( بيان الفرق بين حرير الدنيا وحرير الجنة ومصدرهما )
ما ذاك من دود بنى من فوقه*** تلك البيوت وعاد ذا الطيران
كلا ولا نسجت على المنوال نسـ***ـج ثيابنا بالقطن والكتان
لكنها حلل تشق ثمارها*** عنها رأيت شقائق النعمان
بيض وخضر ثم صفر ثم حمـ***ـر كالرباط بأحسن الألوان
الشيخ :" بنى من فوقه *** تلك البيوت وعاد ذا الطيران " يشير إلى أن الحرير يكون من دود القز، دود القز دودة مثل الدودة الي تكون في التمر وغيره، يخرج منها هذا الحرير، ينطوي عليها ينطوي عليها وفي النهاية تموت. " كلا ولا نسجت على المنوال نسـ *** ـج ثيابنا بالقطن والكتان " لأن ثياب الحرير التي في الدنيا لا بد أن يكون فيها خلط من الكتان والقطن. " لكنها حلل تشق " عندكم تُشق ثمارها عنها؟ نعم؟ الطالب : تَشقُّ ثمارها. الشيخ : تَشقُّ يصلح : تَشق ثمارها عنها أو تُشق، يعني: أن هذه الحلل تأتي من أشجار الجنة. قال : " رأيتَ شقائق النعمان " يعني: هل رأيت شقائق النعمان، وشقائق النعمان نوع من الزهور الطيب الذي يروق للعين. " بيض وخضر ثم صفر ثم حمـ *** ـر كالرباط بأحسن الألوان ".
لا تقرب الدنس المقرب للبلى*** ما للبلى فيهن من سلطان ( بيان أن ثياب الجنة لا تبلى ولا تتمزق بخلاف لباس الدنيا )
الشيخ : ثم قال: " لا تقرب الدنس المقرب للبلى *** ما للبلى فيهن من سلطان " ثيابنا هنا في الدنيا تتمزق مع طول الزمن وتتوسخ أيضا، أما ثياب الجنة فإنها لا تقرب ذلك.
( بيان لباس حور العين )
ونصيف إحداهن وهو خمارها*** ليست له الدنيا من الأثمان
سبعون من حلل عليها لا تعو***ق الطرف عن مخ ورا الساقان
لكن يراه من ورا ذا كله*** مثل الشراب لدى زجاج أوان
الشيخ : ثم قال : " ونصيف إحداهن " انتقل الآن إلى لباس الحور. نصيفها يعني خمارها. " وهو خمارها *** ليست له الدنيا من الأثمان " يعني أفضل من الدنيا كلها. " سبعون من حلل عليها لا تعو *** ق الطرف عن مخ ورا السيقان ". الله أكبر! يعني: الواحدة من الحور عليها سبعون حلة، وهذه الحلل لا تمنع الطرف عن مخ ورا السيقان، يعني: يرى مخ سيقانها من وراء ذلك. ولا تظنوا أن هذه الرؤية كرؤيتنا في الدنيا، نحن لو رأينا المخ في السيقان ربما نستقذر ذلك ونمجه، لكنه في الآخرة لأ، لكنه في الآخرة على خلاف ذلك، يراه الإنسان فيتلذذ لرؤية هذا المخ في الساق، ولهذا قال: " لكن يراه من ورا ذا كله *** مثل الشراب لدى زجاج أوان " لو وضعت شرابا في الزجاجة رأيت الماء من ورائه، ولكنك تراه في أحسن مرئي.
السائل : شيخ؟ الشيخ : عبد الله. السائل : ... ؟ الشيخ : في القرآن الكريم كلمات دخلت على العرب، لكن لما نطقوا بها صارت عربية، وكل العرب الذين من بني إسماعيل كلهم أخذوا عربيتهم من غيرهم، ولهذا يسمون العرب المستعربة، فقول بعض الناس: إن القرآن فيه شيء من العجمة، نقول : لأ، هذا خطأ، لأنه لما استعمله العرب في خطابهم صار عربيا.
السائل : شيخ أحسن الله إليك، المذكور بالخمار ... هل هو الخمار المعهود؟ الشيخ : إي نعم. نعم. السائل : يكون في الجنة؟ الشيخ : ما تغطي به الرأس. السائل : نعم؟ الشيخ : ما تغطي به الرأس. السائل : يكون في الجنة؟ الشيخ : يكون في الجنة، هكذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام.
سؤال بعض الناس ما عنده لحية في الدنيا ولا ولد فيرغب أن يكون له ولد ولحية فهل يحصل له ذلك وهل يكون الولد واللحية مرغوبة في الجنة
الشيخ : يوسف. السائل : شيخ مر علينا قبل في القصيدة أنه يعني أن الرجال في الجنة ليس لهم لحى. الشيخ : نعم. السائل : كذلك مر أن بالنسبة لأهل الجنة أيضا لا يلدون، لكن طبعا في بعض الناس من أهل الدنيا من لا يأتيه ولد ويتمنى أن يكون له ولد في الجنة. الشيخ : إي. السائل : والمعروف أن اللحى كمال في الرجال. الشيخ : إي نعم. السائل : ... الدنيا. الشيخ : أولا أن الأحوال تختلف في الآخرة، قد يكون ما في الدنيا مرغوبا في الآخرة غير مرغوب فيه، وقد يكون بالعكس. ثم إنه ورد في حديث أنه إذا اشتهى الإنسان ولدا فإنه يولد له، تحمل المرأة أو الحورة، نعم، وتلد بسرعة، فإن صح هذا فذاك، وإن لم يصح فهم ليسوا بحاجة إلى ذلك. نعم.
