الشيخ : حكمة الرب عز وجل لزم أن تكون أفعاله كلها لعبا وسدى أليس كذلك؟ لأن من لا حكمة له لو أصاب الحكمة فقد أصابها عن غير قصد وإلا فالأصل أن أفعاله كلها سفه . لماذا نفوا الحكمة ؟ قالوا لو أثبتنا الحكمة لزم أن يكون أن تكون إرادة الله متعلقة بالأغراض يعني أن له غرضا أن له غرضا. فيقال لهم : إن كانوا من يثبت الإرادة والإرادة أيضا إنما تكون من أجل أن ينال بها المريد. ما يقصده ما يقصده الحكمة التي لايكون فعل من أفعال الله تعالى إلا مقرونا بها ليست غرضا يعود نفعه إلى الله . بل هي حكمة يعود نفعها إلى من؟ إلى المخلوق. يعود نفعها إلى المخلوق. أما الله عز وجل فإنه غني عنها لايحتاج إليها (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضي لعباده الكفر )). (( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )) لكن الحكمة التي تقتضيها أفعال الله عز وجل أو التي تقتضي أفعال الله هي حكمة تتعلق بمصالح المخلوق ودفع الضرر عنه وليست غرض ينتفع به الفاعل وهو الله عز وجل. نعم . سميتم الحكمة علة وغرض لماذا ؟ من أجل تنفير الناس عن إثبات الحكمة وسبحان الله أن يسموا الحكمة اللذيذة على السمع السلسة على اللسان يسموها يسمونها : علة ويسمونها غرضا من أجل أن ينفروا الناس عن قبوله نسأل الله العافية. فهم جنوا على أنفسهم وجنوا على غيرهم.
معنى قول الناظم: لا يشعران بمدحة بل ضدها*** فيهون حينئذ على الأذهان
نفي الصفات وحكمة الخلاق والـ***أفعال إنكارا لهذا الشأن
الشيخ : قال : " لا يشعران " الضمير يعود على من؟ على العلل والأغراض. " لا يشعران بمدحة بل ضدها *** فيهون حينئذ على الأذهان نفي الصفات وحكمة الخلاق والـ *** أفعال " - يعني ونفي الأفعال - " إنكارا لهذا الشأن " أي لهذا اللفظ الذي أحدثوه ينفرون الناس على إثبات هذا المعنى لله عز وجل.
وكذا استواء الرب فوق العرش*** قلتم إنه التركيب ذو بطلان (تسمية أهل التعطيل صفة الفوقية لله على العرش بالتركيب والرد عليهم)
الشيخ :" وكذا استواء الرب فوق العرش *** قلتم إنه التركيب ذو بطلان " استواء الله على العرش قالوا : إنه من التركيب ؟ تركيب جوار وإلا ايش ؟ تركيب جوار على زعمهم كما سبق في أقسام التركيب . وليست تركيب اختلاط ونحن نقول : أين التركيب؟ الرب عز وجل مستغن عن العرش وعن غيره والعرش قائم بالله لولا الله ماقام العرش . فأين التركيب الذي يفتقر فيه الجار إلى جاره الله عز وجل غني عن العرش وعن غيره لكن هم يقولون : هذا أيضا من العلل التي نفوا بها الاستواء أنه يزعم ... التركيب وهذا لا شك أنه معنى باطل لأن التركيب هنا غير وارد إطلاقا.
(تسمية أهل التعطيل صفات الله بالأعضاء والأبعاض والجوارح والرد عليهم)
وكذاك وجه الرب جل جلاله*** وكذاك لفظ يد ولفظ يدان سميتم ذا كله الأعضاء بل*** سميتموه جوارح الإنسان
الشيخ :" وكذاك وجه الرب جل جلاله *** وكذاك لفظ يد ولفظ يدان سميتم ذا كله الأعضاء بل *** سميتموه جوارح الإنسان " قالوا : إذا قلنا إن لله وجها وإن له يدا أو يدان لزم أن نثبت له ايش؟ أبعاضا وأعضاء والله منزه عن ذلك أو يسمونه جوارح فيقول : اليد جارحة كجارحة الإنسان واليد الجارحة للإنسان أي كاسبة كما قال تعالى : (( وما علمتم من الجوارح مكلبين )) أي من الكواسر. فجعلتم الرب عز وجل جعلتم يد الله كيد المخلوق ولو أنهم سلموا من التشبيه لعلموا أن لله يدا ليست كأيدي المخلوقين طيب . إذا قالوا إن اليد عضو أو أن اليد بعض الكل وما أشبه ذلك فماذا نقول؟ نقول نحن نثبت لله ما أثبته الله لنفسه من اليد ولا نقول إنها بعض الله ولا عضو الله . وإن كان نظير مسماها بالنسبة إلينا بعض وعضو لكن بالنسبة لله لا نقول بعض ولا نقول عضو . بل نقول يد الله وهي حق على حقيقتها ونحن إذا لزمنا الأدب مع الله ومع رسوله صلى الله عليه وسلم وأثبتنا ما أثبته الله بدون أن نزيد سلمنا من هذا التقديرات.
