القارئ : " الوحيين شاهدة لنا *** وعليكم هل يستوي الأمران
وأدلة المعقول شاهدة لنا *** أيضا فقاضونا إلى البرهان
وكذاك فطرة ربنا الرحمن شا *** هدة لنا أيضا شهود بيان
وكذاك إجماع الصحابة والألى *** تبعوهم بالعلم والإحسان
وكذاك إجماع الأئمة بعدهم *** هذا كلامهم بكل مكان
هذي الشهود فهل لديكم أنتم *** من شاهد بالنفي والنكران
وجنودنا من قد تقدم ذكرهم *** وجنودكم فعساكر الشيطان
وخيامنا مضروبة بمشاعر الـ *** ـوحيين من خبر ومن قرآن
وخيامكم مضروبة بالتيه فالسـ *** ـكان كل ملدد حيران
هذي شهادتهم على محصولهم *** عند الممات وقولهم بلسان
والله يشهد أنهم أيضا كذا والله يشهد أنهم أيضا كذا *** تكفي شهادة ربنا الرحمن " .
الشيخ : يقول المؤلف : " فصل في التفاوت بين حظ المثبتين والمعطلين من وحي رب العالمين " يعني أينا أحظ هم أو نحن ننظر قال :
" ولنا الحقيقة من كلام إلهنا *** ونصيبكم منه المجاز الثاني "
مثال ذلك نحن نقول : إن قول الله تعالى : (( بل يداه مبسوطتان )) حقيقة له يد حقيقة وهم يقولون لا ليس له يد حقيقة ولكنها مجاز عن النعمة إذن لنا حظنا من القرآن
الطالب : ...
الشيخ : وحظهم المجاز هذا واحد .

الشيخ : " وقواطع الوحيين شاهدة لنا *** وعليكم "
قواطع الوحيين الكتاب والسنة أدلتها القاطعة شاهدة لنا أما بالنسبة لكم فهي شاهدة عليكم " هل يستوي الأمران ؟ " لا
" وأدلة المعقول شاهدة لنا *** أيضا فقاضونا إلى البرهان "
أيضا الأدلة العقلية تحكم لنا وتشهد لنا وإذا كنتم صادقين فقاضونا تفضلوا نتقاضى نحن وإياكم إلى الأدلة العقلية .

الشيخ : " وكذاك فطرة ربنا الرحمن شا *** هدة لنا أيضا شهود بيان "
الفطرة تشهد بما نقول ولا تشهد لكم ونظير لهذا أوضح مثلا علو الله عز وجل هم ينكرونه ينكرون علو الله فمتقدمو الجهمية يقولون إن الله في كل مكان كل مكان فالله فيه في المسجد الله في المسجد في السوق في المطعم نعم ولو كان يشربون الشيش والدخان وكل شيء فالله في المكان في أقذر من ذلك والعياذ بالله فالله فيه هو نفسه المتأخرون منهم قالوا هذا غير معقول هذا منكر ولكن الصواب أن الله ليس فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل نعم ولا داخل العالم ولا خارج العالم نعم إي نعم وهات من النفي إذن هو عدم محض كما قال محمود بن سبكتكين رحمه الله لما قال : " صف لنا ربك قال له : هو لا داخل العالم ولا خارج وقام يأتي من هذا النفي " قال : " والله ما تصف العدم بأحسن من هذا الوصف " هذا هو العدم طيب
لكن نحن نقول الله عز وجل فوق فوق فوق كل شيء الفطرة الآن السليمة لو أن الإنسان لم يقرأ أي كتاب في العلو أين يطلب ربه في العلو بمقتضى الفطرة يطلبه في العلو إذا قال يا رب ما يمكن إلا ... إلى السماء وإذا جودلوا وقيل لهم أنتم تدعون الله ترفعون أيديكم قال أي نرفع أيدينا لأن السماء جهة قبلة الداعي مو بأن الله في السماء أعوذ بالله طيب قبلة الداعي والمدعو تحت كيف هذا لكن نسأل الله العافية الجهل الجهل .
قال : " وكذاك فطرة ربنا الرحمن شا *** هدة لنا أيضا شهود بيان "
كم ذي ؟ الكتاب والسنة والعقل والفطرة .