القراءة من قول الناظم: فصل في فرشهم وما يتبعها..إلى آخره
القارئ : " فصل في فرشهم وما يتبعها والفرش من إستبرق قد بطنت *** ما ظنكم بظهارة لبطان مرفوعة فوق الأسرة يتكئ *** هو والحبيب بخلوة وأمان يتحدثان على الأرائك ما ترى *** حبين في الخلوات ينتجيان هذا وكم زربية ونمارق *** ووسائد صفت بلا حسبان ". الشيخ : الله أكبر!
( لم يشرح الشيخ هذا الفصل لوضوحه )
والفرش من استبرق قد بطنت*** ما ظنكم بظهارة لبطان
مرفوعة فوق الأسرة يتكئ*** هو والحبيب بخلوة وأمان
يتحدثان عن الأرائك ما ترى***حبين في الخلوات ينتجيان هذا وكم زريبة ونمارق*** ووسائد صفت بلا حسبان
سؤال ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة مع أن أهل الجنة كلهم شباب؟
السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم. السائل : أحسن الله إليك، ما معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام عن الحسن والحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة. الشيخ : نعم. السائل : مع أن أهل الجنة كلهم شباب؟ الشيخ : إي هذا باعتبار أنهم شباب في الدنيا. السائل : لكن كيف يكون الحال في الآخرة؟ الشيخ : نعم؟ السائل : كيف يكون الحال في الآخرة؟ الشيخ : هو مثل أهل الجنة في الدنيا، أهل الجنة في الدنيا شباب وشيوخ، شباب وشيوخ كلهم أهل جنة، فيقول: ( هؤلاء سيدا شباب أهل الجنة ) في عهد الرسول فيهم كبار، وفيهم صغار، وهم من أهل الجنة، وهذان الرجلان سيدا الشباب .. الجنة الذين في الدنيا. السائل : .. الشيخ : مهو الصحابة من أهل الجنة؟ نعم؟ وفيهم شباب وفيهم شيوخ، هذان سيدا الشباب. السائل : يعني السيادة في الدنيا؟ الشيخ : السيادة في الدنيا.
السائل : ... . الشيخ : أيش؟ السائل : ... . الشيخ : ويش يتغطون؟ السائل : ... . الشيخ : لا لا، هذا خمار على الرأس، مو على الوجه، وهو زينة، وليس كخمار الدنيا الي تشوفه أسود ( فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ). نعم. أخذنا الثلاثة؟ نعم. السائل : ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : على أيش؟ السائل : ... . الشيخ : مُقعيا مُقعيا. السائل : ... . الشيخ : ويش يعني؟ السائل : ... . الشيخ : متكئين على الأرائك، على الأرائك متكئين. السائل : ... . الشيخ : هاه؟ السائل : ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : إي. هو يتحدث عن حديث: ( لا آكل متكئا )، أما في الآخرة فهم متكئون على سرر مصفوفة، وأحوال الآخرة تختلف عن أحوال الدنيا. نعم.
القراءة من قول الناظم: فصل في حلى أهل الجنة..إلى آخره
القارئ : " فصل في حلى أهل الجنة والحلي أصفى لؤلؤ وزبرجد *** وكذاك أسورة من العقيان ". الشيخ : أسورة عندكم؟ بفتح الواو؟ القارئ : أنا عندي أسوَرة. الشيخ : أسوِرة. القارئ : " والحلي أصفى لؤلؤ وزبرجد *** وكذاك أسوِرة من العقيان ما ذاك يختص الإناثُ وإنما *** هو للإناث كذاك للذكران ". الشيخ : الإناثَ. القارئ : الإناثَ؟ الشيخ : يختص الإناثَ. القارئ : " ما ذاك يختص الإناثَ وإنما *** هو للإناث كذاك للذكران التاركين لباسه في هذه الد *** نيا لأجل لباسه بجنان أو ما سمعت بأن حليتهم إلى *** حيث انتهاء وضوئهم بوزان وكذا وضوء أبي هريرة كان قد *** فازت به العضدان والساقان وسواه أنكر ذا عليه قائلا *** ما الساق موضع حلية الإنسان ما ذاك إلا موضع الكعبين والز *** نـدين لا الساقان والعضدان وكذاك أهل الفقه مختلفون في *** هذا وفيه عندهم قولان والراجح الأقوى انتهاء وضوئنا *** للمرفقين كذلك الكعبان هذا الذي قد حدَّه الرحمن في الـ *** ـقرآن لا تعدل عن القرآن واحفظ حدود الرب لا تتعدها *** وكذاك لا تجنح إلى النقصان وانظر إلى فعل الرسول تجده قد *** أبدى المراد وجاء بالتبيان ومن استطاع يطيل غرته فمو *** قوف على الراوي هو الفوقاني ". الطالب : ... الشيخ : يصلح يصلح، نحن نقرأها من كِيسنا، وكان شيخنا عبد الرحمن السعدي يقرأها من كِيسنا، لأن هذا مثل يضرب. نعم. شكلوها بالوجهين بالفتحة والكسرة . القارئ : " فأبو هريرة قال ذا من كيسه *** فغدا يميزه أولو العرفان ونَعيم الراوي له قد شك " الشيخ : ونُعيم. القارئ : ونُعيم؟ الشيخ : نعم. القارئ : " ونُعيم الراوي له قد شك في *** رفع الحديث كذا روى الشيباني وإطالة الغرات ليس بممكن *** أبدا وذا في غاية التبيان ".
