الشيخ : كل العمر الذي مضى قبل ساعتنا هذه كأنه ساعة كأننا لم نعش فيه فالمسألة أيام يسيرة ثم ارتحال وينقضي زمن العمل إلى زمن الجزاء ولكن اصبر صابر حتى تنال ما يناله الصابرون (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) وهذا أمر واضح انظر إلى آبائك انظر إلى إخوانك الذين هم أكبر منك انظر إلى أقرانك انظر إلى من هو دونك كلهم رحلوا عن الدنيا وكأنهم لم يخلقوا فيها " بينا يُرى الإنسان فيها مخبِرا *** حتى يُرى خبرا من الأخبار " وما هي إلا ساعة ثم تنقضي هذه المكاره اصبر عليها اصبر على كبح نفسك عن شهواتها اصبر علىى الواجبات التي أمرك الله بها، اصبر على البلايا التي تصيبك من نفسك أو من الله عز وجل أو من الناس اصبر حتى تنال دار الراحة نسأل الله أن يكتب لنا ولكم هذه الدار الطالب : آمين الشيخ : اللهم صلي على محمد نعم
السائل : عفا الله عنك ، هل الصراط على متن جهنم هل هو من إحفاف الجنة بالمكاره ؟ الشيخ : لا ، لا السائل : ... الشيخ : لا ما هي منها ، المكاره في الدنيا فقط السائل : شيخ الشيخ : نعم السائل : ... في قوله : " *** في الألف إلا واحد لا اثنان " الشيخ : أي نعم السائل : الجنة لا يدخلها إلا الشيخ : صحيح السائل : واحد من تسعة وتسعين ؟ ... الشيخ : أي نعم هذا حديث مشهور ( يا آدم فيقول لبيك فيأمره الله أن يخرج من ذريته بعث النار ) نعم
القراءة من قول الناظم: لكنها حجبت بكل كريهة..إلى قوله.. طرق المسير إليه كل أوان
القارئ : " لكنها حُجبت بكل كريهة *** ليُصَد عنها المبطل المتواني " وتنالُها الهمم الشيخ : وتَنالَها القارئ : " وتنالَها الهمم التي تسمو إلى *** رب العلى بمشيئة الرحمن فاتعب ليوم معادك الأدنى تجد *** راحاته يوم المعاد الثاني وإذا أبت ذا الشان نفسك فاتهمـ *** ـها ثم راجع مطلع الإيمان فإذا رأيت الليل بعدُ وصبحه *** ما انشق عنه عموده لأذان " والناسُ قد صلُوا صلاة الشيخ : صلَوا القارئ : " والناسُ قد صلَوا صلاة " الشيخ : وش الفرق بين صلُوا وصلَوا يا سليمان ما الفرق بينهما ؟ الطالب : ... الشيخ : ها الطالب : صلوا الشيخ : صلَوا وصلُوا الطالب : صلُوا يعني أمر الشيخ : أمر وصلَوا يعني الطالب : يعني انتهوا من الصلاة الشيخ : انتهوا من الصلاة تمام القارئ : " والناسُ قد صلَوا صلاة الصبح وانـ *** ـتظروا طلوع الشمس قُرب زمان فاعلم بأن العين قد عميت فنا *** شِد ربك المعروفَ بالإحسان واسأله إيمانا يباشر قلبَك الـ *** ـمحجوب عنه لتنظر العينان واسأله نوراً هادياً يهديك في *** طرق المسير إليه كل أوان "
( إعجاب الشيخ بهذه الأبيات حول سؤال الله الإيمان الراسخ في القلب والإلحاح عليه في الدعاء )
لكنها حجبت بكل كريهة*** ليصد عنها المبطل المتواني وتنالها الهمم التي تسمو إلى***رب العلى بمشيئة الرحمن
فاتعب ليوم معادك الأدنى تجد*** راحاته يوم المعاد الثاني
وإذا أبت ذا الشان نفسك فاتهمـ***ـها ثم راجع مطلع الإيمان
فإذا رأيت الليل بعد وصبحه*** ما انشق عنه عموده لأذان