الشيخ : " وكذاك إجماع الصحابة والألى *** تبعوهم بالعلم والإحسان "
خمسة
" وكذاك إجماع الأئمة بعدهم " بعد التابعين " هذا كلامهم بكل مكان "
الأدلة سبعة ستة نعم .

الشيخ : " هذي الشهود فهل لديكم أنتم *** من شاهد بالنفي والنكران "
هل أحد يشهد لكم بالطريقة التي أنتم عليها النفي والنكران لا
" وجنودنا من قد تقدم ذكرهم *** وجنودكم فعساكر الشيطان "
فرق أو لا فرق جنودنا الأنبياء الصحابة التابعون تابعهم بإحسان الأئمة أما جنودكم فعساكر الشيطان من الفلاسفة فلاسفة اليونان والمناطقة وغيرهم .

الشيخ : وخباؤنا نعم
" وخيامنا مضروبة بمشاعر الـ *** ـوحيين من خبر ومن قرآن "
الخيام خيامنا مضروبة بالمشاعر المقدسة مشاعر إيش ؟ الوحيين من الخبر ومن قرآن الخبر عن الرسول والقرآن كلام الله وقدم الخبر على القرآن في الذكر من أجل القافية طيب
" وخيامكم مضروبة بالتيه " ايش؟ التيه مكان معلوم على غير الشيء مضروبة بمكان لا يدرى عنه ولا تقصد ولا ينتفع بها
" بالتيه فالسـ *** ـكان كل ملدد حيران" أعوذ بالله
" هذه شهادتهم على محصولهم *** عند الممات وقولهم بلسان "
علماء الكلام يقولون هم أشد الناس شكا عند الممات أعوذ بالله لأنهم ما بنوا على عقيدة وعند الممات من وفق منهم رجع وقال : " أموت على عقيدة أمي " شوف على عقيدة أمه اللي ما تعلمت ويقول بعضهم : " أموت على عقائد عجائز نيسابور " ... لأن كل حياته التي أمضاها لم يستفد شيئا إلا كما قال كبراؤهم :
" لم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا "
اللهم .احمنا.

الشيخ : قال :
" هذه شهادتهم على محصولهم *** عند الممات وقولهم بلسان
والله يشهد أنهم أيضا كذا *** تكفي شهادة ربنا الرحمن "
فإن الله تعالى يقول : (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى )) وأظن أن الفرق بينهم وبين السلف واضح جدا أدلة هؤلاء من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع أهل الخير أما هؤلاء فبالعكس .

السائل : ... ساعة الجمعة الساعة السادسة ... والحديث لم يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم هل تبدأ من طلوع الشمس أو طلوع الفجر ... فكيف ؟
الشيخ : حتى لو لم يبين أقول حتى لو لم يبين فالفرق ربع ساعة .
السائل : يعني من الساعة .
الشيخ : إذا قسمتها إذا زودت ساعة ونصف ... ربع ساعة .
السائل : ...

