معنى قول الناظم: قد قصر الفاروق عند فريقكم*** إذ لم يسله وهو في الأكفان
أتراهم يأتون حول ضريحه*** لسؤال أمهم أعز حصان
ونبيهم حي يشاهدهم ويسـ***ـمعهم ولا يأتي لهم ببيان
أفكان يعجز أن يجيب بقوله*** أن كان حيا داخل البنيان
الشيخ : شرط من شروط الكلالة ألا يكون له ولد، ولا والد من أين نأخذه؟ من القسمة (( وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد )) وهذا لا يتصور مع وجود الوالد، فإذن الكلالة واضحة في القرآن لمن تأمل، لكن عمر رضي الله عنه يريد بذلك بيانا واضحا لا جدال فيه إطلاقا. الثالث مما تمناه عمر شيء من أبواب الربا، أبواب الربا كثيرة، ورد في الحديث أنه كم؟ بضع وسبعون بابا، أشكلت على عمر هذه الأبواب رضي الله عنه، فتمنى أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن ذلك، ولم يرجعوا إليه في قبره. " قد قصر الفاروق عند فريقكم *** إذ لم يسله وهو بالأكفان " يعني معناه أن ابن القيم رحمه الله يقول أنتم تقولون إن عمر مقصر ليش؟ لأنه ما سأله بعد موته، لو سأله لوجده حيا، فأجابه. " أتراهم يأتون حول ضريحه *** لسؤال أمهم أعز حصان ونبيهم حي يشاهدهم *** ويسمعهم ولا يأتي لهم ببيان " الجواب: لا، يعني أن الصحابة يأتون إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم وفيها عائشة أم المؤمنين، يسألون عائشة، فهل تظن أن يوجهوا السؤال إلى عائشة والنبي صلى الله عليه وسلم يشاهدهم ويسمعهم؟ وش الجواب؟ لأ، لا يمكن أن يسألوا عائشة في الحجرة والنبي عليه الصلاة والسلام في الحجرة حي ويدعوا سؤال النبي إلى سؤال عائشة، هذا محال. " أفكان يعجز أن يجيب بقوله *** إن كان حيا داخل البنيان " الجواب: لا يعجز لو كان حيا داخل البنيان لأن هو في الحجرة، لو كان حيا لأجابهم ولم تجبهم عائشة.
معنى قول الناظم: يا قومنا استحيوا من العقلاء والمبعـ***ـوث بالقرآن والرحمن
والله لا قدر الرسول عرفتم*** كلا ولا للنفس والإنسان
من كان هذا القدر مبلغ علمه*** فليستتر بالصمت والكتمان
الشيخ :" يا قومنا استحيوا من العقلاء *** والمبعوث بالقرآن والرحمن " استحيوا من العقلاء، ثم من الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم من الله، استحيوا من الله، ما هذا الكلام الذي صدر منكم؟! " والله لا قدر الرسول عرفتم *** كلا ولا للنفس والإنسان " نعم، ما عرفوا قدر الرسول عليه الصلاة والسلام حيث زعموا أنه حي في قبره كحياته في الدنيا، ولا عرفوا أيضا قدرا للنفس والإنسان، لأنه يجب على الإنسان أن يترفع بنفسه عن هذه السفاسف وهذه المقولات التي يضحك منها السفهاء، بل والله ما عرفوا قدرا للصحابة، لأنه لو كان حيا على زعمهم لكان الصحابة قد دفنوا نبيهم وهو حي، وإذا كانت الموؤدة تسأل يوم القيامة عمن وأدها فكيف بالرسول أن يدفنه الصحابة وهو حي، هذا أكبر قدح في الصحابة رضي الله عنهم إيه نعم، يقول: " من كان هذا القدر مبلغ علمه *** فليستتر بالصمت والكتمان " يعني من كان هذا مبلغ علمه بأن الرسول حي في قبره فعليه أيش؟ أن يستحيي على نفسه وأن يستتر عن بيان عيبه، بماذا؟ بالصمت والكتمان حتى لا يفتضح أمام الناس. نمشي؟ طيب.
معنى قول الناظم: ولقد أبان الله أن رسوله*** ميت كما قد جاء في القرآن
أفجاء أن الله باعثه لنا*** في القبر قبل قيامة الأبدان
أثلاث موتات تكون لرسله*** ولغيرهم من خلقه موتان
الشيخ :" ولقد أبان الله أن رسوله *** ميت كما قد جاء في القرآن " في قوله (( إنك ميت وإنهم ميتون )). " أفجاء أن الله باعثه لنا *** في القبر قبل قيامة الأبدان " لأ، إذن ثبت أنه ميت ولم يثبت أنه مبعوث الآن، والأصل بقاء ما كان على ما كان عليه. " أثلاث موتات تكون لرسله *** ولغيرهم من خلقه موتان " هاه؟ لا يمكن، لكن على زعمهم تكون الموتات ثلاث: مات النبي قبل وجوده (( وكنتم أمواتا فأحياكم )) ومات بعد وجوده في الدنيا، ثم بعث في القبر أحي، ثم يموت يوم القيامة، الموتة الأولى، الثانية الموتة التي يصعق فيها الناس يوم القيامة، ثم ينفخ في الصور مرة ثانية فإذا هم قيام ينظرون. " أثلاث موتات تكون لرسله *** ولغيرهم من خلقه موتان " لا.
