القراءة من قول الناظم: يا رب قد عم المصاب بهذه..إلى قوله.. منهم وما التفتوا إلى القرآن
الشيخ :" يا رب قد عم المصاب بهذه ال *** آراء والشطحات والبهتان هجروا لها الوحيين والفطرات وال *** آثار لم يعبُوا بهذا " الشيخ : يَعبَوا. القارئ : يَعبَوا؟ الشيخ : نعم. القارئ : " هجروا لها الوحيين والفطرات وال *** آثار لم يَعبَوا بذا الهجران قالوا وتلك ظواهر لفظية *** لم تغن شيئا طالب البرهان فالعقل أولى أن يصار إليه من *** هذي الظواهر عند ذي العرفان ثم ادعى كل بأن العقل ما *** قد قلته دون الفريق الثاني يا رب قد حار العباد بعقل من *** يزنون ويحك فأت بالميزان " الشيخ : ويحك عندك؟ القارئ : وحيك وحيك. " يا رب قد حار العباد بعقل من *** يزنون وحيك فأت بالميزان وبعقل من يقضي عليك فكلهم *** قد " الشيخ : وبعقل من يقضى عليك، أو يقضي عليك يصح. القارئ : " وبعقل من يقضي عليك فكلهم *** قد جاء بالمعقول والبرهان يا رب أرشدنا إلى معقول من *** يقع التحاكم إننا خصمان جاؤوا بشبهات وقالوا إنها *** معقولة ببدائه الأذهان كل يناقض بعضه بعضا وما *** في الحق معقولان مختلفان وقضوا بها كذبا عليك وجرأة *** منهم وما التفتوا إلى القرآن "
يا رب قد عم المصاب بهذه الـ***آراء والشطحات والبهتان ( معنى الشطحات )
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله شاكيا إلى الرب العظيم جل وعلا، يقول: " يا رب قد عم المصاب بهذه *** الآراء والشطحات والبهتان " قد عم المصاب يعني: اتسع، وصار مصيبا لكل أحد، بهذه الآراء، يعني: الآراء المخالفة للشريعة، وهي آراء أهل التعطيل. والشطحات والبهتان، الشطحات البعد عن الحق، والبهتان الكذب. الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : لا، الشطحات.
هجروا لها الوحيين والفطرات والـ***آثار لم يعبوا بذا الهجران ( هجر أهل التعطيل للنصوص وتقديم العقل عليها مع اختلاف عقولهم وتفاوتها )
الشيخ :" هجروا لها الوحيين والفطرات والآ *** ثار لم يعبوا بذا الهجران " هجروا بهذه الآراء الوحيين، ما هما يا خالد؟ الطالب : الكتاب والسنة. الشيخ : نعم، والآثار؟ الطالب : آثار السلف. الشيخ : آثار السلف كالصحابة والتابعين، والفطرات معروفة، ما فطر الله الخلق عليه. " لم يعبوا بذا الهجران " يعني: ما همهم أن يهجروا هذه الثلاثة بل هذه الأربعة، الوحيين الكتاب والسنة، والفطرة، والرابع الآثار.
التعليق على قول الناظم:
قالوا وتلك ظواهر لفظية*** لم تغن شيئا طالب البرهان
فالعقل أولى أن يصار إليه من*** هذي الظواهر عند ذي العرفان
ثم ادعى كل بأن العقل ما*** قد قلته دون الفريق الثاني
الشيخ :" قالوا وتلك ظواهر لفظية *** لم تغن شيئا طالب البرهان " هذه المشار إليها الكتاب والسنة والآثار، ظواهر لفظية لا تغني شيئا لمن طلب البرهان والدليل. " فالعقل أولى أن يصار إليه *** من هذه الظواهر عند ذي العرفان " يعني: لما كانت هذه ظواهر لفظية لا تغني شيئا، وجب أن نرجع إلى أي شيء؟ إلى العقل على زعمهم. " ثم ادعى كل بأن العقل ما *** قد قلته دون الفريق الثاني " لما قالوا نرجع إلى العقل، وكانوا عشرة، فقال الأول: العقل ما قلته، وقال الثاني: العقل ما قلته، وقال الثالث: العقل ما قلته، وقال الرابع: العقل ما قلته، إلى العاشر، كل واحد يقول العقل ما قلته، كم صارت العقول؟ عشرة، كلها متباينة، ولهذا تجدهم أكثر الناس نزاعا واختلافا، لأن الله يقول: (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )). " ثم ادعى كل بأن العقل ما *** قد قلته دون الفريق الثاني "
التعليق على قول الناظم: يا رب قد حار العباد بعقل من*** يزنون وحيك فأت بالميزان
وبعقل من يقضي عليك فكلهم*** قد جاء بالمعقول والبرهان
يا رب أرشدنا إلى معقول من*** يقع التحاكم إننا خصمان
الشيخ :" يا رب قد حار العباد بعقل من *** يزنون وحيك فأت بالميزان " يعني يقول: لو رجعنا إلى العقل فبعقل مَن نزن الحق؟ بعقل واحد؟ إن قلنا: نعم، قال الثاني: لا. بعقل الثاني؟ قال: الأول والثالث: لا. بعقل الرابع؟ قال: الأول والثاني والثالث: لا. وقال الخامس: لا، معلوم ولا لأ؟ إذن بعقل مَن؟ يقول: " وبعقل من يقضى عليك " يعني: بعقل من يقضى عليك، هل بعقل فلان، أو عقل فلان يحكم عليك ربنا؟ لا إله إلا الله. " فكلهم *** قد جاء بالمعقول والبرهان يا رب أرشدنا إلى معقول من *** يقع التحاكم إننا خصمان " يعني: يسأل المؤلف ربه أن يرشده إلى عقل مَن يكون التحاكم عنده، نعم.
