(بيان أن أهل السنة يأخذون الحق أينما كان سواء من الأشعري أو غيره وبيان إنكار الأشاعرة لعلو الله مع أن الأشعري صرح بالعلو والاستواء) هذا وخالفناه في القرآن مثـ***ـل خلافكم في الفوق للرحمن فالأشعري مصرح بالإستوا***ء وبالعلو بغاية التبيان
" هذا وخالفناه في القرآن *** مثل خلافكم في الفوق للرحمن "
يعني: مثل ما خالفتموه أنتم في الفوق للرحمن، نحن خالفناه في القرآن، لأنه رحمه الله يرى أن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه، الكلام النفسي الذي سبق أن ابن القيم رحمه الله ذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية رد عليه من تسعين وجها.
" *** مثل خلافكم له في الفوق للرحمن "
هو يؤمن بفوقية الله، وأنتم تنكرونها، لأن الأشاعرة يقولون: إن الله ليس فوق العالم ولا تحت العالم، ولا يمين العالم ولا شمال العالم، ولا متصل ولا منفصل، ولا مباين ولا محاثث، أين يكون؟ لا شيء، أما هو رحمه الله الأشعري فقال وصرح بأن الله فوق سماواته. قال:
" فالأشعري مصرح بالاستواء *** وبالعلو بغاية التبيان "
والأشاعرة لا يقولون لا بهذا ولا بهذا، لا يؤمنون بالاستواء على معناه الحقيقي، ولا يؤمنون بعلو الله عز وجل، والأشعري الذي يدعون أنهم متبعون له يؤمن بالاستواء والعلو.
1 - (بيان أن أهل السنة يأخذون الحق أينما كان سواء من الأشعري أو غيره وبيان إنكار الأشاعرة لعلو الله مع أن الأشعري صرح بالعلو والاستواء) هذا وخالفناه في القرآن مثـ***ـل خلافكم في الفوق للرحمن فالأشعري مصرح بالإستوا***ء وبالعلو بغاية التبيان أستمع حفظ
ومصرح أيضا بإثبات اليدين ووجـ***ـه رب العرش ذي السلطان (بيان إثبات الأشعري لصفة اليدين لله وأنها وردت بصيغة الإفراد والتثنية والجمع مع الدليل وكيفية الجمع بينها)
مصرح بإثبات اليدين لمن؟ لله عز وجل، فلله يدان اثنتان، كلتاهما يمين من حيث البركة ومن حيث القوة ومن حيث البسط، ولكن إحداهما يمين وإحداهما شمال من حيث يعني ذات اليد، وبهذا نجمع بين الأحاديث الواردة بإثبات الشمال لله عز وجل، والأحاديث التي ورد فيها أن كلتا يديه يمين، وقد وردت اليدان في القرآن الكريم وكذلك في السنة على أوجه ثلاثة: الجمع، والتثنية، والإفراد.
أما الجمع فكقوله تعالى: (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )).
وأما الإفراد فكقوله تعالى: (( تبارك الذي بيده الملك )).
وأما الجمع فكقوله تعالى يخاطب إبليس
الطالب : التثنية.
الشيخ : التثنية، نعم، وأما التثنية فكقوله تعالى يخاطب إبليس: (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ))، وقوله تعالى: (( بل يداه مبسوطتان )).
الجمع بين هذه الأوجه الثلاث سهل، لأنا نقول: أما الجمع فإنما جمع للتعظيم والتناسب بين المضاف والمضاف إليه، المضاف إليه نا الدالة على العظمة، فجمعت اليد لتكون مناسبة ل نا التي للعظمة، واضح؟ طيب.
وأما التثنية فلأن ذلك هو الحقيقة، أن لله يدين اثنتين.
وأما الإفراد فإن المفرد المضاف لا يمنع التعدد، لماذا؟ لأنه يعم، وبهذا يصح التعبير بالتثنية والإفراد والجمع.
2 - ومصرح أيضا بإثبات اليدين ووجـ***ـه رب العرش ذي السلطان (بيان إثبات الأشعري لصفة اليدين لله وأنها وردت بصيغة الإفراد والتثنية والجمع مع الدليل وكيفية الجمع بينها) أستمع حفظ
إثبات الأشعري لصفة الوجه لله بخلاف الأشاعرة
أيضا الأشعري رحمه الله يؤمن بأن الله له وجه، قال الله تعالى: (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ))، وأما أتباع الأشعري الذين هم الأشاعرة فلا يؤمنون بوجه الله، يحرفونه.
