معنى قول الناظم: أسماؤه دلت على أوصافه*** مشتقة منها اشتقاق معان
وصفاته دلت على أسمائه*** والفعل مرتبط به الأمران
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. سبق لنا أن المؤلف رحمه الله يقول إن أسماء الله تعالى متضمنة للأوصاف وأحكامها، وضرب أمثلة لذلك، ثم ذكر أن صفاته دلت على أسمائه، والفعل مرتبط به الأمران، أي: الأسماء والصفات، فمثلا السميع اسم دل على السمع وهو صفة، والفعل يسمع ويسمى الحكم ويسمى الأثر، كذلك الخلاق دل على الصفة وهي الخلق، وعلى الفعل، وهو أنه يخلق.
(معنى حكم الصفة وبيان أن بعض الأسماء لا حكم لها مثل الحي والقوي)
و الحكم نسبتها إلى متعلقا***ت تقتضي آثارها ببيان
و لربما يعني به الإخبار عن*** آثارها يعنى به أمران
الشيخ : قال: " والحكم " يعني: ما معنى الحكم؟ يقول: " نسبتها إلى متعلقات *** تقتضي آثارها ببيان " هذا الحكم، أن تنسب إلى متعلقاتها التي تقتضي الآثار، وعلى هذا فلنا أن نعبر بالأحكام ولنا أن نعبر بالآثار. " ولربما يعنى به الإخبار عن *** آثارها " ولربما يعنى به أي: بالحكم الإخبار عن آثارها.نعم. " يعنى به أمران " إذن الحكم أحيانا يعنى به ما يدل على متعلقات تقتضي آثاره، وأحيانا يعنى به الآثار نفسها، فكلام المؤلف يقول: لا بد لكل اسم من صفة، ثم هذه الصفة قد تقتضي الآثار أي تقتضي أن يكون لها أثر، وحينئذ يكون لها حكم، وقد لا تقتضي ذلك، وحينئذ لا يكون لها حكم، فما كان لازما فإنه لا حكم له، وما كان متعديا فله حكم، هذا الضابط، الحي لازم لا يتعدى إلى الغير، فليس له حكم، ولهذا نقول اسمه الحي ووصفه الحياة ولا نقول الحكم يحيي، لأن يحيي فعل للمحيي، المحيي المميت، وليست فعلا للحي، الحي وصف لازم. طيب، البصير؟ الطالب : متعدٍ الشيخ : البصير متعدٍ، فالبصير متضمن لصفة تتعدى وهو أنه يبصر، العظيم لازم، فإذن يدل على الاسم وعلى الصفة، وليس له حكم وهلم جرا.
(بيان أن كل فعل لابد فيه من إرادة وقدرة)
والفعل إعطاء الإرادة حكمها*** مع قدرة الفعال والإمكان فإذا انتفت أوصافه سبحانه*** فجميع هذا بين البطلان
الشيخ : قال: " والفعل إعطاء الإرادة حكمها *** مع قدرة الفعال والإمكان " الفعل ناتج عن إرادة وقدرة، ولا يمكن فعل بلا إرادة، ولا فعل بلا قدرة، أليس كذلك؟ فاهم؟ لا يمكن يوجد فعل بلا إرادة ولا فعل بلا قدرة، ولهذا لو أردت أن تسافر إلى بلد، ولكن ليس عندك راحلة ما استطعت السفر، لماذا؟ لعدم القدرة، ولو كان عندك راحلة لكن الطريق مخوفة فلم ترد السفر، فإن السفر لا يكون لماذا؟ لعدم الإرادة، ولو وجدت الإرادة والقدرة حينئذ يتحقق الفعل، ولهذا قال: " والفعل إعطاء الإرادة حكمها *** مع قدرة الفعال والإمكان فإذا انتفت أوصافه سبحانه *** فجميع هذا بيّن البطلان " إذا لم يكن لله أوصاف فأين أحكام هذه الأوصاف؟ إذن لا يكون له خلق ولا سمع ولا بصر، وحتى المخلوقات ليست خلقا لله، لأننا نعلم أن الخلاق متضمن لوصف هو الخلق، ومتضمن لحكم وهو يخلق، وأن يخلق لا يمكن أن تكون إلا بإرادة وقدرة، فإذا انتفت الإرادة والقدرة والخلق والحكم، وش يبقى؟ انتفى كل شيء عن الله، نسأل الله العافية.
معنى قول الناظم: واشهد عليهم أنهم قالوا بهذا*** كله جهرا بلا كتمان
و اشهد عليهم أنهم برآء من*** تأويل كل محرف شيطان
الشيخ :" واشهد عليهم أنهم قالوا بهذا *** كله جهرا بلا كتمان " بهذا المشار إليه إثبات الأسماء والأوصاف والأحكام، جهرا بلا كتمان " واشهد عليهم أنهم برآء من *** تأويل كل محرف شيطان " من تأويل كل محرف، ولم يقل كل مؤول، لأن التأويل قد يكون حقا، أما التحريف فهو باطل.