( نسبة المعطلين الشبه إلى دين الله ) جاءوا بشبهات وقالوا إنها*** معقولة ببدائه الأذهان كل يناقض بعضه بعضا وما*** في الحق معقولان مختلفان
وقضوا بها كذبا عليك وجرأة*** منهم وما التفتوا إلى القرآن
الشيخ :" جاؤوا بشبهات وقالوا إنها *** معقولة " ببداهة ببداية أيش؟ الطالب : ببدائه. الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ :" ببدائه الأذهان ". عندي خطأ. " *** معقولة ببدائه الأذهان كل يناقض بعضه بعضا وما *** في الحق معقولان مختلفان " يعني: أنهم جاؤوا بشبهات، وقالوا: إنها معقولة، وأن البديهة تدل عليها، ولكن كل يناقض بعضه بعضا، وهل في العقل ما يتناقض، أو في الحق ما يتناقض؟ لأ، ليس في الحق ما يتناقض، لو كان ما قالوه حقا لم يتناقض، طيب. " وقضوا بها كذبا عليك وجرأة *** منهم وما التفتوا إلى القرآن " قضوا بها، أي: بهذه الشبهات. " كذبا عليك وجرأة *** منهم " يعني عليك، " وما التفتوا إلى القرآن "، نعم. الطالب : كيف ترتيبهم من الأسبوع القادم يا شيخ؟ الشيخ : نعم. الطالب : ... الشيخ : اصبر، هاه؟ الطالب : الترتيب في الأسبوع القادم. الشيخ : الترتيب إن شاء الله في الأسبوع القادم: الليالي الثلاث الأولى.
القراءة من قول الناظم: يا رب قد حار العباد بعقل من..إلى قوله..أخذوا بوحيك دون قول فلان
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " يا رب قد حار العباد بعقل من *** يزنون وحيك فأت بالميزان وبعقل من يقضي عليك فكلهم *** قد جاء بالمعقول والبرهان يا رب أرشدنا إلى معقول مَن *** يقع التحاكم إننا خصمان جاؤوا بشبهات وقالوا إنها *** معقولة ببدائه الأذهان كل يناقض بعضه بعضا وما *** في الحق معقولان مختلفان وقضوا بها كذبا عليك وجرأة *** منهم وما التفتوا إلى القرآن يا رب قد أوهى النفاة حبائل الـ *** قرآن والآثار والإيمان يا رب قد قلب النفاة الدين وال *** إيمان ظهر منه فوق بطان يا رب قد بغت النفاة وأجلبوا *** بالخيل والرَّجِل الحقير الشان نصبوا الحبائل والغوائل للألى *** أخذوا بوحيك دون قول فلان "
( تقديم المعطلة للعقل على النقل في صفات الله ) يا رب قد حار العباد بعقل من*** يزنون وحيك فأت بالميزان
وبعقل من يقضي عليك فكلهم*** قد جاء بالمعقول والبرهان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. قال المؤلف رحمه الله: " يا رب قد حار العباد بعقل من *** يزنون وحيك فأت بالميزان " هذا يرد به على من حكم العقول في باب الصفات، فقالوا: بأي عقل نزن، نزن ما يجب لله وما يمتنع عليه، بعقل زيد أم بعقل عبيد، أم بعقل خالد، أم بعقل بكر، بعقل من؟ إذن لا رجوع للعقول، الرجوع لما جاء في الوحيين الكتاب والسنة، ولهذا قال المؤلف: " يا رب وبعقل من يقضي عليك فكلهم *** " يعني: بعقل مَن يقضي عليك، يعني: بما تستحقه من صفات وأفعال، فمَن هو صاحب العقل الذي يقضي عليك " فكلهم *** قد جاء بالمعقول والبرهان " بالمعقول على حسب قولهم، والبرهان الحجة، ولكنه ليس لهم حجة، كل حججهم شبهات وليست بحجج.
يا رب أرشدنا إلى معقول من*** يقع التحاكم إننا خصمان ( قد بين لنا ربنا إلى تحكيم عقل النبي صلى الله عليه وسلم )
الشيخ :" يا رب أرشدنا إلى معقول من *** يقع التحاكم إننا خصمان " وهذا دعاء بما كان، فالله عز وجل قد أرشدنا إلى عقل من يكون التحاكم إليه، من هو؟ الرسول عليه الصلاة والسلام هو الحاكم بين الخلق.