معنى قول الناظم: اذ عند نفخ الصور لا يبقى امرؤ*** في الأرض حيا قط بالبرهان
أفهل يموت الرسل أم يبقوا إذا*** مات الورى أم هل لكم قولان
الشيخ :" إذ عند نفخ الصور لا يبقى امرؤ *** في الأرض حيا قط بالبرهان " الدليل (( فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله )) " أفهل يموت الرسل أم يبقوا إذا *** مات الورى أم هل لكم قولان " لله دره، أحرجهم تماما، يقول: هل يموت الرسل أم يبقوا إذا مات الورى؟ إن قلتم يموت الرسل فقد ماتوا كم مرة؟ السائل : ثلاثة. الشيخ : ثلاث مرات، إن قلتم يبقوا نقول أين الدليل؟ أو لكم في هذا قولان قول يقول إنهم يبقوا وقول يقول إنهم يموتون، وهكذا الإنسان إذا حجر يقول في المسألة قولان فيستريح، نعم.
(بيان أثر عمر حينما سمع ناسا رفعوا أصواتهم عند قبر رسول الله)
فتكلموا بالعلم لا الدعوى وجيـ***ـؤوا بالدليل فنحن ذو أذهان أو لم يقل من قبلكم للرافعي الـ***أصوات حول القبر بالنكران
لا ترفعوا الأصوات حرمة عبده*** ميتا كحرمته لدى الحيوان
الشيخ :" فتكلموا بالعلم لا الدعوى *** وجيؤوا بالدليل فنحن ذو أذهان أو لم يقل من قبلكم " نعم. " أو لم يقل من قبلكم للرافعي *** الأصوات حول القبر بالنكران لا ترفعوا الأصوات حرمة عبده *** ميتا كحرمته لدى الحيوان " أي لدى الحياة، هذا جاء في أثر عن عمر رضي الله عنه أنه جاء قوم من أهل الطائف إلى مسجد النبي عليه الصلاة والسلام، فجعلوا يتكلمون ويرفعون أصواتهم، فدعاهم وقال: ( لولا أنكم من غير هذا البلد لأوجعتكم ضربا ) هذا ما قال أو معناه، ( أترفعون أصواتكم عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ) لكن هذا على سبيل أيش؟ على سبيل الاحترام والأدب.
قد كان يمكنهم يقولوا أنه*** حي فغضوا الصوت بالإحسان
لكنهم بالله أعلم منكم*** ورسوله وحقائق الإيمان
الشيخ :" قد كان يمكنهم يقولوا إنه حي *** فغض الصوت بالإحسان لكنهم بالله أعلم منكم *** " قد كان يمكنهم أن يقولوا إنه حي فغضوا الصوت ولا يقولوا لماذا ترفعون أصواتكم عند قبر الرسول فإن حرمته ميتا كحرمته حيا. " لكنهم بالله أعلم منكم *** ورسوله وحقائق الإيمان " الصحابة أعلم بالله وبرسوله وبحقائق الإيمان منا.
(طلب الصحابة الاستسقاء من العباس)
ولقد أتوا يوما إلى العباس يسـ***ـتسقون من قحط وجدب زمان هذا وبينهم وبين نبيهم*** عرض الجدار وحجرة النسوان
فنبيهم حي ويستسقون غـ***ـير نبيهم حاشا أولي الإيمان
الشيخ :" ولقد أتوا يوما إلى العباس *** يستسقون من قحط وجدب زمان وهذا وبينهم وبين نبيهم *** عرض الجدار وحجرة النسوان " طيب، أتوا إلى العباس يستسقون، وذلك أنه لما أصيب الناس بالقحط في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجمع الناس للاستسقاء قال: " اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نستسقي إليك بعم نبينا، قم يا عباس فادع الله " فقام العباس فدعا الله عز وجل، ولو كان الرسول حيا هاه؟ لاستسقوا به، ما ذهبوا إلى العباس، لأنه ليس بينهم وبين نبيهم إلا عرض الجدار وحجرة النسوان. " فنبيهم حي ويستسقون غير *** نبيهم حاشا أولي الإيمان " يعني هل يمكن هذا أن يستسقوا بأحد دون النبي صلى الله عليه وسلم وهو حي؟ لأ. نعم؟
السائل : شيخ حديث الاستسقاء الشيخ : نعم. السائل : يثير بعضهم حجة قوية على الاستشفاع بالأولياء وبالصالحين. الشيخ : نعم.ط السائل : ودائما يستدلون بهذا الدليل، فأيش الرد عليهم؟ الشيخ : الرد عليهم صحيح، التوسل بدعاء الصالحين في حياتهم لا بأس به، يعني أن يكون رجل صالح تتوسم فيه الخير وتقول ادع الله لنا. السائل : لكن كره من الدعاء ... الشيخ : كره شيخ الإسلام طلب الدعاء من الغير في الأمور الخاصة، أما الأمور العامة كالاستسقاء العام للناس هذا ما أظن أحد يكرهه. السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم.