(معنى التأويل هنا التفسير)
و اشهد عليهم أنهم يتأولو***ن حقيقة التأويل في القرآن هم في الحقيقة أهل تأويل الذي*** يعنى به لا قائل الهذيان
و اشهد عليهم أن تأويلاتهم*** صرف عن المرجوح للرجحان
الشيخ :" واشهد عليهم أنهم يتأولون *** حقيقة التأويل في القرآن " والمراد بالتأويل هنا غير التأويل التحريف، المراد به التفسير المطابق لمراد الله ورسوله. " هم في الحقيقة أهل تأويل الذي *** يعنى به لا قائل الهذيان " قائل الهذيان هو الذي يتأول تأويل التحريف، أما هم فيتأولون التأويل الذي يعنى به الكلام، أي: التفسير. " واشهد عليهم أن تأويلاتهم *** صرف عن المرجوح للرجحان " وتأويل المحرف بالعكس صرف عن الراجح للمرجوح، نعم.
(بيان أن أهل السنة يحملون النصوص على ظاهرها إلا في حالات يدل عليها السياق مع الأمثلة)
واشهد عليهم أنهم حملوا النصو***ص على الحقيقة لا المجاز الثاني
إلا إذا ما اضطرهم لمجازها الـ***ـمضطر من حس ومن برهان
فهناك عصمتها إباحته بغيـ***ـر تجانف للاثم والعدوان
الشيخ : يقول: " واشهد عليهم أنهم حملوا النصوص *** على الحقيقة لا المجاز الثاني " خلافا لأهل التحريف، حملوها على المجاز، أما أهل الحديث فحملوها على الحقيقة لا على المجاز. " إلا إذا ما اضطرهم لمجازها *** المضطر من حس ومن برهان فهناك عصمته أباحته بغير *** تجانف للإثم والعدوان " يقول إذا وجد ضرورة توجب أن يؤولوا أولوا، لماذا؟ لأن النصوص معصومة من مخالفة المحسوس والمعقول، فإذا كانت معصومة من مخالفة المحسوس والمعقول وجاء فيها ما ظاهره مخالفة المحسوس والمعقول حينئذ يتأولونه، مثلا: (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله )) يتأولون إذا قرأت أي إذا أردت أن تقرأ، وليس المعنى إذا أتممت القراءة، لماذا يصرفون اللفظ عن ظاهره؟ لأن هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة قبل القراءة (( تدمر كل شيء بأمر ربها )) ريح عاد، يقولون: نؤول هذا عن ظاهره، فالمراد تدمر كل شيء يمكن تدميره بالريح، ولهذا قال: (( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم )) فالمساكن لم تدمر، والأرض لم تدمر، والسماء لم تدمر، والنجوم لم تدمر، إذن فالعموم هنا يراد به الخاص، عام يراد به الخاص، هم يتأولون إلى هذا لكن بحق ولا بغير حق؟ بحق بلا شك. " فهناك عصمتها أباحته *** بغير تجانف للإثم والعدوان " نعم؟ الطالب : إلا إذا ... الشيخ : إلا إذا؟ الطالب : ... الشيخ : عندنا إلا إذا ما اضطرهم المجاز. الطالب : عندنا إلا إذا اضطرهم الشيخ : إلا إذا اضطرهم بدون ما؟ ينكسر البيت، إلا إذا اضطرهم ينكسر. الطالب : وعصمتها يا شيخ؟ الشيخ : نعم؟ الطالب : ... وعصمتها الشيخ :" فهناك عصمتها أباحته بغير *** تجانف للإثم والعدوان " الطالب : عندنا إباحته. الشيخ : إباحته؟ لا. " فهناك عصمتها أباحته ". الكتبة واحدة، كتابتها واحدة، أباحته وإباحته وإلا بالشكل. الطالب : الهمزة الهمزة. الشيخ : هاه؟ الطالب : عندنا الهمزة تحت. الشيخ : إيه، لا أباحته، يعني عصمت النصوص عن مخالفة الحس والمعقول أباحت التأويل. الطالب : نحطها نسخة يا شيخ؟ الشيخ : لا، صحح.