معنى قول الناظم: وسطوتم بالنفي حينئذ عليـ***ـه كنفينا للعيب مع نقصان
قلتم ننزهه عن الأعراض والـ***أغراض والأبعاض والجثمان
وعن الحوادث أن تحل بذاته*** سبحانه من طارق الحدثان
والقصد نفي صفاته وفعاله*** والإستواء وحكمة الرحمن
الشيخ :" وسطوتم بالنفي حينئذ عليـ *** ـه كنفينا للعيب مع نقصان " يعني معناها انكم نفيتم نفياً قاطعاً لهذه الصفات كما ننفي العيب والنقصان . " قلتم ننزهه عن الأعراض والـ *** أغراض والأبعاض والجثمان وعن الحوادث أن تحل بذاته *** سبحانه من طارق الحدثان " شف أجاب المؤلف زاد اثنين ننزهه عن الأعراض والأغراض والأبعاض والجثمان . يعني الجسم وعن الحوادث أن تحل بذاته يريدون بذلك نفي الأفعال. " سبحانه " يعني تنزيهه " من طارق الحدثان " يعني سبحانه أن يطرقه شيء حادث وكل هذا والعياذ بالله يقصد به نفي ما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله. ولهذا قال : " والقصد نفي صفاته وفعاله *** والاستواء وحكمة الرحمن ".
والناس أكثرهم بسجن اللفظ مسـ***ـجونون خوف معرة السجان (اغترار الناس بالألفاظ نفيا أو إثباتا دون فهم المقصود)
الشيخ : ثم قال قولاً ينبغي لنا أن نفهمه جيداً فقال : " والناس أكثرهم بسجن اللفظ مح*** ـبوسون خوف معرة السلطان " " معرة السجان " . الطالب : ... الشيخ : كيف؟ " والناس أكثرهم بسجن اللفظ محبوسون " في نسخة " خوف معرة السجان " نعم. يقول أكثر الناس ، أكثر الناس يعتمد على اللفظ فيغتر به إثباتاً أو نفيا فتجده محبوسا بسجن اللفظ ما ينظر للمعنى ولا ينظر للهدف ، ولا ينظر للمقصود ينظر لظاهر اللفظ . أكثر الناس. " خوف معرة السجان " : أي خوفا من أن يخالف فيسجن سجناً جسدياً لكنه في الحقيقة مسجون سجناً ذهنيا وعقليا.
معنى قول الناظم: والكل إلا الفرد يقبل مذهبا*** في قالب ويرده في ثان
الشيخ : قال : " والكل إلا الفرد يقبل مذهبا *** في قالب ويرده في ثان " الله أكبر! صحيح الذين يعتمدون على مجرد اللفظ إذا أتيته بالمعنى في لفظ ثم أتيته به في لفظ ثاني قبله في اللفظ الأول ورده في اللفظ الثاني مع أن المعنى واحد لكنه لأنه لفظي لايعرف المعنى ولا يدركه يعتمد على مجرد اللفظ. فيقول مثلاً : إن الله منزه عن الأبعاض سبحانه ويسبح الله ويقدس الله إذا قلت أن الله منزه عن الأبعاض . لكن لو قلت إن الله ليس له يد أعوذ بالله تنكر يد الله وقد أثبتها لنفسه والمعنى؟ المعنى واحد. لكن في القالب الأول قبله . لكن تقول إن الله منزه عن الأبعاض .قال سبحانه سبحان من لا بعض له : نعم إن الله ليس له يد قال أعوذ بالله تنكر ما جاء في القرآن. والمعنى واحد لكن اللفظ مختلف نعم وهذا يقع كثيرا. وما أكثره عند أهل الحيل . الحيل وما أدراك ما الحيل . تجد الإنسان يصوغ الشيء في قالب هو معنى الشيء الممنوع مثل حيل الناس على الربا وغيره. إذا رأيت إلى ظاهر الفعل قلت : صحيح لاشيء فيه. لكن معناه والمراد منه فاسد كله سوء هكذا الألفاظ أيضا يتلاعب بها بعض الناس حتى يغري الآخرين.
والقصد أن الذات والأوصاف والـ***أفعال لا تنفى بذا الهذيان
سموه ما شئتم فليس الشأن في الـ*** أسماء بل في مقصد ومعان
كم ذا توسلتم بلفظ الجسم والتـ*** ـجسيم للتعطيل والكفران (الفرق بين الجسم والتجسيم)
الشيخ :" والقصد أن الذات والأوصاف والـ *** أفعال لا تنفى بذا الهذيان " صدق رحمه الله يعني ذات الله وصفاته وأفعاله لا تنفى بمثل هذا الهذيان ولا يمكن أن ينطلي هذا الهذيان إلا على شخص ليس له عقل وتفكير . " سموه ما شئتم فليس الشأن في الـ *** أسماء بل في مقصد ومعان كم ذا توسلتم بلفظ الجسم والتـ *** ـجسيم للتعطيل والكفران " توسلتم يعني جعلتم لفظ الجسم إثباتا أو نفيا ولفظ التجسيم إثباتا أو نفيا جعلتموه وسيلة للتعطيل والكفران. الجسم والتجسيم الفرق بينهما ظاهر الجسم منفصل عن المتكلم والتجسيم قول المتكلم أن يقول بلسانه ويعتقد بقلبه الجسم والجسم هو الشيء المنفصل نعم.
