والشرك فاحذره فشرك ظاهر*** ذا القسم ليس بقابل الغفران (بيان خطر الشرك وذكر خلاف العلماء في الشرك الأصغر هل يغفره الله وأنه تحت المشيئة)
الشيخ : ذكر الشرك المضاد لهذا التوحيد أي أقسام التوحيد؟ توحيد العبادة. الذي نسميه بتوحيد الطلب لأن توحيد الخبر سبق الكلام عليه وانتهى. يقول : " والشرك فاحذره فشرك ظاهر *** ذا القسم ليس بقابل الغفران " الشرك احذره كله الظاهر والخفي. لكن من الشرك ما هو ظاهر لا يقبل الغفران لقول الله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )). واختلف العلماء رحمهم الله في الشرك الأصغر كالحلف بغير الله ويسير الرياء وما أشبه ذلك. هل يغفره الله أو لا؟ فمنهم من قال إنه لا يغفر لعموم قوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) ومنهم من قال : بل يغفر لأن الشرك الذي لا يغفر هو الذي قال الله عنه : (( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )). وهذا الثاني هو ظاهر كلام ابن القيم رحمه الله ولهذا قال : " فشرك ظاهر ذا القسم " يعني الشرك الظاهر " ليس بقابل الغفران ".
(بيان الشرك الأكبر وصوره)
وهو اتخاذ الند للرحمـن أيا كا***ن من حجر ومن إنسان يدعوه أو يرجوه ثم يخافه *** ويحبه كمحبة الديان
الشيخ : ثم ذكر منه أشياء قال : " وهو اتخاذ الند للرحمـن أيا كا *** ن من حجر ومن إنسان " اتخاذ الند يعني النظير والمثيل والشبيه لله سواء كان من حجر أو إنسان أو ملك مهما كان يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ويحبه كمحبة الديان يدعوه يعني دعاء مسألة أو دعاء عبادة أو يرجوه " ثم يخافه ويحبه كمحبة الديان " يرجوه كرجاء الله يخافه كمخافة الله ويحبه كمحبة الله كل هذا شرك.
(بيان أن شرك المشركين لم يكن في مساواة الأصنام بالله في الخلق وإنما كان في العبادة والإيمان والمحبة)
والله ما ساووهم بالله في*** خلق ولا رزق ولا إحسان فالله عندهم هو الخلاق والر***زاق مولى الفضل والإحسان
لكنهم ساووهم بالله في*** حب وتعظيم وفي إيمان
الشيخ : قال : " والله ما ساووهم بالله في *** خلق ولا رزق ولا إحسان " من يعني بذلك ؟ المشركين يقول إنهم ما ساووهم ما ساووهم بالله يعني ما ساووا أصنامهم بالله في هذه الأمور في الخلق والرزق والإحسان. ولهذا لو سألتهم من خلق السموات لقالوا الله (( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولون الله )). ((قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ )). فهم مقرون بأن الله الخلق والرزق كله لله عز وجل ولم يساووا أصنامهم بالله في ذلك. " فالله عندهم هو الخلاق والر*** زاق مولى الفضل والإحسان لكنهم ساووهم بالله في *** حب وتعظيم وفي إيمان ". ففي مسألة الربوبية لم يساووهم بالله في مسألة العبادة والتأله ساووهم بالله في الحب والتعظيم والإيمان جعلوا محبتهم كمحبة الله (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله )) كذلك في التعظيم.
(بيان المحبة الشركية والفرق بين الحب في الله والحب مع الله ولازم محبتهم لله طاعته وطاعة رسله)
جعلوا محبتهم مع الرحمن ما*** جعلوا المحبة قط للرحمن لو كان حبهم لأجل الله ما*** عادوا أحبته على الإيمان
ولما أحبوا سخطه وتجنبوا*** محبوبه ومواقع الرضوان
الشيخ :" جعلوا محبتهم مع الرحمن ". وهذه هي المحبة الشركية. أما المحبة في الرحمن فهي محبة إيمانية ولهذا يفرق بين الحب في الله والحب مع الله. الحب مع الله شرك. والحب في الله أو لله هذا إيمان من تمام الإيمان أن تحب الشخص لا تحبه إلا لله. طيب. ولهذا قال : " جعلوا محبتهم مع الرحمن ما *** جعلوا المحبة قط للرحمن لو كان حبهم لأجل الله ما *** عادوا أحبته على الإيمان ". صحيح لو كانوا يحبون الله حقا ما عادوا أحبة الله ما عادوا الرسل ولا عادوا أتباع الرسل. " ولما أحبوا سخطه وتجنبوا *** محبوبه ومواقع الرضوان " وهذا أيضا صحيح من لازم محبتهم لله أن يتبعوا ما يرضيه. أما أن يتبعوا ما يسخط الله فإنهم وإن ادعوا المحبة كاذبون في ذلك.