(بيان مسألة العذر بالجهل)
و اشهد عليهم أنهم لا يكفرو***نكم بما قلتم من الكفران
إذ أنتم أهل الجهالة عندهم*** لستم أولي كفر ولا إيمان
لا تعرفون حقيقة الكفران بل*** لا تعرفون حقيقة الإيمان
إلا إذا عاندتم ورددتم*** قول الرسول لأجل قول فلان
فهناك أنتم أكفر الثقلين من*** إنس وجن ساكني النيران
الشيخ :" واشهد عليهم أنهم لا يكفرو *** نكم بما قلتم من الكفران " يعني لا يقولون أنتم كفار، بما قلتم من الكفران وإن كان قولكم كفرا لكن لا يكفرونكم، لماذا؟ يقول: " إذ أنتم أهل الجهالة عندهم *** لستم ذوي كفر ولا إيمان " جهال ما تعرفون الكفر والإيمان، لذلك لا يقولون أنتم كفار، وإن كان ما قلتم كفرا. " إلا إذا عا " نعم. " لا تعرفون حقيقة الكفران *** بل لا تعرفون حقيقة الإيمان " جهال بهذا وهذا. " إلا إذا عاندتم ورددتم *** قول الرسول لأجل قول فلان فهناك أنتم أكفر الثقلين *** من إنس وجن ساكني النيران " وهذه مسألة مسألة العذر بالجهل، هل يعذر الإنسان بالجهل في أصول الدين أو لا يعذر؟ الصواب أنه يعذر بالجهل في أصول الدين وفروعه، لأن الله سبحانه وتعالى قال: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) حتى يبعث رسولا لماذا؟ يعلم الناس، فإذا كان الإنسان جاهل ولا يعرف شيئا، فإننا لا نكفره بذنبه، إلا إذا كان ينتسب إلى الكفر فهو كافر، وحسابه في الآخرة على الله، يعني مثلا إنسان لم تبلغه الدعوة الإسلامية، لكنه عائش على النصرانية مثلا، ولا يعرف عن الإسلام شيئا، فهذا وإن كان جاهلا نعامله في الدنيا معاملة مَن؟ معاملة الكافر النصراني، في الآخرة حسابه على الله كأهل الفترة. أما إذا كان ينتسب للإسلام، ويقول: إنه مسلم لكن يفعل ما هو كفر جاهلا أنه كفر، ولم يخبره أحد بأنه كفر، فهذا لا نكفره، لماذا؟ للجهل، لكن إذا عاند ورد قول الرسول لقول فلان حينئذ قامت عليه الحجة، فلو أخبرناه قلنا هذا كفر لأنه سجود لغير الله والسجود لغير الله كفر، فقال: لا، لا أقبل هذا لأن الشيخ الفلاني يشاهدني أفعل هذا ولا يقول لي شيئا، فأنا أتبع شيخي. قلنا له: إن سب أبي بكر وعمر كفر، قال: لا، ما أقبل، لأن شيخي الفلاني يقول سب أبي بكر وعمر قربة، طيب هذا يكفر أو لا؟ يكفر، هذا يكفر، لأنه بلغه الحق.
(إثبات أهل السنة للقضاء والقدر وأن للعبد فعل وإرادة خلافا للقدرية والجبرية)
واشهد عليهم أنهم قد أثبتوا الـ*** أقدار ورادة من الرحمن و اشهد عليهم أن حجة ربهم*** قامت عليهم وهو ذو غفران
الشيخ :" واشهد عليهم أنهم قد أثبتوا *** الأقدار واردة من الرحمن " خلافا لمن؟ الطالب : ... الشيخ : لا، للقدرية الذين يقولون إن الله لا يقدر أعمال العباد. " واشهد عليهم أن حجة ربهم *** قامت عليهم وهو ذو غفران " بماذا قامت؟ بإرسال الرسل، فالجبر غير وارد، لا يمكن أن يحتج الإنسان بالجبر، لأن الحجة قامت عليه.
معنى قول الناظم: واشهد عليهم أنهم هم فاعلو***ن حقيقة الطاعات والعصيان والجبر عندهم محال هكذا*** نفي القضاء فبئست الرأيان
الشيخ :" واشهد عليهم أنهم هم فاعلون *** حقيقة الطاعات والعصيان والجبر عندهم محال هكذا *** نفي القضاء فبئست الرأيان " إذن المؤلف يقول: اشهد بأن أهل الحديث برآء من أهل القدر القدرية، ومن أهل الجبر الجبرية، ويذم هذين الرأيين، فبسئت الرأيان.