والناس قد صلوا صلاة الصبح وانـ***ـتظروا طلوع الشمس قرب زمان
الشيخ : والله هذي أبيات عظيمة، هذه أبيات عظيمة إذا رأيت من نفسك التخلف وأبت نفسك أن تعانق من وُفقوا للخير ورأو أنوار الصباح " فاعلم بأن العين قد عَمِيت فنا *** شد ربك المعروف " أي الذي عُرف بالإحسان عز وجل " واسأله إيمانا يباشر قلبك الـ *** ـمحجوب عنه لتنظُر العينان " اسأله إيمانا يباشر القلب لأن هذا هو النافع أما الإيمان الذي لا يصلُ إلى الحناجر أو لا يتجاوز الحناجر فليس بإيمان الإيمان هو الذي يباشر القلب مباشرة ينزل حتى يباشر القلب فإذا رأيت من نفسك أن الإيمان لم يباشر قلبك فعليك باللجوء إلى الله عز وجل اسأله وأنت ساجد في آخر الليل، اسأله بين الأذان والإقامة اسأله في أوقات الإجابة أن يمنَّ عليك بإيمان يباشر قلبك ويحيى به قلبك ، هذا هو المقصود يا إخوة الإيمان الذي لا يتجاوز الحناجر كلٌ يدركه حتى المنافق (( إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم )) ولكن الإيمان الذي يباشر القلب ويصل إلى القلب حتى يكون بينه وبين الله سبب هذا هو اللي ينفع فإذا لم تجد نفسك على هذا الوجه فاتهمها ومَن الذي يهديك من ضلالك؟ الله عز وجل ارجع إلى الله لا تيأس لا تقول دعوت دعوت ولا وجدت إيمان ولا وجدت خشوع ولا وجدت يقين لا تيأس كرر السؤال على الله كرر ( إن الله يحب الملحين في الدعا ) ربما يكون الله عز وجل قد منعك أول مرة لمصلحتك حتى يعلم عز وجل صدقَك في الطلب لأن الصادق في الطلب يُلح وإذا تأخر ألح وإذا تأخر ألح، وإذا علم الله عز وجل منك صدق النية فهو والله أكرم منك أنت تسأله لتلجأ إليه وتعترف به ربا فهو أكرم منك لكن لا تُلحق نفسك اليأس أبداً، لا تقول والله أنا دعوت لكن ما وجدت الإيمان كما يشكو هذا كثير من الناس الآن كثير يتصلون بنا ما وجدت الإيمان ما باشر الإيمان قلبي ما وجدت طعمه الجأ إلى الله وأكثر من الذكر أكثر من الصلاة أكثر من قراءة القرآن أكثر من فعل الخير والإحسان لإخوانك تجد تجد هذا أما كون الإنسان يريد أن يأتيه الشيء بدون تعب فهذا لا يمكن هذا لا يمكن
فاعلم بأن العين قد عميت فنا***شد ربك المعروف بالإحسان
واسأله إيمانا يباشر قلبك الـ***ـمحجوب عنه لتنظر العينان
واسأله نورا هاديا يهديك في*** طرق المسير إليه كل أوان
الشيخ : ولهذا يقول رحمه الله : " فاعلم بأن العين قد عميت فنا *** شد ربك المعروفَ بالإحسان " المعروفَ: هذه صفة لـ رب وليست مفعول ناشد " المعروف بالإحسان واسأله إيماناً يباشر قلبك الـ *** ـمحجوب عنه لتنظر العينان واسأله نوراً هادياً يهديك في *** طرُق المسير إليه كل أوان " اسأل الله عز وجل ولا تيأسوا يا إخوان لا تيأسوا من رحمة الله عز وجل فإن الله عز وجل أكرمُ منا من تقرب إليه شبرا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا ومن أتاه يمشي أتاه هرولة فهو أسرع إلى عبده من عبده إليه لكن المسألة تحتاج إلى مصابرة وإلى انتظار الفرج وإلى عدم اليأس من رحمة الله عز وجل نعم