وجعلتموه الترس إن قلنا لكم*** الله فوق العرش والأكوان (جعل أهل التعطيل لفظ الجسم ترسا ووقاية لدفع جميع الصفات لله)
الشيخ :" وجعلتموه الترس إن قلنا لكم *** الله فوق العرش والأكوان " جعلتموه يعني الجسم والتجسيم الترس يعني : الوقاية التي يتوقى بها الإنسان عند القتال وهو شيء من جلد قوي يصنع على مثل صاج الخبز يمسكه الفارس أو المقاتل بيده اليسرى. ويكون السيف والرمح بيده اليمنى فإذا رأى أحد قد كر عليه قال هكذا بيده يتقي به السهام هم جعلوا الترس مثل هذه الألفاظ إذا قلنا ان الله فوق العرش والأكوان قالوا هذا جسم لا يجوز الله فوق العرش إن قلنا لكم الله فوق العرش والأكوان.
قلتم لنا جسم على جسم تعا***لى الله عن جسم وعن جثمان (استفصال أهل السنة لمعنى الجسم نفيا أو إثباتا)
الشيخ :" قلتم لنا جسم على جسم تعا *** لى الله عن جسم وعن جثمان " إذا قلنا إن الله فوق العرش قالوا جسم على جسم على جسم صحيح؟ صحيح لأن العرش جسم لا شك جسم هو الله. نحن قلنا إننا لا نقول إن الله جسم ولا إنه ليس بجسم حتى نستفسر عن المعنى. ماذا تريد بأن الله جسم ؟ إذا قال أريد إن الله سبحانه وتعالى جسم كالأجسام ماذا نقول؟ نقول هو بهذا المعنى باطل لا نقول إن الله جسم وإذا قال أريد أن الله جسم أي ذات متميزة عن غيرها بائنة متصفة بالصفات اللائقة بها قلنا : هذا حق . نعم . ثم قال قلتم القائل من ؟ المنكر للسؤال المعطلة. " جسم على جسم تعا *** لى الله عن جسم وعن جثمان ". ما أعظم هذه الكلمة لاسيما إذا صرخ بها عند العامة. رجل من أهل السنة والجماعة جاء يقرر يقول إن الله استوى على العرش استواء يليق بجلاله وعنده رجل معطل : قال أعوذ بالله تقول جسم تقول ان الله مستو على العرش قال نعم . قال أعوذ بالله جسم على جسم تعالى الله يرفع صوته جدا. ماذا يقول العامة؟ العامة يصيحون مثل ما صاح ويضربون بأيديهم على رؤوسهم . يقول كيف يقول بأن الله جسم على جسم . نعم . مع أن جسم على جسم يقابلها في المعنى الصحيح استوى على العرش. نعم. لكن هو قال جسم على جسم من أجل التنفير من أجل تنفير العامة أما لو قال إن الله استوى على العرش لقال العامة كلهم صدقت .نعم . جسم على جسم نعم تعالى الله عن جسم وعن جثمان.
(انكار أهل التعطيل لكلام الله بحجة قيام أن الكلام يقوم بالجسم)
وكذاك إن قلنا القرآن كلامه*** منه بدا لك يبد من إنسان كلا ولا ملك ولا لوح ولـ***ـكن قاله الرحمن قول بيان
قلتم لنا إن الكلام قيامه*** بالجسم أيضا وهو ذا حدثان
عرض يقوم بغير جسم لم يكن*** هذا بمعقول لذي الأذهان
الشيخ :" وكذاك إن قلنا القرآن كلامه *** منه بدا لم يبد من إنسان كلا ولا ملك ولا لوح ولـ *** ـكن قاله الرحمن قول بيان قلتم لنا إن الكلام قيامه *** بالجسم أيضا وهو ذا حدثان عرض يقوم بغير جسم لم يكن *** هذا بمعقول لذى الأذهان لذي الأذهان " نعم إذا قلنا إن القرآن كلامه منه بدأ لم يبد من إنسان خلافا لمن قال إن (( إن هذا إلا قول البشر )) ولم يبد من ملك خلافا لمن قال : إن جبريل هو الذي تكلم له ولم يتكلم به الله ولا لوح خلافا لمن قال إن الله خلق حروفا من اللوح المحفوظ فأخذها جبريل من اللوح نحن نقول القرآن كلام الله. يقول : قلتم لنا إن الكلام قيامه بالجسم أيضا فإذا أثبت أن الله يتكلم فقد أثبت أنه جسم والجسم عندهم ممنوع فيمتنع على هذا الكلام ثم يقولون أيضا والكلام ذو حدثان وهذا لا يقوله الأشاعرة لأن الأشاعرة عندهم الكلام هو المعنى القائم بالنفس أزلي أبدي لكن يقوله من؟ يقوله الجهمية والمعتزلة ومن شابههم أن القرآن حادث فيقولون إذن وصفتم الله تعالى بأنه تقوم به الحوادث إذا أثبتم الكلام ونحن لا نقول به فانظر كيف كانت عاقبة هؤلاء الذي يؤصلون قواعد يرون عقلية وهي وهمية كيف أدى بهم الإنكار ما وصف الله به نفسه نسأل الله لنا ولكم الثبات.