(إثبات أهل السنة للإيمان قول وعمل وأنه يزيد وينقص خلافا للمرجئة والخوارج)
واشهد عليهم أن إيمان الورى*** قول وفعل ثم عقد جنان ويزيد بالطاعات قطعا هكذا*** بالضد يمسي وهو ذو نقصان
والله ما إيمان عاصينا كإيـ***ـمان الأمين منزل القرآن
كلا ولا إيمان مؤمننا كإيـ***ـمان الرسول معلم الإيمان
الشيخ :" واشهد عليهم أن إيمان الورى *** قول وفعل ثم عقد جنان " خلافا لمن؟ للمرجئة وللخوارج، أو لا؟ أو الخوارج يرون أن الإيمان قول وفعل واعتقاد، لكن يفارقون أهل الحديث بأنهم يكفرون أهل المعاصي، طيب. " ويزيد بالطاعات قطعا هكذا *** بالضد يمسي وهو ذو نقصان " يزيد بالطاعات قطعا، ولكن النقص لم يقل قطعا، لأن الزيادة جاءت في القرآن صريحة (( ويزداد الذين آمنوا إيمانا ))(( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )). أما النقص فلم يرد صريحا في القرآن، إنما جاء في السنة: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) من ناقصات عقل ودين، ولكن نقول: إذا ثبتت الزيادة فلا زيادة إلا بنقص، يقابله النقص قطعا، فإذا قال: (( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )) نقول: هم قبل ذلك أنقص منهم الآن، فما دامت الزيادة ثبتت بالقرآن فالنقص قد ثبت، ولهذا نقول: إن من فرق بين الزيادة وبين النقص فقوله مرجوح، فالصواب أن الإيمان يزيد وينقص، نعم. " والله ما إيمان عاصينا كإيمان *** الأمين منزل القرآن كلا ولا إيمان مؤمننا *** كإيمان الرسول معلم الإيمان " الأول خلافا لمن؟ للمرجئة الذين قالوا إن الإيمان هو المعرفة، وهم الجهمية كما مر، وأن إيمان أفسق عباد الله وأتقى عباد الله على حد سواء، وأن إيماننا كإيمان جبريل، والمؤمن منا كإيمان محمد عليه الصلاة والسلام.
(عدم تخليد أهل السنة لصاحب الكبيرة في النار خلافا للخوارج والمعتزلة)
واشهد عليهم أنهم لم يخلدوا *** أهل الكبائر في حميم آن بل يخرجون بإذنه بشفاعة*** وبدونها لمساكن بجنان
الشيخ :" واشهد عليهم أنهم لم يخلدوا *** أهل الكبائر في حميم آن " خلافا لمن؟ الطالب : الخوارج الشيخ : ومن؟ الطالب : والمعتزلة. الشيخ : والمعتزلة، خلافا للخوارج والمعتزلة " بل يخرجون بإذنه بشفاعة *** وبدونها لمساكن بجنان " نعم، المعتزلة وكذلك الخوارج، كلهم يقولون إن فاعل الكبيرة مخلد في النار. " بل يخرجون بإذنه بشفاعة *** وبدونها لمساكن بجنان "
(بيان أهل السنة أن الصحابة خير الخلق بعد الأنبياء والثناء عليهم خلافا للخوارج والنواصب)
واشهد عليهم أن أصحاب الرسو***ل خيار خلق الله من إنسان حاشا النبيين الكرام فإنهم*** خير البرية خيرة الرحمن
وخيارهم خلفاؤه من بعده*** وخيارهم حقا هما العمران
والسابقون الأولون أحق بالتـ*** ـقديم ممن بعدهم ببيان
كل بحسب السبق أفضل رتبة*** من لاحق والفضل للمنان
الشيخ :" واشهد عليهم أن أصحاب الرسول *** خيار خلق الله من إنسان " خلافا للروافضة، نعم. " حاشى النبيين الكرام فإنهم *** خير البرية خيرة الرحمن وخيارهم " أي خيار أصحاب الرسول. " خلفاؤه من بعده *** وخيارهم " أي خيار الخلفاء، " حقا هما العمران " إذن أفضل الأمة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، هذا الذي أجمع عليه أهل السنة، وإن كان بينهم خلاف في التفاضل بين عثمان وعلي، ولكن استقر أمرهم على أن ترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة. " والسابقون الأولون أحق *** بالتقديم ممن بعدهم ببيان " لقوله تعالى: (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )). " كل بحسب السبق أفضل رتبة *** من لاحق والفضل للمنان " اللهم إني أسألك من فضلك العظيم. الطالب : ... الشيخ : هذا في الأسماء، في الأسماء والأحكام، أما في الآخرة فهم سواء مع.