(بيان حقيقة المحبة)
شرط المحبة أن توافق من تحب*** على محبته بلا عصيان فإذا ادعيت له المحبة مع خلا***فك ما يحب فأنت ذو بهتان
أتحب أعداء الحبيب وتدعي ***حبا له ما ذاك في إمكان
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله عز وجل: " شرط المحبة أن توافق من تحب *** على محبته بلا عصيان " صحيح شرط المحبة الدال على صدقها أن توافق من تحب على محبته يعني على ما يحبه بلا عصيان. وأنت لو جربت هذا فيما بينك وبين الناس وقلت لشخص والله إني أحبك حبا شديدا أحبك. في يوم من الأيام جاء إليك وقال افعل كذا وكذا اذهب إلى فلان وكلمه قلت والله ما أذهب ما أنا ذاهب هل هذا يدل على محبته لك؟ لا لأنك لو كنت صادقا لذهبت والإنسان الذي يحب شخص يتشرف ويفرح إذا أمره وليس يخالفه وكذلك " فإذا ادعيت له المحبة مع خلا *** فك ما يحب فأنت ذو بهتان " أي ذو كذب. " أتحب أعداء الحبيب وتدعي ***حبا له ما ذاك في إمكان " صحيح إنسان يدعي أنه يحب شخص وهو يحب أعداءه هل هذا صحيح ؟ قولوا يا جماعة صحيح؟ الطالب : ... الشيخ : ايش ؟ لو كان يحبه حقا ما أحب أعداءه لكان عدوا لأعدائه حتى الصبيان في الأسواق الآن إذا أراد أن يختبرك أنت تحبه وإلا وكان له عدو من الصبيان الآخرين يأتي إليك ويقول : أنت معي وإلا معه؟ يعني ايش؟ هل أنت من أوليائي وإلا من أوليائه؟ إذا قال لا أنا معك ولكنه في آخر النهار وجده مع الثاني ويش يقول؟ يعتب عليه يقول أنت كذاب كيف تقول أنك معي وتحبني وتروح تحب عدوي فهذا شيء في الفطر لا يمكن أن تحب أعداء شخص وأنت صادق في محبته أبدا.
وكذا تعادي جاهدا أحبابه*** أين المحبة يا أخا الشيطان (من محبة الله محبة أولياءه ولهذا من يبغض الصحابة ليس محبا لله ولرسوله بل طعن في الله وفي رسوله وفي شرعه)
الشيخ : قال : " وكذا تعادي جاهدا أحبابه " يعني تحب أعداءه وتعادي جاهدا بقدر ما تستطيع أحبابه. " أين المحبة يا أخ الشيطان " ليست موجودة. ولهذا من علامة محبة الإنسان لله ان يحب من يعبد الله فإذا رأيت في نفسك كراهة لأحد من عباد الله فإنه يجب عليك أن تصحح إيمانك ومحبتك لله. لا يمكن أن تبغض أحدا من أولياء الله ولهذا نرى ان أبعد الناس عن محبة الله من يبغضون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الذي يبغض الصحابة لا شك أنه لا يحب الله لأن الصحابة من أولياء الله وهم خير القرون نصا من الرسول عليه الصلاة والسلام فإذا أبغضهم شخص. فكيف يقول أنا أحب الله إذا أبغضهم شخص وسبهم فهو في الحقيقة قد طعن فيهم وطعن برسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بشريعة الله وطعن بالله. صح؟ طيب. طعن فيهم كيف؟ بسبهم واضح طعن في الشريعة لأن الشريعة ملتقاة من عندهم من الذي أوصل الشريعة إلى الأمة؟ ... الصحابة. فإذا طعن فيهم وجعلوا غير عدول فكيف نثق بشريعة تأتي من طريق ليس أهلها بعدول طعن بالرسول عليه الصلاة والسلام كيف؟ لأن أصحابه هؤلاء أصحابه والمرء مع من أحب. ويستدل على المرء بقرينه. ولهذا قال الحكيم الشاعر : " عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي ". طيب طعنوا بالله أن الله اختار هؤلاء الفسقة على زعمهم - والعياذ بالله - لصحبة خير الخلق عند الله طعنوا في الله هل الحكمة تأبى ذلك أو تؤيد ذلك؟ تأبى ذلك غاية الإباء. فالمهم إن كل أحد يدعي محبة الله ثم يحب أعداء الله ويبغض أولياء الله فإنه كاذب فيما يقول. نعم.
