القارئ : " ورضا رسول الله منا لا غلوّ الشرك *** أصل عبادة الأوثان
والله لو يرضى الرسول " .
الشيخ : الظاهر أن الأصل أصح أصل صفة لغلو لأن الغلو هو أصل العبادة أصل عبادة الأصنام الغلو نعم .
القارئ : " ورضا رسول الله منا لا غلوّ الشرك *** أصل عبادة الأوثان
والله لو يرضى الرسول دعاءنا *** إياه بادرنا إلى الإذعان
والله لو يرضى الرسول سجودنا *** كنا نخر على الأذقان
والله ما يرضيه منا غير *** إخلاص "
الشيخ : غير نعم
القارئ : " والله ما يرضيه منا غير *** إخلاص وتحكيم لذا القرآن
ولقد نهى ذا الخلق عن إطرائه *** فعل النصارى عابدي الصلبان
ولقد نهانا أن نصير قبره *** عيدا حذار الشرك بالرحمن
ودعا بأن لا يجعل القبر الذي *** قد ضمه وثنا من الأوثان
فأجاب رب العالمين دعاءه *** وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه *** في عزة وحماية وصيان
ولقد غدا عند الوفاة مصرحا *** باللعن يصرخ فيهم بأذان
وعنى الألى جعلوا القبور مساجدا *** وهم اليهود وعابدو الصلبان
والله لولا ذاك أبرز قبره *** لكنهم حجبوه بالحيطان
قصدوا موافقة الرسول وقصـ *** ـده التجريد للتوحيد "
الشيخ : التجريد التجريد
القارئ : " قصدوا موافقة الرسول وقصـ *** ـده التجريد للتوحيد للرحمن
يا فرقة جهلت نصوص نبيهم *** "
الشيخ : وقصوده
القارئ : " يا فرقة جهلت نصوص نبيهم *** وقصوده وحقيقة الإيمان
فسطوا على أتباعه وجنوده *** بالبغي والعدوان والبهتان
لا تعجلوا وتبينوا وتثبتوا *** فمصابكم ما فيه من حيران " .
الشيخ : من جبران من جبران لا لا من جبران بس نعم اقرأ البيت .
القارئ : " لا تعجلوا وتبينوا وتثبتوا *** فمصابكم ما فيه من جبران " .
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله في هؤلاء الذين قدموا آراء الرجال على قول الرسول صلى الله عليه وسلم مع غلوهم فيه يقول :
تقديم آراء الرجال عليهم مع هذا الغلو فكيف يجتمعان لأنه لو كانت محبتهم صادقة وغلوهم صحيحا لم يقدموا عليه على قوله قول أحد من الناس
" كفرتم من جرد التوحيد جهـ *** ـلا منكم بحقائق الإيمان "
يعني أنهم كفروا من جرد التوحيد لله وقالوا إنكم إذا لم تفعلوا مثل فعلنا في الرسول فأنتم كفار تبغضون الرسول صلى الله عليه وسلم
" لكن تجردتم لنصر الشرك والـ *** ـبدع المضلة في رضا الشيطان "
كفروا من جرد التوحيد وتجردوا هم لإيش ؟ لنصر الشرك وصاروا دعاة له يدعون العامة إلى دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام والاستغاثة به والبدع المضلة كل بدعة ضلالة في رضا الشيطان .

الشيخ : " والله لم نقصد سوى التجريد للتـ *** ـوحيد ذاك وصية الرحمن "
يخبر عن نفسه وهو صادق رحمه الله أنه ما قصد إلا التجريد للتوحيد نعم وذاك وصية الرحمن حيث قال تعالى : (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) فإن معنى قضى وصى كما قال به كثير من المفسرين .

الشيخ : " ورضى رسول الله " يعني ولم نقصد سوى " رضى الله منا لا غلو *** الشرك " يعني لم نقصد غلو الشرك " أصل عبادة الأوثان "
كما قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله " فالغلو هو أصل الشرك ولهذا قال : " لا غلو الشرك أصل عبادة الأوثان " فالغلو هو أصل العبادة ولهذا نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الغلو .