الشيخ : ...
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
" ولنا المساند والصحاح وهـ *** ـذه السنن التي نابت عن القرآن
ولكم تصانيف الكلام وهذه الـ *** آراء "
الشيخ : وهذه الأ
القارئ : " ولكم تصانيف الكلام وهذه الـ *** آراء وهي كثيرة الهذيان
شبه يكسر بعضها بعضا كبيـ *** ـت من زجاج خرّ للأركان
هل ثم شيء غير رأي أو كلا *** م باطل أو منطق اليونان
ونقول قال الله قال رسوله *** في كل تصنيف وكل مكان
لكن تقولوا قال أرسطو "
الشيخ : آرسْطُو آرسْطُو
القارئ : " لكن تقولوا قال أرسطُو "
الشيخ : قال آرسْطُو مد الهمزة يعني ممدودة عندك ايه نعم
القارئ : " لكن تقولوا قال آرسْطُو وقا *** ل ابن الخطيب وقال ذو العرفان
شيخ لكم يدعى ابن سينا لم يكن *** متقيدا بالدين والإيمان
وخيار ما تأتون قال الأشعر *** ي وتشهدون عليه بالبهتان
فالأشعري مقرر لعلو رب الـ *** ـعرش "
الشيخ : رب رب
القارئ : " فالأشعري مقرر لعلو رب الـ *** ـعرش فوق جميع ذي الأكوان
في غاية التقرير بالمعقول *** والمنقول ثم بفطرة الرحمن
هذا ونحن فتاركو هذا ونحن فتاركو الآراء *** للنقل الصحيح ومحكم الفرقان
لكنكم بالعكس قد صرحتم *** ووضعتم القانون ذا البهتان
والنفي عندكم على التفصيل والـ *** إثبات إجمالا بلا نكران " .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف في هذه القطعة رحمه الله :
" ولنا ولنا المساند والصحاح وهـذه الـ *** ـسنن التي نابت عن القرآن "
يعني لنا أدلة المساند جمع مسند مثل مسند الإمام أحمد والصحاح جمع صحيح كالبخاري والسنن جمع سنة والمراد بها سنن النسائي وأبي داود وما أشبه ذلك
يعني أدلتنا من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام الموجودة في المساند والصحاح والسنن
يقول :" التي نابت عن القرآن " قوله : نابت عنه يعني أنها تأتي بالتفصيل فيما يجيء به القرآن إجمالا وربما تأتي بحكم مستقل لا يوجد في القرآن لكن هذا الحكم المستقل الذي لم يوجد في القرآن قد أرشد القرآن إلى قبوله في قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) وقوله : (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )) وهذه الآية وإن كانت ورادة في الفيء فانه إذا كان يجب قبول ما آتاهم من الفيء وما نهى عنه من الفيء يجب الانتهاء عنه فما جاء منه تشريعا فهو من باب باب أولى على كل حال السنة تنوب عن القرآن فيما يحتاج إلى تفصيل أو ما أشبه ذلك .

الشيخ : " ولكم تصانيف الكلام وهذه الـ *** آراء وهي كثيرة الهذيان "
فرق بين هذا وهذا والا لا ؟ فرق لا شك
" شبه يكسر بعضها بعضا كبيـ *** ـت من زجاج خر للأركان "
يعني الذي عندكم شبه يكسر بعضها بعضا ولهذا تجدهم متناقضين بل تجد الواحد منهم يؤلف كتبا يتناقض فيها وهذا البيت أخذه المؤلف من بيت سابق ذكره الخطابي يقول :
" حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر مكسور "
يعني حجج أهل الكلام كهذا البيت أقرأه مرة ثانية وثالثة ثم تتلونه علي يقول لا أنت فاهم يا عبد الرحمن بن داود رفع يده كأنه يقول هات فأنت حافظه من قبل
" حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر مكسور " هذه الثانية الثالثة
" حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر مكسور " من حفظ ؟
الطالب : " حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر مكسور " .
الشيخ : تمام خلاص يعني تتهافت مثل الزجاج تظنها حقا وكل يكسر الآخر نعم يقول : " هل ثم شيء غير رأي أو كلا *** م باطل أو منطق اليونان "
الجواب لا .

الشيخ : أما نحن فنقول
" قال الله قال رسوله *** في كل تصنيف وكل مكان "
ما شاء الله نبني أقوالنا على قول الله ورسوله
" لكن تقولوا قال آرسطو وقا *** ل ابن الخطيب وقال ذو العرفان
شيخ لكم يدعى ابن سينا لم يكن *** متقيدا بالدين والإيمان "
هذه أشياخهم فلاسفة ملاحدة لا يتقيدون بإيمان ولا يتقيدون بدين وهذا بيت من عدة أبيات يصرح ابن القيم وكذلك شيخه بأن ابن سينا كافر خارج من الدين وإن كان عند بعض المثقفين يرى أنه مؤمن نعم ولكنه نحن نقول إنه طبيب وجيد في الطب لكنه فيما يتعلق بالأديان نرى أن الناقلين عنه الكفر كشيخ الإسلام وتلميذه وغيرهم نرى أنهم ثقات وأن شهادتهم عليه مقبولة نعم .

