الشيخ : ألفي عام، ألفين سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، وهذا دليل على كمال حياتهم وقوتهم، إذ أن الناس في الدنيا لا ينظرون ولا نسبة لهذا النظر، لكن هو لكمال نعيمه حتى يكون محيطا بملكه يرى أقصاه كما يرى أدناه، لا يختلف.
وآخر أهلها دخولا هذا الذي يعطيه الله عز وجل مثل الدنيا وعشرة أمثال الدنيا، الدنيا كلها، الدنيا من أولها إلى آخرها إلى يوم القيامة، نعم، يعطيه الله عز وجل عشرة أمثالها، وأيضا حتى لو كان عشرة أمثالها ليس كنعيم الدنيا مهدد بالخطر والزوال والنقص، هذا نعيم لا ينفد ولا يزول، فتجد الفرق العظيم.
المهم أننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة، أنها نعيم لا يعادلها شيء، ولهذا جاء صح عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أن ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها )، خير، يعني: سنة الفجر ركعتين خفيفتين خير من الدنيا وما فيها.
الناس الآن يذهبون يمينا وشمالا وفي شدة الحر وفي شدة البرد، لينالوا شيئا زهيدا من الدنيا، وهاتان الركعتان خير من الدنيا وما فيها، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على طاعته. نعم.

السائل : ... .
الشيخ : أيش؟
السائل : ... .
الشيخ : كلها، كل الجنة، جاء في الحديث الصحيح : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ). والله أعلم.

السائل : ... ما على أحد من ضرورة ؟
الشيخ : نعم، معناه أن الدخول من باب واحد ما في ضرورة ولا مشقة ولا كلافة، يعني مثلا أن يكون الإنسان من أهل الصيام، أو من أهل الصدقة، أو من أهل الجهاد، هذا يعني أمر سهل، فهل يمكن أن يدعى أحد من جميع الأبواب بحيث يكون مستكملا لهذه كلها؟ نعم.
السائل : ... .
الشيخ : أي، منها خمسة، أربعة نص عليها النبي عليه الصلاة والسلام، والخامس يكون بالأولى وهو الحج.
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : حديث ... .
الشيخ : إي، ثمانية، لكن لمن هذه الثمانية؟ عرفنا منها خمسة، والثلاثة الباقية ما نعلم من يدخلها. نعم.

القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم.
" فصل في ذكر سن أهل الجنة
هذا وسنهم ثلاث مع ثلا *** ثين التي هي قوة الشبان
وصغيرهم وكبيرهم في ذا على *** حد سواء ما سوى الولدان ".
الشيخ : الله أكبر!
القارئ : " ولقد روى الخدري أيضا أنهم *** أبناء عشر بعدها عشران
وكلاهما في الترمذي وليس ذا *** بتناقض بل ها هنا أمران
حذف الثلاث ونفي بعد العقو*** د وذكر ذلك عندهم سيان "
الشيخ : نعم.
القارئ : ونيف؟
الشيخ : أعد أعد. حذف الثلاث.
القارئ : ونيف.
الشيخ : ونيف، نعم.
القارئ : " حذف الثلاث ونيف بعد العقو*** د وذكر ذلك عندهم سيان
عند اتساع في الكلام فعندما *** يأتوا بتحرير فبالميزان "

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
يقول المؤلف ذكر أنه سنهم أبناء ثلاث وثلاثين سنة، وأن الصغير والكبير في هذا على حد السواء، يعني حتى من مات وله عشرون سنة فإنه يكون ابن ثلاث وثلاثين سنة عند دخول الجنة، ومن مات وله خمسون سنة يكون ابن ثلاث وثلاثين سنة عند دخول الجنة، يقول:
" ما سوى الولدان " مَن الولدان؟ ولدان الجنة الذين هم الخدم، أو الولدان الصغار الذين كانوا تبعا لآبائهم؟ نعم؟ ماذا قال الشارح؟ نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : الولدان الذين هم خدم الجنة ليسوا من المكلفين الذين يدخلونها بأعمالهم، بل خلقوا في الجنة للجنة، وهذا هو المتبادر من كلمة الولدان، كما قال تعالى: (( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ))، ثم قال: إن.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات من
أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبدا، وكذلك أهل النار ).
قال المؤلف رحمه الله في حادي الأرواح : " فإن كان هذا محفوظا لم يناقض ما قبله، فإن العرب إذا قدرت بعدد له نيف ".
الشيخ : هذه هينة، قرأها.
الطالب : نعم؟
الشيخ : قرأها عندنا في المتن.
ويش عندكم: وقد روى؟ بعد ما سوى الولدان، وش بعدها؟
الطالب : ولقد روى.
الشيخ : روى من؟
الطالب : الخدري.
الشيخ : عندنا الخضري بالضاد.