الشيخ : يقول رحمه الله :
" والله لو يرضى الرسول دعاءنا *** إياه بادرنا إلى الإذعان "
صدق لو قال لنا الرسول ادعوني وحاشاه أن يقول ذلك لدعوناه
" والله لو يرضى الرسول سجودنا *** كنا نخر له على الأذقان "
نعم لو قال اسجدوا لي سجدنا على الأذقان لكنه عليه الصلاة والسلام هو جاء ينهى عن ذلك أشد النهي عن أن يدعى أو يسجد له .

الشيخ : " والله ما يرضيه منا غير *** إخلاص وتحكيم لذا القرآن "
نعم وهذا معلوم من هديه وسنته أنه لا يرضى منا إي الإخلاص لله وتحكيم شريعته
" ولقد نهى ذا الخلق عن إطرائه *** فعل النصارى "
يعني نهى أن نطريه فقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم ) يعني لا تغلوا في كما غلت النصارى وقوله : " عابدي الصلبان " يعني أن النصارى يعبدون الصليب وهذا من سفههم وجهلهم الصليب مصلوب عليه نبيهم بزعمهم وكان مقتضى العقل أنهم إذا رأوا الصليب كسروه لماذا ؟ لأنه صلب عليه نبيهم فكان من العقل أن يسخطوا هذا الذي صلب عليه نبيهم وأن يكسروه لكن لجهلهم وضلالهم وسفههم صاروا يقدسونه ويعبدونه والعياذ بالله وصدق الله أنهم ضالون غير المغضوب عليهم ولا الضالين نعم .

الشيخ : يقول :
" ولقد نهانا ولقد نهانا أن نصير قبره *** عيدا حذار الشرك بالرحمن "
فقال : ( لا تتخذوا قبري عيدا ) لأن إذا اخذناه عيدا تكرر عودنا إليه وصار ذلك سببا للشرك به فلهذا قال : ( لا تتخذوا قبري عيدا ) صلى الله عليه وسلم
" ودعا " دعا الله " ودعا بأن لا يجعل القبر الذي *** قد ضمه وثنا من الأوثان "
فقال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ) . نعم

الشيخ : " فأجاب رب العالمين دعاءه *** وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه *** في عزة وحماية وصيان "
نعم قال : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ) يقول ابن القيم إن الله أجاب دعاءه وأحاط القبر بثلاثة جدران لا أحد يصل إليه حتى يجعله وثنا حتى لو عبد القبر فإنه لا يمكن أن يكون وثنا لماذا ؟ لأنه محاط بثلاثة جدران الحجرة النبوية حجرة الرسول ولا أريد الحجرة المبنية هذه لكن الحجرة النبوية أصلا البيت جعلت ثلاثة جدران ثلاثة جدران وجعلت مثلثة الزاوية القائمة من خلف القبلة من أجل ألا يتجه إليه اتجاها مستقيما تصورتموها مثلث الحجرة جعلت مثلث لا مربع مثلثة الزاوية منها مثل هذه القبلة الزاوية كذا الجدار مستطيل من جهة القبلة يعني اللي بيستقبله يستدبر القبلة لكن اللي يبي يستقبل القبر الآن ماذا يستقبل ؟ يستقبل زاوية زاوية رأس سهم لا يستقبل جدار مربع مستقيم لا يستقبل زاوية واضح والا لا ؟ والا نجيب طباشير نرسم على كل حال الآن هذه القبلة الآن إذا صارت هكذا الجدران تصير الزاوية رأس اللي بيستقبل القبلة يكون مستقبل رأس الزاوية ما يمكن أن يستقبل جدارا مستقيما وهذه من حماية الله عز وجل لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم كما أنه أيضا لا يمكن الوصول إليه الآن لا يمكن الوصول إليه ...
وفي التاريخ أن رجلين جاءا من المشرق بصفة غريبين إلى المدينة يريدون أن ينبشا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجيء إلى الملك في ذلك الوقت وأري في المنام أن رجلين جاآ إلى المدينة من أجل ان ينبشا قبر النبي عليه الصلاة والسلام ويأخذا جسده الشريف لأن جسده الشريف لم تأكله الأرض ففزع فزع وقام بسرعة وتعرفون ذاك الوقت ما فيه مواصلات على ظهور الإبل وظهور السفن المهم أنه جاء بما معه من الجنود ونزل المدينة وصنع طعاما موائد كثيرة وقال لأمرائه اجمعوا لي أهل المدينة كلهم فبدأوا يجمعون ويأتون بأناس ويأتون بأناس وهو واقف ينظر لأنه قد أري في المنام وجوه الرجلين كلما جاء طائفة نظر فيها ولكنه ما رأى رجلين حتى قالوا له إن أهل المدينة انتهوا كل اللي في المدينة جئنا به قال لا ما يصير قالوا ما فيه إلا رجلان غريبان في بيت حول المسجد نعم فقال يعني قال في قرار نفسه والله أعلم ذلك ما كنا نبغي فجيء بهما فإذا هما على الوصف الذي رآه في المنام فسألهما وحقق معهما فإذا هما قد حفرا خندقا في الأرض من البيت الذي هما فيه إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام لكنهما لم يصلاه بعد على كل حال أجرى اللازم عليهما ثم أمر بأن يذاب رصاص عظيم رصاص عظيم وصل إلى الجبل أحاطه بقبر النبي صلى الله عليه وسلم حماية لهذا الجسد الشريف ثم بنى عليها من الجدران ثلاثة ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله :
" فأجاب رب العالمين دعاءه *** وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه " أي بسببه " في عزة وحماية وصيان " .

