لا يلهينك منزل لعبت به*** أيدي البلى من سالف الأزمان ( الحذر من فتنة الدنيا )
" لا يلهينك منزل لعبت به أيدي *** البلا من سالف الأزمان "
ويعني بهذا المنزل الدنيا، الدنيا لا تلهيك عن الآخرة، لعبت به أيدي البلا، البلا يعني الفنا والتلف، لعبت به من سالف الأزمان، أي: مما مضى، فأنت إنما ترك الناس لك الدنيا بعد أن غادروها، وبعد أن أفسدوها وأفسدتهم، ولم يبق إلا الحثالة.
فلقد ترحل عنه كل مسرة*** وتبدلت بالهم والأحزان ( أن الدنيا لا تبقى بالأفراح بل يتخللها الأحزان والهم بخلاف الجنة )
يعني: أن هذه الدنيا لا تدوم مسراتها، بل تتبدل بالأحزان، يقول الشاعر:
" فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسر "
ويقول الآخر:
" لا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم "
وصدقا الأول والثاني، لا تكاد يمر بك يومان وأنت مسرور لم ينغصك شيء، إما من خاصة نفسك، أو من أهلك، أو من أصحابك، أو من المجتمع، لابد كل إنسان حي، قلبه حي لابد أن ينال هذا.
أيضا لو فرض أن الإنسان في أطيب ما يكون من العيش، وأبعد ما يكون عن المشاكل فهو إذا فكر ساعة: ما المآل؟ المآل أحد أمرين: إما موت، أو هرم، إن مت فقد فت، وإن هرمت فقد تعبت أنت وأتعبت، ولهذا تجد أن الهرم الذي يصل إلى حد الهذيان يمل منه أهله، يضعونه في زاوية من البيت يتكلم ويصيح ما يأتيه أحد، أهله اللي هم أهله.
" فلا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم " الدنيا هذه مآلها.
" فقلد ترحل عنه كل مسرة *** وتبدلت بالهم والأحزان "
2 - فلقد ترحل عنه كل مسرة*** وتبدلت بالهم والأحزان ( أن الدنيا لا تبقى بالأفراح بل يتخللها الأحزان والهم بخلاف الجنة ) أستمع حفظ
سجن يضيق بصاحب الإيمان لـ***ـكن جنة المأوى لذي الكفران ( أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وذكر قصة وقعت بين الحافظ ابن حجر ويهودي )
سجن يضيق بصاحب الإيمان، صحيح، المؤمن سجنه الدنيا، لوجهين:
الوجه الأول: أنه لا يرى فيها ما يسره من حيث الإيمان والعمل الصالح، إلا نادرا.
الوجه الثاني: أنه يرتقب دارا أنعم وأكمل وأطيب من هذه الدنيا، أليس كذلك؟ نعم، يقول الله تعالى: (( الذين توفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة )) في حال الموت يتوفون طيبين، اللهم اجعلنا منهم، وتقول لهم الملائكة: سلام عليكم ادخلوا الجنة الآن، ولهذا إذا وضع الإنسان في قبره وسئل انفتح له أبواب إلى الجنة، فالدنيا سجن المؤمن لا شك، وهي يقول:
" *** لكن جنة المأوى لذي الكفران "
يعني: الدنيا جنة للكافر، جنة لأنها بالنسبة لما يلقاه من العذاب نعم، جنة، ولأن الكافر لا يتقيد بشيء، كل شيء حلال، يزني ويسرق، ويشرب الخمر، ويلبس الحرير، وكل شيء، منعم نفسه، فهي له جنة، ولكن للمؤمن سجن.
يقال: إن قاضي القضاة كما يصفونه، ابن حجر رحمه الله كان قاضي القضاة في مصر، وكان إذا أتى من بيته إلى العمل، أو ذهب يمينا وشمالا يركب العربة، العربة في ذلك الوقت بمنزلة سيارة الكاديلاك عندنا، نعم، أعلى شيء، سيارة العربة تجره البغال أو الخيل ويحيط الناس به، فمرّ ذات يوم برجل زيَّات من اليهود، يهودي زيات يبيع الزيت، كل ثيابه مدنسة بالزيت وسخة، فأوقفه، اليهودي أوقف الحافظ بن حجر، قال: تعال، إن نبيكم يقول: ( إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) وأنت الآن فيما أنت فيه من النعيم في الدنيا، وهو اليهودي فيما هو فيه من العذاب، عذاب، زيات، قال: " نعم، صدق رسول الله، ما أنعم به من الدنيا هو بالنسبة لنعيم الآخرة سجن، وما أنت فيه من البؤس في الدنيا هو بالنسبة لعذاب الآخرة نعيم " قال: صحيح؟ قال: نعم. قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، نعم، سبحان الله! وهذا هو الحق، الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، نعم.
