(تتمة في جواب المعطل ربه يوم القيامة إذا سأله عن عقيدته)
ما ثم غير مشيئة قد رجحت*** مثلا على مثل بلا رجحان لكن منا من يقول بحكمة*** ليست بوصف قام بالرحمن
الشيخ : الليل أطيب ما يكون الإنسان فيه نوما ولذة نوم، فإذا هجر الإنسان فراشه وقام يناجي الله في صلاته، كان هذا دليلا على كمال إيمانه، نعم. " ما ثم غير مشيئة قد رجحت *** مثلا على مثل بلا رجحان " يقولون: إن الله عز وجل يفعل الشيء بمشيئته لمجرد المشيئة، شاء أن يكون هذا فكان، شاء ألا يكون الثاني فلم يكن، لكن ليس هناك حكمة. طيب هذا " لكن منا من يقول بحكمة *** ليست بوصف قام بالرحمن " هذا قول آخر لهم، يقولون: إن الله يفعل لحكمة، لكن ليست الحكمة وصفا له، لماذا؟ لأنه لا تقوم به الصفات، فهي شيء منفصل بائن، يتعلق بالمفعول لا بالفعل، فمثلا الأنعام خلقها الله عز وجل لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون، فيقولون: الحكمة ليست صفة الله، ولكن في نفس المفعول، لا في فعل الفاعل، طيب.
(بيان قول المعطل أن ظواهر النصوص تؤدي إلى الكفر وأنها ألفاظ)
هذا وقلنا ما اقتضته عقولنا*** وعقول أشياخ ذوي عرفان
قالوا لنا لا تأخذوا بظواهـر الـو***حيين تنسلخوا من الإيمان
بل فكروا بعقولكم إن شئتم*** أو فاقبلوا آراء عقل فلان
الشيخ : طيب. " هذا وقلنا ما اقتضته عقولنا *** وعقول أشياخ ذوي عرفان قالوا لنا " الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : أيش؟ الطالب : ... الشيخ : أشياخ أشياخ بالخاء نعم الطالب : ... الشيخ : أشياخ يا أخي، وعقول أشياخ ذوي عرفان. " قالوا لنا " من الذين قالوا لهم؟ الطالب : الأشياخ. الشيخ : الأشياخ. " لا تأخذوا بظواهر *** الوحيين تنسلخوا من الإيمان " أعوذ بالله، يقول هؤلاء الأشياخ: إن أخذتم بظواهر الوحيين وقلتم لله يد ولله وجه ولله عين ولله نزول، انسلختم من الإيمان، لأنهم يدعون أن هذا القول يستلزم تمثيل الله بالخلق، ومن مثل الله بخلقه فهو كافر. " بل فكروا بعقولكم إن شئتم *** أو فاقبلوا آراء عقل فلان " يعني لا ترجعوا للقرآن والسنة في إثبات الصفات عن الله أو نفيها عنه، فكر بعقلك، كان إنك ما تقدر هاه؟ قلد، قلد عقل فلان.
معنى قول الناظم: فلأجل هذا لم نحكم لفظ آ***ثار ولا خبر ولا قرآن
إذ كل تلك أدلة لفظية*** معزولة عن مقتضى البرهان
الشيخ :" فلأجل هذا لم نحكم لفظ *** آثار ولا خبر ولا قرآن إذ كل تلك أدلة لفظية *** معزولة عن مقتضى البرهان " هذا خصم، كل الفصل هذا خصم، من؟ من الخصم هنا؟ المعطلة، نعم.
السائل : إذا ... فلا بد أن ... وهل مثلا ... الشيخ : لكنها ليست، لكن يرون أن الحكمة هنا في المفعول. السائل : المفعول هو ... الشيخ : إيه هكذا عاد، هكذا يقولون، ينفوون الحكمة عمن هو أحق بها ويجعلونها في المفعول، هذا من سفههم.
سؤال هل ورد عن بعض السلف أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله في المنام؟
الشيخ : نعم. السائل : ورد عن بعض السلف أنه رأى الله في المنام، هل هذا صحيح يا شيخ؟ الشيخ : الله أعلم، نعم ورد أن بعض السلف يرى الله في المنام فالله أعلم ما أدري، أنا متوقف في هذا، وإلا فقد نسب للإمام أحمد، أما النبي عليه الصلاة والسلام فقد رأى ربه في المنام، نعم.
سؤال هل شبهة إنكار المعطلة للنزول لأن هذه صفات الجسم ؟
السائل : نزول الصفات للجثمان ... الشيخ : هم يرون أنه إذا قلنا أن الله ينزل لزم أن يكون جسما، إيه نعم. السائل : أي أنه ليس له صفة أصلا؟ الشيخ : لا لا، النزول صفة للجثمان، فإذا قلنا نازل أن الله ينزل لزم أن نجعله جسما، إيه نعم، نعم.