هل يستلزم من سماع الميت أنه حي وهل الميت يسمع الأصوات مطلقا؟
السائل : شيخ بالنسبة ... الشيخ : لا، لأنه لا يلزم من السماع أن يكون حيا، فهذا الإنسان إذا دفن وتولى أصحابه عنه يسمع قرع نعالهم. السائل : ... الشيخ : نعم؟ السمع مطلقا هذا فيه خلاف، فمن العلماء من قال يسمع، والأصل أنه لا يسمع إلا ما جاء به النص، الصحيح أن الأصل أنه لا يسمع إلا ما جاء به النص مثل السلام عليه فإنه يسمع ويرد، نعم.
القراءة من قول الناظم: فصل فيما احتجوا به على حياة الرسل في القبور..إلى آخر الفصل
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " فصل فيما احتجوا به على حياة الرسل في القبور فإن احتججتم بالشهيد بأنه *** حيّ كما قد جاء في القرآن والرسل أكمل حالة منه بلا *** شك وهذا ظاهر التبيان فلذاك كانوا بالحياة أحق من *** شهدائنا بالعقل والبرهان وبأن عقد نكاحه لم ينفسخ *** فنساؤه في عصمة وصيان ولأجل هذا لم يحل لغيره *** منهن واحدة مدى الأزمان أفليس في هذا دليل أنه *** حيّ لمن كانت له أذنان أو لم ير المختار موسى قائما *** في قبره لصلاة ذي القربان أفميت يأتي الصلاة وإن ذا *** عين المحال وواضح البطلان أو لم يقل إني أرد على الذي *** يأتي بتسليم مع الإحسان أيرد ميت السلام على الذي *** يأتي به هذا من البهتان هذا وقد جاء الحديث بأنهم *** أحياء في الأجداث ذا تبيان وبأن أعمال العباد عليه تعـ *** ـرض دائما في جمعة يومان يوم الخميس ويوم الاثنين الذي *** قد خص بالفضل العظيم الشان ".
(بيان أدلة من قال بحياة الأنبياء في قبورهم بأدلة منها أن الشهداء أحياء في قبورهم فالأنبياء من باب أولى)
فان احتججتم بالشهيد بأنه*** حي كما قد جاء في القرآن والرسل أكمل حالة منه بلا***شك وهذا ظاهر التبيان
فلذاك كانوا بالحياة أحق من*** شهدائنا بالعقل والبرهان
الشيخ : استدل هؤلاء الذين يقولون بأن الأنبياء أحياء في قبورهم بأدلة، منها: أنه لا شك أن الشهداء أحياء في قبورهم، قال الله تعالى: (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )) ومقام الأنبياء أعلى من مقام الشهداء بلا شك، هذا دليل، الدليل الثاني، نعم، فإذا كانوا أعلى مقاما من الشهداء صارت حياتهم في قبورهم أولى من حياة الشهداء، يقول: " فإن احتججتم بالشهيد بأنه *** حي كما قد جاء في القرآن والرسل أكمل حالة منه بلا *** شك وهذا ظاهر التبيان فلذاك كانوا بالحياة أحق من *** شهدائنا بالعقل والبرهان " هذا دليل بقياس أيش؟ بقياس الأولى، أنهم أحق بالحياة من الشهداء.
(بيان الدليل الثاني على قولهم أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما زلن تحت عصمته ويحرمن على الناس)
وبأن عقد نكاحه لم ينفسخ** فنساؤه في عصمة وصيان
ولأجل هذا لم يحل لغيره*** منهن واحدة مدى الأزمان
أفليس في هذا دليل أنه*** حي لمن كانت له أذنان
الشيخ : الدليل الثاني: " وبأن عقد نكاحه لم ينفسخ فنساؤه *** في عصمة وصيان ولأجل هذا " يعني مما يدل على أن عقد نكاح الرسول عليه الصلاة والسلام باقي بالنسبة لزوجاته " ولأجل هذا لم يحل لغيره *** منهن واحدة مدى الأزمان " قال الله تعالى: (( ولا يحل لكم أن تؤذوا رسول الله )) بعده؟ (( ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما )) قالوا: وهذا دليل على أن نكاحه باقي، وإلا ما حرمت نساؤه على من بعده، وإذا كان نكاحه باقيا دل على أنه حي كحياته في الدنيا. " أفليس في هذا دليل أنه *** حي لمن كانت له أذنان " وش الجواب؟ هاه؟ هم استدلوا به، وشبهوا به، لكن هم يقولون هو دليل، ونحن نقول إنه لا دليل، وسنجيب عنه إن شاء الله.
