هذا وليس أهل تعطيل ولا*** عزل النصوص الحق بالبرهان (بيان أن الخوارج ليسوا أهل تعطيل يل يثبتون لله ما أثبته الله لنفسه ولا يعزلون النصوص ولكن الخوارج عزلوا نصوص الرجاء عن ما أراد الله بها ورسوله وغلبوا نصوص الوعيد على نصوص الرجاء لكن هل تحريف الخوارج لنصوص الرجاء كتحريف أهل التعطيل لنصوص الصفات أو أشد ؟)
الشيخ : بل يدعون عندهم يدعون أهل عبادة الأوثان، يعني: أنهم يقتلون المسلمين الذين يعبدون الله بناء على أنهم عندهم كعبدة الأوثان، فقوله: " يدعون " يعني باعتقاد الخوارج. " *** يدعون أهل عبادة الأوثان هذا وليسوا أهل تعطيل ولا *** عزل النصوص الحق بالبرهان " يعني: أن الخوارج ليسوا أهل تعطيل، بل يثبتون لله ما أثبته لنفسه، ولا يعزلون النصوص عن الحق، بل يبقونها على ما هي عليه، ولكن لا شك أن الخوارج عزلوا نصوص الرجاء عما أراد الله بها ورسوله، وغلبوا نصوص الوعيد على نصوص الرجاء، فهم بلا شك متأولون ومخطئون في تأويلهم، ومحرفون للنصوص لنصوص الرجاء. لكن هل نقول: إن تحريفهم لنصوص الرجاء كتحريف هؤلاء لنصوص الصفات أو أشد؟ هذا هو محل النظر، فابن القيم رحمه الله يرى أن تحريف نصوص الصفات أشد وأعظم من تحريف نصوص الرجاء، لأن تحريف نصوص الرجاء غاية ما فيه أنه تحريف لثواب الله وجزائه فقط، بخلاف تحريف نصوص الصفات فإنه تعطيل لله عز وجل من كماله.
السائل : الخوارج... الشيخ : الخوارج سئل عنهم علي بن أبي طالب فقال: " إنهم من الكفر فروا " وتوقف فيهم، ومن العلماء من قال: إن الداعية لبدعته منهم يكون كافرا، ومنهم من كفرهم مطلقا، فالعلماء مختلفون فيهم، ولا شك أن قتلهم لا شك أن قتلهم واجب لدفع شرهم سواء قلنا بكفرهم أم لم نقل، ولا يقال إن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) دليل على كفرهم، لأنهم قد يمرقون من الإسلام أي في شيء من أحكامه.
السائل : ... ذكر فيهم قولان. الشيخ : نعم. السائل : أنهم يكفرون. الشيخ : هم. السائل : ... واجب الشيخ : الراجح أن هذا ينظر لحال الشخص إذا كان عنده تفريط فإنه يكون كافرا، لأن الواجب عليه أن يبحث ويسأل، إذا لم يكن عنده تفريط فإنه لا يكفر، لأن كثيرا من عامة المسلمين الآن يفعلون أشياء كفرية شرك، ومع ذلك جهلة، لو أن أحدا أخبرهم لربما رجعوا إلى الحق أو بحثوا عنه، نعم، أخذنا ثلاثة؟ نعم.
السائل : أحسن الله إليكم بعض أئمة أهل البدعة يسلطون العامة على أهل التوحيد، ... هؤلاء وهابية وكفار ويجب قتلهم وكذا. الشيخ : نعم. السائل : فيقتلونهم، هل يأثمون يا شيخ أو؟ الشيخ : من اللي يأثم؟ السائل : العامة هؤلاء أم يقال؟ الشيخ : هذا لا يكفرون، لا يكفرون لأنهم جهال. السائل : آثمين؟ الشيخ : إيه، لا شك أنهم آثمون، لكن إذا كانوا لا يعلمون شيئا، وقد شوهت مثلا دعوت التوحيد عندهم وقيل إنها دعوة باطلة وما أشبه ذلك، فقد يغترون بهذا، أمرهم إلى الله، الله أعلم ببواطنهم، إنما هم يجب مدافعتهم ويجب منعهم من هذا الأمر.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " فصل: والآخرون فأهل عجز عن بلو *** غ الحق مع قصد ومع إيمان بالله ثم رسوله ولقائه *** وهم إذا ميزتهم ضربان قوم دهاهم حسن ظنهم بما *** قالته أشياخ ذوو أسنان وديانة في الناس لم يجدوا سوى *** أقوالهم فرضوا بها بأمان لو يقدرون على الهدى لم يرتضوا *** بدلا به من قائل البهتان فأولاء معذورون إن لم يظلموا *** ويكفروا بالجهل والعدوان والآخرون فطالبون الحق لـ *** ـكن صدهم عن علمه شيئان مع بحثهم ومصنفات قصدهم *** منها وصولهم إلى العرفان إحداهما طلب الحقائق من سوى *** أبوابها متسوري الجدران وسلوك طرق غير موصلة إلى *** درك اليقين ومطلع الإيمان فتشابهت تلك الأمور عليهم *** مثل اشتباه الطرق بالحيران فترى أفاضلهم حيارى كلها *** في التيه يقرع ناجذ الندمان ويقول قد كثرت علي الطرق لا *** أدري الطريق الأعظم السلطان بل كلهم طرق