لا يعلم الأفلاك كم أعدادها*** وكذا النجوم وذانك القمران بل ليس يسمع صوت كل مصوت***كلا وليس يراه رأي عيان
بل ليس يعلم حالة الإنسان تفـ***ـصيلا من الطاعات والعصيان
كلا ولا علم له بتساقط الـ***أوراق أو بمنابت الأغصان
علما على التفصيل هذا عندهم*** عين المحال ولازم الإمكان(إنكار أهل البدع لعلم الله)
الشيخ : أنه هو الوجود المطلَق فلا يعلم شيئاً من الموجود في الأعيان " لا يعلم الأفلاك كم أعدادُها *** وكذا النجوم وذانك القمران بل ليس يسمع صوت كل مصوت *** كلا وليس يراه رأي عيان بل ليس يعلم حالة الإنسان تفـ *** ـصيلا من الطاعات والعصيان كلا ولا عِلمٌ له بتساقط الـ *** ـأوراق أو بمنابت الأغصان " " علماً على" نعم يعني ليس يعلم " علما على التفصيل هذا عندهم *** عين المحال ولازم الإمكان " يعني أنه أن الله لا يعلم كل هذا مع أن الله يقول (( وما تسقط من ورقة إلا يعلمُها )) أما هم فيقولون لا لا يعلم بتساقط الأوراق ولا منابت الأغصان
(بيان قولهم أن نوع الإنسان ما زال للأبد ولا ابتداء له)
بل نفس آدم عندهم عين المحا***ل ولم يكن في سالف الأزمان ما زال نوع الناس موجودا ولا*** يفنى كذاك الدهر والملوان
الشيخ :" بل نفس آدم عندهم عين المحا *** ل ولم يكن في سالف الأزمان " يقول ما فيه آدم خُلق من تراب ثم صار بَشرا بل النوع الإنساني لم يزل موجوداً " ما زال نوع الناس موجودا ولا *** يفنى كذاك الدهر والملوان " يعني أن النوع نوع الإنسان ما زال هكذا منذ الأزل ولا يزال هكذا أيضا إلى الأبد الطالب : ... الشيخ : ها السائل : شيخ ... الشيخ : ... فقط نعم الطالب : ... الطالب : مو تكمل شيخ ؟ الطالب : ... الطالب : لا ما كملته الشيخ : ما كملنا الشرح ؟ الطالب : نعم الشيخ : أظن عند فريقين ها بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى في بيان توحيد الفلاسفة وحقيقة توحيدهم أنه ليس هناك إله ليس هناك ما يسمى إلهاً لأنهم يقولون هو الوجود المطلق وهو بالحقيقة ليس بموجود لأن الوجود المطلق على وجه الإطلاق لا حقيقة له بل هو شيءٌ يتخيله الذهن بدون أن يكون له حقيقة
(شبهة إنكارهم لله وصفاته)
هذا هو التوحيد عند فريقهم*** مثل ابن سينا والنصير الثاني قالوا وألجأنا إلى ذا خشية التـ***ـركيب والتجسيم ذي البطلان
ولذاك قلنا ما له سمع ولا*** بصر ولا علم فكيف يدان
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله : " هذا هو التوحيد عند فريقهم *** مثل ابن سينا والنصير الثاني " ابن سينا هو رجل معروف في الطب ولهذا يمجده القوميون العرب ويرون أنه هو العالِم ويحيون ذكراه بنسبة بعض المنشآت إليه وهو كما ترون من أكفر عباد الله والعياذ بالله والنصير الثاني الذي يسمى نصير الدين الطوسي وهو في الحقيقة مُذِل الدين وليس نصيراً للدين " قالوا وألجأنا إلى ذا خشية التـ *** ـركيب والتجسيم ذي البطلان " هذي الشبهات كلها أنهم لجؤوا إلى قول هذا الإله المفروض ذهنا المعدوم واقعا هو أنهم يخشون من التركيب والتجسيم " ولذاك قلنا ما له سمع ولا *** بصرٌ ولا علم فكيف يدان " فنفوا الصفات المعنوية وقالوا : "فكيف يدان " يعني الصفات الخبرية فنفوا جميع الصفات لله عز وجل بل حقيقةُ الأمر أنهم نفوا وجوده لأن ما يذكرون أنه الله إنما هو موجود في الطالب : الأذهان الشيخ : في الذهن فقط
(إنكارهم لعلو الله وبيان هل يجوز إطلاق كلمة الحد لله)
وكذاك قلنا ليس فوق العرش*** إلا المستحيل وليس ذا إمكان جسم على جسم كلا الجسمين محـ*** ـدود يكون كلاهما صنوان
