العقل. " وقالت إنه *** " أي: ما دلت عليه العقول " *** أولى من المنصوص بالبرهان " يعني: أن المعقول عندهم أولى من المنقول، ولهذا حكموا العقل وتركوا النقل.
(معاملتهم للنصوص وعقيدتهم في الله ووصفه بالعدم وعقيدتهم في كلام الله وفي النزول وفي الصفات )
والنص قطعا لا يفيد فنحن أولـ***ـنا وفوضنا لنا قولان قالت وقلنا فيك لست بداخل*** فينا ولست بخارج الأكوان
والعرش أخليناه منك فلست فوق*** العرش لست بقابل لمكان
وكذاك لست بقائل القرآن بل*** قد قاله بشر عظيم الشان
ونسبته حقا إليك بنسبة التشـ***ـريف تعظيما لذي القرآن
وكذاك قلنا لست تنزل في الدجى*** إن النزول صفات ذي الجثمان
وكذاك قلنا لست ذا وجه ولا*** سمع ولا بصر فكيف يدان
الشيخ :" والنص قطعا لا يفيد " ماذا يفيد؟ هاه؟ الظن، يفيد الظن، يعني والنص لا يفيد قطعا، هذا معنى البيت. " فنحن أولنا *** وفوضنا لنا قولان " يعني سلكنا في هذه النصوص أحد مسلكين: إما التأويل، وإما التفويض، مع أن ما يسمونه تأويلا هو في الحقيقة تحريف، لأنه لا يدل عليه اللفظ، نعم. " قالت وقلنا فيك لست بداخل *** فينا ولست بخارج الأكوان والعرش أخليناه منك فلست فوق *** العرش لست بقابل بمكان وكذاك لست بقائل القرآن بل *** قد قاله بشر عظيم الشان " من هو؟ محمد صلوات الله وسلامه عليه، وهذا كقول إمامهم إن هو إلا قول هاه؟ إلا قول البشر. " ونسبته حقا إليك بنسبة *** التشريف تعظيما لذي القرآن " عندكم لذي ولا لذا؟ الطالب : لذي. الشيخ : لذي؟ نعم يعني نسبت القرآن إليك نسبة تشريف فقط لا على أنه صفة من صفاتك، فقولنا القرآن كلام الله، كقولنا ناقة صالح ناقة الله. " وكذاك قلنا لست تنزل في الدجى *** إن النزول صفات ذو الجثمان وكذاك قلنا لست ذا وجه ولا *** سمع ولا بصر فكيف يدان " كل هذا مر علينا.
وكذاك قلنا لا ترى في هذه الدنيـ***ـا ولا يوم المعاد الثاني (بيان خلاف السلف في مسألة هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا أو لا وبيان الراجح من ذلك)
الشيخ :" وكذاك قلنا لا ترى في هذه *** الدنيا ولا يوم المعاد الثاني " ها هنا مسألتان، المسألة الاولى: قولهم لا ترى في هذه الدنيا، وهذه المسألة اختلف فيها علماء السلف: هل يرى الله في الدنيا أو لأ؟ واختلافهم ليس لكل أحد، بل للنبي صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه أو لأ؟ والراجح أنه لم ير الله سبحانه وتعالى، وقد سئل هو نفسه صلوات الله وسلامه عليه هل رأيت ربك، قال: ( رأيت نورا )، وفي لفظ قال: ( نور أنى أراه ) لأننا بيننا وبين الله حجب عظيمة من النور، حجب عظيمة لا يرى من ورائها الرب جل وعلا، ولهذا لما قال موسى (( رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا )) اندك الجبل لعظمة الله (( وخر موسى صعقا )) صعق غشي عليه (( فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين )) ففي الدنيا لا أحد يقوم لرؤية الله أبدا ولا يستطيع، وأما قوله تعالى في سورة النجم (( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى )) فالمراد به جبريل على القول الراجح. طيب، وفي الآخرة " ولا يوم المعاد الثاني " هذا لم يقل به أحد من أهل السنة أنه لا يرى، بل اتفق أهل السنة على أن الله تعالى يرى يوم القيامة عيانا بالبصر كما ترى الشمس.
الشيخ :" وكذاك قلنا ما لفعلك حكمة *** من أجلها خصصته بزمان " هاه؟ يعني ليس لفعل الله حكمة من أجل هذه الحكمة خص الفعل بهذا الزمان المعين، انتبهوا لهذه النقطة، أفعال الله عز وجل تتجدد، يفعل هذا في يوم ولا يفعله في يوم آخر، لماذا فعله في هذا اليوم؟ لحكمة اقتضت تخصيصه في هذا اليوم، نعم، لماذا رضي عن هذا الرجل دون ذاك الرجل؟ لحكمة اقتضت الرضا، ولهذا قال: ما لفعلك حكمة من أجلها، أي: من أجل هذه الحكمة خصصته أي أيش؟ أي الفعل خصصته بزمان، يعني: نحن نؤمن بأن الله خص هذا الزمن بهذا الفعل لحكمة، النزول إلى السماء الدنيا متى يكون؟ في ثلث الليل الآخر، لماذا خصه الله بهذا؟ لحكمة، لأن هذا الجزء من الليل أطيب ما يكون الإنسان فيه نوما ولذة نوم، فإذا هجر الإنسان فراشه وقام يناجي الله في صلاته، كان هذا دليلا على كمال إيمانه، نعم. " ما ثم غير مشيئة قد رجحت *** مثلا على مثل بلا رجحان " يقولون: إن الله عز وجل يفعل الشيء بمشيئته لمجرد المشيئة، شاء أن يكون هذا فكان، شاء ألا يكون الثاني فلم يكن، لكن ليس هناك حكمة. طيب هذا " لكن منا من يقول بحكمة *** ليست بوصف قام بالرحمن " هذا قول آخر لهم، يقولون: إن الله يفعل لحكمة، لكن ليست الحكمة وصفا له، لماذا؟ لأنه لا تقوم به الصفات، فهي شيء منفصل بائن، يتعلق بالمفعول لا بالفعل، فمثلا الأنعام خلقها الله عز وجل لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون، فيقولون: الحكمة ليست صفة الله، ولكن في نفس المفعول، لا في فعل الفاعل، طيب. " هذا وقلنا ما اقتضته عقولنا *** وعقول أشياخ ذوي عرفان قالوا لنا "