ومصرح أيضا بأن لربنا*** سبحانه عينان ناظرتان (إثبات الأشعري لصفة العينين لله وقد وردت بصيغة الإفراد والتثنية والجمع مع الدليل وكيفية الجمع بينها وإعراب عينان ناظرتان)
مصرح مَن؟ الأشعري بأن لربنا عينان ناظرتان، هنا قال: عينان ناظرتان، ابن القيم رحمه الله في هذه النونية يرفع المثنى أحيانا في موضع النصب وفي موضع الجر، يرفعه يعني يجعله بالألف إما للضرورة لضرورة الشعر، وإما على لغة من يلزم المثنى الألف مطلقا، والذي يظهر لي والله أعلم أنه لأجل الضرورة، لأنه مر علينا قبل ليلة أنه عطف مثنى بالألف على مثنى بالياء، وهذا يدل على أنه إنما يفعل ذلك للضرورة، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن ضرورة الشعر كما توجب أحيانا صرف ما لا ينصرف، كذلك توجب تغيير الحرف يعني تغيير حرف ما يعرب بالحروف.
قوله: " عينان ناظرتان "
هذا الذي أجمع عليه أهل السنة، أن لله عينين ناظرتان، ينظر بهما عز وجل.
وقد وردت العينان بصفة الجمع وبصفة الإفراد، فبصفة الجمع، نعم، كقوله تعالى: (( تجري بأعيننا )) وبصفة الإفراد كقوله تعالى يخاطب موسى: (( ولتصنع على عيني ))، فنقول في الجمع بينهما كما قلنا في الجمع بين اليدين: أن الجمع للتعظيم والمناسبة، التعظيم واضح، المناسبة لأنها أضيفت إلى ما يفيد العظمة، طيب.
أما الإفراد فلأنه مفرد مضاف فلا ينافي التعدد، إذ أن المفرد المضاف يكون للعموم.
وهل وردت العينان بصفة التثنية؟ نعم؟ جاءت في السنة، لكن جاءت على وجهين، الوجه الأول: أنها وردت بلفظ صريح، لكن في صحته نظرا: ( إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن ) عيني اثنين، ولكن في صحته نظرا، إلا أنه يقويه ما ثبت في الصحيحين وغيرهما في وصف الدجال في وصف الدجال: ( إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور ) أعور العين ولا أعور البدن من العور وهو العيب؟ العين، لأنه جاء مصرحا به، أعور، وهذا يدل قطعا على أن لله عينين فقط، لأنه لو كان له أكثر من عينين لكانت الزيادة على العينين كمالا، وإذا كانت كمالا فلا بد أن تذكر، وإذا ذكرت حصل الفرق أو التمييز بين هذا الأعور الدجال وبين رب العالمين عز وجل، يظهر الفرق بماذا؟ بالزيادة، أما كون الرسول عليه الصلاة والسلام يجعل الفرق أنه أعور فهذا يدل قطعا على أن لله عينان اثنتين لا زيادة، ووجه ذلك ما ذكرت لكم: لو كان له أكثر من ثنتين لكان الزائد هاه؟ كمالا، وإذا كان كمالا فإنه لا يمكن أن يهمله الرسول عليه الصلاة والسلام ويغفله، لقال: إن ربكم له ثلاث أعين أو أربع أو عشر، فلما لم يذكره علم أنه لا يزيد على عينين لكن التمييز لأن عيني الدجال عوراوين بخلاف عيني الرب عز وجل.
طيب، وهذا أمر قد أجمع عليه سلف الأمة، كل من تكلم من أصحاب كتب العقائد يذكرونها بالتثنية، وقد ذكر الأشعري رحمه الله في كتاب الإبانة أن أهل السنة أجمعوا على ذلك وذكره أيضا غيره.
وبهذا نعرف أن ما حصل من بعض الطلبة الصغار من الذبذبة حول العينين لا أصل له، وهم لم يفهموا معنى إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، لو فطنوا لما ذكرناه لكان الأمر جليا واضحا.
4 - ومصرح أيضا بأن لربنا*** سبحانه عينان ناظرتان (إثبات الأشعري لصفة العينين لله وقد وردت بصيغة الإفراد والتثنية والجمع مع الدليل وكيفية الجمع بينها وإعراب عينان ناظرتان) أستمع حفظ
ومصرح أيضا بإثبات النزو***ل لربنا نحو الرفيع الداني (إثبات الأشعري لصفة النزول لله)
من المصرح؟ الأشعري، بإثبات النزول نزول ربنا نحو الرفيع الداني، كيف الرفيع الداني؟ يعني السماء الدنيا، لأنه بالنسبة لأهل الأرض رفيع، وبالنسبة للسماوات داني، نعم.
ومصرح أيضا بإثبات الأصا***بع مثل ما قد قال ذو البرهان (إثبات الأشعري لصفة الأصابع لله بخلاف الأشاعرة فينكرون ذلك وشبهتهم والرد عليهم)
مَن ذو البرهان؟ الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فالأشعري مصرح بأن لله أصابع، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ( إنه ما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف شاء ).
