شرح نونية ابن القيم-57b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
النونية
الحجم ( 5.52 ميغابايت )
التنزيل ( 615 )
الإستماع ( 54 )


1 - التعليق على قول الناظم: فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ***ـتر لنفسك يا أخا العرفان حور حسان قد كملن خلائقا*** ومحاسنا من أجمل النسوان حتى يحار الطرف في الحسن الذي*** قد ألبست فالطرف كالحيران ويقول لما أن يشاهد حسنها*** سبحان معطي الحسن والإحسان والطرف يشرب من كؤوس جمالها*** فتراه مثل الشارب النشوان كملت خلائقها وأكمل حسنها*** كالبدر ليل الست بعد ثمان والشمس تجري في محاسن وجهها***والليل تحت ذوائب الأغصان فتراه يعجب وهو موضع ذاك من*** ليل وشمس كيف يجتمعان فيقول سبحان الذي ذا صنعه***سبحان متقن صنعة الإنسان لا الليل يدرك شمسها فتغيب عنـ***ـد مجيئه حتى الصباح الثاني والشمس لا تأتي بطرد الليل بل*** يتصاحبان كلاهما أخوان وكلاهما مرآة صاحبه إذا*** ما شاء يبصر وجهه يريان فيرى محاسن وجهه في وجهها*** وترى محاسنها به بعيان حمر الخدود ثغورهن لآلئ*** سود العيون فواتر الأجفان والبرق يبدو حين يبسم ثغرها*** فيضيء سقف القصر بالجدران ولقد روينا أن برقا ساطعا*** يبدو فيسأل عنه من بجنان فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك*** في الجنة العليا كما تريان لله لاثم ذلك الثغر الذي*** في لثمه إدراك كل أمان ريانة الأعطاف من ماء الشبا***ب فغصنها بالماء ذو جريان لما جرى ماء النعيم بغصنها*** حمل الثمار كثيرة الألوان فالورد والتفاح والرمان في*** غصن تعالى غارس البستان والقد منها كالقضيب اللدن في*** حسن القوام كأوسط القضبان في مغرس كالعاج تحسب أنه*** عالي النقا أو واحد الكثبان لا الظهر يلحقها وليس ثديها*** بلواحق للبطن أو بدوان لكنهن كواعب ونواهد*** فثديهن كألطف الرمان والجيد ذو طول وحسن في بيا***ض واعتدال ليس ذا نكران يشكو الحلي بعاده فله مدى الـ***أيام وسواس من الهجران والمعصمان فان تشأ شبههما*** بسبيكتين عليهما كفان كالزبد لينا في نعومة ملمس*** أصداف در دورت بوزان والصدر متسع على بطن لها*** حفت به خصران ذات ثمان وعليه أحسن سرة هي مجمع الـ***ـخصرين قد غارت من الأعكان حق من العاج استدار وحوله*** حبات مسك جل ذو الإتقان وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا*** ما للصفات عليه من سلطان لا الحيض يغشاه ولا بول ولا*** شيء من الآفات في النسوان فخذان قد حفا به حرسا له*** فجنابه في عزة وصيان قاما بخدمته هو السلطان بيـ***ـنهما وحق طاعة السلطان وهو المطاع أميره لا ينثني*** عنه ولا هو عنده بجبان وجماعها فهو الشفاء لصبها*** فالصب منه ليس بالضجران وإذا يجامعها تعود كما أتت*** بكرا بغير دم ولا نقصان فهو الشهي وعضوه لا ينثني*** جاء الحديث بذا بلا نكران ولقد رأينا أن شغلهم الذي*** قد جاء في يس دون بيان شغل العروس بعرسه من بعدما*** عبثت به الأشواق طول زمان بالله لا تسأله عن أشغاله*** تلك الليالي شأنه ذو شان واضرب لهم مثلا بصب غاب عن*** محبوبه في شاسع البلدان والشوق يزعجه إليه وما له***بلقائه سبب من الإمكان وافى إليه بعد طول مغيبه*** عنه وصار الوصل ذا إمكان أتلومه إن صار ذا شغل به*** لا والذي أعطى بلا حسبان يا رب غفرا قد طغت أقلامنا*** يا رب معذرة من الطغيان أستمع حفظ

