( الكلام على علو الله عز وجل ) والله أكبر ذو العلو المطلق الـ***ـمعلوم بالفطرات والايمان
فعلوه من كل وجه ثابت*** فالله أكبر جل ذو السلطان
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله في أذانه وإعلانه بالسنة، يقول: " والله أكبر ذو العلو المطلق *** المعلوم بالفطرات للإنسان " وفي نسخة: " والإيمان ". قوله: ذي العلو المطلق، يعني: الكامل من كل وجه، علو الذات وعلو الصفة، علو القدر والقهر.
( تفسير قوله تعالى:{ ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى }) والله أكبر من رقا فوق الطبا***ق رسوله فدنا من الديان
و إليه قد صعد الرسول حقيقة*** لا تنكروا المعراج بالبهتان
ودنا من الجبار جل جلاله*** ودنا إليه الرب ذو الإحسان
الشيخ :" والله أكبر من رقى فوق الطباق *** رسوله فدنا من الديان " هذا أيضا فيه دليل على علو الله، يا عادل، أن الرسول صلى الله عليه وسلم صعد إلى الله، ودنا منه، يشير إلى قوله تعالى في سورة النجم، يقول: (( علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ))، والصواب في الآية أن قوله (( ثم دنا فتدلى )) يعود إلى جبريل، لأن الله لا يتدلى، بل جبريل كان في الأفق الأعلى، ثم دنا من الرسول عليه الصلاة والسلام وقت الوحي حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبد الله ما أوحى، لكن لا شك أن الرسول قرب من الله، لأنه صعد إلى ما فوق السماوات السبع، ووصل إلى مكان سمع فيه صريف أقلام القضاء تكتب، لم يصل إليه أحد من البشر فيما نعلم، يقول: " *** ودنا إليه الرب ذو الإحسان "
( قول المعطلة أن معراج رسول الله كان خيالا لأنه منام أو كذب لقاعدتهم أن العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد أو لم يعرج إلى الله بل عرج إلى السماء ) والله قد أحصى الذي قد قلتم*** في ذلك المعراج بالميزان قلتم خيالا أو أكاذيبا أو الـ***ـمعراج لم يحصل إلى الرحمن
إذ كان ما فوق السموات العلى *** رب إليه منتهى الإنسان
الشيخ :" والله قد أحصى الذي قد قلتم *** في ذلك المعراج بالميزان " يشير إلى أن هؤلاء القوم أنكروا عروج الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الله، لأنهم ينكرون علو الله، فإذا أنكروا علو الله لزم من ذلك إنكار من يعلو إلى الله، أو إنكار علو من يعلو إلى الله. " قلتم خيالا أو أكاذيبا أو *** المعراج لم يحصل إلى الرحمن " هذه ثلاثة أقوال، خيال ومن ذلك قول من قال: إنه منام، إن الرسول لم يعرج به حقيقة وإنما رأى في المنام. قلتم أكاذيب، وذلك لأن من قاعدتهم أن العقيدة لا تثبت بأخبار الآحاد، مع أن المعراج متواتر، والقرآن قد دل عليه في سورة النجم. قلتم إن الرسول لم يعرج إلى الرحمن، وإنما عرج إلى السماوات، وأما الرحمن فليس فوق السماوات، فالعروج ليس إلى الله، عروج إلى ما فوق السماوات، لكن ليس إلى الله. فهذه ثلاثة أقوال قالوها من أجل إنكار العلو علو الله عز وجل، نسأل الله العافية. " إذ كان " يعني: إذ كان الأمر " ما فوق السماوات العلى *** رب إليه منتهى الإنسان " وإذا لم يكن فوق السماوات رب فعروج الرسول إلى من؟ إلى غير الله، عروجه إلى غير الله، طلع يتفرج على السماوات وعلى ما فيها، ثم رجع.