الشيخ : " ولقد غدا عند الوفاة مصرحا *** باللعن يصرخ فيهم بأذان
وعنى الألى جعلوا القبور مساجدا *** وهم اليهود وعابدو الصلبان "
في مرض موته كان يقول صلوات الله وسلامه عليه في نفس المرض : ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يقول ذلك تحذيرا مما صنعوا تحذيرا لأمته مما صنعوا .

الشيخ : ولهذا قال :
" والله لولا ذاك أبرز قبره *** لكنهم حجبوه بالحيطان
قصدوا إلى تسنيم " إلى آخره
يعني أنه قال ذلك يحذر أمته أن يصنعوا ما صنعوا قالت عائشة رضي الله عنها : ( ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا )
" والله لولا ذاك أبرز قبره *** لكنهم حجبوه بالحيطان "
من حجبوه ؟ الصحابة يعني دفنوه في نفس البيت على أنه أيضا قد وردت آثار وردت آثار أن النبي يدفن حيث قبض
" قصدوا إلى تسنيم حجرته ليمـ *** ـتنع السجود له على الأذقان "
تسنيم الحجرة مو القبر القبر مسنم لا شك لكن أيضا الحجرة مسنمة ويش معنى مسنمة ؟ يعني مثلث كما قلنا لأجل أن يمتنع السجود له على الأذقان
" قصدوا موافقة الرسول وقصـ *** ـده التجريد للتوحيد للرحمن " .

الشيخ : " يا فرقة "
يعني أنهم قصدوا موافقة الرسول في ألا يجعل قبره وثنا يعبد
" يا فرقة جهلت نصوص نبيهم *** وقصوده وحقيقة الإيمان
فسطوا على أتباعه وجنوده *** بالبغي والعدوان والبهتان
لا تعجلوا وتبينوا وتثبتوا *** فمصابكم ما فيه من جبران "
من يعني بذلك ؟ يعني بذلك الذين يشنعون على من جرد التوحيد ويقولون أنتم تنقصتم الرسول أنتم لا تعبدونه أنتم لا تدعونه وأنتم لا تغلون فيه أنتم لا تحبونه وأمثال ذلك سطوا على أتباع الرسول وجنده بالبغي والعدوان والعياذ بالله ولكن ما موقف أتباع الرسول وجنده من هذا ؟ موقفهم الصبر هذه واحد الثبات اثنين المدافعة (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا )) اثبت لا تتغير بكثرة الهجوم عليك أو التشنيع على قولك ما دمت على الحق فاثبت فالحق لا يمكن أن يزحزح اصبر ثم بعد ذلك دافع هذا إذا كنت في مقام الضعف فلا أدنى من المدافعة أما إذا كنت في مقام القوة فعليك بالهجوم (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله )) ولا شك أن الناس منذ كانت الدنيا يداول يداول الله الأيام بينها فتارة يكونون في مقام القوة وتارة يكونون في مقام الضعف ولكل مقام ما يناسبه ما يناسبه لكن أهم شيء أنك في مقام الضعف يجب أن تثبت لا تتزحزح عن الحق لا تقول والله الناس كلهم على خلاف ذلك اثبت فلك أتباع والله ناصر دينه وكتابه ورسوله في سائر الأزمان .