الشيخ :" وكذاك قُلنا ليس فوق العرش *** إلا المستحيلُ وليس ذا إمكان " أيضاً ليس فوق العرش إله لأنه هو الموجود المطلق بشرط الإطلاق كما سبق و " جسم على جسم كلا الجسمين محـ *** ـدود يكون كلاهما صنوان " يعني لو قلنا إن ... إلها لكان جسماً على جسم وكلاهما محدود فيكونان صنوان أو صنوين يعني يكونان شبيهين وكلمة الحد بالنسبة للرب عز وجل كلمة لم ترد لا نفياً ولا إثباتا لا في القرآن ولا في السنة ولهذا كان القول فيها أن يُقال ماذا يعنى بالحد لو قال لنا قائل هل الله محدود فنقول ماذا تَعني بالحد إن أردت أن مُتحد بائن من خلقه فهو بهذا المعنى إيش؟ محدود محدود بائن من خلقه وإن أردت بكلمة محدود أن له حداً ينتهي إليه ويحيط به شيءٌ من مخلوقاته فهذا ممتنع ولهذا ورد في كلام السلف نفي الحد وإثبات الحد وهذا الاختلاف ينبني على التفصيل الذي ذكرنا فمن نفى الحد أراد الحد الذي يحصر الخالق عز وجل ومن أثبتَه أراد الحد الذي يبينه عن خلقه ويجعلُه بائنا منهم
معنى قول الناظم: فبذاك حقا صرحوا في كتبهم*** وهم الفحول أئمة الكفران
ليسوا مخانيث الوجود فلا إلـى الـ***ـكفران ينحازوا ولا الإيمان
الشيخ :" فبذاك حقا صرّحوا في كتبهم *** وهم الفحول أئمة الكفران " بئس الفحولية هم الفحول ولكن فحول شر لأنهم أئمة كُفر " ليسوا مخانيث الوجود فلا إلـى الـ *** ـكفر ينحازوا ولا الإيمان " " ليسوا مخانيث *** " المخانيث يريد بهم من ليسوا ذكراً ولا أنثى وهو ما يعرف عند الفقهاء بالخنثا وقوله:" ليسوا مخانيث الوجود " كأنه يشير إلى ما سيأتينا من توحيد الجهمية الذين أخذوا من هذا وهذا وصاروا مذبذبين لا " لا إلى الـ *** ـكفران ينحازوا ولا إلى الإيمان " وهنا حذف النون في ينحازوا وأصلها ينحازون من أجل الطالب : الوزن الشيخ : ضرورة الشعر
(بيان تعريف الشرك عند ابن سينا وأتباعه)
والشرك عندهم ثبوت الذات والـ*** أوصاف إذ يبقى هناك اثنان
غير الوجود فصار ثم ثلاثة*** فلذا نفينا اثنين بالبرهان
بقي (نفي) الوجود فلا يضاف إليه شيء*** غيره فيصير ذا إمكان
الشيخ :" والشرك عندهم ثبوت الذات والـ *** ـأوصاف إذ يبقى هناك اثنان " نعوذ بالله ، يقولون من أثبت وجود الله وجود ذاته فقد أشرك لماذا؟ لأنهم عندهم أن الله هو الوجود المطلق الوجود فإذا قلت ذات ووجود فهذا شرك لأنه يصير لأنه يكون اثنان " والشرك عندهم ثبوت الذات والـ *** ـأوصاف إذ يبقى هناك اثنان " " غير الوجود فصار ثم ثلاثةٌ *** فإذا نفينا اثنين بالبرهان " " بقي الوجود " الطالب : ... الشيخ : لا " بقي الوجود " الطالب : فلذا فلذا الشيخ : ها الطالب : فلذا الشيخ : فلذا وين فلذا الطالب : " *** فلذا نفينا اثنين " الشيخ :" *** فإذا نفينا اثنين بالبرهان " " بقي الوجود فلا يضاف إليه شيء *** غيره فيصير ذا إمكان " عندكم إيش؟ ها الطالب : فلذا الشيخ : سبحان الله ، ويش فلذا نفينا إيش؟ الطالب : فلذا نفينا اثنين الشيخ :" *** فلذا نفينا اثنين بالبرهان " الطالب : ما في ... الشيخ : اه لا أجل عندي أنا، عندكم فلذا كلكم الطالب : ... الشيخ : طيب نعود " والشرك عندهم ثبوت الذات والـ *** ـأوصاف إذ يبقى هناك اثنان " يعني إذا أثبتنا ذاتاً وصفات وصفات صار اثنين " غير الوجود" الذي يرون أنه هو الله وحينئذٍ يكون الجميع ثلاثة " فصار ثَم ثلاثةٌ *** فلذا نفينا اثنين بالبرهان " اثنين هما الذات والأوصاف فإذا نفينا اثنين " بقي الوجود فلا يُضاف إليه شيء *** غيره " وحينئذٍ يصير ذا إمكان ، يصير ممكنا فعندهم الآن الذات منفية والصفات منفية والوجود ثابت وهو الله عندهم هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق حقيقة الأمر أننا إذا تأملنا كلامهم وجدنا أنه ليس هناك رب لا يثبتون لله ذاتا ولا صفاتا صفات بل هو إيش؟ الوجود بشرط الإطلاق انف الذات وانف الصفات يبقى من الثلاثة واحد وهو الوجود ولهذا عندي أنا "نفي الوجود" والظاهر أنه "بقي الوجود" نعم " *** فلذا نفينا اثنين بالبرهان "" بقي الوجود" اكتبوا لعله ، حتى أيضاً أنا في شك أن " فلذا نفينا اثنين " أنا أقول لعلها " فإذا نفينا " اكتبوا أيضا لعل نعم