3 - سجن يضيق بصاحب الإيمان لـ***ـكن جنة المأوى لذي الكفران ( أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وذكر قصة وقعت بين الحافظ ابن حجر ويهودي ) أستمع حفظ
سكانها أهل الجهالة والبطا***لة والسفاهة أنجس السكان ( وصف سكان الدنيا الذين آثروها على الآخرة )
" أهل الجهالة والبطالة *** والسفاهة أنجس السكان "
الله يعفو، هو يأخذ بالعموم دائما، سكان الدنيا يقول: أهل الجهالة، ليس عندهم علم، أهل البطالة ليس عندهم عمل، أهل السفاهة ليس عندهم حكمة، سفهاء، أنجس السكان ليس فيهم طهارة، رحمه الله، لكن لعله يريد سكانها الذين آثروها على الأخرة، ويجب أن يكون هذا المراد، لأنه لا يرد سكان الدنيا، سكان الدنيا فيها الأنبياء فيها الصديقون فيها الشهداء فيها الصالحون، لكن يريد سكانها الذين آثروها على الآخرة، لا شك.
4 - سكانها أهل الجهالة والبطا***لة والسفاهة أنجس السكان ( وصف سكان الدنيا الذين آثروها على الآخرة ) أستمع حفظ
وألذهم عيشا فأجهلهم لحق ***اللـه ثم حقائق القرآن ( وصف سكان الدنيا الذين آثروا الآخرة على الدنيا )
هذا ألذهم عيشا، الجاهل بالله وبحقائق الإيمان هذا ألذهم، لأنه ميت القلب، قلبه ميت، لا يبحث في أسماء الله، ولا في صفات الله، ولا في أحكام الله، ولا في الإيمان، ولا في الأعمال، بهيمة، بل هو أضل من البهيمة.نعم.
5 - وألذهم عيشا فأجهلهم لحق ***اللـه ثم حقائق القرآن ( وصف سكان الدنيا الذين آثروا الآخرة على الدنيا ) أستمع حفظ
سؤال غير واضح
الشيخ : عمل الجاهل
الطالب : ...
الشيخ : لا، ما هم علماء، العلماء على اسمهم علماء، يعملون للآخرة وهم يعلمونها، لكنهم يجهلون حقائقها، حقائق الآخرة ما هي معلومة لنا، إيه. نعم.
سؤال هل الحياة الطيبة في الدنيا تقتضي كثرة المال والأولاد
الشيخ : إيه نعم، صحيح، الحياة الطيبة لا تقتضي كثرة المال، ولا كثرة الأولاد، ولا القصور المشيدة، الطيبة ما طاب عيش صاحبها ولو كان أفقر الناس، ولهذا لم يقل الله عز وجل من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنرزقنه نكثر أولاده نكثر ماله، نحسن مسكنه، قال: (( حياة طيبة )) ولهذا أحيانا تجد المؤمن التقي ولو كان من أفقر عباد الله تجده من أطيب الناس قلبا، إيه.
سؤال هل يجوز أن يتخذ الرجل خليلا له غير النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : أما نحن فنسأل الله أن يجعلنا متخذين محمدا خليلا لنا، يعني: نحن نجعل للرسول خليلا، لكن كون بعضنا بعضا يجعل نفسه خليلا في هذا نظر، لأني أخشى أن تتطور هذه الخلة حتى تكون محبة مع الله، وإذا كانت محبة مع الله أعاذنا الله وإياكم من ذلك صارت نوعا من الشرك، يحبونهم كحب الله، فالإنسان يجب عليه أنه يضبط نفسه في هذه المسائل، ولا يتخذ خليلا إلا محمدا صلى الله عليه وسلم من البشر ومن اتخذه الله خليلا، ولهذا يقول أبو هريرة: ( سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا )، نعم.
القراءة من قول الناظم: عمرت بهم هذي الديار وأقفرت..إلى آخر الفصل
قد آثروا الدنيا ولذة عيشها "
الشيخ : هذا إذن ما فسرنا به كلامه صحيح، أن مراده بأهل الدنيا بسكانها، مراده بقوله: " سكانها " يعني: الذين آثروها على الآخرة، نعم.
القارئ : " قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ *** ـفاني على الجنات والرضوان
صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم *** ورضوا بكل مذلة وهوان
كدحا وكدا لا يفتر عنهم *** ما فيه من غم ومن أحزان
والله لو شاهدت هاتيك الصدو *** ر رأيتها كمراجل النيران ".
الشيخ : الله أكبر!
القارئ : " ووقودها الشهوات والحسرات والـ *** آلام لا تخبو مدى الأزمان
أبدانهم أجداث هاتيك النفو *** س اللاء قد قبرت مع الأبدان
أرواحهم في وحشة وجسومهم *** في كدها لا في رضا الرحمن "
الشيخ : عندنا: في كدحها.
القارئ : سم؟
الشيخ : في كدحها يعني نسخة ثانية، كدحها.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، هذه نسخة ثانية، لأن الوزن لا يختلف وكذلك المعنى.