السائل : ... الخلف من عند الزاوية والا من الأمام ؟
الشيخ : كيف محيطات من القبر بالقبور الثلاثة
السائل : نعم
الشيخ : محيطات بالقبور الثلاثة ثلاثة جدران .
السائل : من جهات عديدة من جهات عديدة يعني .
الشيخ : من كل الجهات مثلث .
السائل : من كل الزوايا ؟
الشيخ : إي ثلاث كلها زوايا .

السائل : بعض الناس يقول إن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد
الشيخ : في إيش ؟
السائل :بعضهم يقول : قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد .
الشيخ : نعم والذي يقول إن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم هو قباء تطيعه ؟ أسألك .
السائل : لا ما أطيعه .
الشيخ : طيب إذا قال قبره في المسجد تطيعه أو المعنى إن المسجد يشمله هل معناه إن اللي قلت بالأول إن قبر الرسول في المسجد يعني في الروضة مو في المكان اللي فيه الآن هذا قصدك .
السائل : هم يحتجون قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد .
الشيخ : ويش معنى في المسجد ؟
السائل : يعني ... .
الشيخ : لا اترك ... ويش معنى في المسجد هل معناه ان قبر الرسول ليس في مكانه الآن ولكنه في الروضة أو ما فهمت ؟
السائل : في مكانه .
الشيخ : في مكانه والمسجد شامل له أليس كذلك طيب نقول لا حجة لكم في هذا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام دفن وبيته مستقل عن المسجد ولكن لما وسعوا المسجد كأنهم في ذلك الوقت ما رأوا مثلا فسحة إلا من الجهة ذي فدخلت الحجرة في المسجد فهي حجرة في مسجد وليس قبرا في مسجد عرفت .
السائل : يحتجون بالقبة أيضا يا شيخ .
الشيخ : القبة عاد عسى الله يسهل هدمها .
السائل : يحتجون به .

