والهجرة الأخرى إلى المبعوث بالـ***إسلام والايمان والإحسان ( بيان الهجرة الثانية وهي متابعة الرسول والتحكيم إليه وإلى شرعه )
الشيخ : قال: " والهجرة الأخرى إلى المبعوث *** بالإسلام والإيمان والإحسان " صلوات الله وسلامه عليه، الهجرة الثانية هجرة إلى المبعوث محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام والإيمان والإحسان، كيف تهاجر إليه؟ تهاجر إليه باتباعه، تسلك طريقه الذي مشى إليه، لا تتجاوزه ولا تقصر عنه، ولهذا ينبغي للإنسان حين فعل العبادة أن يستحضر هذين الأمرين: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
( بيان أن الهجرة البدنية فرع من الهجرة القلبية التي هي طاعة الرسول ومتابعته والتحكيم إليه وإلى شرعه )
أترون هذي هجرة الأبدان لا*** والله بل هي هجرة الإيمان قطع المسافة بالقلوب إليه في*** درك الأصول مع الفروع وذان
أبدا إليه حكمها لا غيره*** فالحكم ما حكمت به النصان
الشيخ : يقول: " أترون هذه هجرة الأبدان لا *** والله بل هي هجرة الإيمان " يعني: هذه ليست هجرة أبدان ولكنها هجرة إيمان هجرة قلوب، يهاجر القلب إلى الله فيكون دائما واقفا بين يديه وفي رحابه، يهاجر إلى الرسول فيكون دائما متبعا له وكأنه أمامه ينظر إليه فيسلك ما يسلكه، هذه الهجرة الحقيقة، وهجرة الأبدان فرع عن هذه الهجرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله )، اللهم وفقنا لذلك. " قطع المسافة بالقلوب إليه في *** درك الأصول مع الفروع وذان أبدا إليه حكمها لا غيره *** فالحكم ما حكمت به النصان " نعم، يقول: " قطع المسافة بالقلوب إليه " هل يمكن أن تقطع المسافة بالقلوب إلى الله؟ نعم، يكون دائما قلبك يحوم حول العرش، ولا يجول حول الفرش، يحوم حول العرش، ولا يجول حول الفرش، الفرش يعني الأرض، لأن كونك تجول حول الأرض معناه أنك أهبطت نفسك (( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث )). فالحاصل أن المؤلف يقول: " قطع المسافة بالقلوب إليه في *** درك الأصول " طيب، قطع المسافة بالقلوب إلى الرسول بأن تحوم حول سنته، وتنبذ كل ما خالف سنته، تجعله وراءك، وتجعل أمامك محمدا صلى الله عليه وسلم. يقول: " إليه حكمها لا غيره *** " لا إلى غيره، لأن الحكم لله ورسوله. " فالحكم ما حكمت به النصان " ما هما النصان؟ الكتاب والسنة، نعم.
السائل : ما هي الأمور التي تساعد الإنسان على أن يكون قلبه معلقا بالله دائما؟ الشيخ : يعني هو يلتفت إلى الله دائما، يجعل دائما ذكر الله في قلبه، قائما وقاعدا، فاعلا وتاركا، الإنسان الموفق يكون دائما في يقظة، والمخذول نسأل الله العافية يكون دائما في غفلة (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )) ولهذا إذا رأيت من نفسك أنك لا تعمل، تمضي عليك الأيام وأنت ما صلحت شيئا فاتهم نفسك، فإن قلبك يكون غافلا عن الله عن ذكره، لأن من أقبل على الله بارك الله له في وقته وفي عمله، وكانت ساعاته كلها معمورة بما فيه الخير. نعم.
سؤال حديث:" لا هجرة بعد الفتح " نكرة في سياق النفي تفيد العموم ما الذي جعلنا نخصصها
الشيخ : نعم؟ السائل :( لا هجرة بعد الفتح ) نكرة في سياق النفي تفيد العموم الشيخ : نعم. السائل : ما الذي جعلنا نخصصه بمكة؟ الشيخ : لأن السائل يسأله وهو في مكة، ثم إن الهجرة باتفاق المسلمين باقية إلى يوم القيامة.