القارئ : " فصل: والآخرون أتوا بما قد قاله *** من غير تحريف ولا كتمان قالوا تلقينا عقيدتنا عن الـ *** وحيين بالأخبار والقرآن فالحكم ما حكما به لا رأي أهـ *** ـل الاختلاف وظن ذي الحسبان آراؤهم أحداث هذا الدين نا *** قضة لأهل طهارة الإيمان " الشيخ : لأصل القارئ : " آراؤهم أحداث هذا الدين نا *** قضة لأصل طهارة الإيمان آراؤهم ريح المقاعد أين تلك *** الريح من روح ومن ريحان " الشيخ : الله أكبر! القارئ : " قالوا وأنت رقيبنا وشهيدنا *** من فوق عرشك يا عظيم الشان إنا أبينا أن ندين ببدعة *** وضلالة أو إفك ذي بهتان لكن بما قد قلته أو قاله *** من قد أتانا عنك بالفرقان وكذاك فارقناهم حين احتيا *** ج الناس للأنصار والأعوان " الشيخ : أعد أعد القارئ : " وكذاك فارقناهم حين احتيا *** ج الناس للأنصار والأعوان كيلا تصير " الشيخ : كيلا نصير كيلا القارئ : " كيلا نصير مصيرهم في يومنا *** هذا ونطمع منك بالغفران فمن الذي منا أحق بأمنة " الشيخ : بأمنه، عندي أنا بأمنه، هاه؟ القارئ : ... الشيخ : نسخة فيها تاء؟ نسختان، طيب. القارئ : " فمن الذي منا أحق بأمنة *** فاختر لنفسك يا أخا العرفان لابد نلقاه نحن وأنتم *** في موقف العرض العظيم الشان وهناك يسألنا جميعا ربنا *** ولديه قطعا نحن مختصمان فنقول قلت كذا وقال نبينا *** أيضا كذا فإمامنا الوحيان فافعل بنا ما أنت أهل بعد ذا *** نحن العبيد وأنت ذو الإحسان أفتقدرون على جواب مثل ذا *** أم تعدلون على جواب ثان ما فيه قال الله قال رسوله *** بل فيه قلنا مثل قول فلان وهو الذي أدت إليه عقولنا *** لما وزنا الوحي بالميزان إن كان ذلكم الجواب مخلصا *** فامضوا عليه يا ذوي العرفان تالله ما بعد البيان لمنصف *** إلا العناد ومركب الخذلان " الشيخ : الله أكبر!
(جواب المثبت السني لربه يوم القيامة إذا سأله عن عقيدته)
والآخرون أتوا بما قد قاله*** من غير تحريف ولا كتمان قالوا تلقينا عقيدتنا عـ***ـن الوحيين بالأخبار والقرآن
فالحكم ما حكما به لا رأي أهـ***ـل الاختلاف وظن ذي الحسبان
آراؤهم أحداث هذا الدين نا***قضة لأصل طهارة الإيمان
آراؤهم ريح المقاعد أين تلك*** الريح من روح ومن ريحان
الشيخ : هذا الفريق الثاني نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم. " الآخرون أتوا بما قد قاله *** من غير تحريف ولا كتمان " الضمير في قاله يعود على الله عز وجل، أتوا بما قد قاله من غير تحريف ولا كتمان " قالوا تلقينا عقيدتنا عن *** الوحيين بالأخبار والقرآن " هذا مصدر تلقي العقيدة من الكتاب والسنة، ليس هناك مصدر تلقي سواهما. " فالحكم ما حكما به لا رأي أهل *** الاختلاف وظن ذي الحسبان " الحكم ما حكما به، أي: الكتاب والسنة، لا رأي أهل الاختلاف وظن ذي الحسبان " آراؤهم أحداث هذا الدين ناقضة *** لأصل طهارة الإيمان " آراؤهم أحداث، يعني: جمع حدث، والحدث ينقض الوضوء، وآراء هؤلاء تنقض أصل طهارة الإيمان، نعم، إذن أحداث جمع حدث، وهو البول والغائط، البول والغائط ينقض الوضوء، وهذه الأحداث التي أتوا بها تنقض أصل طهارة الإيمان. " آراؤهم ريح المقاعد " ريح المقاعد طيبة ولا خبيثة؟ نعم؟ خبيثة، أليس كذلك؟ " ريح المقاعد أين تلك *** الريح من روح ومن ريحان " الله أكبر! بينهما كما بين السماء والأرض.
(مخاطبة السني لربه وتعظيمهم له ويدينون لقول الله وقول رسوله)
قالوا وأنت رقيبنا وشهيدنا***من فوق عرشك يا عظيم الشان إنا أبينا أن ندين ببدعة*** وضلالة أو إفك ذي بهتان
لكن بما قد قلته أو قاله*** من قد أتانا عنك بالفرقان
الشيخ :" قالوا " الآخرون " وأنت " يخاطبون الله سبحانه وتعالى، " رقيبنا وشهيدنا *** من فوق عرشك يا عظيم الشان " وفي قولهم: " من فوق عرشك " إثبات الاستواء على العرش، وأولئك القوم السابقون في الفصل الأول لا يقرون بهذا. " إنا أبينا أن ندين ببدعة *** وضلالة أو إفك ذي بهتان لكن بما قد قلته " يعني: ندين بما قد قلته، " أو قاله *** من قد أتانا عنك بالفرقان " من؟ الرسول عليه الصلاة والسلام، يعني: لا ندين إلا بقول الله أو قول الرسول.