السائل : يا شيخ . الشيخ : نعم؟ السائل : ... . الشيخ : والله يخشى إذا أبغض كل مؤمن سواء في وقته أو في غير وقته فهذا يخشى عليه أن يكون مارقا من الدين. لكن لاحظوا أن بعض الناس قد يكره بعض الملتزمين لشخصه لشخصه ما هو لأجل التزامه وهذا يقع كثيرا. كثيرا ما ينقم على بعض الملتزمين فعل شيء لو فعله غيرهم لقبله لقبله. لكن من هذا الشخص يكرهه هذا ما يحكم عليه بأنه كره السنة أو قدح في السنة. وهذه مسألة يجب التنبه لها فلو فرضنا أن شخص استهزأ بشخص لأنه أعفى لحيته. فلا يعني ذلك أن هذا الرجل يكره إعفاء اللحى مطلقا ولهذا تجد يقبل الإعفاء ولو طال من شخص آخر دون الثاني. لو أن إنسانا استهزأ بتقصير الثوب إلى نصف الساق من شخص لكنه لكنه لو فعله آخر لقبله منه كما هو موجود فعلا لا نقول إن هذا الرجل استهزأ بالسنة لا لكنه استهزأ بمن تلبس بالسنة لعينه لعينه. فهذا فرق يجب التنبه له. ولهذا لو كره السنة وإن لم يعمل بها أحد كان على خطر لو استهزأ بالسنة وإن لم يعمل بها. لو فرضنا إن كل اللي حولنا يحلقون لحاهم ولكنه يستهزئ بمن يرخي لحيته لكان هذا يستهزأ بإرخاء اللحية بإرخاء اللحية لكان هذا قد نقول إنه خرج من الإسلام. نعم
سؤال حول حب أولياء الله مع وجود العداوة لبعض أولياء الله
السائل : أحسن الله إليك لو كان إنسان يحب ... وهو يحب شخصا معين ويحب عدو هذا الشخص ... . الشيخ : طيب. السائل : مثلا شخص يحب عالما من العلماء. الشيخ : نعم . السائل : ... بينهم حسد وبينهم بغضاء بل البعض يعادي بعض. فتجد هذا الشخص يحب هذا العالم لما عنده من العمل الصالح وما يحب عداوته لشخص معين. الشيخ : طيب ماش معناه أنه كره العمل ، كره عمل هذا الشخص الذي حاد به عن الصراط المستقيم. السائل : كره هذا العمل. الشيخ : أي لا بأس. هذا يقع لكن بحب هذا الشخص لشخصه وهو معاد لمن أحب. هذا لا يمكن. هذا لا يمكن لكن يكون مثل كما قلت عالم قد نفع الناس بعلمه لكن بينه وبين من يحبه من العلماء الآخرين عداوة. العداوة هذه غير واقعة في الواقع. يعني عداوة يجب أن تكون ميتة أي نعم. أخذنا ثلاثة نعم.
سؤال هل الشرك الأصغر يغفره الله وكيف معالجة الرياء
السائل : ... هل الشرك الأصغر يغفر أو لا؟ الشيخ : أما ظاهر لفظ القرآن الكريم ظاهر اللفظ أنه لا يغفر لأن قوله (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) أن ما دخل عليها في تأويل مصدر تقديره إشراكا به إشراكا به. وهذا عام نكرة في سياق النفي وإن كانت ليست نكرة صريحة بل بالتأويل. ومن نظر إلى المعنى وأن الله تعالى قال : (( إنه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة ومأواه النار )). وهذا بالاتفاق المراد به الشرك الأكبر قال إن الآية التي في النساء (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) هذا في الشرك الأكبر. ولكن على كل حال الإنسان على خطر ويجب عليه أن يتوب من الشرك الأصغر يخشى إن مات بدون توبة منه أن يعذب به. أي نعم. السائل : ... . الشيخ : قد ايش؟ السائل : قد لا يعلم صاحبه ... . الشيخ : قد لا يعلم. السائل : ... . الشيخ : يعالجه يعالج هذا. هو على كل حال الرياء ، الرياء لا شك أنه يهاجم قلب المرء. لكن إذا كان يدافعه ويتهرب منه فهو ما يضر لأنه لا يضره حتى لو فرضنا أن الشيطان أوقع في قلب الإنسان العابد أوقع في قلبه الرياء ثم كان يطارده فإنه لا يضره. أي نعم. نعم. لا ... هذا الأول؟ الثاني؟
القراءة من قول الناظم: ليس العبادة غير توحيد المحبـة..إلى آخر الفصل