سؤال حول الفتور في العبادة وكيف علاجها وما يقوي ذكر الله
الشيخ : نعم. السائل : ... الفتور ... الشيخ : هو لابد من الفتور، الصحابة رضي الله عنهم شكوا هذا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال لهم: ( ساعة وساعة ) الفتور لا بد منه، ولكن إذا وجدت الفتور فتنبه تنبه. السائل : يعني ... الشيخ : والله لا شك أن ذكر الله باللسان يعين على ذكره بالقلب، وكثرة قراءة القرآن وكثرة العبادة يجر بعضها بعضا، مصاحبة الأخيار، أشياء كثيرة، نعم، من عنده؟
القراءة من قول الناظم: يا هجرة طالت مسافتها على..إلى قوله.. لا عن شمائله ولا أيمان
القارئ : " يا هجرة والعبد فوق فراشه *** سبق السعاة لمنزل الرضوان ساروا أحث السير وهو فسيره *** سير الدلال وليس بالذملان هذا وتنظره أمام الركب كالـ *** ـعِلم " الشيخ : كالعَلَم. القارئ : " هذا وتنظره أمام الركب كالـ *** ـعلم العظيم يشاف في القيعان رفعت له أعلام هاتيك النصو *** ص رؤوسها شابت من النيران نار هي النور المبين ولم يكن *** ليراه إلا من له عينان " الشيخ : ماشي اقرأ اقرأ الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : نعم. الطالب : ... الشيخ : أيش؟ الطالب : ... الشيخ : ... ما هو عندكم؟ لا، موجود عندنا، هذا ابن عيسى، ما هو موجود؟ اكتبوه أجل. نعم. القارئ : أقرأ؟ الشيخ : نعم. القارئ : " مكحولتان بمرود الوحيين لا *** بمراود الآراء والهذيان فلذاك شمر نحوها لم يلتفت *** لا عن شمائله ولا أيمان "
( بيان تفاوت الناس في الهجرة إلى الله وإلى رسوله )
يا هجرة طالت مسافتها على*** من خص بالحرمان والخذلان
يا هجرة طالت مسافتها على*** كسلان منخوب الفؤاد جبان
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله: " يا هجرة طالت مسافتها على *** من خص بالحرمان والخذلان " يعني: أنه يتأسف على هذه الهجرة الهجرة إلى الله ورسوله، طالت مسافتها على من خص بالحرمان والخذلان، وأما من منّ الله عليه بالتوفيق والنصر والعز فليست عليه طويلة. يقول رحمه الله: " يا هجرة طالت مسافتها على *** كسلان منكوب الفؤاد جبان " يعني: ضعيف القلب، جبان كسلان، هذا تطول عليه الهجرة، ويعجز عن الوصول إلى مكان هذه الهجرة.
يا هجرة والعبد فوق فراشه*** سبق السعاة لمنزل الرضوان
ساروا أحث السير وهو فسيره*** سير الدلال وليس بالدملان ( معنى الدلال والدملان )
الشيخ : ولهذا قال: " يا هجرة والعبد فوق فراشه *** سبق السعاة لمنزل الرضوان " أنت على فراشك نائم لا صلاة ولا تهجد، والناس يتهجدون ويقومون، فالسعاة قد سبقوا لمنزل الرضوان وأنت متخلف. " ساروا أحث السير وهو فسيره *** سير الدلال وليس بالذملان " سير الدلال سير بطيء، والذملان سير سريع، وهذا يسير سير الدلال فكيف يعانق مَن يسير سير الذملان السريع؟!
التعليق على قول الناظم: هذا وتنظره أمام الركب كالعـ***ـلم العظيم يشاف في القيعان
رفعت له أعلام هاتيك النصو***ص رؤوسها شابت من النيران
الشيخ :" هذا وتنظره أمام الركب *** كالعلم العظيم يشاف في القيعان " يعني: أن هذا الذي سار أحث السير تنظره مثل العلم في القيعان، القيعان جمع قاع، وهي الأرض الواسعة المستوية. " رفعت له أعلام هاتيك النصوص *** رؤوسها شابت من النيران " يعني: أن هذا الرجل الذي يسير سير الذملان يريد الهجرة إلى الله ورسوله، رفعت له هاتيك النصوص ورؤوسها شابت من النيران، يعني شابت من الشيب، والنيران جمع نار، المعنى: أن هذه الأعلام واضحة لكثرة النيران على رؤوسها.
( بيان أن من توفيق الله للعبد بيان له طريق السنة والوحي )
نار هي النور المبين ولم يكن*** ليراه إلا من له عيـنان
مكحولتان بمرود الوحيين لا*** بمراود الآراء والهذيـان
فلذاك شمر نحوها لم يلتفت*** لا عن شمائله ولا أيـمـان
الشيخ :" نار هي النور المبين " يعني: هي نار ولكنها في الحقيقة نور مبين. " ولم يكن *** " أيش؟ الطالب : ليراه. الشيخ :" ولم يكن *** ليراه إلا من له عينان مكحولتان بمرود الوحيين لا *** بمراود الآراء والهذيان " يقول رحمه الله: إن أعلام السنة لا يراها إلا من له عينان مكحولتان بمراود السنة، لا بمراود الهذيان والقول اللغو، وهو يشير إلى ما عليه السلف الصالح رحمهم الله، وما عليه هؤلاء المعطلة. " فلذاك شمر نحوها لم يلتفت *** لا عن شمائله ولا أيمان " وهذا هو التوفيق من الله عزوجل أن يفتح الله للإنسان نور العلم والإيمان حتى يسير خلفه، ومن الخذلان أن يغلق عليه هذا حتى لا يفهم ولا يعرف، نعم.
