والله لو نشرت لكم أشياخكم*** عجزوا ولو واطاهم الثقلان
إن كنتم أنتم فحولا فابرزوا*** ودعوا الشكاوي حيلة النسوان (أن حجة المعطل شكاية السني إلى السلطان)
الشيخ : حينئذ نقبل كلامه معنى برهان اللزوم يعني معنى أن تأتوا بأن هذا لازم لهذا هذا واحد ثم تقولون وهذا اللازم منفي فلا بد من أمرين : إثبات أن هذا لازم لهذا والثاني نفي هذا اللازم فمثلا إذا قالوا يلزم من هذا النقص قلنا أثبتوا هذا اللازم ثم أثبتوا أن هذا النوع من اللوازم منتفي فإن لم تثبتوا هذا ولا هذا فقد عجزتم عن الجواب واضح يا جماعة إذن المطالبة الآن الذي يدعي اللازم مطالب بإثبات أن هذا لازم فإذا أثبت أن هذا لازم يطالب بطلب آخر وهو أن هذا اللازم يلزم نفيه يلزم نفيه هذا معنى كلام المؤلف قال : " والله لو نشرت لكم أشياخكم *** عجزوا ولو واطاهم الثقلان " الله أكبر لو أن أشياخكم الذين تقلدونهم الآن وتتبعونهم نشروا وأحياهم الله عجزوا عن إثبات ذلك " إن كنتم أنتم فحولا فابرزوا *** ودعوا الشكاوى حيلة النسوان " حدد تمام هكذا ينبغي للإنسان أن يكون قويا أمام الباطل يقول " إن كنتم أنتم فحولا فابرزوا ودعوا الشكاوي حيلة النسوان " لأن أعداء أهل السنة والجماعة أكثر ما يعتمدون على الشكاوي على السلاطين والخلفاء يشكون هذا الخليفة يقول هذا أضل الناس هذا فعل هذا فعل هذا فعل ثم الخليفة جاهل يأمر بحبسه يأمر بجره في الأسواق الخيول أو البغال أو ما أشبه ذلك كما فعل المأمون في الإمام أحمد نعم
وإذا اشتكيتم فاجعلوا الشكوى إلى الـ***ـوحيين لا القاضي ولا السلطان
فنجيب بالتركيب حينئذ جوابا*** شافيا فيه هدى الحيران (معنى التركيب هنا)
الشيخ : " وإذا اشتكيتم فاجعلوا الشكوى إلى الـ *** ـوحيين لا القاضي ولا السلطان " صحيح هل الإنسان المحق أن يذهب إذا عجز عن مقاوته عن مناظرته يذهب إلى القاضي أو إلى الحاكم السلطان هذا يدل على ضعفه إذا كان صادقا فليتفضل هذا القرآن وهذا السنة فالشكوى إلى القرآن والسنة لا إلى القاضي والسلطان " فنجيب بالتركيب حينئذ جوابا *** شافيا فيه هدى الحيران " نعم نجيب بتركيب يعني بجواب مركب بجواب مركب مركب من إثبات ونفي كما سيبينه فنجيب بالتركيب يعني بجواب مركب هذا معنى قوله : " بالتركيب " حينئذ جوابا شافيا فيه هدى الحيران .
الحق إثبات الصفات ونفيها*** عين المحال وليس في الإمكان (الخلاصة في لفظ الجسم)
الشيخ : " الحق إثبات الصفات " هذا واحد " ونفيها *** عين المحال وليس في الإمكان " هذه القاعدة الحق إثبات الصفات لمن ؟ لله عز وجل ونفي الصفات عنه عين المحال مستحيل أن تنتفي صفات الكمال عنه نعم .
معنى قول الناظم: فالجسم إما لازم لثبوتها*** فهو الصواب وليس ذا بطلان
أو ليس يلزم من ثبوت صفاته*** فشناعة الإلزام بالبهتان
الشيخ : " فالجسم إما لازم لثبوتها *** فهو الصواب وليس ذا بطلان " صح قولوا نعم والا لا نعم إن كان لازما لثبوت الصفات الجسم فهو حق وصواب وليس ذا بطلان " أو ليس يلزم من ثبوت صفاته *** فشناعة الإلزام بالبهتان " إن كان لا يلزم من إثبات الصفات الجسم فتشنيعكم علينا به بهتان وكذب فشناعة الإلزام بالبهتان .
معنى قول الناظم: فالمنع في إحدى المقدمتين معـ***ـلوم البيان إذا بلا نكران
المنع إما في اللزوم أو انتفا***ء اللازم المنسوب للبطلان
الشيخ : " فالمنع في إحدى المقدمتين معـ *** ـلوم البيان إذن بلا نكران " صدق رحمه الله إحدى المقدمتين نقول إن كان إثبات الصفات يستلزم التجسيم فهو إيش ؟ صواب وحق وإن كان لا يستلزمه فتشنيعكم علينا كذب وبهتان لا بد إما هذا والا هذا سبحان الله! يقول : " المنع إما في اللزوم أو انتفا *** ء اللازم المنسوب للبطلان " المنع إما في اللزوم ويش معنى في اللزوم بأن نقول بان هذا ليس بلازم ليس بلازم لو ألزمتمونا به فإنه ليس بلازم أو انتفاء اللازم المنسوب للبطلان يعني أو نقول هو لازم لكن ليس باطلا ننفي اللازم المنسوب للبطلان طيب .