الأشاعرة الذي يدعون أنهم أتباع الأشعري أنكروا الأصابع، قالوا: ما يمكن يكون له أصابع، طيب، من الذي قال هذا؟ أعلم الخلق بالله محمد صلوات الله وسلامه عليه، قالوا: هذا يمنعه اللفظ، لأنه قال: ( ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن ) وهذا يقتضي أن تكون أصابع الله في أجوافنا، نعم، لأنك إذا قلت: هذا بين أصابعي معناه أنها الأصابع مسته، وإذا مست القلب لزم أن تكون أصابع الله في صدورنا، وهذا مستحيل، إذن فلا يراد بالحديث ظاهره، فنقول لهم: إن النبي عليه الصلاة والسلام يخاطب الأمة بلسان عربي مبين، ولا يمكن يخاطبهم بمثل هذه الصراحة وهو يريد غيرها إلا يبينها ولم يبين، وقولكم إنه لابد أن تكون هناك مماسة هذا غير صحيح، البينية لا تستلزم المماسة، ألم تسمعوا قول الله عز وجل: (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) ومع ذلك هل هو مماس للسماء والأرض؟ لأ، غير مماس، السماء بعيدة منه والأرض بعيدة منه، ألم تسمعوا الناس يقولون: المدينة بين دمشق ومكة؟ هاه؟ صح؟ وهل هي محادة لها؟ لأ، إذن البينية في المكان لا تستلزم المماسة أبدا، وبهذا نعرف أن المراد بالحديث حقيقته، وأن القلوب بين أصبعين من أصابع الله، وليس المراد كما قالوا إنه كناية عن التدبير والسلطان التام، طيب.
6 - ومصرح أيضا بإثبات الأصا***بع مثل ما قد قال ذو البرهان (إثبات الأشعري لصفة الأصابع لله بخلاف الأشاعرة فينكرون ذلك وشبهتهم والرد عليهم) أستمع حفظ
(إثبات الأشعري لرؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة بخلاف الأشاعرة وشبهتهم والرد عليهم) ومصرح أيضا بأن الله يو***م الحشر يبصره أولو الإيمان جهرا يرون الله فوق سمائه*** رؤيا العيان كما يرى القمران
" ومصرح أيضا بأن الله يوم *** الحشر يبصره أولوا الإيمان "
يعني رؤية الله عز وجل، أن الله يرى يوم الحشر، يعني يوم القيامة
" جهرا يرون الله فوق سمائه *** رؤيا العيان كما يرى القمران "
من القائل هذا؟ الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر )، وقال: ( إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب )، وهل أبلغ من هذا التحقيق؟ ( كما ترون القمر ليلة البدر ) ( كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ) هذه الرؤية يخاطب بها النبي عليه الصلاة والسلام قوما يفهمون اللسان العربي، وأنها رؤية حقيقية، ولكن أنكر الأشاعرة رؤية الله، وقالوا: إن الله لا يرى، كيف يرى؟ هو جسم حتى يرى؟ ما يمكن يرى، ودليلنا يقولون: دليلنا من القرآن الكريم (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )) هذه واحدة، وقالوا لموسى (( لن تراني )) لن نافية للتأبيد، يعني: لن تراني لا في الدنيا ولا في الآخرة، كيف تقولون أنتم أن الله يرى؟!
نقول لهم: الحمد لله الذي جعل ما استدللتم به عليكم، (( لا تدركه الأبصار )) يدل على أنه يرى، لأنه لو لم يرى لقال لا تراه، فلما نفى الأخص (( لا تدركه )) دل على وجود الأعم وهو الرؤية، وأن هناك رؤية لكن بدون إدراك. قالوا: سبحان الله! هل يمكن رؤية بدون إدراك؟ يمكن، أنتم الآن ترون الشمس ولا تدركونها، يمكن رؤية بلا إدراك، مع أننا نقول: لو سلمنا جدلا أنه لا يمكن رؤية بدون إدراك في المخلوق، فإن هذا في الخالق ممكن، لأن الله (( ليس كمثله شيء ))، وإذا كان لا نحيط علما بالله ونحن نحيط علما بالمخلوقات التي ندركها فإن هذا كذلك.
أما قوله: (( لن تراني )) فالآية أيضا دليل عليكم، الآية دليل عليكم، لأننا لو جعلنا الرؤية مستحيلة في حق الله، وهي عندكم مستحيلة لأن رؤية الله نقص على زعمهم، يقولون: إذا رؤي الله فهو جسم والجسم نقص، لو كانت الرؤية مستحيلة لكونها نقصا في حق الله، هل يمكن أن يسألها رسول من أولي العزم؟ هاه؟ أجيبوا يا جماعة.
الطالب : لا يمكن.