القراءة من قول الناظم: والله ما خوفي الذنوب فإنها..إلى بعراه لا تقليد رأي فلان
القارئ : " والله ما خوفي الذنوب فإنها *** لعلى طريق العفو والغفران " الشيخ : الله أكبر القارئ : " لكنما أخشى انسلاخ القلب من *** تحكيم هذا الوحي والقرآن ورضا بآراء الرجال وخرصِها *** لا كان ذاك بمنة الرحمن فبأي وجه ألتقي ربي إذا *** أعرضتُ عن ذا الوحي طول زمان وعزلته عما أريدَ لأجله *** عزلاً حقيقيا بلا كتمان صرحتُ أن يقيننا لا يُستفا ***د به وليس لديه من إتقان أوليتُه هجرا وتأويلا وتحـ *** ـريفا وتفويضا بلا برهان وسعيتُ جَهدي في عقوبة ممسكٍ *** بعراه لا تقليد رأي فلان "
والله ما خوفي الذنوب فإنها*** لعلى طريق العفو والغفران ( بيان رضى الله ومغفرته لعباده وعفوه عنه وبيان أن حقيقة الخوف هو زوال الإيمان من القلب )
الشيخ : رحمه الله يقول رحمه الله : " والله ما خوفي الذنوب فإنها *** لعلى طريق العفو والغفران " نعم الذنوب سهلة بالنسبة لما هو أعظم منها مما يذكره المؤلف لأنها علىى طريق العفو والغفران على طريق الغفران من الله مِنة وتفضلاً (( إن لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) قد يمُن الله عز وجل على الإنسان بكلمة واحدة من رضاه يبلغ بها رضاه كلمة واحدة (( الحسنات يذهبن السيئات )) امرأة دخلت الجنة وغفر لها حيث سقت كلباً يلهث من العطش، فعل يسير فالذنوب في الحقيقة كما قال المؤلف : على طريق العفو والغفران ، لكن الخوف الذي يخشى منه هو ارتفاع الإيمان من القلب ، هذا هو الذي يخشى منه كثيرا ويجب أن يكون الإنسان منه على حذر أجارنا الله وإياكم من ذلك، هذا هو الذي يجب أن تحذره أن يرتفع الإيمان من قلبك فهذا هو الذي نسأل الله أن يجليه عنا وعنكم وأن يبعده عنا وعنكم
( معنى القرآن هنا وبيان خطورة ترك تحكيم القرآن وتحكيم آراء الرجال والكلام على القوانين الوضعية )
لكنما أخشى انسلاخ القلب من*** تحكيم هذا الوحي والقرآن ورضا بآراء الرجال وخرصها*** لا كان ذاك بمنة الرحمن
الشيخ : يقول : " لكنما أخشى انسلاخ القلب من *** تحكيم هذا الوحي والقرآن ورضاً بآراء الرجال وخرصِها *** لا كان ذاك بمنة الرحمن " نعم ، هذا أيضا مما يخشى منه خشية عظيمة لأن الذي لا يُحكِّم القرآن مُنسلخ خارج من الإيمان ولو صلى وصام وزكى وفعل كل الطاعات وهو لا يُحكم القرآن فإنه كافر مرتد (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) ولهذا قال: " لكنما أخشى انسلاخ القلب من *** تحكيم هذا الوحي والقرآن " قوله : " والقرآن " يحتمل أن يكون عطف مرادف على مرادفه كقول الشاعر : " *** فألفى قولها كذباً وميناً " ويحتمل أن يريد بالوحي السنة لأنها الوحي الثاني ويكون القرآن هو كلام الله عز وجل وأيهما أولى؟ إذا دار الأمر بين كون الكلام مؤسَّساً أو مؤكِداً؟ الطالب : مؤسّساً الشيخ : الأول الطالب : مؤسّساً الشيخ : الأول لأننا إذا حملناه على التأسيس لم يكن هناك تكرار وإذا حملناه على التوكيد صار هناك تكرار طيب " ورضا بآراء الرجال وخرصِها *** لا كان ذاك بمنة الرحمن " قد يقول قائل إن الإنسان قد يُعرض عن تحكيم القرآن ولا يحكم آراء الرجال فنقول هذا محال لا بُد للإنسان من طريق فإما طريق خير وإما طريق شر كما قال تعالى : (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) وجاء في الحديث: ( أصدق الأسماء حارث وهمام ) لأن كل إنسان له هِمة وله عمل فإذا أعرض عن تحكيم القرآن لا بد أن يمشي على طريق لا بد أن يمشي إلى أين يذهب إذا ترك القرآن؟ إلى هوى نفسه أو إلى آراء غيره وإذا نظرنا إلى بعض الحكام اليوم في الدول الإسلامية وجدنا أن هذا الوصف ينطبق عليهم تماما فقد أعرضوا عن تحكيم القرآن وحكَموا بآراء الرجال ومَن الرجال الذين حكَموا بآرائهم كفار كفار قد نقول إن هذا الذين حكموا به في زمانهم ومكانهم وأمتهم مناسباً لكن هل يبقى مناسباً للأمم في كل زمان وفي كل مكان؟ أبدا لا يمكن إلا كلام الله عز وجل وكلام رسوله فهو صالح لكل زمان ومكان وأمة لكن هذه القوانين المستَورَدَة من الشرق أو من الغرب كلها من وضع الرجال في وقت قد يكون مناسباً وقد يكون غير مناسب أيضاً قد يكون غير مناسب حتى وضعها في زمانهم ومكانهم وأممهم قد يكون غير مناسب لأنهم غير معصومين ولا مدركين لكل الأمور والمشاكل ومع ذلك يأتي هؤلاء الجهال فيتلقفون هذه القوانين ويطبقونها على شعبٍ مسلم يتناقض غاية التناقض مع الأمم التي سُنَّت فيها هذه القوانين وهذا من جهلهم نسأل الله أن يهديهم صراطه المستقيم الطالب : آمين الشيخ : وأن يولي علىى المسلمين خيارهم
إعراض أهل الكلام عن تحكيم القرآن والسنة وتحكيمهم للعقل ومنطق اليونان
الشيخ : كذلك أيضا أهل الكلام في العقائد تركوا الكتاب والسنة وقالوا إن اليقين لا يحصل بالقرآن ولا بالسنة من أين نأخذ؟ لا بد لنا من عقيدة من أين نأخذها؟ قالوا من الفلاسفة ومنطق اليونان وآراء الرجال أما القرآن فهو وإن كان يفيد اليقين في ثبوته فإنه لا يفيد اليقين في دلالَته شف أعوذ بالله يقول القرآن ما عندنا إشكال في ثبوته وهو متيقَّن متواتر غاية التواتر لكن لا يفيد اليقين في دلالَته طيب السنة قالوا: أولاً ننظر هل تفيد اليقين في ثبوتها أو لا؟ يقول المتواتر يفيد اليقين والآحاد اضربوا به عرض الحائط لا تقبلوه في العقائد ثم أخبارُ الآحاد أيضاً متيقَّن الثبوت لكن هل هو متيقن الدلالة ؟ الطالب : ... الشيخ : المتواتر متيقَن الثبوت ، لكن هل هو مُتيقَّن الدلالة؟ يقولون فيه مثل القرآن ليس متيقن الدلالة إذن لا يمكن أن يفيد القرآن ولا السنة اليقين في جانب العقائد وتكون كل العقائد المبنية على القارآن والسنة مبنية على ظن مبنية على ظن، إلى أين نرجع إذا لم نستفد اليقين من الكتاب والسنة ؟ ها إلى العقول ،العقول المتناحرة المختلفة كل واحد منهم يضلل الآخر بل الإنسان نفسُه يتناقض في مؤلفاته في أول عمره وفي آخر عمره فكما قال شيخ الإسلام في * الفتوى الحموية * " يا ليت شِعري بأي شيءٍ يوزن الكتاب والسنة " بعقل زيد أو بعقل عبيد وقال الإمام مالك " أفكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا الكتاب والسنة لقول هذا المجادل " هل هذا لائق؟ لا، إذن الذي يخاف عليه يا إخواني يخاف عليه كما قال المؤلف يقول : " لكنما أخشى انسلاخ القلب من *** تحكيم هذا الوحي والقرآن ورضاً بآراء الرجال وخرصها *** لا كان ذاك بمنة الرحمن " هذه الجملة هذي دعائية يقول أسأل الله أن لا يكون ذلك بمنته