مخوفات بها الـ *** آفات حاصلة بلا حسبان فالوقف غايته وآخر أمره *** من غير شك منه في الرحمن أو دينه وكتابه ورسوله *** ولقائه وقيامة الأبدان فأولاء بين الذنب والأجرين أو*** إحداهما أو واسع الغفران فانظر إلى أحكامنا فيهم وقد *** جحدوا النصوص ومقتضى القرآن وانظر إلى أحاكمهم فينا لأجـ *** ل خلافهم إذ قاده الوحيان هل يستوي الحكمان عند الله أو *** عند الرسول وعند ذي إيمان الكفر حق الله ثم رسوله *** ". الشيخ : نعم. القارئ : " الكفر حق الله ثم رسوله *** بالنص يثبت لا بقول فلان من كان رب العالمين وعبده *** قد كفراه فذاك ذو الكفران فهلم ويحكم نحاكمكم إلى النـ *** صين من وحي ومن قرآن وهناك يعلم أي حزبينا على *** الكفران حقا أو على الإيمان فليهنكم تكفير من حكمت بإسـ *** ـلام وإيمان له النصان لكن غايته كغاية من سوى الـ *** ـمعصوم غاية نوع ذا الإحسان خطأ يصير الأجر أجرا واحدا *** إن فاته من أجله الكفلان " الشيخ : إذ ولا إن؟ إذ. الطالب : لا، إن. الشيخ : واللي عندك إن؟ الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : وين؟ الطالب : أول ... الشيخ : لكن غايته كغاية من سوى المعصوم غاية نوع ذي الإحسان. الطالب : ... الشيخ : هاه؟ اللي بعده؟ حظا؟ القارئ : خطأ. الشيخ : عندنا حظا، حقا عندك؟ الطالب : فيصير الأجرين أجرا واحدا الشيخ : بدل حظا؟ أقول عندكم بدل حظا فيصير؟ الطالب : الأجرين أجرا واحدا. الطالب : خطأ. الشيخ : هاه؟ اللي عندنا: حظا. القارئ : لا، اللي عندي أنا خطأ. الشيخ : خطأ عندكم؟ القارئ : خطأ. الشيخ : اصبر دقيقة دقيقة، خطأ هذه نسخة، عند سليمان؟ القارئ : خطأٌ. الشيخ : أو خطأً، المهم أنها خطأ. الطالب : أجرين؟ الشيخ : هاه؟ الطالب : أجرين. الشيخ :" خطأ يصير الأجر أجرا واحدا *** " هاه؟ الطالب : يصير الأجرين. الشيخ : واحد يكلمني عشان أعرف. هاه؟ الطالب : ... خطأ يصير الأجر أجرا واحدا إذ فاته الشيخ : إذ إذ فاته، إذ ولا إن؟ القارئ : لا، إن. الشيخ : هاه؟ الطالب : إن فاته الأجران. الشيخ : هذه واحدة، نسختكم أنتم؟ فيصير الأجرين إيه إيه طيب، يعني بدل حظا فيصير، اللي عندي أنا: حظا حاء مهملة وظاء مشالة، كذا؟ الطالب : فيصير. الشيخ : حق إبراهيم بن عيسى فيصير، نشوف. الطالب : وشلون طيب؟ الشيخ :" لكن غايته كغاية من سوى *** المعصوم غاية نوع ذا الإحسان " أنا عندي أن كلها واحد، يعني المعنى ما يختلف، أما اللي عندي حظا ما لها حظ خطأ خطأ، هذه واحدة، هذه نسخة، عندكم أنتم: فيصير؟ طيب، سيأتي إن شاء الله في الشرح ما يبين هذا، نعم. هاه؟ الطالب : ... الشيخ : لا، كغاية. الطالب : ... الشيخ : كذا غلط، الصواب كغاية. القارئ : أقرأ؟ الشيخ : نعم. القارئ : " خطأ يصير الأجر أجرا واحدا *** إن فاته من أجله الكفلان إن كان ذاك مكفرا يا أمة الـ *** ـعدوان من هذا على الإيمان قد دار بين الأجر والأجرين والتـ *** ـكفير بالدعوى بلا برهان كفرتم والله من شهد الرسو *** ل بأنه حقا على الإيمان ثنتان من قبل الرسول وخصلة *** من عندكم أفأنتما عدلان "
(الكلام على القسم الثاني من الجهال وهم الذين عجزوا عن بلوغ الحق مع أن إيمانهم قوي وقصدهم حسن وهم قسمان أيضا)
والآخرون فأهل عجز عن بلو***غ الحق مع قصد ومع إيمان بالله ثم رسوله ولقائه*** وهم إذا ميزتهم ضربان
الشيخ : المؤلف رحمه الله سبق أنه قال: جهال، إنهم ينقسمون إلى قسمين، وتكلم عن القسم الأول، ثم تكلم الآن عن القسم الثاني، فقال: " والآخرون فأهل عجز عن بلوغ *** الحق مع قصد ومع إيمان " يعني: النوع الثاني أو القسم الثاني من الجهال نوع عجزوا عن بلوغ الحق، مع أن قصدهم حسن، وإيمانهم قوي، لكن عجزوا عن الوصول إلى الحق، فيقول رحمه الله: " ومع إيمان بالله ثم رسوله ولقائه *** وهم إذا ميزتهم ضربان " يعني: هؤلاء الذين عندهم جهل ولكنهم عاجزون عن الوصول إلى الحق هم أيضا ضربان، يعني نوعين.