هذا هو الطاغوت قد أضحى كما*** أبصرتموه بمنة الرحمن (نهاية الطاغوت والخلاصة في معنى الفصل كله)
الشيخ : " هذا هو الطاغوت قد أضحى كما *** أبصرتموه بمنة الرحمن " الحمد لله ويش أضحى ؟ صريعا أضحى لليدين وللفم طاح على وجهه ويديه ما بقي له حركة الخلاصة الآن أن هذا الطاغوت هو إيش ؟ الجسم أو التجسيم وتبين الآن في الجواب عنه ثلاثة أوجه أولا : منع اللزوم وهل يحق لنا أن نمنعه نعم لأن مدعي اللزوم يحتاج إلى إثبات هو مدعي والبينة على المدعي ثانيا على فرض أنه لازم فإنه حق لأن قول الله ورسوله حق ولازم الحق حق ولا يمكن أن يكون الملزوم حقا واللازم باطلا أو بالعكس لا يمكن الجواب الثالث : التفصيل نقول ماذا تعنون بالجسم ؟ إن أردتم بالجسم القائم بنفسه العالي على خلقه الكامل في صفاته نعم إن أردتم بالجسم القائم بنفسه العالي على خلقه الكامل في صفاته فنحن نقره وليس فيه شيء ما الذي يلزم وإن أردتم بالجسم المركب من الهيولى والصورة وما أشبه ذلك أو من الجواهر الفردة فإننا نمنع ذلك ونقول هذه حجة لا نلتزم بها .
فصل في مبدأ العداوة الواقعة بين المثبتين الموحدين وبين النفاة المعطلين
يا قوم تدرون العداوة بيننا*** من أجل ماذا في قديم زمان (إعراب يا قوم) وبيان سبب العداوة بين أهل السنة وأهل التعطيل وهي أربعة أمور
الشيخ : ثم قال : " فصل في مبدأ العداوة الواقعة بين المثبتين الموحدين وبين النفاة المعطلين يا قومِ " والا يا قومُ ؟ يجوز الوجهان يجوز أن تراعي المحذوف فتقول يا قوم وأن تنوي القطع عن الإضافة تقول يا قوم " يا قوم " ولكن الذي في القرآن مراعاة المحذوف (( يا قوم لم تؤذونني )) يقول : " يا قوم تدرون العداوة بيننا *** من أجل ماذا في قديم زمان " يعني هل تعلمون ما سبب العداوة التي كانت بيننا من قديم الزمان .
(ذكر أسباب عدم ظهور الحق للناس ومعنى العقل الصريح)
إنا تحيزنا إلى القرآن والنـ***ـقل الصحيح مفسر القرآن
وكذا إلى العقل الصريح وفطرة الر***حمن قبل تغير الإنسان
الشيخ : " إنا تحيزنا إلى القرآن والنـ *** ـقل الصحيح مفسر القرآن وكذا إلى العقل الصريح وفطرة الر*** حمن قبل تغير الإنسان هي أربع متلازمات بعضها *** قد صدقت بعضا على ميزان " هي أربعة أشياء تحيزن إلى القرآن وهو كلام الله والنقل الصحيح عمن ؟ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يفسر القرآن والثالث العقل الصريح العقل الصريح معناه السالم من الشبهات والشهوات الشبهات التباس الحق على الإنسان والعياذ بالله بحيث لا ينجلي له الحق وهذا يقع كثيرا لا ينجلي للإنسان الحق وسببه الذنوب سببه الذنوب انظر إلى الذي قال إذا تتلى عليه آيات الله يقول هذه أساطير الأولين قال الله تعالى : (( كلا )) ليست أساطير الأولين (( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) فمنعتهم أن يروا الحق حقا نسأل الله العافية الثاني إيش ؟ الشهوات يعني الميل والإرادة ما هي شهوة الجنس شهوة الجماع لا الشهوات الميل والإرادة يعني يكون الإنسان عنده علم لكن عنده سوء قصد عنده سوء قصد ما يريد الحق يتبع هوى نفسه فما هو العقل الصريح ؟ السالم من الشبهات والشهوات سالم من الشبهات يعني عنده علم والشهوات يعني عنده إرادة حسنة والخلل يأتي إما من الأول وإما من الثاني ولذلك لا تجد أحدا خالف الحق إلا لقصور في فهمه أو نقص في علمه أو تقصير في طلبه أو سوء في قصده هذه أسباب قصور الإنسان أو أسباب عدم العلم طيب .