السائل : ... الشيخ : نعم؟ السائل : ... الشيخ : ليس على؟ السائل : ... الشيخ : لا، الدلال هذا بالعكس. السائل : ... الشيخ : نعم؟ السائل : ... الشيخ : العبد فوق فراشه يسير أمام الركب؟ السائل : ... الشيخ : ما هو بصحيح، العبد على فراشه نائم، نعم.
القراءة من قول الناظم: يا قوم لو هاجرتم لرأيتم..إلى قوله.. إلا العقول ومنطق اليونان
القارئ : " يا قوم لو هاجرتم لرأيتم *** أعلام طيبة رؤية بعيان ورأيتم ذاك اللواء وتحته الر *** سل الكرام وعسكر القرآن " سم؟ الشيخ : وتحت الرسل، الراء هي الوسط. الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الرسل. القارئ : الرسل الرسل. " ورأيتم ذاك اللواء وتحته الر *** سل الكرام وعسكر القرآن أصحاب بدر والألى قد بايعوا *** أزكى البرية بيعة الرضوان وكذا المهاجرة الألى سبقوا كذا الـ *** أنصار أهل الدار والإيمان والتابعون لهم بإحسان وسا *** لك هديهم أبدا بكل زمان لكن رضيتم بالأماني وابتليـ *** ـتم بالحظوظ ونصرة الإخوان بل غركم ذاك الغرور وسولت *** لكم النفوس وساوس الشيطان ونبذتم عسل النصوص وراءكم *** وقنعتم بقطارة الأذهان وتركتم الوحيين زهدا فيهما *** ورغبتم في رأي كل فلان وعزلتم النصين عما وليا *** للحكم فيه عزل ذي عدوان وزعمتم أن ليس يحكم بيننا *** إلا العقول ومنطق اليونان "
يا قوم لو هاجرتم لرأيتم*** أعلام طيبة رؤية بعيان ( إعراب يا قوم، معنى طيبة هي المدينة ولا يجوز تسميتها يثرب فعل النصارى )
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله: " يا قوم " ومثل هذه العبارة يجوز فيها: يا قومِ، ويجوز فيها يا قومُ، بكسر الميم مراعاة للياء المحذوفة، وبضمها على سبيل القطع عن الإضافة. يقول: " يا قومِ " أو " يا قومُ لو هاجرتم لرأيتم *** أعلام طيبة رؤية بعيان " طيبة هي المدينة، ولا ينبغي أن تسمى يثرب كما يفعله بعض الكتاب المعاصرين تبعا للنصارى المنصرين، بل إنما هي طيبة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام يقولون: ( يثرب وهي طيبة ) وصدق النبي عليه الصلاة والسلام، وأما قوله تعالى: (( يا أهل يثرب لا مقام لكم )) فهذا حكاية قول المنافقين، وليس إقرارا له. يقول: " لرأيتم *** أعلام طيبة رؤية بعيان "
ورأيتم ذاك اللواء وتحته الر***سـل الكرام وعسكر القرآن ( معنى اللواء والجواب على إشكال وهو أن في المدينة إلا رسول واحد )
الشيخ :" ورأيتم ذاك اللواء وتحته *** الرسل الكرام وعسكر القرآن " رأيتم ذاك اللواء، اللواء هو ما يرفع علما عند قيادة الجيوش ليكون متبعا. وأما قوله: " وتحته الرسل الكرام " ففيه إشكال، لأنه ليس في المدينة إلا رسول واحد وهو محمد صلى الله عليه وسلم. والجواب عنه أن يقال: إن محمدا صلى الله عليه وسلم جاء بما جاءت به الرسل قبله، فهو كالرسل جميعا في المعنى. " والناس ألف منهم كواحد*** وواحد كالألف إن أمر عنا " " وكذا المهاجرة الأولى " نعم. " وعسكر القرآن ".