(بيان أن هذا النوع من الجهال لم يجدوا إلا أشياخهم ذوي الدين ولو علموا بالحق لأخذوه)
قوم دهاهم حسن ظنهم بما*** قالته أشياخ ذوو أسنان وديانة في الناس لم يجدوا سوى*** أقوالهم فرضوا بها بأمان
لو يقدرون على الهدى لم يرتضوا*** بدلا به من قائل البهتان
الشيخ :" قوم دهاهم حسن ظنهم بما *** قالته أشياخ ذوي أسنان " يعني: أن هذا الضرب لما قرؤوا ما قالته أشياخهم ذوو الأسنان، أسنان جمع سن، وليس المراد به العظم، بل المراد به السنوات، يعني أشياخ كبار. " ذوو أسنان وديانة في الناس " أيضا: هم ذوي دين الأشياخ، فعندهم كبر ومشيخة ودين. " لم يجدوا سوى *** أقوالهم فرضوا بها بأمان " يعني: أنهم لم يجدوا إلا ما بين أيديهم من كلام أشياخهم، ولا يعلمون أحدا أقدر على بيان الحق من أشياخهم، فرضوا بما عندهم من هذه الكتب بأمان، يعني: أنهم رضوا بها وهم آمنون، آمنون على أنها حق، لا يخافون منها أنها باطل. " لو يقدرون على الهدى لم يرتضوا *** به بدلا من قائل البهتان " يعني: لو أنهم علموا بالحق ما رضوا به بدلا من قائل البهتان، يعني ما رضوا بقول صاحب البهتان بدلا عن الحق.
فأولاء معذورون إن لم يظلموا*** ويكفروا بالجهل والعدوان (حكم هذا القسم أنهم يعذرون)
الشيخ :" فأولاء معذورون إذ لم يظلموا *** ويكفروا بالجهل والعدوان " الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : إن إن. الشيخ : لا عندي إذ، مصححة عندي: إذ لم يظلموا، عندكم النسخة الثانية؟ كلها إن؟ هاه؟ الطالب : إيه. الشيخ : القديمة؟ الطالب : أي واحد ... الشيخ : هاه؟ إذ نسخة، إيه طيب، إذن نسختان، اللي عنده إن يحظ إذ نسخة، حطوا بالهامش خاء: إن. ما الفرق بين إذ وإن؟ إذ تكون الجملة تعليلية، يعني فهؤلاء معذورون لأنهم لم يظلموا ويكفروا بالجهل والعدوان، وأما على نسخة إن تكون شرطية، يعني: هؤلاء معذورون بشرط ألا يظلموا ويكفروا بالجهل والعدوان، مؤدى النسختين واحد، يعني سواء جعلته شرطا أم جعلته تعليلا.
(بيان القسم الثاني طالبون للحق ولكن صدهم عن العلم شيئين طلب الحقائق إلى غير النصوص)
والآخرون فطالبون الحق لـ***ـكن صدهم عن علمه شيئان مع بحثهم ومصنفات قصدهم*** منها وصولهم إلى العرفان
إحداهما طلب الحقائق من سوى*** أبوابها متسوري الجدران
وسلوك طرق غير موصلة إلى*** درك اليقين ومطلع الإيمان
الشيخ :" والآخرون " من هم الآخرون؟ يعني الضرب الثاني. " فطالبون الحق *** لكن صدهم عن علمه شيئان مع بحثهم ومصنفات قصدهم *** منها وصولهم إلى العرفان " ما الشيئان؟ قال: " إحداهما طلب الحقائق من سوى *** أبوابها متسوري الجدران وسلوك طرق غير موصلة إلى *** درك اليقين ومطلع الإيمان " نعم، يعني: هؤلاء طالبون للحق، لكن لم يصلوا إلى علم، صدهم إلى علمه شيئان، الشيء الأول: طلب الحقائق من سوى أبوابها، بدلا من أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة في طلب الحقائق رجعوا إلى طرق أخرى غير موصلة للحق، فتشابهت عليهم، ولهذا قال: " فتشابهت تلك الأمور عليهم *** مثل اشتباه الطرق بالحيران " لأنها تشتت فيهم الطرق، وإلا فهم حسنوا النية، قاصدون للعلم الشرعي، لكن أتو البيوت من غير أبوابها.
(بيان حيارى أفاضلهم لعدم وصولهم للحق ومعنى الناجذ)
فتشابهت تلك الأمور عليهم*** مثل اشتباه الطرق بالحيران فترى أفاضلهم حيارى كلها*** في التيه يقرع ناجذ الندمان
الشيخ :" فتشابهت تلك الأمور عليهم *** مثل اشتباه الطرق بالحيران فترى أفاضلهم حيارى كلُّها *** في التيه يقرع ناج فترى أفاضلهم حيارى كلَّها*** " أحسن. " *** في التيه يقرع ناجذ الندمان " يعني: الأفاضل من هؤلاء تجدهم متحيرين، لأنه حيل بينهم وبين الوصول إلى الحق حيث أيش؟ لم يطرقوا طرق الحق، ولم يأتوا البيوت من أبوابها، فتشابهت عليهم فصاروا حيارى، يقرعون ناجذ الندمان، الناجذ هو أقصى الأضراس، والعادة أن الإنسان إذا ندم، نعم، يقرع سنه، تجده مثلا يقعد متحير، هاه، يقرع سنه ندما، وقد قال الله تعالى: (( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا )) فالندمان إما أن يبقى يقرع سنه، وإما أن يعض يديه.