(بيان الدليل الثالث وهو رؤية النبي صلى الله عليه وسلم موسى يصلي في قبره)
أو لم ير المختار موسى قائما*** في قبره لصلاة ذي القربان أفميت يأتي الصلاة وان ذا*** عين المحال وواضح البطلان
الشيخ :" أو لم ير المختار " وهو النبي صلى الله عليه وسلم " موسى قائما *** في قبره لصلاة ذي القربان " الجواب: بلى، إن النبي عليه الصلاة والسلام رأى موسى قائما يصلي في قبره، هكذا جاء الحديث وصح. " أفميت يأتي الصلاة وإن ذا *** عين المحال وواضح البطلان " يقولون: إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام رأى موسى حيا يصلي في قبره هل يمكن أن يصلي وهو غير حي؟ الجواب: لا، نعم نحن نمشي معهم، لكن سنرد عليهم إن شاء الله.
(بيان الدليل الرابع وهو رده لسلام من سلم عليه وهو في قبره )
أو لم يقل أني أرد على الذي*** يأتي بتسليم مع الإحسان أيرد ميت السلام على الذي*** يأتي به هذا من البهتان
الشيخ :" أو لم يقل إني أرد على الذي *** يأتي بتسليم مع الإحسان " نعم، الرسول أخبر بأن من سلم عليه رد عليه السلام عليه الصلاة والسلام، طيب. " أيرد ميت السلام على الذي *** يأتي به هذا من البهتان " حنا سنقول لك الكلام، يقول: الرسول عليه الصلاة والسلام يسمع السلام عليه ويرد، هل الميت يرد؟ وش تقول؟ ستقول: لا، إذن هو حي، طيب.
(بيان الدليل الرابع وهو ورود النص في أنهم أحياء في قبورهم)
هذا وقد جاء الحديث بأنهم*** أحياء في الأجداث ذا تبيان
وبأن أعمال العباد عليه تعـ***ـرض دائما في جمعة يومان
الشيخ :" هذا وقد جاء الحديث بأنهم *** أحياء في الأجداث ذا تبيان " يعني ورد حديث أن الأنبياء أحياء في أجداثهم، أي: في قبورهم " وبأن أعمال العباد تعرض *** عليه دائما في جمعة يومان " جمعة يعني أسبوع، يعبر عن الجمعة بالأسبوع كما يعبر عن السنة بالخريف، والخريف فصل من فصول السنة، لكن يعبر به عن السنة كلها، يعبر بالجمعة عن الأسبوع، كما جاء في حديث الدجال ( يوم كجمعة ) نعم، يقول:
يوم الخميس ويوم الاثنين الذي*** قد خص بالفضل العظيم الشأن (القراءة من شرح الهراس وابن عيسى حول حديث عرض الأعمال على رسول الله يوم الإثنين ويوم الخميس وبيان تخريجه)
الشيخ :" في جمعة يومان " أي: في أسبوع. " يوم الخميس ويوم الاثنين الذي *** قد خص بالفضل العظيم الشان " تعرض الأعمال على الرسول يوم الإثنين ويوم الخميس، ولكن قد صح أن الأعمال تعرض على الله يوم الاثنين ويوم الخميس، عندكم شرح الحديث هذا؟ الطالب : الأخير. الشيخ : إيه، أن الأعمال تعرض على الرسول يوم الإثنين والخميس. الطالب : لا ما شرحه ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : نعم، هذا من؟ الطالب : الهراس، يقول ... الشيخ : أيهم؟ الطالب : حديث أنس حديث الإسراء. الشيخ : أيها؟ الطالب : " ما رواه أنس رضي الله عنه في حديث الإسراء من أنه صلى الله عليه وسلم مر بموسى ليلة أسري به وهو قائم بقبر يصلي، ولا شك أن الصلاة حركات وأقوال لا يعقل أن تحصل إلا من حي، فنسبتها إلى الميت عين المحال "، عاد هو ذكر، قال: " أما حديث أنس فلم يصح خبره " هذا في الجواب عنه. الشيخ : إيه، لا هو عندي يقول هذا ورؤيته الكليم ابن القيم أجاب عنه، لكن الأخير. الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الطالب : قال عنه يا شيخ وعلى هذا النحو تحمل بقية الأحاديث، يعني خلاص ... طالب آخر : ... الشيخ : وش يقول ابن عيسى؟ وش يقول؟ الطالب : " ... بأن أعمال العباد تعرض عليه في يوم الخميس ويوم الجمعة، هنا يقول: لقد اشتبه على الشارح الحديثان " الشيخ : على أيش؟ على على الشارح؟ الطالب : " لقد اشتبه على الشارح الحديثان حديث عرض الأعمال على الرسول صلى الله عليه وسلم ليس فيه ذكر يوم الخميس ويوم الإثنين ... حياتي خير لكم ... ويحدث لكم، فإذا أنا مت كانت وفاتي خير لكم، تعرض عليّ أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت شرا استغفرت الله لكم )، رواه ابن سعد في الطبقات عن بكر بن عبد الله المزني مرسلا، وأورده الحافظ عبد الغني المقدسي في كتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن بكر بن عبدالله المزني مرسل من طريقين، ورواه البزار موصولا عن عب دالله بن مسعود، وقال الحافظ الهيثمي: رجاله رجال صحيح، فهو حديث ثابت، وهو