الشيخ : " وخيار ما تأتون قال الأشعر *** ي وتشهدون عليه بالبهتان "
هذا خيار ما تأتون به أن تضيفوا أقوالكم إلى الأشعري ومع ذلك تقولون عليه بالبهتان تكذبون عليه لأن الأشعري رحمه الله أبا الحسن كان في أول عمره معتزليا على مذهب المعتزلة بقي على هذا أربعين سنة رحمه الله على مذهب المعتزلة معطل للصفات وله أيضا آراء في الإيمان والقدر وما أشبهها ثم اتصل بعبد الله بن سعيد بن كلاب فعرف منه بعض الشيء المخالف لمذهب المعتزلة فاعتنقه وخالفه في بعض الأمور وخرج ذات يوم يوم الجمعة وكان له منبر يعني كرسي يتكلم فيه بعد صلاة الجمعة فوضع عمامته وقال : " من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو الحسن الأشعري " شوف رحمة الله عليهم العلماء الأولين يصدعون بالحق ثم قال إنه كان على مذهب المعتزلة " وأنا الآن أقر ببطلانه وأنه مذهب باطل " وجعل يفنده رحمه الله ثم بعد مدة طالع كتب السلف وكتب أهل السنة وأعجبه مذهب الإمام أحمد رحمه الله إمام أهل السنة وصنف كتابه * الإبانة عن أصول الديانة * وصرح بأنه تابع للإمام أحمد بن حنبل وساق الأدلة على إثبات الصفات ورد على المعتزلة ردا بليغا والكتاب الحمد لله مشهور الان معروف مطبوع هم الآن أصحابه الذين ينتمون إليه تعلقوا بأي زمن تعلقوا به من حاله ؟ بالأوسط بالأوسط فصاروا بين مذهب المعتزلة وبين مذهب أهل السنة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .

الشيخ : يقول :
" فالأشعري مقرر لعلو رب الـ *** ـعرش فوق جميع ذي الأكوان "
وأنتم أيها المنتسبون إليه تقولون لا إن الله ليس عال فوق كل شيء بل علوه علو معنى وصفة لا علو ذات
" في غاية التقرير بالمعقول *** والمنقول ثم بفطرة الرحمن "
هذه أدلة العلو المنقول وهو كتاب وسنة والمعقول والفطرة بقي دليل خامس الإجماع فالقرآن يا إخواننا مملوء بذكر علو الله عز وجل كثير من آيات القرآن فيها ذكر السنة كذلك قرر النبي عليه الصلاة والسلام علو الله قولا وفعلا وإقرارا فأقوال الرسول كثيرة جدا في إثبات علو الله في كل صلاة يقول : ( سبحان ربي الأعلى ) في كل صلاة وهذا تقرير لعلو الله بالفعل لما خطب الأمة يوم عرفة وقررهم بتبليغه وقالوا : ( نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ) قال : ( اللهم اشهد يرفع أصبعه إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد ) هذا تقرير للعلو بإيش ؟ بالفعل وكان صلى الله عليه وسلم ينتظر الوحي دائما ويرفع وجهه إلى السماء (( قد نرى تقلب وجهك في السماء )) ينتظر الوحي نازلا من رب السماء عز وجل أما إقراره غيره فجارية معاوية بن الحكم ( دعاها النبي عليه الصلاة والسلام وقال لها : أين الله ؟ قالت : في السماء ) جارية ما درست ولا تعلمت لكن اهتدت لذلك بالفطرة ( قالت في السماء قال : أعتقها فإنها مؤمنة ) هؤلاء يقولون الذي يقول ان الله في السماء كافر لأن الله في كل مكان أو لأن الله لا في السماء ولا في الأرض ولا يمين ولا يسار الرسول قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة )
ويذكر أنه قال لحصين أبي عمران بن حصين : ( كم إله تعبد ؟ قال : أعبد سبعة ) سبعة آلهة ( ستة في الأرض وواحد في السماء ) قال : ( من تعد لرغبتك ورهبتك ؟ قال : الذي في السماء ) ( قال : الذي في السماء ) وهو كافر مشرك يعبد سبعة آلهة ستة مع الله والله واحد
طيب أما الفطرة فلا تسأل كل إنسان مفطور على علو الله حتى إن أبا المعالي الجويني رحمه الله كان يقرر ذات يوم والمشايخ الكبار في عهدهم يجعل لهم كراسي يدرسون الناس عموما كان يقرر يقول : " إن الله سبحانه وتعالى كان ولم يكن شيء معه وهو الآن على ما كان عليه " كلمة طيبة كان ولم يكن شيء معه وهو الآن على ما كان عليه تدرون ماذا يريد ؟ يريد أن ينكر استواء الله على العرش يقول الآن كان ولا عرش كان ولا عرش والآن على ما عليه إذن لا استواء على العرش فقال له أبو العلاء الهمذاني رحمه الله : " يا شيخ يا شيخ دعنا من ذكر العرش أخبرنا عن هذه الفطرة أو كلمة نحوها عن هذه الضرورة أخبرنا عن هذه الضرورة ما قال عارف قط يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " صح والا لا ؟ كل واحد يقول يا الله يجد من قلبه ارتفاع للسماء وإن لم يدرس فضرب قام يضرب على رأسه يصرخ يقول : " حيرني الهمذاني حيرني " لأن الفطرة لا يمكن إنكارها أبدا الفطرة لا يمكن إنكارها أبدا
ويذكر أن سليمان عليه الصلاة والسلام خرج ذات يوم يستسقي بالناس منع المطر عنهم فخرج يستسقي بهم فمر بالطريق على نملة نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول : " إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا رزقك " وهي نملة فقال : " ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم " الله أكبر حشرة تدري أين ربها ولهذا رافعة قوائمها إلى السماء فالمهم أن هذه الفطرة حتى الحيوان مفطور عليها أن الله في السماء
أما الإجماع فيقول شيخ الإسلام : " إن الصحابة والسلف مجمعون على أن الله في العلو " يقول : " والله يعلم أني بعد البحث التام ومطالعة ما أمكن من كلام السلف ما وجدت أحدا منهم قال : إن الله ليس في السماء ولا إن الله ليس على العرش ولا إنه لا داخل العالم ولا خارجه " وشيخ الإسلام تعرفون منه في سعة العلم والاطلاع والأمانة يقول ما وجدت أحد صرح بنفي ذلك فصارت الأدلة على علو الله استمعوا لها الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة نعم
بقينا العقل كيف دل على علو الله ؟ نقول من المعلوم أن العقل صفة كمال قصدي نعم من المعلوم أن العلو صفة كمال أليس كذلك ؟ كل يعرف ذلك وإذا كان العلو صفة كمال العلو صفة كمال لزم أن يكون الله متصفا به هذه واحدة ثانيا ولأن السلطة التامة لا تكون إلا بالعلو ولهذا اذا كان عدوك يأتيك من فوق ما تستطيع أن تقابله فهو إذن من تمام سلطان الله عز وجل ومن كمال صفاته طيب .

الشيخ : يقول : لكنكم
" هذا ونحن فتاركو الآراء *** للنقل الصحيح ومحكم الفرقان "
إذن مذهبنا يا إخواني تقديم النقل على العقل ونرى أن النقل هو مصدر التلقي لاسيما فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته
" لكنكم بالعكس " ويش معنى العكس ؟ يعني قدمتم العقل على النقل ولاحظوا أن العقل الذي قدموه ليس عقلا صريحا لأنه عقل مبني على شبهات أما العقل الصريح فلا يمكن أن يخالف النقل الصحيح ولا يمكن أن يعارضه
" لكنكم بالعكس قد صرحتم *** ووضعتم القانون ذا البهتان " .