( بيان تناقض عقول المعطلة في صفة واحدة بل يتناقض الرجل الواحد في صفة واحدة وبيان العقل السليم يوافق النصوص )
جاءوا بشبهات وقالوا إنها*** معقولة ببدائه الأذهان
كل يناقض بعضه بعضا وما*** في الحق معقولان مختلفان
الشيخ :" جاؤوا بشبهات وقالوا إنها *** معقولة ببدائه الأذهان " جاؤوا بشبهات يدعون أنها حجج وبينات، وأنها معقولة ببدائه العقول. " كل يناقض بعضه بعضا وما *** في الحق معقولان مختلفان " يعني: أن هؤلاء الذين قالوا إن المرجع إلى العقل في باب الصفات، كل يناقض الآخر، يقول أحدهم: هذه الصفة واجبة لله، ويقول الثاني: هذه مستحيلة على الله، ويقول الثالث: هذه جائزة على الله، بل إن الإنسان الواحد منهم يتناقض، فتجده في بعض كتبه يقر هذه الصفة ويرى أنها واجبة لله، وفي بعض كتبه ينكر هذه الصفة ويقول هذه ممتنعة على الله ومستحيلة، لأنهم إنما يعتمدون على شبهات لا على حقائق. " وقضوا بها كذبا عليك وجرأة *** " نعم. " *** وما في الحق معقولان مختلفان " يعني: أن الحق لا تختلف فيه العقول، لأنها تتفق عليه، فإذا اختلفت العقول في شيء دل على أنه باطل، لأن العقول السليمة لا تختلف في الحق.
وقضوا بها كذبا عليك وجرأة*** منهم وما التفتوا إلى القرآن ( بيان قاعدة المعطلة كل ما ورد في القرآن مما يخالف العقول فإنه يجب فيه أحد أمرين إما التأويل أو التفويض والرد عليهم وتبرئة أهل السنة من التفويض وذكر أقسام التفويض )
الشيخ : قال:" وقضوا بها كذبا عليك " قضوا بها بأي شيء؟ بالعقول. " كذبا عليك وجرأة *** منهم وما التفتوا إلى القرآن " يقولون: كل ما جاء في القرآن مما يخالف العقول فإنه يجب فيه أحد أمرين، شف القاعدة الخبيثة، كل ما جاء في القرآن مما يخالف العقول فإنه يجب فيه أحد أمرين: إما التأويل، وإما التفويض. التأويل معناه التحريف، حرّف معناه، أو التفويض قل لا أدري، فصارت قاعدتهم مبنية، إما على العدوان، وإما على الجهل. العدوان إذا قالوا: أوِّله، والجهل إذا قالوا: والله ما ندري فوّض، وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله عن قول أهل التفويض: " إنه من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " مع أنك تجد كثيرا في كتب المتأخرين من يقول: إن التفويض مذهب أهل السنة، عرفتم؟ وهذا قول خطأ، لأن التفويض تفويضان تفويض المعنى، وتفويض الحقيقة والكيفية، فالأول لا يقول به السلف ولا أهل السنة، أعني به: تفويض المعنى، لأنهم يقولون: المعنى معلوم، والثاني يقولون به، فمن أطلق التفويض على أهل السنة فقد أخطأ عليهم ولم يفهم مذهبهم حقيقة.
يا رب قد أوهى النفاة حبائل الـ***ـقرآن والآثار والايمان ( بيان تعطيل صفات الله يوهن الإيمان في القلب )
الشيخ : يقول: " يا رب قد أوهى النفاة حبائل *** القرآن والآثار والإيمان " أوهى يعني أضعف، أضعفوا حبائل القرآن والآثار والإيمان بما فعلوه من التحريف في آيات الله وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أوهنوا الإيمان في قلوب الناس، فهؤلاء النفاة لا يؤمنون بأن الله استوى حقيقة على العرش، إذن نقص الإيمان، أخبر الله عن نفسه أنه استوى على العرش حقيقة، فإذا لم تؤمن به وقلت معنى استوى استولى ضعف إيمانك، لأنك أخللت بعقيدة، فهؤلاء النفاة أوهوا حبائل القرآن والآثار والإيمان، نعم.
يا رب قد قلب النفاة الدين والـ***إيمان ظهرا منه فوق بطان ( قلب الدين يكون بصرف ظواهر النصوص عن معناها الظاهر وجعلوا لها معنى باطن مع المثال )
الشيخ : يقول: " يا رب قد قلب النفاة الدين *** والإيمان الظهر منه فوق بطان " يعني: قلبوا الدين ظهرا على بطن، وهذا واضح، كيف ذلك؟ لأنهم صرفوا ظواهر النصوص عن معناها الظاهر، وجعلوا لها معنى باطنا، (( بل يداه مبسوطتان )) ما معناها الظاهر؟ أن لله يدين حقيقتين مبسوطتين، هم قالوا: لا، هناك معنى آخر غير الظاهر، المعنى الباطل المراد عندهم وهو القدرة أو القوة، فهم قلبوا ظهورالنصوص إلى بواطن لا يريدها الله ولا رسوله.