( بيان أن أسورة الجنة ثلاثة أصناف من ذهب وفضة ولؤلؤ وأن الرجال والنساء يتحلونها )
والحلى أصفى لؤلؤ وزبرجد*** وكذاك أسورة من العقيان ما ذاك يختص الإناث وإنما*** هو للإناث كذاك للذكران
التاركين لباسه في هذه الد***نيا لأجل لباسه بجنان
الشيخ : حلي أهل الجنة يقول: " أصفى لؤلؤ وزبرجد *** وكذاك أسوِرة من العقيان ". أسورة ذكر الله أنها ثلاثة أصناف: من فضة ولؤلؤ وذهب، ثلاثة أصناف، وإذا تخيلت هذه الأصناف على الذراع وجدت لها منظرا عجيبا، لؤلؤ صافي، ذهب خالص، فضة خالصة، يكون لها منظر، منظر لا يمكن أن يبلغ تصورك مدى هذا المنظر. ويقول ابن القيم رحمه الله أن هذا لا يختص بالإناث بل يشمل الإناث والرجال، حتى الرجال يتحلون بالذهب وبالفضة وباللؤلؤ، لأنهم تركوا هذا في الدنيا فألبسهم الله إياه في الآخرة.
( مواضع حلية أهل الجنة ) أو ما سمعت بأن حليتهم إلى*** حيث انتهاء وضوئهم بوزان وكذا وضوء أبي هريرة كان قد*** فازت به العضدان والساقان
وسواه أنكر ذا عليه قائلا*** ما الساق موضع حلية الإنسان
الشيخ : يقول: " أو ما سمعت بأن حليتهم إلى *** حيث انتهاء وضوئهم بوزان " والوضوء ينتهي إلى المرفق في اليد، وإلى الكعب في الرجل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ). " وكذا وضوء أبي هريرة كان قد *** فازت به العضدان والساقان " العضدان في؟ في اليد، والساقان؟ في الرجل، كان أبو هريرة إذا توضأ يُبلغ حتى يصل إلى قريب المنكب، وكذلك في الساق يُبلغ حتى يصل إلى قريب الركبة، نعم، ولكن يقول ابن القيم: " وسواه أنكر ذا عليه قائلا *** ما الساق موضع حلية الإنسان " يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( تبلغ الحلية من المؤمن ) والساق لا يحلى، الحلية تكون في الرجل في الأسفل، ما تكون في الساق، ويقول: " ما الساق موضع حلية الإنسان ".
ما ذاك إلا موضع الكعبين والز***نـدين لا الساقان والعضدان (معنى الزند)
الشيخ :" ما ذاك إلا موضع الكعبين والز *** نـدين لا الساقان والعضدان " يقول: إن الحلية تكون إلى الكعب، وتكون أيضا للزندين فقط. ما هما الزندان؟ هما العظمان، الذراع هذا فيه عظمان، فلكل إنسان أربعة، أربعة أزناد، في كل يد اثنان. يقول، ثم قال رحمه الله: " ما ذاك إلا موضع الكعبين والز *** نـدين لا الساقان والعضدان ". العضدان فوق المرفق، والساق أيضا فوق الكعب. " وكذاك أهل الفقه مختلفون في *** هذا وفيه عندهم قولان " القولان عند أهل الفقه.
( ذكر مسألة فقهية هل الوضوء ينتهي إلى المرفقين والكعبين أو يتعدى إلى العضدين والساقين وذكر الراجح في المسألة وبيان مذهب الحنابلة في ذلك ) وكذاك أهل الفقه مختلفون في*** هذا وفيه عندهم قولان والراجح الأقوى انتهاء وضوئنا*** للمرفقين كذلك الكعبان
هذا الذي قد حده الرحمن في الـ***ـقرآن لا تعدل عن القرآن
واحفظ حدود الرب لا تتعدها*** وكذاك لا تجنح إلى النقصان
الشيخ : هل يسن مجاوزة محل الفرض أو لا يسن؟ يعني هل ينبغي للإنسان إذا توضأ أن يغسل العضد كما يغسل الذراع، وهل يغسل الساق كما يغسل القدم الرجل؟ فيه خلاف، والمشهور عندنا في مذهب الحنابلة أنه تسن الزيادة على محل الفرض، لكن ابن القيم يقول: " والراجح الأقوى انتهاء وضوئنا *** للمرفقين كذلك الكعبان " الراجح في النظر والأقوى في الدليل، الراجح نظرا ودليلا أنه إلى الكعب في الرجل وإلى المرفق في اليد. " هذا الذي قد حده الرحمن في الـ *** ـقرآن لا تعدل عن القرآن " لأن الله قال: (( وأيديكم إلى المرافق ))، وقال: (( وأرجلكم إلى الكعبين )) حدد، فلا تعدل عن القرآن. " واحفظ حدود الرب لا تتعدها *** وكذاك لا تجنح إلى النقصان " والناس في الحدود ينقسمون إلى قسمين: قسم يتعدى الحدود، وقسم يقصر عنه، فأنت لا تتعدى ولا تقصر.