الشيخ : " ولقد روى " وروى أبو سعيد الخدري أن أهل الجنة يدخلونها أبناء عشر وعشرين، أي: أبناء ثلاثين، وهذا لا يناقض ما سبق من أنهم يدخلونها وهم أبناء ثلاث وثلاثين، وذلك لأن العرب قد يسقطون ما زاد على العقود، يعني ما زاد مثلا على العشرة أو على العشرين أو على الثلاثين قد يحذفونه، مع أن المراد ما زاد، فيكون الذين اقتصروا في الرواية على الثلاثين حذفوا ما زاد عليها، ولهذا قال:
" ... *** ها هنا أمران
حذف الثلاث ونيف بعد العقو *** د وذكر ذلك عندهم سيان
عند اتساع في الكلام فعندما *** يأتوا بتحرير فبالميزان "
إذا أرادوا التحرير فهم يذكرون العدد الزائد على العقود.

القارئ : " فصل: في طول قامات أهل الجنة وعرضهم
والطول طول أبيهم ستون لـ *** ـكن عرضهم سبع بلا نقصان
الطول صح بغير شك في الصحيـ *** ـحين اللذين هما لنا شمسان
والعرض لم نعرفه في إحداهما *** لكن رواه أحمد الشيباني
هذا ولا يخفى التناسب بين هـ *** ـذا العرض والطول البديع الشان
كل على مقدرا صاحبه وذا *** تقدير متقن صنعة الإنسان ".
الشيخ : الله أكبر!

الشيخ : هذا أيضا الطول والعرض يكونون كما قال المؤلف: الطول ستون ذراعا في السماء والعرض سبعة أذرع، حتى من مات صغير الجسم فإنه يبلغ هذا، وحتى من مات كبير الجسم بالنسبة لما نشاهد يبلغ هذا أيضا، لأن الله ينشؤهم نشأة أخرى تناسب الأحوال.
وذكر المؤلف رحمه الله أن الستين في الطول ثابتة في الصحيحين، وأما في العرض فرواه الإمام أحمد، لكن ذكر أنه مناسب للطول، لأن الطول ستون ذراعا إذا كان على حسب العرض الذي نعرفه الآن لم يتناسب، لكن سبعة أذرع يتناسب، كم يكون النسبة؟ نسبة السبعة إلى الستين؟ أكثر من عشر، أليس كذلك؟ العشر وسدس العشر، هذا متناسب مع الطول.
فإن قال قائل: - نعم؟ ليش؟ -
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ... لكن كم ملك الواحد من أهل الجنة؟ أدناهم أدناهم معناه العدد لا بد أن يكون قليل بالنسبة للمساحة.
نعم يا جمال.
الطالب : أحسن الله إليك، بالنسبة ... .
الشيخ : افطن لها إن شاء الله، وحررها.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟ الستين كم عشرها؟
الطالب : ستة.
الشيخ : طيب، إذن عندنا سبعة الحين، إذن عشر وست العشر، نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : هاه؟
الطالب : ثمانية وأربعة من عشر ...
الشيخ : لا، هي تنسب السبعة إلى الستين.
الطالب : شيخ.
الشيخ : خلاص أخذنا ثلاثة.
الطالب : ... .
الشيخ : طيب.
الطالب : ... ضرس الكافر نقول: هذا هو لأنه يعذب، هذا يعني مقارنة بينه وبين مسلم ... .
الشيخ : لا لا مو مشكلة هذا، هو يقول: إذا كان هذا ضخامة أهل النار وأهل الجنة بالنسبة لهم ليسوا بشيء، فنقول: أهل النار والعياذ بالله متراصين، أهل الجنة مساحات عظيمة.
الطالب : لا نقول شيخنا إنه للعذاب ؟
الشيخ : كون يكبرون ويصغرون هذا نعم، يقال إنما كبرت أجسامهم من أجل أن ينبسط العذاب عليهم. نعم.
القارئ : فصل في لحاهم وألوانهم.
الشيخ : حلاهم.
القارئ : سم؟
الشيخ : ما في لحية في الجنة.
الطالب : عندنا لحاهم.
الشيخ : لا، في حلاهم.
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : جزاكم الله خير، الي عندي: في حلاهم خلونا نقرأ ونشوف.
الطالب : ... .
الشيخ : اقرأ اقرأ ما يخالف، المهم الي عندي: حلاهم.