أصحاب بدر والألى قد بايعوا*** أزكى البرية بيعة الرضوان ( الكلام على أصحاب البدر وأصحاب الشجرة وعددهما وبيان فضلهم والكلام على تلك الشجرة وفضل عمر بن الخطاب وحرصه على التوحيد ونبذ الشرك )
الشيخ : من هم عسكر القرآن؟ قال: " أصحاب بدر " الذين قاتلوا في بدر، وكانوا ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا، وخصهم الله بخصيصة حيث اطلع عليهم، وقال: ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )، وكذلك أيضا: " والألى قد بايعوا *** " الألى بمعنى الذين، قال ابن مالك: " جمع الألى الذي الذين " جمع الذي الألى الذين، يعني والذين. " وكذا المهاجرة الألى قد بايعوا *** أزكى البرية بيعة الرضوان " أزكى البرية من؟ محمد رسول الله، بيعة الرضوان لأن الله قال في هذه المبايعة: (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )) أحل الله عليهم رضاه، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة )، يعني: لا يدخلون لا دخولا مؤقتا ولا مؤبدا، الذين بايعوا تحت الشجرة بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على ألا يفروا حين شاع في الناس أن عثمان قد قتل، وكان عثمان قد ندبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة للمفاوضة، فبايع الناس وعثمان رضي الله عنه لم يحضر، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم بايع عنه بنفسه، فقال: ( هذه يد عثمان ) فبايع يده بيده الأخرى عن عثمان رضي الله عنه. هؤلاء الذين بايعوا عددهم ألف وأربعمئة رجل، كلهم بايعوا تحت الشجرة، وبقيت هذه الشجرة حتى ذكر لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الموحد المخلص أن أناسا يذهبون إليها، فأمر بقطعها، فاجتثت من أصلها، والحمد لله الذي وفق هذا الخليفة لهذا العمل، والله لو بقيت لكانت مثل اللات والعزى، لاسيما في هذا الوقت، ولكن الحمد لله الذي وفق هذا الخليفة الراشد لهذا. وانظر إلى إخلاص هذاالرجل في توحيده لما قبل الحجر الأسود وخاف أن يكون فتنة، قال: " والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " كل هذا إبعادا للناس عن التعلق بالأحجار والأشجار، فجزاه الله عن أمة محمد خيرا، نعم.
وكذا المهاجرة الألى سبقوا كذا الـ***أنصار أهل الدار والايمان ( الكلام على المهاجرين والأنصار وبيان فضلهم وتفسير آيات سورة الحشر )
والتابعون لهم بإحسان وسا***لك هديهم أبدا بكل زمان
الشيخ :" وكذا المهاجرة الألى سبقوا " (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار )) الذين هاجروا من أي بلد؟ من مكة أفضل بلاد الله وأحب البلاد إليهم، هاجروا إلى الله ورسوله، تاركين أموالهم وديارهم وعيالهم، هاجروا إلى الله ورسوله فكان لهم السبق إلى الهجرة. " كذا *** الأنصار أهل الدار والإيمان " الأنصار رضي الله عنهم (( الذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم )) من قبل المهاجرين (( يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا )) يعني: لا يجدون في صدورهم حاجة، أي: شيئا من البغضاء أو الضغينة، مما أوتوا، من الضمير يعود عليه؟ يعود على المهاجرين، يعني: لا يجدون في صدورهم شيئا على المهاجرين حين فضلهم الله سبحانه وتعالى بما فضلهم به، مع أنهم هم الذين قدموا إليهم. " والتابعون لهم بإحسان *** وسالكوا هديهم بكل زمان " يعني: لو أن الإنسان هاجر لوجد هذه الأعلام الطيبة النيرة.
(بيان غرور أهل البدع وخسارتهم في ترك النصوص واتباع الكلام والرأي )
لكن رضيتم بالأماني وابتليـ***ـتم بالحظوظ ونصرة الإخوان بل غركم ذاك الغرور وسولت***لكم النفوس وساوس الشيطان
الشيح : " لكن رضيتم بالأمان وابتليتم *** بالحظوظ ونصرة الأخوان " وهذه محنة، والعياذ بالله، من الله عز وجل، أن يعرض الإنسان عن الكتاب والسنة وأن يأخذ برأي فلان وفلان، قال الله عز وجل: (( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا وليتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني )) وهذا مثل ينطبق تماما على المقلدين الذين يقدمون أقوال الشيوخ على قول الرسول عليه الصلاة والسلام، نعم، يقول: " بل غركم ذاك الغرور " من هو؟ من الغرور؟ الشيطان، قال الله تعالى: (( وغركم بالله الغرور )) " بل غركم ذاك الغرور وسولت *** لكم النفوس وساوس الشيطان " سولت يعني زينت، لكم وساوس الشيطان فتبعتموه.