القارئ :
" قلنا الذي قال الأئمة قبلنا *** وبه النصوص أتت على التبيان
القصد حج البيت وهو فريضة الر *** حمن واجبة على الأعيان
ورحالنا شدت إليه من بقا *** ع الأرض قاصيها كذاك الداني
من لم يزر بيت الإله فما له *** من حجه سهم ولا سهمان
وكذا نشد رحالنا للمسجد النـ *** ـبوي خير مساجد البلدان
من بعد مكة أو على الإطلاق فيـ *** ـه الخلف بين القوم منذ زمان " .
الشيخ : أنا عندي عند الناس ها عند الناس المعنى واحد لا خلاف نعم .
القارئ : " ونراه عند النذر فرضا لكـ *** ـن النعمان يأبى ذا وللنعمان
أصل هو النافي الوجوب فإنه *** ما جنسه فرضا على الإنسان " .
الشيخ : عندنا فرض فرضا عندك طيب .
القارئ : " ولنا براهين تدل بأنه *** بالنذر مفترض على الإنسان
أمر الرسول لكل ناذر طاعة *** بوفائه بالنذر بالإحسان
وصلاتنا فيه بألف من سوا *** هـ ما خلا ذا الحجر والأركان
وكذا صلاة في قبا فكعمرة *** في أجرها والفضل للمنان
فإذا أتينا المسجد النبوي *** صلينا التحية أولا ثنتان
بتمام أركان لها وخشوعها *** وحضور قلب فعل ذي الإحسان
ثم انثنينا للزيارة نقصد القبـ *** ـر الشريف ولو على الأجفان
فنقومُ دون القبر وقفة خاضع *** متذلل في السر والإعلان "
الشيخ : فنقوم
القارئ : فنقوم
الشيخ : نعم
" فنقومُ دون القبر وقفة خاضع *** متذلل في السر والإعلان
فكأنه في القبر حيّ ناطق *** فالواقفون نواكس الأذقان
ملكتهم تلك المهابة فاعترت *** تلك القوائم كثرة الرجفان
وتفجرت تلك العيون بمائها *** ولطالما غاضت على الأزمان
وأتى المسلم بالسلام بهيبة *** ووقار ذي علم وذي إيمان
لم يرفع الأصوات حول ضريحه *** كلا ولم يسجد على الأذقان
كلا ولم ير طائفا في القبر أسـ *** ـبوعا " .
الشيخ : بالقبر بالقبر
القارئ : ...
الشيخ : لا بس أنت قصدك في القبر قلت في القبر .
القارئ : " كلا ولم ير طائفا بالقبر أسـ *** ـبوعا كأن القبر بيت ثان
من انثنى بدعائه متوجها *** لله نحو البيت ذي الأركان
هذي زيارة من غدا متمسكا *** بشريعة الإسلام والإيمان " .
الشيخ : بالشريعة
الطالب : ...
الشيخ : عندنا بالباء بالشريعة عندك باللام هو قال بشريعة
الطالب : ...
الشيخ : لا اللي عندنا بالباء غلط باللام .
القارئ : " من أفضل الأعمال هاتيك الزيا *** رة وهي يوم الحشر في الميزان
لا تلبسوا الحق الذي جاءت به *** سنن الرسول بأعظم البرهان
هذي زيارتنا ولم ننكر سـ *** ـوى البدع المضلة يا أولي العدوان
وحديث شد الرحل نص ثابت *** يجب المصير اليه بالبرهان " .

الشيخ : في هذه القطعة لما بين المؤلف رحمه الله أن غلو هؤلاء في الرسول عليه الصلاة والسلام مع مخالفتهم قوله فيما وصف به ربه منكر من وجهين
الوجه الأول : الغلو
والوجه الثاني : التحريف لكلامه عليه الصلاة والسلام
ذكر رحمه الله الزيارة الشرعية فبدأ بذكر الحج فقال : " القصد حج البيت وهو فريضة " نعم
الطالب : ...
الشيخ : " قلنا قلنا الذي قال الأئمة قبلنا *** وبه النصوص أتت على التبيان "

الشيخ : يعني أننا نحن نقول ما قاله الأئمة قبلنا وجاءت به النصوص
" القصد حج البيت " يعني أننا نسافر إلى البيت نحجه بخلاف هؤلاء الذين يغلون فيمن يزعمونهم أولياء فإنهم يحجون إليهم ويرون أن الحج إلى قبورهم أفضل من الحج إلى بيت الله عز وجل فجعلوا قبور الأموات أفضل فجعلوا قصد قبور الأموات أفضل من قصد بيت رب السموات نعوذ بالله يقول :
" القصد حج البيت وهو فريضة الر *** حمن واجبة على الأعيان "
وهذا معروف أن الحج أحد أركان الإسلام .

الشيخ : " ورحالنا شدت إليه من بقا ***ع الأرض قاصيها كذاك الداني " قال الله تعالى : (( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق )) الناس يأتون الى هذا البيت من أقاصي الأرض ودانيها
" من لم يزر بيت الإله فما له *** من حجه سهم ولا سهمان "
يعني أن من لم يطف بالبيت فليس له حج لأن الطواف بالبيت ركن من أركان الحج وهو طواف الزيارة قال الله تعالى : (( ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق )) فمن حج ولم يزر البيت ويطوف به فلا حج له حتى لو وقف بعرفة وبمزدلفة ورمي الجمار فإنه لا حج له ولهذا قال :
" من لم يزر بيت الإله فما له *** من حجه سهم ولا سهمان " .

