(الكلام على القياس الصحيح والقياس الفاسد) وكلامنا فيه وليس كلامنا*** في غيره أعني القياس الثاني ما لا يخالف نصه فالناس قد*** عملوا به في سائر الأزمان
" وكلامنا فيه " أي في القياس المخالف للنص
" وليس كلامنا *** في غيره أعني القياس الثاني
ما لا يخالف نصه "
يعني نحن نبطل القياس المخالف للنص أما القياس الثاني الذي لا يخالف النص فإننا لا ننكره
" فالناس قد *** عملوا به في سائر الأزمان "
ولكن يقول رحمه الله .
1 - (الكلام على القياس الصحيح والقياس الفاسد) وكلامنا فيه وليس كلامنا*** في غيره أعني القياس الثاني ما لا يخالف نصه فالناس قد*** عملوا به في سائر الأزمان أستمع حفظ
لكنه عند الضرورة لا يصار*** إليه إلا بعد ذا الفقدان (بيان أن القياس لا يصار إليه إلا إذا عدم النص)
" لكنه عند الضرورة لا يصار *** إليه إلا بعد ذا الفقدان "
يعني أننا لا نصير إلى القياس إلا إذا عدمنا النص أما إذا وجدنا النص فإننا في غنى عن القياس إذا عدمناه فإننا نقيس فيكون القياس بالنسبة للنصوص كالميتة بالنسبة للمذكاة متى يحل أكل الميتة ؟ عند الضرورة ويكون القياس كذلك بالنسبة للنصوص بمنزلة التراب عند الماء لا نستعمله إلا إذا تعذر استعمال الماء فالقياس لا يصار إليه إلا عند الضرورة فإذا اضطررنا إليه ولم نجد نصا ولا إجماعا نعتمد عليه حينئذ نلجأ إلى القياس .
2 - لكنه عند الضرورة لا يصار*** إليه إلا بعد ذا الفقدان (بيان أن القياس لا يصار إليه إلا إذا عدم النص) أستمع حفظ
هذا جواب الشافعي لأحمد*** لله درك من إمام زمان (القراءة من شرح ابن عيسى)
" هذا جواب الشافعي لأحمد *** لله درك من إمام زمان "
الشافعي أجاب الإمام أحمد بهذا الجواب بأن القياس لا يصار إليه إلا عند الضرورة نقرأ النص ابن عيسى ماذا يقول ؟
الطالب : كلام طويل يا شيخ .
الشيخ : ما يخالف الأئمة كلامهم طيب .
الطالب : يقول : " قال الناظم رحمه الله تعالى في * إعلام الموقعين * بعد أن ذكر قول الإمام أحمد رحمه الله أن ... الإمام أحمد رحمه الله تدور على خمسة أصول ... أصول الإمام أحمد الأخذ بالمرسل " .
الشيخ : لا بس كلام الشافعي وأحمد آخر شيء صفحة كم ؟
الطالب : " وقدم الشافعي تحريم صيد مع بعضه على القياس وقدم خبر جواز الصلاة بمكة على ضعفه ومخالفته لقياس غيرها من البلدان وقدم في أحد قوليه حديث ( من قاء أو رعف فليتوضأ ) وليبن على صلاته على القياس مع الخبر وإرساله وأما مالك فإنه يقدم الحديث المرسل والمنقطع والبلاغات وقول الصحابي على القياس فإذا لم يكن عند الإمام أحمد في المسألة نص ولا قول الصحابة ولا قول الصحابي " ..
الشيخ : ... الشافعي .
الطالب : وقد قال في كتاب الخلال سألت الشافعي عن القياس فقال : " إنما يصار إليه عند الضرورة ".
الشيخ : بس ظننت أن كلامه قوي .
والله ما اضطر العباد إليه فيـ***ـما بينهم من حادث بزمان (بيان بطلان قول أن كل مسألة بعينها يوجد حكمها في الكتاب والسنة)
" والله ما اضطر العباد إليه فيـ *** ـما بينهم من حادث بزمان "
يعني معناه أن النصوص كافية كافية ولكن لا شك أن هذا ليس على إطلاقه فإن الحوادث لا منتهى لها وهي أعني الحوادث أحيانا قد تكون داخلة في العموم ولكنه لا يفهم بعض الناس دخولها فيذهب إلى القياس ودعوى أن كل مسألة بعينها يوجد حكمها في الكتاب والسنة في النفس منه شيء لكن نعم يوجد الإحالة على القياس في الكتاب والسنة وحينئذ يكون لها أصل في الكتاب والسنة من حيث أن الكتاب والسنة يحيلان على القياس الصحيح المهم كلام المؤلف هنا يقول :
" والله ما اضطر العباد إليه فيـ *** ـما بينهم من حادث بزمان " .