القراءة من قول الناظم: فصل في عهود المثبتين مع رب العالمين..إلى آخر الفصل
القارئ : " المثبتين مع رب العالمين يا ناصر الإسلام والسنن التي *** جاءت عن المبعوث بالقرآن يا من هو الحق المبين وقوله *** ولقاؤه ورسوله ببيان اشرح لدينك صدر كل موحد *** شرحا ينال به ذرا الإيمان واجعله مؤتما بوحيك لا بما *** قد قاله ذو الإفك والبهتان وانصر به حزب الهدى واكبت به *** حزب الضلال وشيعة الشيطان وانعش به من قصده إحياؤه *** واعصمه من كيد امرئ فتان واضرب بحقك عنق أهل الزيغ وال *** تبديل والتكذيب والطغيان فوحق نعمتك التي أوليتني *** وجعلت قلبي واعي القرآن وكتبت في قلبي متابعة الهدى *** فقرأت فيه أسطر الإيمان ونشلتني من حب أصحاب الهوى *** بحبائل من محكم الفرقان وجعلت شربي المنهل العذب الذي *** هو رأس ماء الوارد الظمآن وعصمتني من شرب سفل الماء تحـ *** ـت نجاسة الآراء والأذهان وحفظتني مما ابتليت به الألى *** حكموا عليك بشرعة البهتان نبذوا كتابك من وراء ظهورهم *** وتمسكوا بزخارف الهذيان وأريتني البدع المضلة كيف يلـ *** قيها مزخرفة إلى الإنسان شيطانه فيظل ينقشها له *** نقش المشبه صورة بدهان فيظنها المغرور حقا وهي في الـ *** تحقيق مثل اللاء في القيعان لأجاهدن عداك ما أبقيتني *** ولأجعلن قتالهم ديداني ولأفضحنهم على رؤوس الملا *** ولأفرين أديمهم بلساني ولأكشفن سرائر خفيت على *** ضعفاء خلقك منهم ببيان ولأتبعنهم إلى حيث انتهوا *** حتى يقال أبعدُ عبَّادان " الشيخ : أبعدَ القارئ : سم؟ الشيخ : أبعدَ. القارئ : أبعدَ عبادان؟ الشيخ : أنت قلت أبعدُ القارئ : إيه نعم. " ولأتبعنهم إلى حيث انتهوا *** حتى يقال أبعدَ عبادان ولأرجمنهم بأعلام الهدى *** رجم المريد بثاقب الشهبان ولأقعدن لهم مراصد كيدهم *** ولأحصرنهم بكل مكان ولأجعلن لحومهم ودماءهم *** في يوم نصرك أعظم القربان ولأحملن عليهم بعساكر *** ليست تفر إذا التقى الزحفان بعساكر الوحيين والفطرات والـ *** معقول والمنقول بالإحسان حتى يبين لمن له عقل مِن الأو *** لى بحكم " الشيخ : مَن. القارئ : " حتى يبين لمن له عقل مَن الأو *** لى بحكم العقل والبرهان ولأنصحن الله ثم رسوله *** وكتابه وشرائع الإيمان إن شاء ربي ذا يكون بحوله *** أو لم يشأ فالأمر للرحمن "
(التوسل إلى الله بنصرته للدين أن يشرح صدر كل موحد ويؤيده وينصره)
يا ناصر الإسلام والسنن التي*** جاءت عن المبعوث بالفرقان يا من هو الحق المبين وقوله*** ولقاؤه ورسوله ببيان
اشرح لدينك صدر كل موحد*** شرحا ينال به ذرى الإيمان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. يقول المؤلف رحمه الله: " فصل في عهود المثبتين مع رب العالمين " يعني: ما عاهدوا به الله وعاهدوه عليه من بيان الحق ومحاربة الباطل وأهله، فتوسل المؤلف رحمه الله في هذا الفصل أولا بما يكون وسيلة من صفات الله عز وجل على هذا الهدف العظيم النبيل، فقال: " يا ناصر الإسلام والسنن التي *** جاءت عن المبعوث بالفرقان " والنداء موجه لمن؟ لله عز وجل. " يا ناصر الإسلام والسنن التي *** جاءت عن المبعوث بالفرقان " وهو محمد صلى الله عليه وسلم، أنا عندي " بالفرقان " والقارئ عنده " بالقرآن "، والفرقان هو القرآن، نعم. " يا من هو الحق المبين *** " وهو الله، قال الله تبارك وتعالى (( ويعلمون أن الله هو الحق المبين )) " يا من هو الحق المبين وقوله *** ولقاؤه ورسوله ببيان " يعني: ولقاؤه حق، ورسوله حق، أقول ذلك ببيان وعن يقين. " اشرح لدينك صدر كل موحد *** شرحا ينال به ذرى الإيمان " جزاه الله خيرا وتقبل منه، يعني: سأل الله بنصرته الإسلام وبأنه الحق المبين أن يشرح لدينه صدر كل موحد إلى يوم القيامة. " *** شرحا ينال به ذرى الإيمان ".