الشيخ : " وكذا نشد رحالنا للمسجد النـ *** ـبوي خير مساجد البلدان
من بعد مكة "
نشد الرحل إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن فيه فقال بل رغب فيه فقال : ( لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) يقول :
" خير مساجد البلدان
من بعد مكة أو على الإطلاق فيـ *** ـه الخلف عند الناس منذ زمان "
يعني هل هو أفضل من مكة أو مكة أفضل ولا شك أن مكة أفضل أما الصلاة في البيت فإنه بالنص عن النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة ) هكذا في * صحيح مسلم * وكذلك في * الصحيحين * من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام ) لكن هل مكة أفضل أو المدينة هذا محل الخلاف ؟ والصواب بلا شك أن مكة أفضل أفضل من المدينة نعم

الشيخ : يقول :
" ونراه عند النذر فرضا " نراه يعني شد الرحل إلى مسجد المدينة إلى المسجد النبوي
" نراه فرضا عند النذر لكـن النـ *** ـعمان يأبى لكـن النـ *** ـعمان يأبى ذا وللنعمان
أصل "
النعمان هو أو حنيفة رحمه الله يرى أن الإنسان إذا نذر شد الرحل إلى مسجد المدينة فإنه لا يلزمه الوفاء به لا يلزمه الوفاء به لماذا ؟ بناء على أصل ما هو الأصل ؟
" أصل هو النافي الوجوب فإنه *** ما جنسه فرضا على الإنسان "
يقول النعمان رحمه الله إنه لا يجب الوفاء بنذر الطاعة إلا إذا كان جنسه فرضا فنذر الصلاة يجب الوفاء به لأن جنسه فرض نذر الصدقة ليش ؟ جنسه فرض الزكاة نذر الحج يجب الوفاء به لأن جنسه فرض نذر الصوم يجب الوفاء به لأن جنسه فرض نذر شد الرحل إلى مسجد المدينة المسجد النبوي ليس بفرض عند أبي حنيفة لأنه ليس له جنس مفروض ما فيه فرض أنه يشد الرحل إلى المسجد النبوي ولكن .

الشيخ : " ولنا براهين تدل بأنه *** بالنذر مفترض على الإنسان "
لنا براهين يعني أدلة تدل على أن شد الرحل لزيارة المسجد النبوي يكون فرضا يكون فرضا على الإنسان إذا نذره ما هذه البراهين ؟ منها
" أمر الرسول لكل ناذر طاعة *** بوفائه بالنذر بالإحسان "
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) وهذا أمر ولا شك أن شد الرحل إلى المسجد النبوي طاعة وإذا كان طاعة دخل في عموم قوله : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) .