القارئ : " أرواحهم في وحشة وجسومهم *** في كدحها لا في رضا الرحمن
هربوا من الرق الذي خلقوا له *** فبلوا برق النفس والشيطان
لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم *** فقد ارتضوا بالذل والحرمان
لو ساوت الدنيا جناح بعوضة *** لم يسق منها الرب ذا الكفران
لكنها والله أحقر عنده *** من ذا الجناح القاصر الطيران
ولقد تولت بعد عن أصحابها *** فالسعد منها حل بالدبران
لا يرتجى منها الوفاء لصبها *** أين الوفا من غادر خوان
طبعت على كدر فكيف ينالها *** صفوا أهذا قط في الإمكان
يا عاشق الدنيا تأهب للذي *** قد ناله العشاق كل زمان
أو ما سمعت بل رأيت مصارع الـ *** ـعشاق من شَيب "
الشيخ : شِيب شِيب
القارئ : " أو ما سمعت بل رأيت مصارع الـ *** ـعشاق من شيب ومن شبان ".
التعليق على قول الناظم: عمرت بهم هذي الديار وأقفرت*** منهم ربوع العلم والايمان قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ***ـفاني على الجنات والرضوان
" عمَرَت بهم هذه الديار وأقفرت *** منهم ربوع العلم والإيمان "
عمرت بهم، أي: بسكان الدنيا الذين آثروها على الآخرة.
" عمَرَت بهم هذه الديار وأقفرت *** منهم ربوع العلم والإيمان
قد آثروا الدنيا ولذة عيشها *** الفاني على الجنات والرضوان "
ولذلك لا يهمهم العمل الصالح ولا الإيمان، وإنما يهمهم لذاتهم في هذه الدنيا.
10 - التعليق على قول الناظم: عمرت بهم هذي الديار وأقفرت*** منهم ربوع العلم والايمان قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ***ـفاني على الجنات والرضوان أستمع حفظ
( الرد على من كان مدمنا على الفسق وإذا نصح أجاب بآيات الرجاء ) صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم*** ورضوا بكل مذلة وهوان كدحا وكدا لا يفتر عنهم*** ما فيه من غم ومن أحزان
يعني: أنهم عاشوا على الأماني، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) ومن ذلك أن منهم من إذا نصحته، وقلت له: اتق الله أدِّ ما عليك، قال: الله غفور رحيم، أو تلا عليك هذه الآية: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))، وكأنه لم يفهم قوله لمن يشاء، لأننا نقول له: ما الذي أعلمك أنت أنك ممن شاء الله أن يغفر له؟ إن الله لم يقل ويغفر ما دون ذلك فقط، كنا نقول نعم افعل ما شئت إلا الشرك، لكن قال: (( يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) حسب ما تقتضيه حكمته، ولست أنت على جزم بأنك ممن يغفر له، فأنت متمن على الله الأماني.
الطالب : ...
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : لا، مذلة، غلط غلط، إيه.
" *** ورضوا بكل مذلة وهوان
كدحا وكدا لا يفتر عنهم *** ما فيه من غم ومن أحزان "
يعني: أنهم يكدحون يعملون ويكدون ويتعبون أنفسهم، ومع ذلك قلوبهم مملوءة من الغم والحزن.
11 - ( الرد على من كان مدمنا على الفسق وإذا نصح أجاب بآيات الرجاء ) صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم*** ورضوا بكل مذلة وهوان كدحا وكدا لا يفتر عنهم*** ما فيه من غم ومن أحزان أستمع حفظ
والله لو شاهدت هاتيك الصدو***ر رأيتها كمراجل النيران ( معنى المرجل بيان حال قلوب الكفار والفساق في الدنيا )
المرجل القِدر على النار موقد، تسمع له أزيزا وصوتا، فقلوبهم والعياذ بالله مثل مراجل النيران، مما فيها من الحر والغم والهم، ولذلك نحن نقول: هؤلاء الكفرة من الغربيين وغير الغربيين لا تظنوا أنهم في نعيم، والله إنهم في جحيم، قلوبهم الآن ملأى من الجحيم، مهما زانت لهم الدنيا فهم في جحيم، لكن يغروننا بما يدعون أنهم فيه من النعيم، ونظن أن هذا حقيقة، يقول:
" والله لو شاهدت هاتيك الصدور *** رأيتها مراجل النيران "
12 - والله لو شاهدت هاتيك الصدو***ر رأيتها كمراجل النيران ( معنى المرجل بيان حال قلوب الكفار والفساق في الدنيا ) أستمع حفظ
( بيان حال أبدان الكفار والفساق في الدنيا ) ووقودها الشهوات والحسرات والـ***آلام لا تخبو مدى الأزمان أبدانهم أجداث هاتيك النفو***س اللاء قد قبرت مع الأبدان
وقودها يعني: الذي توقد به هذه الأنواع: شهوات، حسرات، حسرات على أيش؟ على ما فاتهم من الدنيا، كل واحد منهم يريد أن يكون مثل الثاني، إذا فاته هذا الثاني ازداد هما وغما وحسرة، والآلام القلبية والبدنية، لا تخبوا مدى الأزمان.