الشيخ : الرابع يقول : " وفطرة الر***حمن قبل تغير الإنسان " الفطرة السليمة تؤيد العقل الصريح والنقل الصحيح والقرآن الفطرة السليمة وقوله : " قبل تغير الإنسان " أشار رحمه الله إلى الحديث الثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) هذه يقول المؤلف رحمه الله هي أربع متلازمات ما هي الأربع يا جماعة ؟ الكتاب والسنة والعقل الصريح والفطرة هذه أربعة متلازمات يصدق بعضها بعضا ويشهد بعضها لبعض .
الطالب : وبعد فهذا بحث في إثبات اسم الحيي لله عز وجل الذي ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته صفحة 148 وهذا الاسم ثابت ولله الحمد فلم يحتج مني إلى كثير وقت ولا جهد فقد أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب كرم الله رقم الحديث 3556 في المجلد الخامس صفحة 556 قال : حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي قال أنبأنا جعفر بن ميمون صاحب الأنماط عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما خائبتين ) قال الترمذي : " هذا حديث حسن غريب ورواه بعضهم ولم يرفعه " وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب الدعاء في المجلد الثاني صفحة 78 رقم الحديث 1488 قال : حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني قال حدثنا عيسى يعني ابن يونس قال حدثنا جعفر يعني ابن ميمون صاحب الأنماط قال حدثني أبو عثمان عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا ) وكذلك رواه ابن ماجه في سننه في كتاب الدعوات باب رفع اليدين في الدعاء في المجلد الثاني رقم الباب 13 صفحة 3271 قال : حدثنا أبو بشر بكر بن خلف حدثنا ابن أبي عدي عن جعفر بن ميمون عن أبي عثمان عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرا أو قال خائبتين ) وأخرجه الحاكم في * مستدركه * في المجلد الأول صفحة 497 بنفس اللفظ قال : " وله شاهد بإسناد صحيح من حديث أنس بلفظ ( إن الله رحيم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرا ) " هذا وقد صحح الحديث الألباني في * صحيح الجامع * في المجلد الأول صفحة 392 رقم الحديث 1757 وحسنه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في * الفتح * في المجلد الحادي عشر صفحة 147 وقد ذكر هذا الاسم ضمن أسماء الله الحسنى البيهقي في كتاب * الأسماء والصفات * في المجلد الأول صفحة 158 طبعة دار الكتاب العربي قال الحليمي : " ومعناه أنه يكره أن يرد العبد إذا دعاه فسأله ما لا يمتنع في حكمته إعطاؤه إياه وإجابته إليه فهو يفعل ذلك إلا أنه لا يخاف ذما كما يخافه الناس فيكرهون لذلك فعل أمور وترك أمور فإن الخوف غير جائز عليه " وذكره شيخنا حفظه في كتابه * القواعد المثلى * في صفات الله وأسمائه الحسنى صفحة 16 ضمن الأسماء التي ثبتت بالسنة وقال في التعليق على القواعد " إنه مأخوذ من الحياء " وقال صاحب * عون المعبود * في المجلد الرابع صفحة 359 ما نصه : " حيي فعيل أي مبلغ في الحياء وفسر في حق الله بما هو الغرض والغاية وغرض الحيي من الشيء تركه والإباء عنه لأن الحياء تغير وانكسار من خوف ما يعاب ويذم بسببه وهو محال على الله لكن غايته فعل ما يسر وترك ما يضر أو معناه معاملة المستحي ولكن الصحيح أنا نصف ونسمي الله سبحانه وتعالى بما وصف وسمى به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من تسميته بالحي ذل وانكسار كما يحصل لبعض البشر بل هو حياء يليق بجلاله سبحانه وتعالى من غير تشبيه بالمخلوقين ومن غير تكييف " والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين . الشيخ : أحسنت جيد يضاف إلى ... تأخذه والا تعطينا صورة نعم .
بيان أن اسم الله الحيي من الحياء وليس من الحياة أو الإحياء
الشيخ : وحيي ليس من الحياة ولا من الإحياء الحياة يقال حي والإحياء يقال محيي نعم الطالب : ... . الشيخ : ما جاب أحد لا عاد إن شاء الله أولهم فهد الطالب : ... . الشيخ : إي نعم نعم صحيح لا البحث هذا جيد ما شاء الله ترى ما يحتاج إلى تعليق طيب جدا من أحسن ما سمعت . الطالب : ... . الشيخ : لا، يستدل لثبوت صفة الحياء بقوله : (( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا )) وبقوله : (( والله لا يستحي من الحق )) .