التعليق على قول الناظم: ونبذتم عسل النصوص وراءكم*** وقنعتم بقطارة الأذهان
وتركتم الوحيين زهدا فيهما*** ورغبتم في رأي كل فلان
وعزلتم النصين عما وليا*** للحكم فيه عزل ذي عدوان
الشيخ :" ونبذتم عسل النصوص ورائكم *** وقنعتم بقطارة الأذهان " عسل النصوص ذلك العسل الصافي الكثير، نبذتموه وراءكم وأخذتم بأيش؟ بالقطارة، القطارة الضعيفة الملوثة بالأوساخ وهي قطارة الأذهان " وتركت الوحيين زهدا فيهما *** ورغبتم في رأي كل فلان " سبحان الله! تركوا شيئين، وأخذوا أشياء، كل ما ذكر لهم من رأي تبعوه، رأي كل فلان كل واحد، وتركوا الوحيين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. " وعزلتم النصين عما وليا *** للحكم فيه عزل ذي عدوان " الرجوع في التحاكم إلى من؟ إلى الله ورسوله (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) إذا تنازع الرجلان في أمر من أمور الدنيا يذهبان إلى الحاكم المحكمة، إذا تنازعنا في شيء من الدين نرده إلى الكتاب والسنة، هؤلاء والعياذ بالله عزلوا النصين عما وليا للحكم فيه، وقد ولى الله النصين الحكم بين الناس، ولكن هؤلاء عزلوهما عزل ذي عدوان. " وزعمتم أن ليس يحكم بيننا *** إلا العقول ومنطق اليونان فهما بحكم الحق أولى منهما " طيب، وزعمتم. الطالب : شيخ عندنا: وراعكم. الشيخ : نعم؟ الطالب : عندي: وراعكم، ونبذتم عسل النصوص الشيخ : عندي وراءكم، وراءكم بالهمزة. الطالب : خطأ يعني؟ الشيخ : أيه، خطأ. نعم يا سالم؟
سؤال هل يجب على كل موحد إذا رأى ما يكون ذريعة للشرك أن يزيله مثل فعل عمر بن الخطاب حينما قطع تلك الشجرة التي بايع الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عندها
السائل : ... عمر رضي الله عنه قطع الشجرة خشي، أو خشية عمر رضي الله عنه أن تكون ذريعة للشرك شرك الله عز وجل، هل يؤخذ من هذا يا شيخ يجب على كل مسلم الآن إذا رأى أي شيء يتخذ ذريعة شركا لله، يجب وجوبا عليه إزالة هذا الشيء؟ الشيخ : إذا قدر، عمر رضي الله عنه تعرف أنه ولي الأمر، فيجب على ولاة الأمور من المسلمين أن يقطعوا كل وسائل الشرك، أما عامة الناس فقد يكون من هذا من الضرر ما يربو على قطعه، ربما يقطعون مثلا شجرة أو يهدمون صنما، نعم، فيعاد الصنم أو الشجرة على أحسن مما سبق، وهؤلاء يقضى عليهم وعلى دعوتهم، نعم. السائل : ... الشيخ : نعم؟ الطالب : ... الشيخ : ... نعم. السائل : ... الشيخ : لا، ما ذكرناه أحسن، نعم. القارئ : " فهما بحكم الحق أولى منهما *** سبحان " الشيخ : وزعمتم وزعمتم
القراءة من قول الناظم: وزعمتم أن ليس يحكم بيننا..إلى قوله.. منها تعوض في الزمان الفاني
القارئ : " وزعمتم أن ليس يحكم بيننا *** إلا العقول ومنطق اليونان فهما بحكم الحق أولى منهما *** سبحانك اللهم ذا السبحان حتى إذا انكشف الغطاء وحصلت *** أعمال هذا الخلق في الميزان وإذا انجلى هذا الغبار وصار ميـ *** ـدان السباق تناله العينان وبدت على تلك الوجوه سماتها *** وسم المليك القادر الديان مبيضة مثلَ الرياض بجنة *** والسود مثلَ الفحم للنيران " الشيخ : مثلُ القارئ : " مبيضة مثل الرياض بجنة *** والسود مثلُ الفحم للنيران فهناك يعلم راكب ما تحته *** وهناك يَقرع ناجذ الندمان " الشيخ : يُقرع القارئ : " فهناك يعلم راكب ما تحته *** وهناك يُقرع ناجذَ الندمان " الشيخ : ناجذُ القارئ : " فهناك يعلم راكب ما تحته *** وهناك يُقرع ناجذُ الندمان وهناك تعلم كل نفس ما الذي *** معها من الأرباح والخسران وهناك يعلم مؤثر الآراء والشـ *** ـطحات والهذيان والبطلان أي البضائع قد أضاع وما الذي *** منها تعوض في الزمان الفاني "
( مخاطبة الناظم لأهل التعطيل في تقديمهم للعقل على النقل في باب الصفات والرد عليهم )
وزعمتم أن ليس يحكم بيننا*** إلا العقول ومنطق اليونان فهما بحكم الحق أولى منهما*** سبحانك اللهم ذا السبحان
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله تعالى: " وزعمتم أن ليس يحكم بيننا *** إلا العقول ومنطق اليونان " يخاطب أهل التعطيل، لأن أهل التعطيل يحكمون العقل في باب الصفات، ويقولون: ما خالف العقل فإنه يجب تأويله، فيرجعون إلى العقل، مع أن الصفات تتلقى من السمع من الكتاب والسنة، لا من العقول، يقول: " فهما بحكم الحق أولى منهما *** سبحانك اللهم ذا السبحان " " فهما " أي: الكتاب والسنة أو الوحيان، " بحكم الحق " وهو الله عز وجل، " أولى منهما " أي: من العقول ومنطق اليونان. " سبحانك اللهم ذا السبحان " أي تنزيها لك يا ذا السبحان يا ذا التنزيه. المعنى: أن هؤلاء المعطلة يقولون لا يحكم بين الناس في باب الصفات إلا العقول والمنطق منطق اليونان، ولكن ابن القيم يقول: الحق أن الأولى بالحكم هو النصان الكتاب والسنة، والذي جعلهما أولى بالحق هو الله عز وجل.