( من أدلة العلو لله إشارة النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه إلى السماء في الحج، وبيان لغات الأصبع وأنملة ) والله أكبر من أشار رسوله*** حقا إليه بأصبع وبنان في مجمع الحج العظيم بموقف*** دون المعرف موقف الغفران
الشيخ : قال: " والله أكبر من أشار رسوله *** حقا إليه بإصبع وبنان " هذا أيضا من الأدلة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى الله بالإصبع والبنان، أصبع يقولون فيها عشر لغات، وأنملة فيها تسع لغات، وضبطت هذه اللغات في بيت واحد، يعني تسعة عشر لغة في بيت واحد، قال فيه الناظم: " وهمز أنملة ثلث وثالثه *** التسع في أصبع واختم بأصبوع " وعندنا في لغة السيارات إصباع حق البطارية، نعم، لكن الظاهر ما هي لغة، نعم، فهذه عشر لغات في أصبع، وتسع لغات في أنملة، أعيد البيت المرة الثانية والثالثة من أجل تحفظونه. " وهمز أنملة ثلث وثالثه *** التسع في أصبع واختم بأصبوع " عادل؟ خلنا نقولها الثالثة " وهمز أنملة ثلث وثالثه *** التسع في أصبع واختم بأصبوع " الطالب : وهمزة، وهمز الشيخ : همزَ، همزَ الطالب : وهمز أنملة ثلث وثالثه التسع في أصبع الشيخ : التسع الطالب : التسع في أصبع واختم بأصبوع. الشيخ : بأصبوع، تمام. الطالب : ... الشيخ : هاه؟ طيب. " وهمز أنملة ثلث وثالثه *** التسع في أصبع واختم بأصبوع " همز أنملة ثلث، وش معنى ثلث؟ بالحركات الثلاث، فتح كسر وضم، الثالث من أنملة وهي الميم أيضا فيها الحركات الثلاثة، ثلاثة بثلاثة بكم؟ تسع، التسع في أصبع، واختم بأصبوع تكون عشرة، إصبَع إصبِع أصبُع وأُصبَع، وهكذا، ما يغلط الإنسان، أي وجه تقرؤه ما تغلط. طيب، يقول: " والله أكبر من أشار رسوله *** حقا إليه بأصبع وبنان في مجمع الحج العظيم بموقف *** دون المعرف موقف الغفران " هذا لما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم وادي محسر، خطب الناس في وادي محسر، ووادي محسنر ليس هو المعرف، المعرف هو عرفة، لكنه قريب منه، ولهذا قال: " بموقف *** دون المعرف " وقوله: " موقف الغفران " هذا نعت للمعرّف، لا للموقف الذي خطب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم. المهم أنه نزل هناك وخطب خطبة عظيمة بليغة، وقال للناس: ( ألا هل بلغت؟ ) قالوا: نعم، قال: ( اللهم اشهد ) يرفع أصبعه للسماء وينكتها للناس، اللهم اشهد يعني عليهم، قالها ثلاث مرات عليه الصلاة والسلام، يقول: " في مجمع الحج العظيم بموقف *** دون المعرف موقف الغفران "
من قال منكم من أشار بأصبع*** قطعت فعند الله يجتمعان ( يقول المعطلة تقطع يد من أشار إلى السماء للعلو )
الشيخ :" من قال منكم من أشار بأصبع *** قطعت فعند الله يجتمعان " هؤلاء المنكرون للعلو يقولون: من رفع أصبعه إلى السماء مشيرا إلى علو الله وجب قطعها، وعلى هذا فيجب قطع أصبع النبي عليه الصلاة والسلام، لأنه رفعها مشيرا إلى علو الله، يقول ابن القيم: " فعند الله يجتمعان " يوم القيامة يختصمون عند الله، انتبهوا الخلاف بيننا وبين أهل البدع ما هو يروح في الدنيا فقط يوم القيامة نخاصمهم (( إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ))(( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم )) نحاكمهم، ومن المعلوم أن الله لن يجعل لأهل الباطل سبيلا على أهل الحق، (( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )) كذلك أيضا لغير الكافرين ممن هو على باطل لن يجعل الله له حقا على أهل الحق، نعم. " والله أكبر " نعم.
سؤال هل خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في واد محسر أو واد عرنة
السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم. السائل : وادي محسر مش هو اللي بين منى ومزدلفة؟ الشيخ : إيه نعم، أنا قلت وادي محسر؟ السائل : إيه نعم. الشيخ : الصواب وادي عرنة، الصواب وادي عرنة، نعم.
السائل : ... من سمع ... الشيخ : إيه نعم، الكتابة يومية، الكتابة الأزلية التي قبل خلق السماوات هذه كتبت انتهى، لكن في كتابة، الآن مثلا مكتوب عليّ أني أعمل عمل، هذا في الأزل، إذا ... بأني عملته واستحققت الجزاء مثلا، هذه كتابة يومية، نعم. القارئ : " والله أكبر عرشه " الشيخ : والله أكبر ظاهر.
القراءة من قول الناظم: والله أكبر ظاهر ما فوقه..إلى قوله.. أوصاف كاملة بلا نقصان
القارئ : " والله أكبر ظاهر ما فوقه *** شيء وشان الله أعظم شان " الشيخ : وشأن الله. القارئ : " والله أكبر ظاهر ما فوقه *** شيء وشأن الله أعظم شان ولله أكبر عرشه وسع السما *** ءوالأرض " الشيخ : السما*** والأرض القارئ : " ولله أكبر عرشه وسع السما *** والأرض والكرسي ذا الأركان وكذلك الكرسي قد وسع الطبا *** ق السبع والأرضين بالبرهان والرب فوق العرش والكرسي لا *** يخفى عليه خواطر الإنسان لا تحصروه في مكان إذ تقو *** لوا ربنا حقا بكل مكان نزهتموه بجهلكم عن عرشه *** وحصرتموه في مكان ثان لا تَعدِموه " الشيخ : تُعدِموه تُعدِموه القارئ : " لا تُعدِموه بقولكم لا داخل *** فينا ولا هو خارج الأكوان الله أكبر هتكت أستاركم *** وبدت لمن كانت له عينان والله أكبر جل عن شَبَه وعن *** مثل وعن تعطيل ذي كفران " الشيخ : شِبه شِبه القارئ : شِبه؟ الشيخ : إيه نعم. الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : أيش؟ الطالب : ... الشيخ : لا، هتكت أحسن. الطالب : ... الشيخ : الله أكبر هتكت أستاركم. الطالب : ... الشيخ : إيه، لا، الظاهر اللي عندنا أحسن، نعم. " والله أكبر جل عن شبه وعن *** مثل وعن تعطيل ذي كفران والله أكبر من له الأسماء والـ *** أوصاف كاملة بلا نقصان "
والله أكبر ظاهر ما فوقه*** شيء وشأن الله أعظم شان ( معنى اسم الله الظاهر )
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله: " والله أكبر ظاهر ما فوقه *** شيء وشأن الله أعظم شان " هذا مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنت الظاهر فليس فوقك شيء ) يعني العالي. " والله أكبر عرشه وسع السما*** والأرض والكرسي ذي الأركان " إذن فهو أكبر من السماء والأرض والكرسي. " وكذلك الكرسي قد وسع الطباق *** السبع والأراضين بالبرهان " البرهان هو قوله تعالى: (( وسع كرسيه السماوات والأرض )). إذن فعندنا ثلاث أشياء: السماوات والأرض وسعها الكرسي، والكرسي وسعه العرش، فالعرش أكبر الثلاثة، لا يقدر قدره إلا الله عز وجل. " والرب فوق العرش والكرسي *** لا يخفى عليه خواطر الإنسان " فكيف بأفعاله وأقواله؟! إذا كانت خواطرنا لا تخفى على ربنا، فما بالك بأقوالنا وأفعالنا، تكون أولى بالعلم.
