تتمة قراءة النظم إلى قوله.. أهل الكلام ومنطق اليونان
القارئ : " ولسوف تجني غبها والله عن *** قرب وتذكر صدق ذي الإيمان فإذا تقطعت الوسائل وانتهت *** تلك المآكل في سريع زمان فهناك تقرع سن ندمان على التـ *** ـفريط وقت السير والإمكان وهناك تعلم ما بضاعتك التي *** حصلتها في سالف الأزمان إلا الوبال عليك والحسرات والـ *** خسران عند الوضع في الميزان قيل وقال ما له من حاصل *** إلا العناء وكل ذي الأذهان والله ما يجدي عليك هناك إلا *** ذا الذي جاءت به الوحيان والله ما ينجيك من سجن الجحيـ *** ـم سوى الحديث ومحكم القرآن والله ليس الناس إلا أهله *** وسواهم من جملة الحيوان ولسوف تذكر بر ذي الإيمان عن *** قرب وتقرع ناجذ الندمان رفعوا به رأسا ولم يرفع به *** أهل الكلام ومنطق اليونان "
بيان أن أهل الحديث هم أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : هذا الفصل يقول فيه المؤلف رحمه الله في أن أهل الحديث هم أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصته، ولا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر. قوله: " إن أهل الحديث هم أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا لا شك فيه، لأنهم آخذون به متبعون له، ذابون عنه. وقوله " ولا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر " هكذا جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أنه لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ).
التعليق علة قول الناظم: يا مبغضا أهل الحديث وشاتما*** أبشر بعقد ولاية الشيطان
أو ما علمت بأنهم أنصار ديـ***ـن الله والايمان والقرآن
أو ما علمت بأن أنصار الرسو***ل هم بلا شك ولا نكران
الشيخ : ثم قال رحمه الله: " يا مبغضا أهل الحديث وشاتما *** أبشر بعقد ولاية الشيطان " يعني: أن من يشتم أهل الحديث ويبغضهم فقد عقد الولاية مع من؟ مع الشيطان " أو ما علمت بأنهم أنصار *** دين الله والإيمان والقرآن " وهذا للتقرير، يعني أنه قد علم أن أهل الحديث هم أنصار دين الله والإيمان والقرآن. " أو ما علمت بأن أنصار الرسول *** هم بلا شك ولا نكران " وهذا أيضا للتقرير، فإن أهل السنة هم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخذهم بها وذبهم عنها.
التعليق على قول الناظم:
هل يبغض الأنصار عبد مؤمن*** أو مدرك لروائح الإيمان
شهد الرسول بذاك وهي شهادة*** من أصدق الثقلين بالبرهان
الشيخ :" هل يبغض الأنصار عبد مؤمن *** أو مدرك لروائح الإيمان " الجواب: لا، فالاستفهام هنا بمعنى النفي، فالإنسان المؤمن لا يمكن أن يبغض أنصار الرسول عليه الصلاة والسلام سواء أنصاره في حياته أو في مماته. " شهد الرسول بذاك وهي شهادة *** من أصدق الثقلين بالبرهان " شهد الرسول بأنه لا يبغضهم مؤمن، وهي شهادة صدرت مِن؟ من أصدق الثقلين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
( بيان أن من نصر الدين فهو مثل أنصار النبي صلى الله عليه وسلم )
أو ما علمت بأن خزرج دينه*** والأوس هم أبدا بكل زمان ما ذنبهم إذ خالفوك لقوله*** ما خالفوه لأجل قول فلان
لو وافقوك وخالفوه كنت تشـ***ـهد أنهم حقا أولو الإيمان
الشيخ :" أو ما علمت بأن خزرج دينه *** والأوس هم أبدا بكل زمان " الأنصار قبيلتان: الأوس والخزرج، لكن هل هذا يختص بتلك القبيلتين؟ الجواب: لا، أنصار الدين الأوس والخزرج في كل زمان وفي كل مكان، كل من نصر دين الله فإنه مثل الأنصار من الأوس والخزرج، نعم، ولهذا يقول: " أو ما علمت بأن خزرج دينه *** والأوس هم أبدا بكل زمان ما ذنبهم إذ خالفوك لقوله *** ما خالفوه لأجل لقول فلان " يعني ما ذنب أهل الحديث حين خالفوك لقوله، أي: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، هم ما خالفوا الرسول لأجل قول فلان، وأنت خالفت الرسول لأجل قول فلان، فالذنب ذنب مَن؟ ذنب أهل الحديث أو ذنب من أبغضهم؟ ذنب من أبغضهم وعاداهم لا شك. قال: " لو وافقوك وخالفوه لكنت " نعم " لو وافقوك وخالفوه كنت تشهد *** " ولا لكنت؟ الطالب : ... الشيخ : القديمة؟ " كنت تشهد *** أنهم حقا أولي الإيمان " يعني: لو أنهم خالفوا الرسول صلى الله عليه وسلم ووافقوك لشهدت بأنهم أهل الإيمان.