السائل : الآن يا شيخ في كتب المدارس عندنا ... الشيخ : نعم السائل : ... ابن سينا وأشباهه من أطباء العرب وعلمائهم وكذا، وإذا قلنا نحن إن هؤلاء كذا وكذا يعني قالوا إن هؤلاء قدموا مثلا في الطب وكذا، وما هو الدليل على أنهم كفرة وهم يُنسبون إلى الإسلام ؟ الشيخ : كتبهم، ابن القيم يقول هذي كتبهم السائل : إذا ... الشيخ : ما عندهم كتبهم ما هي موجودة عندهم هذا تلقاها موجودا في المكاتب العالمية في لندن أو في فرنسا أو ما أشبهها السائل : كتاب القانون وغيره ما تكلم ... الشيخ : ما أذكر لكن ... هنا أن الجزيرة العربية ما في إشكال السائل : اللي يقال أن الذين كفروهم علماء الإسلام؟ الشيخ : إي نعم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم كلهم كفروهم هذا تلخيص هو ما ... أنهم يقولون إن الله عز وجل التوحيد هو إثبات الوجود المطلق هذا هو الله وجودٌ مطلق ما ثَم ذات ولا صفات ولا سمع ولا بصر ولا كون باختياره الكون صار هكذا معلولاً لعلى فاعل والعلة كما تعرفون إذا ثبتت ثبت المعلول ولهذا منعوا حدوث البشر وقالوا إن الإنسان قديم النوع وليس هناك شيءٌ يقرر آدم خلق من تراب وكذلك الله لا يعلم سقوط الأوراق من الأشجار وال... من الأغصان من الأشجار كل هذا لا يعلمه لأنه هو الوجود المطلق فإذا أثبت شيئاً من الصفات لله أو أثبت له ذاتاً صرت مُشركا وحقيقة الأمر كما قلت لكم بالأمس أن مذهبهم لا يمكن للإنسان أن يتصوره يعجز عن تصوره لأنه باطل أبطل البطلان السائل : ... الشيخ : نعم
سؤال حول إنكار أتباع ابن سينا المحض لله وصفاته وبيان معنى الملوان
السائل : ... أنه يعلم صفة ... ما يقولون الشيخ : ما يقولون بها أصلا ما يقولون بها مهو مر علينا أنه يقول لا يتكلم ولا له وحي ولا شيء أنا لا أدري هم يقولون بهذا القول إرضاءاً للعامة الذين حولهم ولا حقيقة قولهم الإنكار المحض السائل : ما معنى الملوان ؟ الشيخ : ها الملوان يعني تُطلق في الغالب على الليل والنهار نعم
القراءة من قول الناظم: فصل في النوع الثاني من أنواع التوحيد لأهل الإلحاد..إلى آخر الفصل
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم " فصل في النوع الثاني من أنواع التوحيد لأهل الإلحاد " " هذا وثانيها فتوحيد ابن سبـ *** ـعين وشيعتِه أولى البهتان كل اتحادي خبيث عنده *** معبودُه موطوؤه الحقاني توحيدهم أن الإله هو الوجو *** دُ المطلق المبثوث في الأعيان هو عينُها لا غيرُها ما ها هنا *** ربٌ وعبد كيف يفترقان لكن وهمَ العبد ثم خيالُه *** في ذي المظاهر دائماً يلجان فلذاك حُكمهما عليه نافذٌ *** فابن الطبيعة ظاهر النقصان فإذا تجرّد علمُه عن حسِه *** وخيالِه بل ثم تجريدان تجريده عن عقله أيضاً فإ *** ن العقل لا يدنيه من ذا الشان " الشيخ : لا لا لا ... لا يدنيه من ذا الشان القارئ : " تجريده عن عقله أيضا فإ *** ن العقل لا يدنيه من ذا الشان بل يخرق الحجب الكثيفة كلها *** وهما وحسا ثم عقل واني فالوهم منه وحسُّه وخياله *** والعلم والمعقول في الأذهان حُجْب على ذا الشان فاخرقها وإلا *** كنت محجوباً عن العرفان هذا وأكثفها حجابُ الحس والـ *** ـمعقول ذانك صاحبُ الفرقان فهناك صرت موحداً حقا ترى *** هذا الوجود حقيقةَ الديان والشرك عندهم فتنويع الوجو *** د وقولنا إن الوجود اثنان واحتج يوماً بالكتاب عليهم *** شخص فقالوا الشركُ في القرآن لكنما التوحيد عند القائلين *** بالاتحاد فهم أولو العرفان رب وعبدٌ كيف ذاك وإنما الـ *** ـموجود فرد ماله من ثاني "
(بيان توحيد أهل وحدة الوجود ومعنى الاتحاد)
هذا وثانيها فتوحيد ابن سبـ***ـعين وشيعته أولى البهتان كل اتحادي خبيث عنده*** معبوده موطوؤه الحقان
الشيخ : هذا أيضا توحيد من نوع آخر وهو توحيد أهل وحدة الوجود الذين يقولون إن الشيء الوجود شيءٌ واحد العبد هو الرب والرب هو العبد نسأل الله العافية يعني ما فيه رب وعبد بائناً أحدهما عن الآخر بل الكل رب الكل رب وفي نفس الوقت الكل عبد ما هناك شيئان يقول : " هذا وثانيها فتوحيد ابن سبـ *** ـعين وشيعته أولى البهتان كل اتحادي خبيث عنده *** معبوده موطوؤه الحقاني " اتحادي يعني يقول باتحاد الخالق والمخلوق وأنهما شيء واحد وسبحان الله العظيم هم يجدون أن زيداً غير عمرو وأن الأب غير الابن هذا الحس الواقع لكن هم يقولون لا، لا تستعمل الحس في الموجودات إن استعملت الحس أو الوهم أو الخيال أو العقل فإنك لن تصل إلى الحقيقة لأن هذه الأربع كُلها حُجُب تحجبك عن الوصول إلى الحقيقة تجرد من العقل والوهم والحس والخيال فضلاً عن الشرع وحينئذٍ يبين لك التوحيد أعوذ بالله يعني صِرْ مجنونا حتى تكون موحدا يقول: " كل اتحادي خبيث عنده *** معبوده موطوؤه الحقاني " هو يطأ زوجته ويرى أنها رب نسأل الله العافية ويذبح شاته ويرى أنها ربُه ويركب حماره ويرى أنه رب ويزجر كلبَه ويرى أنه ربه هكذا، الشيء شيء واحد