القارئ : " ليس العبادة غير توحيد المحبـ *** ـة مع خضوع القلب والأركان والحب نفس وفاقه فيما يحبـ ** ـه وبغض ما لا يرتضي بجنان ووفاقه نفس اتباعك أمره *** والقصد وجه الله ذي الإحسان هذا هو الإحسان شرط في قبو *** ل السعي فافهمه من القرآن والاتباع بدون شرع رسوله *** عين المحال وأبطل البطلان فإذا نبذت كتابه ورسوله *** وتبعت أمر النفس والشيطان وتخذت أندادا تحبهم كحـب *** الله كنت مجانب الإيمان ولقد رأينا من فريق يدعي الـ *** إسلام شركا ظاهر التبيان جعلوا له شركاء والوهم وسو *** وهم به في الحب لا السلطان والله ما ساووهم بالله بل *** زادوا لهم حبا بلا كتمان والله ما غضبوا إذا انتهكت محا *** رم ربهم في السر والإعلان حتى إذا ما قيل في الوثن الذي *** يدعونه ما فيه من نقصان فأجارك الرحمن من غضب ومن *** حرب ومن شتم ومن عدوان وأجارك الرحمن من ضرب وتعـ *** ـزير ومن سب ومن تسجان والله لو عطلت كل صفاته *** ما قابلوك ببعض ذا العدوان والله لو خالفت نص رسوله *** نصا صريحا واضح التبيان وتبعت قول شيوخهم أو غيرهم *** كنت المحقق صاحب العرفان حتى إذا خالفت آراء الرجا *** ل لسنة المبعوث بالقرآن نادوا عليك ببدعة وضلالة *** قالوا وفي تكفيره قولان قالوا تنقصت الكبار وسائر الـ *** ـعلماء بل جاهرت بالبهتان هذا ولم تسلبهم حقا لهم *** ليكون ذا كذب وذا عدوان وإذا سلبت صفاته وعلوه " الشيخ : ... " وإذا سلبت صفاته وعلوَه *** وكلامه جهرا بلا كتمان لم يغضبوا بل كان ذلك عندهم *** عين الصواب ومقتضى الإحسان والأمر والله العظيم يزيد فو *** ق الوصف لا يخفى على العميان وإذا ذكرت الله توحيدا رأيـ *** ت وجوههم مكسوفة الألوان بل ينظرون إليك شزرا مثل ما *** نظر التيوس إلى عصا الجوبان وإذا ذكرت بمدحة شركاءهم *** يتباشرون تباشر الفرحان والله ما شمـوا روائح دينه *** يا زكمة والله ما شمـوا روائح دينه *** يا زكمة أعيت طبيب زمان ". الشيخ : جزاه الله خيرا.
ليس العبادة غير توحيد المحبـ***ـة مع خضوع القلب والأركان
والحب نفس وفاقه فيما يحبـ**ـه وبغض ما لا يرتضي بجنان ووفاقه نفس إتباعك أمره*** والقصد وجه الله ذي الإحسان
هذا هو الإحسان شرط في قبو***ل السعي فافهمه من القرآن(حقيقة حب الله حب ما يحبه الله وبيان موافقة الله)
الشيخ : سبق لنا أنه رحمه الله قال إن العبادة ركناها الأساسيان هما : الصدق والإخلاص مع متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا أيضا مبني على المحبة والتعظيم لا يمكن عبادة بدون محبة أبدا ولا يمكن استقامه بدون تعظيم ولهذا قال المؤلف : "والحب نفس وفاقه فيما يحبـ *** ـه وبغض ما لا يرتضي بجنان " الحب الصادق أن توافق الله عز وجل فيما يرتضي وتبغض ما لا يرتضي فمن قال أنا أحب الله لكن لا أحب الصلاة قلنا له كذبت ومن قال أنا أحب الله ولكن لا أكره الزنا قلنا كذبت الذي يحب الله لا بد أن يحب ما يحبه الله ولا بد أن يكره ما يكرهه الله. " ووفاقه نفس إتباعك أمره *** والقصد وجه الله ذي الإحسان " إذا قيل ماهو الوفاق موافقة الرب عز وجل؟ نقول : أن تتبع أوامره قاصدا وجهه هذا هو الموافقة لله عز وجل. ثم قال : " هذا هو الإحسان شرط في قبو*** ل السعي فافهمه من القرآن " لا يقبل الله سبحانه وتعالى شيئا بدون إحسان (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )). فلا بد من ذلك وقال تعالى : (( ولا يبلوكم أيكم أحسن عملا )) فعمل ليس فيه إحسان غير مقبولا عند الله.