معنى قول الناظم: وكذاك فارقناهم حين احتيا***ج الناس للأنصار والأعوان
كيلا نصير مصيرهم في يومنا*** هذا ونطمع منك بالغفران
الشيخ :" وكذاك فارقناهم حين احتياج *** الناس للأنصار والأعوان " فارقنا من؟ الفريق الأول أهل التعطيل، حين احتياج الناس للأنصار والأعوان، يعني: مع حاجتنا إليهم فارقناهم، لأننا فارقناهم لله، فنحن مستغنون بالله عنهم، نعم. " كيلا نصير مصيرهم في يومنا *** هذا ونطمع منك بالغفران " يعني: فارقناهم مع الحاجة إليهم لئلا يصير مصيرنا كمصيرهم في هذا اليوم، فنحن نطمع منك بالغفران.
(مخاطبة السني للمعطل)
فمن الذي منا أحق بأمنه*** فاختر لنفسك يا أخا العرفان لا بد أن نلقاه نحن وأنتم*** في موقف العرض العظيم الشان
الشيخ : قال يخاطب الفريق السابق ذكره " فمن الذي منا أحق بأمنه *** فاختر لنفسك يا أخا العرفان " من؟ أولئك القوم أو هؤلاء؟ هؤلاء لا شك (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) " لابد أن نلقاه نحن وأنتم *** في موقف العرض العظيم الشان " نعم، والله لابد منه، أن نلقى خصومنا يوم العرض على الله، يرحمك الله، في ذلك اليوم العظيم الشان، قال الله تعالى: (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )).
معنى قول الناظم: وهناك من يسألنا جميعا ربنا*** ولديه قطعا نحن مختصمان
فنقول قلت كذا وقال نبينا*** أيضا كذا فإمامنا الوحيان
فافعل بنا ما أنت أهل بعد ذا*** نحن العبيد وأنت ذو الإحسان
الشيخ :" وهناك يسألنا جميعا ربنا *** ولديه قطعا نحن مختصمان فنقول قلت كذا وقال نبينا *** أيضا كذا فإمامنا الوحيان فافعل بنا ما أنت أهل بعد ذا *** نحن العبيد وأنت ذو الإحسان " الله أكبر! يعني نحن حكمنا الكتاب والسنة فافعل بنا ما أنت أهله بعد هذا، وما هو الذي أهله؟ هو أهل التقوى وأهل المغفرة وأهل الفضل والإحسان، نحن العبيد وأنت ذو الإحسان.
معنى قول الناظم: أفتقدرون على جواب مثل ذا*** أم تعدلون على جواب ثان
ما فيه قال الله قال رسوله*** بل فيه قلنا مثل قول فلان
وهو الذي أدت إليه عقولنا*** لما وزنا الوحي بالميزان
الشيخ : يقول: " أفتقدرون " يخاطب الفئة السابق ذكرها " أفتقدرون على جواب مثل ذا *** أم تعدلون على جواب ثاني ما فيه قال الله قال رسوله *** بل فيه قلنا مثل قول فلان " صح، نعم هكذا " وهو الذي أدت إليه عقولنا *** لما وزنا الوحي بالميزان " يعني: وزنا بين الوحي وبين العقل فرجحنا العقل.
معنى قول الناظم: إن كان ذلكم الجواب مخلصا*** فامضوا عليه يا ذوي العرفان
تالله ما بعد البيان لمنصف*** إلا العناد ومركب الخذلان
الشيخ :" إن كان ذلكم الجواب مخلصا *** فامضوا عليه يا ذوي العرفان " والجواب: ليس بمخلص، لكن ابن القيم رحمه الله يتهكم بهم، يقول: يا ذوي العرفان، وما أبعدهم عن العرفان. " تالله ما بعد البيان لمنصف *** إلا العناد ومركب الخذلان " إذن هذان الخصمان حسب ما تقتضيه الأدلة الشرعية الرابح منهم مَن؟ الخصم الثاني ذكرا السابق مرتبة، والخاسر؟ الأول ذكرا الثاني أو الآخر مرتبة. فأنت الآن اختر لنفسك أن تكون مثل هؤلاء أو مثل هؤلاء، وكل عاقل سوف يختار أن يكون ممن حكموا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم؟ توحيد، إيه نعم.
القراءة من قول الناظم: فصل في تحميل أهل الإثبات للمعطلين شهادة تؤدى عند رب العالمين..إلى قوله.. طه ومع يس قول بيان
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " فصل في تحميل أهل الإثبات للمعطلين شهادة تؤدى عند رب العالمين يا أيها الباغي على أتباعه *** بالظلم والبهتان والعدوان قد حملوك شهادة فاشهد بها *** إن كنت مقبولا لدى الرحمن واشهد عليهم إن سئلت بأنهم *** قالوا إله العرش والأكوان فوق السموات العلى حقا على الـ *** ـعرش استوى سبحان ذي السلطان والأمر ينزل منه ثم يسير في الـ *** أقطار سبحان العظيم الشان وإليه يصعد ما يشاء بأمره *** من طيبات القول والشكران وإليه قد صعد الرسول وقبله *** عيسى ابن مريم كاسر الصلبان وكذلك الأملاك تصعد دائما *** من ها هنا حقا إلى الديان وكذاك روح العبد بعد مماتها *** ترقى إليه وهو ذو إيمان واشهد عليهم أنه سبحانه *** متكلم بالوحي والقرآن سمع الأمين كلامه منه وأد *** اه إلى المبعوث بالفرقان هو قول رب العالمين حقيقة *** لفظا ومعنى ليس يفترقان " الشيخ : الله أكبر! القارئ : "واشهد عليهم أنه سبحانه *** قد كلم المولود من عمران سمع ابن عمران الرسول كلامه *** منه إليه مسمع الآذان واشهد عليهم أنهم قالوا بأن *** الله ناداه بلا كتمان واشهد عليهم أنهم قالوا بأن *** الله نادى قبله الأبوان واشهد عليهم أنهم قالوا بأن *** الله يسمع صوته الثقلان والله قال بنفسه لرسوله *** إني أنا الله العظيم الشان والله قال بنفسه لرسوله *** اذهب إلى فرعون ذي الطغيان والله قال بنفسه حم مع *** طه ومع يس قول بيان واشهد عليهم " الشيخ : بس.