3 - القراءة من قول الناظم: فصل ( لكن لم يشرحه الشيخ لوضوحه ) أقدامها من فضة قد ركبت*** من فوقها ساقان ملتفان والساق مثل العاج ملموم يرى*** مخ العظام وراءه بعيان والريح مسك والجسوم نواعم*** واللون كالياقوت والمرجان وكلامها يسبي العقول بنغمة*** زادت على الأوتار والعيدان وهي العروب بشكلها وبدلها*** وتحبب للزوج كل أوان وهي التي عند الجماع تزيد في*** حركاتها للعين والأذنان لطفا وحسن تبعل وتغنج*** وتحبب تفسير ذي العرفان تلك الحلاوة والملاحة أوجبا*** إطلاق هذا اللفظ وضع لسان فملاحة التصوير قبل غناجها*** هي أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لصب وامق*** بلغت به اللذات كل مكان أستمع حفظ

5 - ( معنى قوله تعالى:{ إنا أنشأنهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا } ) أتراب سن واحد متماثل*** سن الشباب لأجمل الشبان بكر فلم يأخذ بكارتها سوى الـ***ـمحبوب من إنس ولا من جان حصن عليه حارس من أعظم الـ***ـحراس بأسا شأنه ذو شان فإذا أحس بداخل للحصن ولـ***ـى هاربا فتراه ذا إمعان ويعود وهنا حين رب الحصن يخـ***ـرج منه فهو كذا مدى الأزمان وكذا رواه أبو هريرة أنها*** تنصاغ بكرا للجماع الثاني لكن دراجا أبا السمح الذي*** فيه يضعفه أولو الإتقان هذا وبعضهم يصحح عنه في التـ***ـفسير كالمولود من حبان فحديثه دون الصحيح وأنه*** فوق الضعيف وليس ذا إتقان أستمع حفظ

6 - القراءة من قول الناظم: يعطي المجامع قوة المائة التي اجـ***ـتمعت لأقوى واحد الإنسان لا إن قوته تضاعف هكذا*** إذ قد يكون لأضعف الأركان ويكون أقوى منه ذا نقص من الـ***إيمان والأعمال والإحسان ولقد روينا أنه يغشى بيو***م واحد مائة من النسوان ورجاله شرط الصحيح رووا لهم*** فيه وذا في معجم الطبراني هذا دليل أن قدر نسائهم*** متفاوت بتفاوت الإيمان وبه يزول توهم الإشكال عن*** تلك النصوص بمنة الرحمان وبقوة المائة التي حصلت له*** أفضى إلى مائة بلا خوران وأعفهم في هذه الدنيا هو الـ***أقوى هناك لزهده في الفاني فاجمع قواك لما هناك وغمض الـ***ـعينين واصبر ساعة لزمان ما ههنا والله ما يسوى قلا*** مة ظفر واحدة ترى بجنان أستمع حفظ