الشيخ : ثم قال :
" وصلاتنا فيه بألف في سوا *** ه ما خلا ذا الحجر والأركان "
صلاتنا فيه بألف في سواه ولكن الأولى أن نقول خير من ألف صلاة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وهناك فرق بين أن نقول صلاة بألف وصلاة خير من ألف والحديث الثابت ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف ) وفي لفظ لمسلم ( أفضل من ألف ) وبينهما فرق لكن ما ذكره المؤلف هو رواية في * مسند الإمام أحمد * رحمه الله
" بألف في سواه ما خلا ذا الحجر والأركان " يعني مسجد الكعبة ذا الحجر الحجر معروف وهو القطعة أو الطائفة من الكعبة التي محجر عليها الآن وهي من الكعبة ولكن ليس كل الحجر من الكعبة من الكعبة مقدار ستة أذرع وشئ يعني ثلاثة أمتار وربع تقريبا وحده بعضهم قال : من عند منعطف الحجر هو مقوس الحجر عند منعطفه هذا من الكعبة وما بعده ليس من الكعبة
وسمي حجرا لأن قريشا لما بنوا الكعبة نقصت نقصت النفقة عليهم وكانوا قد عزموا على ألا يبنوه إلا بمال حلال فنقصت النفقة فقالوا نبني بعضه نبني بعضه فبنوا ما هو قائم الآن وجعلوا هذا محوطا عليه بهذا الجدار خارج المسقف فسمي حجرا لأنه محجر وسمي حطيما لأنه حطم حطيم بمعنى محطوم من الكعبة وأخرج منها
وأما ما اشتهر عند العامة الجهال من أن فيه قبر إسماعيل فإن هذا كذب لا أصل له ويسميه بعض العامة الآن حجر إسماعيل لكن هذا هو أصله كما قلت لكم لم يكن معروفا في عهد إسماعيل ولم يكن مدفونا فيه وكانت الكعبة قبل ذلك أوسع من هذا فقال النبي عليه الصلاة والسلام وهو يحدث عائشة : ( لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ولجعلت لها بابين بابا يدخل منه الناس وباب يخرجون منه ) فتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهي على ما كانت عليه في الجاهلية ولما تولى عبد الله بن الزبير رضي الله عنه على الحجاز هدمها وبناها على قواعد إبراهيم على حسب ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم ولما قتل رضي الله عنه واستولى الحجاج على مكة وهو أمير من أمراء بني أمية أرسل إلى عبد الملك بن مروان ثم أمره بأن يعيد الكعبة على ما كانت عليه في زمن الجاهلية وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فأعادها ثم لما بلغه الخبر عن عائشة تمنى أنه علم به أولا ولما تولى هارون الرشيد أراد أن يغير الكعبة من بناء الحجاج إلى بناء من ؟ عبد الله بن الزبير فاستشار مالكا في ذلك فقال : " لا تجعل بيت الله ملعبة للملوك كلما جاء ملك هدمه وغير " فأبقي على ما كان عليه وهذا في الحقيقة من رحمة الله عز وجل وحكمته لو أنه كان عليه على ما أراده النبي عليه الصلاة والسلام لكان في مثل هذه الأوقات سببا للهلاك والموت لأن الناس إذا كان يقتتلون على رمي الجمرات ويقتل بعضهم فما بالك إذا كانوا يقتتلون على الدخول في الكعبة من باب ضيق والكعبة مسقفة وضيقة نعم ولكن الحمد لله ما أراده النبي عليه الصلاة والسلام قضاه الله عز وجل صار الحجر الآن مفتوحا وله بابان باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه والذي يدخل مع الباب الشرقي من الحجر ويخرج من الغربي كأنما دخلوا في الكعبة وخرجوا منها فحصل ولله الحمد ما أراده النبي عليه الصلاة والسلام مع انتفاء الضرر وهذا يدلك على حكمة الله عز وجل وبه تتذكر دائما (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) فصارت الحمد لله الخيرة فيما وقع هذا الحجر وأما قوله : " والأركان " يعني الأركان الأربعة فإن الكعبة لها أركان أربعة شرفها الله منها ركنان على بناء إبراهيم وهما اللذان فيهما الاستلام الركن اليماني والحجر الأسود وركنان على غير قواعد إبراهيم ولهذا لا يستلمان لا يستلمان ولما طاف معاوية رضي الله عنه في ذات سنة من السنوات التي حج فيها جعل يستلم الأركان الأربعة الحجر والحجر والركن الشامي والعراقي فقال له ابن عباس : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم حج ولم يستلم إلا الركنين اليمانيين ) فقال معاوية : ( ليس شيء من البيت مهجورا ) معاوية يقول : ( ليس شيء من البيت مهجورا ) يعني كل الأركان ما هي مهجورة فقال له ابن عباس : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) فرجع معاوية أراد معاوية أن يعارض النص بالقياس ولكن بين له ابن عباس ان معارضة النص بالقياس باطلة فاسدة (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لم يستلم إلا الركنين اليمانيين فإنه لا يشرع لنا أن نستلم بقية الأركان .

الشيخ : " وكذا صلاة في قبا فكعمرة *** في أجرها والفضل للمنان "
يعني معناه الصلاة في مسجد قباء إذا خرج الإنسان من بيته متطهرا وصلى فيه ركعتين فإنه يكون كمن أتى بعمرة ومسجد قباء معروف
فإن قال قائل : مسجد قباء الموجود أكبر من مسجد قباء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قلنا ما زيد في المسجد فله حكمه ولهذا انظر إلى المسجد الحرام هل هو على ما كان عليه على عهد الرسول أبدا ما كان عليه على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قريب جدا من حوالي بئر زمزم كذلك أيضا المسجد النبوي هل هو على ما كان عليه في عهد الرسول ؟ لا زاد فيه عثمان رضي الله عنه وزاد فيه عمر أولا ثم زاد فيه عثمان والصحابة أجمعوا على أن الزيادة لها حكم المزيد والدليل على إجماعهم أن عثمان رضي الله عنه لما زاد المسجد النبوي من جهة القبلة كان يصلي في محرابه في محراب الزيادة التي زادها وكان المسلمون يتسابقون إليها ويصلون في الصف الأول ولو كان ليس لها حكم المسجد لكان يتأخرون إلى المسجد الأول الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم المهم ما زيد في المسجد فله حكمه