الشيخ : " والنفي عندكم على التفصيل والـ *** إثبات إجمالا " نعم
" والنفي عندكم على التفصيل والـ *** إثبات إجمالا بلا نكران "
طريقة أهل التعطيل استمع في الصفات النفي ليش ؟ لئلا يشبهوا الله بالموجودات إن أثبتوا يقولون إن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولا سميع ولا بصير ولا أعمى إلى آخره النفي دائما لا يثبتون ليش ؟ قالوا لأننا إذا أثبتنا شبهناه بإيش ؟ بالموجودات فننفي قلنا لهم إذا نفيتم شبهتموه بالمعدومات فوقعتم في شر مما فررتم به فجاءت طائفة ثالثة قالت إذن نسلم من الاعتراض فلا نصفه بإثبات ولا نفي لا بإثبات ولا نفي ما نقول سميع ولا نقول غير سميع عرفتم عشان تخلص من السلف ومن المعطلة قلنا لهم إذا قلتم هكذا شبهتموه بالممتنعات لأنه ما يوجد شيء لا موجود ولا معدوم لا موجود ولا معدوم ولا سميع ولا أصم ولا بصير ولا أعمى كيف هذا فأهل التعطيل والعياذ بالله كلما فروا من شيء وقعوا في شر منه إي نعم يقول رحمه الله : " لكنكم بالعكس "
" والنفي عندكم على التفصيل والـ *** إثبات إجمالا بلا نكران "
نقرأ البيت متعلق به
" والمثبتون طريقهم نفي على الـ *** إجمال والتفصيل بالتبيان "
المثبتون وهم السلف وأتباعهم على العكس من أهل التعطيل يجملون في النفي ويفصلون في الإثبات صح ؟ لماذا ؟
أول لأن هذا طريقة القرآن كم آية ذكر الله فيها صفات الكمال على وجه التفصيل ؟ ها كثير تكاد تقول كل الآيات أو أكثرها ؟ كلها تفصيل لصفات الله عز وجل وكم آية ذكر فيها النفي إجمالا ؟ قليل تعدها بالأصابع ما تتجاوز عشر آيات نعم إلا فيما يتعلق بالألوهية والعبادة فهي كثير نعم
الطالب : ...
الشيخ : إي النفي التفصيلي قليل جدا كله إجمال كله إجمال النفي التفصيل قليل والإثبات تفصيله كثير فإذن المثبتون فصلوا في الإثبات وأجملوا في النفي لماذا ؟ انتبه أولا لأن ذلك طريقة القرآن أنت فاهم يا سليمان طيب
ثانيا : أن التفصيل في الإثبات ثناء وتعظيم على الموصوف و الاجمال، و والتفصيل في النفي قدح وعيب واستهزاء بالموصوف فاهمين يا جماعة معقول الكلام ؟ نضرب مثلا هذا إنسان قام يمدح الملك يمدحه ملكا أمامه قال أنت الملك الشجاع المقدام الكريم الحليم وصار يذكر من صفات الكمال ما يملأ الأوراق الملك كلما ذكر صفة كمال انتفخ نعم وزاد حتى صار كالجبل العظيم من كثرة صفات الإثبات ... فجاء مسكين يبي يقلد صاحب الإثبات ووقف أمام الملك وقال له أيها الملك لست بكساح ولا زبال ولا دمال ولا وحش ولا حمار ولا كلب إيش يقول هذا وقام يكيل له من ها النفي ويش يقول الملك؟ يقول اسجنوه ودوه السجن هذا يمدح الملك والا ما يمدحه ؟ لا يمدحه أبدا هذا يذمه ويقول أنت تستهزئ به مين قالك إني كساح مين قالك إني زبال نعم صح والا لا هذا صحيح إذن التفصيل في النفي حكمه ذم في الحقيقة ذم للموصوف ولهذا لم يذكر الله التفصيل في النفي إلا في مسائل قليلة إما لإبطال قول من وصفه بهذا المنفي مثل قوله تعالى : (( لم يلد ولم يولد )) وإما لتوهم نقص في كماله مثل قوله تعالى : (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )) لأن الإنسان قد يتصور أن الذي خلق السموات خلق هذه السموات العظيمة والأرض العظيمة خلقها في ستة أيام لا بد أن إيش ؟ يتعب فقال : (( وما مسنا من لغوب )) ربما يتجرأ العاصي على المعصية ويقول لعله يعصي الله في غفلة الله فقال الله تعالى : (( وما الله بغافل عما تعملون )) كذا ربما يقول قائل السموات والأرض كل هذا لعب كلها لعب حياة وموت خلاص فقال : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) فالحاصل ما تجد نفيا في صفات الله على سبيل التفصيل إلا لسبب فطريقة أهل السنة والجماعة إذن طريق أهل السنة والجماعة التفصيل في الإثبات والإجمال في النفي لماذا ؟
لسببين : السبب الأول : أن هذا طريقة القرآن
والسبب الثاني : أن التفصيل في الإثبات زيادة مدح وكمال والتفصيل في النفي زيادة ذم وتنقيص واضح وضربنا لكم مثلا واضحا نعم وإياكم أن تقفوا أمام من تحبونه فتصفونه بصفات النفي فإنه إذا فعلتم ذلك فسوف إيش ؟ سوف يعاقبكم ويقول هذا ليس علامات المحبة أليس كذلك ؟ نعم أنت فاهم كلامي زين ما الذي فهمت ؟
الطالب : ... سيعاقبك ... .
الشيخ : نعم وإن فصلت في الاثبات في الصفات الكاملة إي طيب أظن انتهى الوقت زين طيب الفرقان إي طيب
الطالب : ...
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : خلاف بسيط هذا وعرضتم
القارئ : " قول الرسول على الذي "
الشيخ : إي نعم
القارئ : " قال الشيخ ومحكم " .
الشيخ : ومحكمَ زين الفرقان طيب نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : خلاف بسيط هذا ما ... نعم .