( الكلام على العرش والكرسي والسماوات والأرض وبيان علو لله فوق كل شيء ) والله أكبر عرشه وسع السما*** والأرض والكرسي ذا الأركان
وكذلك الكرسي قد وسع الطبا***ق السبع والأرضين بالبرهان
والله فوق العرش والكرسي لا*** يخفى عليه خواطر الإنسان
( إنكار المعطلة لعلو الله ) لا تحصروه في مكان إذ تقو***لوا ربنا حقا بكل مكان
نزهتموه بجهلكم عن عرشه*** وحصرتموه في مكان ثان
لا تعدموه بقولكم لا داخل*** فينا ولا هو خارج الأكوان
الشيخ :" لا تحصروه في مكان إذ *** تقولوا ربنا حقا في كل مكان " وهذا أحد أقوال أهل التعطيل الذين يقولون إن الله بذاته في كل مكان، في المسجد، في الحجرة، في البيت، في السوق، في الحش، في كل مكان، قاتلهم الله، ولا ريب أن من اعتقد في ربه هذا أنه كافر كفرا يخرج به من الملة، لأنه مكذب للنصوص الصريحة الواضحة في علو الله عز وجل، ثم إنه قد تنقص الله غاية التنقص، تنقصه غاية التنقص والعياذ بالله أن جعله في مكان الحشوش، لو خاطب ملكا من الملوك في الدنيا، قال: أنت في الحش، ماذا يقول؟ يعدمه على طول. " لا تحصروه في مكان إذ *** تقولوا ربنا حقا في كل مكان نزهتموه بجهلكم عن عرشه *** وحصرتموه في مكان ثاني " العرش قالوا ما هو على العرش، لكنه في الحش، ليس فوق العرش، لكنه داخل الحش، أعوذ بالله! فهم نزهوه عن العرش، ولكنهم تنقصوه في كونه في كل مكان. " لا تعدموه " يعني: لا تجعلوه معدوما " بقولكم لا داخل *** فينا ولا هو خارج الأكوان " هذا رأي آخر لأهل التعطيل، يقولون: ليس الله داخل العالم ولا خارج العالم، والأولون يقولون: في كل مكان، داخل العالم، في كل مكان، ونحن نقول: ربنا فوق السماوات ولا يخفى عليه شيء من أعمالنا، وليس داخل العالم، بل هو فوق العالم، نعم.
التعليق على قول الناظم: الله أكبر هتكت أستاركم*** وبدت لمن كانت له عينان
الشيخ :" الله أكبر هتكت أستاركم *** وبدت لمن كانت له عينان " هتكت يعني مزقت، الأستار التي تسترون بها وتقولون نحن أهل التنزيه لله هتكت ولله الحمد بما أبانه أهل السنة من الحق.
والله أكبر جل عن شبه وعن*** مثل وعن تعطيل ذي كفران ( الكلام على الممثلة والمعطلة )
الشيخ :" والله أكبر جل عن شِبه وعن *** مثل وعن تعطيل ذي الكفران " أيضا ذكر طائفتين متضادتين. " الله أكبر جل عن شبه وعن *** مثل " خلافا لمن قال بالتمثيل وجل " عن تعطيل ذي الكفران " خلافا لمن نفى الصفات، فالناس طرفان ووسط، أهل التمثيل أثبتوا مع التمثيل، وأهل التعطيل نفوا، وأهل السنة أثبتوا بدون تمثيل، نعم.
التعليق على قول الناظم: والله أكبر من له الأسماء والـ*** أوصاف كاملة بلا نقصان
الشيخ : قال: " والله أكبر من له الأسماء *** والأوصاف كاملة بلا نقصان " لما ذكر أن الله انتفى عنه الشبه والمثل بيّن أنه إنما انتفى عنه الشبه والمثل لكمال أوصافه عز وجل، لا يلحقه أحد في كمال أوصافه وتمامها، نعم.