معنى قول الناظم: يا أيها الباغي على أتباعه*** بالظلم والبهتان والعدوان
قد حملوك شهادة فاشهد بها*** إن كنت مقبولا لدى الرحمن
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. هذه القطعة يقول المؤلف رحمه الله إن أهل السنة حملوا أهل البدعة إن كانت تقبل شهادتهم هذا الحمل، حملوهم الشهادة، يقول: " يا أيها الباغي على أتباعه *** بالظلم والبهتان والعدوان " الباغي على أتباع الرسول عليه الصلاة والسلام بالظلم والبهتان والعدوان، وهذا وصف أهل البدع بالنسبة لأهل السنة. " قد حملوك شهادة فاشهد بها *** إن كنت مقبولا لدى الرحمن " إن كنت مقبولا، وهو غير مقبول.
(إثبات العلو والإستواء)
فاشهد عليهم إن سئلت بأنهم*** قالوا إله العرش والأكوان فوق السموات العلى حقا على العـ***ـرش استوى سبحان ذي السلطان
الشيخ : واشهد، واشهد عليهم ولا فاشهد؟ الطالب : واشهد. الشيخ : واشهد عليهم، ولعل الفاء أحسن للتفريع الشيخ :" فاشهد عليهم إن سئلت بأنهم *** قالوا إله العرش والأكوان فوق السماوات " هذا العلو، يعني: اشهد عليهم أنهم وصفوا الله بالعلو، بأنه " فوق السماوات العلى حقا على *** العرش استوى سبحان ذي السلطان " هذا إثبات العلو، وإثبات الاستواء، هو فوق السماوات لقول الله تبارك وتعالى: (( ءأمنتم من في السماء ))، وهو استوى على العرش لقوله (( الرحمن على العرش استوى )).
معنى قول الناظم: والأمر ينزل منه ثم يسير في الـ***أقطار سبحان العظيم الشان
و إليه يصعد ما يشاء بأمره*** من طيبات القول والشكران
و إليه قد صعد الرسول وقبله*** عيسى ابن مريم كاسر الصلبان
وكذلك الأملاك تصعد دائما*** من ها هنا حقا إلى الديان
وكذاك روح العبد بعد مماتها*** ترقى إليه وهو ذو إيمان
الشيخ :" والأمر ينزل منه ثم يسير *** في الأقطار سبحان العظيم الشان " الأمر ينزل منه، ولا نزول إلا من أعلى، قال عز وجل (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه )) " وإليه يصعد ما يشاء بأمره *** من طيبات القول والشكران " قال الله تعالى: (( إليه يصعد الكلم الطيب ))" وإليه قد صعد الرسول وقبله *** عيسى ابن مريم كاسر الصلبان " الرسول محمد عليه الصلاة والسلام صعد إلى الله ليلة المعراج، إلى السماوات السبع، إلى موضع سمع فيه صريف الأقلام، لم يصله أحد من البشر فيما نعلم، وقبله عيسى ابن مريم كاسر الصلبان، كاسر الصلبان متى؟ إذا نزل في آخر الزمان فإنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، فلا يقبل إلا الإسلام، وكذلك " الأملاك تصعد دائما *** من ها هنا " من الأرض. " حقا إلى الديان " الملائكة الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : منين؟ على وين؟ الطالب : ... الشيخ : لا، إلى إلى مصححة، إلى الديان. طيب، الملائكة تصعد إلى الله عز وجل في كل آن وحين، إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال بالأرواح بغير ذلك من أوامره، (( تعرج الملائكة والروح إليه )) دائما وأبدا " وكذاك روح العبد بعد مماتها *** ترقى إليه وهو ذو إيمان " إذا قبض ملك الموت الروح أخذتها الملائكة، فصعدوا بها إلى السماء، فإن كان من المؤمنين أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم. الطالب : آمين الشيخ : فتحت لها أبواب السماء، حتى تصعد إلى الرب عز وجل، وإن كان من الكافرين لا تفتح لهم أبواب السماء، وتطرح روحه طرح، ترمى على الأرض رمي، وقرأ النبي عليه الصلاة والسلام ( فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ).