" أبدانهم أجداث هاتيك النفوس *** اللائي قد قبرت مع الأبدان " أبدانهم أجداث، يعني: قبور.
" هاتيك النفوس *** " الأرواح الخبيثة التي ليس عندها إلا الهموم والأحزان، فأبدانهم هي قبور هذه الأرواح.
13 - ( بيان حال أبدان الكفار والفساق في الدنيا ) ووقودها الشهوات والحسرات والـ***آلام لا تخبو مدى الأزمان أبدانهم أجداث هاتيك النفو***س اللاء قد قبرت مع الأبدان أستمع حفظ
أرواحهم في وحشة وجسومهم*** في كدحها لا في رضا الرحمن ( بيان حال أرواح الكفار والفساق في الدنيا )
أو
" *** في كدحها لا في رضا الرحمن "
أرواحهم في وحشة، لأنها لم تأنس بالله عز وجل، ولم تأنس بما ترجوه من رحمته، فهي في وحشة من الله، وفي وحشة من عباد الله، ولهذا قس نفسك الآن، إذا فعلت معصية تجد أنك تستوحش من الناس، وكأن الناس يقرؤونها على صفحات وجهك، فتجد أنك لو الناس ما علموا عنك، حتى لو كنت في بيت مظلم لا يعلم بك أحد، إذا فعلت معصية فإنك تخجل من الناس، وكأنك إذا شاهدتهم كأنما تقول إنهم يقرؤونها في جبينك، فهم والعياذ بالله أجسامهم في وحشة، نعم.
" أرواحهم في وحشة وجسومهم *** في كدحها لا في رضا الرحمن ".
14 - أرواحهم في وحشة وجسومهم*** في كدحها لا في رضا الرحمن ( بيان حال أرواح الكفار والفساق في الدنيا ) أستمع حفظ
( أعرضوا عن عبودية الله فصاروا عبادا للنفس والشيطان ) هربوا من الرق الذي خلقوا له*** فبلو برق النفس والشيطان لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم*** فقد ارتضوا بالذل والحرمان
هذا البيت لو كتب بماء الذهب لكان رخيصا، هربوا من الرق الذي خلقوا له، ما هو الرق الذي خلقنا له؟ الرق لله عز وجل، أن نكون عبيدا له، ونسأل الله أن يجعلنا عبيدا له.
" *** وبلوا برق النفس والشيطان "
صاروا عبيدا لنفوسهم وللشيطان (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) هربوا من الرق الذي يعتبر حرية لهم، وهو عبودية الله، إلى رق الشيطان الذي هو الذل والخسارة في الدنيا والآخرة.
" لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم *** فقد ارتضوا بالذل والحرمان "
نعم، العاقل لا يرضى بما رضيه هؤلاء لنفوسهم، وإنما يرضى بما رضيه الرسل وأتباعهم، جعلنا الله وإياكم منهم.
15 - ( أعرضوا عن عبودية الله فصاروا عبادا للنفس والشيطان ) هربوا من الرق الذي خلقوا له*** فبلو برق النفس والشيطان لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم*** فقد ارتضوا بالذل والحرمان أستمع حفظ
( بيان حقارة الدنيا عند الله ) لو ساوت الدنيا جناح بعوضة*** لم يسق منها الرب ذا الكفران لكنها والله أحقر عنده*** من ذا الجناح القاصر الطيران
كما جاء في الحديث: ( لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء ) لأن الكافر ليس أهلها، مع أن الله ينعم الكافر في الدنيا، لأنها ليست شيء عند الله.
" لكنها والله أحقر عنده *** من ذا الجناح القاصر الطيران "
أحقر عند الله من جناح البعوضة، نعم، ولهذا تجد إذا صلى الإنسان ركعتي الفجر صار ذلك خيرا من الدنيا وما فيها، كل الدنيا منذ خلقت إلى أن تفنى، هاتان الركعتان خير منها، كم تستوعب الركعتان من الزمن؟ خمس دقائق بوضوؤها بالوضوء، خمس دقائق تساوي الدنيا كلها من أولها إلى آخرها، إذن الدنيا لا تساوي شيئا عند الله عز وجل.
16 - ( بيان حقارة الدنيا عند الله ) لو ساوت الدنيا جناح بعوضة*** لم يسق منها الرب ذا الكفران لكنها والله أحقر عنده*** من ذا الجناح القاصر الطيران أستمع حفظ
( ذكر بيتين كان ينشدهما شيخ الإسلام في حال الدنيا ) ولقد تولت بعد عن أصحابها*** فالسعد منها حل في الدبران لا يرتجي منها الوفاء لصبها*** أين الوفا من غادر خوان طبعت على كدر فكيف ينالها***صفو أهذا قط في الإمكان
تولت عن أصحابها حقيقة أو حكما، حقيقة .. لا أنا أقول: كله، حقيقة إذا كان صاحبها فقيرا، عندنا لما كنا صغارا نضرب مثل، إذا صار الإنسان ما ... قالوا: هذا مثل فقير النصارى لا دنيا ولا دين، نعم، فهي تولت عن أصحابها حقيقة إذا كانوا لم ينعموا فيها، أو حكما إذا كانوا قد نعموا فيها، لأنهم سيفارقون هذا النعيم عن قرب، طيب.