مراد الشارح، وحديث عرض الأعمال على الله تعالى الذي فيه ذكر يوم الإثنين ويوم الخميس رواه مسلم في صحيحه والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: ( تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه من شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا ) وفي رواية ( تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس ). الشيخ : نعم. الطالب : وذكر منها يا شيخ ... هنا في الرد الشيخ : نعم. الطالب : قال: " أما حديث عرض أعمال العباد عليه فقد ورد بألفاظ لا يشك من تأملها أنه باطل وموضوع، ولم يروه أحد من أصحاب الصحاح، بل رواه صاحب الفردوس بسند فيه انقطاع، وفي بعض الروايات روي موقوفا عن أنس، وإليك نص الحديث: ( حياتي خير لكم ومماتي خير لكم، تعرض عليّ أعمالكم فإن وجدت خيرا حمدت الله وإن وجدت شرا استغفرت لكم )" الشيخ : نعم الطالب : " وحياته كانت خيرا لأمته بلا نزاع، يهديها إلى الرشد، ويقودها إلى مواطن الفلاح والخير، ولكن كيف يكون موته خيرا لها، وقد أدرك أصحابه عظم الفجيعة فيه واستهولوا الخطب، حتى أن أشدهم شكيمة وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد غشي عليه هول المصاب، وما من شك بأن فقده صلى الله عليه وسلم كان أعظم ما أصيبت به هذه الأمة من أرزاء، ثم ما فائدة عرض الأعمال عليه وهو ليس مسؤولا عنها، ولا مكلفا بإحصائها ولا كتابتها ولا برفعها إلى الله، فإن لذلك كله ملائكة موكلين به، وكيف يعقل أن يسوء الله عز وجل نبيه ويحزن قلبه وينغص عليه ما هو فيه من أنواع النعيم بعرض حصائد الناس من الشرور والمعاصي عليه، أما يكفي ما تحمله في حياته من أنواع المشقات وكبار التضحيات، والحديث فيه كذلك إقرار بالمعاصي ودعوة إليها، لأنه إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم سيستغفر لعصاة أمته كلما عرضت عليه أعمالهم ولا شك أن استغفاره موجب للمغفرة لم يضر أحد ما يرتكبه من ذنب، وهو معارض للأحاديث الصحيحة التي تدل على أنه لا يدري بعد موته شيئا من أحوال أمته، وقد جاء في حديث الحوض ( أنه يرد عليه أناس من أمته الحوض وأنه يهم ليسقيهم فتجيء الملائكة وتذودهم عن الحوض، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: هؤلاء أصحابي هم، فيقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقول: سحقا وبعدا لمن أحدث بعدي ويتلوا قوله تعالى (( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيبُ عليهم )) الشيخ : الرقيبَ عليهم، هذا كلام الهراس. طيب، على كل حال في النفس منه شيء أن الأعمال تعرض على الرسول في يوم الاثنين والخميس، فإن ورد فيه حديث فلعله انقلب على الراوي، وأراد أن ينقل ما يعرض على الله يوم الإثنين والخميس إلى أن يعرض على الرسول صلى الله عليه وسلم. الطالب : ... الشيخ : نعم؟ الطالب : وهذا وعرض الأعمال الشيخ : سيأتينا إن شاء الله.
القراءة من قول الناظم: فصل في الجواب عما احتجوا به في هذه المسألة..إلى قوله.. حرفا بحرف ظاهر التبيان
القارئ : " فصل في الجواب عما احتجوا به في هذه المسألة فيقال أصل دليلكم في ذاك حجـ *** ـتنا عليكم وهي ذات بيان إن الشهيد حياته منصوصة *** لا بالقياس القائم الأركان هذا مع النهي المؤكد أننا *** ندعوه ميتا ذاك في القرآن ونساؤه حل لنا من بعده *** والمال مقسوم على السهمان هذا وأن الأرض تأكل لحمه *** وسباعها مع أمة الديدان لكنه مع ذاك حيّ فارح *** مستبشر بكرامة الرحمن فالرسل أولى بالحياة لديه مع *** موت الجسوم وهذه الأبدان وهي الطرية في التراب وأكلها *** فهو الحرام عليه بالبرهان ولبعض أتباع الرسول يكون ذا *** أيضا وقد وجدوه رأي عيان فانظر إلى قلب الدليل عليهم *** حرفا بحرف ظاهر التبيان "
معنى قول الناظم: فيقال أصل دليلكم في ذاك حجـ***ـتنا عليكم وهي ذات بيان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. المؤلف رحمه الله وغيره من أهل العلم إذا ذكر دليل الخصم فلابد أن يجيب عن هذا الدليل، لأن الخصم لابد له في مقابلة خصمه من أمرين: مدافعة لأدلة خصمه، وإثبات لأيش؟ لأدلته، يقول: " فيقال أصل دليلكم في ذاك *** حجتنا عليكم وهي ذات بيان " يعني أن ما احتججتم به علينا هو حجة لنا عليكم، فنقلب الدليل عليكم بعد أن جعلتموه لكم.