الشيخ : لا يمكن، كما أنه لا يمكن أن يقول رسول من أولي العزم: يا رب أرني عجزك أو أرني ظلمك، لا يمكن، فإذا كان موسى سأل دل هذا على إمكان الرؤية، لكنها في الدنيا لا يمكن لعدم قدرة الإنسان على تحملها، ولهذا قال الله له: (( لن تراني )) يعني في الدنيا، ليش؟ لأنه لا يمكن أن تتحمل الرؤية، ولكن انظر إلى الجبل، قياس، انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني، نظر إلى الجبل (( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا )) اندك صار تراب (( وخر موسى صعقا )) انبهر من عظمة الرب عز وجل (( فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين )).
طيب، إذن الآية فيها ما يدل على إمكان الرؤية بسؤال موسى لها.
وأما قولهم: إن لن تقتضي التأبيد فقول يرده القرآن، نعم، لأن الله قال: (( ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم )) شف (( لن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم )) ومع ذلك أخبر الله عن أهل النار أنهم يقولون (( يا مالك ليقض علينا ربك )) يتمنون الموت، وهو يقول: (( لن يتمنوه أبدا )) فأتى بأبدا، إذن لن في قوله: (( لن تراني )) متى؟ في الدنيا، أما الآخرة فلها شأن آخر. فالذي ندين الله به أن الله عز وجل يرى يوم القيامة بالبصر، ولكننا لا نحيط به، لأن الله أعظم وأجل من أن تدركه الأبصار. نعم، قال:
" ومصرح أيضا "
انتهى الوقت؟ في شرح؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
" ومصرح أيضا بأن الله يوم *** الحشر يبصره أولو الإيمان
جهرا " إلى آخره.
7 - (إثبات الأشعري لرؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة بخلاف الأشاعرة وشبهتهم والرد عليهم) ومصرح أيضا بأن الله يو***م الحشر يبصره أولو الإيمان جهرا يرون الله فوق سمائه*** رؤيا العيان كما يرى القمران أستمع حفظ
- بيان أن الله يراه المؤمنون في العرصات وفي الجنة وكذا المنافقون يراه في العرصات فقط وهل الكفار يراه في العرصات
ويراه كذلك المنافقون في عرصات القيامة، ولكنهم بعد ذلك يحجبون، والحكمة من هذا زيادة الحسرة عليهم، والعياذ بالله، ولأنهم آمنوا ثم كفروا.
ويراه كذلك الكفار على قول بعض أهل العلم، ولكنه يحتجب عنهم، وظاهر النصوص أنهم لا يرونه أعني الكفار الخلص، لقول الله تعالى: (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )).
أما أهل الإيمان فيرونه رؤية رضا في عرصات القيامة وبعد دخول الجنة، يقول:
" *** رؤيا العيان كما يرى القمران "
نعم.
" جهرا يرون الله فوق سمائه *** رؤيا العيان كما يرى القمران "
8 - - بيان أن الله يراه المؤمنون في العرصات وفي الجنة وكذا المنافقون يراه في العرصات فقط وهل الكفار يراه في العرصات أستمع حفظ
ومصرح أيضا بإثبات المجـ***ـيء وأنه يأتي بلا نكران (إثبات الأشعري لصفة المجيء لله يوم القيامة بكيفية غير معلومة عندنا مع الدليل)
مَن المصرح؟ أبو الحسن الأشعري رحمه الله بأن الله تعالى يأتي يوم القيامة، كما قال تعالى: (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) وقال تعالى: (( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك )) وهذا الإتيان هو إتيان الله تعالى حقيقة، إتيان الله حقيقة، يأتي بنفسه.
ولكن هل يأتي على كيفية معلومة لنا؟ هاه؟ كيفية مجيئه معلومة لنا؟ لأ، لأن هذا أمر غيبي، وقد أخبرنا الله أنه يأتي ولم يقل إنه يأتي على كيفية معينة، لم يخبرنا كيف يأتي.
هل لإتيانه كيفية؟ نعم، لابد أن يكون على كيفية، ما من موجود إلا وله كيفية، ولكن هي غير معلومة لنا، ولهذا قال الإمام مالك في الاستواء: " الكيف غير معقول " نعم، أما الاستواء فهو غير مجهول، لأنه معلوم بالمعنى.
9 - ومصرح أيضا بإثبات المجـ***ـيء وأنه يأتي بلا نكران (إثبات الأشعري لصفة المجيء لله يوم القيامة بكيفية غير معلومة عندنا مع الدليل) أستمع حفظ
ومصرح بفساد قول مؤول*** للاستواء بقهر ذي سلطان (الذين أنكروا الاستواء لله بشبهة أن الله يلزم منه أن يكون جسما ومحدودا والرد عليهم)
ومصرح أن الألى قالوا بذا *** التأويل أهل ضلالة ببيان "
نعم.