القارئ : " فصل في لحاهم وألوانهم "
الشيخ : أنت إذا قلت هكذا معناه إثبات اللحية.
القارئ : " ألوانهم بيض وليس لهم لحى *** جعد الشعور مكحّلو الأجفان
هذا كمال الحسن في أبشارهم *** وشعورهم وكذلك العينان ".
الشيخ : الله أكبر! اللهم اجعلنا منهم. نعم.

الشيخ : لا، الظاهر أن الصواب معك أنت الظاهر، لأنه ما ذكر الحلى، إلا إن كان سيذكر الكحل. نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم. الحلى غير الحلي، نعم.

القارئ : " فصل في لسان أهل الجنة ".
الشيخ : الخلاف بسيط ما هو مشكلة، نعم.
القارئ : " ولقد أتى أثر بأن لسانهم *** بالمنطق العربي خير لسان
لكنّ في إسناده نظرا ففيـ *** ـه راويان وما هما ثِبتان "
الشيخ : ثَبتان.
القارئ : ثَبتان؟
الشيخ : نعم.
القارئ : " لكنّ في إسناده نظرا ففيـ *** ـه راويان وما هما ثبتان
أعني العلاء هو ابن عمرو ثم يحـ *** ـيى الأشعريِّ وذان مغموزان ".
الشيخ : الأشعريَّ.
القارئ : الأشعريَّ؟
الشيخ : نعم.
القارئ : " أعني العلاء هو ابن عمرو ثم يحـ *** ـيى الأشعريَّ وذان مغموزان ".

الشيخ : الظاهر والله أعلم أن لسانهم هو اللسان العربي، أولا: لأن أفضل الكتب باللغة العربية، ولأن أتباع النبي عليه الصلاة والسلام أكثر أهل الجنة، وإن كان في أتباع النبي عليه الصلاة والسلام من ليس بعربي، لكن الواجب على غير العربي من أتباع النبي عليه الصلاة والسلام أن يعرف العربية، لأنه لا بد أن يعرف معنى القرآن والسنة، وهذا لا يتأتى إلا بمعرفة اللغة العربية. نعم.
القارئ : فصل في ريح أهل الجنة من مسيرة كم.
الشيخ : العنوان أعده.

القارئ : " فصل في ريح أهل الجنة من مسيرة كم يوجد؟
والريح يوجد من مسيرة أربعيـ *** ـن وإن تشأ مائة فمرويان
وكذا روي سبعين أيضا صح هـ *** ـذا كله وأتى به أثران
ما في رجالهما لنا من مطعن *** والجمع بين الكل ذو إمكان
ولقد أتى تقديره مائة بخمـ *** ـس ضربها من غير ما نقصان
إن صح هذا فهو أيضا والذي *** من قبله في غاية الإمكان
إما بحسب المدركين لريحها *** قربا وبعدا ما هما سيّان
أو باختلاف قرارها وعلوّها *** أيضا وذلك واضح التبيان
أو باختلاف السير أيضا فهو أنـ *** ـواع بقدر إطاقة الانسان
ما بين ألفاظ الرسول تناقض *** بل ذلك في الأفهام والأذهان ".
الشيخ : رحمه الله.