فبأي وجه ألتقي ربي إذا*** أعرضت عن ذا الوحي طول زمان
وعزلته عما أريد لأجله*** عزلا حقيقيا بلا كتمان
صرحت أن يقيننا لا يستفا***د به وليس لديه من إتقان
أوليته هجرا وتأويلا وتحـ***ـريفا وتفويضا بلا برهان
وسعيت جهدي في عقوبة ممسك*** بعراه لا تقليد رأي فلان
الشيخ :" فبأي وجهٍ ألتقي ربي إذا *** أعرضت عن ذا الوحي طول زمان " بأي شيء ؟ الطالب : بالخسران الشيخ : ها بالإيمان ولا بالكفر ؟ الطالب : بالكفر الشيخ : بالكفر " وعزلته عما أريد لأجله *** عزلاً حقيقيا بلا كتمان صرحت أن يقيننا لا يستفا *** د به وليس لديه من إتقان أوليتُه هجرا وتأويلا وتحـ *** ـريفا وتفويضا بلا برهان وسعيتُ جَهدي في عقوبة ممسك *** بعراه لا تقليدِ رأي فلان " يشير إلى أولئك الخلفاء الذين آذوا أهل السنة بالضرب والحبس والقتل إذا تمسكوا بالقرآن وتركوا آراء الرجال نسأل الله أن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم وأن يجعلنا وإياكم من الدعاة إلى الحق على بصيرة إنه جواد كريم
القراءة من قول الناظم: يا معرضا عما يراد به وقد..إلى قوله.. الدار بعد قيامة الأبدان
الشيخ : الله المستعان القارئ : " جذلان يضحك آمنا متبخترا *** فكأنه قد نال عقد أمان خلعَ السرورُ عليه أوفى حُلةٍ *** طردت جميع الهم والأحزان يختال في حلل المسرة ناسيا *** ما بعدها من حلة الأكفان " الشيخ : الله أكبر " ما سعيه إلا لطيب العيش في الد *** نيا ولو أفضى إلى النيران قد باع طيب العيش في دار *** النعيم " الشيخ : في دار النعي**م القارئ : " قد باع طيب العيش في دار النعيـ *** ـم بذا الحطام المضمحل الفاني إني أظنك لا تصدق " الشيخ : المضمحِل القارئ : " قد باع طيب العيش في دار النعيـ *** ـم بذا الحُطام المضمحِل الفاني إني أظنُّك لا تُصَدِّق كونَه *** بالقرب بل ظنٌ بلا إيقان بل قد سمعتَ الناسَ قالوا جنةٌ *** أيضا ونارٌ بل لهم قولان والوقف مذهبك الذي يختاره *** وإذا انتهى الإيمان للرُّجحان أم تؤثر الأدنى عليه وقالت النـ *** ـفسُ التي " اشتغلت ؟ الشيخ : استعلت استعلت استعلت ها نعم الطالب : "والوقف مذهبك الذي تختاره***" الشيخ : أختاره ، أختاره ولا يختارني ؟ الطالب : تختاره بالتاء الشيخ : بالتاء إي نعم وهو قال الطالب : بالياء الشيخ : إيه القارئ : " والوقف مذهبك الذي تختاره *** وإذا انتهى الإيمان للرجحان أم تؤثِر الأدنى عليه وقالت النـ *** ـفس التي استعلت على الشيطان" الشيخ : استعْلَت القارئ : " أم تؤثِر الأدنى عليه وقالت النـ *** ـفسُ التي استعْلَت على الشيطان أتبيعُ نقداً حاصلاً بنسيئة *** بعد الممات وطي ذي الأكوان لو أنه بنسيئةِ الدنيا لها *** ن الأمر لكن في معاد ثاني دع ما سمعت الناس قالوه وخذ *** ما قد رأيت مشاهِدا بعيان والله لو جالستَ نفسك خالياً *** وبحثتها بحثاً بلا روَغان لرأيت هذا كامناً فيها ولو *** أمِنَت لألقته إلى الآذان هذا هو السر الذي من أجله اخـ *** ـتارت عليه العاجلَ المتداني نقدٌ قد اشتدت إليه حاجة *** منها ولم يحصل لها بهوان أتبيعُه بنسيئة في غير هذ *** ي الدار بعد قيامة الأبدان "