توحيدهم أن الإله هو الوجو***د المطلق المبثوث في الأعيان (الفرق بين الاتحادية والفلاسفة في التوحيد)
الشيخ : ولهذا يقول: " توحيدهم أن الإله هو الوجو *** د المطلق المبثوث في الأعيان " وكلمة المبثوث في الأعيان هي الفصل بين توحيدِهم وتوحيد الفلاسفة السابق لأن الفلاسفة السابق لا يقولون إن الرب هو المربوب يقولون الرب وحدَه لكنه هو الوجود الذي لا ذات له ولا صفات وهؤلاء يقولون: الرب هو المربوب شيء واحد موجود لكن شيءٌ واحد واختلاف الناس اختلاف الأنواع من الحيوان من الأشجار من الجبال من الأنهار اختلاف مظاهر اختلاف مظاهر كما يبدو الإنسان وهو غضبان على وجه وهو مسرور على وجه آخر وإلا فإن الكل شيء واحد
(بيان قولهم أن العبد هو عين الرب والرب هو عين العبد ولكن الخيال والوهم والعقل توجب التعدد فلابد من تركها)
هو عينها لا غيرها ما ها هنا*** رب وعبد كيف يفترقان
لكن وهم العبد ثم خياله*** في ذي المظاهر دائما يلجان
فلذاك حكمهما عليه نافذ*** فابن الطبيعة ظاهر النقصان
فإذا تجرد علمه عن حسه***وخياله بل ثم تجريدان
تجريده عن عقله أيضا فإن الـ***ـعقل لا يدنيه من ذا الشان
الشيخ :" هو عينها لا غيرها " هو عين الله عز وجل "عينها " أي عين الموجودات " لا غيرها ما ها هنا *** رب وعبد كيف يفترقان " أعرفتم الآن المذهب هذا؟ ماذا يقولون؟ يقولون إن الرب إيش؟ الطالب : هو العبد الشيخ : هو العبد عين العبد والعبد عين الرب ولا يمكن أن يكون هذا وهذا شيئين أبداً " لكن وهمَ العبد ثم خيالُه *** في ذي المظاهر دائماً يلجان " يعني يتدخلان الوهم ثم الخيال " فلذاك حكمهما عليه نافذٌ *** فابن الطبيعة ظاهر النقصان فإذا تجرد علمُه عن حسه *** وخيالِه بل ثم تجريدان تجريدُه عن عقلِه أيضا فإن الـ *** ـعقل لا يدنيه من ذا الشان " المعنى يقول إن الإنسان يتوهم يتوهم التعدد فأنا مثلاً على زعمهم بعقلي أتوهم أن زيدا غير، غير ثم بعد ذلك يتخيل ثم الحس يُدرِك بالحس أن الابن غير الأب وأن الخشب غيرُ الحديد ثم العقل أيضاً يدرك أن المحدَث لا بد له من محدِث المحدَث لا بد له من محدِث وأن الحادث المحدَث شيء والمحدِث شيء آخر فكل هذه الأربعة الوهم ثم الخيال ثم الحس ثم العقل كلها توجب التعدد لكن هم يقولون التعدد هذا إشراك وإذا أردت ان تصل إلى التوحيد اكسر الحواجز هذه كلها حتى تصل إلى الحقيقة يقول: " فإن الـ *** ـعقل لا يدنيه من ذا الشان " يعني العقل لا يُدنيه من ذا الشان أي من هذا التوحيد الشان يعني التوحيد لماذا؟ لماذا يا جماعة؟ لأن العقل يقضي حتماً بأن المحدَث غير المحدِث وأن الأعيان أنفسها متباينة وليست شيئا واحداً فمحمد ليس زيد وزيد ليس عمرو ليس عمروا لكن هم يقولون هذي كلها شيء واحد العقل لا يدنيه من ذا الشان لأنه معلوم يحكم بأن الأعيان متباينة متغايرة وأن المحدَث لا بد له من محدِث وهكذا
(بيان أن الحس والعقل أقوى دلالة من الخيال ولهذا ألغوا دلالة العقل والحس في عقيدتهم فتصير موحدا)
بل يخرق الحجب الكثيفة كلها*** وهما وحسا ثم عقل وان
فالوهم منه وحسه وخياله*** والعلم والمعقول في الأذهان
حجب على ذا الشان فاخرقها وإلا*** كنت محجوبا عن العرفان
هذا وأكثفها حجاب الحس والـ***ـمعقول ذانك صاحب الفرقان
فهناك صرت موحدا حقا ترى*** هذا الوجود حقيقة الديان