معنى قول الناظم: واجعله مؤتما بوحيك لا بما*** قد قاله ذو الإفك والبهتان
و انصر به حزب الهدى واكبت به*** حزب الضلال وشيعة الشيطان
و انعش به من قصده إحياءه*** واعصمه من كيد امرئ فتان
و اضرب بحقك عنق أهل الزيغ*** والتبديل والتكذيب والطغيان
الشيخ :" واجعله مؤتما بوحيك لا بما *** قد قاله ذو الإفك والبهتان " مؤتما يعني جاعلا وحيك إماما له، لا ما قاله ذو الإفك والبهتان من أهل البدع والتعطيل " وانصر به حزب الهدى واكبت به *** حزب الضلال وشيعة الشيطان " انصر به، بمن؟ بالموحد، حزب الهدى واكبت به حزب الضلال وشيعة الشيطان. " وانعش به من قصده إحياؤه *** واعصمه من كيد امرئ فتّان " انعش به يعني أحيه وقوه، من قصده إحياء الهدى، واعصمه من كيد امرئ فتان، الكيد والمكر معناهما متقارب، وهو أن يتوصل إلى الإيقاع بعدوه من غير أن يشعر به، هذا المكر أو الكيد، أن يتوصل إلى الإيقاع بعدوه من غير أن يشعر به، طيب. " واضرب بحقك عنق أهل الزيغ *** والتبديل والتكذيب والطغيان " هذا أيضا توسل بالحق الذي جاء من عند الله أن يضرب به عنق أهل الزيغ والتبديل، لأن أهل الزيغ والتبديل على باطل، وقد قال الله عز وجل: (( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق )).
فوحق نعمتك التي أوليتني*** وجعلت قلبي واعي القرآن (هل يجوز الحلف بحق النعمة)
الشيخ :" فوحق نعمتك التي أوليتني *** " الواو هنا قسم، وحق النعمة شكرها شكر النعمة، والشكر من حقوق الله عز وجل، لكنه فعل العبد، فهل يجوز أن يقسم الإنسان بفعل العبد فيقول وحق نعمتك؟ ربما نقول إنه يجوز على أساس أن حق النعمة هو الشكر أمر واجب، يعني: فبتأكد هذا الأمر الواجب لأفعلن كذا وكذا، ويحتمل أن يقال: فوحق نعمتك يعني واجب النعمة الذي أوجبه الله عز وجل ومنّ به على هذا المنعم عليه، فيكون قسما بفعل الله، لكن هذا خلاف ظاهر لفظه رحمه الله. " فوحق نعمتك التي أوليتني *** وجعلت قلبي واعي القرآن " كونه يثني على الله بأن الله أولاه النعمة واضح، لكن جعلت قلبي واعي القرآن، لا يريد المؤلف بهذا أن يفتخر بالنعمة افتخار علو وتكبر، وإنما يريد بهذا أن يتحدث بنعمة الله.
معنى قول الناظم: وكتبت في قلبي متابعة الهدى*** فقرأت فيه أسطر الإيمان
ونشلتني من حب أصحاب الهوى*** بحبائل من محكم الفرقان
و جعلت شربي المنهل العذب الذي*** هو رأس ماء الوارد الظمآن
و عصمتني من شرب سفل الماء تحـ***ـت نجاسة الآراء والأذهان
الشيخ :" وكتبت في قلبي متابعة الهدى *** فقرأت فيه أسطر الإيمان " هذا أيضا من باب التحدث بنعمة الله عز وجل. " ونشلتني من حب أصحاب الهوى *** بحبائل من محكم الفرقان " وقد سبق أن ابن القيم رحمه الله كان بالأول بدعيا حتى منّ الله عليه بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. " وجعلت شربي المنهل العذب الذي *** هو رأس ماء الوارد الظمآن " ما هو المنهل العذب؟ الكتاب والسنة. " وعصمتني من شرب سفل الماء *** تحت نجاسة الآراء والأذهان " سفل الماء ما اعتنقه هؤلاء النفاة من تحكيم العقل على رب العالمين وصفاته، ودعواهم أن هذه الصفة حق لأن العقل دل عليها، وهذه الباطل لأن العقل نفاها.