القارئ : " وعرضتم قول الرسول على الذي *** قال الشيوخ ومحكم الفرقان
فالمحكم النص الموافق قولهم *** لا يقبل التأويل في الأذهان
لكنما النص المخالف قولهم *** متشابه متأوَل بمعان "
الشيخ : متأوَل بفتح الواو
القارئ : " لكنما النص المخالف قولهم *** متشابه متأوَل بمعان
وإذا تأدبتم تقولوا مشكل *** أفواضح يا قوم رأي فلان
والله لو كان الموافق لم *** يكن متشابها متأولا بلسان "
الشيخ : لو كان موافقا
القارئ : " والله لو كان الموافق لم *** يكن متشابها متأولا بلسان "
الشيخ : متأولا
القارئ : " والله لو كان الموافق لم *** يكن متشابها متأولا بلسان
لكن عرضنا نحن أقوال الشيو *** خ على الذي جاءت به الوحيان
ما خالف النصين لم نعبأ به *** شيئا وقلنا حسبنا النصان
والمشكل القول المخالف عندنا *** في غاية الإشكال لا التبيان " .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المؤلف رحمه الله في هذه القطعة :
" فتدبروا القرآن مع من منكما *** وشهادة المبعوث بالقرآن "
يعني تدبروا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع من هو هل هي معكم أيها النفاة أو مع المثبتين إذا تدبرنا ذلك وجدنا أنها مع المثبتين وأن القرآن والسنة يفصلان في الإثبات ويجملان في النفي وطريقة أهل التعطيل التفصيل في النفي والإجمال في الإثبات طيب .

الشيخ : " وعرضتم قول الرسول على الذي *** قال الشيوخ ومحكم القرآن "
وعرضتم أيضا محكم القرآن تعرضون قول الله ورسوله على قول الشيوخ فإن وافق قول الشيوخ قبلتموه وإن خالف قول الشيوخ رددتموه ولهذا قال :
" فالمحكم النص الموافق قولهم *** لا يقبل التأويل في الأذهان "
يعني تجعلون النص الموافق لقولهم هو المحكم الذي لا يقبل التأويل وهو الواضح الذي لا يقبل الاشتباه
" لكنما النص المخالف قولهم *** متشابه متأول بمعاني "
عرفتم يا جماعة صارت طريقة هؤلاء يتلون القران والسنة على ما قال الشيوخ فإن وافق ما قال الشيوخ فهو محكم واضح لا يحتمل التأويل وإن خالف فهو المتشابه القابل للتأويل وتأويل هؤلاء المعطلة عندهم هو تأويل وعندنا تحريف لأنه لا دليل عليه .