الشيخ : نبدأ الآن الدرس الجديد في النونية يقول رحمه الله : " فصل في مبدأ العداوة الواقعة بين المثبتين الموحدين وبين النفاة المعطلين " المثبتين الذين يثبتون الصفات والمعطلين الذين ينفون الصفات " يا قوم تدرون العداوة بيننا *** من أجل ماذا في قديم زمان " يعني ما هو سبب العداوة بين المثبتين والمعطلين لأن كل عداوة لا بد لها من سبب والأسباب متعددة بينها رحمه الله في قوله : " أنا تحيزنا إلى القرآن والنـ *** ـقل الصحيح مفسر القرآن وكذا إلى العقل الصريح وفطرة الر *** حمن قبل تغير الإنسان هي أربع متلازمات بعضها *** قد صدقت بعضا على ميزان والله ما اجتمعت لديكم هذه *** أبدا كما أقررتم بلسان إذ قلتم العقل الصحيح يعارض الـ *** ـمنقول من أثر ومن قرآن فنقدم المعقول ثم نصرف الـ *** ـمنقول بالتأويل ذي الألوان فإذا عجزنا عنه ألفيناه لم نعبأ به" ألفيناه والا ألقيناه ؟ بالقاف ما يخالف نكتبها نسخة " ألقيناه لم *** نعبأ به قصدا إلى الإحسان ولكم " إلى آخره يقول : إن هذه الأربعة التي اعتمدنا عليها في إثباتنا لا توجد لديكم وقد سبق شرحها .
والله ما اجتمعت لديكم هذه*** أبدا كما أقررتم بلسان
إذ قلتم العقل الصحيح يعارض الـ***ـمنقول من أثر ومن قرآن
فنقدم المعقول ثم نصرف الـ***ـمنقول بالتأويل ذي الألوان (حقيقة التأويل التحريف)
الشيخ : " والله ما اجتمعت لديكم هذه *** أبدا كما أقررتم بلسان " فإنهم أقروا بأنه لا رجوع إلى الكتاب والسنة في إثبات الصفات أو نفيها وإنما الرجوع إلى العقل فإذا تعارض العقل والنقل قدم العقل على كلامهم ولهذا قال المؤلف : " إذ قلتم العقل الصحيح يعارض الـ *** ـمنقول من أثر ومن قرآن فنقدم المعقول " يعني المعلوم بالعقل " ثم نصرف الـ *** ـمنقول بالتأويل ذي الألوان " نصرفه بالتأويل بألوان شتى تارة نقارنه مجازا أو استعارة أو تمثيل أو ما أشبه ذلك مما يقولون وقول المؤلف : " بالتأويل " حقيقة هذا التأويل الذي سلكه المعطلون حقيقته التحريف حقيقته التحريف لأنهم حرفوا الكلام الكلم عن مواضعه ولهذا لما حصلت المناظرة بين شيخ الإسلام رحمه الله وخصومه على العقيدة الواسطية بين أنه عبر بالتحريف من غير تحريف ولا تعطيل قال لأن التأويل لا يمكن مع صرف الكلم عما أراد الله بل يسمى هذا تحريفا نعم " فإذا عجزنا عنه " نعم لاحظوا أيضا حتى ابن القيم الآن لا يدل سياق كلامه على أنه وافقهم على أنه تأويل لأنه يحكي كلامهم " فنقدم المعقول ثم نصرف الـ *** ـمنقول بالتأويل " من الذي يقول هذا ؟ هم المعطلة .
معنى قول الناظم: فإذا عجزنا عنه ألفيناه لم*** نعبأ به قصدا إلى الإحسان (وضبط كلمة ألفيناه)
الشيخ : " فإذا عجزنا عنه ألفيناه لم *** نعبأ به " يعني وجدنا شيئا لا نعبأ به ولا نهتم به هذا على نسخة ألفيناه وعلى نسخة ألقيناه يعني تركناه ورمينا به " لم نعبأ به " لم نبال به قصدا إلى الإحسان يعني مريدين بذلك الإحسان بين إيش ؟ الإحسان بالتوفيق بين المعقول وبين المنقول فقال نثبت ما دل عليه المعقول وما خالفه من المنقول نحرفه أو على عبارتهم نؤوله ليوافق إيش ؟ المعقول فنكون بذلك أحسنا صنعا ووفقنا بين الأدلة العقلية والنقلية واضح يا جماعة نعم .