( بيان مكر أهل التعطيل بأئمة السنة كالإمام أحمد وشيخ الإسلام ) يا رب قد بغت النفاة وأجلبوا*** بالخيل والرجل الحقير الشان
نصبوا الحبائل والغوائل للألى*** أخذوا بوحيك دون قول فلان
الشيخ :" يا رب قد بغت النفاة وأجلبوا *** بالخيل والرجل الحقير الشان " بغت أي: تعدت، وأجلبوا بالخيل مأخوذ من قوله تعالى: (( وأجلب عليهم بخيلك ورجلك )). " والرجل الحقير الشان نصبوا الحبائل والغوائل للألى *** أخذوا بوحيك دون قول فلان " نعم، نصبوا الحبائل والغوائل جمع غائلة، وذلك بشكايتهم إلى السلاطين والأمراء، ولا يخفى علينا جميعا ما حدث لإمام أهل السنة الإمام أحمد رحمه الله أيام المحنة، حيث جعلوا يجرونه على البغلة، ويضربونه بالسياط حتى يغمى عليه في الأسواق رحمه الله، ولا يخفى أيضا ما جرى على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث كانوا يركبونه على عربة مكشوفة ويطوفون به ويشهرون به، وفي النهاية سجنوه حتى مات في السجن، فلما سجنوه جعل أصحابه يأتون إليه فيأخذون من علمه فمنعوا أصحابه عنه، ثم جعل يكتب وينشر، فمنعوا الكتابة عنه، ثم جعل يكتب على جدران الحبس، لأجل ينشر علمه الذي في قلبه، وآخر الأمر مات مسجونا رحمه الله. فالمهم أن هؤلاء النفاة والعياذ بالله ما تركوا الناس بلا شر ولا عدوان، بل فعلوا بهم كل الأفعال التي يستطيعون بالوشاية فيها. قال: " نصبوا الحبائل والغوائل للألى *** أخذوا بوحيك دون قول فلان ودعوا عبادك أن " نعم.
السائل : ... النبي كان يثبت لله عز وجل صفة العلو والاستواء على العرش، قلنا هذا ينقص إيمانه، كيف ذلك؟ الشيخ : معلوم، لأن الواجب عليك أن تؤمن بعلو الله واستوائه على العرش، فإذا لم تؤمن به نقص الإيمان. السائل : وهل ...
الشيخ : هاه؟ السائل : وهل ... الشيخ : وهل؟ السائل : ... الشيخ : لا لا، النفي نفيان، نفي تكذيب هذا لا إيمان معه، ونفي تأويل هذا لا ينتفي معه الإيمان. فلو قال قائل: إن الله لم يستو على العرش هكذا قال فهو كافر، لأنه مكذب للخبر، فنفي التكذيب هذا كفر، ونفي التأويل هذا ليس بكفر، ولو قال: استوى، نعم الله استوى على العرش، لكن معنى استوى استولى فإنه لا يكفر. السائل : ... الشيخ : إيه نعم، لكن أتى به ظنا منه أن هذا هو المراد، يعني: ما تعمد المخالفة، ولهذا يفرق بين الداعية والذي قامت عليه الحجة، وبين الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، نعم.
القراءة من قول الناظم: ودعوا عبادك أن يطيعوهم فمن..إلى قوله.. صوتية الأنغام والألحان
القارئ : " ودعوا عبادك أن يطيعوهم فمن *** يعصيهم ساموه شر هوان وقضوا على من لم يقل بضلالهم *** باللعن والتضليل والكفران وقضوا على أتباع وحيك بالذي *** هم أهله لا عسكر الفرقان وقضوا بعزلهم وقتلهم وحبـ *** ـسهم ونفيهم عن الأوطان وتلاعبوا بالدين مثل تلاعب الـ *** ـحمر التي نفرت بلا أرسان حتى كأنهم تواصوا بينهم *** يوصي بذلك أول للثاني هجروا كلامك هجر مبتدع لمن *** قد دان بالآثار والقرآن فكأنه فيما لديهم مصحف *** في بيت زنديق أخي كفران أو مسجد بجوار قوم همهم *** في الفسق لا في طاعة الرحمن وخواصهم لم يقرؤوه تدبرا *** بل " الشيخ : للتبرك. القارئ : " وخواصهم لم يقرؤوه تدبرا *** بل للتبرك لا لفهم معان وعوامهم في الشبع أو في ختمة *** أو تربة عوضا لذي الأثمان هذا وهم حرفية التجويد أو *** صوتية الأنغام والألحان "
( ذكر مكر أهل التعطيل لمن خالفهم بأذى اللسان والبدن )
ودعوا عبادك أن يطيعوهم فمن*** يعصيهم ساموه شر هوان وقضوا على من لم يقل بضلالهم*** باللعن والتضليل والكفران
وقضوا على أتباع وحيك بالذي***هم أهله لا عسكر الفرقان
وقضوا بعزلهم وقتلهم وحبـ***ـسهم ونفيهم عن الأوطان
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله تعالى: " ودعوا عبادك أن يطيعوهم *** فمن يعصيهم ساموه شر هوان " يعني: هؤلاء النفاة دعوا الناس إلى طاعتهم، وقالوا: اسلكوا مسلكنا، فمن عصاهم ساموه شر هوان، إما بأيديهم، وإما بألسنتهم، وإما بتسليط الولاة عليهم، انتقاما منهم نسأل الله العافية. " وقضوا على من لم يقل بضلالهم *** باللعن والتضليل والكفران " يقولون مثلا: لعنة الله على فلان يقول إن لله يدين حقيقتين، ما تقولون في هذا الضال الذي يثبت لله جارحة؟! ما تقولون بهذا الكافر الذي جعل الله جسما؟! وما أشبه ذلك، العامي إذا سمع مثل هذا الكلام لا سيما من شيخ معمم واسع الكم، ماذا يقول؟ يقول: صحيح، هؤلاء ضلال، هؤلاء كفار، هؤلاء مستحقون للعن، فلهذا وصفهم المؤلف تماما وصفا تاما، قال: " وقضوا على أتباع وحيك بالذي *** هم أهله لا عسكر الفرقان " قضوا على أتباع وحيك بالذي هم أهله، ماذا قضوا على أتباع الوحي؟ بالتضليل والكفران، وهم أحق بالكفر والضلال، هذا معنى كلام المؤلف، هم أحق، وليسوا عسكر القرآن أحق. " وقضوا بعزلهم وقتلهم *** وحبسهم ونفيهم عن الأوطان " كل هذا يصدرونه أحكاما للولاة، يقول: هذا مفسد احبسه، هذا ساعٍ في الأرض فسادا اقتله، هذا لا يمكن بقاؤه في هذا البلد انفه، وهكذا، ونحن ولله الحمد في عافية من هذا، لكنه في زمان المؤلف وما قبله كل ما ذكره موجود، ليس من باب المبالغة.