( بيان أن أهل الحديث انحازوا إلى النصوص وأما غيرهم فنحازوا إلى الشيوخ )
لما تحيزتم إلى الأشياخ وانـ***ـحازوا إلى المبعوث بالقرآن
نسبوا إليه دون كل مقالة*** أو حالة أو قائل ومكان
الشيخ :" لَمَّا تحيزتم إلى الأشياخ *** وانحازوا إلى المبعوث بالقرآن نُسبوا إليه دون كل مقالة *** أو حالة أو قائل ومكان " انتهى الوقت؟ نعم؟ الطالب : ما كملنا الشرح. الشيخ : ما كملنا الشرح. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. قال ابن القيم رحمه لله في قصيدته النونية. الطالب : ... الشيخ : نعم. " نَسبوا إليه دون كل مقالة *** أو حالة أو قائل ومكان " يعني: أن هؤلاء المعطلة أخذوا بأقوال الشيوخ وتركوا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، أما المثبتة فأخذوا بما قال النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا ما قال الشيوخ مما يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا انتساب أولي التفرق نسبة*** من أربع معلومة التبيان ( القراءة من الشرح حول معنى هذا البيت )
الشيخ : قال: " هذا انتساب أولي التفرق نسبة *** من أربع معلومة التبيان " هذا انتساب أولي التفرق، يعني: الذين تفرقوا في دين الله. " نسبة *** من أربع معلومة التبيان " ما هذه النسبة من أربع؟ز الطالب : ... الشيخ : نعم؟ عندك؟ الطالب : ... المماثلة والموافقة ... الظاهر أن النسب للأربع هي ما أشار إليه ... لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ... الشيخ : الظاهر والله أعلم أن النسب الأربع موافقة الكتاب ومخالفته، وموافقة السنة ومخالفتها، فأهل الإثبات قد وافقوا الكتاب والسنة، وأما الأهل التعطيل فخالفوا الكتاب والسنة، ولهذا قال: " نَسبوا إليه دون كل مقالة *** أو حالة أو قائل ومكان " لا شك أن الأربع اللي ذكر الآن: المقالة والحالة والقائل والمكان، لكن اللي يظهر ما دامت المسألة موافقة ومخالفة أنه موافقة الكتاب والسنة ومخالفتهما. الطالب : ... الشيخ : نعم؟ الهرّاس ماذا يقول؟ الطالب : ... في القرآن فصار مستندا إليه دون ما سواه من مقالة أو حالة أو قائل أو مكان، فهذه الأربعة هي نسب أهل التطرف ... الشيخ : ما هو ظاهر، ما هو ظاهر. قال: " فإذا غضبتم " فلذا أو فإذا؟ الطالب : فلذا.
( غضب أهل البدع في انتساب أهل الحديث إلى رسول الله فوضعوا لهم ألقابا قبيحة ومعنى اللقب )
فلذا غضبتم حيثما انتسبوا إلى*** خبر الرسول بنسبة الإحسان فوضعتم لهم من الألقاب ما*** تستقبحون وذا من العدوان
الشيخ :" فلذا غضبتم حيثما انتسبوا إلى *** خبر الرسول بنسبة الإحسان " الخطاب هنا لأهل التعطيل، يعني: أنكم غضبتم حيث انتسبوا إلى خبر الرسول بنسبة الإحسان، ونسبة الإحسان في الخبر هو التصديق من غير زيادة ولا نقص. " فوضعتم لهم من الألقاب ما *** تستقبحون وذا من العدوان " وضعتم من الألقاب، اللقب قال أهل النحو: " كل ما أشعر بمدح أو ذم "، ومثلوا لذلك بقفة، وزين العابدين، قفة مشعر بالذم، وزين العابدين بالمدح، فهم أعني أهل التعطيل وضعوا لأهل الإثبات من الألقاب ما يستقبحون، كل ما استقبحوا لقبا وضعوه على أهل السنة والإثبات، قالوا: إنهم هاه؟ حشوية نوابت غثاء، وما أشبه ذلك.
التعليق على قول الناظم: ما ضرهم والله بغضكم لهم*** إذ وافقوا حقا رضا الرحمن
الشيخ :" ما ضرهم والله بغضكم *** لهم إذ وافقوا حقا رضا الرحمن " صحيح، الإنسان إذا وافق رضا الرحمن فلا يهمه أن يغضب عليه الناس، المهم أن تلتمس رضا الله عز وجل ولو غضب الناس. " يا من يعاديهم لأجل مآكل *** ومناصب ورياسة الإخوان " الطالب : ... الشيخ : أيش؟ نعم، نعم.
التعليق على قول الناظم: هم يشهدونكم على بطلانها*** أفتشهدونهم على البطلان
الشيخ :" هم يشهدونكم على بطلانهم *** أفتشهدونهم على البطلان " يعني: أن أهل السنة يشهدون أهل التعطيل على بطلان ما لقبوهم به، فهل أنتم تشهدونهم على البطلان كما شهدوا هم على بطلان ما لقبتموه به؟ الجواب: لا، هم يرون أنهم على أكمل شيء، وأنهم هم أهل السنة وأهل العدل وأهل التوحيد، وما أشبه ذلك.