(الجواب عن دليلهم الأول وبيان أوجه الاختلاف بين الشهيد والنبي)
إن الشهيد حياته منصوصة***لا بالقياس القائم الأركان
هذا مع النهي المؤكد أننا*** ندعوه ميتا ذاك في القرآن
الشيخ :" إن الشهيد حياته منصوصة *** لا بالقياس القائم الأركان " أليس كذلك؟ الدليل (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء ))(( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء )) فنفى الله عز وجل هذا الظن، ونهى أن نقول إنهم أموات، بالنص، أما حياة الأنبياء عندكم فهي بالقياس، وأمور الغيب ليس فيها قياس. " هذا مع النهي المؤكد أننا *** ندعوه ميتا ذاك في القرآن " يعني هذا أي ثبوت كونه حيا بالنص مع أنه إضافة إلى ذلك ورد النهي المؤكد عن تسميته ميتا، من أين تؤخذ؟ من قوله (( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا )) هذا نهي (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله )) هذا نهي أيضا أبلغ من الأول، لأن الأول نهي عن اللفظ والثاني نهي عن التقدير والظن، (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا )).
معنى قول الناظم: ونساؤه حل لنا من بعده*** والمال مقسوم على السهمان هذا وأن الأرض تأكل لحمه*** وسباعها مع أمة الديدان
لكنه مع ذلك حي فارح*** مستبشر بكرامة الرحمن
الشيخ :" ونساؤه " أي: نساء الشهيد المقتول في سبيل الله " حل لنا من بعده *** " ولو كان حيا حياة دنيا لم تكن نساؤه حلا لنا، طيب. " *** والمال مقسوم على السهمان " بعد موته، ولو كان حيا حياة دنيا لم يقسم ماله، ولم يحل الاعتداء عليه. " هذا وإن الأرض تأكل لحمه *** وسباعها مع أمة الديدان " والحي لا تأكله الأرض، وهو على ظهر الأرض ليس في بطنها مأكولا، لكن مع ذلك هو حي " لكنه مع ذاك حي فارح *** مستبشر بكرامة الرحمن " قال الله تعالى: (( فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) فهم أموات أجسام أحياء أرواح، نعم.
فالرسل أولى بالحياة لديه مع*** موت الجسوم وهذه الأبدان
وهي الطرية في التراب وأكلها*** فهو الحرام عليه بالبرهان (معنى الحرام هنا هو التحريم اللغوي وهو المنع وهل الجمادات تخاطب وتكلف)
الشيخ :" فالرسل أولى بالحياة لديه مع *** موت الجسوم " الرسل أولى بالحياة عند الله مع موت الجسوم، أولى بالحياة ممن؟ من الشهداء، مع موت الجسوم وهذه الأبدان. " وهي الطرية " أي: أجسامهم وأبدانهم أعني الأنبياء. " الطرية في التراب وأكلها *** فهو الحرام عليه " أي على التراب، " بالبرهان " لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بالإكثار عليه من الصلاة، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن الصلاة تعرض عليه، قالوا: كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ قال: ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) حرم عليها، هي مكلفة حتى تخاطب في التحريم؟ هاه؟ قال بعض العلماء، يعني يحتمل أن يقال إن التحريم هنا تحريم لغوي بمعنى المنع، لا بمعنى التحريم الذي يترتب عليه التكليف، لأن التحريم الذي يترتب عليه التكليف منتفٍ بالنسبة للأرض، منتفٍ بقوله تعالى: (( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها )) نعم (( وحملها الإنسان )). وقال بعضهم: إنه يصح أن يوجه إليها التحريم والإيجاب وإن لم تكن مكلفة تكليفا تعاقب بالمخالفة فيه، بدليل قوله تعالى: (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين )) فأثبت لهما الطوعية وكراهية ووجه إليهما الخطاب. وعلى كل حال المسألة في هذا لا تكاد تكون ذات أهمية جدا لأن الجميع متفقون على أن تكليف الأرض والسماوات ليس تكليفا يترتب عليه ثواب والعقاب لأنهما لن يخالفا أمر الله، طيب، يقول: " *** فهو الحرام عليه " على من؟ على التراب، " بالبرهان ".