(بيان أن أهل الكلام أشد الناس شكا عند الموت وذكر أقوالهم)
ويقول قد كثرت على الطرق لا ***أدري الطريق الأعظم السلطاني
بل كلها طرق مخوفات بها الـ***آفات حاصلة بلا حسبان
فالوقف غايته وآخر أمره*** من غير شك منه في الرحمن
أو دينه وكتابه ورسوله*** ولقائه وقيامة الأبدان
الشيخ : قال: "ويقول قد كثرت عليّ الطرق لا *** أدري الطريق الأعظم السلطان " ما هو الطريق الأعظم السلطان؟ الكتاب والسنة، طريق الأئمة وأهل الهدى. " بل كلها طرق مخوفات بها *** الآفات حاصلة بلا حسبان فالوقف غايته " الوقف غايته، مثل أهل الكلام يقولون إن أكثر الناس شكا عند الموت هم أهل الكلام، حيارى، حتى أئمتهم يصرحون بالحيرة، يقول: " نهاية أقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وغاية دنيانا أذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا " " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات (( الرحمن على العرش استوى ))(( إليه يصعد الكلم الطيب )) وأقرأ في النفي (( ولا يحيطون به علما ))، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " هذا يقوله إمام من أئمتهم وهو فخر الدين الرازي، وهذا إقرار منه بأن جميع البحث في علم الكلام كله هدر لا يفيد. وقال بعضهم: " لقد خضت البحر الخضم " يعني فلم أجد شيئا يشفيني " وها أنا أموت على عقيدة أمي " على عقيدة أمي، عقيدة أمه أنها لم تبحث في علم الكلام، على الفطرة، فهؤلاء أهل شك وحيرة لأنهم لم يأتوا البيوت من أبوابها. " فالوقف غايته وآخر أمره *** من غير شك منه في الرحمن أو دينه وكتابه ورسوله *** ولقائه وقيامة الأبدان " يعني ليس عنده شك في الله أو في الدين أو في الكتاب أو في الرسول أو في القيامة، لكنه متحير، نسأل الله العافية.
فأولاء بين الذنب والأجرين أو***إحداهما أو واسع الغفران (بيان أن هؤلاء لهم أربع حالات إما الذنب أو الأجر أو الأجرين أو المغفرة لذنوبهم)
الشيخ :" فأولاء بين الذنب والأجرين أو *** إحداهما أو واسع الغفران " لهم أربع حالات، يقول: بين الذنب، والأجرين، أو إحداهما يعني أجر واحد، أو واسع الغفران، يغفر الله لهم، لأن هؤلاء قصدوا وبحثوا، ولكن لما لم يأتوا البيوت من أبوابها ولم يسلكوا الطرق التي توصل إلى الحق بقوا جاهلين، لا يعرفون شيئا عن الحق، فهؤلاء ترجى لهم المغفرة.
(بيان عدل أهل السنة وجور أهل البدع في أهل السنة)
فانظر إلى أحكامنا فيهم وقد*** جحدوا النصوص ومقتضى القرآن وانظر إلى أحاكمهم فينا لأجـ***ـل خلافهم إذ قاده الوحيان
هل يستوي الحكمان عند الله أو*** عند الرسول وعند ذي إيمان
الشيخ : يقول: " فانظر إلى أحكامنا فيهم وقد *** جحدوا النصوص ومقتضى القرآن " ومع ذلك نعذر جاهلهم الحريص على طلب الحق الذي لم يوفق لطلبه من الطرق الصحيحة، نعذرهم. " وانظر إلى أحكامهم فينا *** لأجل خلافهم إذ قاده الوحيان " " وانظر إلى أحكامهم فينا *** " ما الذي حكموا فينا؟ بالكفر. " *** لأجل خلافهم " يعني: لأجل أنا خالفناهم صرنا كفارا، " إذ قاده " أي قاد خلافهم، " الوحيان " يعني: نحن ما خالفناهم بأهوائنا ولكن بقيادة الكتاب والسنة. " هل يستوي الحكمان عند الله أو *** عند الرسول وعند ذي إيمان " الجواب: لا، لأننا نحن حكمنا بالعدل، وهم حكموا بالجور والطغيان.
(بيان قاعدة مفيدة وهي أن الكفر والإيمان حق لله ولرسوله)
الكفر حق الله ثم رسوله*** بالنص يثبت لا بقول فلان
من كان رب العالمين وعبده*** قد كفراه فذاك ذو الكفران
الشيخ : ثم قال المؤلف قاعدة مفيدة مهمة، ما أحوج الناس إليها في هذا الزمان، يقول: " الكفر حق الله ثم رسوله *** بالنص يثبت لا بقول فلان " نعم، الكفر حق لله وحق للرسول، والذي يحكم بأن الشيء كفر أو غير كفر هو الله ورسوله، كما أن الذي يحكم بأن هذا حلال وهذا حرام مَن؟ الله ورسوله، فالذي يحكم بأن هذا كفر أو إيمان مَن؟ هو الله ورسوله، فإذا كان الله يقول في القرآن: (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب )) فكذلك نقول: لا تقولوا هذا مؤمن وهذا كافر لتفتروا على الله الكذب. " فالكفر حق الله ثم رسوله *** بالنص يثبت " عندكم بالشرع؟ لا، بالنص أحسن. " *** بالنص يثبت لا بقول فلان من كان رب العالمين وعبده *** قد كفراه فذاك ذو الكفران " " من كان رب العالمين وعبده *** قد كفراه " مَن عبده؟ الرسول عليه الصلاة والسلام. " *** قد كفراه فذاك ذو الكفران " ومن لم يكفراه فليس بكافر.