10 - القراءة من قول الناظم:فصل ( لم يشرحه الشيخ لوضوحه ) وإذا بدت في حلة من لبسها*** وتمايلت كتمايل النشوان تهتز كالغصن الرطيب وحمله*** ورد وتفاح على رمان وتبخترت في مشيها ويحق ذا***ك لمثلها في جنة الحيوان ووصائف من خلفها وأمامها*** وعلى شمائلها وعن أيمان كالبدر ليلة تمه قد حف في*** غسق الدجى بكواكب الميزان فلسانه وفؤاده والطرف في*** دهش وإعجاب وفي سبحان فالقلب قبل زفافها في عرسه*** والعرس إثر العرس متصلان حتى إذا ما واجهته تقابلا*** أرأيت إذ يتقابل القمران فسل المتيم هل يحل الصبر عن*** ضم وتقبيل وعن فلتان وسل المتيم أين خلف صبره*** في أي واد أم بأي مكان وسل المتيم كيف حالته وقد*** ملئت له الأذنان والعينان من منطق رقت حواشيه ووجـ***ـه كم به للشمس من جريان وسل المتيم كيف عيشته إذا*** وهما على فرشيهما خلوان يتساقطان لآلئا منثورة*** من بين منظوم كنظم جمان وسل المتيم كيف مجلسه مع الـ***ـمحبوب في روح وفي ريحان وتدور كاسات الرحيق عليهما*** بأكف أقمار من الولدان يتنازعان الكأس هذا مرة*** والخود أخرى ثم يتكئان فيضمها وتضمه أرأيت معـ***ـشوقين بعد البعد يلتقيان غاب الرقيب وغاب كل منكد***وهما بثوب الوصل مشتملان أتراهما ضجرين من ذا العيش لا*** وحياة ربك ما هما ضجران ويزيد كل منهما حبا لصا***حبه جديدا سائر الأزمان ووصاله يكسوه حبا بعده*** متسلسلا لا ينتهي بزمان فالوصل محفوف بحب سابق*** وبلاحق وكلاهما صنوان فرق لطيف بين ذاك وبين ذا*** يدريه ذو شغل بهذا الشان ومزيدهم في كل وقت حاصل*** سبحان ذي الملكوت والسلطان يا غافلا عما خلقت له انتبه*** جد الرحيل فلست باليقظان سار الرفاق وخلفوك مع الألى*** قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني ورأيت أكثر من ترى متخلفا*** فتبعتهم ورضيت بالحرمان لكن أتيت بخطتي عجز وجهـ***ـل بعد ذا وصحبت كل أمان منتك نفسك باللحاق مع القعو***د عن المسير وراحة الأبدان ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا*** ماذا صنعت وكنت ذا إمكان أستمع حفظ

12 - ( الجمع بين النصوص في مسألة حبل نساء أهل الجنة ) والناس بينهم خلاف هل بها*** حبل وفي هذا لهم قولان فنفاه طاوس وإبراهيم ثم*** مجاهد وهم أولو العرفان وروى العقيلي الصدوق أبو رزيـ***ـن صاحب المبعوث بالقرآن أن لا توالد في الجنان رواه تعـ***ـليقا محمد العظيم الشان وحكاه عنه الترمذي وقال اسـ***ـحاق بن إبراهيم ذو الإتقان لا يشتهي ولدا بها ولو اشتها***ه لكان ذك محقق الإمكان وروى هشام لابنه عن عامر*** عن ناجي عن سعد بن سنان أن المنعم بالجنان إذا اشتهى *** الــولد الذي هو نسخة الإنسان فالحمل ثم الوضع ثم السن في*** فرد من الساعات في الأزمان إسناده عندي صحيح قد روا***ه الترمذي وأحمد الشيباني ورجال ذا الإسناد محتج بهم*** في مسلم وهم أولو إتقان لكن غريب ما له من شاهد***فرد بذا الإسناد ليس بثان لولا حديث أبي رزين كان ذا*** كالنص يقرب منه في التبيان ولذاك أوله ابن إبراهيم بالـ***ـشرط الذي هو منتفي الوجدان وبذاك رام الجمع بين حديثه*** وأبي رزين وهو ذو إمكان هذا وفي تأويله نظر فـإن إذا*** لتحقيق وذي إتقان أستمع حفظ

15 - القراءة من قول الناظم: واحتج من نصر الولادة أن في الجـ***ـنات سائر شهوة الإنسان والله قد جعل البنين مع النسا*** من أعظم الشهوات في القرآن فأجيب عنه بأنه لا يشتهي*** ولدا ولا حبلا من النسوان واحتج من منع الولادة أنها*** ملزومة أمرين ممتنعان حيض وإنزال المني وذانك الـ***أمران في الجنات مفقودان وروى صدي عن رسول الله أن*** منيهم إذ ذاك ذو فقدان بل لا مني? ولا منية هكذا*** يروي سليمان هو الطبراني وأجيب عنه بأنه نوع سوى الـ***ـمعهود في الدنيا من النسوان فالنفي للمعهود في الدنيا من الـ***إيلاد والإثبات نوع ثان أستمع حفظ