الشيخ :" بل يخرق الحُجُبَ الكثيفة كلها *** وهما وحسا ثم عقلٌ واني " يعني معناه أنه أنه يجب أن يخرق هذه الحُجُب التي هي الوهم والخيال والحس والعقل حتى يتبين له الحقيقة قال : " حجب على ذا الشان" " فالوهم منه وحسه وخياله *** والعلم والمعقول في الأذهان حجبٌ على ذا الشان فاخرقها وإلا *** كنت محجوبا عن العرفان " وش معنى اخرقها ؟ يعني مزقها وكأنها لا شيء يعني لا ترجع إلى حس ولا وهم ولا خيال ولا عقل حتى تدرك الحقيقة " هذا وأكثفُها حجاب الحس والـ *** ـمعقول ذانك صاحب الفرقان " ليش؟ لأن الحس ما يمكن لا يمكن أن ينكَر والعقل كذلك لا يمكن أن ينكَر لكن المدرك بالحس مُشاهد يُدرك بالعيان بعين البصر والمدرك بالبصر يدرك بعين البصيرة هذان يقول هما أكثفها لأنها أقواها دلالة أما الخيال والوهم فهذا سهل لأن الإنسان ربما يتوهم أشياء غير معقولة وأشياء لا يمكن أن توجد في الخيال في الحس لكن الحس هو المشكل كيف يكون الحس الحس يُدرِك أن الشاة غير البعير كذا؟ الطالب : نعم الشيخ : وأن الولد غير الوالد وأن الحَجَر غير الحديد هذا حس نشاهده بالحس العقل كذلك يدرك أن المصنوع غير الصانع وأن المحدَث غير المحدِث وهكذا لهذا كانت دَلالة الحس والعقل على امتناع ما ذهب إليه هؤلاء امتناع ما ذهب إليه هؤلاء أمرا واضحا جدا فصارت هي أكثفها عندهم يقول :" فهناك صرت موحدا " يعني إذا إذا كسرت هذه الحجب " فهناك صرت موحدا حقا ترى *** هذا الوجود حقيقة الديان " نسأل الله العافية يعني حينئذٍ تكون موحداً حقيقة ترى أن هذا الوجود هو حقيقة من الديان الله عز وجل
(تعريف الشرك عند الاتحادية)
والشرك عندهم فتنويع الوجو***د وقولنا إن الوجود اثنان واحتج يوما بالكتاب عليهم*** شخص فقالوا الشرك في القرآن
الشيخ :" والشرك عندهُم فتنويع الوجو *** د وقولنا إن الوجود اثنان " هذا الشرك إذن التوحيد عندهم ها جَعْل الخالق والمخلوق واحدا والشرك جعلوهما اثنين " واحتَج يوماً بالكتاب عليهمُ *** شخص " بالكتاب بالقرآن قال القرآن يُفرق بين الخالق والمخلوق (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم )) فهناك عابد ومعبود وهناك خالق ومخلوق فكان جوابهم القرآن كله شرك كل القرآن شرك أعوذ بالله القرآن يدعو إلى التوحيد ويأمر بقتال المشركين (( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة )) هم يقولون القرآن كله شرك، أعوذ بالله وأنا ما أظن شيئا أكفر من هذا نسأل الله العافية أي كفر أعظم من هذا نعم
(تعريف التوحيد عند الاتحادية)
لكنما التوحيد عند القائلين*** بالاتحاد فهم أولو العرفان رب وعبد كيف ذاك وإنما الـ***ـموجود فرد ماله من ثان
الشيخ :" لكنما التوحيد عند القائلين *** بالاتحاد فهم أولو العرفان رب وعبد كيف ذاك وإنما الـ *** ـموجود فرد ماله من ثاني " هذه خلاصة التوحيد عند من ؟ الطالب : ... الشيخ : عند أهل الاتحاد والفرق بينهم وبين سلفهم الفلاسفة أن الفلاسِفة يرون أن الرب شيء والمربوب شيء آخر لكن الرب حقيقة عندهم لا وجود له لأنهم يقولون هو الوجود المطلق هؤلاء يقولون الرب والعبد شيءٌ واحد فمن أثبت اثنين فقد، فقد أشرك، اقرأ القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم " فصل في النوع الثالث من التوحيد لأهل الإلحاد " " هذا وثالثها هو التوحيد عنـ *** ـد الجهم تعطيل بلا إيمان نفي الصفات مع العلو كذاك نفـ *** ـي كلامِه بالوحي والقرآن فالعرشُ ليس عليه شيءٌ بتة *** لكنه خلوٌ من الرحمن ما فوقَه ربٌ يطاع ولا عليـ *** ـه للورى من خالقٍ رحمن بل حظ عرش الرب عند فريقهم *** منه كحظ الأسفل التحتاني فهو المعطَّل عند نعوت كماله *** وعن الكلام وعن جميع معاني وانظر إلى ما قد حكَينا عنه في *** مبدا القصيد حكايةَ التبيان هذا هو التوحيدُ عند فريقِهم *** تلوَ الفحول مقدمي البهتان والشركُ عندهم فإثباتُ الصفا *** ت لربنا ونهايةُ الكفران إن كان شرك ذا وكل الرسل قد *** جاؤوا به يا خيبة الإنسان "
(بيان توحيد الجهمية وهو إفراد الذات عن الصفات وبيان شبهتهم)
هذا وثالثها هو التوحيد عنـ***ـد الجهم تعطيل بلا إيمان نفي الصفات مع العلو كذاك نفـ***ـي كلامه بالوحي والقرآن