4 - والله ما اضطر العباد إليه فيـ***ـما بينهم من حادث بزمان (بيان بطلان قول أن كل مسألة بعينها يوجد حكمها في الكتاب والسنة) أستمع حفظ
(بيان أن الأصل في العبادة الحظر والمعاملات والانتفاعات الأصل فيهما الإباحة) فإذا رأيت النص عنه ساكتا*** فسكوته عفو من الرحمن وهو المباح إباحة العفو الذي*** ما فيه من حرج ولا نكران
يريد بهذا رحمه الله ما يفعله العباد من الانتفاعات والمعاملات أما العبادات فالأصل فيها الحظر المعاملات الأصل فيها الإباحة الانتفاعات الأصل فيها أيضا الإباحة كل شيء في الأرض فهو لنا أن ننتفع (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )) إلا بنص فإذا سكت الله عنه فهو مما أباحه ما سكت الله عنه فهو عفو مما أباحه .
" فإذا رأيت النص عنه ساكتا *** فسكوته عفو من الرحمن
وهو المباح إباحة العفو الذي *** ما فيه من حرج ولا نكران " .
5 - (بيان أن الأصل في العبادة الحظر والمعاملات والانتفاعات الأصل فيهما الإباحة) فإذا رأيت النص عنه ساكتا*** فسكوته عفو من الرحمن وهو المباح إباحة العفو الذي*** ما فيه من حرج ولا نكران أستمع حفظ
فأضف إلى هذا عموم اللفظ والـ***ـمعنى وحسن الفهم في القرآن (الفرق بين عموم اللفظ وعموم المعنى وبيان أهمية حسن الفهم للنصوص)
يعني أضف إلى هذا الأصل وهو أنما سكت عنه فهو عفو أضف إليه عموم اللفظ والمعنى فإنك ربما تجد حكم هذه الحادثة داخلا في عموم لفظ أو في عموم معنى عموم اللفظ الفرق بينهما عموم اللفظ ما دل عليه اللفظ بمادته وعموم المعنى ما دل عليه بمعناه وهو القياس الجلي فإن القياس الجلي يكون فيه المقيس موافقا للمقيس عليه في العلة والعلة هي المعنى الموجب للحكم ولهذا نقول العمومات إما لفظية وهي ما دل عليها اللفظ بمادته وإما معنوية وهي ما دل عليه إيش ؟ اللفظ بمعناه وهذا هو القياس الجلي وذلك لأن القياس الجلي يتساوى فيه الفرع والأصل الفرع اللي هو المقيس والأصل اللي هو المقيس عليه يتساويان في العلة وهي المعنى العام الموجب للحكم يقول :
" فأضف إلى هذا عموم اللفظ والـ *** ـمعنى وحسن الفهم "
حسن الفهم هذا مهم كم من إنسان يفهم الشيء على خلاف ما أراد الله ورسوله فإذا وفق الإنسان إلى حسن الفهم مع قوة الملاحظة والذكاء فلا تسأل عن حاله في إصابة الصواب .
6 - فأضف إلى هذا عموم اللفظ والـ***ـمعنى وحسن الفهم في القرآن (الفرق بين عموم اللفظ وعموم المعنى وبيان أهمية حسن الفهم للنصوص) أستمع حفظ
(الكلام على تقدير الذهن وأنها داخلة في العموم وبيان القاعدة لا يدخل الاحتمالات العقلية في الدلالات النقلية) فهناك تصبح في غنى وكفاية*** عن كل ذي رأي وذي حسبان ومقدرات الذهن لم يضمن لنا***تبيانها بالنص والقرآن
هناك يعني إذا أخذت بالأصل أن الأصل الإباحة وكذلك أيضا أضفت عموم اللفظ والمعنى تستغني بهذا عن كل ذي رأي و ذي حسبان
" ومقدرات الذهن لم يضمن لنا *** تبيانها بالنص والقرآن "
مقدرات الذهن يعني ما تقدرها الأذهان الأذهان تقدر أشياء طويلة عريضة عويصة نعم هل هذا مضمون لنا تبيانها بالقرآن لا لأن من الأمور المقدرات بالعقل ما يكون الشرع ساكتا عنه فتدخل في العمومات تدخل في العمومات ولهذا قال ابن حجر وغيره من العلماء : " إنه لا ينبغي أن نورد الاحتمالات العقلية في الدلالات اللفظية " لأنك لو أردت الاحتمالات العقلية ما استقام لك دليل قط كل دليل يمكن أن تورد عليه احتمالا عقليا وحينئذ تضيع فوائد الأدلة اللفظية ولا شك أننا لو ذهبنا نقدر كما يوجد بعض الناس الآن نسأل الله ولهم الهداية إذا جئت بالدليل قال يحتمل كذا يحتمل كذا خذ بظاهره أما تقول يحتمل كذا يقول لك الثاني ويحتمل كذا وإذا قلنا يحتمل كذا ويحتمل كذا ويش تكون الدلالة ؟ تبطل لا لي ولا لك لأنك إذا قلت يحتمل كذا وأنا أقول يحتمل كذا والثالث يقول يحتمل كذا فبأي شيء نستدل خذ اللفظ على ظاهره كما أخذه الصحابة رضي الله عنه واستغنوا عن التكلف والتنطع ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام كلمة حقيقة انها تشهد لصدق الرسول عليه الصلاة والسلام ما له من الآيات الكثيرة الدالة على صدقه قال إيش ؟ ( هلك المتنطعون ) هلك المتنطع هالك لم يصل إلى حياة والآخذ للأمور على ظاهرها ويتقبلها كما يتقبلها الصحابة هذا هو الذي على الحق ولهذا أقول لكم إن أهل التنطع لا تجد نور الإيمان في قلوبهم إلا أن يشاء الله لماذا ؟ لأن قلوبهم تكون دائما قلقة تورد الإيرادات والشبهات ولا تبقى منقادة لو أنك أمعنت النظر لكنت تحكم على أن قلوب العامة أصفى من قلوب كثير من طلبة العلم لأنهم يأخذون الأمور على ظاهرها قبولا وتسليما تاما بدون إيراد احتمالات ولهذا أحذر نفسي وإياكم من هذا الطريق طريق الاحتمالات هذه اتركوها خذوا الأمور على ظاهرها والحمد لله أنتم لم تخاطبوا إلا بالظواهر والاحتمالات التي توجب التشكك والتشكيك هذه أبعدوها عن أنفسكم حتى تسلموا ولهذا قال :
" ومقدرات الذهن لم يضمن لنا *** تبيانها بالنص والقرآن " .
7 - (الكلام على تقدير الذهن وأنها داخلة في العموم وبيان القاعدة لا يدخل الاحتمالات العقلية في الدلالات النقلية) فهناك تصبح في غنى وكفاية*** عن كل ذي رأي وذي حسبان ومقدرات الذهن لم يضمن لنا***تبيانها بالنص والقرآن أستمع حفظ
وهي التي فيها اعتراك الرأي من*** تحت العجاج وجولة الأذهان
نعم .
القراءة من قول الناظم: لكن هنا أمران لو تما لما..إلى قوله.. تفصيله أيضا بوحي ثان
جمع النصوص وفهم معناها المرا *** د بلفظها والفهم مرتبتان
إحداهما مدلول ذاك اللفظ وضـ *** ـعا أو لزوما ثم هذا الثاني
فيه تفاوتت الفهوم تفاوتا *** لم ينضبط أبدا له طرفان
فالشيء يلزمه لوازم جمة *** عند الخبير به وذي العرفان
فبقدر ذاك الخبر يحصي من لوا *** زمه وهذا واضح التبيان
ولذلك من عرف الكتاب حقيقة *** عرف الوجود جميعه ببيان
وكذاك يعرف جملة الشرع الذي *** يحتاجه الإنسان كل زمان
علما بتفصيل وعلما مجملا *** تفصيله أيضا بوحي ثان " .
(بيان أمرين إذا توفرا لم نحتج إلى القياس وهما جمع النصوص والفهم وذكر مثال في الزكاة وبيان خلاف العلماء أكثره في فهم النص مثاله لفظ القرء هل هو الحيض أم الطهر وحديث" ذكاة الجنين ذكاة أمه ") لكن هنا أمران لو تما لما*** احتجنا إليه فحبذا الأمران جمع النصوص وفهم معناها المرا***د بلفظها والفهم مرتبتان
" لكن هنا أمران لو تما لما *** احتجنا إليه " أي للقياس " فحبذا الأمران " الأول :
" جمع النصوص وفهم معناها المرا *** د بلفظها " هذان الأمران لا بد منهما ولا يمكن الاستدلال إلا بهما الأول جمع النصوص وذلك لأنك قد تسمع نصا عاما له مخصصات فتحكم بالعموم وحينئذ تكون مخطئا مثال ذلك : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فيما سقت السماء العشر ) ( فيما سقت السماء العشر ) هذا الحديث عمومه يقتضي وجوب الزكاة في القليل والكثير منين نأخذ العموم ؟ ( فيما سقت ) ما قال فيما سقت إذا بلغ كذا قال : ( فيما سقت السماء العشر ) فإذا لم تجمع النصوص حكمت على شخص يملك نصف نصاب بوجوب الزكاة عليه وهي العشر لأنك أخذت بالعموم أخطأت الآن لما حكمت بوجوب الزكاة عليه وزرعه دون النصاب أخطأت ما الذي فاتك ؟ جمع النصوص لأنك ما جمعت لو جمعت هذا العموم إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ) تبين لك أن ما دون النصاب ليس فيه زكاة نعم ليس فيه زكاة واضح يا جماعة طيب