( بيان أن عداوة أهل البدع لأهل الحديث لغرض دنيوي )
يا من يعاديهم لأجل مآكل*** ومناصب ورياسة الإخوان تهنيك هاتيك العداوة كم بها*** من حسرة ومذلة وهوان
ولسوف تجني غبها والله عن*** قرب وتذكر صدق ذي الإيمان
الشيخ :" يا من يعاديهم لأجل مآكل *** " الطالب : ... الشيخ : خلاص قلناها " يا من يعاديهم لأجل مآكل *** ومناصب ورياسة الإخوان " يعني: أن هؤلاء الذين عادوا أهل الإثبات لهم مآرب، إما المآكل، أو المناصب عند ذوي السلطان، أو رئاسة الإخوان، يكون رئيس مبجل في قومه، فيخشى إن تحول إلى الإثبات أن يعاديه قومه، يقول: " تهنيك هاتيك العداوة كم بها *** من حسرة ومذلة وهوان " لكن متى؟ قال: " ولسوف تجني غبها والله عن *** قرب وتذكر صدق ذي الإيمان " متى يكون هذا؟ إذا مات ورأى أنه ليس على شيء، حينئذ يكون قد جنى غبّ ما ذهب إليه من تعطيل الله عز وجل عن أوصافه.
التعليق على قول الناظم: فإذا تقطعت الوسائل وانتهت*** تلك المآكل في سريع زمان
فهناك تقرع سن ندمان على التـ*** ـفريط وقت السير والإمكان
الشيخ :" فإذا تقطعت الوسائل وانتهت *** تلك المآكل في سريع زمان فهناك تقرع سن ندمان " نعم، " فهناك تقرع " أيش؟ الطالب : تقرع. الشيخ : لكن من ولا سن؟ الطالب : سن. الشيخ : اللي نسخته مثلي يصلحها. " فهناك تقرع سن ندمان على *** التفريط وقت السير والإمكان " يعني: أنه إذا تقطعت الوسائل وانتهت الحياة فهناك تقرع سن النادم، ولكن بعد فوات الأوان.
التعليق على قول الناظم: وهناك تعلم ما بضاعتك التي*** حصلتها في سالف الأزمان
إلا الوبال عليك والحسرات والـ***ـخسران عند الوضع في الميزان
قيل وقال ما له من حاصل*** إلا العناء وكل ذي الأذهان
الشيخ :" وهناك تعلم ما بضاعتك التي *** حصلتها في سالف الأزمان إلا الوبال عليك والحسرات *** والخسران عند الوضع في الميزان قيل وقال ما له من حاصل *** إلا العناءُ وكَلُّ ذي الأذهان " يعني: تعب الأذهان، هذا الذي يحصلونه، وقد مر علينا مثل هذا كثيرا فلا حاجة إلى الإطالة في شرحه.
( أن ما ينفع في الآخرة والنار إلا اتباع الوحي والعمل به )
والله ما يجدي عليك هناك إلا*** ذا الذي جاءت به الوحيان والله ما ينجيك من سجن الجحيـ***ـم سوى الحديث ومحكم القرآن
والله ليس الناس إلا أهله*** وسواهم من جملة الحيوان
الشيخ :" والله ما يجدي عليك هناك إلا *** ذا الذي جاءت به الوحيان " أقسم المؤلف بأنه لا يجدي عليه هناك إلا ما جاء به الوحيان، يعني: الكتاب والسنة " والله ما ينجيك من سجن الجحيم *** سوى الحديث ومحكم القرآن والله ليس الناس إلا أهلَه *** وسواهم من جملة الحيوان " أهل مَن؟ أهل الحديث، فالناس حقيقة الذين ربحوا الدنيا والآخرة هم أهل الحديث، أما سواهم فهو من جملة الحيوان.
التعليق على قول الناظم: ولسوف تذكر بر ذي الإيمان عن*** قرب وتقرع ناجذ الندمان
رفعوا به رأسا ولم يرفع به*** أهل الكلام ومنطق اليونان
الشيخ :" ولسوف تذكر بر ذي الإيمان *** عن قرب وتقرع ناجذ الندمان " وكل هذا إنما يكون بعد الموت. " رفعوا به رأسا ولم يرفع به *** أهل الكلام ومنطق اليونان فهم كما قال الرسول ممثلا *** بالماء مهبطه على القيعان " " رفعوا به رأسا " مَن؟ أهل الإثبات أهل السنة. " ولم يرفع به *** أهل الكلام ومنطق اليونان " يعني: لم يرفعوا به رأسا، بل حطوه وأعرضوا عنه. " فهم كما قال الرسول ممثلا *** بالماء مهبطه على القيعان لا الماء تمسكه " الطالب : لا. الشيخ : هاه؟ الطالب : ما قرأناها. الشيخ : طيب، نعم. الطالب : ... الشيخ : كم؟ الطالب : ... الشيخ : نسيت. السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم. السائل : ... نسخة: " ولسوف تجني غيها " الشيخ : إيه نعم فيها نسختان، غِبها.