الشيخ : ذكر رحمه الله أن ريح الجنة يوجد من مسيرة أربعين أربعين عاما، وفي أثر آخر: من مسيرة مائة عام، وفي أثر ثالث: من مسيرة خمسمائة عام.
وإذا نظرت الفرق بين أربعين عاما، وخمسمائة عام وجدته شاسعا، لكن الخمسمائة غمزه ابن القيم رحمه الله، فيبقى النظر بين الأربعين نعم؟ والسبعين والمائة.
يقول رحمه الله : ليس فيها تناقض، وحمل ذلك على أوجه ثلاث: إما باختلاف المدركين لريحها، لأن الناس يختلفون في إدراك الريح، أليس كذلك؟ فتجد بعض الناس يمشي من عند البيت ويقول: أهل البيت يطبخون كذا وكذا، عرفتم؟ هذا واقع ولا غير واقع؟ واقع. والثاني يجعل أنفه في كوة الباب ولا يشم، نعم؟ نعم هذا فرق. نعم، فيكون التقدير الأكثر بالنسبة لمن شمه ضعيف، والتقدير الأدنى بالنسبة لمن شمه قوي، هذا واحد.

الشيخ : الثاني: أو باختلاف قرارها وعلوها أيضا، باختلاف قرارها وعلوها، ونقول: معلوم أن الجنة درجات، وإذا كانت درجات فلا بد أن تختلف في الرائحة، وكلما كانت الرائحة أطيب كان شمها من بعيد أقرب، أليس كذلك؟ إنسان مثلا متطيب بطيب بارد، وواحد متطيب بطيب حار، المتطيب بطيب حار يشم من بعيد، والثاني لا يشم إلا من قريب.

الشيخ : الثالث: أو باختلاف السير، نعم، السير أيضا يختلف، رب مسيرة مائة عام تكون لشخص آخر سبعين عاما أو أربعين عاما، فالسير يختلف.
وهذه الوجوه الثلاثة الي ذكرها ابن القيم كلها محتملة.

الشيخ : وأهم شيء أن نعلم أنه لا تناقض بين أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما التناقض الذي يظن بحسب الأفهام، يكون بعض الناس فهمه ضعيفا فيظن التناقض، وليس كذلك. والله أعلم.

القارئ : الرحمن الرحيم
" فصل في أسبق الناس دخولا إلى الجنة
ونظير هذا سبق أهل الفقر للـ ***ـجنات في تقديره أثران
مائة بخمس ضربها أو أربعيـ *** ـن كلاهما في ذاك محفوظان
فأبو هريرة قد روى أولاهما *** وروى لنا الثاني صحابيان
هذا بحسب تفاوت الفقراء في اسـ *** ـتحقاق سبقهم إلى الإحسان
أو ذا بحسب تفاوت في الأغنيا *** ء كلاهما لا شك موجودان
هذا وأولهم دخولا خير خلـ *** ـق الله ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
ذكر المؤلف أيضا أول الناس دخولا الجنة الفقراء قبل الأغنياء إما بخمسمائة عام، وإما بأربعين عاما، والفرق كبير جدا، فكيف الجمع؟
ذكر الجمع رحمه الله من أحد وجهين: إما بحسب الفقراء، وأن بعضهم أشد من الآخر، فينظر إلى أشدهم فقرا بالنسبة إلى الأغنياء، ويكون ما بعد الخمسمائة حسب الفقر، أو بالعكس، يعني: معناه أن الفقراء يسبقون الأغنياء، وأن الأغنياء يختلفون، فبعض الأغنياء قريب من الفقراء، فتكون المسافة قصيرة أربعين، وبعضهم بعيد فتكون المسافة خمسمائة.
المهم أن هذا الاختلاف إما بحسب تفاوت الفقراء أو بحسب تفاوت الأغنياء، أي نعم.
هذا. نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... .
الشيخ : إي.

السائل : ... .
الشيخ : لا هذا لا يقال.
يعني يقول: ما يكون في هذا هضم لحقوق الأغنياء؟
نقول : لا، ليس بهضم، مثل ما أنهم في الدرجات يختلفون اختلافا عظيما، ومع ذلك لا يرى أحدهم أن غيره أفضل منه.