( بيان تلاعب المعطلة بالدين ) وتلاعبوا بالدين مثل تلاعب الـ***ـحمر التي نفرت بلا أرسان حتى كأنهم تواصوا بينهم*** يوصي بذلك أول للثاني
الشيخ :" وتلاعبوا بالدين مثل تلاعب *** الحمر التي نفرت بلا أرسان " تلاعبوا بالدين مثل تلاعب الحمر التي نفرت بلا أرسان، هل رأيتم الحمر وهي نافرة بلا أرسان؟ هاه؟ لا، رأيناها، نعم، ترقص وتنقز، نعم، وتتسابق، لكن على غير هدى، ولا سيما الصغار منها، هذه لو رأيت إذا أطلقت كم واحد من الصغار لو رأيت لعبها لتعجبت منها، نعم، فهم يقول إنهم مثل هؤلاء الحمر التي نفرت بلا أرسان، من يمسكها؟ لا يمسكها أحد، طيب. " حتى كأنهم تواصوا بينهم *** يوصي بذلك أول للثاني " هذا البيت مأخوذ من قوله تعالى: (( أتواصوا به بل هم قوم طاغون كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون )) كل الأمم التي سبقت تقول لرسلهم: ساحر أو مجنون، وهل قيل للرسول هكذا؟ نعم، قيل له هكذا، قال الله تعالى: (( أتواصوا به )) يعني: هل أوصى بعضهم بعضا؟ لأ، (( بل هم قوم طاغون )) الجامع بينهم هو الطغيان.
( إعراض أهل البدع للقرآن والسنة وهجرهما وضرب لهم مثال ) هجروا كلامك هجر مبتدع لمن*** قد دان بالآثار والقرآن فكأنه فيما لديهم مصحف*** في بيت زنديق أخي كفران
أو مسجد بجوار قوم همهم*** في الفسق لا في طاعة الرحمن
الشيخ :" هجروا كلامك هجر مبتدع لمن *** قد دان بالآثار والقرآن " يعني: هجروا كلام الله كهجر المبتدع لمن دان بالآثار والقرآن، هجر المبتدع لمن قال بالآثار والقرآن هجر لا يمكن أن يزول، لأنه يهجره عن دين، هم هجروا كلام الله وذهبوا في البدع فهجروه كهجر المبتدع لصاحب السنة. " فكأنه فيما لديهم مصحف *** في بيت زنديق أخي كفران " نعوذ بالله، المصحف في بيت الزنديق الكافر هل ينتفع به؟ أبدا، لا ينتفع به، هؤلاء لم ينتفعوا بالوحي. " أو مسجد بجوار قوم همهم *** في الفسق لا في طاعة الرحمن " مسجد بجوار قوم فسقة ليس لهم هم إلا شرب الخمور وعزف القيان والزنا، وغير ذلك من المحرمات، هل ينتفعون بهذا المسجد؟ لأ.