السائل : جزاك الله خير، بالنسبة للمؤلف هو أراد هذه النسب الأربعة لأنه ... يذكر معنى نسبة يقول هذا الكتاب متفرق في نسبة. الشيخ : نعم. السائل : يعني ما أراد ... الشيخ : النسبة الصحيحة هي الموافقة. السائل : ولكن ... الشيخ : نعم، هي الواحدة إذا قلنا موافقة، وجمعنا الموافقة بين الكتاب والسنة صار هذا اثنين واحد. السائل : تكون أربعة؟ الشيخ : تكون أربعة موافقة في الكتاب ومخالفة، موافقة في السنة ومخالفة. السائل : يعني قوله نسبة واحدة من الأربعة؟ الشيخ : إيه نعم واحدة من الأربع عند الموافقة، عند الموافقة تكون نجمع موافقة الكتاب والسنة جميعا، لكن النسب هي موافقة ومخالفة في الكتاب والسنة، اضرب اثنين في اثنين بأربعة، نعم.
سؤال حول قول الناظم: فلذا غضبتم حيثما انتسبوا إلى خبر الرسول بنسبة الإحسان
الشيخ : فإذا؟ الطالب : ... الشيخ : كيف؟ فإذا غضبتم؟ الطالب : ... الشيخ :" فإذا غضبتم حيثما انتسبوا إلى " عندنا هكذا. الطالب : ... الشيخ : اللي بعده؟ " فوضعتم لهم من " الطالب : يا شيخ ... الشيخ :" فإذا غضبتم حيثما انتسبوا إلى *** خبر الرسول " الطالب : ... الشيخ : لا، عندنا: " حيثما انتسبوا *** إلى خبر الرسول " هذا الصواب. الطالب : ... الشيخ : لا، صححوها: خبر الرسول. الطالب : ... الشيخ :" فإذا غضبتم حيثما انتسبوا *** إلى خبر الرسول " الطالب : عندنا حينما بدل حيثما. الشيخ : نعم؟ حين وحيث ما في فرق، لكن حطوها نسخة، حين وحيث تجعل نسخة.
القراءة من قول الناظم: قيل وقال ما له من حاصل..إلى قوله.. الماء للدلب العظيم الشان
الشيخ : اقرأ، طيب. القارئ : " قيل وقال ما له من حاصل *** إلا العناءُ وكَلُّ ذي الأذهان والله ما يجدي عليك هناك إلا *** ذا الذي جاءت به الوحيان والله ما ينجيك من سجن الجحيـ *** ـم سوى الحديث ومحكم القرآن والله ليس الناس إلا أهله *** وسواهم من جملة الحيوان ولسوف تذكر بر ذي الإيمان عن *** قرب وتقرع ناجذ الندمان رفعوا به رأسا ولم يرفع به *** أهل الكلام ومنطق اليونان فهم كما قال الرسول ممثلا *** بالماء مهبطه على القيعان هذا إذا لم يحرق الزرع الذي *** بجوارها بالنار أو بدخان والجاهلون بذا وهذا هم زوا *** " زوانِ؟ الشيخ : إيه نعم. القارئ : " والجاهلون بذا وهذا هم زوا *** نُ الزرع أي والله شر زوان " الشيخ : إي والله. القارئ : إي والله؟ الشيخ : إيه، إي. القارئ : " والجاهلون بذا وهذا هم زوا *** ن الزرع إي والله شر زوان وهم لذي غرس الإله كمثل غر *** س الدلب بين مغارس الرمان " الشيخ : هاه؟ لمثل نسخة، عندك لذي؟ الطالب : ... الشيخ : أجل لا ... الإله، غرس الإله ... أعد: وهم لدى غرس الإله. القارئ : " وهم لدى غرس الإله كمثل غر *** س الدلب بين مغارس الرمان يمتص ماء الزرع مع تضييقه *** أبدا عليه وليس ذا قنوان ذا حالهم مع حال أهل " الشيخ : ... القارئ : " ذا حالهم مع حال أهل العلـ *** م أنصار " الشيخ : أهل العلم أن***صار. القارئ : " ذا حالهم مع حال أهل العلم أنـ *** ـصار الرسول فوراس الإيمان فعليه من قبل الإله تحية *** والله يبقيه مدى الأزمان لولاه ما سقي الغراس فسوق ذا *** ك الماء للدلب العظيم الثاني " الشيخ : عندنا الشان. الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : لولاه ما سقي الغراس هاه؟ الطالب : ... الشيخ : فوق ذا؟ الطالب : شيخ؟ الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : شف الشرح؟ الطالب : ... الشيخ : ولا الهراس؟ الطالب : ... الشيخ : أوضح من فوق، نعم؟ الطالب : يعني سقيا ذاك المحل. الشيخ : فسوق، طيب نشوف الشرح.