( لم يرد في الأحاديث أن رسول الله غسل العضد والساق والجواب عن حديث أبي هريرة عند مسلم ) وانظر إلى فعل الرسول تجده قد***أبدى المراد وجاء بالتبيان ومن استطاع يطيل غرته فمو***قوف على الراوي هو الفوقاني
الشيخ :" وانظر إلى فعل الرسول تجده قد *** أبدى المراد وجاء بالتبيان ". صلوات الله وسلامه عليه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأحاديث التي وصفت وضوؤه لم يذكر أنه كان يغسل العضد أو يغسل الساق، غاية ما هناك ما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة: ( أنه غسل حتى أشرع في العضد، وحتى أشرع في الساق، وقال: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ) وذلك لأنه لا يمكن أن يتحقق بلوغ الماء إلى الكعبين إلا إذا شرع في الساق، وكذلك بالنسبة للعضد، أما أن يُبلغ حتى يرتفع قال: " ومن استطاع يطيل غرته فمو *** قوف على الراوي هو الفوقاني ". يشير إلى قوله في الحديث: ( فمن استطاع منكم أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل ). يقول: " هذا موقوف على الراوي هو الفوقاني ". من الراوي الفوقاني؟ أبو هريرة لأنه هو منتهى السند.
فأبو هريرة قال ذا من كيسه*** فغدا يميزه أولو العرفان
ونعيم الراوي له قد شك في*** رفع الحديث كذا روى الشيباني
الشيخ :" فأبو هريرة قال ذا من كيسه *** فغدا يميزه أولو العرفان " يعني جاء به من عنده ( فمن استطاع منكم أن يطيل ) وإلا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله. " ونُعيم الراوي له قد شك في *** رفع الحديث " نعيم المجمر الذي روى الحديث عن أبي هريرة، يقول: " قد شك في رفعه كذا روى الشيباني " الشيباني يعني به الإمام أحمد بن حنبل، يعني أن رواية الإمام أحمد شك نعيم هل هذا من قول الرسول صلى الله عليه سلم أو من قول أبي هريرة.
وإطالة الغرات ليس بممكن*** أبدا وذا في غاية التبيان ( معنى الغرة وبيان عدم إمكانية إطالة الغرة )
الشيخ : ثم قال: " وإطالة الغرات ليس بممكن *** أبدا وذا في غاية التبيان " إطالة الغرات لا يمكن، الغرة الوجه، الغرة هي الوجه، وهل يمكن للإنسان أن يطيل وجهه؟ لا يمكن، لو وسعه مثلا فالمنتهى الأذنان، إذا وصل الغسل إلى الأذن لم تكن الأذن من الوجه، أو صعد به إلى فوق الناصية لم تكن ناصية من الوجه، إذن إطالة الغرات الذي في الحديث: ( فمن استطاع منكم أن يطيل غرته ) غير ممكن، يعني لو أمكن إطالة التحجيل لم يمكن إطالة الغرات، والنبي عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يتكلم بكلام غير ممكن، كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن إلا أن يكون واقعا موافقا للحقيقة.
الشيخ : والخلاصة الآن: أن أهل الجنة يحلون من أساور من ذهب ولؤلؤ ومن فضة، وأن الحلية تبلغ إلى حيث يبلغ الوضوء، ففي اليدين إلى المرفقين، وفي الرجلين إلى الكعبين. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء.