معنى قول الناظم: فهلم ويحكم نحاكمكم إلى*** النصين من وحي ومن قرآن
وهناك يعلم أي حزبينا على*** الكفران حقا أو على الإيمان
فليهنكم تكفير من حكمت بإسـ***ـلام وإيمان له النصان
الشيخ :" فهلم ويحكم نحاكمكم إلى *** النصين من وحي ومن قرآن وهناك يعلم أي حزبينا على *** الكفران حقا أو على الإيمان فليهنكم تكفير من حكمت *** بإسلام وإيمان له النصان " هذا من باب التهكم بهم. " فليهنكم " يعني: لكم الهناء، " تكفير من حكمت *** بإسلام وإيمان له النصان " النصان فاعل حكمت، يعني: من حكمت له النصان بالإيمان والإسلام وأنتم تكفرونه.
لكن غايته كغاية من سوى الـ***ـمعصوم غاية نوع ذا الإحسان
خطأ يصير الأجر أجرا واحدا*** إن فاته من أجله الكفلان (تصويب البيت ومعناه)
الشيخ :" لكن غايته كغاية من سوى *** المعصوم غاية نوع ذي الإحسان " عندكم ذي ولا ذا؟ الطالب : ذا الإحسان. الشيخ : هاه؟ الطالب : ذا الإحسان. الشيخ : طيب، يعني نوع هذا الإحسان، يعني: غاية هذا الذي أنتم كفّرتم كغاية من سوى المعصوم غاية ذا الإحسان. " فيصير " أيش؟ .. " الأجرين أجرا واحدا " هذه نسخة. " فيصير الأجرين أجرا واحدا *** إن فاته من أجله الكفلان " الثانية : " خطأ يصير الأجر أجرا واحدا " والمعنى من النسختين واحد، يعني أن الخطأ إذا كان مجتهدا يجعل له بدل الأجرين أجرا واحدا، والنسخة الثانية: " فيصير الأجرين أجرا واحدا *** إن فاته من أجله الكفلان " ومتى يأخذ من أجله الكفلان؟ إذا أخطأ، فالمجتهد إما مصيب فله أجران، وإما مخطئ فله أجر واحد.
(إنكار ابن القيم على أهل البدع في التكفير)
إن كان ذاك مكفرا يا أمة الـ***ـعدوان من هذا على الإيمان قد دار بين الأجر والأجرين والتـ***ـكفير بالدعوى بلا برهان
الشيخ :" إن كان ذاك مكفرا يا أمة *** العدوان من هذا على الإيمان " يعني: إن كان الاجتهاد الذي يبذله الإنسان ثم يخطئ فيه على أن تقدير: إن كان هذا كفرا، فمن الذي على الإيمان؟ والاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ " قد دار بين الأجر والأجرين *** والتكفير بالدعوى بلا برهان " بين الأجر متى؟ إن أخطأ، والأجرين إن أصاب، والتكفير هذا ليس بصحيح، ليس هناك تكفير، ولهذا قال: " بالدعوى بلا برهان ".
(شهادة الأجر الواحد يدل على إيمان المجتهد المخطئ)
كفرتم والله من شهد الرسو***ل بأنه حقا على الإيمان ثنتان من قبل الرسول وخصلة *** من عندكم أفأنتما عدلان
الشيخ :" كفرتم والله من شهد الرسول *** بأنه حقا على الإيمان ثنتان من قبل الرسول وخصلة *** من عندكم أفأنتما عدلان " طيب. " كفرتم والله من شهد الرسول *** بأنه حقا على الإيمان " من أين جاءت شهادة الرسول؟ لأن إثبات الأجر له تدل على أنه مؤمن، إذ أن الكافر ليس له أجر ولو أصاب. " ثنتان من قبل الرسول " ما هما؟ الأجر أو الأجران. " وخصلة *** من عندكم " وهي التكفير، " أفأنتما " يعني أنتم مع الرسول، " عدلان "، يعني بعضكم يعدل بعضا، فتحكمون كما يحكم الرسول، والاستفهام هنا أيش؟ للنفي والإنكار، والله أعلم.