سؤال هل الماتردية يوافقون الأشاعرة في إنكار الصفات وما الفرق بينهما
السائل : ياشيخ الشيخ : نعم السائل : ... الأشاعرة. الشيخ : من؟ السائل : الماتريدية. الشيخ : لا الماتريدية يوافقون الأشاعرة فيما ذهبوا إليه لكنهم هم أتباع أبي منصور الماتريدي. يقولون : إن الفرق بينهم وبين الأشاعرة في مسائل بسيطة ذكر صاحب شرح السفاريني أنهم يثبتون صفة الخلق و الأشاعرة لا يثبتونها. وعلى كل حال ما درست مذهبهم حتى أعرف لكن هم يوافقون الأشاعرة في كل شيء إلا في هذه الصفات ولكنهم يخالفون في بعض الأوصاف فيما يثبتون. السائل : في العقائد لم يثبتوا لهم ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : أي لانهم متقاربون. محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وقفنا على سموهم ما شئتم. الطالب : ينزل ربنا. الشيخ : ها؟ الطالب : ينزل ربنا. الشيخ : ينزل ربنا. نعم.
(إنكار أهل التعطيل لصفة النزول لله بحجة أن النزول يكون للجسم)
وكذاك حين نقول ينزل ربنا*** في ثلث ليل وآخر أو ثان قلتم لنا إن النزول لغير أجسـ***ـام محال ليس ذا إمكان
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله : " وكذاك حين نقول ينزل ربنا *** في ثلث ليل آخر أو ثان قلتم لنا إن النزول لغير أجسـ *** ـام محال ليس ذا إمكان " أهل السنة والجماعة يقولون إن الله ينزل نفسه إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر أو ثلث الليل الأوسط ولهذا قال ثلث الليل الآخر أو ثان نعم. قلتم لنا في ثلث ليل آخر يعني الثلث الأخير أو ثان يعني الثلث الأوسط لأنه في بعض الأحاديث أنه ينزل حين يبقى نصف الليل. " قلتم لنا إن النزول لغير أجسـ *** ـام محال ليس ذا إمكان " يعني فإذا أثبتم النزول أثبتم أنه جسم والجسم عندهم ممنوع لأن الأجسام متماثلة نعم.
(إنكار أهل التعطيل لرؤية الله بنفس الحجة وبيان القاعدة السنية أن كل ما يضاف إلى الله فهو نفسه
ومن أمثلته نزول الله إلى سماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل)
وكذاك إن قلنا يرى سبحانه*** قلتم أجسم كي يرى بعيان
أم كان ذا جهة تعالى ربنا*** عن ذا فليس يراه من إنسان
الشيخ :" وكذاك إن قلنا يرى سبحانه *** قلتم أجسم كي يرى بعيان " أجسم هذا الاستفهام للإنكار يعني هل هو جسم حتى يرى وإذا كان كذلك نفوا نفوا ايش؟ نفوا الرؤية. " أما إذا قلنـا له وجه كما *** في النص أو قلنا كذاك يدان وكذاك إن قلنا كما في النص إن *** القلب بين أصابع الرحمن وكذاك إن قلنا الأصابع فوقها *** كل العوالم وهي ذو رجفان وكذاك إن قلنا يداه لأرضه *** وسمائه في الحشر قابضتان وكذاك إن قلنا سيكشف ساقه *** فيخر ذاك الجمع للأذقان وكذاك إن قلنا ... " الى اخره . ذكر المؤلف عدة صفات النزول إلى السماء الدنيا ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وغيره أنه ينزل إلى السماء الدنيا ينزل هو نفسه عز وجل إلى السماء الدنيا. واعلم أن القاعدة المستقرة أن كل شيء يضاف إلى الله فهو يعني نفسه هذا الأصل كل ما أضيف إلى الله فهو إليه نفسه كما قرر ذلك ابن القيم في مختصر الصواعق وهو ظاهر اللفظ فما أضافه الله لنفسه فهو لنفسه هذا هو الأصل إلا أن يمنع المانع فإذا جاء في الحديث : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) كان المراد بالنزول ايش؟ نزول الله نفسه لكن أهل التحريف أبوا إلا أن يقولوا ينزل ربنا أي أمره ينزل ربنا يعني ينزل أمره والرد عليهم أن نقول : أمر الله ينزل إلى الأرض وإلى السماوات في كل وقت قال الله تعالى : (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يرجع إليه )). قالوا : الذي ينزل رحمته قلنا هذا كالاول الرحمة تنزل كل وقت ولا تنتهي بالسماء تنتهي بالأرض ونزول رحمة إلى السماء الدنيا لا فائدة لنا منه. قالوا : ينزل ملك من ملائكته ينزل ملك من ملائكته قلنا : الملك لا يمكن أن يقول من يدعوني فاستجيب له لأنه لو قال الملك هذا الكلام لكان كفرا حيث جعل الملك نفسه إلها مجيبا إذن يتعين أن الذي ينزل هو الله ولكن هل نقول : بكيفية معينة بنزوله لا هذا حرام هل نقول إذا نزل صارت السماء الدنيا فوقه؟ لا لأن الله له العلو المطلق فهو ينزل وإن كان في العلو. فإذا قال قائل : هذا غير معقول قلنا هو غير معقول بالنسبة للمخلوق أما بالنسبة للخالق فإنه لا يحاط بصفاته والواجب علينا أن نقول ينزل و هو فوق كل شيء طيب.