القراءة من قول الناظم: والله أكبر جل عن ولد وصاحبة..إلى آخر الفصل
القارئ : " والله أكبر جل عن ولد وصا *** حبة وعن كفء وعن أخدان والله أكبر جل عن شَبَه الجما *** " الشيخ : شِبه شِبه. القارئ : " والله أكبر جل عن شِبه الجما *** د كقول ذي التعطيل والكفران هم شبهوه بالجماد وليتهم *** قد شبهوه بكامل ذي شان الله أكبر جل عن شِبه العبا *** د فذان تشبيهان ممتنعان والله أكبر واحد صمد فكـ *** ـل الشأن في صمدية الرحمن نفت الولادةُ والأبوةُ عنه والـ *** كفء الذي هو لازم الإنسان " الشيخ : ... القارئ : سم؟ الشيخ : نفت الولادةَ القارئ : " نفت الولادةَ والأبوةَ عنه والـ *** كفء الذي هو لازم الإنسان وكذاك أثبتت الصفات جميعها *** لله سالمة من النقصان وإليه يصمد كل مخلوق فلا *** صمد سواه عز ذو السلطان لا شيء يشبهه تعالى كيف يشبـ *** ـه خلقه ما ذاك في إمكان " الشيخ : عندنا: في الإمكان. القارئ : أزيد؟ الشيخ : وش عندكم؟ في إمكان، طيب. الطالب : نسخة؟ الشيخ : نسخة. القارئ " لكن ثبوت صفاته وكماله *** وعلوه حقا بلا نكران لا تجعلوا الإثبات تشبيها له *** يا فرقة التشبيه والطغيان " الشيخ : يا فرقة التلبيس، وهي أصح، صححوها التلبيس. القارئ : يا فرقة التلبيس؟ الشيخ : نعم، تلبيس. القارئ : " لا تجعلوا الإثبات تشبيها له *** يا فرقة التلبيسَ والطغيان " الشيخ : التلبيسِ القارئ : " لا تجعلوا الإثبات تشبيها له *** يا فرقة التشبيه والطغيان كم ترتقون بسلم التنزيه للتـ *** ـعطيل ترويجا على العميان فالله أكبر أن يكون صفاته *** " الشيخ : ... القارئ : أن تكون؟ الشيخ : نعم. القارئ : " فالله أكبر أن تكون صفاته *** كصفاتنا جل العظيم الشان هذا هو التشبيه لا إثبات أو *** صاف الكمال فما هما سيان "
والله أكبر جل عن ولد وصا***حبة وعن كفء وعن أخدان ( تنزيه الله عن الولد والزوجة والكف )
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله: " والله أكبر جل عن ولد وصاحبة *** وعن كفء وعن أخدان " جل أي: تنزه وعظم، عن ولد لا ذكر ولا أنثى، وقد قالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله، وقالت المشركون الملائكة بنات الله، والله عز وجل منزه عن هذا كله، وعن كفء أي: مكافئ له في أسمائه وصفاته وأفعاله، وعن أخدان أي: مصاحبة.
( تنزيه الله عن شبه الجماد ) والله أكبر جل عن شبه الجما***د كقول ذي التعطيل والكفران
هم شبهوه بالجماد وليتهم*** قد شبهوه بكامل ذي شأن
الشيخ :" والله أكبر جل عن شبه الجماد *** كقول ذي التعطيل والكفران هم شبهوه بالجماد وليتهم *** قد شبهوه بكامل ذي شان " الله أكبر أيضا جل عن شبه الجماد، وأهل التعطيل شبهوه بالجماد، فقالوا: ليس له سمع، ولا بصر، ولا كلام، ولا فعل، ولا استواء، ولا نزول، فشبهوه بالجماد، ولهذا قال: " الله أكبر جل عن شبه الجماد *** كقول ذي التعطيل والكفران هم شبهوه بالجماد " حيث قالوا: لا يتكلم، ولا يفعل، ولا يسمع، ولا يبصر. " وليتهم *** قد شبهوه بكامل ذي شان " يعني: ليتهم شبهوه بمن يتكلم كالإنسان مثلا الذي فضله الله على كثير ممن خلق تفضيلا، وتمني المؤلف هنا ليس يريد به تمني الكمال، بل هذا الذي تمناه خير من الأول فقط، يعني ليتهم اقتصروا على أن قالوا إنه مثل الإنسان فقط، بل قالوا: إنه مثل الجماد.