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا النوع الثالث من أنواع التوحيد وهو توحيد الجهمية وتوحيد الجهمية إفراد الذات عن الصفات هذا هو توحيد الجهمية إفرادُ الذات عن الصفات قالوا لأن إثبات الصفات إن كانت صفاتٍ قديمة لزم تعدد القدماء وهذا شرك وإن أثبتَّ صفات حادثة لزم قيام الحوادث به والحادث لا يقوم إلا بحادث لذلك ننفي عنه الصفات الذاتية وإيش؟ والفعلية لأن الذاتية إذا أثبتها فهي قديمة فيلزم إيش؟ تعدد القدماء الله قديم علمه قديم عزته قديمة حكمته قديمة وهكذا فيلزم أن يكون هناك قدماء متعددون وهذا عندهم أعظم مِن شرك النصارى لأن النصارى قالوا إن الله ثالث ثلاثة وأنت إذا أثبت له الصفات القديمة جعلته ألف واحد من آلاف فلذلك تمنع تَعَدُّد الصفات القديمة، الصفات الحادثة قالوا إن التي هي الصفات الفعلية قالوا إذا أثبتها لزم قيام الحوادث به والحوادث لا تقوم إلا بحادث إذن فالتوحيد إفراد الذات عن الصفات هذا توحيد مَن الجهمية يقول : " هذا وثالثها هو التوحيد عنـ *** ـد الجهم تعطيل بلا إيمان نفي الصفات مع العلو كذاك نفـ *** ـي كلامه بالوحي والقرآن " لأنهم ينكرون علو الله وينكرون صفاتِه وينكرون كلامَه ويقولون إن هذا الكلام المسموع صوتٌ مخلوق خلقه الله عز وجل في الهواء فسمعه جبريل فأخذه وألقاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم يرحمك الله
فالعرش ليس عليه شيء بتة*** لكنه خلو من الرحمن (إنكار)
ما فرقه رب يطاع ولا عليـ***ـه للورى من خالق رحمن
بل حظ عرش الرب عند فريقهم*** منه كحظ الأسفل التحتاني
فهو المعطل عن نعوت كماله*** وعن الكلام وعن جميع معان
وانظر إلى ما قد حكينا عنه في*** مبدا القصيد حكاية التبيان
الشيخ :" فالعرش ليس عليه شيء بتة *** " يعني قطعا " *** لكنه خلو من الرحمن ما فوقه رب يطاع ولا عليـ *** ـه للورى من خالق رحمن " لأنهم ينكرون العلو ومن باب أولى أن ينكروا الاستواء " بل حظ عرش الرب عند فريقهم *** منه كحظ الأسفل التحتاني " يقول أسفل الأرض والعرش عند الله على حد سواء وعلى هذا فتبطل الدلالات الدالة ، تبطل النصوص الدالة على الفوقية والدالة على العندية (( الذين عند ربك )) يقول كل الناس عند الله لا فرق بين الأعلى والأسفل لأنهم لا يرون الله فوق كل شيء " فهو المعطَّل عن نعوت كماله *** وعن الكلام وعن جميع معان وانظر إلى ما قد حكينا عنه في *** مبدا القصيد حكاية التبيان " وقد سبق مبسوطاً في كلام المؤلف رحمه الله
(بيان تعريف الشرك عندهم)
هذا هو التوحيد عند فريقهم*** تلك الفحول مقدمي البهتان والشرك عندهم فإثبات الصفا***ت لربنا ونهاية الكفران
إن كان شرك ذا فكل الرسل قد*** جاؤوا به يا خيبة الإنسان
الشيخ :" هذا هو التوحيد عند فريقهم *** تلو الفحول مقدِمي البُهتان " يعني أنهم فحول لكنهم فحول بهتان وكذِب " والشرك عندهم فإثبات الصفا *** ت لربنا ونهاية الكفران " الشرك إثبات الصفات فكل من أثبت لله صفة فهو عندهم يقول المؤلف : " إن كان شرك ذا فكل الرسل قد *** جاؤوا به يا خيبة الإنسان " ها الطالب : إن كان شركا الشيخ :" إن كان شرك ذا " وش عندكم ؟ الطالب : شركاً الشيخ : إي يصلح ولكن عند الظاهر أحسن إن كان هذا شركاً لكن عندكم وكل الرسل ولا فكل الطالب : وكل الرسل الشيخ : الصواب بالفاء " إن كان شركاً ذا فكل الرسل قد *** جاؤوا به يا خيبة الإنسان " كل الرسل قد جاؤوا بإثبات الصفات لله فإن كان شركا فيا خيبة الإنسان نعم القارئ : أعيد البيت؟ الشيخ : نعم " إن كان شرك ذا فكل الرسل قد *** جاؤوا به يا خيبة الإنسان "
القراءة من قول الناظم:فصل في النوع الرابع من أنواعه..إلى آخر الفصل