(مشابهة المعطلة بالمنافقين في رد النصوص وإتباع العقل ومعنى قوله تعالى:{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما.})
ولكم بذا سلف لهم تابعتم*** لما دعوا للأخذ بالقرآن صدوا فلما أن أصيبوا أقسموا*** لمرادنا توفيق ذي الإحسان
الشيخ : قال : " ولكم بذا سلف لهم تابعتم " لكم الخطاب للمعطلة بهذا العمل أو بهذا الصنيع سلف لكم " ولكم بهذا سلف لهم تابعتم *** لما دعوا للأخذ بالقرآن صدوا فلما أن أصيبوا أقسموا *** لمرادنا توفيق ذي الإحسان " يشير رحمه الله إلى قوله تعالى : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب )) نعم (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ))(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ )) وهؤلاء المعطلة كذلك يقولون نحن آمنا بالله ورسوله (( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ )) وهؤلاء المعطلة تحاكموا إلى الطاغوت إلى العقل الذي أبطلوا به السمع (( وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ))(( وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ )) يعني أمر هؤلاء أن يكفروا بالطاغوت وأن يتحاكموا إلى من ؟ إلى الله ورسوله هؤلاء المعطلة أمروا أن يرجعوا في إثبات الصفات ونفيها إلى الكتاب والسنة ولكنهم أبوا (( وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا )) عن الحق بما ارتكبوه من المخالفات (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا )) تراهم يصدون يبعدون لو قيل تعالوا أثبتوا ما أثبته الكتاب والسنة صدوا وأعرضوا (( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ )) واطلع عليهم وعثر عليهم (( ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا )) إن أردنا يعني ما أردنا إلا إحسانا وتوفيقا بين إيش ؟ بين الأدلة بين الطاغوت وبين حكم الله فيمن تحدث الله عنهم وهؤلاء يقولون بين الأدلة العقلية والنقلية يقولون ما أردنا إلا الإحسان والتوفيق بين الأدلة العقلية والنقلية لأننا إذا أولنا القرآن والسنة ليطابق المعقول عندنا توافقت الأدلة العقلية والنقلية نعم . ولهذا قال : " ولكم بذا سلف لهم تابعتم *** لما دعوا للأخذ بالقرآن صدوا فلما أن أصيبوا أقسموا *** لمرادنا توفيق ذي الإحسان " .
معنى قول الناظم: ولقد أصيبوا في قلوبهم وفي*** تلك العقول بغاية النقصان
فأتوا بأقوال إذا حصلتها*** أسمعت ضحكة هازل مجان
هذا جزاء المعرضين عن الهدى*** متعوضين زخارف الهذيان
الشيخ : " ولقد أصيبوا في قلوبهم وفي *** تلك العقول بغاية النقصان فأتوا بأقوال إذا حصلتها *** أسمعت ضحكة هازل مجان " ولقد أصيبوا يعني هؤلاء المعطلة في قلوبهم وفي عقولهم في قلوبهم لأنهم لم يريدوا الرجوع إلى الكتاب والسنة وفي عقولهم لأنهم ظنوا أن ما قالوه عقليات وهي في الحقيقة وهميات ليس لها حقيقة ولهذا قال : " فأتوا بأقوال إذا حصلتها *** أسمعت ضحكة هازل مجان هذا جزاء المعرضين عن الهدى *** متعوضين زخارف الهذيان " نعم جزاء من أعرض عن كتاب الله أن تكون أقواله ضحكة وهزؤا للناس يسخرون بها ولا يعرفون لها قدرا .
(ضرب مثال للمعطل في رد الحق بإبليس وأهل الشرك والنصارى والجهمية)
واضرب لهم مثلا بشيخ القوم إذ*** يأبى السجود بكبر ذي طغيان ثم ارتضى أن صار قوادا لأر***باب الفسوق وكل ذي عصيان
الشيخ : " واضرب لهم مثلا بشيخ القوم إذ *** يأبى السجود بكبر ذي طغيان ثم ارتضى أن صار قوادا لأر *** باب الفسوق وكل ذي عصيان وكذاك أهل الشرك قالوا كيف ذا *** بشر أتى بالوحي والقرآن ثم ارتضوا أن يجعلوا معبودهم *** من هذه الأحجار والأوثان وكذاك عباد الصليب حموا بتا *** ر كهم من النسوان والولدان وأتوا إلى رب السموات العلى ***جعلوا له ولدا من الذكران " شوف اللي عندك حموا بتاركهم والا إيش ؟ الطالب : " وكذاك عباد الصليب حموا " بفتح الباء ... الشيخ : لا لكن بتاركهم ها عندكم بطارق في الشرح إي نعم طيب يقول : " واضرب لهم مثلا بشيخ القوم " شيخ القوم إبليس . الطالب : ... . الشيخ : لا قرأناه قرأناه قال " واضرب لهم مثلا بشيخ القوم " وهو إبليس " إذ *** يأبى السجود بكبر ذي طغيان " لأنه قال : (( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) هذا كبر . ولكنه " ارتضى أن صار قوادا لأر *** باب الفسوق وكل ذي عصيان " ارتضى لنفسه لم يذل لله لكنه صار قوادا لأهل الفسق والعصيان.
معنى قول الناظم: وكذاك أهل الشرك قالوا كيف ذا*** بشر أتى بالوحي والقرآن
ثم ارتضوا أن يجعلوا معبودهم*** من هذه الأحجار والأوثان
الشيخ : " وكذاك أهل الشرك قالوا كيف ذا *** بشر أتى بالوحي والقرآن " أنكروا رسالة النبي عليه الصلاة والسلام " ثم ارتضوا أن يجعلوا معبودهم *** من هذه الأحجار والأوثان " شوف نعوذ بالله يعني كل إنسان يقر يخالف الحق لا بد أن يأتي بما يضحك العقلاء هؤلاء لم ينقادوا للبشر قالوا كيف يكون رسول وهو بشر لكنهم لم يقولوا كيف يكون معبودا وهو حجر رضوا بأن يكون معبودهم حجرا ولم يرضوا أن يكون رسولهم بشرا طيب .