" مصرح بفساد قول مؤول *** للاستواء بقهر "
من هؤلاء؟ الأشعرية والمعتزلة ونحوهم ممن عطلوا الصفات الأفعال الاختيارية، وقولوا: لا يمكن أن الله استوى على العرش استواء استقرار أو علو، لأن هذا يستلزم أن يكون جسما، وقال بعضهم: يستلزم أن يكون محدودا، لأن العرش محدود له قوائم، يعني محدد، فإذا قلت إنه استوى على العرش جعلت الله محدودا.
إذن عللوا هذا بوجهين، الوجه الأول: أنه إذا جعلت الاستواء حقيقة لزم أن يكون الله جسما، والأجسام متماثلة على زعمهم، إذا جعلت الاستواء حقيقة صار محدودا أيش؟ محدود، صار محدودا على محدود، يعني يلزم من هذا أن يكون الله محدودا، والله عز وجل لا يحده شيء.
فإذن ما المعنى على رأيهم؟ يقول: استوى على العرش يعني استولى عليه وملك وقهر.
وقد علمتم أن بعضهم من أجل هذا التأويل ادعى أن خلق العرش هاه؟ بعد خلق السماوات، من أجل ألا يقول قائل: إذا كان الله لم يستول على العرش إلا بعد خلق السماوات فمن الذي له العرش قبل ذلك؟ واضح؟ ومعلوم أن تفسير الاستواء بالقهر والغلبة باطل، باطل من وجوه كثيرة: أنه خلاف ما أجمع عليه السلف، وأنه خلاف ما تقتضيه اللغة، وأنه يتضمن أن العرش قبل خلق السماوات والأرض ملك لغير الله، وأنه يجوز أن نقول إن الله استوى على الأرض، لأنه مستولٍ عليها وغالب لها وقاهر لها ومالك لها، بل نقول إن الله استوى على أخبث من هذا على زعمهم، فهو يستلزم لوازم باطلة فهو باطل، لأن ما لزم منه الباطل فهو باطل.
10 - ومصرح بفساد قول مؤول*** للاستواء بقهر ذي سلطان (الذين أنكروا الاستواء لله بشبهة أن الله يلزم منه أن يكون جسما ومحدودا والرد عليهم) أستمع حفظ
ومصرح أن الألى قالوا بذا التـ***ـأويل أهل ضلالة ببيان (بيان أن استواء الله على العرش استواء خاصا)
ولا شك أنهم ضالون، وأي ضلال يقع من شخص يقول، نعم، أبلغ، وأي ضلال أبلغ من ضلال شخص يقول: إن الله لم يستو على عرشه، أي: لم يعل عليه، ونحن نؤمن بأن الله مستوٍ على العرش أي عالٍ عليه، ولكن هل هذا العلو هو العلو العام على جميع المخلوقات؟ الجواب؟ هل هو العلو العام الشامل لكل المخلوقات استواء الله على العرش؟ لا لا، هذا علو خاص.
ونحن نضرب مثلا ولله المثل الأعلى، لو أن شخصا نصب كرسيا في السطح وجلس عليه يكون مستويا على الكرسي، وهو في نفس الوقت عالٍ على الكرسي وعلى السطح، فاستواء الله على العرش ليس هو العلو الشامل لكل المخلوقات، بل هو علو خاص يختص بالعرش، ولهذا لا يصلح أن تقول إن الله استوى على السماء أو على الأرض مع أنه عالٍ عليهما.
11 - ومصرح أن الألى قالوا بذا التـ***ـأويل أهل ضلالة ببيان (بيان أن استواء الله على العرش استواء خاصا) أستمع حفظ
(بيان تصريح أبي الحسن الأشعري أن قوله هو قول أهل الحديث) ومصرح أن الذي قد قاله*** أهل الحديث وعسكر القرآن هو قوله يلقى عليه ربه*** وبه يدين الله كل أوان
هو قوله "
قول من؟ قول أبي الحسن رحمه الله، يعني مصرح أن قوله ما قاله أهل الحديث وعسكر القرآن.
" يلقى عليه ربه *** وبه يدين الله كل أوان "
12 - (بيان تصريح أبي الحسن الأشعري أن قوله هو قول أهل الحديث) ومصرح أن الذي قد قاله*** أهل الحديث وعسكر القرآن هو قوله يلقى عليه ربه*** وبه يدين الله كل أوان أستمع حفظ
(بيان مخالفة أبي الحسن لأهل الحديث في كلام الله أنه بحرف وصوت فهو يقول الكلام هو المعنى القائم بالنفس بدون حرف وصوت والرد عليه فمخالفة أهل السنة للأشعري في مسألة واحدة بخلاف الأشاعرة خالفوه في كل شيء إلا في مسألة واحدة) لكنه قد قال إن كلامه*** معنى يقوم بربنا الرحمن لم كان نفس خلافنا كفرا وكا***ن خلافكم هو مقتضى الإيمان في القول خالفناه نحن وأنتم*** في الفوق والأوصاف للديان
" لكنه قد قال إن كلامه *** معنى يقوم بربنا الرحمن "
يقول رحمه الله: إن الله لا يتكلم بحرف وصوت مسموع، بل ما يسمع من كلامه عبارة عن كلامه وليس كلامه، كلامه هو المعنى القائم بنفسه، فمثلا الآن افرض أنك تريد أن تقول خطبة، تقدر الكلام في قلبك قبل أن تتكلم، ثم إذا تكلمت عبرت عما في نفسك.