(بيان أن البدع تنقص إتباع الرسول بحسبه)
والإتباع بدون شرع رسوله*** عين المحال وأبطل البطلان فإذا نبذت كتابه ورسوله*** وتبعت أمر النفس والشيطان
وتخذت أندادا تحبهم كحـب*** الله كنت مجانب الإيمان
الشيخ :" والإتباع بدون شرع رسوله *** عين المحال وأبطل البطلان " لو قال أنا متبع وابتدع في دين الله ما ليس منه قلنا هذا محال. كيف تقول إنك متبع وأنت مبتدع ولهذا نحن نقول كل من جاء ببدعة في دين الله فقد نقص من اتباعه دين الله بقدر ما أتى به من البدعة سواء في العقيدة أو في القول أو في الفعل. فمثلا من حرف النصوص في العقائد فهو مبتدع وفاته من الاتباع بقدر ماحرف من أتى بأقوال أذكار صلوات على الرسول عليه الصلاة والسلام أدعية مخالفة لما جاءت به الشريعة فهو مبتدع ولو قال إنه يحب الله ويحب الوصول إليه ونقص من اتباعه بقدر ماجاء به من البدعة. وكذلك لو فعل افعالا خلافا لما جاءت به الشريعة فإنه مبتدع. يقول : " فإذا نبذت كتابه ورسوله *** وتبعت أمر النفس والشيطان وتخذت أندادا تحبهم كحـب *** الله كنت مجانب الإيمان " وهذا واضح لأنه ليس هناك اتباع مع هذه الأحوال التي ذكرها المؤلف.
(بيان فرقة تدعي حب الله ولكن تحب غيره أشد حبا من الله وبيان صفاتهم)
ولقد رأينا من فريق يدعي الـ***إسلام شركا ظاهر التبيان جعلوا له شركاء والوهم وسو***وهم به في الحب لا السلطان
الشيخ :" ولقد رأينا من فريق يدعي ال *** إسلام شرك ظاهر التبيان " شرك مفعول رأينا من فريق يدعون أنهم مسلمون وهم مشركون شركا ظاهر لكنهم مشركون ليس في العبادة ولكن في الاتباع كما سيبين رحمه الله . " جعلوا له شركاء والوهم وسو *** وهم به في الحب لا السلطان " أحبوهم كما أحبوا الله ولكنهم لم يجعلوا لهم سلطانا كسلطان الله لو سألتهم من رب السموات والأرض قالوا الله. لكن تجد قلوبهم مملوءة بمحبة أوليائهم ومتبوعيهم كمحبة الله أو أشد وسيتبين فيما بعد أنهم يحبون متبوعيهم أشد من محبة لله...
والله ما ساووهم بالله بل*** زادوا لهم حبا بلا كتمان والله ما غضبوا إذا انتهكت محا*** رم ربهم في السر والإعلان
حتى إذا ما قيل في الوثن الذي*** يدعونه ما فيه من نقصان(معنى قوله تعالى:{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله })
الشيخ :" والله ما غضبوا إذا انتهكت محا *** رم ربهم في السر والإعلان " اه؟ " والله ما ساووهم " نعم. " والله ما ساووهم بالله بل *** زادوا لهم حبا بلا كتمان " يعني ما أحبوهم كما أحبوا الله بل جعلوهم أشد حبا لله (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونه كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )). أشد حبا لله من هؤلاء لله أو من هؤلاء لأندادهم؟ فيها قولان : فمنهم من قال أشد حبا لله من هؤلاء لأندادهم ومنهم من قال أشد حبا لله من هؤلاء لله لأن محبة هؤلاء لله محبة ... ومحبة المؤمنين محبة خالصة. نعم. " والله ما غضبوا إذا انتهكت محا *** رم ربهم في السر والإعلان حتى إذا ما قيل في الوثن الذي *** يدعونه ما فيه من نقصان " ما بمعنى الذي وليست النافية يعني حتى إذا قيل في الوثن الذي يدعونه الذي فيه من النقصان. " فأجارك الرحمان ". وقوله اذا ما قيل تنطبق عليه قاعدة " يا طالبا خذ فائدة ما بعد اذا زائدة " يكون تقدير الكلام حتى اذا قيل
معنى قول الناظم: فأجارك الرحمن من غضب ومن*** حرب ومن شتم ومن عدوان
وأجارك الرحمن من ضرب وتعـ***ـزير ومن سب ومن سجان
الشيخ :" فأجارك الرحمن من غضب ومن *** حرب ومن شتم ومن عدوان و من ضرب وتعـ *** ـزير و سب وسجن " إذا قلت في الوثن الذي يدعونه " ما فيه من النقصان " وبينت نقصه عيبه " فأجارك الرحمن من غضب " يعني أنهم يغضبون عليك " ومن حرب " يحاربونك " ومن شتم " يشتمونك " ومن عدوان " عليك بالضرب أو بأخذ المال أو ما أشبه ذلك. " وأجارك الرحمن من ضرب " يضربونك " ومن تعزير " يعزرونك إما بضرب أو بغيره " ومن سب " يسبونك يطلقون ألسنتهم فيك " ومن تسجان " يعني سجن يسجنونك لأنك عبت آلهتهم.