يا معرضا عما يراد به وقد*** جد المسير فمنتهاه دان ( إعراب يا معرضا وبيان أن الذي يراد من العبد في الدنيا هو عبادة الله )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، يقول المؤلف رحمه الله تعالى : " يا مُعرضا عما يراد به وقد *** جد المسير فمنتهاه داني " "يا معرضا" يخاطب أي معرض ولهذا صارت منصوبة لأنها نكرة غير مقصودة " عن ما يراد به" وما الذي يراد به ؟ عبادة الله عز وجل التي غايتها الجزاء إن خيراً فخير وشرا فشر " وقد *** جد المسير فمنتهاه داني " المسير الذي نسيره نحن إلى الآخرة جاد جداً جدا ليلاً ونهارا يقظة ومناماً جاد وكل من سار على الدرب وصل لا سيما راحل لا يستريح في كل اللحظات في كل الساعات في كل الحالات ولهذا قال : " فمنتهاه داني "
( معنى جذلان وبيان غرور الإنسان في الدنيا وأمنه وسروره في الدنيا ونسيانه الآخرة )
جذلان يضحك آمنا متبخترا*** فكأنه قد نال عقد أمان خلع السرور عليه أوفى حلة*** طردت جميع الهم والأحزان
يختال في حلل المسرة ناسيا*** ما بعدها من حلة الأكفان
الشيخ :" جذلان" أي شديد الفرح " يضحك آمنا متبخترا *** فكأنه قد نال عقد أمان " كأن الإنسان في هذه الدنيا لطول أمله قد نال عقد أمان أنه لن يرتحل عنها مع أن المنتهى قريب " خلع السرورُ عليه أوفى حلة *** طردت جميع الهم والأحزان " يعني أنه مغتبطٌ بالدنيا مسرور بها طردت عنه جميع الهموم والأحزان لكنها في الحقيقة تطرد الهموم والأحزان في لحظة ثم تعود الأحزان فهذه المسرات هي كالدواء المهدئ إذا انتهى مفعولُه عاد الألم أشد يعود الألم أشد ولهذا قال الشاعر وهو صادق : " لا طيب للعيش ما دامت منغصةً *** لذاته بادكار الموت والهرم " المنتهى إما موت عاجل أو هرَم يصل الإنسان به إلى حالة الطفولة ويمله حتى أهله أشفق الناس عليه يملونه الطفل يُحن عليه ويحمل باليدين وعلى الأكتاف والهرم يلقى في الأرض كأنه ثوبٌ خلِق لا يهتمون به ولا يؤمنون به شيئاً ولا يرجونه يقول : " يختال في حُلل المسرة ناسيا *** ما بعدها من حلة الأكفان " يعني أنت الآن عليك ثياب نظيفة وجميلة وحسنة بهية تذكر أيش؟ ها حلل الأكفان تذكر حينما تدرج بثلاث لفائف ليس فيها جيبٌ فيه نفقة وليس فيها حُلي ولا شيء من الدنيا
ما سعيه إلا لطيب العيش في الد***نيا ولو أفضى إلى النيران
قد باع طيب العيش في دار النعيـ***ـم بذا الحطام المضمحل الفاني