القراءة من قول الناظم: فصل في تلاعب المكفرين لأهل السنة والايمان بالدين كتلاعب الصبيان..إلى قوله.. عين الوفاق لطاعة الرحمن
القارئ : ... يا شيخ. الشيخ : نعم. القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " فصل في تلاعب المكفرين لأهل السنة والإيمان بالدين كتلاعب الصبيان كم ذا التلاعب منكم بالدين والـ *** إيمان مثل تلاعب الصبيان خسفت قلوبكم كما خسفت عقو *** لكم فلا تزكو على القرآن كم ذا تقولوا مجمل ومفصل *** وظواهر عزلت عن الإيقان حتى إذا رأي الرجال أتاكم *** فاسمع لما يوحى بلا برهان مثل الخفافيش التي إن جاءها *** ضوء النهار ففي كوى الحيطان عميت عن الشمس المنيرة لا تطيـ *** ـق هداية فيها إلى الطيران حتى إذا ما الليل جاء ظلامه *** جالت بظلمته بكل مكان فترى الموحد حين يسمع قولهم *** ويراهم في محنة وهوان وارحمتاه لعينه ولأذنه *** يا محنة العينين والأذنان إن قال حقا كفروه وإن يقو *** لوا باطلا نسبوه للإيمان حتى إذا ما رده عادوه مثـ *** ـل عداوة الشيطان للإنسان قالوا له خالفت أقوال الشيو *** خ ولم يبالوا الخلف للفرقان خالفت أقوال الشيوخ فأنتم *** خالفتم من جاء بالقرآن خالفتم قول الرسول وإنما *** خالفت من جراه قول فلان يا حبذا ذاك الخلاف فإنه *** عين الوفاق لطاعة الرحمن "
معنى قول الناظم: كم ذا التلاعب منكم بالدين والـ***إيمان مثل تلاعب الصبيان
خسفت قلوبكم كما خسفت عقو***لكم فلا تزكو على القرآن
الشيخ : هذا الفصل ذكر المؤلف رحمه الله أن هؤلاء الذين يكفرون أهل السنة يتلاعبون بالدين كتلاعب الصبيان، قال: " كم ذا التلاعب منكم بالدين *** والإيمان مثل تلاعب الصبيان ". يعني: كما يتلاعب الصبيان بالكورة وغيرها، فأنتم تتلاعبون بالدين تقولون هذا حق وهذا باطل وهذا كفر وهذا إيمان بدون برهان. " خسفت قلوبكم كما خسفت *** عقولكم فلا تزكو على القرآن ". خسفت يعني ذهب نورها وانطمس، كما يخسف القمر.
كم ذا تقولوا مجمل ومفصل*** وظواهر عزلت عن الإيقان (وهذا لمجرد الرأي)
الشيخ :" كم ذا تقولوا مجمل ومفصل *** وظواهر عزلت عن الإيقان " يعني: أنكم تردون الكتاب والسنة بمثل هذه الأقوال، تقول: هذا مجمل، هذا مفصل، هذه ظواهر لا تدل على اليقين، وما أشبه ذلك، وهذا هو ما يذهبون إليه الآن، إذا رأوا دليلا خالف عقولهم قالوا هذا ظاهر والظاهر لا يدل على اليقين. طيب، إذا كان الظاهر لا يدل على اليقين ما الذي يدل على اليقين؟!
(ضرب مثال لأهل البدع في ردهم للنصوص وقبولهم لرأي الرجال)
حتى إذا رأي الرجال أتاكم*** فاسمع لما يوحى بلا برهان مثل الخفافيش التي إن جاءها*** ضوء النهار ففي كوى الحيطان
عميت عن الشمس المنيرة لا تطيـ***ـق هداية فيها إلى الطيران
حتى إذا ما الليل جاء ظلامه*** جالت بظلمته بكل مكان
الشيخ :" حتى إذا رأي الرجال أتاكم *** فاسمع لما يوحى بلا برهان " يعني: إذا جاءت الآراء فإنكم تسمعون لها بدون أي دليل، الأدلة من الكتاب والسنة ترد، وآراء الرجال التي لا دليل لها تقبل. " عميت عن الشمس " نعم. " مثل الخفافيش التي إن جاءها *** ضوء النهار ففي كوى الحيطان " الخفافيش نوع من الطيور، لكنه طير بلا ريش، جناحه عبارة عن لحم متصل بعضه ببعض، ولا يأتي إلا في الظلام، لا يأتي في النهار أبدا، ولا يأتي في الليل المدلهم، يأتي في أول الليل وفي آخر الليل، ويسمى عندنا هاه؟ السهاء، ولا أدري وش يسمى عن المصريين يا حجاج؟ الطالب : خفاش. الشيخ : خفاش؟ طيب. الطالب : وطواط الشيخ : هاه؟ الطالب : نسميه وطواط. الشيخ : وطواط، يمكن مصر واسعة أحد يسميه وطواط وأحد يسميه خفاش. على كل حال هو معروف. الطالب : ليس بطائر. الشيخ : هاه؟ الطالب : ليس بطائر. الشيخ : ليس أيش؟ الطالب : ليس بطائر. الشيخ : لا، يطير يطير. على كل حال هو الآن غير موجود عندنا، لأن الأنوار في الليل كالأنوار في النهار. الطالب : ... الشيخ : نعم؟ الطالب : ... الشيخ : إيه، يصير في المحل اللي ما فيه نور، لأن النور يعميه سبحان الله! ما يقدر يتحرك. يقول: " عميت عن الشمس المنيرة لا تطيق *** هداية فيها إلى الطيران " إذا جاء ضوء النهار ففي كوى الحيطان، كوى جمع كوة، يعني تكون في الفرج، تتعلق في السقوف، وهكذا " حتى إذا ما الليل جاء ظلامه *** جالت بظلمته بكل مكان فترى الموحد " وطبعا المراد بهذا التشبيه المراد به التقبيح، يعني أراد بتشبيههم بهذا الخفاش تقبيح حالهم.