الشيخ : قال :
" فإذا أتينا المسجد النبوي صلـ *** ـينا التحية أولا ثنتان "
لمن ؟ لله عز وجل إذا دخلت المسجد النبوي فأول ما تفعل صل ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) يقول :
" بتمام أركان لها وخشوعها *** وحضور قلب فعل ذي الإحسان "
يعني أن يصليها تامة بأركانها وواجباتها وشروطها مع خشوع القلب وأراد بذلك الإشارة إلى ما يفعله بعض الجهلة تجده يحب أن يبدأ أولا بزيارة القبر فإذا قيل له صل ركعتين يصليها بسرعة نقا وبقلب متعلق بالقبر ليس بخاشع نعم فأراد ابن القيم رحمه الله بهذا أن يلفت النظر إلى أنه لا ينبغي أن تتسرع في هاتين الركعتين بل بطمأنينة وخشوع .

الشيخ : " ثم انثنينا للزيارة نقصد الـ *** ـقبـر الشريف ولو على الأجفان "
يعني ولو كنا نمشي على أجفان عيوننا لا على أقدام سوق يعني نمشي تعظيما للرسول عليه الصلاة والسلام ولو على الأذقان لكنه في الحقيقة إنما يمشون على إيش ؟ على الأقدام لا شك .

الشيخ : يقول :
" فنقوم دون القبر وقفة خاشع او وِقفة خاضع *** متذلل في السر والإعلان
فكأنه في القبر حي ناطق *** فالواقفون نواكس الأذقان "
هذا من ابن القيم رحمه الله لا شك أنه مبالغة وما كان الصحابة يقفون على قبر الرسول كهذا الوقوف الذي ذكره ابن القيم هذا الخشوع خشوع لا ينبغي أن يكون إلا لرب العالمين عز وجل حتى الصحابة والرسول بين أيديهم حي هل كانوا يأتون إليه على هذا الوجه من التعظيم شوف الآن يقول :
" فنقوم دون القبر وِقفة خاضع *** متذلل في السر والإعلان
فكأنه في القبر حي ناطق *** فالواقفون نواكس الأذقان "
يعني ... هكذا هذا لا يصح إلا لله وهذا في الحقيقة من الزلة التي نرجو الله عز وجل أن يعفو عن ابن القيم منها لأنها ليست هينة فنحن نقول لابن القيم هل كان ابن عمر وهو يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعلى أبيه هل كان يقف هذا الوقوف هل كان يقف نواكس الأذقان هل كان يقف خاضعا كأنما هو بين يدي الله عز وجل ؟ الجواب لا ونحن نعلم أن ابن القيم وغيره ممن دون الصحابة لا يمكن أن يكونوا في توقيرهم للرسول عليه الصلاة والسلام كتوقير الصحابة للرسول أبدا فنسأل الله أن يعفو عنه .
" ملكتهم تلك المهابة فاعترت *** تلك القوائم كثرة الرجفان تلك القوائم كثرة الرجفان "
حتى هذا سبحان الله يعني يقول من مهابة الرسول صلى الله عليه وسلم ملكتهم حتى صارت قوائمهم ترجف من شدة المهابة هذا لا ينبغي يعني لا ينبغي أن يكون الإنسان يقف أمام قبر الرسول إلى هذا الحد صحيح أن الإنسان إذا وقف يشعر أن الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل إلى الناس كافة وأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وأنه نصح للأمة وجاهد في الله أما أن يقف هذا الوقوف الذي وصف ابن القيم فكلا والله .