معنى قول الناظم: والله لو عطلت كل صفاته*** ما قابلوك ببعض ذا العدوان
والله لو خالفت نص رسوله*** نصا صريحا واضح التبيان
وتبعت قول شيوخهم أو غيرهم*** كنت المحقق صاحب العرفان
الشيخ :" والله لو عطلت كل صفاته *** ما قابلوك ببعض ذا العدوان " لو عطلت كل صفات من ؟ الله عز وجل " ما قابلوك ببعض ذا العدوان " " والله لو خالفت نص رسوله *** نصا صريحا واضح التبيان وتبعت قول شيوخهم أو غيرهم *** كنت المحقق صاحب العرفان " نعوذ بالله. إذا خالفت النص الصريح تبعا لقول شيوخهم قالوا هذا العالم هذا الذي عنده العلم أنت المحقق أنت صاحب المعرفة. لكن لو خالفت قول شيوخهم بكتاب الله وسنة رسوله قالوا هذا جاهل.
معنى قول الناظم: حتى إذا خالفت آراء الرجا***ل لسنة المبعوث بالقرآن
نادوا عليك ببدعة وضلالة*** قالوا وفي تكفيره قولان
قالوا تنقصت الكبار وسائر الـ***ـعلماء بل جاهرت بالبهتان
الشيخ :" حتى إذا خالفت آراء الرجال لسنة المبعوث بالقرآن نادوا عليك ببدعة وضلالة *** قالوا وفي تكفيره قولان " عجائب إذا خالفت آراء الرجال وقول شيوخهم لكتاب الله وسنة رسوله قالوا هذا مبتدع ضال ثم قالوا وفي تكفيره عندنا قولان : منا من قال إنه كافر ومنا من قال إنه مبتدع ضال ونبرأ إلى الله أن نطلق عليه الكفر نعم هؤلاء ورعون الذين تورعوا من الكفر أما الآخرون فهم أشجع منهم كفروا هذا الذي خالف آراء الشيوخ لكلام الله وكلام رسوله. يقول : " قالوا تنقصت الكبار وسائر الــ *** ـــعلماء بل جاهرت بالبهتان ". وهذ لا شك أنه واقع لكن نحن في بلادنا والحمد لله لا نحس به لأنه لا يوجد لكن أخرج إلى البلاد الأخرى في البلاد الإسلامية أو اقرأ ما جرى في التاريخ تجد هذا أمرا محققا إذا خالفت أمر الشيوخ ينادون عليك بالصياح والعويل أنت مبتدع ضال أنت متنقص العلماء أنت ... إلى آخره.
معنى قول الناظم: هذا ولم نسلبهم حقا لهم*** ليكون ذا كذب وذا عدوان
وإذا سلبت صفاته وعلوه***وكلامه جهرا بلا كتمان
لم يغضبوا بل كان ذلك عندهم*** عين الصواب ومقتضى الإحسان
الشيخ :" هذا ولم نسلبهم حقا لهم *** ليكون ذا كذب وذا عدوان " ولو أن البيت هذا ولم تسلبهم حقا لهم لتكون ذا كذب وذا عدوان لأنه قال بل جاهرت بالبهتان هذا يعني مع أنك لم تسلبهم حقهم ولم تكن كاذبا بما قلت فيهم " وإذا سلبت صفاته وعلوه *** وكلامه جهرا بلا كتماني لم يغضبوا ... " إذا جحدت صفات الله وكلامه وعلوه " لم يغضبوا بل كان ذلك عندهم *** عين الصواب ومقتضى الإحسان " لأنهم منكرون الصفات ينكرون الكلام ينكرون العلو فمن أثبته فهو ضال مبتدع ومن نفاه فهو الذي قال الصواب.