(بيان محنة الموحد مع أهل البدع)
فترى الموحد حين يسمع قولهم*** ويراهم في محنة وهوان وارحمتاه لعينه ولأذنه*** يا محنة العينين والأذنان
إن قال حقا كفروه وإن يقو***لوا باطلا نسبوه للإيمان
حتى إذا ما رده عادوه مثـ***ـل عداوة الشيطان للإنسان
الشيخ :" فترى الموحد حين يسمع قولهم *** ويراهم في محنة وهوان " نعم، إذا رآهم الموحد وسمع قولهم صار في محنة وهوان، كما قال المتنبي: " ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى *** عدوا له ما من صداقته بد " هذا من نكد الدنيا " من نكد على الحر أن يرى *** عدوا له ما من صداقته بد " فهؤلاء القوم الذين يأتون إلى مجالس أهل السنة، ويتكلمون معهم، ويجادلونهم، يؤذون أهل السنة، يؤذونهم برؤيتهم ويؤذونهم بأقوالهم، ولهذا يقول: " فترى الموحد حين يسمع قولهم *** ويراهم في محنة وهوان وارحمتاه لعينه ولأذنه *** " لعينه متى؟ إذا رآهم، ولأذنه إذا سمعهم. " ولأذنه *** يا محنة العينان والأذنان إن قال حقا كفروه *** وإن يقولوا باطلا نسبوه للإيمان " إن قال هذا السني حقا قالوا: هذا كافر، وإن قالوا هم باطلا قالوا هذا هو الإيمان، فباطلهم إيمان، وحق المثبت كفر، نعم. " قالوا له خالفت أقوال الشيوخ *** " نعم " حتى إذا ما رده عادوه *** " " إذا ما رده " أي: رد الباطل الذي نسبوه للإيمان " عادوه *** مثل عداوة الشيطان للإنسان " الشيطان قال للإنسان اكفر، فلما كفر قال إني بريء منك، تبرأ منه وصار من أعدائه.
(إنكار أهل البدع للموحد مخالفته لأقوال الشيوخ وهم قد خالفوا النصوص)
قالوا له خالفت أقوال الشيو***خ ولم يبالوا الخلف للفرقان خالفت أقوال الشيوخ فأنتم*** خالفتم من جاء بالقرآن
خالفتم قول الرسول وإنما*** خالفت من جراه قولا فلان
الشيخ :" قالوا له خالفت أقوال الشيوخ *** ولم يبالوا الخلف للفرقان " يعني: أنكروا عليه أنه خالف أقوال الشيوخ، ولم يبالوا أنهم خالفوا أيش؟ الفرقان الذي هو القرآن. " خالفت أقوال الشيوخ فأنتم *** خالفتم من جاء بالقرآن " وأيهما أعظم؟ الثاني، الثاني أعظم، يقول: خالفت أنا أقوال الشيوخ، أما أنتم فخالفتم من جاء بالقرآن، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. " خالفتم قول الرسول وإنما *** خالفت من جرّاه قول فلان " يعني: خالفتم أنتم قول الرسول، أما أنا فخالفت من جرّاه، من جرّاه أي من أجله، قول فلان، نعم.
يا حبذا ذاك الخلاف فإنه*** عين الوفاق لطاعة الرحمن (معنى يا حبذا)
الشيخ :" يا حبذا ذاك الخلاف فإنه *** عين الوفاق لطاعة الرحمن " يا حبذا هذه الكلمة يراد بها الثناء، يعني: ما أحسن هذا الخلاف الذي سلكته، لماذا؟ لأنه عين الوفاق لطاعة الرحمن، فأنا مخالف بزعمكم، ولكني موافق لطاعة الله عز وجل، نعم. القارئ : " لشيوخهم ولما " الشيخ : أو ما علمت.
القراءة من قول الناظم: أو ما علمت بأن أعداء الرسول..إلى قوله.. في كتبه حقا بلا كتمان
الشيخ : أو ما علمت القارئ : " أو ما علمت بأن أعداء الرسو *** ل عليه عابوا الخلف بالبهتان لشيوخهم ولما عليه قد مضى *** أسلافهم في سالف الأزمان ما العيب إلا في خلاف النص لا *** رأي الرجال وفكرة الأذهان أنتم تعيبونا بهذا وهو من *** توفيقنا والفضل للمنان فليهنكم خلف النصوص ويهننا *** خلف الشيوخ أيستوي الخلفان والله ما تسوى عقول جميع أهـ *** ـل الأرض نصا صح ذا تبيان حتى نقدمها عليه معرضـ *** ـين مؤولين محرّفي القرآن والله إن النص فيما بيننا *** لأجلّ من آراء كل فلان والله لم ينقم علينا منكم *** أبدا خلاف النص من إنسان لكن خلاف الأشعري بزعمكم *** وكذبتم أنتم على الإنسان كفرتم من قال ما قد قاله *** في كتبه حقا بلا كتمان "
(حقيقة العيب مخالفة النص لا مخالفة الآراء)
أو ما علمت بأن أعداء الرسو***ل عليه عابوا الخلف بالبهتان
لشيوخهم ولما عليه قد مضى*** أسلافهم في سالف الأزمان
ما العيب إلا في خلاف النص لا*** رأي الرجال وفكرة الأذهان أنتم تعيبونا بهذا وهو من*** توفيقنا والفضل للمنان
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله: " أو ما علمت بأن أعداء الرسول *** عليه عابوا الخلف بالبهتان لشيوخهم " يعني: أن أعداء الرسول عابوا على النبي صلى الله عليه وسلم الخلف لشيوخهم، لكن هذ العيب صدق أو بهتان؟ بهتان، إن النبي عليه الصلاة والسلام لا يعاب بمخالفة شيوخهم لتوحيد الله عز وجل، هم يقولون هذا خالف آباءنا، سفّه عقولهم، أغوى شبابنا، وما أشبه ذلك، وهم أهل العيب، نعم. " لشيوخهم ولما عليه قد مضى *** أسلافهم في سالف الأزمان " ما العيب؟ يقول المؤلف رحمه الله: " ما العيب إلا في خلاف النص *** لا رأي الرجال وفكرة الأذهان " العيب هو ما كان فيه خلاف النص، ما كان مخالفا للنص، أي أن العيب حقيقة مخالفة النص لا مخالفة الآراء. " أنتم تعيبونا بهذا وهو من *** توفيقنا والفضل للمنان " رحمه الله صدق، كونهم يعيبون علينا أن نأخذ بالنص نحن نرى أن هذا من التوفيق والفضل للمنان.