قراءة قول الناظم: فصل في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن ( لم يقرأ الطالب هذه الأبيات ولكن أثبتها لأنها موجودة في النظم في هذا المكان)
يا من يطوف بكعبة الحسن التي*** خفت بذاك الحجر والأركان
ويظل يسعى دائما حول الصفا*** ومحسر مسعاه لا العلمان
ويروم قربان الوصال على منى*** والخيف يحجبه عن القربان
فلذا تراه محرما أبدا ومو***ضع حله منه فليس بدان
يبغي التمتع مفردا من حبه*** متجردا يبغي شفيع قران
فيظل بالجمرات يرمي قلبه*** هذي مناسكه بكل زمان
والناس قد قضوا مناسكهم وقد*** حثوا ركائبهم إلى الأوطان
وحدت بهم همم لهم وعزائم*** نحو المنازل أول الأزمان
رفعت لهم في السير أعلام الوصا***ل فشمروا يا خيبة الكسلان
ورأوا على بعد خياما مشرفا***ت مشرقات النور والبرهان
فتيمموا تلك الخيام فآنسوا*** فيهن أقمارا بلا نقصان
من قاصرات الطرف لا تبغى سوى**** محبوبها من سائر الشبان
قصرت عليه طرفها من حسنه*** والطرف في ذا الوجه للنسوان
أو أنها قصرت عليه طرفه*** من حسنها فالطرف للذكران
والأول المعهود من وضع الخطا***ب فلا تحد عن ظاهر القرآن
ولربما دلت إشارته على الثـ***ـاني فتلك إشارة لمعان
القارئ : " فصل: في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن يا من يطوف بكعبة الحسن التي *** خفت بذاك الحجر والأركان ويظل يسعى دائما حول الصفا *** ومحسّر مسعاه لا العلمان ويروم قربان الوصال على منى *** والخيف يحجبه عن القربان فلذا تراه محرما أبدا ومو*** ضع حله منه فليس بدان يبغي التمتع مفردا من حبه *** متجردا يبغي شفيع قران فيظل بالجمرات يرمي قلبه *** هذي مناسكه بكل زمان والناس قد قضوا مناسكهم وقد*** حثوا ركائبهم الى الأوطان وحدت بهم همم لهم وعزائم *** نحو المنازل أول الأزمان زفعت لهم في السير أعلام الوصا *** ل فشمّروا يا خيبة الكسلان ورأوا على بعد خياما مشرفا *** ت مشرقات النور والبرهان فتيمموا تلك الخيام فآنسوا *** فيهن أقمارا بلا نقصان من قاصرات الطرف لا تبغى سوى *** محبوبها من سائر الشبان قصرت عليه طرفها من حسنه *** والطرف في ذا الوجه للنسوان أو أنها قصرت عليه طرفه *** من حسنها فالطرف للذكران والأول المعهود من وضع الخطا *** ب فلا تحدن عن ظاهر القرآن ولربما دلت اشارته على الثـ *** ـاني فتلك اشارة لمعان ".
القراءة والتعليق لقول الناظم:
هذا وليس القاصرات كمن غدت*** مقصورة فهما إذا صنفان
القارئ : " هذا وليس القاصرات كمن غدت *** مقصورة فهما إذن صنفان يا مطلق الطرف ". الشيخ : طيب، قوله : " كمن غدت مقصورة " يشير إلى؟ الجنتين الأخريين (( حور مقصورات في الخيام ))، وفي الجنتين الأوليين قال: (( فيهن قاصرات الطرف ))، فليست القاصرات كالمقصورات، وهذا صحيح، فهما إذن صنفان: صنف مقصور، وصنف قاصر. نعم. القارئ : " يا مطلق الطرف المعذب في الألى *** جردن عن حسن وعن إحسان لا تسبينّك ". الشيخ : طيب. قوله : " في الألى " يعني اللائي، والمراد نساء الدنيا. " في الألى *** جردن عن حسن وعن إحسان " قوله: " عن حسن " يعني: باعتبار نساء الجنة، لأن حسن نساء أهل الدنيا مهما كان لا ينسب إطلاقا إلى حسن نساء أهل الجنة. وكذلك الإحسان، الإحسان في النساء قليل، ولو أحسنت يوما أساءت دهرا، نعم، هذا الغالب عليهن، ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام بأن نصبر على النساء، وقال: ( إنهن خلقن من ضلع، وأعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج ). لكن المؤلف نسمع الآن. " يا مطلق " القارئ : أعيده؟ الشيخ : نعم.
القراءة من قول الناظم: يا مطلق الطرف المعذب في الألى..إلى قوله..بعولهن وهن للأخدان
القارئ : " يا مطلق الطرف المعذب في الألى *** جردن عن حسن وعن إحسان لا تسبينّك صورة من تحتها *** الداء الدوي تبوء بالخسران قبحت خلائقها وقبح فعلها *** شيطانة في صورة الإنسان تنقاد للأنذال والأرذال هم *** أكفاؤها من دون ذي الإحسان ما ثم من دين ولا عقل ولا *** خلق ولا خوف من الرحمن وجمالها زور ومصنوع فإن *** تركته لم تطمح لها العينان " الشيخ : تتركه، الظاهر إنه تتركه، ما عندكم نسخة تتركه؟ الطالب : ... . الشيخ : كلكم؟ لا، الظاهر ما يستقيم البيت إلا بهذا: فإن تتركه. الطالب : نسخة ولا؟ الشيخ : لا لا، تصحيح. الطالب : ... . الشيخ : فإن تتركه. الطالب : ... . الشيخ : فإن تتركه. الطالب : شيخ. الشيخ : نعم. الطالب : ... . الشيخ : هاه؟ الطالب : ... . الشيخ : قَبُحت. الطالب : عندنا قحب. الشيخ : قحبت. الطالب : قحب. الشيخ : لا لا، عدلوها، قبحت خلائقها، عدلوها. القارئ : " وجمالها زور ومصنوع فإن *** تتركه لم تطمح لها العينان طبعت على ترك الحفاظ فما لها *** بوفاء حق البعل قط يدان إنّ قصر الساعي عليها ساعة *** قالت وهل أوليت من إحسان أو رام تقويما لها استعصت ولم *** تقبل سوى التعويج والنقصان أفكارها في المكر والكيد الذي *** قد حار فيه فكرة الإنسان فجمالها قشر رقيق تحته *** ما شئت من عيب ومن نقصان نقد رديء فوقه من فضة *** شيء يظن به من الأثمان فالناقدون يرون ماذا تحته *** والناس أكثرهم من العميان أما جميلات الوجوه فخائنا *** ت بعولهن وهن للأخدان ". الشيخ : طيب.