" لا يرتجى منها الوفاء لصبها *** " صبها، أي: محبها.
" *** أين الوفا من غادر خوان "
الجواب: لا يوجد، الغادر الخوان لا يمكن أن يفي لك.
" طبعت على كدر فكيف ينالها *** صفو أهذا قط في الإمكان "
الجواب لا، ما دام طبعت طبيعتها الكدر كيف تصفو؟! وكان شيخ الإسلام رحمه الله يتمثل كثيرا بهذين البيتين:
" طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار "
بيتان عظيمان يسلي بها الإنسان نفسه. نعم؟
يقول:
" طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار "
اللي يتطلب في الماء جذوة نار أيش؟ ما يمكن، ما يصير، حتى جذوة النار في الماء تنطفئ، ما تبقى أبدا.
يقول صاحب الفروع رحمه الله: "و كان شيخنا يتمثل بهذين البيتين كثيرا ". شيخه من؟ ابن تيمية رحمه الله، ولقد نال من الكدر، نعم، ما لم ينله أحد من الناس إلا قليلا، لكن هذا الكدر الذي ناله رحمه الله صار صفوا، صار إماما للناس إلى اليوم، إلى اليوم والناس يقتدون به، ويقولون بأقواله، رحمه الله وألحقنا وإياكم به وبالصالحين. يقول:
" طبعت على كدر فكيف ينالها *** صفو أهذا قط في الإمكان "
17 - ( ذكر بيتين كان ينشدهما شيخ الإسلام في حال الدنيا ) ولقد تولت بعد عن أصحابها*** فالسعد منها حل في الدبران لا يرتجي منها الوفاء لصبها*** أين الوفا من غادر خوان طبعت على كدر فكيف ينالها***صفو أهذا قط في الإمكان أستمع حفظ
( التأهب للموت والعمل له ) يا عاشق الدنيا تأهب للذي*** قد ناله العشاق كل زمان أو ما سمعت بل رأيت مصارع الـ*** ـعشاق من شيب ومن شبان
ما هو؟ الموت، تأهب له، لو بقيت ما بقيت الدنيا فالرحيل.
" أو ما سمعت بل رأيت مصارع *** العشاق من شيب ومن شبان "
الجواب؟ أو ما رأيت؟ بلى ولا لأ؟ بلى، رأينا، رأينا الدنيا يموت فيها الشايب، ويموت فيها الشباب، ويموت فيها الكهول، ويموت فيها الأغنياء، ويموت فيها الفقراء، وليست شيئا مقررا أن الناس يصلون إلى حد معين من العمر، تجد الرجل يدفن أولاده وأولاد أولاده ويبقى حيا، أو بالعكس، وهذا شيء مشاهد، ولهذا لما قال:
" أو ما سمعت " قال: " بل رأيت "
والرؤية أبلغ من السماع، وصدق، نحن نرى ونسمع مصارع الناس من شيب ومن شبان، وأنهم لن يبقوا في هذه الدنيا، أحسن الله لنا ولكم الخاتمة.
الطالب : ... الذي يقول أعلى درجات الحب ...
الشيخ : أعلى درجات الحب الخلة.
الطالب : يقول يعني ...
الشيخ : ... ولهذا الصحيح أنه لا يجوز ...
18 - ( التأهب للموت والعمل له ) يا عاشق الدنيا تأهب للذي*** قد ناله العشاق كل زمان أو ما سمعت بل رأيت مصارع الـ*** ـعشاق من شيب ومن شبان أستمع حفظ
القراءة من قول الناظم: فصل في صفة الجنة لتي أعدها الله ذو الفضل والمنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة ( لم يشرحه الشيخ لوضوحه ) فاسمع إذا أوصافها وصفات ها***تيك المنازل ربة الإحسان هي جنة طابت وطاب نعيمها***فنعيمها باق وليس بفان دار السلام وجنة المأوى ومنـ***ـزل عسكر الإيمان والقرآن فالدار دار سلامة وخطابهم*** فيها سلام واسم ذي الغفران
" فصل في صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل والمنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة
فاسمع إذن أوصافها وصفات ها *** تيك المنازل ربة الإحسان
هي جنة طابت وطاب نعيمها *** فنعيمها باق وليس بفان
دار السلام وجنة المأوى ومنـ *** ـزل عسكر الإيمان والقرآن
فالدار دار سلامة وخطابهم *** فيها سلام واسم ذي الغفران ".
الشيخ : هذا واضح.