فليهنكم خلف النصوص ويهننا*** خلف الشيوخ أيستوي الخلفان (بيان أن العقول لا تسوى على النصوص حتى يقدم عليها)
والله ما تسوى عقول جميع أهـ***ـل الأرض نصا صح ذا تبيان حتى نقدمها عليه معرضـ***ـين مؤولين محرفي القرآن
الشيخ :" فليهنكم خلف النصوص ويهننا *** خلف الشيوخ أيستوي الخلفان " الجواب: لا، نحن نهنأ بمخالفة الشيوخ إذا كانوا على باطل، وأنتم ليهنكم خلف النصوص، وهذا لا شك أنه من التهكم بهم رحمه الله. قال: " والله ما تسوى عقول جميع أهل *** الأرض نصا صح ذا تبيان " صحيح، يعني لو أننا وزنا عقول جميع أهل الأرض بنص صح عن النبي عليه الصلاة والسلام ما سواته هذه العقول. " حتى نقدمها " يعني: إنها لا تسوى حتى نقدمها، يعني: لا يمكن أن نقدمها لأنها لا تسوى. " حتى نقدمها علي معرضين *** مؤولين محرفي القرآن ".
(تعظيم أهل السنة للنصوص)
والله أن النص فيما بيننا*** لأجل من آراء كل فلان والله لم ينقم علينا منكم*** أبدا خلاف النص من إنسان (القراءة من الشرح)
الشيخ :" والله إن النص فيما بيننا *** لأجل من آراء كل فلان " وصدق في يمينه، وبر فيها، أن النص فيما بيننا أجل من آراء كل أحد. " والله لم ينقم علينا منكم أبدا *** خلاف النص من إنسان " يعني: أنه لم ينقم علينا أحد منكم خلاف النص من إنسان، ما في إنسان ينقم علينا أننا وافقنا النص وأنتم خالفتموه، هكذا عندكم في الشرح؟ الطالب : يقول: " ثم قال: " والله لم ينقم علينا منكم أبدا *** خلاف النص من إنسان " أي: والله ما نقمتم علينا مرة واحدة خلاف النص، وإنما خلاف الأشعري ". الشيخ : نعم، طيب. " والله لم ينقم علينا منكم أبدا *** خلاف النص من إنسان " يعني: أنكم لم تنقموا منا خلاف النص أبدا.
(كذب أهل البدع على الأشعري)
لكن خلاف الأشعري بزعمكم*** وكذبتم أنتم على الإنسان كفرتم من قال ما قد قاله*** في كتبه حقا بلا كتمان
الشيخ : وإنما تنقمون خلاف الأشعري بزعمكم، يعني أنتم تقولون: إنكم خالفتم الأشعري، ولم تنقموا علينا يوما من الأيام أننا خالفنا النص، بل تقولون إنكم خالفتم الأشعري. " *** وكذبتم أنتم على الإنسان " مَن يريد بالإنسان؟ الأشعري، كذبتم عليه بأنه يوافقكم وهو يخالفكم. " كفرتم من قال " الطالب : ما قد قال. الشيخ : ما؟ عندنا من. " كفرتم من قال ما قد قاله *** في كتبه حقا بلا كتمان " يعني: أنهم كفروا من قال ما قال الأشعري في كتبه، لأنهم ينكرون أن يكون الأشعري تابع أهل السنة والجماعة في آخر الأمر، هذا وخالفنا، الظاهر أنه. الطالب : ... خلاف الأشاعرة الشيخ : نعم؟ الطالب : ... خلاف الأشاعرة. الشيخ : أيه، نسخة؟ اجعلوها نسخة لأنها أوضح من هذا.
القراءة من قول الناظم: هذا وخالفناه في القرآن..إلى آخر الفصل
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " هذا وخالفناه في القرآن مثـ *** ـل خلافكم في الفوق للرحمن فالأشعري مصرح بالاستوا *** ء وبالعلو بغاية التبيان ومصرح أيضا بإثبات اليديـ*** ـن ووجه رب العرش ذي السلطان ومصرح أيضا بأن لربنا *** سبحانه عينان ناظرتان ومصرح أيضا بإثبات النزو *** ل لربنا نحو الرفيع الداني ".