(إثبات صفة الكلام لله عز وجل وبيان أن جبريل سمعه من الله مباشرة لا من اللوح المحفوظ)
وأشهد عليهم أنه سبحانه*** متكلم بالوحي والقرآن سمع الأمين كلامه منه وأد***اه إلى المبعوث بالفرقان
هو قول رب العالمين حقيقة*** لفظا ومعنى ليس يفترقان
الشيخ :" واشهد عليهم أنه سبحانه *** متكلم بالوحي والقرآن " نعم، هذا القرآن الذي بين أيدينا كلام ربنا عز وجل، تكلم به حقيقة لفظا ومعنى. " سمع الأمين " وهو جبريل " سمع الأمين كلامه منه *** وأداه إلى المبعوث بالفرقان " وهذا يدل على أن نزول القرآن من الله إلى جبريل إلى محمد، وليس من اللوح المحفوظ كما هو مشهور عند كثير من العلماء، بل إن الله عز وجل يتكلم بالقرآن حين إنزاله، فيسمعه جبريل، ثم ينزل به إلى محمد صلى الله عليه وسلم. قال: " سمع الأمين كلامه وأداه *** إلى المبعوث بالفرقان هو قول رب العالمين حقيقة *** لفظا ومعنى ليس يفترقان " وقد مر علينا هذا كثيرا، وبينا اختلاف الناس في كلام الله.
(إثبات كلام الله وأنه بصوت)
واشهد عليهم أنه سبحانه*** قد كلم المولود من عمران سمع ابن عمران الرسول كلامه*** منه إليه مسمع الأذان
واشهد عليهم أنهم قالوا بأن*** الله ناداه بلا كتمان
واشهد عليهم أنهم قالوا بأن*** الله نادى قبله الأبوان
الشيخ :" واشهد عليهم أنه سبحانه *** قد كلم المولود من عمران " من عمران، وهو موسى (( وكلم الله موسى تكليما )) " سمع ابن عمران الرسول كلامه *** منه إليه مسمع الأذان " يعني: سمعه بأذنيه، وهذا يدل على أنه صوت. " واشهد عليهم بأنهم قالوا بأن *** الله ناداه بلا كتمان " قال الله تعالى: (( ونادينا من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا )) " واشهد عليهم أنهم قالوا بأن *** الله نادى قبله الأبوان " آدم وحواء (( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة )) والتزم المؤلف رحمه الله في هذا البيت التزم لغة من تلزم المثنى الألف مطلقا، لغة من يلزم المثنى الألف مطلقا، لأنه قال: " الأبوان "، " نادى قبله الأبوان "، ولو جرى على اللغة المشهورة لقال: الأبوين.
واشهد عليهم أنهم قالوا بأن*** الله يسمع صوته الثقلان
والله قال بنفسه لرسوله*** إني أنا الله العظيم الشان
والله قال بنفسه لرسوله*** اذهب إلى فرعون ذي الطغيان
والله قال بنفسه حم مع*** طه ومع يس قول بيان (إثبات كلام الله وأنه بحرف)
الشيخ :" واشهد عليهم أنهم قالوا بأن *** الله يسمع صوته الثقلان " يوم القيامة يتكلم عز وجل بكلام يسمعه الثقلان من بعد كما يسمعه من قرب، فيقول: أنا الديان " والله قال بنفسه لرسوله *** إني أنا الله العظيم الشان " وهو موسى، قال الله تعالى له: (( إنني أنا الله لا إله إلا أنا )) فهل يمكن أن تقول الشجرة كما يزعم القائلون بأن موسى سمع الصوت من الشجرة؟ هل يمكن أن تقول الشجرة إني أنا الله؟ لا يمكن، قال: إني أنا الله العظيم الشان. " والله قال بنفسه لرسوله *** اذهب إلى فرعون ذي الطغيان " (( اذهب إلى فرعون إنه طغى )) " والله قال بنفسه حم مع *** طه ومع يس قول بيان " هذا القرآن، قال حتى الحروف الهجائية قالها الله عز وجل، مع أن الحروف الهجائية ليس لها معنى، ومع ذلك قالها الرب عز وجل، نعم. قال: " واشهد عليهم " نعم.
سؤال إذا كان الكلب ملكا لمعاهد أو ذمي ثم تركه فهل يجوز قتله أو ينتفع به
السائل : أحسن الله إليك، لما عيسى يقتل الخنزير فهل يعني يسن أن نقتل الخنزير؟ الشيخ : إيه نعم، إذا لم يكن ملكا لأحد، فإن كان ملكا لمعاهد أو ذمي فهو محترم. السائل : طيب، يعني بعضهم يضعونه في حديقة الحيوانات يعني بعض المسلمين فهل هذا جائز؟ الشيخ : ألم تعلم أن بعضهم يأنس بالكلب وهو أخبث من الخنزير، الكلب نجاسته ما تطهر إلا بسبع غسلات إحداها بالتراب، والخنزير مثل غيره، عرفت؟ وذكر لبعض الناس قولا عجيبا، يقول: إنه كل صباح يغسل هذا الكلب بالصابون، صحيح هذا، والله جهل وسفه، الكلب لو تسلط عليه ماء البحر وصابون كل معمل ما يمكن يطهر أبدا، لكن هذه ... سلطوا على أنفسهم أن يتلفوا أموالهم بما لا فائدة منه، بل بما فيه مضرة، يمكن جلده ما ... الماء إلا بعد أسبوع، لكن جلد الكلب كل صباح، اللهم لك الحمد. السائل : شيخ يعني ما يجوز ... ؟ الشيخ : اللي هو؟ السائل : الخنزير؟ الشيخ : إيه نعم، لا يجوز، وش اللي جوزه، لأنه هو يعني إضاعة المال في الإنفاق عليه إضاعة لا ينتفع به، هو لا ينتفع به إطلاقا، لا هو يركب، لو كان كالحمار يركب يمكن يدفع له. السائل : وحتى باقي الحيوانات ... الشيخ : حتى باقي الحيوانات، في الحقيقة من إضاعة المال، وش علينا من السباع الضواري، نعم.