الله أكبر جل عن شبه العبا***د فذان تشبيهان ممتنعان ( تنزيه الله عن مشابهة العباد والجماد ) والله أكبر واحد صمد وكـل*** الشأن في صمدية الرحمن ( معنى الصمد ) نفت الولادة والأبوة عنه والـ***كفء الذي هو لازم الإنسان
وكذاك أثبتت الصفات جميعها*** لله سالمة من النقصان
و إليه يصمد كل مخلوق فلا*** صمد سواه عز ذو السلطان
الشيخ : ثم قال: " الله أكبر جل عن شبه العباد *** فذان تشبيهان ممتنعان " ما هما؟ تشبيهه بالجماد وتشبيهه بالعباد الأحياء، منزه عن هذا وهذا. " والله أكبر واحد صمد فكل *** الشأن في صمدية الرحمن " الله أكبر واحد صمد، في القرآن (( قل هو الله أحد الله الصمد )) وفيه (( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )) فهو واحد أحد صمد. " *** والشأن في صمدية الرحمن " كل الشأن في صمدية الرحمن، لأن الصمدية تعني كمال غناه عن خلقه وافتقار خلقه إليه، هذه الصمدية، كمال أيش؟ غناه عن خلقه، وافتقار جميع الخلق إليه، هذه هي الصمدية، ولهذا كانت كل الشأن فيها، يقول: " نفت الولادة " لأنه غني عنها، " والأبوة عنها " لأنه هو الأول الذي ليس قبله شيء، ولو كان له أب لكان محتاجا إليه، والله لا يحتاج إلى أحد. " *** والكفء " لأنه لا أحد يكون مثل الله عز وجل الذي هو لازم الإنسان، الإنسان لابد له من ولادة أبوة أو أمومة، ولابد له من كفء، كل الناس لهم أكفاء. " وكذاك أثبتت الصفات جميعها *** لله سالمة من النقصان " هذا غناه، أما افتقار غيره إليه، فقال: " وإليه يصمد كل مخلوق فلا *** صمد سواه عز ذو السلطان " إذن ما هي الصمدية؟ كمال غنى الله، وافتقار جميع الخلق إليه، هذه الصمدية.
( بيان أن إثبات الصفات لله لا يعني التشبيه بالمخلوق ) لا شيء يشبهه تعالى كيف يشبـ***ـه خلقه ما ذاك في إمكان لكن ثبوت صفاته وكلامه*** وعلوه حقا بلا نكران
الشيخ :" لا شيء يشبهه تعالى كيف *** يشبه خلقه ما ذاك في إمكان " يعني: أن مشابهة الله لخلقه أمر مستحيل لا يمكن. " لكن ثبوت صفاته وكلامه *** وعلوِّه حقا بلا نكران " ويجوز: وعلوُّه عطفا على ثبوت. المعنى: أنه عز وجل لا يشبهه أحد مع ثبوت صفاته، وعلوه على خلقه، وكلامه.
التعليق على قول الناظم: لا تجعلوا الإثبات تشبيها له*** يا فرقة التلبيس والطغيان
كم ترتقون بسلم التنزيه للتـ***ـعطيل ترويجا على العميان
الشيخ :" لا تجعلوا الإثبات تشبيها له *** يا فرقة التلبيس والطغيان " هؤلاء الذين عطلوا الله زعموا أن كل من أثبت لله صفة فهو ايش؟ مشبه، ثم قالوا: وبناء على ذلك لا يجوز أن نثبت لله صفة، لأننا لو أثبتنا لله صفة لوقعنا في التشبيه، فيلبسون على العامة، ويقولون مثلا إذا سمع رجلا يقول: إن لله يدين، صرخ أعوذ بالله، شبهت ألحدت كفرت عبدت صنما، يصرخ بوجهه، إذا سمع العوام وش يقولون؟ يقول: صدق سيدنا ويصفقون وراءه، ولذلك يلبسون على العوام بهذا. " كم ترتقون بسلم التنزيه *** للتعطيل " قوله " للتعطيل " بمعنى إلى، اللام بمعنى إلى، يعني: كم ترتقون بسلم التنزيه إلى التعطيل، تعطلون الله تدعون أنكم تنزهونه، " ترويجا على العميان ".
التعليق على قول الناظم: فالله أكبر أن يكون صفاته*** كصفاتنا جل العظيم الشان
هذا هو التشبيه لا إثبات أو***صاف الكمال فما هما سيان
الشيخ :" فالله أكبر أن تكون صفاته *** كصفاتنا جل العظيم الشان " نعم، هو أكبر عز وجل من أن تكون صفاته كصفاتنا. " هذا هو التشبيه " يعني: أن نجعل صفات الله كصفاتنا. " لا إثبات *** أوصاف الكمال فما هما سيان " صدق، لا يستوي من أثبت لله صفة كمال ومن أثبت لله صفات تماثل صفات المخلوقين، والله أعلم. إذن ما شاء الله كل الفصل هذا كله أذان، ولهذا كلما أراد أن يتكلم عن مسألة قال: الله أكبر.