السائل : هل يقتضي هذا أن الفقراء أفضل من الأغنياء؟
الشيخ : لا، ما يقتضي، لأن سبقهم لدخول الجنة بسبب ما حرموا من النعيم في الدنيا، فإنهم ذاقوا البؤس والتعب والجوع والعطش.
السائل : هل يكون أقل منزلة؟
الشيخ : هو قد يكون أقل منزلة من الغني، لأنه قد يكون الغني إذا دخل فوقه بمراحل.
السائل : يوجد دليل؟
الشيخ : إي هذا حديثين. نعم. أخذنا ثلاثة، يلا.

السائل : ما يقال يا شيخ إنه على سبيل العموم؟
الشيخ : أيها؟
السائل : دخول الفقراء على سبيل العموم يعني ربما يسبق بعض الأغنياء ... سببه أنه الإيمان ... .
الشيخ : قد يكون الفقير أقوى إيمانا من الغني، وبالعكس، ما هو على كل حال يكون الفقير. إنما الغالب أن الفقراء أقرب إلى الإيمان من الأغنياء. ما هي المشكلة الآن. المشكلة الآن كيف يدخلون هؤلاء إما بخمسمائة عام قبل الأغنياء أو بأربعين عاما؟
السائل : ... قبل الأغنياء لكن بعض الأغنياء قد يدخلون قبل الفقراء.
الشيخ : لا لا، مو على شان هذه.

الشيخ : ابن القيم الإشكال في التفاوت بين الحديثين من خمسمائة إلى أربعين كيف الجمع؟
الطالب : ما يرجح ما في الصحيح يا شيخ؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : ما يرجح ما رواه مسلم؟
الشيخ : وين الي رواه مسلم؟
الطالب : عندنا رواه مسلم ... الترمذي.
الشيخ : وين هذا؟
الطالب : في الشرح.
الشيخ : إي، ابن القيم ما ذكر من رواه، ذكر الصحابي فقط، وعندكم في الشرح اقرأه.
القارئ : " روى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يدخل الفقراء من المسلمين ... إلى الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، وهو خمسمائة ) وصححه الترمذي، ورجال إسناده احتج مسلم بهم في صحيحه.
وروى الترمذي عن جابر أنه قال: ( يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا ).
وفي صحيح مسلم عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن فقراء المسلمين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا ).
وروى الطبراني عن أبي هريرة قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام ) الحديث بطوله، والذي في الصحيح أن سبقهم لهم بأربعين خريفا، فإما أن يكون هو المحفوظ، وإما أن يكون كلاهما محفوظا، ويختلف مدة السبق بحسب أحوال الفقراء والأغنياء، فمنهم من يسبق بخمسمائة، كما يتأخر مكث العصاة من الموحدين في النار بحسب جزائهم ".
الشيخ : طيب، هو المعروف إنه إذا تعذر الجمع رجعنا إلى الترجيح، وإذا أمكن فلا حاجة.
الطالب : ... .
الشيخ : هاه؟
الطالب : شيخ الجمع ... .
الشيخ : إي لا بعد الثبوت، الذي ليس بثابت ليس بشيء. نعم.

القارئ : " هذا وأولهم دخولا خير خلـ *** ـق الله من قد خصّ بالقرآن
والأنبياء على مراتبهم من التـ *** ـفضيل تلك مواهب المنان
هذا وأمة أحمد سباق با *** قي الخلق عند دخولهم بجنان
وأحقهم بالسبق أسبقهم إلى الـ *** إسلام والتصديق بالقرآن
وكذا أبو بكر هو الصديق أسـ *** ـبقهم دخولا قول عند ذي البرهان ".
الشيخ : الله أكبر!
القارئ : " وروى ابن ماجة أَن أولهم يصا *** فحه إله العرش ذو الإحسان
ويكون أولهم دخولا جنة الـ *** ـفردوس ذلك قامع الكفران
فاروق دين الله ناصر قوله *** ورسوله وشرائع الإيمان
لكنه أثر ضعيف فيه مجـ *** ـروح يسمى خالدا ببيان
لو صح كان عمومه المخصوص بالصـ *** ـديق قطعا غير ذي نكران
هذا وأولهم دخولا فهو حن *** ".