سؤال: هل يخلو العرش من الله إذا نزل الله إلى سماء الدنيا؟
الشيخ : فإن قال قائل : هل يخلو منه العرش إذا نزل؟ قلنا : هذا السؤال سؤال بدعة كما قال مالك في من قال كيف استوى؟ أقول : هذا سؤال بدعة ولهذا كان القول الراجح في هذه المسألة هو أن لا نسأل هل يخلو منه العرش أم لا؟ نعم
الشيخ : يقول : " وكذاك إن قلنا يرى سبحانه *** قلتم أجسم كي يرى بعيان " هذه رؤية الله عز وجل فالله تعالى يرى ، يرى في الآخرة أما في الدنيا فلا يرى لم نعلم أن أحدا رآه إلا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. أما في اليقظة فما رآه أحد. ولهذا لما قال موسى عليه الصلاة والسلام : (( رب أرني أنظر إليك قال لن تراني لن ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا )) فإذا كان الجبل وهو الأصم الحجري لم يستقم لرؤية الله فما بالك بالبشر ولهذا خر موسى صعقا من هول ما رأى (( فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )).
سؤال: هل يرى الله في الآخرة وما حكم من أنكر رؤية الله في الآخرة؟
الشيخ : أما في الآخرة فيرى فقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية صريحة في ذلك ولهذا حكم بعض السلف بكفر من أنكر رؤية الله في الآخرة لأنه أنكر شيئا صريحا في القرآن يقول الله عز وجل : (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) ناضرة الأولى بالضاد يعني حسنة من الحسن من النضر وهو الحسن أو من النضارة وهي الحسن (( إلى ربها ناظرة )) من النظر ولهذا تجدون الأولى مكتوبة بالصاد والثانية مكتوبة بالطاء لأنها من النظر وقال تعالى في أصحاب الجحيم : (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )). فلما حجب هؤلاء في حال الغضب دل على أن الآخرين غير محجوبين . طيب أما السنة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون القمر ليلة البدر - أو كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب - ) وهذا لا يمكن أن يراد به المجاز لأنه صريح واضح عيانا بالعين كما ترون القمر كما ترون الشمس طيب. والتشبيه هنا ليس تشبيها للمرئي بالمرئي ولكن للرؤية بالرؤية كما تقول مثلا : رأيت الجمل كرؤيتي لهذا الباب مثلا. نعم أو رأيت سيارة فلان كما أرى سيارتك فلا يلزم من هذا التساوي المرئي.
أما إذا قلنـا له وجه كما*** في النص أو قلنا كذاك يدان (إثبات أهل السنة لصفة الوجه لله وصفة اليد مع الدليل)
الشيخ : يقول : " أما إذا قلنـا له وجه كما *** في النص أو قلنا كذاك يدان " يعني فكذلك تنكرون ينكرون أن يكون لله وجه ويقولون : المراد بالوجه الثواب (( ويبقى وجه ربك )) يقولون : ثواب ربك. وهذا صريح في أن الذي يبقى وجه الله عز وجل ولهذا قال : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) وقال : (( تبارك اسم ربك ذي الجلال )) ففرق الاسم لا يوصف بالجلال الذي يوصف بالجلال هو الرب الوجه يوصف بالجلال وإذا كان اسم الله لا يوصف بالجلال فما بالك بالثواب؟ الثواب لا يمكن أن يوصف بالجلال. والسنة واردة في ذلك أيضا ( أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليها أمر الدنيا والآخرة ) نعم. كذلك أيضا صريحة في القرآن (( بل يداه مبسوطتان )) نعم.