الأمر الثاني فهم المراد بها وهذا هو الذي صارت به المعارف بين الناس لأن كل واحد يفهم فهما غير فهم الثاني وصحة الفهم لها أسباب إن شاء الله نذكرها لكن هذا الذي يختلف فيه الناس كثيرا فهم المراد هل أراد الله كذا أو أراد كذا مثال ذلك قوله تعالى : (( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )) (( والمطلقات يتربصن بأنفسهن )) كم ؟ (( ثلاثة قروء )) يعني إذا طلقت المرأة فلا بد أن تعتد بثلاثة قروء ما هي القروء ؟ قال بعض العلماء : " القروء هي الحيض " وقال آخرون : " القروء هي الأطهار " اختلفوا فمن قال انها الحيض قال تعتد بثلاثة حيض ومن قال أطهار قال تعتد بثلاثة أطهار كاملة اختلفوا وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( ذكاة الجنين ذكاة أمه ) ويش الجنين ؟ ما هو الجنين ؟ الحمل في البطن سمي جنينا لأنه مستتر ( ذكاة الجنين ذكاة أمه ) ما معناه ؟ قال بعض العلماء : يعني إذا ذكيت الشاة الحامل فذكاتها ذكاة لجنينها فإذا سلخناها وشققنا بطنها وأخرجنا الولد فهو مذكى حلال وقال بعض العلماء : ذكاة الجنين كذكاة أمه كذكاة أمه يعني أنك إذا أردت أن تذكيه فاقطع رأسه عرفت وبناء على هذا القول لو ذكيت الشاة وأخرجت الجنين لم يحل لأنك لم تذكه لأنك لم تذكه فانظر إلى اختلاف الفهم والصحيح أن معنى الحديث أن الأم إذا ذكيت فذكاتها ذكاة للجنين هذا معناه ولا يحتاج إلى أن يذكي لأن الروح تخرج مع الأم أو تبقى قليلا فالمهم أنه لا بد من جمع النصوص والثاني فهم المراد ثم عاد الفهم يختلف فيه الناس اختلافا عظيما .
10 - (بيان أمرين إذا توفرا لم نحتج إلى القياس وهما جمع النصوص والفهم وذكر مثال في الزكاة وبيان خلاف العلماء أكثره في فهم النص مثاله لفظ القرء هل هو الحيض أم الطهر وحديث" ذكاة الجنين ذكاة أمه ") لكن هنا أمران لو تما لما*** احتجنا إليه فحبذا الأمران جمع النصوص وفهم معناها المرا***د بلفظها والفهم مرتبتان أستمع حفظ
ذكر قصة وقعة بين الشافعي والإمام أحمد
القراءة من قول الناظم: ولذلك من عرف الكتاب حقيقة..إلى آخر الفصل
وكذاك يعرف جملة الشرع الذي *** يحتاجه الإنسان كل زمان
علما بتفصيل وعلما مجملا *** تفصيله أيضا بوحي ثان
وكلاهما وحيان قد ضمنا لنا *** أعلى العلوم بغاية التبيان
ولذاك يعرف من صفات الله والـ *** أفعال والأسماء ذي الإحسان
ما ليس يعرف من كتاب غيره *** أبدا ولا ما قالت الثقلان
وكذاك يعرف من صفات البعث بالتـ *** ـفصيل والإجمال في القرآن
ما يَجعل أو ما يُجعل اليوم " .
الشيخ : أجل أعد من الأول .
القارئ : طيب ما يخالف بس هذه ما يَجعل اليوم والا ما يُجعل ؟
الشيخ : ما يَجعل اليوم ما يَجعل اليوم .
القارئ : " ولذاك من عرف الكتاب حقيقة *** عرف الوجود جميعه ببيان
وكذاك يعرف جملة الشرع الذي *** يحتاجه الإنسان كل زمان
علما بتفصيل وعلما مجملا *** تفصيله أيضا بوحي ثان
وكلاهما وحيان قد ضمنا لنا *** أعلى العلوم بغاية التبيان
ولذاك يُعرف "
الشيخ : وكذاك كذاك.
القارئ : يَعرف أو يُعرف
الشيخ : يَعرف كلها يَعرف
القارئ : " وكذاك يَعرف من صفات الله والـ *** أفعال والأسماء ذي الإحسان
ما ليس يعرف من كتاب غيره *** أبدا ولا ما قالت الثقلان
وكذاك يَعرف من صفات البعث بالتـ *** ـفصيل والإجمال في القرآن
ما يجعل اليوم العظيم مشاهدا *** بالقلب كالمشهود رأي عيان
وكذاك " يَعرف والا يُعرف؟
الشيخ : يَعرف كلها يَعرف
القارئ : " وكذاك يَعرف من حقيقة نفسه *** وصفاتها بحقيقة العرفان
يعرف لوازمها وَيعرف ***كَونهَا مخلوقة مربوبة بِبَيَان
وكذاك يعرف ما الذي فيها من الـ *** حاجات والإعدام والنقصان
وكذاك يعرف ربه وصفاته *** أيضا بلا مثل ولا نقصان
وهنا ثلاثة أوجه فافطن لها *** إن كنت ذا علم وذا عرفان
بالضد والأولى كذا بالامتناع *** لعلمنا بالنفس والرحمن
فالضد معرفة الإله بضد ما *** في النفس من عيب ومن نقصان
وحقيقة الأولى ثبوت كماله *** إن كان معطيه على الإحسان " .