( بيان أن الحكمة من إنزال القرآن تدبره والعمل بما فيه بخلاف خواص أهل البدع وعوامهم والقراءة من الشرح ) وخواصهم لم يقرؤوه تدبرا*** بل للتبرك لا لفهم معان وعوامهم في الشبع أو في ختمة*** أو تربة عوضا لذي الأثمان
الشيخ : يقول: " وخواصهم لم يقرؤوه تدبرا *** بل للتبرك لا لفهم معاني " انتبه لهذه النقطة التي وقع فيها كثير من الناس اليوم، كثير من الناس اليوم لا يقرؤون القرآن قراءة تدبر ولكن قراءة تبرك وانتظار للأجر، وهذا وإن كان طيبا، لكن الله عز وجل يقول: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب )) هذا الفائدة من إنزال القرآن، وهذا الحكمة من إنزاله، هؤلاء يقرؤونه تبركا. " وعوامهم في الشبع " ، كذا عندك؟ الطالب : السبع. الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : سبع؟ الطالب : لا، الشبع. الشيخ : وش يقول في تفسيرها؟ الطالب : " وعوامهم في السبع، قال في القاموس: السبع بالضم وكأن ... سبعة أو السبع " الشيخ : سبع؟ الطالب : الهراس يقول: ... الشيخ : هذا ابن عيسى قال في القاموس؟ الطالب : " قال في القاموس: السبع بالضم، ... جزء من سبعة " الشيخ : وش بعده؟ الطالب : " ... أو في ختمه، ختم الشيء ختما بلغه " بس. الشيخ : وش بعده ...؟ الطالب : ... الشيخ : الهراس؟ الطالب : الهراس يقول إنه ... الشيخ : إيه. الطالب : شرح ... الشيخ : وش يقول؟ الطالب : شرحه الشيخ : وش يقول تفسيره؟ إيه كلامه؟ الطالب : " فأما عوامهم فإنهم يأكلون به ويتخذون منه حرفة لشبع بطونهم، ويقرؤونه في الختمات أو على القبور ليشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون " الشيخ : نعم، على كل حال الظاهر ما ذهب إليه الهراس، وأن الصواب: " وعوامهم في الشبع "، يعني: في الشبع يعني لا يقرؤونه إلا من أجل أن يشبعوا بطونهم، وهذا يوجد كثيرا، لو فرضنا أن شخصا رتب غداء وعشاء لمن يقرأ القرآن، تجد العوام هاه؟ يقرؤون القرآن كثيرا، كل يوم يجون لهذا الحوش أو البيت يقرؤون القرآن، من أجل؟ من أجل الغداء أو العشاء، للشبع، كذلك في ختمة، يقرؤون ختمة، وهذا معروف في بعض البلاد الإسلامية الإنسان يقرأ ختمة للميت، ما قرأها لله، قرأها للعوض الذي يأخذه على هذه الختمة، أو في تربة عند القبور، يؤاجر القارئ أن يقرأ عند القبر، هؤلاء هم العوام.
هذا وهم حرفية التجويد أو*** صوتية الأنغام والألحان ( فأهل البدع تجده يقيم حرف القرآن ولا يقيم معناه )
الشيخ :" هذا وهم حرفية التجويد *** أو صوتية الأنغام والألحان " يعني: أنهم يقرؤون القرآن بالتجويد تماما، يقيمون حروفه ولا يقيمون معناه، أو في الأصوات صوتية الأنغام والألحان، تجده يقرأ القرآن وكأنه تلحين غناء، لا كأنه كلام رب العالمين، لأجل أن يطربوا به من حولهم. أظن هذه وقفنا عليه.
القراءة من قول الناظم: يا رب قد قالوا بأن مصاحف..إلى قوله.. والتعبير ذاك عبارة بلسان
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " يا رب قد قالوا بأن مصاحف ال *** إسلام ما فيها من القرآن إلا المداد وهذه الأوراق والـ *** جلد الذي قد سل من حيوان والكل مخلوق ولست بقائل *** أصلا ولا حرفا من القرآن إن ذاك إلا قول مخلوق وهل *** هو جبرائيل أو الرسول فذان " الشيخ : ... جبرئيل بدون ألف. القارئ : جبرئيل. الشيخ : هو جبرئيل، الظاهر إذا حذفت الألف أحسن، هو؟ القارئ : اللام مضمومة؟ الشيخ : إيه، مضمومة اللام. القارئ : " إن ذاك إلا قول مخلوق وهل *** هو جبرئيل أو الرسول فذان قولان مشهوران قد قالتهما *** أشياخهم يا محنة القرآن لو داسه رجل لقالوا لم يطأ *** إلا المداد وكاغد الإنسان يا رب زالت حرمة القرآن من *** تلك القلوب وحرمةِ الإيمان " الشيخ : إيه، يا رب؟ القارئ : سم؟ الشيخ : يا رب؟ القارئ : " يا رب زالت حرمة القرآن من *** تلك القلوب وحرمةِ الإيمان " الشيخ : حرمةُ حرمةُ القارئ : " يا رب زالت حرمة القرآن من *** تلك القلوب وحرمةُ الإيمان وجرى على الأفواه منهم قولهم *** ما بيننا لله من قرآن ما بيننا إلا الحكاية عنه والتـ *** ـعبير ذاك عبارة بلسان "
( بيان قول المعطلة أن القرآن كله مخلوق اللفظ والملفوظ ) يا رب قد قالوا بأن مصاحف الـ***إسلام ما فيها من القرآن إلا المداد وهذه الأوراق والـ***ـجلد الذي قد سل من حيوان
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله: " يا رب قد قالوا بأن مصاحف *** الإسلام ما فيها من القرآن " يعني: أن هؤلاء المعطلة يقولون إن المصاحف ما فيها من القرآن " إلا المداد وهذه الأوراق *** والجلد الذي قد سل من حيوان والكل مخلوق " فيقولون: إن ما بين دفتي المصحف مخلوق، لماذا؟ لأنه مداد يعني حبر، مكتوب بقلم على أوراق، والقلم والمداد والأوراق، نعم، مخلوقة، فيقول: هذا الذي بيننا من القرآن هو هذا المداد. " إلا المداد وهذه الأوراق *** والجلد الذي قد سل من حيوان "