سؤال عن قول الناظم: والله قال بنفسه لرسوله***إني أنا الله العظيم الشان وأنه غير موجود في القرآن بهذا اللفظ
السائل : ... القول بالمعنى في القرآن الشيخ : إيه نعم، هو ما أراد رواية القرآن، هو أراد أن الله قال (( إنني أنا الله )) إنني أنا الله، هذا أهم شيء، إني أنا الله، هذا أهم شيء، أما العظيم الشان هذا تتمة البيت، نعم. السائل : طيب، يا شيخ ما معنى قبله ... ؟ الشيخ : أربعة، الإخوان يقولون هذا الرابع، يقولون ما في إلا ثلاثة. ادخره ادخره إن شاء الله بعد.
القراءة من قول الناظم: وأشهد عليهم أنهم وصفوا..إلى قوله.. والأسـماء أعلام له بوزان
القارئ : " واشهد عليهم أنهم وصفوا الإل *** ـه بكل ما قد جاء في القرآن وبكل ما قال الرسول حقيقة *** من غير تحريف ولا عدوان واشهد عليهم أن قول نبيهم *** وكلام رب العرش ذا التبيان نص يفيد لديهم علم اليقـ *** ـين إفادة المعلوم بالبرهان واشهد عليهم أنهم قد قابلوا *** التعطيل والتمثيل بالنكران إن المعطل والممثل ما هما *** متيقنين عبادة الرحمن ذا عابد المعدوم لا سبحانه *** أبدا وهذا عابد الأوثان واشهد عليهم أنهم قد أثبتوا الـ *** أسماء والأوصاف للديان وكذلك الأحكام أحكام الصفا *** ت وهذه الأركان للإيمان قالوا عليم وهو ذو علم و يعـ *** ـلم غاية الإسرار والإعلان وكذا بصير وهو ذو بصر و يبـ *** ـصر كل مرئي وذي الأكوان وكذا سميع وهو ذو سمع ويسـ *** ـمع كل مسموع من الأكوان متكلم وله كلام وصفه *** ويكلم المخصوص بالرضوان وهو القوي بقوة هي وصفه *** وعليك يقدر يا أخا السلطان وهو المريد له الإرادة هكذا *** أبدا يريد صنائع الإحسان والوصف معنى قائم بالذات والـ*** أسماء أعلام له بوزان " الشيخ : بس
(أن أهل السنة يثبتون لله ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله)
واشهد عليهم أنهم وصفوا الإلـ***ـه بكل ما قد جاء في القرآن وبكل ما قال الرسول حقيقة*** من غير تحريف ولا عدوان
الشيخ : ذكر المؤلف رحمه الله من جملة ما حمّل أهل الإثبات أهل التعطيل ليشهدوا به عند الله عز وجل، قال: " واشهد عليهم أنهم وصفوا *** الإله بكل ما قد جاء في القرآن " وهذا ولله الحمد هي عقيدتنا أننا نصف الله بكل ما جاء في القرآن، كل وصف ولا نجبن عن وصف الله به إذا كان الله قد وصف نفسه بذلك، وكذلك أيضا: " بكل ما قال الرسول حقيقة *** من غير تحريف ولا عدوان " أيضا كل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الله فإننا نصف الله به، ولا نتوقف، ولا نجبن، بل نقوله صريحا علنا ونحن مطمئنون، ولله الحمد.
(أن النصوص تفيد العلم )
و اشهد عليهم أن قول نبيهم*** وكلام رب العرش ذا التبيان نص يفيد لديهم علم اليقـ***ـين إفادة المعلوم بالبرهان
الشيخ :" واشهد عليهم أن قول نبيهم *** وكلام رب العرش ذا التبيان نص " قول الله ورسوله " نص يفيد لديهم علم *** اليقين إفادة المعلوم بالبرهان " وعند أولئك المعطلة، هاه؟ أنه لا يفيد القطع ولا اليقين، لا يفيد إلا الظن، وعرفتم شبهاتهم السابقة، ورد المؤلف عليهم رحمه الله، قالوا: إن الرسول يعني يحتمل معاني كثيرة، وقالوا: إن العرش يحتمل معاني كثيرة، الاستواء يحتمل معاني كثيرة، ورد عليهم رحمه الله برد مقنع سبق. يقول: واشهد، نعم.
معنى قول الناظم: و اشهد عليهم أنهم قد قابلوا الـ***ـتعطيل والتمثيل بالنكران
إن المعطل والممثل ما هما*** متيقنين عبادة الرحمن
ذا عابد المعدوم لا سبحانه*** أبدا وهذا عابد الأوثان
الشيخ :" واشهد عليهم أنهم قد قابلوا *** التعطيل والتمثيل بالنكران " التعطيل والتمثيل طرفان أليس كذلك؟ التعطيل نفي الصفات، والتمثيل إثباتها مع التمثيل، فهما ضدان، أهل الإثبات أنكروا التعطيل والتمثيل. " إن المعطل والممثل ما هما *** متيقنين عبادة الرحمن " صدق، المعطل لم يعبد إلها يقينا، والممثل لم يعبد الله يقينا، كلاهما لم يعبد الله يقينا، لماذا؟ قال: " ذا عابد المعدوم " ذا المشار إليه المعطل " عابد المعدوم لا سبحانه *** أبدا " يعني: لا عابد من ينزه عن النقائص، والثاني " وهذا عابد الأوثان " مَن؟ الممثل.