القراءة من قول الناظم: فصل في تلازم التعطيل والشرك..إلى آخر الفصل
القارئ : " واعلم بأن الشرك والتعطيل مذ *** كانا هما لا شك مصطحبان أبدا فكل معطل هو مشرك *** حتما وهذا واضح التبيان فالعبد مضطر إلى من يكشف الـ *** ـبلوى ويغني فاقة الإنسان وإليه يصمد في الحوائج كلها *** وإليه يفزع طالبا لأمان فإذا انتفت أوصافه وفعاله *** وعلوه من فوق كل مكان فزع العباد إلى سواه وكان ذا *** من جانب التعطيل والنكران فمعطل الأوصاف ذاك معطل التـ *** وحيد حقا ذان تعطيلان قد عطلا بلسان كل الرسل من *** نوح إلى المبعوث بالقرآن والناس في هذا ثلاث طوائف *** ما رابع أبدا بذي إمكان إحدى الطوائف مشرك بإلهه *** فإذا دعاه دعا إلها ثان هذا وثاني هذه الأقسام ذ *** لك جاحد يدعو سوى الرحمن هو جاحد للرب يدعو غيره *** شركا وتعطيلا له قدمان هذا وثالث هذه الأقسام خير ". الشيخ : هاه؟ الطالب : له. الشيخ : أيش؟ الطالب : ... الشيخ : يصح، يأتي في الشرح، نعم. القارئ : " هذا وثالث هذه الأقسام خير الـ *** ـخلق ذاك خلاصة الإنسان يدعو الإله الحق لا يدعو سوا *** ه قط في الأشياء والأكوان يدعوه " الشيخ : عندكم في الأشياء ولا في الأزمان؟ الطالب : ... الشيخ : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : إيه، أنا عندي: في الأزمان والأكوان. الطالب : الأشياء. الشيخ : في الأشياء؟ إيه، نسخة تكون، إيه نعم. القارئ : " يدعوه في الرغبات والرهبات والـ *** ـحالات من سر ومن إعلان توحيده نوعان علمي وقصـ *** ـدي كما قد جرد النوعان في سورة الإخلاص مع تال *** لنصــر " الشيخ : مع تال لنص***ر القارئ : " في سورة الإخلاص مع تال لنصـ *** ـر الله قل يا أيها ببيان ولذاك قد شرعا بسنة فجرنا *** وكذاك سنةِ مغرب طرفان " الشيخ : سنةُ سنةُ القارئ : " ولذاك قد شرعا بسنة فجرنا *** وكذاك سنةُ مغرب طرفان ليكون مفتتح النهار وختمه *** تجريدك التوحيد للديان وكذاك قد شرعا بخاتم وترنا *** ختما لسعي الليل بالآذان وكذاك قد شرعا بركعتي الطوا *** ف وذاك تحقيق لهذا الشان " الشيخ : الله أكبر! القارئ : " فهما إذن أخوان مصطحبان لا *** يتفارقان وليس ينفصلان فمعطل الأوصاف ذو شرك كذا *** ذو الشرك فهو معطل الرحمن أو بعض أوصاف الكمال له فحقـ *** ـق ذا ولا تسرع إلى نكران " الشيخ : النكران عندي.
واعلم بأن الشرك والتعطيل مذ*** كانا هما لا شك مصطحبان ( معنى التلازم ) أبدا فكل معطل هو مشرك*** حتما وهذا واضح التبيان
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. قال المؤلف رحمه الله تعالى: " فصل في تلازم التعطيل والشرك " التلازم يعني جعل الشيء لازما للشيء، وذلك أن الدلالات إما تضمن، أو مطابقة، أو التزام، والشيء إما مستقل وإما لازم، واللازم تابع للملزوم. يقول: " واعلم بأن الشرك والتعطيل مذ *** كانا هما لا شك مصطحبان " يعني: اعلم بأن الشرك والتعطيل مصحطبان، يعني: يصحب أحدهما الآخر. " أبدا فكل معطل هو مشرك *** حتما وهذا واضح التبيان " فالمعطل مشرك، ويقول ابن القيم: حتما، وأن هذا واضح التبيان، ثم شرع يبينه.
( بيان أن العباد يفزعون إلى الله في طلب الغنى وإزالة الفقر والحوائج كلها ) فالعبد مضطر إلى من يكشف الـ***ـبلوى ويغني فاقة الإنسان و إليه يصمد في الحوائج كلها*** و إليه يفزع طالب لأمان
الشيخ : قال: " فالعبد مضطر إلى من يكشف *** البلوى ويغني فاقة الإنسان " إلى من يكشف البلوى، يعني: يزيل الضر، ويغني فاقة الإنسان، يعني: يجلب النفع، كل إنسان مضطر إلى من يدفع عنه الشر، ويجلب له الخير. " وإليه يصمد في الحوائج كلها *** " يصمد يعني: يميل وينيب. " في الحوائج كلها *** وإليه يفزع طالبا لأمان " طالبا لأمان عند الخوف، أليس كذلك؟ كل العباد يفزعون إلى الله في هذا، في طلب الغناء، في إزالة الفقر، في الحوائج كلها.
( هذا وجه التلازم فإذا انتفت صفات الله فالعباد يفزعون إلى غيره وهذا هو الشرك والمشرك ) فإذا انتفت أوصافه وفعاله*** وعلوه من فوق كل مكان فزع العباد إلى سواه وكان ذا*** من جانب التعطيل والنكران
الشيخ :" فإذا انتفت أوصافه وفعاله *** وعلوه من فوق كل مكان فزع العباد إلى سواه " هذا وجه التلازم، إذا انتفت أوصاف الله، وكان ليس سميعا، ولا بصيرا، ولا غنيا، ولا حميدا، ولا غير ذلك من الصفات، فإلى من يفزعون؟ إلى غير الله، يفزعون إلى من يحقق لهم المطالب، وحينئذٍ يكونون مشركين. من لازم اعتقاد انتفاء الصفات عن الله .. الخلق إلى غير الله، وحينئذ يكونون مشركين، قال: " فزع العباد إلى سواه وكان ذا *** من .. التعطيل والنكران " يعني: بسبب التعطيل والنكران.