ولبعض أتباع الرسول يكون ذا*** أيضا وقد وجدوه رأي عيان (بيان أن بعض الناس غير شهداء ولا أنبياء ولكن لا تأكلهم كرامة وذكر قصة وقعة في عنيزة)
الشيخ :" ولبعض أتباع الرسول يكون ذا *** أيضا وقد وجدوه رأي عيان " ولبعض أتباع الرسول يكون ذا يعني أن الأرض لا تأكل أجسادهم، نعم. " وقد وجوده رأي عيان " يعني رأوا هذا بالعيان أن بعض الناس لا تأكلهم الأرض وهم ليسوا من الشهداء وليسوا من الأنبياء، لكن قد يكرم الله الإنسان فلا تأكله الأرض. وقد حدثني بعض الناس أنهم كانوا في هذا البلد في عنيزة يحفرون للسور سور البلد، وأنهم مروا على قبر، فلما انفتح القبر خرج منه رائحة مسك لا يوجد لها نظير، سبحان الله! ووجدوا شيخا لم تأكله الأرض قد خضب لحيته بالحناء، وكان يابسا كاللحم اليابس، أما كفنه فقد صار رمادا، فيعني انبهروا منه وتوقفوا، وجاؤوا إلى الشيخ وأظنه عبدالله بن عبدالرحمن بابطين رحمه الله لأنه كان قاضيا في البلد هذه، جاؤوا إليه يخبرونه، فقال لهم: ردوا القبر على ما هو عليه وانحرفوا بالشق بالسور يمينا أو شمالا، ففعلوا. فهذا شيء مثل ما قال ابن القيم وجد بالعيان أن من الناس من لا تأكله الأرض، وهذه من كرامة الله سبحانه وتعالى للإنسان. " ولبعض أتباع الرسول يكون ذا *** أيضا وقد وجدوه رأي عيان "
معنى قول الناظم: فانظر إلى قلب الدليل عليهم*** حرفا بحرف ظاهر التبيان
الشيخ :" فانظر إلى قلب الدليل عليهم *** حرفا بحرف ظاهر التبيان " نعم، انقلب الدليل عليهم، صارت حياة الشهداء ليست كحياة الدنيا، وش الدليل؟ أن أموالهم قسمت، ونسائهم نكحت وأحلت، والديدان يأكل أجسادهم، فكيف تكون حياتهم كحياة الدنيا؟ إذن فالذي استدللتم به وجعلتموه أصلا وهو حياة الشهداء هاه؟ صار عليكم، لم يكونوا أحياء حياة دنيوية كذلك حياة الأنبياء التي هي فرع عندكم لم تكون حياة أيش؟ دنيوية، فبذلك انقلب الدليل عليهم، وأظن أن الأمر منقلب عليكم أيضا، أنتم فاهمين جيد الآن؟ طيب، هم قالوا حياة الأنبياء فرع عن حياة الشهداء، لأنه من باب قياس الأولى، ومعلوم أن المقيس فرع عن المقيس عليه، نقول لهم: حياة الشهداء هي موت، الدليل؟ هاه؟ نكاح نسائهم من بعدهم، اعتداد النساء، قسم الأموال، أكل الأرض للأجساد، كل هذه منتفية في حياة الدنيا، فإذن يكون موت الأنبياء حقيقة كما أن موت الشهداء حقيقة، وتكون حياة الأنبياء حياة برزخية لا حياة الدنيا، كما أن حياة الشهداء حياة برزخية وليست حياة دنيا، فانقلب الدليل عليهم الآن، نعم. بقي عندنا أنهم احتجوا بأن نساء الرسول صلى الله عليه وسلم حرام من بعده، وهذا يدل على أنه حي، وإلا لكان نساؤه حلالا، نعم.
السائل : أحسن الله إليك، الفرق بين الميت ... ؟ الشيخ : الصحيح أنه لا فرق بينهما، وبعضهم قال: إن الميت هو الذي قد مات فعلا واقعا، والميت الذي سيموت. السائل : ... الشيخ : أقول بعضهم قال هذا هو الفرق، واستدلوا بقوله تعالى: (( إنك ميت وإنهم ميتون )) أي ستموت، وبقوله تعالى: (( أو من كان ميتا فأحييناه ))، وهذا هو الذي حصل له الموت فعلا، والظاهر أن الصحيح أنه لا فرق.
سؤال هل اقتصاص الله من البهائم بعضهم بعضا يدل هذا على أنهم مكلفون
الشيخ : نعم السائل : ... يوم القيامة الله سبحانه وتعالى يقتص من الشاة ... الشيخ : نعم، قال العلماء هذا لبيان كمال عدل الله عز وجل فقط، ولهذا لا تعذب، يقتص لبعضها من بعض، فيقال للجماء انطحي القرناء فتنطحها، ثم يقول لهن كن ترابا، فلا ثواب ولا عقاب.
سؤال يعامل الشهيد في الدنيا أنه ميت وإن كان حيا في قبره
السائل : الله سبحانه نهانا أن نقول ... وأيضا يفترض أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقال استشهد فكيف الشيخ : لا يقال أيش السائل : لا يقال للإنسان الذي قتل في سبيل الله شهيد إلا بنص، لأننا ما ندري هذا مات شهيد أو. الشيخ : إيه نعم، ولهذا نقول لهذا الذي قتل في سبيل الله في أحكام الدنيا يجب أن نطبقها عليه، فلا نغسله ولا نكفنه ولا نصلي عليه وندفنه في مصرعه، ولا نقول إنه ميت. السائل : نقول شهيد؟ الشيخ : نقول شهيد باعتبار الدنيا، لكن ليس شهيدا باعتبار الآخرة، ما ندري الله أعلم، لأن الرسول قال: ( والله أعلم بمن يكلم في سبيله ). نعم.