هو يقول رحمه الله وعفا عنه: إن الله لا يتكلم بكلام يسمع، أو بصوت، وإنما كلامه المعنى الذي في نفسه، ثم يخلق أصواتا وحروفا يسمعها من يخاطبه الله عز وجل، وعلى هذا فإن هذا القرآن الذي بأيدينا ليس كلام الله على زعمه، بل هو عبارة عنه.
المعتزلة يقولون: إن القرآن كلام الله، لكنه خلق من مخلوقات، وينكرون الكلام النفسي، بل يقولون هذا كلام الله لكنه مخلوق، أما هم يقولون هذا عبارة عن كلام الله وهو مخلوق أيضا، ولهذا كان المعتزلة من هذا الوجه خيرا منهم، لأنهم يصرحون بأن القرآن كلام الله، هم يقولون لا، القرآن عبارة عن كلام الله، ويتفق المعتزلة والأشاعرة على أن ما نقرؤه مخلوق، يقول:
" لكنه قد قال إن كلامه *** معنى يقوم بربنا الرحمن
في القول خالفناه نحن وأنتم *** في الفوق والأوصاف للديان "
يعني نحن خالفناه في مسألة واحدة، وهي القول، أما أنتم خالفتموه في الفوقية وفي جميع الأوصاف، كل صفات الرحمن التي أقرها خالفتموه أنتم، أما نحن لم نخالفه إلا في مسألة واحدة، يقول:
" في القول خلفناه نحن وأنتم *** في الفوق والأوصاف للديان
لم كان نفس خلافنا كفرا *** وكان خلافكم هو مقتضى الإيمان "
صح، إنكار، نعم، لم لم كان، لم كان. يعني: نحن الآن خالفنا أبا الحسن في مسألة واحدة وهي مسألة الكلام، والباقي وافقناه، وأنتم خالفتموه في كل شيء إلا الكلام، فلماذا كان خلافنا نحن كفرا وخلافكم أنتم إيمان وهو مقتضى الإيمان مع أنكم خالفتموه فيما هو مقتضى الإيمان، نعم.
" لم كان نفس خلافنا كفرا *** وكان خلافكم هو مقتضى الإيمان "
13 - (بيان مخالفة أبي الحسن لأهل الحديث في كلام الله أنه بحرف وصوت فهو يقول الكلام هو المعنى القائم بالنفس بدون حرف وصوت والرد عليه فمخالفة أهل السنة للأشعري في مسألة واحدة بخلاف الأشاعرة خالفوه في كل شيء إلا في مسألة واحدة) لكنه قد قال إن كلامه*** معنى يقوم بربنا الرحمن لم كان نفس خلافنا كفرا وكا***ن خلافكم هو مقتضى الإيمان في القول خالفناه نحن وأنتم*** في الفوق والأوصاف للديان أستمع حفظ
(لكن مخالفة أهل السنة لم تكن للنص بخلاف الأشاعرة) هذا وخالفتم لنص حين خا***لفنا لرأي الجهم ذي البهتان والله ما لكم جواب غير تكـ***ـفير بلا علم ولا إيقان
نعم.
" هذا وخالفتم "
الطالب : لنص
الشيخ : " لنص حين *** خالفنا لرأي الجهم ذي البهتان "
يعني: ونحن لم نخالف النص، أنتم خالفتم النص، ونحن خالفنا رأي الجهم، فأينا أحق بالكفر من خالف النص ولا من خالف الرأي الباطل؟ من خالف النص.
" والله ما لكم جواب غير *** تكفير بلا علم ولا إيقان "
نعم، صحيح، ليس لهم جواب إلا أن يزعقوا علينا: أنتم كفار، أنتم مجسمة، أنتم مشبهة، أنتم إلى آخر ما يقولون من القدح.
14 - (لكن مخالفة أهل السنة لم تكن للنص بخلاف الأشاعرة) هذا وخالفتم لنص حين خا***لفنا لرأي الجهم ذي البهتان والله ما لكم جواب غير تكـ***ـفير بلا علم ولا إيقان أستمع حفظ
(بيان شكاية الأشاعرة أهل السنة إلى السلطان ، وإعراب ذا الشكوى) أستغفر الله العظيم لكم جوا***ب غير ذا الشكوى إلى السلطان فهو الجواب لديكم ولنحن منـ***ـتظروه منكم يا أولي البرهان
" لكم جواب *** غير ذي الشكوى إلى "
نعم.