القارئ : " فصل في النوع الرابع من أنواعه هذا ورابعها فتوحيدٌ لدى *** جبريهم هو غاية العرفان العبد ميت ما له فعل ولـ *** ـكن ما ترى هو فعل ذي السلطان والله فاعلُ فعلنا من طاعةٍ *** ومن الفسوق وسائرِ العصيان هو فعل رب العالمين حقيقة *** ليست بفعل قط للإنسان فالعبد ميتٌ وهو مجبورٌ على *** أفعاله كالميت في الأكفان وهو الملومُ على فعال إلهه *** فيه وداخلُ حاجم النيران " الشيخ : جاحم جاحم القارئ : " وهو الملوم على فِعال إلهه *** فيه وداخل جاحم النيران " يا ويح الشيخ : يا ويحه القارئ : " يا ويحه المسكين مظلوم يُرى *** في صورة العبد الظلوم الجاني لكن نقول بأنه هو ظالم *** في نفسه أدبا مع الرحمن هذا هو التوحيد عند فريقهم *** من كل جبري خبيث جَنان والكل عند غُلاتهم طاعاتنا *** ما ثم في التحقيق من عصيان والشرك عندهم اعتقادك فاعلا *** غير الإله المالك الديان فانظُر إلى التوحيد عند القوم ما *** فيه من الإشراك والكُفران " الشيخ : نعوذ بالله " ما عندهم والله شيءٌ غيره *** هاتيك كتبهم بكل مكان أترى أبا جهل وشيعته رأوا *** من خالقٍ ثان لذي الأكوان أم كلهم جمعا أقروا أنه *** هو وحده الخلاق للإنسان فإذا ادعيتم أن هذا غاية التـ *** ـوحيد صار الشرك ذا بطلان فالناس كلهم أقروا أنه *** هو وحدَه الخلاق " .. الشيخ : أقروا أنه القارئ : " فالناس كلهم أقروا أنه *** هو وحده الخلاق ليس اثنان إلا المجوسَ فإنهم قالوا *** بأن الشر خالقَه إله ثاني "
(بيان توحيد الجبرية وهو إفراد الله بالأفعال فكل فعل فهو لله ففعل العبد فعل الرب طاعة ومعصية والشرك إضافة أي فعل لغير الله)
هذا ورابعها فتوحيد لدى*** جبريهم هو غاية العرفان
العبد ميت ما له فعل ولـ***ـكن ما ترى هو فعل ذي السلطان
الشيخ : هذا هو النوع الرابع من أنواع التوحيد وهو إفراد الله تعالى بالأفعال إفراد الله بالأفعال أي فعل كان فالله تعالى منفردٌ به فمن أضاف فعلا لغير الله فهو مشرك هذا هو التوحيد عند مَن؟ عند الجبرية يقولون إن فعل العبد هو نفس فعل الرب فحركاتنا حركات الله المعصية الواقعة مِن الإنسان معصية واقعة من الله الطاعة من الإنسان طاعةٌ من الله طيب يقال لهم : أليس يقال إن الرجل ظلم نفسه قالوا نعم بلى يقال لكن هذا تأدبا مع الله وإلا فإن الظالم حقيقةً هو الله أعوذ بالله، فانظر والعياذ بالله إلى هذا القول الخبيث، ثم جاءت الغلاة منهم وقالوا إننا نخرج من هذا ونتخلص فنقول جميع الأفعال طاعة فالزنا طاعة والسرقة طاعة وشربُ الخمر طاعة وقتل النفس طاعة وذلك لأن هذه الأفعال إن خرجت عن الإرادة الشرعية فهي واقعةٌ بالإرادة الكونية ولهذا يقولون كل مُراد لله فهو محبوبٌ له والكون كله مراد فيكون الكون كله بما فيه من طاعات ومعاصي محبوباً لله ولهذا ليس عندهم معصية ليس عندهم معصية من استكبر عَن الأمر الكوني فقد ذل للأمر القدري مَن نعم مَن استكبر عن الأمر الشرعي فهو خاضع للأمر الكوني وحينئذٍ لا يكون عاصياً حينئذٍ لا يكون عاصياً يقول المؤلف: " هذا ورابعها فتوحيد لدى *** جبريهم هو غاية العرفان " العبد ميت ميت لا تُنسب الحركات إليه فكما أن الميت لا يتحرك فالحي لا يتحرك حركاتُه منسوبة إليه إذا رفَعْت يدك إلى فمك فهي كما لو رفع الغاسل يد الميت إلى فمه ولا فرق فـ " العبد ميتٌ ما له فعل ولـ *** ـكن ما ترى هو فعل ذي السلطان " من هو ذي السلطان؟ الله عز وجل
معنى قول الناظم: والله فاعل فعلنا من طاعة*** ومن الفسوق وسائر العصيان هي فعل رب العالمين حقيقة*** ليست بفعل قط للإنسان
فالعبد ميت وهو مجبور على** أفعاله كالميت في الأكفان
وهو الملوم على فعال إلهه*** فيه وداخل جاحم النيران
الشيخ :" والله فاعل فعلِنا من طاعة *** ومن الفسوق وسائر العصيان " " هي فعل رب العالمين حقيقةً *** ليست بفعل قط للإنسان " " فالعبد ميتٌ وهو مجبور على *** أفعاله كالميت في الأكفان " سبحان الله أنا أتعجب كيف يستقيم قدمُ الإنسان على هذا القول أن يجعلنا أفعالنا بمنزلة حركات مَن؟ الميت وهذا شي ينكره المعقول والمحسوس لكن (( ربنا لا تزغ قلوبنا )) قال : " وهو الملوم على فعال إلهه *** " الله يفعل والملوم العبد لأن عندهم أن فعل الإنسان هو فعل الله حقيقة وهذا لا شك أنه إذا تأملتَه وجدتَه فرعاً من قول أهل وحدة الوجود لأن القائلين بوحدة الوجود يقولون أن الإنسان هو الله وفعلُه فعل الله هؤلاء لا يقولون بذلك لكن يقولون فعل العبد هو فعل الله " وهو الملوم على فعال إلهه *** فيه وداخلُ جاحم النيران " غريب الفعل فعل غيره والمُعذب ها هو نعم