( بيان جزاء الفريقين يوم القيامة ) حتى إذا انكشف الغطاء وحصلت*** أعمال هذا الخلق في الميزان وإذا انجلى هذا الغبار وصار ميـ***ـدان السباق تناله العينان
الشيخ :" حتى إذا انكشف الغطاء وحصلت *** أعمال هذا الخلق في الميزان " ومتى يكون ذلك؟ يكون يوم القيامة. " وحصلت *** أعمال هذا الخلق في الميزان وإذا انجلى هذا الغبار وصار *** ميدان السباق تناله العينان " ميدان السباق منتهى السباق، يعني: مثلا لو أردنا أن نتسابق إلى أمد إلى غاية، إذا كان هناك غبار فإننا لا نشاهد الغاية، لأنها بعيدة ومحجوبة بالغبار، فإذا انجلى الغبار صرنا نرى هذه الغاية، ولهذا يقول: " وإذا انجلى هذا الغبار وصار *** ميدان السباق تناله العينان "
( بيان أن وجوه يوم القيامة بيضاء وسوداء ) وبدت على تلك الوجوه سماتها*** وسم المليك القادر الديان
مبيضة مثل الرياض بجنة*** والسود مثل الفحم للنيران
الشيخ :" وبدت على تلك الوجوه سماتها *** وسم المليك القادر الديان " على تلك الوجوه، أي: على وجوه الخلق، " سماتها " أي: علاماتها، " وسم المليك " أي: تعليم المليك، اللي يضع العلامة هو الله عز وجل، " الديان " هو الذي يجزي عباده بما يعملون، كما تدين تدان. " مبيضة مثل الرياض بجنة *** والسود مثل الفحم للنيران " الوجوه يوم القيامة تكون هكذا، قال الله تعالى: (( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه )) وجوه المؤمنين اللهم اجعلنا جميعا منهم. الطالب : آمين. الشيخ : تكون بيضاء، ووجوه الكافرين سوداء والعياذ بالله، " مثل الفحم للنيران ".
التعليق على قول الناظم: فهناك يعلم كل راكب ما تحته*** وهناك يقرع ناجذ الندمان
وهناك تعلم كل نفس ما الذي*** معها من الأرباح والخسران
الشيخ :" فهناك يعلم راكب ما تحته *** وهناك يُقرعُ ناجذُ الندمان " هناك يعلم الراكب ما الذي تحته، هل هو مركوب أو هل هو راحلة تؤدي إلى الغرض، أو ليس كذلك؟ نعم. " وهناك تعلم كل نفس ما الذي *** معها من الأرباح والخسران " (( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا )).
التعليق على قول الناظم: وهناك يعلم مؤثر الآراء والشـ***ـطحات والهذيان والبطلان
أي البضائع قد أضاع وما الذي*** منها تعوض في الزمان الفاني
الشيخ :" وهناك يعلم مؤثر الآراء *** والشطحات والهذيان والبطلان أي البضائع قد أضاع وما الذي *** منها تعوض في الزمان الفاني " صح ولا لا؟ يعلم من يؤثر الآراء والشطحات والهذيان والبطلان على كتاب الله وسنة رسوله يعلم أي البضائع قد أضاع، ما الذي أضاع من البضائع؟ أضاع من البضائع ما فيه الربح، واختار ما فيه الخسارة، ولهذا قال: " وما الذي *** منها تعوض " ولم يتعوض إلا ما فيه الخسارة والندم، " في الزمان الفاني " يعني: زمان الدنيا، فإنه أضاع ما فيه الربح إلى ما فيه الخسران، نعم.