" *** غير ذي الشكوى إلى السلطان "
غير ذا، أحسن ذا
" *** غير ذا الشكوى إلى السلطان "
يعني: أستغفر الله لكم جواب آخر، وهو غير هذا الجواب، وهو الشكوى إلى السلطان، تشكوننا إلى السلطان وتشون بنا، وهذا يقع كثيرا، يأتي به الإنسان للاستدراك يقول: فلان فيه كذا من الخصال الذميمة، أستغفر الله، بل فيه غير هذا: كذا وكذا، إذن فهذا الكلام يعتبر توكيدا لما سبق، وإضافة أمر يذمون عليه.
" استغفر الله العظيم لكم جواب *** غير ذا "
طيب، الشكوى وش محلها من الإعراب؟
الطالب : إما خبر ...
الشيخ : إما خبر مبتدأ محذوف، التقدير: هو الشكوى، أو صفة لجواب.
" جواب *** غير ذا الشكوى "
عطف بيان ما تصلح صفة لأنها معرفة.
" فهو الجواب لديكم "
وش بعده؟
" فهو الجواب لديكم ولنحن *** منتظروه منكم يا أولي البرهان "
وهل الذي ليس له جواب إلا الشكوى إلى السلطان هل عنده علم؟ هاه؟ يقول لخصمه اسكت وإلا لأرفعنك إلى السلطان، هل هذا عنده علم؟ أبدا، ليس عنده علم.
15 - (بيان شكاية الأشاعرة أهل السنة إلى السلطان ، وإعراب ذا الشكوى) أستغفر الله العظيم لكم جوا***ب غير ذا الشكوى إلى السلطان فهو الجواب لديكم ولنحن منـ***ـتظروه منكم يا أولي البرهان أستمع حفظ
والله لا للأشعري تبعتم*** كلا ولا للنص بالإحسان (تبرئة الناظم للأشعري من أتباعه)
إذن هم أخطؤوا تقليدا، وأخطؤوا اجتهادا، أخطؤوا تقليدا حيث لم يتبعوا الأشعري، واجتهادا حيث لم يتبعوا النص.
(نصيحة صادقة من الناظم للأشاعرة) يا قوم فانتبهوا لأنفسكم وخلـ***ـوا الجهل والدعوى بلا برهان ما في الرياسة بالجهالة غير ضحـ***ـكة عاقل منكم مدى الأزمان لا ترتضوا برياسة البقر التي*** رؤساؤها من جملة الثيران
جزاه الله خيرا، يعني ينصحهم، يقول: انتبهوا لأنفسكم، ودعوا الجهل والدعوى بلا برهان
" ما في الرياسة بالجهالة غير *** ضحكة عاقل منكم مدى الأزمان "
لا شك أن الرئاسة بالجهل ضحكة إلى يوم الدين، لأن الرئاسة إنما تنال بالشرف والعلم، أما الجهل فإنه لا خير في الرئاسة فيه، ومآله إلى الفشل.
" لا ترتضوا برئاسة البقر التي *** رؤساؤها من جملة الثيران "
نعم، يعني لا ترتضوا لأنفسكم هذا الحظ أن تكونوا رؤساء لبقر، من رؤساء البقر؟
الطالب : الثيران.
الشيخ : إذن إن رضيتم برئاسة البقر فأنتم ثيران، نعم، نعم يا سامي؟
17 - (نصيحة صادقة من الناظم للأشاعرة) يا قوم فانتبهوا لأنفسكم وخلـ***ـوا الجهل والدعوى بلا برهان ما في الرياسة بالجهالة غير ضحـ***ـكة عاقل منكم مدى الأزمان لا ترتضوا برياسة البقر التي*** رؤساؤها من جملة الثيران أستمع حفظ
سؤال ما المقصود برؤية الله للمنافقين رؤية غضب ورؤيته الرضى
السائل : قلنا تفصيل الرؤية رؤية المنافقين قلنا رؤية غضب، ما المقصود يا شيخ؟
الشيخ : إيه، أنت الآن لو أن صبيك أخطأ فنظرت إليه نظرة غضب، والصبي الآخر أصاب وقام بما أمرته به، فنظرت إليه،
آي هذا الفرق. نعم.
سؤال هل ورد عن السلف أنهم فسروا { الرحمن على العرش استوى } بالجلوس
الشيخ : بعض السلف فسره بالجلوس، قال: استوى على العرش يعني جلس عليه، لكن أكثر ما فسروا به العلو والاستقرار.
سؤال هل ورد أن الله يأتي يوم الحشر على صورة ثم يكشف لهم الساق فيخر المؤمنون لله ساجدين
السائل : هل رؤية ... في عرصات ...