(أن أهل السنة يثبتون الأسماء والصفات لله وأحكام الصفات وهو الأثر وهذه أركان الإيمان بالصفات وذكر الأمثلة لهذه الأركان الثلاثة)
واشهد عليهم أنهم قد أثبتوا الـ*** أسماء والأوصاف للديان
وكذلك الأحكام أحكام الصفا***ت وهذه الأركان للإيمان
الشيخ :" واشهد عليهم أنهم قد أثبتوا *** الأسماء والأوصاف للديان " يعني أن أهل الإثبات أهل الحديث أثبتوا الأسماء والأوصاف أليس كذلك؟ فيثبتون الاسم وما دل عليه من صفة " وكذلك الأحكام أحكام الصفات *** وهذه الأركان للإيمان " فأثبتوا الأسماء وما تضمنته من الأوصاف، وما تضمنته هذه الأوصاف من الأحكام، هذه أركان الإيمان، أيُّ إيمان؟ الإيمان بالاسم، الإيمان باسم الله لابد فيه من ثلاثة أركان: أن تؤمن به اسما الله، وأن تؤمن بما تضمنه من الصفة، وأن تؤمن الحكم الذي يترتب على هذه الصفة، وضرب لنا أمثلة رحمه الله.
معنى قول الناظم: قالوا عليم وهو ذو علم ويعـ***ـلم غاية الإسرار والإعلان
وكذا بصير وهو ذو بصر ويبـ***ـصـر كل مرئي وذي الأكوان
وكذا سميع وهو ذو سمع ويسمـ***ـع كل مسموع من الأكوان
الشيخ :" قالوا عليم " هذا اسم. " وهو ذو علم " هذه صفة. " *** ويعلم غاية الإسرار والإعلان " هذا الحكم، لأن العلم لابد أن يكون هناك معلوم. طيب. " وكذا بصير " قالوا بصير، وهذا أيش؟ الاسم. " وهو ذو بصر *** " صفة " *** ويبصر كل مرئي وذي الأكوان " هذا الحكم، والحكم والأثر معناهما واحد، لكن الحكم أحسن، طيب. " وكذا سميع " اسم " وهو ذو سمع " صفة " ويسمع *** كل مسموع من الأكوان " هذا الحكم.
متكلم وله كلام وصفه*** ويكلم المخصوص بالرضوان (بيان أن المتكلم خبر وليس اسم لله و أن الله يكلم من يرضى عنه ومن يغضب عنه كلام غضب وعذاب)
الشيخ :" متكلم " هاه؟ هذا اسم، لكنه في الحقيقة ليس اسم، هذا خبر، يعني تخبر بأنه متكلم، ولهذا ليس من أسماء الله المتكلم، لأن الكلام ينقسم إلى محمود ومذموم، وأسماء الله كلها حسنى، ما فيها ما يقتضي الذم إطلاقا، لكن يخبر به، يخبر عن الله بأنه متكلم، ولا يسمى بأنه متكلم، نعم. " وله كلام " " وله كلام وصفه *** ويكلم المخصوص " الكلام هو الوصف والحكم " *** ويكلم المخصوص بالرضوان " واضح؟ طيب والذي لم يرض عنه هل يكلمه؟ نعم، يكلمه كلام توبيخ، فإن الله أخبر عن أهل النار أنهم يقولون (( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ))، فيقول الله عز وجل: (( اخسؤوا فيها ولا تكلمون )).
وهو القوي بقوة هي وصفه*** وعليك يقدر يا أخا السلطان (بيان أن القدرة لا أثر لها وحكم وإن تعدت فتكون بمعنى القدرة )
الشيخ :" وهو القوي بقوة هي وصفه *** " القوي اسم، الوصف القوة، لكن القوة ليس لها حكم، إلا إذا كانت قوة قدرة، ولهذا قال: " *** وعليك يقدر يا أخا السلطان " هاه؟ الطالب : ... الشيخ : كيف؟ الطالب : ... الشيخ : لا لا، وعليك يقدر، عليك صح. " *** وعليك يقدر يا أخا السلطان " المؤلف رحمه الله ما أتى بحكم القوة، لأن القوة من الأوصاف التي لا تتعدى، الحياة كذلك من الأوصاف التي لا تتعدى، طيب، العزة تتعدى، العزة. طيب، على كل حال في أوصاف ما تتعدى الموصوف، القوة من الأوصاف التي لا تتعدى الموصوف، إن تعدته صارت بمعنى القدرة، فتقول: يقوى عليك، فلهذا قال المؤلف: " ** وعليك يقدر يا أخا السلطان " لماذا قال يا أخا السلطان؟ لأنه سبحانه إذا قدر على صاحب السلطان فمن ليس له سلطان من باب أولى، يقدر على الملك، يقدر على الرئيس، يقدر على الوزير، نعم، ذوي سلطان، مَن دونهم من باب أولى.