وكذاك إن قلنا كما في النص إن*** القلب بين أصابع الرحمن (إثبات أهل السنة لصفة الأصابع لله والرد على من أنكر ذلك وبيان معنى بين وأنها لا يلزم المماسة)
الشيخ :" وكذاك إن قلنا كما في النص إن *** القلب بين أصابع الرحمن " أيضا أنكرتم إذا قلنا إن أصابع إن القلب بين أصابع الرحمان سبحان الله كيف الرحمان له أصابع؟ نقول هكذا قال أعلم الخلق به رسول الله صلى الله عليه وسلم القلب بين أصابع الرحمان يقولون : إذا كان بين أصابع الرحمان فمعنى ذا او فمقتضى ذلك أن تكون أصابع الله في أجوافنا أن تكون في أجوافنا. فالجواب : أن هذا ليس بلازم لأن البينية لا تقتضي الملامسة أو المماسة بدليل قوله تعالى : (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) ومع ذلك فإن السحاب لا يمس الأرض ولا يمس السماء وجعله الله بينهما وتقول مثلا تقول : بدر بين مكة والمدينة. وهل هي مماسة للمدينة أو لمكة؟ لا إذن بين أصابع الرحمان لا يلزم من ذلك المماسة فإذا كان لا يلزم و جب أن نؤمن به نعم. الطالب : ... . الشيخ : ويش هو؟ الطالب : ... . الشيخ : نعم نعم طيب. قلتم. " ... أم كان ذا جهة تعالى ربنا *** عن ذا فليس يراه من إنسان " أيضا هم قالوا : إنكم إذا قلتم إن الله يرى لزم أن يكون في جهة طيب وإذا لزم؟ هل يمنع؟ نحن نقول : نراه في جهة في جهة العلو لكن هذه الجهة لا تحيط به هو فوق كل شيء هو فوق كل شيء والفوقية المطلقة عدم يعني معناه انه ليس هناك شيء محاذ محاذ لله ولا فوق الله عز وجل طيب.
(إثبات أهل السنة لصفة الأصابع والقبض لله)
وكذاك إن قلنا الأصابع فوقها*** كل العوالم وهي ذو رجفان
وكذاك إن قلنا يداه لأرضه*** وسمائه في الحشر قابضتان
الشيخ :" وكذاك إن قلنا الأصابع فوقها *** كل العوالم وهي ذو رجفان " كما جاء في الحديث في يوم القيامة ( أن الله يجعل السماوات على أصبع والأرضين على أصبع ) الى اخره. . " وكذاك إن قلنا يداه لأرضه *** وسمائه في الحشر قابضتان " (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ))(( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده )).
وكذاك إن قلنا سيكشف ساقه*** فيخر ذاك الجمع للأذقان (إثبات أهل السنة لصفة الساق لله ودليله ومعنى قوله تعالى:{ يوم يكشف عن ساق })
الشيخ :" وكذاك إن قلنا سيكشف ساقه *** فيخر ذاك الجمع للأذقان " من الذي يكشف؟ ساقه هو الله عز وجل وهذا له دليل من السنة صريح في حديث أبي سعيد الخدري ( يكشف الله عن ساقه ) لأن حجاب الله النور لا يرى عز وجل من الأنوار التي حوله ولكنه إذا شاء كشف هذا النور فبان ما يريده عز وجل. أما في القرآن فقد قال الله تعالى : (( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون )) وهذه الآية استدل بها من أثبت لله الساق ولكن إذا تأملت لم تجد فيها دليلا على ثبوت الساق لله لماذا؟ لأنه قال : (( يوم يكشف عن ساق )) ولم يضفه إلى نفسه وإذا لم يضفه الله إلى نفسه فإنه لا يحل لنا أن نضيفه إلى نفسه. ساق ساق من؟ ها؟ لم يبين ولهذا فسرها ابن عباس بأنه الشدة كما يقال : كشفت الحرب عن ساق. ولكن هناك قول آخر يقول المراد بالساق ساق الله عز وجل ولا يستدل بلفظ الآية بل يقول : إن سياق الآية يطابق تماما حديث أبي سعيد والسنة تفسر القرآن السنة تفسر القرآن فإذا تأملت الآية والحديث وجدت سياقهما يدل على معنى واحد. وحينئذ نثبت الساق لله بهذه الآية لكن بإضافتها إلى الحديث. نعم. ويتم الاستدلال حينئذ يتم الاستدلال نعم.
وكذاك إن قلنا يجيء لفصله*** بين العباد بعدل ذي سلطان (إثبات أهل السنة لصفة المجيء لله ودليله)
الشيخ : يقول : " وكذاك إن قلنا يجيء لفصله *** بين العباد بعدل ذي سلطان " كما قال الله تعالى : (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) وقال تعالى : (( ويوم تشقق السماء بالغمام )) لنزول الله عز وجل (( ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمان وكان يوما على الكافرين عسيرا )) إذا قلنا هذا وما سبق.
قامت قيامتكم كذاك قيامة الـ***آتي بهذا القول في الرحمن (بيان إنكار أهل التعطيل لأهل السنة في إثباتهم الصفات لله)
الشيخ :" قامت قيامتكم كذاك قيامة الـ *** آتي بهذا القول في الرحمن " إذا قلنا هذا قامت قيامتكم يعني أنكرتم علينا غاية الإنكار " وقيامة الآتي بهذا القول في الرحمان " تقوم أيضا فيحصل بذلك من النزاع والخصومة ما لا يعلمه إلا الله.