القراءة من قول الناظم: سبحان رب الخلق قاسم فضله..إلى آخر الفصل
القارئ : " سبحان رب الخلق قاسم فضله *** والعدل بين الناس بالميزان لو شاء كان الناس شيئا واحدا *** ما فيهم من تائه حيران لكنه سبحانه يختص بالفضـ *** ـل العظيم خلاصة الإنسان وسواهم لا يصلحون لصالح *** كالشوك فهو عمارة النيران وعمارة الجنات هم أهل الهدى *** الله أكبر ليس يستويان فسل الهداية مَن أزمة أمرنا *** بيديه مسألة الذليل العاني وسل العياذ مَن " الشيخ : مِن القارئ : " وسل العياذ مِن اثنتين هما اللتا *** ن بهلك هذا الخلق كافلتان شر النفوس وسيء الأعمال ما *** والله أعظم منهما شران ولقد أتى هذا التعوذ منهما *** في خطبة المبعوث بالقرآن لو كان يدري العبد أن مصابه *** في هذه الدنيا هما الشران جعل التعوذ منهما ديدانه *** حتى تراه داخل الأكفان وسل العياذ مَن التكبر " الشيخ : مِن التكبر القارئ : " وسل العياذ مِن التكبر والهوى *** فهما لكل الشر جامعتان وهما يصدان الفتى عن كل طر *** ق الخير إذ في قلبه يلجان فتراه يمنعه هواه تارة *** والكبر أخرى ثم يشتركان والله ما في النار إلا تابع *** هذين فاسأل ساكني النيران والله لو جردت نفسك منهما *** لأتت إليك وفود كل تهان "
( بيان فضل الله وعدله من هداه فبفضله ومن أضله فبعدله )
سبحان رب الخلق قاسم فضله*** والعدل بين الناس في الميزان لو شاء كان الناس شيئا واحدا*** ما فيهم من تائه حيران
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله تعالى: " سبحان رب الخلق قاسم فضله *** والعدل بين الناس بالميزان " يعني: يسبح الله عز وجل الذي يقسم الفضل بين الناس، ويعدل بينهم بالميزان، فهذا فضله، وهذا عدله، مَن هداه فبفضله، ومَن أضله فبعدله، قال الله تعالى: (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ))(( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين )) ولكن من تفضل عليه فهداه فهذا فضل يؤتيه من يشاء، نسأل الله أن يؤتينا وإياكم من فضله. يقول: " سبحان رب الخلق قاسم فضله *** والعدل بين الناس بالميزان لو شاء كان الناس شيئا واحدا *** ما فيهم من تائه حيران " كما قال تعالى: (( ولو شاء لهداكم أجمعين ))، (( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها )) ولكنه عز وجل حكيم، له الحكمة في أنه يهدي من يشاء، ويضل من يشاء.
التعليق على قول الناظم: لكنه سبحانه يختص بالفضـ***ـل العظيم خلاصة الإنسان
وسواهم لا يصلحون لصالح*** كالشوك فهو عمارة النيران
وعمارة الجنات هم أهل الهدى*** الله أكبر ليس يستويان
الشيخ :" لكنه سبحانه يختص بالفضل *** العظيم خلاصة الإنسان " نعم، يختص الخلاصة من الإنسان، فإذا كان الله تعالى يقول (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) فهو كذلك أعلم حيث يجعل أثر هذه الرسالة، هل هذا أهل لأن يكون من أتباع الرسل، أو ليس أهلا؟ الله أعلم، فمَن آتاه الله عز وجل من آثار هذه الرسالة من العلم والإيمان والهدى فليبشر بالخير، فإن الله لم يضعه فيه إلا وهو يعلم أنه أهل، ومَن حرم فلا ييأس، فليلجأ إلى الله عز وجل وليسأله الخير والثبات. قال: " لكنه سبحانه يختص بالفضل *** العظيم خلاصة الإنسان وسواهم لا يصلحون لصالح *** كالشوك فهو عمارة النيران " الشوك ما ينتفع به، ولكنه توقد به النار، هؤلاء الذين ليسوا خلاصة الإنسان هم كالشوك. " وعمارة الجنات هم أهل الهدى *** الله أكبر ليس يستويان " من هم ساكنو الجنات وعامروها؟ هم أهل الهدى، أما الشوك فهم للنيران.
فسل الهداية من أزمة أمرنا*** بيديه مسألة الذليل العاني ( الحرص على طلب الهداية من الله )
الشيخ :" فسل الهداية مَن أزمة أمرنا *** بيديه مسألة الذليل العاني " نعم، هذا توجيه من المؤلف رحمه الله ونصيحة أن تسأل الهداية من الله. " من أزمة أمرنا *** بيديه " أزمة جمع زمام، يعني أمورنا زمامها بيد الله (( ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها )) فإذن إلى مَن نلجأ؟ إلى الله عز وجل، اسأل مَن أزمة الأمور بيديه اسأله الهداية. " مسألة الذليل العاني " لا مسألة المتكبر المدل على ربه بعمله، بل مسألة الذليل العاني، يعني: الأسير.
( ضرورة التعوذبالله من شر النفس وسيء العمل ) وسل العياذ من اثنتين هما اللتا***ن بهلك هذا الخلق كافلتان شر النفوس وسيء الأعمال ما*** والله أعظم منهما شران
ولقد أتى هذا التعوذ منهما*** في خطبة المبعوث بالقرآن
الشيخ :" وسل العياذ مِن اثنتين هما اللتان *** بهلك هذا الخلق كافلتان " يعني: اسأل مَن؟ الله عز وجل، اسأله العياذ، يعني: أن يعيذك من اثنتين، هما بهلك هذا الخلق كافلتان، فأرشدنا رحمه الله إلى سؤال الهداية من الله وإلى التعوذ به من هاتين الخصلتين. قال: هما " شر النفوس وسيء الأعمال *** ما والله أعظم منهما شران " يعني: استعذ بالله من شر النفوس وسيء الأعمال، لأنهما هما الكفيلتان بهلاك الناس. " ولقد أتى هذا التعوذ منهما *** في خطبة المبعوث بالقرآن " في قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الحاجة: ( نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا )، لأن النفس الأمارة بالسوء تقودك إلى كل هلاك، والأعمال السيئة تمنعك من كل خير، فإذا كانت الأعمال السيئة تمنع من الخير، والنفس تقود إلى الشر، هلك الإنسان، نعم.