( ضرب مثال لما لم ينتفع بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم )
فهم كما قال الرسول ممثلا*** بالماء مهبطه على القيعان لا الماء تمسكه ولا كلأ بها*** يرعاه ذو كبد من الحيوان
هذا إذا لم يحرق الزرع الذي*** بجوارها بالنار أو بدخان
الشيخ : يقول رحمه الله تعالى: " فهم كما قال الرسول ممثلا *** بالماء مهبطه على القيعان " قد مثل الرسول عليه الصلاة والسلام ما بعث به كمثل غيث أصاب أرضا، من هذه الأراضي التي أصابها أرض قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، يعني: أنها تشرب الماء، ولكنها لا تنبت، فهذه لا تنفع الناس بنباتها ولا نفعت الناس بحفظ الماء، في أرض ثانية كانت صفاء أمسكت الماء وانتفع الناس بشربها، أرض ثالثة صارت شربت الماء وأنتبت الكلأ فنفعت الناس. فهؤلاء يقول: " كما قال الرسول ممثلا *** بالماء مهبطه على القيعان لا الماءَ تمسكه " ويجوز: لا الماءُ تمسكه. " ولا كلأ بها *** يرعاه ذو كبد من الحيوان " " هذا إذا لم يحرق الزرع الذي *** بجوارها بالنار أو بدخان " فإذا أحرق لم يكن هناك فائدة إطلاقا، لأن الزرع ربما يخرج، ويرى صاحبه أنه قادر عليه، ثم بعد ذلك يأتيه ما يحرقه من نار أو دخان.
والجاهلون بذا وهذا هم زوا***ن الزرع أي والله شر زوان وهم لدى غرس الإله كمثل غر***س الدلب بين مغارس الرمان
يمتص ماء لزرع مع تضييقه*** أبدا عليه وليس ذا قنوان( معنى زوان والدلب وضرب مثال للمعطلة وأهل الحديث )
الشيخ :" والجاهلون بذا وهذا هم زوا *** ن الزرع إي والله شر زوان " ما معنى زوان الزرع؟ الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : إيه، طيب. الطالب : زِوانِ بالكسر. الشيخ : بالكسر؟ مشكولة بالكسر؟ الطالب : زوان الذي يخالط القوم. الشيخ : ما شكلتها عندك؟ الطالب : بالفتح بالفتح، زَوان. الشيخ : يقول: " والجاهلون بذا وهذا هم زوا *** ن الزرع إي والله شر زوان " يعني: أنه على ما قال الأخ عبدالرحمن بذر يخالط الزرع فيضيق عليه ويفسده، وسيأتينا أيضا الدلب. " وهم لدى غرس الإله كمثل غرس *** الدلب بين مغارس الرمان " يعني: هؤلاء القوم بين غرس الرحمن وهم المثبتة مثل غرس الدلب بين الرمان، الدلب شجر لا شك حسب ما وصفه ابن القيم أنه كبير الحجم وأنه لا خير فيه، نعم، لا خير فيه، نعم، يقول: " يمتص ماء الزرع " هذا من باطن الأرض، يمتص الماء عن الزرع، فلا يأتي الزرع من الماء إلا الشيء القليل، أما من فوق فيقول: " مع تضييقه *** أبدا عليه وليس ذا قنوان " يعني يضيق من خارج الأرض، ويمتص الماء من داخل الأرض، ومع ذلك ليس له قنوان، أي: ليس له ثمر.
التعليق على قول الناظم: ذا حالهم مع حال أهل العلم أنـ***ـصار الرسول فوراس الإيمان
الشيخ :" ذا حالهم مع حال أهل العلم *** أنصار الرسول فوارس الإيمان " إذن حالهم مع حال هؤلاء أنهم يضيقون المكان ويأخذون المكان، يأخذون المكان بالعروق التي في الأسفل، ويضيقون المكان فوق ظاهر الأرض، هذه حالهم، نعم.
( ثناء الناظم على أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم )
فعليه من قبل الإله تحية*** والله يبقيه مدى الأزمان لولاه ما سقي الغراس فوق ذا*** ك الماء للدلب العظيم الشان
الشيخ : ثم قال: " فعليه من قبل الإله تحية *** والله يبقيه مدى الأزمان " فعليه، يحتمل أن الضمير يعود على أنصار، وهي جمع باعتبار الجنس، أي: فعلى أنصار الرسول فوارس الإيمان من قبل الله تحية، والله يبقيه مدى الأزمان، وكأن الهرّاس حسب ما قرأ الأخ علي كأنه يريد أن يكون الضمير " فعليه " عائدا على شيخ الإسلام، ولكنه لما لم يجد له ذكر ينبغي أن يكون " فعليه " أي: فعلى هذه الأنصار، ويكون هذا الجمع باعتبار الجنس. " فعليه من قبل الإله تحية *** والله يبقيه مدى الأزمان لولاه ما سقي الغراس فسوق *** ذاك الماء للدلب العظيم الشان " يعني: لولا أنصار الرسول عليه الصلاة والسلام فوارس الإيمان ما سقي الغراس، فسوق ذاك الماء للدلب العظيم الشان.
التعليق على قول الناظم: فالغرس دلب كله وهو الذي*** يسقى ويحفظ عند أهل زمان
الشيخ :" فالغرس دلب كله وهو الذي *** يسقى ويحفظ عند أهل زمان " يعني: معناه أن ابن القيم رحمه الله يقول إن الأوضاع انقلبت، فصار الدلب هذا الشجر الكبير الذي يمتص الماء والذي لا خير فيه، صار هو غراس وقته. الطالب : ما قرأته. الشيخ : نعم، كملها، نعم.