وهو المريد له الإرادة هكذا *** أبدا يريد صنائع الإحسان (بيان أن المريد خبر وليس اسما وذكر أقسام الأسماء مطلقا وهي ثلاثة)
الشيخ :" وهو المريد له الإرادة هكذا *** أبدا يريد صنائع الإحسان " نعم، المريد ليس من أسمائه، لكنه مما يخبر به عن الله، فيقال: إن الله مريد، لكن لا يسمى به. واعلم أن الأسماء ثلاثة أقسام: قسم لا يحمل إلا معنى حسنا، فهذا يكون من أسمائه، قسم لا يحمل إلا معنى قبيحا، فهذا لا يكون من أسمائه ولا يخبر به عنه، وقسم يكون منقسما يحمل هذا وهذا، فهذا أو لا يحمل لا هذا ولا هذا، فهذا يخبر به عنه ولا يسمى به، فمريد متكلم صانع وما أشبهها هذا يخبر به عن الله ولا يسمى به، شيء يخبر به عن الله ولا يسمى به، ذات يخبر به عن الله ولا يسمى به، طيب هنا يقول: " وهو المريد له الإرادة هكذا *** أبدا يريد صنائع الإحسان " الإرادة وصف، ويريد حكم، نعم.
والوصف معنى قائم بالذات وال ***أســماء أعلام له بوزان (بيان أن أسماء الله أعلام أوصاف وهي مترادفة من جهة الذات ومتباينة من جهة المعنى وأن أسماء الناس أعلام وليست أوصاف)
الشيخ : قال: " والوصف معنى قائم بالذات *** والأسماء أعلام له بوزان " يقول رحمه الله إن أسماء الله من جهة أعلام، ومن جهة أوصاف، هي من جهة أعلام ومن جهة أوصاف، فمن حيث دلالتها على ذات الله أعلام، ومن حيث دلالتها على الوصف القائم به أيش؟ أوصاف. القدير من حيث دلالته على الله هاه؟ علم، من حيث دلالتها على القدرة وصف، ولهذا نقول: أسماء الله أعلام وأوصاف، فباعتبار دلالتها على الذات وباعتبار دلالتها على الوصف أوصاف. طيب، ينبني على ذلك هل مترادفة أو متباينة؟ من حيث دلالتها على الذات مترادفة، صح؟ الطالب : نعم. الشيخ : ومن حيث دلالتها على المعنى؟ الطالب : متباينة الشيخ : متباينة، كذا؟ طيب الحي العليم القدير السميع البصير تدل على ذات واحدة، لكن من حيث الأوصاف كل واحد يدل على وصف لا يدل عليه الآخر، لأ، على وصف غير ما دل عليه الآخر، عرفتم يا جماعة؟ إذن أسماء الله أعلام وأوصاف، أسماء الله متباينة مترادفة، صح؟ أعلام من حيث دلالتها على الذات، أوصاف من حيث دلالتها على الوصف الذي قام به، مترادفة من حيث دلالتها؟ الطالب : على الذات. الشيخ : متباينة من حيث دلالتها على الوصف والمعنى. طيب. أسماء غير الله يعني أسماء الناس قد تكون أعلاما محضة، فيسمى هذا الرجل بعبد الله وتجده يعبد الشيطان ولا يعبد الله، أليس كذلك؟ إذن هل دل الاسم على ما اشتق منه؟ لأ. يسمى الشخص محمد وتجده مذمم لا خير فيه، وليس فيه خصلة تحمد، أليس كذلك؟ طيب، يسمى الرجل خالد وهو سيموت، ولا خالد؟ هاه؟ سيموت ما يمكن أن يكون خالد، وهكذا، لكن أسماء الله كلها أعلام وأوصاف، ولهذا قال: " والوصف معنى قائم بالذات *** والأسماء أعلام له بوزان أسماؤه دلت على أوصافه*** " نعم، انتهى الوقت؟
القراءة من قول الناظم: أسماؤه دلت على أوصافه..إلى آخر الفصل
القارئ : " أسماؤه دلت على أوصافه *** مشتقة منها اشتقاق معان وصفاته دلت على أسمائه *** والفعل مرتبط به الأمران والحكم نسبتها إلى متعلقا *** ت تقتضي آثارها ببيان ولربما يعنى به الإخبار عن *** آثارها يعنى به أمران والفعل إعطاء الإرادة حكمها *** مع قدرة الفعال والإمكان فإذا انتفت أوصافه سبحانه *** فجميع هذا بين البطلان واشهد عليهم أنهم قالوا بهذا *** كله جهرا بلا كتمان واشهد عليهم أنهم برءآء من *** تأويل كل محرف شيطان واشهد عليهم أنهم يتأولو *** ن حقيقة التأويل في القرآن هم في الحقيقة أهل تأويل الذي *** يعنى به لا قائل الهذيان واشهد عليهم أن تأويلاتهم *** صرف عن المرجوح للرجحان واشهد عليهم أنهم حملوا النصو *** ص على الحقيقة لا المجاز الثاني إلا إذا ما اضطرهم لمجازها ال *** مضطر من حس ومن برهان فهناك عصمته إباحته بغير *** تجانف للإثم والعدوان واشهد عليهم أنهم لا "