الشيخ : ابن القيم رحمه الله ذكر أن أول الناس دخولا من هذه الأمة أبو بكر، وأنه روي حديث ضعيف أن أول من يدخل الفردوس من هذه الأمة عمر بن الخطاب، ولكنه ضعيف، قال: فإن صح فعموم قوله أولهم مخصوص بحديث أبي بكر، يعني: أولهم بعد أبي بكر، وإذا كان عمر أولهم بعد أبي بكر فالأمر واضح، لأن أفضل هذه الأمة بعد أبي بكر عمر الخطاب رضي الله عنه، نعم.

السائل : ... بلال.
الشيخ : في الجنة. نعم.
السائل : ... .
الشيخ : هاه؟
السائل : ... أبو بكر أول واحد.
الشيخ : هو الرسول سمعه في الدنيا، هذا غير الدخول.
نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم.

السائل : ... .
الشيخ : ويش يذكر؟
السائل : ... .
الشيخ : لا لا، هو يسأل عن مصافحة الله.
السائل : إي، أول من يصافحه الحق عمر، أول من يصافح الحق عمر، وأول من يسلم عليه وأول من ... فيه نكارة.
الشيخ : ... نعم؟ حديث ابن ماجه: ( أن أولهم يصافحه العرش ).
الطالب : ...
الشيخ : هو حاط عمر؟ إيه طيب، كلام ابن القيم موهم في الحقيقة، أظنه حديث آخر. طيب نعم.

السائل : ... .
الشيخ : السبب اختلاف الأحاديث. نعم؟ يعود إلى ما ذكره. هذه الأوجه التي تجمع بين الأحاديث، فإذا تعارضت أحاديث وكان أحدها ضعيفا لا يقاوم الصحيح ألغي، لكن إذا كانت متكافئة فلا بد من الجمع.
السائل : ... .
الشيخ : أيش؟
السائل : يتوقف.
الشيخ : يتوقف في أيش؟
السائل : ... .
الشيخ : ... في الجنة.
السائل : ... .
الشيخ : لا، هو الآن، هي الجمع الذي تشير إليه أن الآثار في هذا تختلف، فكيف نجمع بينها؟ أربعين وخمسمائة فرق ما بين الأغنياء والفقراء، هذا فرق عظيم. نعم.

القارئ : " هذا وأولهم دخولا فهو حمـ *** ـاد على الحالات للرحمن
إن كان في السراء أصبح حامدا *** أو كان في الضرا فحمد ثان
هذا الذي هو عارف بإلهه *** وصفاته وكماله الرباني
وكذا الشهيد فسبقه متيقن *** وهو الجدير بذلك الإحسان
وكذلك المملوك حين يقوم بالـ *** ـحقين سباق بغير توان
وكذا فقير ذو عيال ليس بالـ *** ملحاح بل ذو عفة وصيان ".

الشيخ : كل هذه الأشياء التي ذكرها المؤلف رحمه الله هي أوليات نسبية، لأنه لو لم نقل بذلك لكانت الأحاديث متعارضة، فيقال: هو أول بالنسبة لهذا الصنف، مثلا فقير ذو عيال، نقول: هو أول الفقراء. كذلك العبد المملوك الذي قام بحق الله وحق سيده هو أول من؟ أول المماليك. وهكذا نجعل الأولية نسبية حتى لا يحصل التعارض بين هذه الآثار.
نعم يا شاكر.