( بيان أن وصف ابن القيم للنساء هو وصف النساء الزانيات الفاسقات دون الصالحات )
يا مطلق الطرف المعذب في الألى*** جردن عن حسن وعن إحسان لا تسبينك صورة من تحتها الد*** اء الدوي تبوء بالخسران
قبحت خلائقها وقبح فعلها*** شيطانة في صورة الإنسان
تنقاد للأنذال والأرذال هم*** أكفاؤها من دون ذي الإحسان
ما ثم من دين ولا عقل ولا*** خلق ولا خوف من الرحمن
وجمالها زور ومصنوع فان*** تتركه لم تطمح لها العينان
طبعت على ترك الحفاظ فما لها*** بوفاء حق البعل قط يدان
إن قصر الساعي عليها ساعة *** قالت وهل أوليت من إحسان
أو رام تقويما لها استعصت ولم*** تقبل سوى التعويج والنقصان
أفكارها في المكر والكيد الذي*** قد حار فيه فكرة الإنسان فجمالها قشر رقيق تحته*** ما شئت من عيب ومن نقصان
نقد رديء فوقه من فضة*** شيء يظن به من الأثمان
فالناقدون يرون ماذا تحته*** والناس أكثرهم من العميان
أما جميلات الوجوه فخائنا***ت بعولهن وهن للأخدان
الشيخ : هذا الذي ذكره ابن القيم رحمه الله في وصف النساء لعله يريد بهذا النساء الباغيات، أي: اللاتي يخن أزواجهن بالزنا واتخاذ الأخدان وما أشبه ذلك، ولا يريد بهذا جميع النساء، لأن لأن الله تعالى قال في كتابه: (( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )) وكم من امرأة ليست على ما وصف ابن القيم رحمه الله في هذا، لكنه يريد بذلك البغايا، يريد البغايا اللاتي يخدعن بجمالهن الذي هو زيف، تجميل وليس جمالا في الحقيقة، قشر رقيق تحته البلاء، والناقد والناقد معناه البصير بالشيء. " يرون ماذا تحته *** والناس أكثرهم من العميان " ولهذا قال: " والحافظات الغيب منهن ". نعم.
القراءة من قول الناظم: والحافظات الغيب منهن التي..إلى آخر الفصل
القارئ : " والحافظات الغيب منهن التي *** قد أصبحت فردا من النسوان فانظر مصارع من يليك ومن خلا *** من قبل من شيب ومن شبان وارغب بعقلك أن تبيع العالي الـ *** ـباقي بذا الأدنى الذي هو فان ". الشيخ : الله المستعان! القارئ : " إن كان قد أعياك خود مثل ما *** تبغي ولم تظفر إلى ذا الآن فاخطب من الرحمن خودا ثم قد *** م مهرها ما دمت ذا إمكان ذاك النكاح عليك أيسر إن يكن*** لك نسبة للعلم والإيمان ". الشيخ : الله أكبر! القارئ : " والله لم تخرج إلى الدنيا للذ *** ة عيشها أو للحطام الفاني لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ *** أخرى فجئت بأقبح الخسران أهملت جمع الزاد حتى فاد بل ". الشيخ : فات فات. القارئ : " أهملت جمع الزاد حتى فات بل *** فات الذي ألهاك عن ذا الشان والله لو أنّ القلوب سليمة *** لتقطعت أسفا من الحرمان ". الشيخ : إي والله! القارئ : " لكنها سكرى بحب حياتها الد *** نيا وسوف تفيق بعد زمان ". الشيخ : الله المستعان!
( بيان أن حياة الصالحين ألذ عيشا في الدنيا ) والحافظات الغيب منهن التي*** قد أصبحت فردا من النسوان فانظر مصارع من يليك ومن خلا*** من قبل من شيب ومن شبان
وارغب بعقلك أن تبيع العالي الـ***ـباقي بذا الأدنى الذي هو فان
إن كان قد أعياك خود مثل ما*** تبغي ولم تظفر إلى ذا الآن
فاخطب من الرحمن خودا ثم قد*** م مهرها ما دمت ذا إمكان
ذاك النكاح عليك أيسر إن يكن*** لك نسبة للعلم والايمان
الشيخ : يقول: إذا أعياك في هذه الدنيا خود يعني امرأة مستورة طيبة الخلق والخُلق فاخطب إلى الرحمن، يعني: قدم المهر إلى الله عز وجل لخطبة الحور العين، وذلك بماذا؟ بالإيمان والعمل الصالح، والإيمان والعمل الصالح هو مهر أيسر من مهور نساء الدنيا، وهو أيضا يطيب به القلب، وينشرح به الصدر، وتنبسط به النفس، ولا حياة ألذ من حياة أهل الإيمان والصلاح، أبدا، حتى قال بعض السلف: " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ". الملوك وأبناء الملوك سرورهم ورفاهيتهم سرور جسد، لا سرور قلب، رفاهية جسد، لا رفاهية نفس، وإن كانوا منعمين، ويخدمون، وتقدم لهم أطيب الفواكه والأطعمة والفرش والأسرة، لكن نفوسهم ليست مسرورة، نفوسهم في حبس، في ضيق. (( لكن من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )) حياة طيبة، لم يقل: لنوسعن عليه في الرزق والقصور والمراكب، حياة طيبة، تجد قلبه منشرحا منعما مسرورا دائما، لا ينغلق، حتى إنه إذا انغلق فتح له باب الاستغفار، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله سبعين مرة )، فتجده دائما منشرحا، لأنه يقول بلسان الحال إن فاتتني الدنيا أدركت الآخرة، وإن لم تفتني جمعت بين الدنيا والآخرة، فهو يترقب دارا أكمل من داره التي هو فيها، أكمل بكثير، لأنه يؤمن بها، فيترقبها ويسعى للوصول إليها، ومع ذلك يجعل الله في قلبه من السرور والبهجة وطيب العيش ما لا يحصل لغيره.