19 - القراءة من قول الناظم: فصل في صفة الجنة لتي أعدها الله ذو الفضل والمنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة ( لم يشرحه الشيخ لوضوحه ) فاسمع إذا أوصافها وصفات ها***تيك المنازل ربة الإحسان هي جنة طابت وطاب نعيمها***فنعيمها باق وليس بفان دار السلام وجنة المأوى ومنـ***ـزل عسكر الإيمان والقرآن فالدار دار سلامة وخطابهم*** فيها سلام واسم ذي الغفران أستمع حفظ
القراءة من قول الناظم: فصل في عدد درجات الجنة وما بين كل درجتين..إلى آخره
درجاهتا مئة وما بين اثنتيـ *** ـن فذاك في التحقيق للحسبان
مثل الذي بين السماء وبين هذي *** الأرض قول الصادق البرهان
لكن عاليها هو الفردوس مسـ *** ـقوف بعرش الخالق الرحمن
وسط الجنان وعلوها فلذاك كا *** نت قبةٌ من أحسن البنيان "
الشيخ : قبةً
القارئ : " وسط الجنان وعلوها فلذاك كا *** نت قبةً من أحسن البنيان
منه تفجرَ سائر الأنها *** ر فالينبو "
الشيخ : منها تفجر، منها، عندكم منها؟
الطالب : لا، منه.
الشيخ : منه، منها، حطها نسخة، هاه؟ إيه، هذه مسقوف، لا مسقوف.
القارئ : " منه تُفجَّرُ سائر الأنهار فالـ *** ينبوع منه نازل بجنان ".
( بيان أن درجات الجنة مائة درجة ما بين كل درجة وأخرى مسيرة خمس مائة سنة ) درجاتها مائة وما بين اثنتيـ***ـن فذاك في التحقيق للحسبان مثل الذي بين السماء وبين هذي***الأرض قول الصادق والبرهان
في هذا الفصل بين المؤلف رحمه الله أن درجات الجنة مئة.
"وما بين اثنتين *** فذاك في التحقيق للحسبان
مثل الذي بين السماء وبين هذي *** الأرض "
والذي بين السماء والأرض خمسمئة عام، فإذا كانت مئة وبين كل واحدة والأخرى خمسمئة كم يكون الجميع؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : خمسين ألف، يعني أربعة أصفار وخمسة، خمسين ألف، طيب.
21 - ( بيان أن درجات الجنة مائة درجة ما بين كل درجة وأخرى مسيرة خمس مائة سنة ) درجاتها مائة وما بين اثنتيـ***ـن فذاك في التحقيق للحسبان مثل الذي بين السماء وبين هذي***الأرض قول الصادق والبرهان أستمع حفظ
( بيان أن أعلى الجنة الفردوس وصفتها ) لكن عاليها هو الفردوس مسـ***ـقوف بعرش الخالق الرحمن وسط الجنان وعلوها فلذاك كا***نت قبة من أحسن البنيان منه تفجر سائر الأنهار فالـ***ـمنبوع منه نازل بجنان
مسقوف، يعني: أن سقفه عرش الله عز وجل، وعرشه سبحانه وتعالى على سماواته مثل القبة، القبة يعني: الخيمة، يقول:
" وسط الجنان " يعني: هو وسط الجنان
" وعلوها فلذاك *** كانت قبة من أحسن البنيان "
يعني كانت الفردوس جعلني الله وإياكم من أهلها هي مثل القبة اللي فوقها العرش عرش الرب عز وجل
" ومنها تفجر سائر الأنهار *** فالينبوع منه نازل بجنان "
ينزل، لأن هذه أعلى درجات الجنة.
الشيخ : أريد تحقيق أن درجاتها مئة، وأن بين كل درجة وأخرى كما بين السماء والأرض، أشرف، الاثنين، هاه؟
22 - ( بيان أن أعلى الجنة الفردوس وصفتها ) لكن عاليها هو الفردوس مسـ***ـقوف بعرش الخالق الرحمن وسط الجنان وعلوها فلذاك كا***نت قبة من أحسن البنيان منه تفجر سائر الأنهار فالـ***ـمنبوع منه نازل بجنان أستمع حفظ
القراءة من الشرح حول درجات الجنة
الطالب : ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن المتحابين ... الغربي فيقال من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابون في الله عز وجل ) فيه أيضا للحديث قول الله صلى الله عليه أن أهل الجنة
الشيخ : اصبر قول
الطالب : ( أن في الجنة مئة درجة، ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم ) وقيل عنه أيضا صلى الله عليه وسلم قال ( يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه ).
الطالب : أصلح ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : أصلح، عن أبي هريرة في صحيح البخاري
الشيخ : هذا من هو اللي عندك؟ خالد؟
الطالب : الهراس.
الشيخ : اللي عندك الهراس؟
الطالب : لا، ابن عيسى.
الشيخ : إيه.
الطالب : هذا الهراس، يقول في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث أبي هريرة: ( إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم فاسألوا الفردوس فإنها أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة ).