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المؤلف رحمه الله لما ذكر النصوص نصوص الوحيين الكتاب والسنة فيهما الكفاية وفيهما الغنى عما عداهما قال رحمه الله :
" ولذاك من عرف الكتاب حقيقة *** عرف الوجود جميعه ببيان "
من عرف القرآن معرفة حقيقية مطابقة لمراد الله به فإنه يعرف حقيقة الوجود ولماذا خلق ؟ وما غايته وما نهايته وما ثمرة الحياة لأن كلام الله قد بين هذا إما جملة وإما تفصيلا
" وكذاك يعرف جملة الشرع الذي *** يحتاجه الإنسان كل زمان "
إذا عرف القرآن حقيقة عرف كلما يحتاجه الإنسان من شريعة الله لأن الله قال وهو أصدق القائلين : (( ونزلنا عليك الكتاب )) إيش ؟ (( تبيانا لكل شيء )) (( تبيانا لكل شيء )) نعم التبيان معناه الذي يبين كل شيء ولكن القصور منا إما قصور وإما تقصير نعم أربعة أبيات منين ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما أدري والله طيب ما شرحناه إذن نرجع قال :
" لكن هنا أمران لو تما لما لو تما لما *** احتجنا إليه فحبذا الأمران
جمع النصوص وفهم معناها المرا *** د بلفظها والفهم مرتبتان "
هذه تكلمنا عليها يا إخوان وقلنا بعض الناس إذا أخد النص ترك النصوص الأخرى أليس كذلك طيب . يقول : " والفهم مرتبتان " .
(بيان أن الفهم مرتبتان فهم اللفظ بحسب وضع اللغة العربية وثانيا فهم لوازم الخطاب) إحداهما مدلول ذاك اللفظ وضـ***ـعا أو لزوما ثم هذا الثاني فيه تفاوت الفهم تفاوتا*** لم ينضبط أبدا له طرفان
فيه تفاوتت الفهوم تفاوتا *** لم ينضبط أبدا له طرفان "
يقول المؤلف رحمه الله إن الفهم مرتبتان المرتبة الأولى : فهم مدلول اللفظ وضعا معنى وضعا يعني بحسب الوضع أي بحسب وضع اللغة العربية وهذا ربما يكون سهلا على كثير من الناس أن يفهم معنى اللفظ بحسب اللغة العربية لكن الأمر الثاني فهم لوازم الخطاب يعني دلالة اللزوم هذه يتفاوت فيها الناس تفاوتا عظيما ربما يفهم هذا الرجل من دليل واحد لوازم كثيرة لا يفهمها الآخرون فيستفيد فوائد كثيرة لا يستفيدها الآخرون فتجد مثلا الرجل يقول يدل هذا الحديث بمنطوقه على كذا وبمفهومه على كذا وبفحواه على كذا وبإشارته على كذا وبلازمه على كذا ثم يستخرج فوائد كثيرة لا يقدر عليها إنسان آخر فلذلك يقول رحمه الله :
" ثم هذا الثاني " ما هو الثاني ؟ مدلول اللفظ لزوما يقول : هذا الثاني
" فيه تفاوتت الفهوم تفاوتا *** لم ينضبط أبدا له طرفان " صح تفاوتت الفهوم تفاوتا عظيما .
13 - (بيان أن الفهم مرتبتان فهم اللفظ بحسب وضع اللغة العربية وثانيا فهم لوازم الخطاب) إحداهما مدلول ذاك اللفظ وضـ***ـعا أو لزوما ثم هذا الثاني فيه تفاوت الفهم تفاوتا*** لم ينضبط أبدا له طرفان أستمع حفظ
الكلام على فهم البخاري للنصوص وذلك في تراجمه
(مثال لفهم لوازم الخطاب من قوله تعالى:{ الله خالق كل شيء }) فالشيء يلزمه لوازم جمة*** عند الخبير به وذي العرفان فبقدر ذاك الخبر يحصي من لوا***زمه وهذا واضح التبيان
" فالشيء يلزمه لوازم جمة *** عند الخبير به وذي العرفان
فبقدر ذاك الخبر " يعني المعرفة
" يحصي من لوا *** زمه وهذا واضح التبيان "
الشيء ويريد بالشيء اللفظ يلزمه لوازم كثيرة لكن من يعرف هذه اللوازم يعرفها الخبير بدلالات اللزوم فمثلا قال الله عز وجل : (( الله خالق كل شيء )) ويش تفهم من هذا ؟ أن الله خالق نفهم صفة الخلق والا لا ؟ ما نفهم صفة الخلق نفهم غيرها ؟ إي نفهم غيرها باللزوم الخلق لا بد له من قدرة إذا فالآية دالة على قدرة الله نفهم ثاني وهو العلم نفهم ثاني وهو العلم لأنه لا يمكن أن يخلق بلا علم (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) نفهم ثالث الإرادة لا يمكن أن يخلق بلا إرادة نفهم رابع المشيئة والإرادة واحد الحكمة ما أدري
الطالب : ...