معنى قول الناظم: والأمر والله العظيم يزيد فو***ق الوصف لا يخفى على العميان
وإذا ذكرت الله توحيدا رأيـ***ـت وجوههم مكسوفة الألوان
بل ينظرون إليك شزرا مثل ما*** نظر التيوس إلى عصا الجوبان
الشيخ :" والأمر والله العظيم يزيد فو *** ق الوصف لا يخفى على العميان " يعني أن أمر هؤلاء يزيد على الوصف حتى على ما قال هو رحمه الله. " وإذا ذكرت الله توحيدا رأيـ *** ت وجوههم مكسوفة الألوان " نعوذ بالله (( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يأمنون بالآخرة وإذا ذكرت الذين من دونه إذ هم يستبشرون )). قال : " وإذا ذكرت الله توحيدا رأيـ *** ــت وجوههم مكسوفة الألوان رأيـ *** ــت وجوههم مكسوفة الألوان بل ينظرون إليك شزرا مثل ما *** نظر التيوس إلى عصا الجوبان " هذا تشبيه جيد ينظرون إليك إذا ذكرت الله وحده نظر التيس إلى عصا الراعي اللي يضرب به الي يضرب بالعصا أي نظر كراهة لأن التيس يكره العصا مع الجوبان يخشى أن يضربه به.
معنى قول الناظم: وإذا ذكرت بمدحة شركاءهم*** يتباشرون تباشر الفرحان
والله ما شمـوا روائح دينه*** يا زكمة أعيت طبيب زمان
الشيخ :" وإذا ذكرت بمدحة شركاءهم *** يتباشرون تباشر الفرحان والله ما شمـوا روائح دينه *** يا زكمة أعيت طبيب زمان " نسأل الله العافية. هل هؤلاء موحدون؟ هل هؤلاء عابدون الله حقا؟ أبدا لو عبدوا الله حقا لأحبوا الله ولو أحبوا الله لالتزموا شرعه. نعم.
سؤال هل مقصود ابن القيم نفاة الصفات وأصحاب القبور في قوله:والله ما شمـوا روائح دينه
السائل :(( اذا هم يستبشرون )). الشيخ : يستبشرون ... اقرب للقران ((واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون )) نعم في ... نسخة السائل : ... . الشيخ : نعم أي السائل : ... . الشيخ : لا الصحيح أنها تشمل هؤلاء وهؤلاء وابن القيم ذكر صفاته وعلوه هو يقتضي أنه يريد منكر الصفات. لكن لا شك أن أصحاب القبور أيضا لو تأتي إلى صاحب القبر وتسبه أمام الذي يعبده شنع عليك أو ربما يقتلك. نعم.
السائل : ... . الشيخ : ها؟ السائل : يقول محبة المتقين من محبة الله. الشيخ : نعم نحن نحب المتقين لا شك لكن محبتنا للمتقين من محبتنا لله لأننا أحببناهم على تقواهم لله عز وجل. عرفت؟ السائل : وهذا يدل على ... . الشيخ : لا ولا يكون مثلها ولا مثلها لأنني أحببته لمحبته لله حتى محبتنا للرسول عليه الصلاة والسلام ما كانت إلا من أجل محبة الله عز وجل. نعم.