الشيخ : نعم، هذا بالنسبة ...، أما بالنسبة لكون درجات الجنة مئة فلا يؤخذ من هذا الحديث، لأن الرسول قيد، قال: ( مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ) وليس كل المؤمنين مجاهدين، في شيء غير هذا؟ أيش عندك في مسلم؟
الطالب : لا، في المسند يا شيخ من حديث أبي سعيد الخدري: ( أن في الجنة مئة درجة ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن )
الشيخ : أن في الجنة، ولا أن الجنة؟
الطالب : أن في الجنة.
الشيخ : إيه، ما يدل على هذا.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : إيه، إن في الجنة ما ينفع، لو قال: إن الجنة مئة درجة.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
طلب الشيخ من الطلبة البحث حول درجات الجنة والجمع بين النصوص الواردة في ذلك
الطالب : ...
الشيخ : خلاص خليه يحققها لنا، اكتب أشرف عبد المقصود، نعم.
من شروطه.
الطالب : ...
الشيخ : عن مائة.
الطالب : ...
الشيخ : إيه ...، هذه مشكلة الآن لأن هو يقول درجاتها مئة يعني ظاهر أنها لا تزيد على المئة.
الطالب : هو قال هذا يا شيخ.
الشيخ : نعم؟
الطالب : هو قال هذا الكلام.
الشيخ : كيف؟
الطالب : قال مثل ما قلتم.
الشيخ : وش قال؟
الطالب : ... درجتين فإذا المعنى الأول ... قلت يا رسول الله أفلا أخبر الناس ...
الشيخ : إيه، أن في الجنة مئة درجة.
الطالب : ...
الشيخ : إيه، ما يخالف، لكن فإن في الجنة مئة درجة ما تدل على أن درجات الجنة مئة، فيها مئة، فيها مئة. المهم يا خالد خله يحقق، ما هي إلا مئة درجة، ثم بين الأحاديث أيضا درجتها الصحة، نعم، ما تجمع أحاديث تخليها غير محققة، والله يعينك، لك إلى الأسبوع القادم إن شاء الله، نعم.
القارئ : " فصل في أبواب الجنة:
أبوابها حق ثمانية أتت *** في النص وهي لصاحب الإحسان
باب الجهاد وذاك أعلاها وبا *** ب الصوم يدعى الباب بالريان
ولكل سعي صالح باب ورب *** السعي منه داخل بأمان "
الشيخ : الهاء ليش تتكي عليها؟ كلما جاءت الهاء تكيت عليها، منه داخل، نعم.
القارئ : " ولكل سعي صالح باب ور *** ب السعي منه داخل بأمان
ولسوف يدعى المرء من أبوابها *** جمعا إذا وفى حلى الإيمان
منهم أبو بكر هو الصديق ذا *** ك خليفة المبعوث بالقرآن "
الشيخ : هذا اللي ذكره المؤلف صريح فيه أحاديث رواها البخاري وغيره، وقوله: " منهم أبو بكر " لأن أبا بكر سأل النبي عليه الصلاة والسلام، قال: ( يا رسول الله، ما على من دعي من باب من هذه الأبواب من ضرورة ) يعني أن يدعى الإنسان من باب واحد، ما في ضرورة يعني ما في مشكلة، يمكن أن يدعى، ( فهل يدعى أحد من جميع تلك الأبواب؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم ) اللهم ارض عنه.
ولكن يقال: أليس المسلم يصلي ويصوم ويحج ويجاهد ويتصدق، فكيف يقال: من كان من أهل الصيام، من كان من أهل الجهاد، من كان من أهل الصدقة، من كان من؟
يقال: من كان أكثر عمله وأحسن عمله الصيام مثلا دعي من باب الصيام، وإن كان له عمل صالح آخر له باب، لو كان يتصدق، ومن كان أكثر عمله وأحسنه الصدقة دعي من باب الصدقة، وإن كان له صيام وله صلاة، ومن كان أكثر الناس صلاة وأحسنهم صلاة دعي من باب من باب الصلاة، إيه نعم. نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : إيه، نعم ذكرها في فتح الباري،أنا راجعتها، راجع والله ما أذكر في أي باب، والبخاري رحمه الله كما تعرف ...، في أول حديث ثم ترجع إلى أرقام الأطراف امش عليه.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب، خذه بحث ... نعم، يمكن يستوي، لكن التساوي من كل وجه قد يكون نادرا.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ المدة إلى الأسبوع القادم، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : الحث الحث على القيام بهذه الحقوق، مثل أيضا إذا توضأ الإنسان وأسبغ الوضوء، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، من هذا النوع.
الطالب : ...
الشيخ : والله إن من عمل عملا صالحا يستحق، نعم.
القارئ : " فصل في مقدار ما بين الباب والباب منها:
سبعون عاما بين كل اثنين منـ *** ـها قدّرت بالعد والحسبان
هذا حديث لقيط المعروف بالـ *** ـخبر الطويل وذا عظيم الشان
وعليه كل جلالة ومهابة *** ولكُم حواه بعد من عرفان "
الشيخ : ولكَم
القارئ : " وعليه كل جلالة ومهابة *** ولكَم حواه بعد من عرفان "
الشيخ : هذا الحديث نريد من الأخ خالد.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ما يخالف، حققه سندا، لأن الناس مختلفين في صحته، نعم.