الشيخ : إيه نعم، في حديث في هذا: إن الله سبحانه وتعالى يأتيهم على الصورة ثم يكشف عن ساقه ويسجد له كل من كان يسجد له في الدنيا، وأما المنافقون فلا يستطيعون السجود، نعم.
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم.
20 - سؤال هل ورد أن الله يأتي يوم الحشر على صورة ثم يكشف لهم الساق فيخر المؤمنون لله ساجدين أستمع حفظ
سؤال ما تفسير قوله تعالى:{ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون }
الشيخ : هاه؟
السائل : ما تدخل رؤية المنافقين في قوله (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ))؟
الشيخ : من يعني؟ من يعني؟ إنهم الضمير يعود على مَن؟ الفجار. المنافقون لما كانوا يظهرون الإسلام عوملوا في أول أمرهم معاملة المسلمين ليكون هذا أشد حسرة كما بينا، وقد جاء فيه الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام. نعم.
سؤال من فسر من السلف استواء الله بالجلوس يوهم أن الله محتاج إلى العرش فكيف الجواب
الشيخ : لا، حتى لو قلنا علا واستقر، استقر هكذا جاءت عن السلف نفس الشيء.
السائل : استقر في علوه.
الشيخ : لا، استقر على العرش، لكن هذا ما يمنع نقول ما يلزم منه أن يكون محتاجا إلى العرش.
السائل : يعني لو قلنا إن معنى علا أنه جلس يعني ما يلزم
الشيخ : والله هي وردت عن السلف لكنها ما هي مشهورة، يعني لو ترك الإنسان التعبير بهذا خصوصا عند العامة، لأن العامة تعرف يدخل عليهم الشيطان، كيف جلوسه؟ متربع ولا متورك؟ ولا كذا ولا كذا؟ فالأحسن يقال استوى عليه على وجه يليق به وينتهي، نعم. أخذنا ثلاثة.
الطالب : خمسة
الشيخ : خمسة؟! إذا السؤال الثاني واحد فقط.
القراءة من قول الناظم: فصل في أن أهل الحديث هم أنصار سول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبغض الأنصار رجلا يؤمن بالله واليوم الآخر..إلى قوله.. أهل الكلام ومنطق اليونان
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم.
" فصل في أن أهل الحديث هم أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصته، ولا يبغض الأنصار رجلا يؤمن بالله واليوم الآخر ".
الشيخ : الله أكبر!
القارئ : " يا مبغضا أهل الحديث وشاتما *** أبشر بعقد ولاية الشيطان
أو ما علمت بأنهم أنصار ديـ *** ـن الله والإيمان والقرآن
أو ما علمت بأن أنصار الرسو *** ل هم بلا شك ولا نكران
هل يبغض الأنصار عبد مؤمن *** أومدرك لروائح الإيمان
شهد الرسول بذاك وهي شهادة *** من أصدق الثقلين بالبرهان
أو ما علمت بأن خزرج دينه *** والأوس هم أبدا بكل زمان
ما ذنبهم إذ خالفوك لقوله *** ما خالفوه لأجل قول فلان
لو وافقوك وخالفوه كنت تشـ *** ـهد أنهم حقا أولو الإيمان
لما تحيّزتم إلى الأشياخ وانـ *** ـحازوا إلى المبعوث بالقرآن
نَسبوا إليه دون كل مقالة *** أو حالة أو قائل ومكان
هذا انتساب أولي التفرق نسبة *** من أربع معلومة التبيان
فلذا غضبتم "
الشيخ : أعد أعد، لما تحيّزتم.
القارئ : " لما تحيّزتم إلى الأشياخ وانـ *** ـحازوا إلى المبعوث بالقرآن
نَسبوا "
الشيخ : نُسبوا إليه، عندكم كذا؟
القارئ : ...
" نُسبوا إليه دون كل مقالة *** أو حالة أو قائل ومكان
هذا انتساب أولي التفرق نسبة *** من أربع معلومة التبيان
فلذا غضبتم حينما انتسبوا إلى *** خبر الرسول بنسبة الإحسان
فوضعتم لهم من الألقاب ما *** تستقبحون وذا من العدوان
هم يشهدونكم على بطلانها *** أفتشهدونهم على البطلان
ما ضرهم والله بغضكم لهم *** إذ وافقوا حقا رضا الرحمن
يا من يعاديهم لأجل مآكل *** ومناصب ورياسة الإخوان
تهنيك هاتيك العداوة كم بها *** من حسرة ومذلة وهوان
ولسوف تجني غبها والله عن *** قرب وتذكر صدق ذي الإيمان
فإذا تقطعت الوسائل وانتهت *** تلك المآكل في سريع زمان
فهناك تقرع سن ندمان على التـ *** ـفريط وقت السير والإمكان
وهناك تعلم ما بضاعتك التي *** حصلتها في سالف الأزمان
إلا الوبال عليك والحسرات والـ *** خسران عند الوضع في الميزان "