السائل : أبو بكر الصديق يا شيخ.
الشيخ : هاه؟
السائل : أبو بكر الصديق لم يعرف عنه أنه كان من الفقراء، ونحن قلنا أن الذين يدخلون قبل الأغنياء الفقراء، فهو يدخل أول واحد من الأمة، فكيف يدخل أول واحد من الأمة ... ؟
الشيخ : نعم، إذا جاء دور الأغنياء فهو أول الأغنياء، على أننا لا نستطيع أن نقول أبو بكر كان غنيا، كيف لما حضرته الوفاة كان ما عليه إلا ثوب.
السائل : ألم يشتهر... .
الشيخ : هو ما اشتهر أنه أفقر الناس، لكنه فقير يعتبر، يعتبر فقيرا. نعم.
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم صحيح، الغنى والفقر يختلف.
في يوم من الأيام مثلا الي يملك خمسين ريال يعتبر غنيا، ولهذا نجد بعض الفقهاء رحمهم الله مثل الخرقي، قال: " من ملك خمسين درهما فليس بفقير ". خمسين درهم الآن ويش؟ نعم؟ خمسين درهم إسلامي ما هو شيء. المهم أنه يختلف، حتى عندنا الآن كان الناس يقولوا: فلان عنده ألف ريال الله الله، ألف ريال؟! منين حصل هذا؟ نعم، يعني أدركناه. كيف الآن الحمد لله.
السائل : العبرة بما مات عليه؟
الشيخ : نعم؟
السائل : العبرة بما مات عليه؟
الشيخ : العبرة إيه، العبرة في وقته، يعني قد يكون فقير هذا الزمن الآن غنيا في زمن مضى.
السائل : أقصد العبرة بما مات عليه يعني لو كان مثلا في شبابه فقيرا.
الشيخ : إي الظاهر أن العبرة بما مات عليه كالأعمال، يعني نجعل الأحوال كالأعمال.
الطالب : أحسن الله إليك ... .
الشيخ : إي نعم، ولهذا ورد في بعض الأحاديث الي ذكروا المهاجرين فقراء المهاجرين.
السائل : ... .
الشيخ : بالنسبة لإيش؟
السائل : ... .
الشيخ : لا، هذا الحديث يقول منكر، الإمام أحمد أنكره رحمه الله. نعم.

القارئ : " فصل في عدد الجنات وأجناسها
والجنة اسم الجنس وهي كثيرة *** جدا ولكن أصلها نوعان
ذهبيتان بكل ما حوتاه من *** حلى وآنية ومن بنيان
وكذاك أيضا فضة ثنتان من *** حلي وبنيان وكل أوان
لكن دار الخلد والمأوى وعد *** ن والسلام إضافة لمعان
أوصافها استدعت إضافتها إليـ *** ـها مدحة مع غاية التبيان
لكنما الفردوس أعلاها وأو *** سطها مساكن صفوة الرحمن
أعلاه منزلة لأعلى الخلق منـ *** ـزلة هو المبعوث بالقرآن
وهي الوسيلة وهي أعلى رتبةٍ *** خلصت له فضلا من الرحمن ".

الشيخ : ... إن الجنة لها أسماء متعددة، لكن أصلها أربعة: جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، هذا الأصل، وما بقي فإنه أوصاف لموصوف واحد، جنة المأوى، عدن، دار السلام وما أشبهها، هذه أوصاف لموصوف واحد.

الشيخ : أما الفردوس فهو أعلى الجنة وهو جنة أيضا، ووسط الجنة ومنهم تفجر أنهار الجنة، وسكانها صفوة عباد الله من الرسل والأنبياء والصديقين والشهداء، وأعلاهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أعطي الوسيلة، وهي أعلى درجة في الجنة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ). نعم، انتهى الوقت؟
الطالب : إي نعم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم.
" فصل في عدد الجنات وأجناسها
والجنة اسم الجنس وهي كثيرة *** جدا ولكن أص ".

القارئ : " ولقد أتى في سورة الرحمن تفـ *** ـضيل الجنان مفصلا ببيان
هي أربع ثنتان فاضلتان ثم *** يليهما ثنتان مفضولان
فالأوليان الفضليان لأوجه *** عشر ويعسر نظمها بوزان
وإذا تأملت السياق وجدتها *** فيه تلوح لمن له عينان
سبحان من غرست يداه جنة الـ *** فردوس عند تكامل البنيان
ويداه أيضا أتقنت لبنائها *** فتبارك الرحمن أعظم بان
هي في الجنان كآدم وكلاهما *** تفضيله من أجل هذا الشان
لكنما الجهميّ ليس لديه من *** ذا الفضل شيء فهو ذو نكران
ولد عقوق عق والده ولم *** يثبت بذا فضلا على شيطان ".
الشيخ : الشيطان ...
القارئ : " ولد عقوق عق والده ولم *** يثبت بذا فضلا على الشيطان
فكلاهما تأثير قدرته وتأ *** ثير المشيئة ليس ثم يدان
آلاهما أو نعمتاه وخلقه *** كل بنعمة ربه المنان ".

الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله:
" ولقد أتى في سورة الرحمن تفـ *** ـضيل
تفضيل ولا تفصيل؟ تفضيل الجنان مفضلا
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟ وش يقول؟ الهراس ولا؟
الطالب : هراس.
الشيخ : نعم؟ إي نعم.
ولقد أتى في سورة الرحمن تفـ *** ـضيل الجنان مفصلا ببيان "
ويجوز تفصيل الجنان مفصلا، لكن الأول أحسن لأجل أن نحصل على معنيين: أحدهما التفضيل، والثاني التفصيل.
" هي أربع ثنتان فاضلتان ثم *** يليهما ثنتان مفضولان "
ثم يليهما، ثم هذا الصواب.

الشيخ : " فالأوليان الفضليان لأوجه *** عشر ويعسر نظمها بوزان ". ليته لم يعسر.
" وإذا تأملت السياق وجدتها *** فيه تلوح لمن له عينان "
من يستنبط هذه الأوجه العشر؟
الطالب : ... .
الشيخ : هاه؟ شرح؟ عمن ؟ اقرأه لنا. ما يخالف نعفيك من النحو.
الطالب : قال المؤلف رحمه الله : " و قال تعالى: (( ولمن خاف مقام ربه جنتان )) فذكرهما، ثم قال: (( ومن دونهما جنتان )) فهذه أربع. قالت طائفة: (( من دونهما )) أي أقرب منهما إلى العرش، فيكونان فوقهما. وقالت طائفة: تحتهما، وهذا في لغة العرب، وفي الصحاح ".
الشيخ : وهذا أيش؟
الطالب : " وهذا في لغة العرب، وفي الصحاح : دون نقيض فوق، ويقال : دون هذا أي أقرب منه.
والسياق يدل على تفضيل الجنتين الأوليين من وجوه:
أحدها : قوله: (( ذواتا أفنان )) جمع فنن، وهو الغصن، أو جمع فن، وهو الصنف، أي: أصناف شتى من الفواكه وغيرها، ولم يذكر ذلك في اللتين بعدهما. الثاني ".
الشيخ : ما الذي قال في اللتين بعدهما؟ (( فيهما فاكهة ونخل ورمان )) مقابل (( فيهما من كل فاكهة زوجان )). نعم.
الطالب : " الثاني: (( فيهما عينان تجريان )) وفي الأخريين : (( فيهما عينان نضاختان )) وهي الفوارة، والجارية: السارحة، وهي أحسن من الفوارة، لأنها تتضمن الفوران والجريان.
الثالث : (( فيهما من كل فاكهة زوجان )) وفي الأخريين : (( فيهما فاكهة ونخل ورمان )) ولا ريب أن وصف الأوليين أكمل ".
الشيخ : اصبر. (( ذواتا أفنان )) إي يقابلها (( مدهامتان )) (( فيهما فاكهة ونخل ورمان )) نحن قلنا تو: (( فيهما فاكهة ونخل ورمان )) واللي يقابل: (( فيهما فاكهة ونخل ورمان )) يقابلها (( فيهما من كل فاكهة زوجان ))، نعم.
الطالب : " ولا ريب أن الأول أكمل. قالت طائفة: الزوجان الرطب واليابس، وفيه نظر. وقالت طائفة: صنف معروف، وصنف من شكل غريب. وقال آخرون: نوعان، ولم يزيدوا. والظاهر أنه الحلو والحامض، والأبيض والأحمر، لأن اختلاف أصناف الفواكه أعجب وألذ للعين والفم. والله أعلم.
الرابع: (( متكئين على فرش بطائنها من إستبرق )) وهذا تنبيه على فضل الظهائر وخطرها، وفي الأخريين (( متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان )) وفسّر الرفرف بالمجالس والفرش. وعلى كل فلم يصفه بما وصف به فرش الأوليين.
الخامس: (( وجنى الجنتين دان )) أي: قريب سهل يتناولونه كيف شاؤوا، ولم يذكر ذلك في الأخريين.
السادس: (( فيهن قاصرات الطرف )) أي على أزواجهن، فلا يردن غيرهم ".
الشيخ : الله أكبر!
الطالب : " وقال في الأخريين : (( حور مقصورات في الخيام )) ومن قصرت طرفها على زوجها أكمل ممن قصرت بغيرها.
السابع ".