( بيان قول المعطلة في القرآن أنه مخلوق وإنما هو قول جبريل أو محمد والرد عليهم وذكر قاعدة سنية أن إضافة القرآن إلى جبريل باعتبار أنه مبلغه إلى رسول الله وإضافته إلى رسول الله لأنه مبلغه للناس ) والكل مخلوق ولست بقائل*** أصلا ولا حرفا من القرآن إن ذاك إلا قول مخلوق وهل*** هو جبرئيل أو الرسول فذان
قولان مشهوران قد قالتهما*** أشياخهم يا محنة القرآن
الشيخ :" والكل مخلوق ولست بقائل *** أصلا ولا حرفا من القرآن " يقولون: إن الله لم يقل القرآن، لم يتكلم به، وإنما هو شيء مخلوق، أو شيء عبارة عن كلام الله، أو حكاية عن كلام الله، وليس هو كلام الله، ويترتب على هذا القول، والعياذ بالله، ما سيذكره المؤلف رحمه الله، قال: " إن ذاك إلا قول مخلوق وهل *** هو جبرئيل أو الرسول فذان قولان مشهوران قد قالتهما *** أشياخهم يا محنة القرآن " يقولون: إن القرآن مخلوق، ومَن هو قوله؟ قول جبريل على رأي، أو قول محمد على رأي. ومن المعلوم أن الله في القرآن الكريم أضاف القرآن مرة إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ومرة إلى قول جبريل، مما يدل على أنه ليس قول محمد ولا قول جبريل على وجه الحقيقة، وإنما هو قول غيرهما، وذلك لأن القول الواحد لا يمكن أن يكون مقولا لقائلين أبدا، فقال الله تعالى في سورة الحاقة: (( فلا أقسم بما لا تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر ))، مَن المراد بالرسول هنا؟ محمد صلى الله عليه وسلم لأنه قال (( وما هو بقول شاعر )). وقال تعالى في سورة الانفطار: (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين )) مَن المراد بالرسول؟ جبريل، فأضاف القرآن إلى هذا وهذا، إذن ليس قول هذا ولا هذا، لأن المقول الواحد لا يكون لقائلَين، فمَن القائل؟ الله، لكن أضيف إلى جبريل باعتباره مبلغا له لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى رسول الله باعتباره مبلغا له إلى الأمة. طيب، هؤلاء المعطلة الذين أنكروا كلام الله يقولون: إنه يضاف إلى جبريل على أنه هو الذي ابتدأه، أو إلى الرسول على أنه هو الذي ابتدأه، وإذا أضيف إلى هذا أو هذا صار مخلوقا، لأن الكلام المخلوق مخلوق، طيب.
( بيان لازم قول المعطلة ) لو داسه رجل لقالوا لم يطأ*** إلا المداد وكاغد الإنسان
يا رب زالت حرمة القرآن من*** تلك القلوب وحرمة الإيمان
الشيخ :" لو داسه رجل لقالوا لم يطأ *** إلا المداد وكاغد الإنسان " يعني: لو أن أحدا أتى بالمصحف وداسه بقدمه، قالوا: لا يكفر، لأنه ما داس كلام الله، وإنما داس المداد والورق، ودوس المداد والورق هاه؟ لا شيء فيه، فانظر كيف يؤدي هذا القول الباطل إلى هذا اللازم الباطل. أنا أعتقد لو أن أحدا داس المصحف أمام العوام لمزقوه قبل أن يرفع قدمه من المصحف، ولا يمكن أن يقولوا إن هذا الرجل لم يدس إلا الكاغد والمداد أبدا، لكن هذا اللازم باطل، وإذا بطل اللازم بطل الملزوم، طيب. " يا رب زالت حرمة القرآن من *** تلك القلوب وحرمة الإيمان " يعني: أن هؤلاء لزم على قولهم زوال حرمة القرآن وحرمة الإيمان، وهو واضح. " يا رب " نعم.
( بيان أقسام المعطلة في القرآن ثلاثة القول الأول إنه مخلوق وهو قول المعتزلة، والقول الثاني وهو مخلوق وما في المصحف عبارة عنه وهو قول الأشاعرة، والقول الثالث وهو مخلوق وما في المصحف حكاية عن كلام الله وهو قول الكلابية ) وجرى على الأفواه منهم قولهم*** ما بيننا لله من قرآن منا بيننا إلا الحكاية عنـ***ـه والتعبير ذاك عبارة بلسان
الشيخ :" وجرى على الأفواه منهم قولهم *** ما بيننا لله من قرآن ما بيننا إلا الحكاية عنه والتعبير *** ذاك عبارة بلسان " المعطلة الذين ينكرون كلام الله انقسموا ثلاثة أقسام: قسم قالوا إنه مخلوق، وقسم آخر قالوا إنه غير مخلوق، لكن ما في المصحف عبارة عنه، وقسم ثالث قالوا ليس بمخلوق، وما في المصحف حكاية عنه. فالعبارة للأشاعرة، والحكاية للكلابية، والقول الأول قول المعتزلة الذين يقولون إن القرآن مخلوق، لا ينسب إلى الله على أنه صفة من صفاته، بل ينسب إليه على أنه خلق من مخلوقاته، كما نسبت الناقة والبيت إلى الله، عرفتم؟ طيب. لننظر الآن، هذا القرآن عند المعتزلة مخلوق، لكنه كلام الله. عند الأشاعرة مخلوق وليس كلام الله، بل هو عبارة عنه. وعند الكلابية مخلوق وليس كلام الله بل هو حكاية عنه. وبهذا نعرف أنه من هذه الناحية يكون المعتزلة خيرا من الأشعرية ومن الكلابية، نعم. يقول رحمه الل:ه " هذا وما التالون عمالا به *** إذ هم قد استغنوا بقول فلان " يعني: معنى كلامه. الطالب : ... الشيخ : ما قرئ؟ فاتتك الرقابة يا سليمان.