التعليق على قول الناظم: لو كان يدري العبد أن مصابه*** في هذه الدنيا هما الشران
جعل التعوذ منهما ديدانه*** حتى تراه داخل الأكفان
الشيخ :" لو كان يدري العبد أن مصابه *** في هذه الدنيا هما الشران " ما هما؟ شر نفسه وسيئات أعماله، وعندكم: هو الشر أو هما؟ الطالب : هما. الشيخ : هما. يجوز الوجهان في النحو، ونجعله نسختين. لو كان يعلم ذلك يقول: " جعل التعوذ " هذا جواب لو " جعل التعوذ منهما ديدانه *** حتى تراه داخل الأكفان " ديدانه يعني الشيء الملازم له، حتى يرى داخل الأكفان، أي: حتى يموت.
( استعاذة الله من التكبر والهوى وخطرهما )
وسل العياذ من التكبر والهوى*** فهما لكل الشر جامعتان وهما يصدان الفتى عن كل طر***ق الخير إذ في قلبه يلجان
فتراه يمنعه هواه تارة*** والكبر أخرى ثم يشتركان
الشيخ :" وسل العياذ من التكبر والهوى *** فهما لكل الشر جامعتان " نعوذ بالله من التكبر والهوى، سل العياذ من التكبر، لأن الإنسان إذا تكبر والعياذ بالله، والكبر كما حده النبي عليه الصلاة والسلام هو ( بطر الحق وغمط الناس ) يعني: رد الحق واحتقار الناس، إذا ابتلي الإنسان بهذا مع الهوى، فإنه يقول ابن القيم: " *** هما لكل الشر جامعاتان " قل اللهم إني أعوذ بك من الكبر والهوى، نعم. " وهما يصدان الفتى عن كل طرق *** الخير إذ في قلبه يلجان " يعني: إذا ولج الكبر والهوى في قلب الإنسان صداه عن كل طرق الخير، نسأل الله العياذ من التكبر والهوى. " فتراه يمنعه هواه تارة *** والكبر أخرى ثم يشتركان " يعني: أحيانا يمنعه الهوى، وأحيانا يمنعه الكبر، وأحيانا يمنعه الهوى والكبر جميعا.
التعليق على قول الناظم: والله ما في النار إلا تابع*** هذين فاسأل ساكني النيران
والله لو جردت نفسك منهما*** لأتت إليك وفود كل تهان
الشيخ :" والله ما في النار إلا تابع *** هذين " وهما الكبر والهوى. " فسأل ساكني النيران والله لو جردت نفسك منهما *** لأتت إليك وفود كل تهاني " نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من التكبر والهوى.
القراءة من قول الناظم: فصل في ظهور الفرق المبين بين دعوة الرسل ودعوة المعطلين..إلى قوله.. كل يوم ربنا في شان
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " فصل في ظهور الفرق المبين بين دعوة الرسل ودعوة المعطلين والفرق بين الدعوتين فظاهر *** جدا لمن كانت له أذنان فرق مبين ظاهر لا يختفي *** إيضاحه إلا على العميان فالرسل جاؤونا بإثبات العلو *** لربنا من فوق كل مكان وكذا أتونا بالصفات لربنا الر *** حمن تفصيلا بكل بيان وكذاك قالوا إنه متكلم *** وكلامه المسموع بالآذان وكذاك قالوا إنه سبحانه الـ *** مرئي يوم لقائه بعيان وكذاك قالوا إنه الفعال حقـ *** ـا كل يوم ربنا في شان "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. قال المؤلف رحمه الله تعالى: " فصل في ظهور الفرق المبين بين دعوة الرسول ودعوة المعطلين " الفرق المبين يعني البين، أو المبين يعني المظهر، وذلك لأن أبان تجوز أن تكون لازمة، وتجوز أن تكون متعدية، يقال: أبان الحق يعني أظهره، وهي في هذه الحال متعدية، ويقال أبان الصبح أي ظهر، وهي في هذه الحال لازمة، فالفرق بيِّن مبين بين دعوة الرسول ودعوة المعطلين، ولهذا قال: " والفرق بين الدعوتين فظاهر جدا *** " جدا مصدر عامله محذوف، أي أجد الأمر جدا، والجد ضد الهزل. " *** لمن كانت له أذنان " قال لمن كانت له أذنان لأنه رحمه الله سيلقي الفرق، وكان المتوقع أن يقول لمن كانت له عينان، لكن لما كان هو سيلقي الفرق طلب منا أن نستمع، فقال.