القراءة من قول الناظم: لولاه ما سقي الغراس فوق ذاك..إلى آخر الفصل
القارئ : " لولاه ما سقي الغراس فسوق ذا *** كالماء للدلب العظيم الشان فالغرس دلب كله وهو الذي *** يسقى ويحفظ عند أهل زمان فالغرس في تلك الحضارة شارب *** فضل المياه مصاره البستان لكنما البلوى من الحطاب قطـ *** ـاع الغراس وعاقر الحيطان بالقوس يضرب في أصول الغرس *** كي " الشيخ :" في أصول الغرس كي *** " الطالب : بالفوس. الشيخ : بالفوس؟ نعم. القارئ : " بالفوس يضرب في أصول الغرس كي *** يجتثُها ويظن ذا إحسان " الشيخ : يجتثَها القارئ : " بالفوس يضرب في أصول الغرس كي *** يجتثَها ويظن ذا إحسان ويظل يحلف كاذبا لم أعتمد *** في ذا سوى التثبيت للعيدان يا خيبة البستان من حطابه *** ما بعد ذا الحطاب من بستان في قلبه غل على البستان فه *** ـو موكل بالقطع كل أوان فالجاهلون شرار أهل الحق والـ *** ـعلماء سادتهم أولو الإحسان والجاهلون خيار أحزاب الضلا *** ل وشيعة الكفران والشيطان وشرارهم علماؤهم هم شر خلـ *** ـق الله آفة هذه الأكوان فصل: في تعيين الهجرة من الآراء والبدع إلى سنته كما كانت فرضا من الأمصار إلى بلدته عليه الصلاة والسلام. يا قوم فرض الهجرتين بحاله *** والله لم ينسخ إلى ذا الآن " الطالب : ... الشيخ : نعم؟ الطالب : ... الشيخ : ما كملناه؟ ما كملناه أقول؟ الطالب : ... الشيخ : إيه، أقول ما كملنا الشرح؟ الطالب : لا. الشيخ : نكمل إن شاء الله.
( معنى مصاره وضبطه ) فالغرس دلب كله وهو الذي*** يسقى ويحفظ عند أهل زمان فالغرس في تلك الحضارة شارب*** فضل المياه مصاره البستان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. قال المؤلف رحمه الله: " فالغرس دلب كله وهو الذي *** يسقى ويحفظ عند أهل زمان فالغرس في تلك الحضارة شارب *** فضل المياه مصاره البستان " كذا عندكم؟ الطالب : مصاره. الشيخ : أيش؟ الطالب : مصاره. الطالب : مساره. الشيخ : مساره؟ الطالب : لا، مصاره. الشيخ : واو؟ الطالب : لا، صاد مصاره. الشيخ : أو تا؟ الطالب : ألف واو. الشيخ : مصاره؟ الطالب : مصاره، لا بالهاء. الشيخ : وش معناه؟ طيب، شوفوا معناها في الشرح؟ الطالب : مصاره البستان. الشيخ : نعم؟ الطالب : مصاره أنا عندي. الشيخ : مصاره؟ الطالب : إيه، مصاره. طالب آخر : يقول بالسين. الطالب : لا، أنا بالصاد. الشيخ : بالسين؟ وش يقول الشارح؟ الطالب : ما تكلم. الشيخ : ابن عيسى ما تكلم؟ والهرّاس؟ الطالب : ولا الهرّاس. الشيخ : أجل، أنا لن أتكلم عليها لأني ما أعرف وش معناها، مصاره. الطالب : لا، بالراء بالراء يا شيخ، مصاره. الشيخ : أنا عندي مصاره الطالب : إيه هذه هي هذه الشيخ : كذا أو لا؟ الطالب : إيه. الشيخ : وبعدها البستان؟ الطالب : إيه نعم. الطالب : شيخ الهراس يقول فضل المياه الشيخ : إيه وش يقول؟ الطالب : يقول كان يشرب فضل المياه التي تفيض من البستان. الشيخ : ... واضحة. " شارب *** فضل المياه مصاره البستان " ما نعرف.
( بيان أن المعطلة عطلوا النصوص وخطرهم على الدين وضرب مثال لهم بالحطاب مع البستان ومعنى الفوس )
لكنما البلوى من لحطاب قطـ***ـاع الغراس وعاقر الحيطان بالفوس يضرب في أصول الغرس كي*** يجتثها ويظن ذا إحسان
الشيخ :" لكنما البلوى من الحطاب قطاع *** الغراس وعاقر الحيطان " يقول: إن هناك بلوى أخرى غير مسألة الدلوب، وهي هذا الذي يقطع الشجر ويهدم الجدار، الحطاب قطاع الغراس وعاقر الحيطان، ويعني بذلك هؤلاء المعطلة الذين قضوا على هذه النصوص بالقطع وهدم الحيطان، حتى لم يكن بستانها محمود ولا ذو أشجار. " بالفوس يضرب في أصول الغرس *** كي يجتثها ويظن ذا إحسان " يعني: هذا الحطاب يضرب بالفوس، والفوس جمع فأس، أصولها حتى يجتثها ولا يبقى فيها أصل ولا فرع.
التعليق على قول الناظم: ويظل يحلف كاذبا لم أعتمد*** في ذا سوى التثبيت للعيدان
الشيخ :" ويظل يحلف كاذبا لم أعتمد *** في ذا سوى التثبيت للعيدان " يعني: يظل هذا الذي يقطعها من أصلها وعرقها يحلف أنه ما أراد إلا أن يثبت العيدان، يعني: يحفر لها عشان تثبت وترسخ، وهو في الحقيقة يحفر لها من أجل أن يقطعها، نعم. أنت عبدالله أظنك جلست مكان الأخ لأنه حاضر، إذا سمح لك فما في بأس، طيب.