القارئ : " فصل: في مقدار ما بين مصراعي الباب الواحد منها
لكن بينهما مسيرة أربعيـ *** ـن رواه حبر الأمة الشيباني
في مسند بالرفع وهو لمسلم *** وقف كمرفوع بوجه ثان
ولقد روى تقديره بثلاثة الـ *** أيام "
الشيخ : روي روي، ولقد روي
القارئ : " ولقد روي تقديرَه بثلاثة "
الشيخ : تقديرُه تقديرُه بالضم.
القارئ : " ولقد رُوي تقديرُه بثلاثة الـ *** أيام لكن عند ذي العرفان
أعني البخاري الرضى هو منكِر *** "
الشيخ : منكَر
القارئ : " أعني البخاري الرضى هو منكَر *** وحديث راويه فذو نكران "
الشيخ : أنت الهاء لازم تتكي عليها.
الآن في تقدير ما بين البابين ثلاثة آثار، الأثر الأول: حديث لقيط أن بينهما أيش؟ سبعين عاما، والثاني: بينهما مسيرة أربعين، والثالث: بينهما مسيرة ثلاثة أيام، الأخير هذا منكر، قال البخاري رحمه الله إنه حديث منكر، وصاحبه له مناكير.
فإذن يسقط هذا، يسقط ولا يقاوم الحديثين السابقين.
يبقى النظر في التقدير بأربعين والتقدير بسبعين، الفرق بينهما حوالي؟ هاه؟
الطالب : ثلاثين.
الشيخ : حوالي النصف، من سبعين إلى أربعين حوالي النصف، فكيف الجمع؟
الجمع بينهما أن يقال: إن السير يختلف، فليس سير الإبل المحملة كسير البريد السريع، يكون أربعين عاما باعتبار هاه؟ السير السريع، وسبعين عاما باعتبار السير البطيء، هذا إذا صح حديث لقيط، أما إذا لم يصح، فالعمدة على ما رواه الإمام أحمد مرفوعا، وأخرجه مسلم موقوفا، لكن ابن القيم يقول: هو مرفوع بوجه ثاني، ما هو الوجه الثاني؟ أنه مرفوع حكما، لأن مثل هذا لا يقال بالرأي، نعم.
الطالب : شيخ؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... نقول أنه بين البابين ... كما بين مصراعي باب واحد
الشيخ : اللي عندنا: لكن بينهما.
الطالب : إيه ...
الشيخ : ما قال: مصراعيه، المهم كلام ابن القيم.
الطالب : نعم.
الشيخ : كلام ابن القيم، أما إذا كان ما بين مصراعيه فالأمر واضح ما يشكل، لأنه يكون سعة الباب أربعين، سعة الباب، واللي بين البابين سبعين، لكن الكلام على النونية، ولهذا قال:
" لكن بينهما مسيرة " كأن هذا استدراك من قوله: " سبعون عاما بين كل اثنين "
... أربعون في رواية الإمام أحمد ومسلم.
الطالب : ...
الشيخ : إيه نعم، هذه أيضا تحتاج إلى جمع، والأخ يحققها، نعم؟ أجل تساعد أنت وإياه يا خالد، تساعدا، نعم إيه، وشلون؟
الطالب : ...
الشيخ : كأن الرقيب يا مازن يقول: عنده بحث سابق.
الطالب : ...
الشيخ : عطه إياه، وافتك منه، طيب نعم.
الطالب : ...
الشيخ : الظاهر ما هو.
الطالب : ... الحديث اللي بعده ...
الشيخ : إيه طيب، إذن واضح الحديث.
الطالب : الأحاديث
الشيخ : إيه نعم، حتى ابن القيم، ما دام رجعنا إلى الترجمة يكون مثل ما قال مصراعيه، وحينئذ لا إشكال، يبقى عندنا الآن، ما شاء الله خف عليكم البحث، البحث في حديث لقيط: هل هو صحيح ولا غير صحيح؟ نعم. اللهم اهدنا فيمن هديت، نعم.
القارئ : " فصل في مفتاح باب الجنة:
هذا وفتح الباب ليس بممكن *** إلا بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو *** حيد تلك شهادة الإيمان ".
الشيخ : الله أكبر!
القارئ : " أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ *** إسلام والْمُفتاح "
الشيخ : ... الْمِفتاح
القارئ : " أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ *** إسلام والْمِفتاح بالأسنان
لا تلغين هذا المثال فكم به *** من حل إشكال لذي العرفان "
الشيخ : لما ذكر أبوابها رحمه الله ذكر مفتاح هذه الأبواب، مفتاح الجنة لا إله إلا الله، فقال المرجئة: مفتاح الجنة لا إله إلا الله ولا دخل للأعمال في ذلك، وقال السلف: إن المفتاح لا يفتح إلا بأسنان، وأسنانه شرائع الإيمان، فمن جاء بالصلاة والزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام فتح له، ومن لا فلا.