( بيان أن مقصود خلق العبد هو عبادة الله وحده وبيان اغتنام الأعمال الصالحة في الدنيا ) والله لم تخرج إلى الدنيا للذ***ة عيشها أو للحطام الفاني
لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ***أخرى فجئت بأقبح الخسران
أهملت جمع الزاد حتى فات بل*** فات الذي ألهاك عن ذا الشان
الشيخ : يقول، يقول ابن القيم: " والله لم تخرج إلى الدنيا للذ *** ة عيشها أو للحطام الفاني " صحيح، ما خرجنا لنعيش في الدنيا كما تعيش البهائم، نأكل ونشرب وننام فقط، ولكن خرجنا لكي نعد الزاد للأخرى، كما قال الله تعالى: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))، وقال تعالى : (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق )) تعالى وتعاظم أن يخلقنا عبثا لا نرجع إليه. (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )). سوف نقف بين يدي الله عز وجل ملاقاة، ويحاسبنا، ثم نؤتى الكتب بالأيمان أو بالشمائل - نسأل الله أن يجعل كتابنا باليمين -. يقول : " لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ *** أخرى فجئت بأقبح الخسران أهملت جمع الزاد حتى فات ". صحيح، أي زاد الي هو أهمل؟ زاد الآخرة، أهمل جمعه، وجمع زاد الآخرة بالأعمال الصالحة، هي زاد الآخرة، جتى فات. " بل*** فات الذي ألهاك عن ذا الشان " الله أكبر! إذن فاته زادان: زاد الآخرة، والزاد الذي ألهاه عن زاد الآخرة، ما الذي ألهاه عن هذا الزاد؟ الدنيا ومتعها فاتت، الدنيا الآن لا يمضي منها دقيقة فترجع، كلها تفوت، دقائق لحظات وإذا أنت على شفا البئر انتهيت، لكن نعيم الآخرة يزداد ويبقى ولا يفنى أبدا (( خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ )) لا ينقطع أبدا. فكيف نؤثر الفاني على الباقي؟! والله إنه جهل منا يا إخوان، جهل وغفلة وتغافل، كيف نفضل الدنيا على الآخرة؟! مع أننا نحس بها نراها تذهب ولا ترجع تفوت، فإذا لم نستدرك أعمارنا بالأعمال الصالحة فاتتنا الدنيا والآخرة. (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )). فلهذا قال ابن القيم رحمه الله وغفر له وجزاه عنا خيرا، قال: " أهملت جمع الزاد حتى فات بل *** فات الذي ألهاك عن ذا الشان " ما الذي ألهى عن ذا الشان؟ الدنيا.