التعليق على قول الناظم: يا خيبة البستان من حطابه*** ما بعد ذا الحطاب من بستان
في قلبه غل على البســتان فهـ***ـو موكل بالقطع كل أوان
الشيخ :" يا خيبة البستان من حطابه *** ما بعد ذا الحطاب من بستان " صح، هذا الحطاب هل بعده بستان وهو يجتث الغرس من أصله؟ أبدا. " في قلبه غل على البستان *** فهو موكل بالقطع كل أوان " وهكذا أهل البدع في قلوبه غل على السنة ذات الثمار والأشجار اليانعة، فهم في قلوبهم غل، يريدون أن يجتثوها من أصلها، وهم يدعون أنهم إنما يريدون الإصلاح.
( حقيقة الجهال وعلمائهم الأشرار )
فالجاهلون شرار أهل الحق والـ***ـعلماء سادتهم أولو الإحسان
والجاهلون خيار أحزاب الضلا***ل وشيعة الكفران والشيطان
وشرارهم علماؤهم هم شر خلـ***ـق الله آفة هذه الأكوان
الشيخ :" فالجاهلون شرار أهل الخلق *** والعلماء سادتهم أولو الإحسان والجاهلون خيار أحزاب الضلال *** وشيعة الكفران والشيطان " الجاهلون شرار أهل الخلق. الطالب : الحق. الشيخ : كيف؟ الطالب : الحق. الشيخ : أهل الحق؟ نعم. " فالجاهلون شرار أهل الحق *** والعلماء سادتهم أولو الإحسان " الجاهلون شرار أهل الحق، لماذا؟ لأن الجاهل عامي، وإن كان يريد الحق لكن لا يعرفه، وسادتهم العلماء هم أولو الإحسان، أي: أنهم يدعون أن هؤلاء الجهلة هم أهل الحق، وأن العلماء الذين يلقنونهم هذه البدع هم السادة أهل الإحسان، يقولون: إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا " والجاهلون " حقيقتهم: " خيار أحزاب الضلال *** وشيعة الكفران والشيطان وشرارهم علماؤهم هم شر *** خلق الله آفة هذه الأكوان " يعني: أن الحقيقة أنهم أي الجاهلين هم خيار أحزاب الضلالة وشرار مَن؟ أهل الحق، وأما علماؤهم يقول شرار خلق الله آفة هذه الأكوان، نسأل الله العافية، نعم. القارئ : فصل في تعيين الهجرة. الشيخ : تعين.
القراءة من قول الناظم: فصل في تعيين الهجرة من الآراء والبدع إلى سنته كما كانت فرضا من الأمصار إلى بلدته عليه الصلاة والسلام..إلى قوله.. فالحكم ما حكمت به النصان
القارئ : " فصل في تعين الهجرة من الأراء والبدع إلى سنته كما كانت فرضا من الأنصار إلى بلدته عليه الصلاة والسلام يا قوم فرض الهجرتين بحاله *** والله لم ينسخ إلى ذا الآن فالهجرة الأول إلى الرحمن بالـ *** إخلاص في سر وفي إعلان حتى يكون القصد وجه الله بالـ *** أقوال والأعمال والإيمان ويكون كل الدين للرحمن ما *** لسواه شيء فيه من إنسان والحب والبغض اللذان هما لكـ *** ـل ولاية وعداوة أصلان لله أيضا هكذا الإعطاء والمنـ *** ـع اللذان عليهما يقفان والله هذا شطر دين الله والتـ *** حكيم للمختار شطر ثان ". الشيخ : الله أكبر! القارئ : " وكلاهما الإحسان لن يتقبل الر *** حمن من سعي بلا إحسان والهجرة الأخرى إلى المبعوث بالـ *** إسلام والإيمان والإحسان أترون هذي هجرةُ الأبدان لا *** " الشيخ : هجرةَ، هجرةَ. القارئ : " أترون هذي هجرةَ الأبدان لا *** والله بل هي هجرة الإيمان قطع المسافة بالقلوب إليه في *** درك الأصول مع الفروع وذان أبدا إليه حكمهما " الشيخ : أبدا إليه حكمها القارئ : " أبدا إليه حكمها لا غيره *** فالحكم ما حكمت به النصان يا هجرة طالت " الشيخ : لا غيرِه بالكسر. القارئ : أية؟ الشيخ : أبدا إليه حكمها القارئ : أبدا إليه حكمها؟ الشيخ : لا غيرِه القارئ : أبدا لا غيره؟ الشيخ : لا لا، بس أنت ضممت الراء. القارئ : طيب، لا غيرِه؟ الشيخ : لا غيرِه. القارئ : " أبدا إليه حكمها لا غيره *** فالحكم ما حكمت به النصان ".