معنى قول الناظم: وكذاك عباد الصليب حموا بتا***ركهم من النسوان والولدان
وأتوا إلى رب السموات العلى***جعلوا له ولدا من الذكران
الشيخ : ثم " وكذاك عباد الصليب حموا بتا *** ركهم من النسوان والولدان " البتريك عندهم أظنه لا يتزوج نعم أو البطريق لا يتزوج لأنه منزه عن أن يكون له ولد ولكن رب العالمين لا بأس أن يكون له ولد ولهذا قال : " وأتوا إلى رب السموات العلى ***جعلوا له ولدا من الذكران " مع أن البتريك لا يتزوج ولا يولد له منزه عن الزوجة والولد ورب العالمين نعم ليس منزها نسأل الله العافية نعم . " وأتوا إلى رب السموات العلى*** جعلوا له ولدا من الذكران " .
معنى قول الناظم: وكذلك الجهمي نزه ربه*** عن عرشه من فوق ذي الأكوان
حذرا من الحصر الذي في ظنه*** أو أن يرى متحيزا بمكان
فأصاره عدما وليس وجوده*** متحققا في خارج الأذهان
الشيخ : " وكذلك الجهمي نزه ربه *** عن عرشه من فوق ذي الأكوان حذرا من الحصر الذي في ظنه *** أو أن يرى متحيزا بمكان فأصاره عدما وليس وجوده *** متحققا في خارج الأذهان " شوف الجهمي قال : إن الله منزه عن أن يكون فوق العرش لماذا ؟ لأنه إذا كان فوق العرش صار محدودا على محدود فهو إذن محصور أو صار متحيزا في مكان وهذا أيضا عنده ممتنع ولهذا أو أن يرى متحيزا بمكان " فأصاره عدما " فقال هو لا فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل نعم ولا مباين ولا محايث ويش صار ؟ عدم هذا عدم ولهذا يقول : " متحققا في خارج الأذهان " .
معنى قول الناظم: لكنما قدمائهم قالوا بأن الـ*** ـذات قد وجدت بكل مكان
جعلوه في الآبار والأنجاس والـ*** ـخانات والخربات والقيعان
الشيخ : " لكنما قدماؤهم قالوا بأن الـ *** ـذات قد وجدت بكل مكان " أعوذ بالله الجهمية الأوائل قالوا إن الله بذاته في كل مكان والأواخر اللي يقال محققون ها جعلوه عدما محضا لا موجد له " لكنما قدماؤهم قالوا بأن الـ *** ـذات قد وجدت بكل مكان جعلوه في الآبار والأنجاس والـ *** ـخانات والخربات والقيعان " .
معنى قول الناظم: والقصد أنكم تحيزتم إلى الـ***آراء وهي كثيرة الهذيان
فتلونت بكم فجئتم أنتم*** متلونين عجائب الألوان
وعرضتم قول الرسول على الذي*** قد قاله الأشياخ عرض وزان
وجعلتم أقوالهم ميزان ما*** قد قاله والعدل في الميزان
ووردتم سفل المياه ولم نكن*** نرضى بذاك الورد للظمآن
الشيخ : " والقصد أنكم تحيزتم إلى الـ *** آراء وهي كثيرة الهذيان فتلونت بكم فجئتم أنتم *** متلونين عجائب الألوان " الله أكبر صدق رحمه الله تحيزوا إلى الآراء فتلونوا قدماؤهم أثبتوا في كل مكان ومتأخروهم نفوه عن كل مكان تلون عجيب لأنهم يتبعون ما يدعونه عقليات وهي وهميات ولهذا قال : " فتلونت بكم فجئتم أنتم *** متلونين عجائب الألوان وعرضتم قول الرسول على الذي *** قد قاله الأشياخ عرض وزان " يعني عرضتم قول الرسول على أقوال الشيوخ عرض موازنة لا عرض مفاضلة لو عرضوه عرض مفاضلة وقالوا الفضل لقول الرسول لكان هذا إيش ؟ صحيحا أو لا لو عرضوا قول الرسول على قول أشياخهم عرض مفاضلة على أن الفضل لقول الرسول لكان هذا حقا لكن عرضوه عرض موازنة ثم فضلوا قول شيوخهم هذا مشكل أيضا نعم كيف ؟ الطالب : ... الشيخ : لا متلونين عجائب الألوان إي نعم خطأ . " وعرضتم قول الرسول على الذي *** قد قاله الأشياخ عرض وزان وجعلتم أقوالهم ميزان ما *** قد قاله والقول في الميزان " ها العدل العدل أحسن " وجعلتم أقوالهم ميزان ما *** قد قاله والعدل في الميزان " نسخة والعدل في الميزان " ووردتم سفل المياه ولم تكن *** نرضى بذاك الورد ولم نكن *** نرضى بذاك الورد للظمآن " يعني أنهم هم وردوا سفل المياه لا أعلاها النقي ولم نكن نرضى بذاك الورد للظمآن يعني أما نحن فلا نرضى بالورد الذي وردتم بل نشرب من فوق
وأخذتم أنتم بنيات الطريق ونحـ***ـن سرنا في الطريق الأعظم السلطان (معنى بنيات الطريق)
الشيخ : " وأخذتم أنتم بنيات الطريق ونحـ *** ـن سرنا في الطريق الأعظم السلطان " بنيات الطريق يعني الطرق الصغيرة التي لا تسلك والطريق الأعظم هو الطريق الرئيسي الذي يسلكه السلطان أو أنه الأعظم السلطان لأنها تتفرع من الطرق .