القراءة من قول الناظم: هذا وما التالون عمالا به..إلى آخر الفصل
القارئ : " هذا وما التالون عمالا به *** إذ هم قد استغنوا بقول فلان إن كان قد جاز الحناجر منهم *** فبقدر ماعقلوا من القرآن والباحثون فقدموا رأي الرجا *** ل عليه تصريحا بلا كتمان عزلوه إذ ولوا سواه وكان ذا *** ك العزل قائدهم إلى الخذلان قالوا ولم يحصل لنا منه يقيـ *** ـن فهو معزول عن الإيقان ". الشيخ : أعوذ بالله! القارئ : " إن اليقين قواطع عقلية *** ميزانها هو منطق اليونان هذا دليل الرفع منه وهذه *** أعلامه في آخر الأزمان يا رب من أهلوه " الشيخ : أهلوه حقا القارئ : " يا رب من أهلوه حقا كي يرى *** أقدامهم منا على الأذقان أهلوه من لا يرتضي منه بديـ *** ـلا فهو كافيهم بلا نقصان وهو الدليل لهم وهاديهم إلى الـ *** إيمان والإيقان والعرفان هو موصل لهم إلى درك اليقيـ *** ـن حقيقة وقواطع البرهان يا رب نحن العاجزون بحبهم *** يا قلة الأنصار والأعوان ". الشيخ : رحمه الله.
سؤال هل الأشاعرة يقولون إن الكلام النفسي مخلوق مثل قولهم في كلام الله
السائل : ... الشيخ : نعم. السائل : قول الأشاعرة قول ليس مخلوق. الشيخ : نعم. السائل : وإنما هو عبارة. الشيخ : لا، يقولون مخلوق، لكنه عبارة، اللي غير مخلوق الكلام النفسي، الكلام النفسي غير مخلوق، ولكن هذه حروف وأصوات خلقها الله عز وجل فسمعها جبريل، عبارة عن كلامه، نعم.
سؤال ما معنى العبارة عند الأشاعرة والحكاية عند الكلابية والفرق بينهما
السائل : شيخ ما هو الفرق بين العبارة والحكاية...؟ الشيخ : نعم، العبارة يعني معناه أن الله خلق هذه لتعبر عما في نفسه، والحكاية يعني كأنه يعني شيء يعني ما وصل إلى ما في نفس الله عز وجل، ولكنه حكي، كما يقال فلان يحكي فلانا، يعني يضاهيه، كأن هذا المسموع يحكي ما في نفس الله عز وجل، والفرق بينهما يعني جدا دقيق، الفرق دقيق، لكن العبارة أبعد عن كونه كلام الله من القول بأنه حكاية، الحكاية أقرب، لكن كلها أقوال باطلة، نعم؟ هاه؟ السائل : ... الشيخ : أقول العبارة، هاه؟ السائل : ... الشيخ : الثلاثة؟ طيب، الثلاث الأقوال. أولا: قول المعتزلة، يقولون: إن القرآن كلام الله حقيقة، لكنه مخلوق، وأضيف إلى الله إضافة مخلوق إلى خالقه، كما أضيف بيت الله إلى الله وهو مخلوق، وأضيفت ناقة الله إلى الله وهي مخلوقة. الأشعرية يقولون: لا، هذا المصحف ليس كلام الله، بل هو عبارة عنه، واتفق الجميع على أنه أيش؟ على أنه مخلوق، المعتزلة يقولون مخلوق، والأشاعرة يقولون مخلوق اللي هو القرآن. الكلابية أيضا يقولون: إنه مخلوق، وليس هو كلام الله، بل هو حكاية عنه، وكلها أقوال باطلة. نعم، طيب. يقول المؤلف رحمه الله: " هذا وما التالون عمالا به *** إذ استغنوا بقول فلان " يعني: هؤلاء الذين يتلون الكتاب ويصفونه بأنه مخلوق ليتهم اقتصروا على هذا، بل إنهم لا يعملون به، وإنما يعملون بقول فلان وفلان، فجنوا عليه جنايتين، أولا: في أصله، والثانية في تطبيقه. يقول: " إن كان قد جاز الحناجر منهم *** فبقدر ما عقلوا من القرآن " يعني: إن كان القرآن قد جاوز حناجرهم، فإنما يجاوز حناجرهم من القرآن ما عقلوا منه فقط، يعني: أما العمل فالعمل لا، فإنه لا يصل، فهم يشبهون من بعض الوجوه مَن؟ الخوارج، بل مرّ علينا في كلام ابن القيم رحمه الله أنهم أشد من الخوارج، لأن الخوارج إنما يكفرون بالمعاصي، وأهل التعطيل يكفرون باتباع السنة، يقولون: إن المثبتة كلهم كفار، ومرّ علينا أيضا في نفس الفصل هذا أنهم يستحلون دماءهم وقتلهم، فيقول ابن القيم: الخوارج أهون منكم، لأن الخوارج لا يكفرون إلا أهل المعاصي، وأنتم تكفرون أهل التوحيد والإيمان. وثانيا: الخوارج إنما خرجوا على من عصى الله.