و حفظتني مما ابتليت به الألى*** حكموا عليك بشرعة البهتان (معنى الألى الذين لا الأولين)
نبذوا كتابك من وراء ظهورهم*** وتمسكوا بزخارف الهذيان
وأريتني البدع المضلة كيف يلـ***ـقيها مزخرفة إلى الإنسان
شيطانه فيظل ينقشها له*** نقش المشبه صورة بدهان
فيظنها المغرور حقا وهي في الـ***ـتحقيق مثل اللال في القيعان (معنى اللال وهو السراب)
الشيخ :" وحفظتني مما ابتليت به الألى *** حكموا عليك بشرعة البهتان " من؟ النفاة، وشرعة البهتان العقل، فإن العقل الفاسد لا شك أنه بهتان، والعقل الباطل لا يخالف النقل. " وحفظتني مما ابتليت به الألى *** حكموا عليك بشرعة البهتان " الألى يعني الأولين؟ لا، بمعنى الذين، قال ابن مالك: " جمع الذي الألى الذين " جمع الذي الألى الذين مطلقة. " نبذوا كتابك من وراء ظهورهم *** وتمسكوا بزخارف الهذيان " هذه حالهم والعياذ بالله، أنهم لا يرجعون إلى الكتاب والسنة في إثبات الصفات أو نفيها، وإنما يرجعون إلى زخارف الهذيان الذي أصلوه. " وأريتني البدع المضلة كيف *** يلقيها مزخرفة إلى الإنسان شيطانه " وهذه من نعمة الله عز وجل أن يجعل الله سبحانه وتعالى للإنسان نورا يهتدي به، فيرى الحق حقا ويرى الباطل باطلا، ومن سوء الطالع أن الإنسان تعمى عليه الحقائق، فلا يرى الباطل باطلا، ولا الحق حقا، نسأل الله السلامة، نعم، يقول: " شيطانه فيظل ينقشها له *** نقش المشبه صورة بدهان " الصور صورة لنفرض أنه يرسم صورة شجرة، تجده يحرص على أن تخرج هذه الصورة تامة، إذا نظرتها كأنما تنظر إلى الشجرة الأصلية، هؤلاء شياطينهم ترسم لهم هذا الباطل هذا الرسم الدقيق. " فيظنها المغرور حقا وهي في *** التحقيق مثلا اللال في القيعان " قارئنا قرأها: مثل اللاء، كذا عندك؟ الطالب : لا، اللال. الشيخ : اللال، إيه نعم، مثل اللال في القيعان، اللال السراب، والسراب إذا رآه الإنسان يظنه ماء، لنفرض أنك في البرية عطشان وأمامك أرض سبخة يكون فيها السراب كأنه ماء، فتجدك تشعر بنفسك أنك حييت، لأن الماء الكثير أمامك، ولكنه إذا جئته وجدته سرابا (( يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه ))، نعم. " فيظنها المغرور حقا وهي في *** التحقيق مثل اللال في القيعان ".
(من علامة الإيمان مجاهدة أعداء الله وبغضهم)
لأجاهدن عداك ما أبقيتني*** ولأجعلن قتالهم ديداني ولأفضحنهم على رؤوس الملا*** ولأفرين أديمهم بلساني
الشيخ :" لأجاهدن " الجملة هذه جواب القسم في قوله: " فوحق نعمتك " يعني: بما أنعمت عليّ أفعل كذا وكذا. " لأجاهدن عداك ما أبقيتني *** ولأجعلن قتالهم ديداني " جزاه الله خيرا، نعم، وهذه علامة الإيمان، أن يجاهد الإنسان أعداء الله، وألا يكن لهم حبا أبدا، لأنك إذا أحببت أعداء الله لزم من ذلك معاداة أولياء الله، أليس كذلك؟ كما قال الشاعر: " تعصي الإله وأنت " نعم. " أتحب أعداء الحبيب وتدعي *** حبا له ما ذاك في إمكان " فلا بد من أن نضمر العدى لكل عدو لله عز وجل، فإن لم نفعل فإن ولاءنا لله غير صادق، نعم، يقول: " لأجاهدن عداك ما أبقيتني *** ولأجعلن قتالهم ديداني ولأفضحنهم على رؤوس الملا *** ولأفرين أديمهم بلساني " رضي الله عنه، أفضحهم على رؤوس الملا، وأفري أديمهم يعني جلودهم بلساني، يعني بما أبينه من الحق الذي يدحض باطلهم.
معنى قول الناظم: ولأكشفن سرائرا خفيت على*** ضعفاء خلقك منهم ببيان
ولأتبعنهم إلى حيث انتهوا*** حتى يقال أبعد عبادان
ولأرجمنهم بأعلام الهدى*** رجم المريد بثاقب الشهبان
ولأقعدن لهم مراصد كيدهم*** ولأحصرنهم بكل مكان
الشيخ :" ولأكشفن سرائرا خفيت على *** ضعفاء خلقك منهم ببيان " وقد فعل رحمه الله، أبدى من معايبهم ما لم يبده إلا شيخه ابن تيمية. " ولأتبعنهم إلى حيث انتهوا *** " ولا أقف قبل أصل؟ هاه؟ يتبعهم إلى حيث انتهوا، " *** حتى يقال أبعدَ عبّادان " عبادان بلد معروف في العراق، والمؤلف من أهل الشام، يقول: أتبعهم حتى يقال أبعد عبادان تتبعهم، يعني: من وراء عبادان، أتبعهم إلى حيث انتهوا ولو يصلون إلى الصين، إيه نعم. " ولأرجمنهم بأعلام الهدى *** رجم المريد بثاقب الشهبان " نعم، أرجمنهم بثاقب الشبهان رجم الْمُريد، الْمُريد يعني القاصد، والإنسان الذي يقصد الصيد تماما في الغالب أنه يصيده، نعم. الطالب : ... الشيخ : هاه؟ هاه؟ الطالب : ... الشيخ : الْمَريد؟ إيه صح، هذا الصواب. " ولأرجمنهم بأعلام الهدى *** رجم الْمَريد بثاقب الشهبان " التفسير الأول خطأ، رجم الْمَريد، خطأ باعتبار البيت، ولا هو صحيح، الإنسان اللي يريد الصيد هذا يصيده، لكنه باعتبار البيت لا شك أن المراد الْمَريد يعني الشياطين، فإنها ترمي مردة الشياطين، الشهب ترمي مردة الشياطين. " ولأقعدن لهم مراصد كيدهم *** ولأحصرنهم بكل مكان " المراصد جمع مرصد، يعني: المكان الذي يتحرى وجودهم فيه أقعدن لهم.