الشيخ : " وإذا تأدبتم " يعني إذا تأدبتم وأردتم تتكلمون بلباقة لا تقولون هذا متشابه تقولون هذا مشكل
" وإذا تأدبتم تقولوا مشكل *** أفواضح يا قوم رأي فلان "
يكون المشكل القرآن والسنة إذا خالف آراء الرجال والواضح آراء الرجال هذا إذا تأدبوا قالوا مشكل وأما إذا لم يتأدبوا قالوا هذا متشابه أولوه حرفوه
" والله لو كان الموافق لم يكن *** متشابها متأولا بلسان "
يعني والله لو كان النص هو الموافق لقول الشيوخ لم يكن متشابها بل كان محكما واضحا .

الشيخ : " لكن عرضنا نحن أقوال الشيو ***خ على الذي جاءت به الوحيان "
هذا طريق من ؟ طريق أهل السنة المثبتين يعرضون أقوال الشيوخ على ما جاء به الوحيان
" ما خالف النصين " الكتاب والسنة
" لم نعبأ به *** شيئا " يعني لم نبال به شيئا نعم
" وقلنا حسبنا النصان " ونعم الحسيب حسبنا يعني يكفينا النصان عن آراء الرجال هذا إذا خالفت آراء الرجال النصين نعم
" والمشكل القول المخالف عندنا *** في غاية الإشكال لا التبيان "
المشكل ما هو ؟ أقوال الشيوخ المخالفة للكتاب والسنة هذا المشكل أما الواضح عندنا فهو دلالة الكتاب والسنة نعم .

القارئ : " والعزل والإبقاء "
الشيخ : مش مش
القارئ : " والعزل والإبقاء مرجعه إلى الـ *** آرء عندكم بلا كتمان
لكن لدينا ذاك مرجعه إلى *** قول الرسول ومحكم
لكن لدينا ذاك مرجعه إلى *** قول الرسول ومحكم القرآن
والكفر والإسلام عين خلافه *** ووفاقه لا غير بالبرهان
والكفر عندكم خلاف شيوخكم *** ووفاقهم فحقيقة الإيمان
هذي سبيلكم وتلك سبيلنا *** والموعد الرحمن بعد زمان " .
الشيخ : الله أكبر .
القارئ : " وهناك يعلم أي حزبينا على الـ *** حق الصريح وفطرة الديان
فاصبر قليلا إنما هي ساعة *** فإذا أصبت ففي رضا الرحمان
فالقوم مثلك "
الشيخ : ...
القارئ : " فالقوم مثلك يألمون ويصبرو *** ن وصبرهم في طاعة الشيطان " .

الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله :
" والعزل والإبقاء مرجعه إلى الـ *** آراء عندكم بلا كتمان "
يعني القبول وهو الإبقاء والرد وهو العزل في كلام المؤلف يعني الرد والقبول مرجعه عندكم إلى الآراء فما وافق آراء الشيوخ فهو مقبول وما خالفها فهو مردود فهو يبين أن المرجع عندهم آراء الرجال هي التي تعزل أو تبقي
" لكن لدينا ذاك مرجعه إلى *** قول الرسول ومحكم القرآن "
وفرق بين هذا وهذا بين من يرجع في أموره الى الكتاب والسنة ومن يرجع إلى آراء الرجال
" والكفر والإسلام عين خلافه *** ووفاقه لا غير بالبرهان "
يعني الكفر عندنا والإسلام عين خلافه هذا لف ونشر مرتب الكفر عين خلافه والإسلام عين وفاقه ففي البيت لف ونشر مرتب واضح يا جماعة شوف يقول :
" الكفر والإسلام عين خلافه *** ووفاقه " عين خلافه يعود إلى الكفر " ووفاقه " إلى الإسلام يعني أن الكفر عندنا .