(نسبة الجبرية الظلم لله)
يا ويحه المسكين مظلوم يرى*** في صورة العبد الظلوم الجاني لكن نقول بأنه هو ظالم*** في نفسه أدبا مع الرحمن
هذا هو التوحيد عند فريقهم*** من كل جبري خبيث جنان
الشيخ :" يا ويحه المسكين مظلوم يُرى *** في صورة العبد الظلوم الجاني لكن نقول بأنه هو ظالم *** في نفسه " إيش؟ " أدبا مع الرحمن " ولا في الحقيقة أن الظالم على زعمهم هو الله عز وجل يفعل الفعل وينسب إلى غيره ثم يُعذب غيره يُدخل جاحم النيران " هذا هو التوحيد عند فريقهم *** من كل جبري خبيث جنان " إي والله إنهم خبثاء الجنان، الجنان القلب وسُمي به لنه مستتر وأصل هذه المادة الجيم والنون من الاستتار ولذلك تجد جميع مواردها تحوم حول الاستتار
والكل عند غلاتهم طاعاتنا ***ما ثم في التحقيق من عصيان (بيان قول غلاة الجبرية وهو كل فعل العبد طاعة لله لأنه مراد من الله فهو محبوب له)
الشيخ :" والكل عند غلاتهم طاعاتنا *** ما ثَم في التحقيق من عِصيان " هذا بعد أخبث كل ما نفعلُه طاعة كل ما نفعله طاعة الزنا الطالب : طاعة ها الشيخ : والنكاح بالعقد الصحيح طاعة وقتل النفس بغير حق طاعة وقتل الجاني قِصاصاً طاعة كلها طاعة لماذا القاعدة عندهم كل مراد الرب محبوبٌ له كل مراد الرب محبوبٌ له والكون كله مراده فيكون الكون كلُّه أيش محبوبا لله طاعة ويكون أيضاً إذا استكبر عن الأمر الشرعي ها فقد خضع الطالب : ... الشيخ : للأمر الكوني فهو مُطيع فهو مطيع نسأل الله العافية
معنى قول الناظم: والشرك عندهم في اعتقادك فاعلا*** غير الإله المالك الديان
فانظر إلى التوحيد عند القوم ما*** فيه من الإشراك والكفران
ما عندهم والله شيء غيره*** هاتيك كتبهم بكل مكان
الشيخ : قال: " والشرك عندهم اعتقادك فاعلا *** غير الإله المالك الديان " هذا الشرك أن تعتقد أن هناك فاعلاً سوى الله فإذا اعتقدت أن الإنسان فاعل فهذا شرك ولذلك قلنا أن التوحيد عند هؤلاء إيش؟ إفراد الله بالأفعال أيا كانت " فانظر إلى التوحيد عند القوم ما *** فيه من الإشراك والكفران " يعني انظر إلى ما فيه من الإشراك والكُفران " ما عندهم والله شيءٌ غيره *** هاتيك كتبهم بكل مكان " يعني هو لم يكذب عيلهم كُتبهم موجودة ويصرحون بذلك
معنى قول الناظم:
أترى أبا جهل وشيعته رأوا*** من خالق ثان لذي الأكوان
أم كلهم جمعا أقروا أنه*** هو وحده الخلاق للإنسان فإذا ادعيتم أن هذا غاية التـ***ـوحيد صار الشرك ذا بطلان
الشيخ :" أتُرى أبا جهل وشيعته رأوا *** من خالق ثان لذي الأكوان أم كلهم جمعا أقروا أنه *** هو وحده الخلاق للإنسان " وش الجواب؟ كلهم أقروا بأن الله هو الخالق حتى أبو جهل أبو جهل الملعون الذي قُتل في إيش؟ في بدر هو يقر بأن الله وحده هو الخلاق نعم لكن يُقر بأن فعله غير فعل الله عز وجل " فإذا ادعيتم أن هذا غاية التـ *** ـوحيد صار الشركُ ذا بطلان " نعم إذا ادعيتم أن هذا غاية التوحيد هو توحيد الله بالأفعال صار الشرك ذا بطلان ما فيه شرك لأن الكل فُعل مَن؟ فعل الله
معنى قول الناظم: فالناس كلهم أقروا أنه***هو وحده الخلاق ليس اثنان
الشيخ :" فالناس كلهم أقروا أنه *** هو وحده الخلاق ليس اثنان إلا المجوس فإنهم قالوا *** بأن الشر خالقه إله ثاني " المجوس " بأن الشرَّ "هذا الصواب " *** بأن الشر خالقه إله ثاني " المجوس يقولون إن العالَم له صانعان نور وظلمة فما فيه من خير فهو مخلوق من النور، وما فيه من شر فهو مخلوق من الظلمة، من الظلمة ، ومع هذا فإنهم لا يقرون بأن هذين الإلهين سواء بل يقولون إن النور خيرٌ من الظلمة خير من الظلمة ، ويقولون أيضا إن النور قديم النور قديم يعني ليس بحادث والظلمة حادثة وبعضهم يقول إنها قديمة فلذلك لم يوجد أحد من الخلق يقول إن العالَم له صانعان متكافئان أبداً نعم السائل : ... الشيخ : إيش؟