معنى قول الناظم: ولأجعلن لحومهم ودماءهم***في يوم نصرك أعظم القربان
ولأحملن عليهم بعساكر*** ليست تفر إذا التقى الزحفان
بعساكر الوحيين والفطرات والـ***ـمعقول والمنقول بالإحسان
حتى يبين لمن له عقل من الـ*** أولى بحكم العقل والبرهان
الشيخ :" ولأجعلن لحومهم ودماءهم *** في يوم نصرك أعظم القربان " نعم، أتقرب إليك بذبحهم كما يتقرب الناس بذبح الهدايا والقربان، نعم. وقد ذكر رحمه الله في النونية أن خالد بن عبدالله القسري لما خرج بالجعد بن درهم مؤسس مقالة التعطيل أسره، ثم خرج به في عيد الأضحى فخطب الناس، وقال: " أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما " ثم نزل من المنبر فذبحه، هذه الأضحية يقول ابن القيم في النونية: " ولأجل ذا ضحى بجعد خالد *** القسري يوم ذبائح القربان إذ قال إبراهيم ليس خليله *** كلا ولا موسى الكليم الداني شكر الضحية كل صاحب سنة *** لله درك من أخي قرباني " نعم، ونحن نشكره على تضحيته بهذا الرجل، ونرى أنها أقرب قربان يتقرب به الإنسان إلى الله، نعم، يقول: " ولأحملن عليهم بعساكر *** ليست تفر إذا التقى الزحفان " لماذا؟ لأنها قوية، مريدة للقتال تماما. " بعساكر الوحيين والفطرات *** والمعقول والمنقول بالإحسان " الطالب : ... الشيخ : كيف؟ " بعساكر الوحيين والفطرات *** والمعقول والمنقول " لا، اللي عندنا أصح، إيه نعم، صححوها. " بالإحسان حتى يبين لمن له عقل من *** الأولى بحكم العقل والبرهان " جزاه الله خيرا، يعني بعد ما أنه بيّن بطلانهم يبين للناس من الأولى بالعقل، هل هم أم أهل الحديث؟ ولا شك أن أهل الحديث هم أولى.
ولأنصحن الله ثم رسوله*** وكتابه وشرائع الإيمان (تأويل البيت بنزع الخافض)
الشيخ :" ولأنصحن " عندي أنا: ولأنصحن الله، كلكم هكذا؟ الطالب : نعم. الشيخ : إيه، يعني أنصحن لله، ولو كان البيت: ولأنصحن لله ثم رسوله وكتابه وشرائع الإيمان، لو كان البيت هكذا استقام، ولأنصحن لله ليوافق لفظ الحديث ( الدين النصيحة لله ) أما على النسخ اللي موجودة بأيدينا: ولأنصحن الله، فالمعنى لأنصحن له، فيكون منصوبا بنزع الخافض.
إن شاء ربي ذا يكون بحوله*** أو لم يشأ فالأمر للرحمن (قرن القسم بالمشيئة وبيان فائدته)
الشيخ :" إن شاء ربي ذا يكون بحوله *** ***إن لم يشأ " والقارئ قرأ: أو لم يشأ، هاه؟ الطالب : أو. الشيخ : أو، على كل حال المعنيان صحيحان. " *** أو لم يشأ فالأمر للرحمن " والحمد لله أن المؤلف رحمه الله قال إن شاء ربي، لأن كل أقسامه الأول لو لم يقرنه بالمشيئة لذهب جفاء، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في سليمان: ( لو قال إن شاء الله لم يحنث، وكان دركا لحاجته )، والإنسان إذا أقسم على شيء ينبغي له أن يقرن قسمه بالمشيئة ليسهل ذلك، ولهذا قال: " إن شاء ربي ذا يكون بحوله *** إن لم يشأ " والنسخة الثانية: " أو لم يشأ "، " فالأمر للرحمن " تكون نسختان، لأنه إذا شاء الله سبحانه وتعالى أن يهدي عبده فذلك بفضله وحوله، أو لم يشأ مَن الأمر إليه؟ الأمر له عز وجل، فنسأل الله أن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم.