تعريف الإلحاد لغة وشرعا
والمشركون أقل شركا منهم "
الشيخ : أقلُّ.
القارئ : " والمشركون أقل شركا منهم *** هم خصصوا ذا الاسم بالأوثان
و لذاك كانوا أهل شرك عندهم *** لو عمموا ما كان من كفران ".
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم.
" فصل في بيان حقيقة الإلحاد في أسماء رب العالمين و ذكر أقسام الملحدين ".
الإلحاد : مصدر ألحد يلحد ، وهو مأخوذ من الميل من الميل و منه اللحد في القبر لأنه مائل إلى جانب منه.
فالإلحاد في أسماء الله : الميل بها عما يجب. هذا الإلحاد في أسماء الله الميل بها عما يجب هذا هو المعنى العام للإلحاد و يشمل كل ما سيذكر.
أسماؤه أوصاف مدح كلها*** مشتقة قد حملت لمعان إياك والإلحاد فيها إنه***كفر معاذ الله من كفران(معنى إياك والواو لغة)
" أسماؤه أوصاف مدح كلها *** مشتقة قد حملت لمعان ". وهذا البيت واضح.
قال :
" إياك والإلحاد فيها إنه *** كفر معاذ الله من كفران ".
إياك يسميها النحويين : مفعول لفعل محذوف علي سبيل التحذير و أصله : أحذرك أحذرك. هذا الأصل. ولكن حذف الفعل و لما حذف الفعل لزم انتصاب الضمير لأن الضمير المتصل لا يمكن أن يبقى متصلاً بدون عامل. فلما انفصل الضمير بعد حذف الفعل صار التغيير صار بهذا اللفظ : إياك. و أما الواو فهي العاطفة لكنها تفيد معني المعية يعني إياك أن تجامع الإلحاد. شرح
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين.
2 - أسماؤه أوصاف مدح كلها*** مشتقة قد حملت لمعان إياك والإلحاد فيها إنه***كفر معاذ الله من كفران(معنى إياك والواو لغة) أستمع حفظ
معنى قوله تعالى:{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون }
يقول المؤلف :
" إياك والإلحاد فيها إنه ".
و سبق لنا إعراب إياك وقلنا إن العلماء في النحو يسمونه ايش تحذيرا.
" إياك و الإلحاد فيها إنه كفر معاذ الله من كفران "
يعني : الإلحاد في أسماء الله كفر ثم استعاذ المؤلف ربه عز وجل من الكفران.
3 - معنى قوله تعالى:{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } أستمع حفظ
وحقيقة الإلحاد فيها الميـل بالـ***إشراك والتعطيل والنكران (بيان حقيقة إلحاد أسماء الله عز وجل)
" وحقيقة الإلحاد فيها الميـل بالـ *** إشراك والتعطيل والنكران "
هذه ثلاثة أشياء الإشراك أو التعطيل أو النكران
الإشراك فيها إما بالتمثيل أو باستعارة أسمائه للأصنام أو ما أشبه ذلك.
التعطيل : أن يعطل ما دلت عليه من الصفات.
و النكران : أن ينكرها أن ينكرها ويقول : ليس لله أسماء كما هو مذهب غلاة الغلاة من الجهمية ونحوهم.
4 - وحقيقة الإلحاد فيها الميـل بالـ***إشراك والتعطيل والنكران (بيان حقيقة إلحاد أسماء الله عز وجل) أستمع حفظ
فالملحدون إذا ثلاث طوائف*** فعليهم غضب من الرحمن (أقسام الملحدين وإعراب طوائف)
" فالملحدون إذن ثلاث طوائف *** فعليهم غضب من الرحمن "
ثلاث طوائفٍ. صحيح ؟! لماذا نوناها ؟! وصرفناها و هي مما يمتنع من الصرف ؟!
الطالب : الإضافة
الشيخ : وين الإضافة ؟ نعم؟ ... وجه السؤال لمن قلبه حي. نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : لا يعني يزول ... الصرف إذا كان الممنوع مضافاً مو إذا كان مضافا إليه ... .
الطالب : ...
الشيخ : أصلها طوائف ثلاث طوائفَ.
الطالب : ... .
الشيخ : ها.
الطالب : ... .
الشيخ : طوائفٍ.
الطالب : .. .
الشيخ : ... هل نقول طوائفَ والا طوائفٍ؟
الطالب : الأصح طوائف.
الشيخ : ايش؟
الطالب : نقول الأصح.
الشيخ : بالفتح.
الطالب : نعم.
الشيخ : بالفتح يعني كما ... فهد .
الطالب : طوائفُ.
الشيخ : ايش؟
الطالب : طوائف.
الشيخ : طوائف؟ بالرفع والتنوين.
الطالب : للضرورة الشعرية.
الشيخ : ايش نقول؟ انطق بها.
الطالب : طوائف.
الشيخ : انطق بها
الطالب : ...
الشيخ : انطق بها بارك الله فيك
الطالب : طوائفٍ.
الشيخ : طوائف
الطالب : لضرورة الشعر
الشيخ : لضرورة الشعر صح. طوائفٍ للضرورة قال ابن مالك :
" وللاضطرار أو تناسب صرف *** ذو و المصروف قد لا ينصرف ".
نعم نحن نقول : " ثلاث طوائفٍ : فعليهم غضب من الرحمن ".
عليهم غضب لأنهم علموا الحق ولم يتبعوه. وكل من علم الحق ولم يتبعه فإنه من أصحاب الغضب و كل من جهل الحق فهو من أصحاب الضلال. نعم
(القسم الأول من الملحدين وهو المشرك حيث سمى أوثانه بأسماء الله) المشركون لأنهم سموا بها*** أوثانهم قالوا إله ثان هم شبهوا المخلوق بالخلاق عكـ***ـس مشبه الخلاق بالإنسان
هؤلاء ملحدون : سموا أوثانهم بأسماء الله. اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة : من المنان فهذا إلحاد.
" هم شبهوا المخلوق بالخلاق عكـ *** ـس مشبه الخلاق بالإنسان "
شبهوا المخلوق بالخلاق لأنهم شبهوا هذه الأصنام بمن بالله عكس من يشبه الخالق بالمخلوق فيقول مثلاً لله يد كيدي ووجه كوجهي عين كعيني و ما أشبه ذلك .
إذن هؤلاء مشبهة. لكن اختلف وجه التشبيه
المشركون شبهوا المخلوق بالخالق. وهؤلاء شبهوا الخالق بالمخلوق.
6 - (القسم الأول من الملحدين وهو المشرك حيث سمى أوثانه بأسماء الله) المشركون لأنهم سموا بها*** أوثانهم قالوا إله ثان هم شبهوا المخلوق بالخلاق عكـ***ـس مشبه الخلاق بالإنسان أستمع حفظ
(أهل الإتحاد سموا جميع الوجود بأسماء الله فهو أكثر شركا من المشركين الذين سموا أسماء الله لألهتهم فقط) وكذلك أهل الاتحاد فإنهم*** إخوانهم من أقرب الإخوان أعطوا الوجود جميعه أسماءه*** إذ كان عين الله ذي السلطان
أهل الاتحاد الذين يقولون بوحدة الوجود أي أن الخالق و المخلوق شيء واحد. هم إخوان هؤلاء المشركين.
" أعطوا الوجود جميعه أسماءه *** إذ كان عين الله ذي السلطان ".
أهل الوحدة - أعوذ بالله - جعلوا أسماء الله أسماء للوجود كله لماذا ؟ لأن الوجود عندهم هو عين الموجود الخلق عين الخالق فإذا كان الخلق عين الخالق كانت أسماء الخالق ايش؟ أسماء للخلق أسماء للخلق ولهذا قال :
" أعطوا الوجود جميعه أسماءه *** إذ كان عين الله ذي السلطان ".
7 - (أهل الإتحاد سموا جميع الوجود بأسماء الله فهو أكثر شركا من المشركين الذين سموا أسماء الله لألهتهم فقط) وكذلك أهل الاتحاد فإنهم*** إخوانهم من أقرب الإخوان أعطوا الوجود جميعه أسماءه*** إذ كان عين الله ذي السلطان أستمع حفظ
(أهل الاتحاد يقولون إن المشركين كفار لأنهم خصصوا ولو عمموا بجميع الوجود لكانوا موحدين) والمشركون أقل شركا منهم*** هم خصصوا ذا الاسم بالأوثان و لذاك كانوا أهل شرك عندهم*** لو عمموا ما كان من كفران
المشركون إذن هم ملحدون لأنهم سموا بعض المخلوقات بأسماء الله. الاتحاديون أشد شركا لأنهم سموا جميع الوجود بأسماء الله ووجه ذلك :أنهم جعلوا المخلوق عين الخالق فإذا كان المخلوق عين الخالق صارت أسماء الخالق أسماء للمخلوق.
" و لذاك كانوا أهل شرك عندهم *** لو عمموا ما كان من كفران "
- أعوذ بالله - المشركون أهل شرك عند أهل الاتحاد أهل شرك وأهل الاتحاد : أهل توحيد. طيب ليش؟ قالوا إن المشركين أشركوا لأنهم خصوا خصوا الله فرعون كافر لأنه خصص قال : (( أنا ربكم )) لو قال الكون كله ربكم لكن موحدا. المشركون قالوا : اللات و مناة و العزى آلهة. لو قالوا كل الموجودات آلهة صاروا موحدين ما كانوا مشركين - نعوذ بالله - الذي يخصص الألوهية بشخص أو بطائفة أو ما أشبه ذلك هذا مشرك عند أهل الاتحاد و الذي يقول كل الكون إله : هذا موحد - اللهم عافنا - نعم. والملحد الثاني.
8 - (أهل الاتحاد يقولون إن المشركين كفار لأنهم خصصوا ولو عمموا بجميع الوجود لكانوا موحدين) والمشركون أقل شركا منهم*** هم خصصوا ذا الاسم بالأوثان و لذاك كانوا أهل شرك عندهم*** لو عمموا ما كان من كفران أستمع حفظ
القراءة من قول الناظم: والملحد الثاني فذو التعطيل إذ..إلى قوله.. إلحاد يجزى ثم بالغفران
ما ثم غير الاسم أوله بما *** ينفي الحقيقة نفي ذي بطلان
فالقصد دفع النص عن معنى *** حقيقة فاجتهد فيه بلفظ بيان
عطل وحرف ثم أول وانفها *** واقذف بتجسيم وبالكفران
للمثبتين حقائق الأسماء والـ *** أوصاف بالأخبار والقرآن
فإذا هم احتجوا عليك ".
الشيخ : احتجوا ... .
القارئ : " فإذا هم "
الشيخ : ...
القارئ : " فإذا هم احتجوا عليك فقل لهم *** هذا مجاز وهو وضع ثان
فإذا غلبت على المجاز فقل لهم*** لا يستفاد حقيقة الإيقان ".
الشيخ : حقيقةُ حقيقة
القارئ : حقيقة
الشيخ : أي بالرفع ... .
القارئ : " فإذا غلبت على المجاز فقل لهم *** لا يستفاد حقيقة الإيقان
أنى وتلك أدلة لفظية *** عزلت عن الإيقان منذ زمان ".
الشيخ : منذ بضم الميم.
القارئ : " أنى وتلك أدلة لفظية *** عزلت عن الإيقان منذ زمان
فإذا تضافرت الأدلة كثرة *** وغلبت عن تقرير ذا ببيان
فعليك حينئذ بقانون وضـ *** ـعناه لدفع أدلة القرآن
ولكل نص ليس يُقبل أن يؤو *** ل "
الشيخ : يَقبل.
القارئ : " ولكل نص ليس يَقبل "
الشيخ : يقبل
القارئ : " ولكل نص ليس يَقبل أن يؤو *** ل بالمجاز ولا بمعنى ثان
قل عارض المنقول معقول وما الـ *** أمران عند العقل يتفقان
ما ثم إلا واحد من أربع *** متقابلات كلها بوزان
إعمال ذين وعكسه أو تلغي المعقـ *** ـول ما هذا بذي إمكان
العقل أصل النقل وهو أبوه إن *** تبطله يبطل فرعه التحتاني
فتعين الإعمال للمعقول "
الشيخ : للمنقول فتعين
القارئ : " فتعين الإعمال للمعقول والـ *** إلغاء للمنقول بالبرهان
إعماله يفضي إلى إلغائه *** فاهجره هجر الترك والنسيان
والله لم نكذب عليهم إننا *** وهم لدى الرحمن مختصمان "
الشيخ : نعم ... يكفي. " وهناك يجزى الملحدون " نعم.
القارئ : " وهناك يجزى الملحدون ومن نفى الـ *** إلحاد يجزى ثم بالغفران ".
9 - القراءة من قول الناظم: والملحد الثاني فذو التعطيل إذ..إلى قوله.. إلحاد يجزى ثم بالغفران أستمع حفظ
(القسم الثاني من الملحدين وهو المعطل لأنه مال بالألفاظ عن حقائقها) والملحد الثاني فذو التعطيل إذ*** ينفي حقائقها بلا برهان ما ثم غير الاسم أوله بما*** ينفي الحقيقة نفي ذي بطلان
يقول المؤلف - رحمه الله تعالى - في القسم الثاني من الملحدين قال :
" والملحد الثاني فذو التعطيل إذ *** ينفي حقائقها بلا برهان "
المعطل ملحد لأنه مال بالألفاظ عما يجب لها عن حقائقها لأنه ينفي الحقائق ، فمثلاً يقول : استوى على العرش يعنى استولى هذا تعطيل تعطيل الاستواء الحقيقي و إلحاد بدلالة النصوص.
" ما ثم غير الاسم أوله بما *** ينفي الحقيقة نفي ذي بطلان "
يعني ما فيه إلا الاسم فقط ، فأول لكل ما ينفي الحقيقة كل ما ينفي الحقيقة أوله واختر ما شئت من المعاني. المهم ألا تحمله على الحقيقة وهذا من أظلم الظلم إذ ينفون الحقيقة التى هي ظاهر اللفظ و يقولون : أثبت ما شئت من المعاني الأخرى هذا لا شك أنه ظلم جور وإلحاد.
10 - (القسم الثاني من الملحدين وهو المعطل لأنه مال بالألفاظ عن حقائقها) والملحد الثاني فذو التعطيل إذ*** ينفي حقائقها بلا برهان ما ثم غير الاسم أوله بما*** ينفي الحقيقة نفي ذي بطلان أستمع حفظ
(بيان مقصد المعطل من أسماء الله وهو دفعها عن حقيقتها والجناية على النصوص وعلى المثبتين لها) فالقصد دفع النص عن معنى*** الحقيقة فاجتهد فيه بلفظ بيان عطل وحرف ثم أول وانفها*** واقذف بتجسيم وبالكفران للمثبتين حقائق الأسماء والـ*** أوصاف بالأخبار والقرآن
بئس القصد هذا يعني أن مقصودهم بسلوك هذه الطريق دفع النص عن معناه الحقيقي.
" فاجتهد فيه بلفظ بيان " اجتهد فيه أي في دفع النص عن معناه الحقيقي بكل لكل لفظ يكون ذا بيان وسحر. نعم.
" عطل و حرف ثم أول وانفها " الخ ...
عطل : يعني عطل الله عز وجل عن صفاته. وحرف : حرف النص عن معناه الحقيقي
وأول : أئت له بمعنى موؤل فله الظاهر
وانفها : انف ايش؟ انف الحقيقة. انف الحقيقة.
" ... *** واقذف بتجسيم وبالكفران
للمثبتين حقائق الأسماء والـ *** أوصاف بالأخبار والقرآن "
اقذف يعني ارم بالتجسيم و الكفر لمن ؟ للمثبتين حقائق الأسماء و الأوصاف أثبتوها بماذا؟ بالأخبار و القرآن فجنوا على من ؟ على النصوص وجنوا علي مثبتي النصوص.
قالوا للمثبتين إنهم مجسمة وقالوا إنهم ممثلة وقالوا إنهم كفار و رموهم بكل سب وشتم لأنهم أثبتوا الحقائق بأي شيء ؟ بالأخبار الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم و القرآن.
11 - (بيان مقصد المعطل من أسماء الله وهو دفعها عن حقيقتها والجناية على النصوص وعلى المثبتين لها) فالقصد دفع النص عن معنى*** الحقيقة فاجتهد فيه بلفظ بيان عطل وحرف ثم أول وانفها*** واقذف بتجسيم وبالكفران للمثبتين حقائق الأسماء والـ*** أوصاف بالأخبار والقرآن أستمع حفظ
فإذا هم احتجوا عليك فقل لهم*** هذا مجاز وهو وضع ثان (بيان ما يحتج به المعطل للسني المرحلة الأول للمعطل هو قوله بالمجاز وذكر تعريف المجاز مع المثال)
إذا احتجوا عليك بظاهر اللفظ و قال : هذا ظاهر اللفظ استوى يعني : علا على العرش : قل هذا مجاز. فقل لهم نعم.
" فقل لهم *** هذا مجاز وهو وضع ثان "
المجاز كما عرفه أهل البلاغة استعمال اللفظ بوضع ثان أي في غير ما وضع له أولا استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولا لعلاقة بقرينة تمنع من المعنى الحقيقي. عرفتم؟ المجاز استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولا لعلاقة بقرينة تمنع المعنى الحقيقي إذن المجاز وضع ثان وإلا أول ؟ ثاني أسد وضع أولا للحيوان المفترس ثم وضع ثانياً للرجل الشجاع . طيب.
" فقل لهم *** هذا مجاز وهو وضع ثان ".
12 - فإذا هم احتجوا عليك فقل لهم*** هذا مجاز وهو وضع ثان (بيان ما يحتج به المعطل للسني المرحلة الأول للمعطل هو قوله بالمجاز وذكر تعريف المجاز مع المثال) أستمع حفظ
(المرحلة الثانية للمعطل وهو أن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين من حيث الثبوت و الدلالة والرد عليهم) فإذا غلبت على المجاز فقل لهم*** لا يستفاد حقيقة الإيقان أنى وتلك أدلة لفظية*** عزلت عن الإيقان منذ زمان
" أنى وتلك أدلة لفظية *** عزلت عن الإيقان منذ زمان "
نسأل الله العافية يقولون إن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين إما من حيث الثبوت و إما من حيث الدلالة. انتبه لهذا القانون الفاسد الباطل . الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين إما من حيث الثبوت و إما من حيث الدلالة.
إما من حيث الثبوت يعني بأن يكون الذي نقلوها أفرادا و لهذا عندهم لا يقبل خبر الآحاد في إثبات العقائد لأن العقائد يطلب فيها اليقين و خبر الآحاد لا يفيد اليقين. إذن خبر الآحاد ظني وإلا يقين ؟ ظني على زعمهم إذن لا تقبله
قل : و الله هذا خبر آحاد ما نقبله. هذا متى ؟ إذا عجزت عن إثبات المجاز. فإذا كان الخبر ثابتاً يقيناً كالقرآن الكريم و المتواتر من السنة فقل لهم هو ظني الدلالة ظني الدلالة: يعني أن دلالته على المعنى ليست يقينية إذ ما من لفظٍ إلا ويحتمل معنى إما بعيد وإما قريب معنى غير ظاهر إذ ما من لفظٍ إلا ويحتمل معنى غير ظاهر إما قريب وإما بعيد.
ترى أقول هذا مقرر قاعدتهم وإلا فإننا لا نسلم لهم هذا كله فنقول : أما ما ادعيتم أن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين إما في الثبوت أو في الدلالة فهذا كذب بل هي تفيد اليقين في الثبوت وتفيد اليقين في الدلالة فإن الألفاظ دلالتها على معناها تكون قطعية في بعض الأحيان ما تحتمل معنى آخر. ولهذا قال أهل الأصول : إن النص يكون صريحا ويكون ظاهرا يعني يكون صريحا لا يحتمل إلا معنى واحد. وهذا دلالته يقينية أو ظنية ؟! يقينية لا يفيد إلا معنى واحد و دلالة ظاهرة تحتمل التأويل فزعمكم أن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين لأنها إما ظنية في ثبوتها أو ظنية في دلالتها هذا كذب . ويا سبحان الله العظيم أنتم لو جاء أحد من أئمتكم و تكلم بكلام تكلم بكلام ألف كتاب و تكلم. ألستم تقولون : إن دلالة اللفظ على المعنى الذي أراده هذا الكاتب أو هذا المؤلف يقينية !! سيقولون بلى يقينية و يجادلون وإذا أحد حرف الكلام قال هذا خلاف ظاهر كلام سيدنا لا يمكن. فكيف بكلام الله رب العالمين و كلام رسوله صلى الله عليه وسلم الأمين و لهذا يقولون : " أن و تلك أدلة لفظية " لفظية بايش ؟ من حيث الثبوت و من حيث الدلالة.
" عزلت عن الإيقان منذ زمان " ويأتي إن شاء الله الدرس القادم ان شاء الله على النونية القابلة. ايه ما كملناها. نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : أقول الكتاب إن شاء الله النونية اسمع يا سليمان إن شاء الله.
13 - (المرحلة الثانية للمعطل وهو أن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين من حيث الثبوت و الدلالة والرد عليهم) فإذا غلبت على المجاز فقل لهم*** لا يستفاد حقيقة الإيقان أنى وتلك أدلة لفظية*** عزلت عن الإيقان منذ زمان أستمع حفظ
تتمة وإعادة لمراحل المعطل في نفيه للأسماء
سبق انهم أن هؤلاء المعطلة الذين عطلوا و حرفوا وأولو وقذفوا من يجري النصوص علي حقيقتها بالتجسيم و الكفر سبق أنهم يتواصون.
قال المؤلف :
" فإذا هم احتجوا عليك فقل لهم *** هذا مجاز وهو وضع ثان "
يعني بعضهم يقول لبعض : إن احتجوا عليك يعني من ؟ أهل السنة و السلف فقل لهم هذا مجاز وهو وضع ثان و الحقيقة وضع ؟ وضع أول و لهذا قالوا في تعريف المجاز أنه لفظ استعمل في غير ما وضع فيه أولاً لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
" فإذا غلبت عن المجاز فقل لهم *** لا يستفاد حقيقة الإيمان " الإيقان
يعني إذا غلبت عن المجاز وصار المجاز غير مناسب ولا مقبول فانتقل إلى مرتبة أخرى و هي أن هذه الأدلة لا يستفاد منها حقيقة الإيقان لماذا ؟
قال : " أني " يعني يستفاد " و تلك أدلة لفظية *** عزلت عن الإيقان منذ زمان ". وقلت لكم إنهم يقولون : أن هذه الأدلة ايش ؟ الأخ أي نعم.
الطالب : لا تفيد اليقين.
الشيخ : لا تفيد اليقين إما من حيث الثبوت أو من حيث الدلالة. فمثلا إذا كان الدليل من القرآن يقولون : إنه ظني من حيث الدلالة و إذا كان من السنة وهو متواتر قالوا ظني من حيث الدلالة أيضا و إذا كان خبر آحاد قالوا : ظني من حيث الثبوت ومن حيث الدلالة و بأيهما يبدأ بالثبوت أو بالدلالة ؟ يبدأ بالثبوت أولاً لأنه إذا لم يثبت كفيت البحث إذا ثبت ابدأ بالدلالة فصار نبدأ أولا بالنصوص بثبوتها ثم بدلالتها هم يقولون إن لم يمكن الطعن في الثبوت فالطعن في الدلالة. طيب.
(المرحلة الثالثة للمعطل وهو معارضته للعقل) فإذا تضافرت الأدلة كثرة*** وغلبت عن تقرير ذا ببيان فعليك حينئذ بقانون وضـ***ـعناه لدفع أدلة القرآن ولكل نص ليس يقبل أن يؤو***ل بالمجاز ولا بمعنى ثان قل عارض المنقول معقول وما الـ*** أمران عند العقل يتفقان
يعني إذا كان لا يمكن دعوى الظنية لا في ثبوتها و لا في دلالتها كذا عباس أنت معنا إذا كان لا يمكن دعوى الظنية الظن لا في ثبوتها و لا في دلالتها فماذا نقول ؟
قال :
" فعليك حينئذ بقانون وضـ *** ـعناه لدفع أدلة القرآن
ولكل نص ليس يقبل أن يؤو *** ل بالمجاز ولا بمعنى ثان ".
يعني إذا لا يمكنك الطعن في الدلالة أو في المدلول الطعن في المدلول من حيث ثبوته و الطعن في الدلالة من حيث النصية فعليك بالقانون الذي وضعناه ، وضعناه يقول : " لدفع أدلة القرآن " نسأل الله العافية يعني ندفع به أدلة القرآن.
" ولكل نص ليس يقبل أن يؤو *** ل بالمجاز ولا بمعنى ثان "
يعني ندفع به أيضا كل نص لا يقبل التأويل بالمجاز و لا بمعنى ثاني ماذا هو القانون ؟
" قل عارض المنقول معقول " المنقول مفعول مقدم و معقول مفعول مؤخر فاعل مؤخر.
" قل عارض المنقول معقول " يعني عارض الأدلة النقلية أدلة عقلية.
" و ما الأمران عند العقل يتفقان " ما الأمران يتفقان بل بينهما الخلاف.
15 - (المرحلة الثالثة للمعطل وهو معارضته للعقل) فإذا تضافرت الأدلة كثرة*** وغلبت عن تقرير ذا ببيان فعليك حينئذ بقانون وضـ***ـعناه لدفع أدلة القرآن ولكل نص ليس يقبل أن يؤو***ل بالمجاز ولا بمعنى ثان قل عارض المنقول معقول وما الـ*** أمران عند العقل يتفقان أستمع حفظ
(بيان إذا تعارض النقل والعقل أيهما يقدم عند المعطل وذكر القسمة الرباعية) ما ثم إلا واحد من أربع*** متقابلات كلها بوزان إعمال ذين وعكسه أو تلغى المعقـ***ـول ما هذا بذي إمكان
" ما ثم إلا واحد من أربع *** متقابلات كلها بوزان
إعمال ذين وعكسه أو تلغى المعقـ *** ـول ما هذا بذي إمكان ". إلى اخره ... .
يعني أما أن نعمل الأمرين جميعاً ما هما ؟
الدليل العقلي و الدليل النقلي أو عكسه وهو إهمالهما جميعا لا نأخذ بدليل عقلي ولا بدليل نقلي أو نلغي المعقول ونأخذ بالدليل النقلي و نلغي الدليل العقلي. يقول : هذا غير ممكن .
" ... *** ما هذا بذي إمكان "
يعني لا يمكن أن نلغي المعقول إذن نلغي المنقول إذن نلغي المنقول فإذا لم يتعارضا أعملناهما جميعا وإذا تعارضا إما أن نعملهما جميعا أو نهملهما جميعا أو نعمل المعقول وندع المنقول أو نعمل المنقول وندع المعقول كم حالة هذه ؟! أربع :
إعمال المنقول وإهمال المعقول يقول غير ممكن لماذا ؟
16 - (بيان إذا تعارض النقل والعقل أيهما يقدم عند المعطل وذكر القسمة الرباعية) ما ثم إلا واحد من أربع*** متقابلات كلها بوزان إعمال ذين وعكسه أو تلغى المعقـ***ـول ما هذا بذي إمكان أستمع حفظ
(تقديم المعطل للعقل على النقل) العقل أصل النقل وهو أبوه إن*** تبطله يبطل فرعه التحتاني فتعين الإعمال للمعقول والـ***إلغاء للمنقول بالبرهان
" العقل أصل النقل وهو أبوه إن *** تبطله يبطل فرعه التحتاني
فتعين الإعمال للمعقول والـ *** إلغاء للمنقول بالقانون بالبرهان ".
بالبرهان بس؟ طيب ... .
الطالب : ... .
الشيخ : " والإلغاء للمنقول بالبرهان ". إذن القانون يطول البيت شوية.
" بالبرهان "
الطالب : ... .
الشيخ : لا بالبرهان.
" فتعين الإعمال للمعقول والـ *** إلغاء للمنقول بالبرهان " طيب.
يقول : العلة أننا لا نلغي المعقول بل نلغي المنقول العلة قال : لأن العقل أصل النقل. العقل أصل النقل وهو أبوه إن أبطلته بطل الفرع إن أبطلت العقل الذي هو أصل النقل بطل الفرع هكذا ادعوا ... فإذا كان الأمر هكذا
" فتعين الإعمال للمعقول والإلغاء للمنقول بالبرهان ".
17 - (تقديم المعطل للعقل على النقل) العقل أصل النقل وهو أبوه إن*** تبطله يبطل فرعه التحتاني فتعين الإعمال للمعقول والـ***إلغاء للمنقول بالبرهان أستمع حفظ
الرد على من قدم العقل على النقل من خمسة أوجه
إعمال العقل مخالف للعقل. وجه ذلك أن الأمور السمعية تعتمد على مجرد الخبر و الخبر في الأمور الغيبية التي ليس لها نظير يجب فيه التلقي من الخبر المحض ولا مجال للعقل فيه. فإذا أعملنا العقل في مخبر ذلك الخبر كان ذلك مخالفا للعقل لأن هذا خبر محض خبر محض لا يدخله القياس حتى نقول إننا نعمل العقل فيه. فالعقل إذن في هذا هو تحكيم ايش ؟ النقل لأن هذا خبر محض عن شيء غائب لا نظير له فمقتضى العقل الصريح أن تحكم النقل فقط أن تحكم النقل فقط هذا مع أن هذا الكلام متناقض لأن أصحاب العقول الذين يرون أنهم يحكمون العقل متناقضون هم بأنفسهم متناقضون. أحيانا يقول : هذا العقل يمنع هذه الصفة و الثاني يقول يوجبها و الثالث يقول العقل يجوزها ثلاثة أقوال. بل إن الواحد من هؤلاء المتكلمين يتناقض في نفسه فتجده يؤلف كتابا يثبت فيه ما يثبت من الصفات و يقول : إن العقل دل عليه ثم يؤلف كتابا آخر ينقضه إذن الي أي عقل نرجع ؟ إلى أي عقل؟ هل هو لعقل زيد أو لعقل عمرو ؟ هل هو لعقل زيد في أول عمره أو لعقله في آخره عمره ؟ ما ندري.ففيه تناقض.
ثالثا : أن الرجوع إلى العقل يستلزم القول على الله بلا علم نفيا و إثباتا يستلزم القول على الله بلا علم نفيا و إثباتا. فتجد الذي يحكم عقله في باب الصفات يقول هذه الصفة ممنوعة لأن العقل يمنعه فينفي عن الله ما أثبته الله لنفسه ويكون هذا قولا على الله بلا علم أو يثبت صفة لم يثبتها الله لنفسه فيكون قائلا على الله ايش؟ بلا علم. هذه أربعة أربعة وإلا ثلاثة؟
الرابعة : أن الرجوع إلى العقل في باب الصفات مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم
فهو بدعة وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم : ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ) ( و كل ضلالة في النار ). فتبين الآن أنهم مخطئون .
خامسا : دعواهم أن العقل أصل النقل في هذا الباب خطأ ما هو صحيح بل الأصل في هذا الباب ايش ؟ النقل و العقل تابع له هذا هو الأصل .
الأصل في هذا الباب باب صفات الله هو النقل و العقل تابع له ، فقولهم : إن العقل - شهيد الحمام قريب لا قم قم جزاك الله خيرا قم توضأ وإلا شوف برادة رش على نفسك -. نعم نقول : دعواكم أن ... العقل أصل هذا ليس بصحيح. بل هذا الباب الأصل فيه ايش ؟ النقل و العقل تابع العقل تابع لأن هذا شيء كما قلنا في أول رد شيء يعتمد على النقل المحض أو الخبر المحض و لا مجال للعقل فيها هذه خمسة وجوه.
إعماله يفضي إلى إلغائه*** فاهجره هجر الترك والنسيان (بيان أن المعطل غير عاقل بل صاحب هوى وبيان موقفنا اتجاههم)
يعني : أن إعمال النقل و تقديمه على العقل يفضي إلى إهماله يفضي إلى إلغائه فاهجره.
وقوله : " إلى إلغائه " يحتمل أن يريد إلى إلغاء العقل يعني لو أننا أعملنا النقل عند التعارض مع العقل لزم من إعمال النقل إلغاء العقل فيكون يقول :
" فاهجره هجر الترك و النسيان "
اهجر ايش ؟ النقل " اهجره هجر الترك و النسيان " اتركه و تناسه كأنه لم يكن و العياذ بالله. و أنا أعجب لهؤلاء القوم الذين يقولون إننا نتبع العقل هل يرضى أحد منهم أن يصفه بصفات ليست فيه أو ينكر من صفاته ما هو فيه ما تقولون ؟ لا يرضى أبدا لو يأتي إنسان يصف هذا العاقل الذي يدعي أنه عاقل بما ليس فيه أو ينكر الصفات التي هو فيه التى يتصف بها ما رضي بذلك. فإذا كان لا يرضى بذلك كيف يرضي بهذا لرب العالمين ؟! يصف الله بما لم يصف به نفسه أو ينكر ما وصف الله به نفسه. هذه جرأة جرأة عظيمة إذا كنت لا ترضاه لنفسك كيف ترضاه لربك؟ و لكن العياذ بالله نحن نقول بصريح القول : إنهم ليسوا عقلاء و لكنهم أهل أهواء أهل أهواء .
(( ومن أضل من اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) هذا حقيقة حالهم أنهم ذوو أهواء فما موقفنا نحن ؟ وقد منّ الله علينا و لله الحمد بعقيدة سليمة ؟ موقفنا يدور على أمرين :
أولا : الثبات على ما نحن عليه لأننا علي حق.
والثاني : تفنيد ما هم عليه لأنهم على باطل .
وحينئذ لابد أن نعرف من أدلتهم ما نستطيع أن نرميهم به لأن رمي الإنسان بسهمه الذي صنعه بيده خير من رميه بسهم آخر جديد. وأظنكم تعرفون أن هؤلاء المعطلة. كل واحد ينكر على الآخر ما يكون هذا القانون الي أنكر به على الآخر قانوناً للرد عليه هو عليه هو. ومر علينا في كلام ابن القيم قريبا مثل هذه المسألة في تعطيل في تعطيل الله تعالى عن وصف الأفعال من أهل الكلام و تفنيدهم على المعتزلة في إثبات الأسماء بلا أوصاف. و قلنا إن القانون الذي ردوا به على المعتزلة هو قانون يردون به على أنفسهم. نعم. قال :
" هناك عندي أنا يجزى الملحدون *** و من نفى الإلحاد يجزى " و الصواب " وهناك يخزى الملحدون ". ... ايش؟
19 - إعماله يفضي إلى إلغائه*** فاهجره هجر الترك والنسيان (بيان أن المعطل غير عاقل بل صاحب هوى وبيان موقفنا اتجاههم) أستمع حفظ
معنى قول الناظم: والله لم نكذب عليهم إننا*** وهم لدى الرحمن مختصمان وهناك يخزى الملحدون ومن نفى الـ***إلحاد يجزى ثم بالغفران
" والله لم نكذب عليهم والله لم نكذب عليهم إننا *** وهم لدى الرحمن مختصمان "
أقسم المؤلف إنه ما كذب على هؤلاء في أنهم يتواصون بما ذكرنا بأن المسألة مجاز فإن لم يمكن المجاز؟
الطالب : ...
الشيخ : لا فإن لم يمكن المجاز فإن هذه أدلة ظنية لا تفيد اليقين فإن لم يمكنك ذلك فقدم فهات القانون الذي وضعناه وهو تقديم العقل على النقل. إذن فالمراتب ثلاث
" وهناك يخزى الملحدون ومن نفى الـ *** إلحاد يجزى ثم بالغفران "
فاصبر قليلا ... نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : يخزى نعم اقرأ أنت ... نعم .
20 - معنى قول الناظم: والله لم نكذب عليهم إننا*** وهم لدى الرحمن مختصمان وهناك يخزى الملحدون ومن نفى الـ***إلحاد يجزى ثم بالغفران أستمع حفظ
سؤال عن قول الناظم:إعمال ذين وعكسه أو تلغى المعقـول ما هذا بذي إمكان
الشيخ : يعني إذا كان ... يعني القسمة العقلية القسمة العقلية إما أن تعمل الأمرين وهذا محال مع التعارض.
السائل : كيف محال؟
الشيخ : إذا تعارض دليلان هل يمكن إعمالهما ؟
السائل : لا يجتمع النقيضان.
الشيخ : أي لازم تعمل إحداهما ، إعمالهما غير ممكن طيب أهملهما جميعا. ما يمكن كذا أو عكسه إعمال ذين و عكسه.
السائل : يعني هذا غير ممكن.
الشيخ : غير ممكن أو تلغي المعقول هذا ليس بالإمكان.
أما الأول فلامتناع اجتماع النقضين و الثاني لامتناع ارتفاع النقيضين و الثالث لأن المعقول لا يمكن إلغاؤه.
السائل : ... .
الشيخ : نعم وهي؟
السائل : وهي رجل ... إذا كان العقل هادياً لجميع الأمور ما يحتاج للرسل.
الشيخ : ايش ؟
السائل : أرسل الله تبارك و تعالى الرسل.
الشيخ : نعم يقول : يعني اننا لو قلنا أن العقل دليل ما حاجة للرسل ?? لو قلنا أن العقل دليل فلا حاجة إلى الرسل و هذا صحيح هذا صحيح لو قلنا بان العقل دليل إذن فإرسال الرسل لا فائدة منه لأن النقل يلغى عند تعارضه مع العقل. نعم نعم .اقرأ و هناك يخزى.
القارئ : " وهناك يخزى الملحدونا ومن *** نفى الإلحاد يجزى ثم بالغفران ".
القراءة من قول الناظم: فاصبر قليلا إنما هي ساعة..إلى قوله.. عند السؤال يكون ذا تبيان
فلسوف تجني أجر صبرك حـ *** ـين يحني "
الشيخ : حين يجني حين يجني ... يجني
القارئ : " فلسوف تجني أجر صبرك حـ *** ـين يجني "
الشيخ : يجني يجني
القارئ : " فلسوف تجني أجر صبرك حـ *** ـين يجني الغير وزر الإثم والعدوان
فالله سائلنا وسائلهم عن الـ *** إثبات والتعطيل بعد زمان
فأعد حينئذ جواباً كافياً *** عند السؤال يكون ذا تبيان ".
الشيخ : الله أكبر! وش جواب هؤلاء ؟إذا قال الله لهم يوم القيامة قد قلت في كتابي : (( الرحمن على العرش استوى )) وقلتم أنتم لا استواء و لكن استيلاء.
لقد قلت في كلامي : (( بما خلقت بيدي )) وقلتم : لا يدان ولكن نعمتان أو قدرتان أو ما أشبه ذلك .
إذا قلت : لقد قلت في كتابي : (( تجري بأعيننا )) وقلتم : لاعين وش جوابهم على هذا ؟نسأل الله العافية. ليس هناك.