الشيخ :" فمعطل الأوصاف ذاك معطل *** التوحيد حقا ذان توحيدان " معطل الأوصاف لا شك أنه معطل للتوحيد، والممثل وممثل الأوصاف .. معطل للتوحيد، .. مشرك لا شك، الذي يقول: إن عيسى كالرب مشرك، والذي .. صفات الله كصفات غيره مشرك، المعطل هو أيضا مشرك، لأن .. تحتاجون إلى من يكشف عنه السوء ويجلب لهم الخير، وإذا انتفت أوصاف الله عز وجل ..، وكيف لا يتصف بصفة، لا يمكن، إذن يذهبون إلى غيره، ويعلقون آمالهم بغيره فيشركون. " فمعطل الأوصاف ذاك معطل *** التوحيد حقا ذان تعطيلان " ما هما؟ تعطيل الأوصاف ، وتعطيل التوحيد.
التعليق على قول الناظم: قد عطلا بلسان كل الرسل من*** نوح إلى المبعوث بالقرآن
الشيخ :" قد عطلا بلسان كل الرسل من *** .. إلى المبعوث بالقرآن " يعني: هذا التعطيل كان من عهد نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ونوح أول الرسل، ومحمد خاتمهم.
( بيان أقسام الناس ثلاثة مشرك ومعطل وموحد ) والناس في هذا ثلاث طوائف*** ما رابع بذي إمكان إحدى الطوائف مشرك بإلهه*** فإذا دعاه دعا إلها ثان
هذا وثاني هذه الأقسام ذا*** لك جاحد يدعو سوى الرحمن
هو جاحد للرب يدعو غيره*** شركا وتعطيلا له قدمان
الشيخ :" والناس في هذا ثلاث طوائف *** ما رابع أبدا بذي إمكان إحدى الطوائف مشرك بإلهه *** فإذا دعاه دعا إلها ثان " .. يدعون اللات والعزى ومناة ..، ولكل قوم صنمهم، يدعون .. ولا يدعون الله. " هذا وثاني هذه الأقسام *** ذلك جاحد يدعو سوى الرحمن " .. لا يدعو إلا إلها واحدا، لكنه قد جحد الله رب العالمين، وصار يدعو غيره، في الآن أمم لا تعرف الله، وإنما تعرف زعماءها، فتدعو زعماءها، أليس كذلك؟ البوذيون من يعبدون؟ يعبدون بوذا، ولا يعرفون الله إطلاقا، هؤلاء جاحدون، يعبدون غير الله، وهي ثاني الأقسام. " هو جاحد للرب يدعو غيره *** شركا وتعطيلا له قدمان " يعني: أن الشرك والتعطيل له بمنزلة القدمين، يسير عليهما والعياذ بالله، وبئست القدمان، فهذا الثاني. الأول مشرك يدعو إلهين، والثاني جاحد يدعو إلها واحدا مَن هو؟ يدعو غير الله.
( القسم الثالث من الناس وهو الموحد خير الأقسام ) هذا وثالث هذه الأقسام خير الـ***ـخلق ذاك وخلاصة الإنسان
يدعو الإله الحق لا يدعو سوا*** قط في الأشياء والأكوان
يدعوه في الرغبات والرهبات والـ***ـحالات من سر ومن إعلان
الشيخ :" هذا وثالث هذه الأقسام خير *** الخلق ذاك خلاصة الإنسان يدعو الإله الحق لا يدعو سواه *** قط في الأشياء والأزمان " وعندي: في الأزمان والأكوان. الطالب : في الأشياء والأكوان. الشيخ : نعم؟ الطالب : في الأشياء والأكوان. الشيخ : أيش؟ الطالب : الأشياء والأكوان الشيخ : في نسختين، في الأشياء والأكوان، وفي الأزمان والأكوان، يعني الأشياء والأزمان متبادلات. يقول: " يدعوه في الرغبات والرهبات *** " يدعوه في الرغبات، يعني: فيما يرغبه من الخير، وفي الرهبات فيما يرهب منه من الشر. " *** والحالات " يعني: جميع الأحوال " من سر ومن إعلان " هذا الثالث، فصار الناس ثلاثة أقسام أو ثلاث طوائف: من يشرك بالله، ومن يوحد غيره، ومن يوحد الله.
الكلام على الملحد وهذا ليس له إله ولهذا لم يذكره الناظم
الشيخ : فيه رابع لكنه لا عبادة له أصلا، وهو الملحد الذي لا يعبد أحدا، لكن مراد المؤلف من يعبد الله أو من يعبد شيئا، مراده من يعبد شيئا، فالذين لهم معبود لا يخرجون عن هذه الطوائف الثلاث: من يوحد الله، نعم، من يوحد غيره، من يشرك به، نعم، ثم انتقل المؤلف استطرادا إلى التوحيد.