القراءة من قول الناظم: لكن رسول الله خص نساؤه..إلى قوله.. فيها الحداد وملزم الأوطان
القارئ : " لكن رسول الله خص نساؤه *** بخصيصة عن سائر النسوان خيرن بين رسوله وسواه فاخـ *** ترن الرسول لصحة الإيمان شكر الإله لهن ذاك وربنا *** سبحانه للعبد ذو شكران قصر الرسول على أولئك رحمة *** منه بهن وشكر ذي الإحسان وكذاك أيضا قصرهن عليه معـ *** ـلوم بلا شك ولا حسبان زوجاته في هذه الدنيا وفي الأخـ *** ـرى يقينا واضحَ البرهان " الشيخ : واضحَ كذا عندك، واضحَ؟ القارئ : إيه نعم. الشيخ : زين، نعم. القارئ : " فلذا حرمن على سواه بعده *** إذ ذاك صونا عن فراش ثان لكن أتين بعدة شرعية *** فيها الحداد وملزم الأوطان ". الشيخ : بس.
(الجواب عن دليلهم الثاني وبيان رحمة الله بنساء رسول الله وتفسير قوله تعالى:{ يا نساء النبي إن كنتن تردن الحياة الدنيا ..})
لكن رسول الله خص نساؤه*** بخصيصة عن سائر النسوان خيرن بين رسوله وسواه فا***خترن الرسول لصحة الإيمان
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله في الإجابة عن استدلالهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره بأن نساؤه حرام على من بعده، يقول رحمه الله في الجواب عنه: " لكن رسول الله خص نساؤه *** بخصيصة عن سائر النسوان خيرن بين رسوله وسواه *** فاخترن الرسول لصحة الإيمان " وهذا بأمر الله (( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا )) الله أكبر! الآن لو اخترن الدنيا فإن الرسول لن يغضب عليهن، وانظر إلى لطف الله بالمرأة، إذا اختارت الدنيا تسرح وتمتع، تمتع وتسرح سراحا جميلا، ولا توبخ ويقال كيف اخترت الدنيا على الرسول، لماذا؟ لأن المرأة ناقصة عقل ودين، ربما تنخدع وتختار الدنيا على الرسول، أليس كذلك؟ فلا نقابلها بمقتضى عقلها، بل نقابلها بالحسنى، (( فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا )) الظاهر الآن لو قيل لشخص خيّر زوجك: هل تريدني ولا تريدين غيري إن كنت تريديني فالله يحيك، إن كان تريدين غيري بالهاوية والشيطان، هذا الذي يقع من كثير من الناس لأنه إذا قالت أنا ما أبيك أنا بختار غيرك هل يقابلها بالإكرام والتمتيع والسراح الجميل؟ أبدا، بالعكس، لكن لكمال خلق الرسول عليه الصلاة والسلام أمره الله أن يقول هذا: (( فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله )) هذا المقابل (( وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما )) يعني فأنتن محسنات وقد أعد الله للمحسنات منكن أجرا عظيما، فبدأ بعائشة صلوات الله وسلامه عليه، وهي أحب النساء إليه، لأنه يريد امتثال أمر الله فقدم ما يرضي الله على ما تهواه نفسه، وعائشة أحب النساء إليه، وكان مقتضى الطبيعة البشرية أن يبدأ بالنساء الأخريات، لكنه بدأ بعائشة لتكون مقياسا، وقال لها لما خيرها: ( ما عليك أن تستأمري أبويك ) يعني لك الحق أن تشاوري أبويك في هذا، فقالت: ( يا رسول الله، أفي هذا أستأمر أبوي، والله لا أريد إلا الله ورسوله والدار الآخرة ) رضي الله عنها، فمشى أزواجه على هذا، فلما حصل منهن هذا الأمر شكر الله لهم، وقال له: (( لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن )) فمنعه الله من نكاح نساء عليهن، ومنعه أن يطلقهن وأن يتزوج غيرهن، قال: (( ولا أن تبدل بهن من أزواج )) فشكر الله لهن هذه الحال، ولهذا قال: " لكن رسول الله خص نساؤه *** بخصيصة عن سائر النسوان خيرن بين رسوله وسواه *** " ما هو سواه؟ الحياة الدنيا وزينتها. " *** فاخترن الرسول لصحة الإيمان " نعم.
معنى قول الناظم: شكر الإله لهن ذلك وربنا*** سبحانه للعبد ذو شكران
الشيخ :" شكر الإله لهن ذاك وربنا *** سبحانه للعبد ذو شكران " والله عز وجل اعظم شكرا منا، إذا تقرب الإنسان إليه شبرا تقرب إليه ذراعا، وإن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا، وإن أتاه يمشي أتاه هرولة، فالله سبحانه يشكر العبد أكثر مما يشكر العبد ربه، ولهذا قال رحمه الله: " وربنا *** سبحانه للعبد ذو شكران " وقد ذكر الله تعالى أن من أسمائه الشكور في عدة آيات من القرآن، قصر الرسول، نعم. " قصر الرسول على أولئك رحمة منه *** بهن " منه أي من الله، بهن أي بالزوجات، شكر، نعم. " وشكر ذي الإحسان " يعني من شكر الله عز وجل، رحمة وشكر.