والله لو أن القلوب سليمة*** لتقطعت أسفا من الحرمان ( بيان اغتنام الأعمال الصالحة في الدنيا والحث على قيام الليل وذكر الله تعالى وإصلاح القلوب )
الشيخ :" والله لو أن القلوب سليمة *** لتقطعت أسفا من الحرمان " أقسم وصدق، والله لو أن قلوبنا سليمة لتقطّعت أسفا من الحرمان، ما أكثـر الساعات التي تمر بنا ونحن نُحرَمُ منها، لانستفيد منها، تذهب سبهللا، والعمر والزمن أغلى من الثمن، أغلى من الذهب، وأغلى من الفضة، الذهب والفضة لو ذهبت يمكن يأتي بدلها شيء، لكن العمر والزمن لا يأتي بدله شيء، إذا ذهب ذهب ما في رد (( وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))(( حتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا )) ما فِي رُجُوع (( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ))(( لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ )). أنت الآن في مهلة، اغتنم الوقت، اجعل لنفسك حزبا من كتاب الله عزَّ وجل، اجعل لِنفسك وقتا للعمل الصالح، قم في آخر الليل ولو نصف ساعة قبل الفجر، ناج ربَّك، ادع، فإنه تعالى ينزل للسماء الدنيا يقول: ( من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفرله ). ما الذي لا يقدر أن يقوم قبل الفجر بنصف ساعة؟! أمر بسيط جدا، نحن نسأل الله أن يرحمنا برحمته، لا نقوم ثلث الليل ولا نصف الليل، لكن ألا يمكن أن نقوم نصف ساعة فقط!! نذكر الله فيها، نتوضأ، نصلي ما شاء الله، نوتر، هذا أمر أظنه بسيط جدا. كذلك أيضا نجعل حياتنا كلّها ذكرا لله، فإنّ المؤمن الكيّس هو الذي يجعل حياته كلّها ذكرا لله، لأن في كلّ شيء أمامنا آية من آيات الله، فإذا ذكرنا هذا الشيء الذي أمامنا من آيات الله ذكرنا بذلك الله عزّ وجل، ذكرنا الله، فيكون الإنسان دائما يذكر الله عزَّ وجل بما يشاهد من آيات الله الكونية، بل بما يشاهد من نفسه وتقلباتها. القلب الآن أنا أسألكم هل قلوبكم على وتيرة واحدة دائما؟ لا، في غفلة أحيانا، في إنابة أحيانا، في تذكر أحيانا، في حياة بينة أحيانا، أحيانا يحيى قلبك حياة تتمتع بها مدة من الزمن تتذكرها، ربما تتذكر حالة وقفت فيها بين يدي الله عزَّ وجل مصليا ساجدا قبل ثلاثين سنة أو أكثر حسب عمر الإنسان، لأنها أثَّرت في قلبك. فمثل هذه الأشياء ينبغي أن نستغلها، ينبغي أن نستغلها وأن لا نغفل، فالغفلة موت، قسوة للقلب وموت للقلب. يقول: " والله لو أنَّ القُلوب سليمةٌ *** لتقطَّعت أسفاً من الحِرمان " حُزناً تتقطع من حرمانها.
التعليق على قول الناظم: لكنها سكرى بحب حياتها الد***نيا وسوف تفيق بعد زمان
الشيخ :" لكنَّها سكرى بحُبِّ حياتها الدُّنيا " وصدق، القلوب سكرى، بل بحب حياتها الدنيا، تسعى للدنيا أولا وآخرا، ينام الإنسان وهو يفكر في الدنيا، يستيقظ وهو يفكر في الدنيا، نعم، ومتى تفيق؟ قال: " وسوف تفيقُ بعد زمان " متى؟ عند الموت، يفيق الإنسان، يقول: ليتني فعلت، ليتني فعلت. وأشدّ من ذلك إفاقة إذا كان يوم القيامة (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي )). قال الله تعالى : (( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )) أو يقولها القائل نفس الذي عض على يديه يقول: (( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )). وهناك لاينفع الندم، عند الموت لا ينفع الندم. أسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يجعلني وإيَّاكم ممن يغتنم الأوقات بالأعمال الصالحة، وأن يثبتنا عند الممات وبعد الممات، وفي يوم يجعل الولدان شيبا، إنه جواد كريم. انتهى الوقت؟
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " فصل: فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ *** ـتر لنفسك يا أخا العرفان حور حسان قد كملن خلائقا *** ومحاسنا من أجمل النسوان حتى يحار الطرف في الحسن الذي *** قد ألبست فالطرف كالحيران ويقول لما أن يشاهد حسنها *** سبحان معطي الحسن والإحسان والطرف يشرب من كؤوس جمالها *** فتراه مثل الشارب النشوان كملت خلائقها وأكمل حسنها *** كالبدر ليل الست بعد ثمان والشمس تجري في محاسن وجهها *** والليل تحت ذوائب الأغصان ". الشيخ : الله أكبر! القارئ : " فتراه يعجب وهو موضع ذاك من *** ليل وشمس كيف يجتمعان فيقول سبحان الذي ذا صنعه *** سبحان متقن صنعة الإنسان لا الليل يدرك شمسها فتغيب عنـ *** ـد مجيئه حتى الصباح الثاني والشمس لا تأتي بطرد الليل بل *** يتصاحبان كلاهما أخوان وكلاهما مرآة صاحبه إذا *** ما شاء يبصر وجهه يريان ". الشيخ : الله أكبر! القارئ : " فيرى محاسن وجهه في وجهها *** وترى محاسنها به بعيان حمر الخدود ثغورهن لآلئ *** سود العيون فواتر الأجفان والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القصر للجدران ولقد رَوِينا أن ". الشيخ : رَوَينا. القارئ : سم؟ الشيخ : رَوينا. القارئ : " ولقد رَوَينا أن برقا ساطعا *** يبدو فيسأل عنه من بجنان فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك *** في الجنة العليا كما تريان لله لاثم ذلك الثغر الذي *** في لثمه إدراك كل أمان ريانة الأعطاف من ماء الشبا *** ب فغصنها بالماء ذو جريان لما جرى ماء النعيم بغصنها *** حمل الثمار كثيرة الألوان فالورد والتفاح والرمان في *** غصن تعالى غارس البستان والقد منها كالقضيب اللدن في *** حسن القوام كأوسط القضبان ". الشيخ : والقد. القارئ : " في مغرس كالعاج تحسب أنه *** عالي النقا أو واحد الكثبان لا الظهر يلحقها وليس ثديها *** بلواحق للبطن أو بدوان لكنهن كواعب ونواهد *** فثديهن كألطف الرمان والجيد ذو طول وحسن في بيا *** ".