توحيده نوعان علمي وقصـ***ـدي كما قد جرد النوعان ( أنواع توحيد الله قسمان توحيد علمي وتوحيد قصدي )
الشيخ :" توحيده نوعان " يعني: توحيد الله عز وجل نوعان " علمي وقصدي *** كما قد جرد النوعان " يعني: توحيد الله عز وجل علمي، وهو توحيده بأوصافه وأفعاله، وقصدي وهو توحيده بالإرادة، يعني بالعبادة لا تقصد غيره، فما وصف الله به نفسه هذا يسمى توحيدا علميا اعتقاديا، وما أمر الله به من العبادة وقصدناه به فهو قصدي، نعم، يقول: " علمي وقصدي *** كما قد جرد النوعان "
في سورة الإخلاص مع تال لنصـ***ـر الله قل يا أيها ببيان ( لماذا سميت سورة الإخلاص بهذا الإسم والكلام على جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الإخلاص والكافرون في أربعة مواطن )
الشيخ :" في سورة الإخلاص " وهي (( قل هو الله أحد ))، وسميت بذلك لأنها تخلص قارئها من الشرك، ولأن الله أخلصها لنفسه فليس فيها سوى ما يتعلق بأسمائه وصفاته. " مع تال لنصر *** الله قل يا أيها ببيان " رحمه الله، يعني مع السورة التي تتلو: إذا جاء نصر الله والفتح، وما هي؟ (( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون )). الطالب : ... الشيخ : نعم؟ الطالب : ... الشيخ : إيه نعم أيهما الأولى؟ الطالب : (( قل يا أيها الكافرون )) الشيخ :" مع تال لنصر *** الله " الصحيح أنها مع متلو. الطالب : هاه؟ الطالب : ... الشيخ : لا ما هي بصعود، القرآن يقرأ نزولا. المهم أنه بينها المؤلف بقوله: " قل يا أيها " لأن اللي بعد النصر تبت، التالي للنصر تبت، ما هي يا أيها، فبين رحمه الله أن التالي على ما قلتم بالعكس، يعني أنه يكون بدأ القرآن من آخره، فإذا بدأ القرآن من آخره صار الذي يتلو سورة النصر (( قل يا أيها الكافرون )). (( قل يا أيها الكافرون )) فيها التوحيد القصدي العملي، لأنه يقول: (( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون )) فهذا توحيد القصد.
( بيان ما يسن قراءته في سنة الفجر وسنة المغرب وبيان الموطن الأول والثاني الذي تسن فيه قراءة السورتين )
ولذاك قد شرعا بسنة فجرنا*** وكذاك سنة مغرب طرفان ليكون مفتتح النهار وختمه*** تجريدك التوحيد للديان
الشيخ : يقول رحمه الله: " ولذاك قد شرعا بسنة فجرنا *** " شرعا أي: (( قل يا أيها الكافرون )) و (( قل هو الله أحد )) يعني: شرعت قرائتهما في سنة الفجر، وهل يسن قراءة غيرهما؟ هاه؟ (( قولوا آمنا بالله )) في الأولى (( وقل يا أهل الكتاب تعالوا )) في الثانية، إذن سنتان (( قل يا أيها الكافرون )) و(( قل هو الله أحد )) أو (( قولوا آمنا بالله )) الذي في سورة البقرة، (( وقل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة )) في سورة آل عمران. " *** وكذاك سنة مغرب " يعني: يشرع أيضا في سنة المغرب أن تقرأ في الركعة الأولى (( قل يا أيها الكافرون )) وفي الثانية (( قل هو الله أحد )). " طرفان " الأولى في طرف النهار، والثانية في طرف النهار أيضا آخره. " ليكون مفتتح النهار وختمه *** تجريدك التوحيد للديان "
وكذاك قد شرعا بخاتم وترنا***ختما لسعي الليل بالآذان ( بيان الموطن الثالث الذي تسن فيه قراءة السورتين )
الشيخ :" وكذاك قد شرعا بخاتم وترنا *** ختما لسعي الليل بالأذان " ختما لسعي الليل، يعني: لعمل الليل، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا ). إذن ختمت صلاة النهار المغرب سنة المغرب بهما، وأول النهار سنة الفجر بهما، وآخر الليل الوتر يقرأ في الركعة الثانية: (( قل يا أيها الكافرون ))، والثالثة (( قل هو الله أحد ))، نعم.
وكذاك قد شرعا بركعتي الطوا***ف وذاك تحقيق لهذا الشان ( بيان الموطن الرابع الذي تسن فيه قراءة السورتين )
الشيخ :" وكذاك قد شرعا بركعتي الطواف *** " يعني: ركعتي الطواف يقرأ فيهما (( قل يا أيها الكافرون ))(( قل هو الله أحد ))، " تحقيقا لهذا الشان " هاه؟ نعم. " *** وذاك تحقيق لهذا الشان " أي: للتوحيد. الطالب : ... الشيخ : نعم؟ تحقيقا بالنصب، طيب. إذن (( قل يا أيها الكافرون )) و(( قل هو الله أحد )) تسن في أربعة أنواع من السنن. الطالب : سنة الفجر. الشيخ : سنة الفجر. الطالب : سنة المغرب. الشيخ : سنة المغرب الطالب : ... الشيخ : سنة الوتر. الطالب : الطواف. الشيخ : سنة الطواف، طيب. " فهما إذن أخوان مصطحبان *** لا يتفارقان وليس ينفصلان " يعني: سورتي الإخلاص دائما مصطحبتان، لأن الأولى فيها التوحيد القصدي، والثانية (( قل هو الله أحد )) فيها التوحيد العلمي الخبري، نعم. قال: " فمعطل الأوصاف ذو شرك كذا *** ذو الشرك فهو معطل الرحمن " المشرك في العبادة التي تتضمن إخلاص العبادة (( قل يا أيها الكافرون )) مشرك.