الشيخ : الحياة الحياة صح لأن الميت لا يخلق طيب
الطالب : ...
الشيخ : ما هو بواضح لا بس مو من الآية مو من الآية طيب نفهم منها افتقار الخلق إلى الله نعم وغنى الله عنهم وربما إذا تأملت أيضا تجد فوائد كثيرة هذه المدلولات هل أخذناها من دلالة اللفظ وضعا أو لزوما ؟ لزوما ؟ لم نأخذ من دلالة اللفظ وضعا إلا صفة واحدة وهي الخلق فقط والباقي كله من اللزوم هذا اللزوم يتفاوت الناس فيه تفاوتا عظيما كما قال المؤلف رحمه الله لا يمكن ينضبط له طرفان .
15 - (مثال لفهم لوازم الخطاب من قوله تعالى:{ الله خالق كل شيء }) فالشيء يلزمه لوازم جمة*** عند الخبير به وذي العرفان فبقدر ذاك الخبر يحصي من لوا***زمه وهذا واضح التبيان أستمع حفظ
ولذلك من عرف الكتاب حقيقة*** عرف الوجود جميعه ببيان (بيان أنه من تدبر القرآن تبين له كل العلوم)
" ولذلك من عرف الكتاب حقيقة *** عرف الوجود جميعه ببيان "
إيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : أسباب الفهم إي خلينا نمشي نكمل الباب وبعدين إن شاء الله نقش وفتش " وكذاك يعرف " نعم
" من عرف الكتاب حقيقة *** عرف الوجود جميعه ببيان "
عرفه معرفة كونية قدرية ثم عرف أيضا جملة الشرع فيعرف بهذا القرآن الكريم الوجود جميعه من حيث التقدير والتكوين ومن خلقه ولأي شيء خلقه وعلى أي كيفية خلقه وينفتح له من المعارف ما لا ينفتح لغيره كذلك يعرف جملة الشرع ولكن المؤلف في الشرع يقول ..
16 - ولذلك من عرف الكتاب حقيقة*** عرف الوجود جميعه ببيان (بيان أنه من تدبر القرآن تبين له كل العلوم) أستمع حفظ
(بيان أن السنة مبينة للقرآن) وكذاك يعرف جملة الشرع الذي*** يحتاجه الإنسان كل زمان علما بتفصيل وعلما مجملا*** تفصيله أيضا بوحي ثان
من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة والإنسان هنا للجنس يقول :
" علما بتفصيل وعلما مجملا *** تفصيله أيضا بوحي ثان "
يعني أحيانا يكون القرآن مفصلا وأحيانا يكون مجملا أو مجملا وتفصله السنة تفصله السنة فمثلا قوله تعالى : (( آتوا الزكاة )) هذا مجمل مجمل لم يبين الله عز وجل ما الذي يؤتي هل هو قليل أو كثير لكن بينته السنة ولم يبين الله عز وجل ما هو الذي تجب الزكاة فيه من الأنصبة ولكن بينته السنة فالحاصل أن الوحي ولله الحمد تام بالقرآن والسنة ولا يحتاج إلى غيره .
17 - (بيان أن السنة مبينة للقرآن) وكذاك يعرف جملة الشرع الذي*** يحتاجه الإنسان كل زمان علما بتفصيل وعلما مجملا*** تفصيله أيضا بوحي ثان أستمع حفظ
وكلاهما وحيان قد ضمنا لنا*** أعلى العلوم بغاية التبيان (بيان أن السنة وحي من الله مثل القرآن)
وكلاهما الضمير يعود على الكتاب والسنة وحيان قد ضمنا لنا أعلى العلوم بغاية التبيان فإذا قال قائل أما كون القرآن وحيا فلا شك فيه ولكن كون السنة وحيا نجد بعض الأحاديث تدل على أن السنة ليست بوحي مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بسواك عند كل وضوء ) أو ( عند كل صلاة ) مع كل وضوء عند كل صلاة فهذا يدل على أنه ليس وحي لأنه لو كان وحيا لكان الأمر إلى من ؟ إلى الله وقال في صلاة العشاء : ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ) و( سأله رجل عن الشهادة قال : تكفر الذنوب وقال إنها تكفر كل شيء فلما انصرف الرجل دعاه فقال : آتاني جبريل آنفا فقال : إلا الدين ) وهذا أيضا يدل على أنها ليست بوحي لأن الوحي يكون متكاملا المهم هناك أحاديث تدل على أن السنة ليست بوحي من الله فما هو الجواب ؟ نقول : إن العلماء قالوا إن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم على الشيء من سنته فإقراره الله نبيه على الشيء كالوحي كالوحي إقرار لأن الله يقر ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام على أنه شرع فإذا وقع من النبي عليه الصلاة والسلام شيء ولم يقره الله بينه له كما في قوله تعالى : (( عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ )) ولقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) المهم أن الجواب عن هذا الإشكال أن نقول ما وقع من أحاديث مما ظاهره انه ليس بوحي فإنه وحي باعتبار آخر ما هو ؟ إقرار الله له كما قال العلماء إن إقرار النبي عليه الصلاة والسلام على الشيء يعتبر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم طيب .