معنى قول الناظم: والله لو قلنا الذي قال الصحا***بة والألى من بعدهم بلسان
لرجمتمونا بالحجارة إن قدر***تم بعد رجم الشتم والعدوان
والله قد كفرتم من قال بعـ***ـض مقالهم يا أمة العدوان (بيان مذهب أهل التعطيل وأهل السنة في التكفير )
وجعلتم الجسم الذي قدرتم*** بطلانه طاغوت ذا البطلان
الشيخ :" والله لو قلنا الذي قال الصحا *** بة والألى من بعدهم بلسان لرجمتمونا بالحجارة إن قدر *** تم بعد رجم الشتم والعدوان " سبحان الله! يقول : لو قلنا ما قاله الصحابة في هذا وغيره لرجمتمونا بالقول وبالفعل بالقول بماذا؟ بالسب والشتم والفعل بالحجارة. " والله قد كفرتم من قال بعـ *** ـض مقالهم يا أمة العدوان " ولهذا من شأن أهل البدع أن بعضهم يكفر من سواهم يكفر أهل البدع الآخرين ويكفر أهل السنة ولا يبالون بهذا التكفير عندهم كالتهليل والتسبيح من أسهل ما يكون بخلاف أهل السنة أهل السنة لا يكفرون إلا بدليل صريح ولا يضللون إلا بدليل صريح وإذا احتمل الكفر أو التضليل حملوه على التضليل لأنه متيقن والكفر زائد كما ذكره الطحاوي شارح الطحاوية وغيره على أن مذهب أهل السنة والجماعة هو التأني والتثبت والتوقف في التكفير نعم. " والله قد كفرتم من قال بعـ *** ـض مقالهم يا أمة العدوان وجعلتم الجسم الذي قدرتم *** بطلانه طاغوت ذا البطلان " يعني أن الجسم جعلوه المعول الذي يهدمون به جميع نصوص الصفات فجعلتموه طاغوت الهدم الهدم ما جاءت به السنة ما جاء به القرآن والسنة من الصفات.
معنى قول الناظم: ووضعتم للجسم معنى غير معـ***ـروف به في وضع كل لسان وبنيتم نفي الصفات عليه فاجـ***ـتمعت لكم إذ ذاك محذوران
كذب على لغة الرسول ونفي إثـ***ـبات العلو لفاطر الأكوان
وركبتم إذ ذاك تحريفين تحـ***ـريف الحديث ومحكم القرآن
وكسبتم وزرين وزر النفي والتـ***ـحريف فاجتمعت لكم كفلان
الشيخ : ولهذا قال : " ووضعتم للجسم معنى غير معـ *** ـروف به في وضع كل لسان وبنيتم نفي الصفات عليه فاجـ *** ـتمعت لكم إذ ذاك محذوران كذب على لغة الرسول - هذه واحدة - ونفي إثـ *** ـبات العلو لفاطر الأكوان " سبحان الله إذن ركبوا مفسدتين : المفسدة الأولى : الكذب على اللغة. والثاني : نفي ما جاء به القرآن والسنة. نعم " وركبتم إذ ذاك تحريفين تحـ *** ـريف الحديث ومحكم القرآن " إذن حرفوا القرآن وحرفوا السنة فهذان تحريفان. و ايش؟ " وكسبتم وزرين وزر النفي والتـ *** ـحريف فاجتمعت لكم كفلان " نعم. أظنه واضح.
الشيخ :" وعداكم أجران أجر الصدق والـ *** إيمان حتى فاتكم حظان " سبحان الله! كلها اثنين اثنين وعداكم أجران : أجر الصدق في ما تقولون والثاني : أجر الإيمان حتى فاتكم حظان. " وكسبتم مقتين مقت إلهكم *** والمؤمنين فنالكم مقتان " المقت أشد البغض فهم نالوا بتعطيلهم وتحريفهم مقتين : مقت الله عز وجل والثاني : مقت المؤمنين. " ولبستم ثوبين ثوب الجهل والـ *** ـظلم القبيح فبئست الثوبان " الجهل لأنهم جهلوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والثاني جهلهم والعدوان لأنهم كانوا يسبون أهل السنة يقولون : هم حشوية مجسمة نوابت غثاء عامة وما أشبه ذلك.
معنى قول الناظم: وتخذتم طرزين طرز الكبر والتـ***ـيه العظيم فبئست الطرزان
الشيخ :" وتخذتم طرزين طرز الكبر والتـ *** ـيه العظيم فبئست الطرزان " هذا أيضا ما فعلوه الكبر وهو عدم قبول الحق والتيه الترفع على الناس الترفع على الناس قالوا : " ومددتم نحو العلا " ايش؟ باعين. " ومددتم نحو العلا باعين لـ *** ـكن لم تطل منكم لها الباعان " نعم يعني أنهم مدوا باعان أو باعين لينالوا العلا ولكن عجزوا عن نيل العلا لماذا؟ لأنهم ما صدقوا. لو صدقوا لنالوا العلا لأن الله يقول : (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) لكنهم لم يصدقوا في هذا إنما أرادوا انتصار قولهم فقط. والله أعلم. بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. قال المؤلف ابن القيم رحمه الله في بيان أو في " فصل بيان أن المصيبة التي حلت بفعل التعطيل بأهل التعطيل والكفران من جهة الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان ". قال نعم.