وجعلتم ترس الكلام مجنكم*** تبا لذاك الترس عند طعان
ورميتم أهل الحديث بأسهم*** عن قوس موتور الفؤاد جبان (من الأسهم تلقيب أهل السنة بالألقاب السيئة كالحشوية والنباتية والمجسمة)
الشيخ : " وجعلتم ترس الكلام مجنكم *** تبا لذاك الترس عند طعان " جعلتكم ترس الكلام يعني تترستم بعلم الكلام فيما ذهبتم إليه " وجعلتم ترس الكلام مجنكم *** تبا لذاك الترس عند طعان ورميتم أهل الحديث بأسهم *** عن قوس موتور الفؤاد جبان " لأنهم رموه بأسهم تدل على جبنهم لأنها أسهم غير مبنية على دليل وإنما هي شتم وسب وعيب في قولهم في أهل الحديث : إنهم حشوية مجسمة ممثلة وما أشبه ذلك الظاهر أنه ما عندي نعم إيش ؟ كيف ؟ الطالب : ... . الشيخ : لكن . آله وأصحابه أجمعين أظننا " وجعلتم ترس الكلام مجنكم " نعم الطالب : ... " ورميتم " . الشيخ :" وجعلتم ترس الكلام مجنكم *** تبا لذاك الترس عند طعان ورميتم أهل الحديث بأسهم *** عن قوس موتور الفؤاد جبان " رموا أهل الحديث بأسهم لكنها صادرة عن قوس رجل موتور الفؤاد جبان وإذا كان هكذا فإن هذه السهام لا تبدي شيئا من الأسهم التي رموا بها أهل الحديث انهم قالوا إنهم مجسمة قالوا إنهم مجسمة وأنهم حشوية وأنهم نوابت وما أشبه ذلك لكن هل هذا الوصف بالسوء يقلب الحق باطلا ها لا ولهذا حاول أعداء الرسل أن يصفوا دعوتهم بكل سوء بالشعر والكهانة والجنون وما أشبه ولكن ذلك لم يؤثر شيئا فكونهم يقولون نحن مجسمة نقول والله إذا كان إثبات صفات ربنا عز وجل تجسيما فنحن مجسمة وأهلا بالتجسيم نعم. يقول : " أفتاركوه لفشركم ومحالكم لا كان ذاك بمنة الرحمن " أفتاركوه يعني الوحي ها كيف ؟ نعم .
معنى قول الناظم: فتترسوا بالوحي والسنن التي*** تتلوه نعم الترس للشجعان
هو ترسهم والله من عدوانكم*** والترس يوم البعث من نيران
الشيخ : " فتترسوا بالوحي والسنن التي *** تتلوه نعم الترس للشجعان " أهل السنة وأهل الحديث تترسوا بالوحي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقول المؤلف : " نعم الترس للشجعان " الترس قوي والحامل شجاع " هو ترسهم هو ترسهم والله من عدوانكم *** والترس يوم البعث من نيران " ما شاء الله يعني أنه ترس لأهل الحديث الوحي يعني أن الوحي ترس خلي السؤال بعدين يعني أن الوحي ترس لأهل الوحي في الدنيا وفي الآخرة في الدنيا من عدوان هؤلاء لأنهم إذا احتجوا علينا بما يرونه معقولا احتججنا عليهم بما هو منقول وهذه العلوم لا تدرك إلا بالنقل أما اليوم الثاني فهو يوم البعث ترس من النيران لأن من أثبت لله ما وصف به نفسه فقد أنجى نفسه من التعطيل .