18 - وكلاهما وحيان قد ضمنا لنا*** أعلى العلوم بغاية التبيان (بيان أن السنة وحي من الله مثل القرآن) أستمع حفظ
(بيان الله في كتابه لصفاته وأسمائه وأفعاله) وكذاك يعرف من صفات الله والـ***أفعال والأسماء ذي الإحسان ما ليس يعرف من كتاب غيره*** أبدا ولا ما قالت الثقلان
" وكذاك يعرف من صفات الله " " والأسماء " أي أسماء ؟ أسماء الله والأفعال أفعال الله ذي الإحسان ذي الإحسان كيف ؟ مجرورة ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ما فيها إضافة
" وكذاك يعرف من صفات الله والـ *** أفعال والأسماء ذي الإحسان "
صفة لله إي صفة لله نعم
" ما ليس يعرف من كتاب غيره " هذه هي التي تصلح بفتح الياء وبضمها
" ما ليس يعرف " أو يعرف من صفات الله ما لا يُعرف من كتاب غيره
" أبدا ولا ما قالت الثقلان " صحيح تعرف من كتاب الله ما لا تعرفه من غيره بل تعرف منه ما لا تعرفه مما قاله الثقلان كلهم .
19 - (بيان الله في كتابه لصفاته وأسمائه وأفعاله) وكذاك يعرف من صفات الله والـ***أفعال والأسماء ذي الإحسان ما ليس يعرف من كتاب غيره*** أبدا ولا ما قالت الثقلان أستمع حفظ
(بيان الله في كتابه مسائل البعث وأحوال الآخرة) وكذاك يعرف من صفات البعث بالتـ***ـفصيل والإجمال في القرآن ما يجعل اليوم العظيم مشاهدا*** بالقلب كالمشهود رأي عيان
صفات البعث بينها الله عز وجل بيانا إجماليا أحيانا وبيانا تفصيليا أحيانا
" ما يجعل اليوم العظيم مشاهدا بالقلب كالمشهود رأي عيان " الله أكبر قال الله عز وجل : (( يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر )) الأجداث القبور تشاهد هذا كأنك تشاهد أرضا منبسطة يمشي عليها جراد منتشر (( يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش ويكون الناس كالفراش المبثوث )) كأنك تشاهده (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا )) إلى آخره (( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب )) والآيات في هذا كثيرة كلها تصور القيامة كأنها رأي عين .
20 - (بيان الله في كتابه مسائل البعث وأحوال الآخرة) وكذاك يعرف من صفات البعث بالتـ***ـفصيل والإجمال في القرآن ما يجعل اليوم العظيم مشاهدا*** بالقلب كالمشهود رأي عيان أستمع حفظ
(بيان الله في كتابه حقيقة الإنسان لنفسه وفقرها وضعفها) وكذاك يعرف من حقيقة نفسه*** وصفاتها بحقيقة العرفان يعرف لوزامها ويعرف كونها***مخلوقة مربوبة ببيان وكذاك يعرف ما الذي فيها من الـ***حاجات والإعدام والنقصان
وهذه المهمة أن الإنسان يعرف نفسه يعرف حقيقتها ويعرف أنها غادرة خائنة إلا من عصم الله ولهذا يقول :
" يعرف من حقيقة نفسه *** وصفاتها بحقيقة العرفان
يعرف لوزامها " يعرف بالسكون لأجل الوزن
" ويعرف كونها *** مخلوقة مربوبة ببيان
وكذاك يعرف ما الذي فيها من الـ *** حاجات والإعدام والنقصان "
يعرف ما فيها من الحاجات وأنه بحاجة إلى الله وأنه لا غنى له عن الله طرفة عين ويعرف كذلك ما فيها من الإعدام أنها معدمة لولا إيجاد الله يقول الله عز وجل : (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )) ويعرف ما فيها من النقص فالإنسان ناقص إذا لم يمن الله عليه بالكمال (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا )) . نعم
21 - (بيان الله في كتابه حقيقة الإنسان لنفسه وفقرها وضعفها) وكذاك يعرف من حقيقة نفسه*** وصفاتها بحقيقة العرفان يعرف لوزامها ويعرف كونها***مخلوقة مربوبة ببيان وكذاك يعرف ما الذي فيها من الـ***حاجات والإعدام والنقصان أستمع حفظ
وكذاك يعرف ربه وصفاته*** أيضا بلا مثل ولا نقصان (بيان الله في كتابه لصفاته وأنها كاملة في الحسن وأنها بلا تمثيل)
" وكذاك يعرف ربه وصفاته *** أيضا بلا مثل ولا نقصان "
هذا ليس تكرارا مع البيت السابق ولكنه قيد هنا يعرفه بصفاته " بلا مثل ولا نقصان " " بلا مثل " يعني لا يماثله المخلوق وهو لا يماثل المخلوق ولا نقصان بينما النقصان لازم للإنسان أما الله عز وجل فإنه منزه عنه .