معنى قول الناظم: (بيان إعراض أهل التعطيل للكتاب والسنة واستماعهم للكلام والفلسفة)
ومددتم نحو العلى باعين لـ***ـكن لم تطل منكم لها الباعان
وأتيتموها من سوى أبوابها*** لكن تسورتم من الحيطان
وغلقتم بابين لو فتحا لكم*** فزتم بكل بشارة وتهان باب الحديث وباب هذا الوحي من***يفتحهما فليهنه البابان
الشيخ : قال : " ومددتم نحو العلا باعين لـ *** ـكن لم تطل منكم لها الباعان " كذا لم تطل وإلا لم تصل؟ لم تطل نعم. " وأتيتموها من سوى أبوابها *** لكن تسورتم من الحيطان " أتيتموها أي أتيتم المسألة من من سوى أبوابها. وإذا أتى الإنسان الشيء من سوى أبوابه فلا بد أن يتسور الجدران تسورا والداخل على هذه الصفة ليس بداخل دخولا مشروعا مستقرا. " وغلقتم بابين لو فتحا لكم *** فزتم بكل بشارة وتهان بابَ الحديث وباب هذا الوحي من *** يفتحهما فليهنه البابان " فليهنه البابان يعني أنكم غلقتم على أنفسكم بابين : باب السنة وباب القرآن. لماذا؟ لأنهم رجعوا فيما يثبتون وينفون عن الله إلى ايش؟ إلى العقل وتركوا الكتاب والسنة ضربوا عنهما صفحا. نسال الله العافية
(بيان نهي السلف عن علم الكلام)
وفتحتم بابين من يفتحهما*** تفتح عليه مواهب الشيطان
باب الكلام وقد نهيتم عنه والـ*** ـباب الحريق فمنطق اليونان
الشيخ :" وفتحتم بابين من يفتحهما *** تفتح عليه مواهب الشيطان " بئس المواهب ما هو البابان؟ قال : " باب الكلام وقد نهيتم عنه والـ *** ـباب الحريق فمنطق اليونان " هذان البابان فتحوا على أنفسهم باب الكلام والكلام كما قلت كما سبق هو إثبات العقائد بالعقول المبنية على المجادلات والمناظرات ولهذا سموا أهل الكلام لماذا؟ لكثرة كلامهم وثرثرتهم وخوضهم في أمور لا تعنيهم في أمور يصدق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم ( هلك المتنطعون ) ولو أنهم أخذوا العقيدة من أبوابها بسهولتها ويسرها وعدم التنطع فيها لكان أسلم لهم. الباب الثاني باب؟ المنطق الفلسفة المتلقاة من اليونان. فهم فتحوا علينا بابين : باب الكلام وباب المنطق وأغلقوا بابين : باب الكتاب والسنة. قال وقول المؤلف : " وقد نهيتم عنه " من الذي نهاهم؟ السلف نهوا عن علم الكلام وحذروا منه حتى إن الشافعي رحمه الله قال : " حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والأسواق ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام ". هذا حكمه. حكم الشافعي رحمه الله في أهل الكلام وهذا حكم صارم حكم صارم يدل على شدة نهيهم رحمهم الله ورضي عنهم عن علم الكلام ثم إنه يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون ) فمثلا الصجابة رضي الله عنهم لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ) سلموا واستلسموا وآمنوا. أهل الكلام ماذا قالوا؟ كيف ينزل وهو على العرش؟ كيف ينزل والسماوات ليست بشيء بالنسبة له هي كالخردلة في يد أحدنا؟ كيف يكون هذا؟ فأوردوا وشككوا وسدوا على أنفسهم باب اليقين. ولو أنهم سلموا كما سلم الصحابة لسلموا لو سلموا لسلموا لكنهم والعياذ بالله تنطعوا فهلكوا. قال : " فدخلتم دارين دار الجهل في الد *** نيا ودار الخزي في النيران " لما فتحوا بابين باب الكلام والمنطق دخلوا دارين : الدار الأولى دار الجهل في الدنيا لأن أهل الكلام وأهل المنطق أجهل الناس بالله نسأل الله العافية وأعلم الناس بالله من اتبع الكتاب والسنة. " وطعمتم لونين لون الشك والتـ *** ـشكيك الشك والتـ *** ـشكيك بعد فبئست اللونان " طعموا لون الشك والتشكيك ، الشك في أنفسهم والتشكيك لغيرهم ولهذا تجد كتبهم كلها مملوءة بالتشكيك الناتج عن شكهم تجد.