القراءة من قول الناظم: فصل في صف العسكرين وتقابل الصفين واستدارة رحى الحرب العوان وتصاول الأقران..إلى آخر الفصل
القارئ : " فصل في وصف العسكرين وتقابل الصفين واستدارة رحى الحرب العوان وتصاول الأقران يا من يشب الحرب جهلا ما لكم *** بقتال حزب الله قط يدان أنى تقوم جنودكم لجنودهم *** وهم الهداة وناصرو الرحمن وجنودكم ما بين كذاب ودجـ *** ـال ومحتال وذي بهتان من كل أرعن يدعي المعقول وهـ *** ـو مجانب للعقل والايمان أو كل مبتدع وجهمي غدا *** في قلبه حرج من القرآن أو كل من قد دان دين شيوخ أهـ *** ـل الاعتزال البين البطلان أو قائل بالاتحاد وأنـه *** عين الإله وما هنا شيئان أو من غدا في دينه متحيرا *** أتباع كل ملدد حيران وجنودهم جبريل مع ميكال مع *** باقي الملائك ناصري القرآن وجميع رسل الله من نوح إلى *** خير الورى المبعوث من عدنان فالقلب خمستهم أولو العزم الألى *** في سورة الشورى أتوا ببيان في أول الأحزاب أيضا ذكرهم *** هم خير خلق الله من إنسان ولواؤهم بيد الرسول عصابة " الشيخ :" ولواؤهم بيد الرسول محمد " ... " ولواؤهم بيد الرسول محمد *** والكل تحت لواء ذي الفرقان " وجميع أصحاب الرسول " فيه تقديم وتأخير ... اول بيت ... " ولواؤهم بيد الرسول محمد *** والكل تحت لواء ذي الفرقان " ... وجميع أصحاب الرسول " نعم القارئ : " ولواؤهم بيد الرسول محمد *** والكل تحت لواء ذي الفرقان وجميع أصحاب الرسول عصابة الـ *** إسلام أهل العلم والايمان والتابعون لهم بإحسان على *** طبقاتهم في سائر الأزمان أهل الحديث جميعهم وأئمة الـ *** ـفتوى وأهل حقائق " الشيخ : أهل ... القارئ : " أهل الحديث جميعهم وأئمة الـ *** ـفتوى وأهل حقائق العرفان العارفون بربهم ونبيهم *** ومراتب الأعمال في الرجحان صوفية سنية نبوية *** ليسوا أولي شطح ولا هذيان هذا كلامهم لدينا حاضر*** من غير ما كذب ولا كتمان فاقبل حوالة من أحال عليهم *** هم أملياؤهم " الشيخ : ... القارئ : " فاقبل حوالة من أحال عليهم *** هم أملياؤهم أولو إمكان فإذا بعثنا غارة من أخريا *** ت " الشيخ : ... القارئ : " فإذا بعثنا غارة من أخريا *** ت العسكر المنصور بالقرآن طحنتكم طحن الرحى للحب حـ *** ـتى صرتم كالبعر في القيعان أنى يقاوم ذي العساكر طمطم *** أو " الشيخ : تنكلوشا القارئ : " أنى يقاوم ذي العساكر طمطم *** أو تنكلوشا أو أخو اليونان أعني أرسطو عابد الأوثان أو *** ذاك الكفور معلم الألحان ذاك المعلم أولا للحرف والثـ *** ـاني لصوت بئست العلمان هذا أساس الفسق والحرف الذي *** وضعوا أساس الكفر والهذيان أو ذلك المخدوع حامل راية الـ *** إلحاد ذاك خليفة الشيطان أعني ابن سينا ذلك المحلول من *** أديان أهل الأرض ذا الكفران وكذا نصير الشرك في أتباعه *** أعداء رسل الله والايمان نصروا الضلالة من سفاهة رأيهم *** وغزوا جيوش الدين والايمان " الشيخ : عندنا والقران حطها نسخة القارئ : " فجرى على الإسلام منهم محنة *** لم تجر قط بسالف الأزمان أو جعد أو جهم وأتباع له *** هم أمة التعطيل والبهتان أو حفص أو بشر أو النظام ذا *** ك مقدم الفساق والمجان والجعفران كذاك شيطان والجعفران كذاك شيطان ويد *** عى الطاق لا حييت من شيطان وكذلك الشحام والعلاف والنـ *** ـجار أهل الجهل بالقرآن وكذلك الشحام والعلاف والنـ *** ـجار أهل الجهل بالقرآن والله ما في القوم شخص رافع *** بالوحي رأسا بل برأي فلان وخيار عسكركم " الشيخ : عسكرِكم القارئ : " وخيار عسكركم فذاك الأشعر*** ي القرم ذاك مقدم الفرسان لكنكم والله ما أنتم على *** إثباته والحق ذو برهان " الشيخ : بضم القاف والحقُ القارئ : " لكنكم والله ما أنتم على *** إثباته والحق ذو برهان هو قال إن الله فوق العرش واسـ *** ـتولى مقالة كل ذي بهتان هو قال إن الله فوق العرش واسـ *** ـتولى مقالة كل ذي بهتان في كتبه طرا وقرر قول ذي الـ *** إثبات تقريرا عظيم الشان لكنكم أكفرتموه وقلتم *** من قال هذا فهو ذو كفران فخيار عسكركم فخيار عسكركم فأنتم منهم *** برآء إذ قربوا من الإيمان هذي العساكر قد تلاقت جهرة *** ودنا القتال وصيح بالأقران صفوا الجيوش صفوا الجيوش وعبئوها وابرزوا *** للحرب واقتربوا من الفرسان "