22 - وكذاك يعرف ربه وصفاته*** أيضا بلا مثل ولا نقصان (بيان الله في كتابه لصفاته وأنها كاملة في الحسن وأنها بلا تمثيل) أستمع حفظ
(بيان ثلاثة أوجه للفرق بين الخالق والمخلوق) وهنا ثلاثة أوجه فافطن لها*** إن كنت ذا علم وذا عرفان بالضد والأولى كذا بالامتناع*** لعلمنا بالنفس والرحمن فالضد معرفة الإله بضد ما*** في النفس من عيب ومن نقصان
بالضد والأولى كذا بالامتناع *** لعلمنا بالنفس والرحمن "
يعني هناك ثلاثة أوجه بين الخالق والمخلوق افطن لها إن كنت ذا علم وذا عرفان بالضد والأولى كذا بالامتناع لعلمنا بالنفس والرحمن فسرها قال
" فالضد معرفة الإله بضد ما *** في النفس من عيب ولا نقصان "
كيف ؟ نعم
الطالب : ...
الشيخ : " من عيب ومن نقصان " نعم هذا الضد يعني أنك إذا عرفت نفسك بأنك مخلوق من عدم وآيل إلى العدم وأنك محتاج وناقص اعرف أن ضد ذلك ثابت للخالق ووجهه أن الخالق موجِد والمخلوق موجَد ولا يمكن أن يتساوى الموجِد والموجد الموجِد والموجَد بل لا بد أن يكون بينهما ما يكون بين الإيجاد والوجود فالإنسان موجد إذن لا بد أن يكون على ضد صفات الموجد وهو الله عز وجل فإذا كنا ذا نقص فالرب ذو كمال وعلى هذا فقس كذلك إذا كنا ذا عيب فالرب منزه عن العيب وجودنا من الممكن والا من الواجب والا من المستحيل ؟ لا يمكن نقول من المستحيل لأنا موجودين ولا يمكن نقول من الواجب لأننا من عدم (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )) طيب .
23 - (بيان ثلاثة أوجه للفرق بين الخالق والمخلوق) وهنا ثلاثة أوجه فافطن لها*** إن كنت ذا علم وذا عرفان بالضد والأولى كذا بالامتناع*** لعلمنا بالنفس والرحمن فالضد معرفة الإله بضد ما*** في النفس من عيب ومن نقصان أستمع حفظ
وحقيقة الأولى ثبوت كماله*** إذ كان معطيه على الإحسان (ذكر الوجه الثاني وهو الأولى أن كل صفة كمال في المخلوق فالله أولى بها)
الأولى الأولى معناه كل صفة كمال في المخلوق فالله أولى بها ولهذا قال رحمه الله :
" إذ كان معطيه على الإحسان " حقيقة الأولى ثبوت كماله فمتى ثبت في المخلوق الكمال فإن الخالق أولى به لماذا ؟ لأنه هو معطي الكمال ومعطي الكمال أولى بالكمال .
24 - وحقيقة الأولى ثبوت كماله*** إذ كان معطيه على الإحسان (ذكر الوجه الثاني وهو الأولى أن كل صفة كمال في المخلوق فالله أولى بها) أستمع حفظ
بيان الوجه الثالث في المفارقة بين الخالق والمخلوق وهو أن الله ممتنع عنه العيب والنقصان مثل النوم
طيب لو قال قائل : النوم في الإنسان كمال ؟
الطالب : نقص
الشيخ : نقص طيب أيهما أكمل حياتنا هنا والا في الجنة ؟ في الجنة هل في الجنة نوم ؟ إذن صار نقصا صار نقصا لكن هذا النقص يفتقر نعم لكن هذا النقص إنما كان لضعف البدن عن مكابدة الحياة ومقاومتها فمن أجل ذلك من الله علينا بالنوم .