معنى قول الناظم: أفتاركوه لفشركم ومحالكم*** لا كان ذاك بمنة الرحمن
ودعوتمونا للذي قلتم به*** قلنا معاذ الله من خذلان
الشيخ : " أفتاركوه لفشركم ومحالكم *** لا كان ذاك بمنة الرحمن " نعم يعني أفنتركه من أجل فشركم وهو الكلام الذي لا فائدة فيه ومحالكم الذي تأتون به لا كان ذاك بمنة الرحمن وهذه الجملة دعائية يعني أسأل الله تعالى ألا يكون ذلك " ودعوتمونا للذي قلتم به *** قلنا معاذ الله من خذلان " يعني أنكم تدعوننا أن نقول ما قلتم في التعطيل ونحن نعوذ بالله من الخذلان لأن نزول الإنسان إلى ما كان عليه هؤلاء المعطلة لا شك أنه من أكبر الخذلان نسأل الله العافية .
فاشتد ذاك الحرب بين فريقنا*** وفريقكم وتفاقم الأمران
وتأصلت تلك العداوة بيننا*** من يوم أمر الله للشيطان
بسجوده فعصى وعارض أمره*** بقياسه وبعقله الخوان (بيان أن إبليس هو أول من عارض النقل بالعقل)
الشيخ : " فاشتد ذاك الحرب بين فريقنا *** وفريقكم وتفاقم الأمران " نعم " وتأصلت تلك العداوة بيننا *** من يوم أمر الله للشيطان " نعم نعم " من يوم أمر الله للشيطان بسجوده فعصى وعارض أمره *** بقياسه وبعقله الخوان " هذا تشبيه جيد يعني أن العداوة بيننا وبينكم من ذاك الوقت من حين عصى الشيطان لربه حين أمره بالسجود والأمر بالسجود اعتماد على وحي ونقل عورض هذا الأمر بماذا ؟ بقياس باطل ومعقول موهوم قال الشيطان لما أمره أن يسجد لآدم قال : (( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) وقال هؤلاء لما قال الله عز وجل : (( لما خلقت بيدي )) قالوا ليس لله يد هذا محال والمراد باليد القدرة استوى على العرش قالوا محال أن يستوي على العرش ولكن المراد باستوى استولى فعارضوا المنقول بالمعقول كما عارض إبليس المنقول بما يراه عقلا بالمعقول عنده وليس بعقل .
معنى قول الناظم: فأتى التلاميذ الوقاح فعارضوا*** أخباره بالفشر والهذيان
ومعارض للأمر مثل معارض الـ***أخبار هم في كفرهم صنوان
الشيخ : " فأتى التلاميذ الوقاح وعارضوا *** أخباره بالفشر والهذيان " تلاميذ من ؟ تلاميد الشيطان إبليس عارضوا أخبار الله التي أخبر بها عن نفسه وأخبر عنه رسوله بالفشر والهذيان " ومعارض للأمر مثل معارض الـ *** أخبار هم في كفرهم صنوان " معارض للأمر وهو إبليس لأن الله أمر فعارض الأمر كمعارض الأخبار هؤلاء عارضوا الأخبار هم في الأوامر لم يعارضوا يصومون ويزكون ويصلون ويحجون ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لكن في الأخبار عارضوا الأخبار المنقولة بالأوهام المعقولة .
من عارض المنصوص بالمعقول قد*** ما أخبرونا يا أولي العرفان (بيان أن السلف لم يعارضوا النقل بالعقل)
الشيخ : " من عارض المنصوص بالمعقول قد " كيف ؟ نعم نعم " من عارض المنصوص بالمعقول قد *** ما أخبرونا يا أولي العرفان " قدما يعني من سلف هذه الأمة هل أحد من سلف هذه الأمة عارضوا المنقول بالمعقول وقالوا عقولنا لا تصدق بهذا أبدا هاتوا عن أبي بكر عن عمر عن عثمان عن علي عن ابن مسعود عن ابن عباس عن غيرهم أبدا ما منهم أحد عارض المنقول بالمعقول أبدا " من عارض المنصوص بالمعقول قد *** ما أخبرونا يا أولي العرفان أو ما عرفتم أنه القدري والـ *** ـجبري أيضا ذاك في القرآن إذ قال قد أغويتني وفتنتني *** لأزينن لهم مدى الأزمان فاحتج بالمقدور ثم أبان أن الـ *** ـفعل منه " إيش ؟ " بغية وزيان " لازم نشوفها في الشرح .
أو ما عرفتم أنه القدري والـ***ـجبري أيضا ذاك في القرآن (بيان أن إبليس قدري جبري)
الشيخ : يقول : " أو ما عرفتم أنه القدري والـ *** ـجبري أيضا " من ؟ إبليس قدري جبري كان جبريا حين احتج على الله بأن الله أغواه وكان قدريا حين قال : (( لأغوينهم )) وكأن الله سبحانه وتعالى ليس قادرا على منعه نعم فصار الشيطان إبليس جامعا بين القدري بين كونه قدريا وبين كونه جبريا نعم " أو ما عرفتم أنه القدري والـ ***ـجبري أيضا ذاك في القرآن إذ قال قد أغويتني " هذا إيش ؟ إذا قال قد أغويتني .