يا قوم فرض الهجرتين بحاله*** والله لم ينسخ إلى ذا الآن ( بيان أن الهجرة لم تنسخ حكمها ومعنى حديث:" لا هجرة بعد الفتح " )
الشيخ : نعم، بسم الله الرحمن الرحيم. يقول المؤلف رحمه الله: " فصل في تعين الهجرة من الأراء والبدع إلى سنته " يعني: سنة النبي صلى الله عليه وسلم " كما كانت فرضا من الأمصار إلى بلدته صلى الله عليه وسلم ". يقول: " يا قوم فرض الهجرتين بحاله *** والله لم ينسخ إلى ذا الآن " فأقسم رحمه الله أن الهجرة لم تنسخ، أي: لم ينسخ وجوبها، بل يجب على الإنسان أن يهاجر، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية ) فالمراد: لا هجرة من مكة، وإلا فالهجرة باقية إلى يوم القيامة، لاسيما من البدع إلى السنة، فما هما الهجرتان؟ " فرض الهجرتين " ما هما؟
( بيان الهجرة الأول وهي إخلاص العبادة لله وحده وبيان تفاوت الناس في ذلك )
فالهجرة الأولى إلى الرحمن بالـ***إخلاص في سر وفي إعلان حتى يكون القصد وجه الله بالـ***أقوال والأعمال والإيمان
الشيخ : قال: " فالهجرة الأولى إلى الرحمن *** " والهجرة الثانية إلى الرسول " الهجرة الأولى إلى الرحمن *** بالإخلاص في سر وفي إعلان " ثم فسر هذا الإخلاص بقوله: " حتى يكون القصد وجه الله *** بالأقوال والأعمال والإيمان " والناس يتفاوتون في هذه الهجرة تفاوتا كبيرا، منهم من هجرته خالصة، ومنهم من هجرته مشوبة، فمن قال قولا يرائي فيه فهجرته مشوبة، ومن قال قولا لا يريد به إلا الدنيا فقط فهجرته محطمة، فالناس يختلفون في هذه الهجرة إلى الله بالإخلاص. وقوله: " بالأقوال " كالذكر، " والأفعال " كالصلاة مثلا الأعمال، " والإيمان " كاعتقاد القلب، فالناس يختلفون في هذا اختلافا كبيرا.
( الكلام على الحب في الله والبغض فيه والإعطاء والمنع لله )
ويكون كل الدين للرحمن ما***لسواه شيء فيه من إنسان والحب والبغض اللذان هما لـ***ـكل ولاية وعداوة أصلان
لله أيضا هكذا الإعطاء والمنـ***ـع اللذان عليهما يقفان
الشيخ :" ويكون كل الدين للرحمن ما *** لسواه شيء فيه من إنسان " كل الدين، أي: كل ما يتعبد به الإنسان يكون لله عز وجل، ما لسواه فيه شيء. " والحب والبغض اللذان هما *** لكل ولاية وعداوة أصلان " يعني: ويكون الحب والبغض أيضا لله خالصا، والحب والبغض هما أصلان للولاية والعداوة، فبالحب تكون الولاية، وبالبغض تكون العداوة، لا يمكن أن تكون العداوة مع الحب أبدا، ولا أن يكون الولاية مع البغض، فالحب أصل، والولاية فرع، يعني: مَن أحب شيئا تولاه، والبغض أصل والعداوة فرع، يعني: مَن أبغض شيئا عاداه، فأنت إذا أحببت الله عز وجل فحينئذ تكون الولاية ولاية الله عز وجل لك وولايتك أنت لله، وإذا كان الأمر بالعكس والعياذ بالله، حينئذ تكون العداوة عداوة الله لك وعداوتك أنت لله، ولهذا كان الكفار محل بغض الله ومقته، وهم أهل عداوته. " لله أيضا هكذا الإعطاء *** والمنع اللذان عليهما يقفان " عليهما يقفان، عليهما أي: على العطاء والمنع، ويقفان يعني: الحب والبغض والعداوة والولاية. يقول: " لله أيضا هكذا الإعطاء *** والمنع " الإعطاء ممن؟ من الله، والمنع من الله، يعني: هو الذي يهب الحب الذي يترتب عليه الولاية، والبغض الذي يترتب عليه العداوة، فمن أعطاه الحب والولاية فقد أعطاه، ومن منعه حرم من الحب والولاية " اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ".
( بيان أن الإخلاص لله هو شطر الدين وهي متابعة الرسول والتحكيم إليه وإلى شرعه ) والله هذا شطر دين الله*** والتحكيم للمختار شطر ثان
وكلاهما الإحسان لن يتقبل الرحـ***ـمن من سعي بلا إحسان
الشيخ :" والله هذا شطر دين الله *** " هذا المشار إليه الإخلاص، فإنه شطر الدين، النصف الثاني اتباع الرسول، ولهذا قال: " *** والتحكيم للمختار شطر ثان " قال الله تعالى: (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) فالإخلاص لله، والتحكيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. " وكلاهما الإحسان لن يتقبل *** الرحمن من سعي بلا إحسان " كلاهما يعني: الإخلاص والمتابعة هما الإحسان، فقوله تعالى (( ليبلوكم أيكم أحسن عملا )) مَن هو الأحسن عملا؟ هو من كان أخلص لله، وأتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، نعم. قال: " والهجرة ".