الشيخ :" ما سعيه إلا لطيب العيش في الد *** نيا ولو أفضى إلى النيران " أعوذ بالله يقول أنا أعيش بالدنيا بسرور والآخرة ولو بالنار نعم وهذه حال كثير من الناس نسأل الله العافية " قد باع طيبَ العيش في دار النعيـ *** ـم بذا الحطام المضمحِل الفاني " والبيعة خاسرة أو رابحة ؟ الطالب : خاسرة الشيخ : خاسرة غاية الخسران هو خسر الدنيا والآخرة المسكين لم ينتفع ببقاءه في الدنيا ولن ينتفع في الآخرة نعم
( عدم تيقنه من وجود جنة ونار وشكه وتوقفه بين قولين قول المؤمن وقول الكافر )
إني أظنك لا تصدق كونه*** بالقرب بل ظن بلا إيقان
بل قد سمعت الناس قالوا جنة*** أيضا ونار بل لهم قولان
والوقف مذهبك الذي تختاره*** وإذا انتهى الإيمان للرجحان
الشيخ :" إني أظنك لا تصدق كونه *** بالقرب بل ظنٌ بلا إيقان " يعني كأنه يخاطب نفسه يقول : " أظنك لا تصدق كونه *** بالقرب بل ظن بلا إيقان " تظن ظن تشك في اليوم الآخر ليس عندك إيمان ولا يقين " بل قد سمعت الناس قالوا جنةٌ *** أيضا ونار بل لهم قولان " هكذا تقول تقول الناس لهم قولان في الجنة والنار هل هي موجودة ولا غير موجودة؟ هل هناك جزاء؟ من يخالف (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا )) الكفار يقولون ما في بعث ولا جنة ولا نار والمؤمنون يقولون فيه جنة ونار فالناس الآن لهم قولان في المسألة ومذهبك أنت ها قال: " والوقف مذهبك الذي تختاره *** وإذا انتهى الإيمان للرجحان " يعني هذا مذهبك إذا رأيت خلاف الناس توقفت حتى وإذا انتهى الإيمان للرجحان لو كان الذي عندك الراجح هو الإيمان فابقى متوقفاً والنفس لا شك الأمارة بالسوء والشيطان لا شك أنه يأتي بمثل هذه الوساوس للإنسان نعوذ بالله منها
( مثال تضربه النفس لصاحبها المغرور بين الدنيا والآخرة )
أم تؤثر الأدنى عليه وقالت النـ***ـفس التي استعلت على الشيطان
أتبيع نقدا حاصلا بنسيئة*** بعد الممات وطي ذي الأكوان
لو أنه بنسيئة الدنيا لها***ن الأمر لكن في معاد ثان
الشيخ :" أم تؤثر الأدنى عليه وقالت النـ *** ـفس التي استعْلت على الشيطان أتبيع نقدا حاصلا بنسيئة *** بعد الممات وطي ذي الأكوان " أيهما أولى؟ البيع بالنقد ولا المؤجل ؟ الطالب : بالنقد الشيخ : بالنقد النقد أولى الناس تقول الآن أنت الآن عندك نقد سرور في الدنيا امرح وافرح واسرح لأن اللي في الآخرة ها مؤجل نسيئة نعم وإذا كان في شك منه قد يوفى ولا يوفى على زعمه " لو أنه بنسيئةِ الدنيا لها *** ن الأمر لكن في معادٍ ثاني " تقول النفس تقول لو أنه نسيئة في الدنيا كان المسألة هينة لأن النسيئة في الدنيا الطالب : تحصل الشيخ : تجي المؤجل يحل وتاخذه لكن هذي النسيئة متى ؟ يوم القيامة متى يجي يوم القيامة؟ هكذا تقول النفس
( إيثار النفس الأمارة بالسوء الدنيا على الآخرة )
دع ما سمعت الناس قالوه وخذ*** ما قد رأيت مشاهدا بعيان
والله لو جالست نفسك خاليا*** وبحثتها بحثا بلا روغان
لرأيت هذا كامنا فيها ولو*** أمنت لألقته إلى الآذان
هذا هو السر الذي من أجله اخـ***ـتارت عليه العاجل المتداني
نقد قد اشتدت إليه حاجة*** منها ولم يحصل لها بهوان
الشيخ :" دع ما سمعت الناس قالوه وخذ *** ما قد رأيت مُشاهداً بعيان دع ما سمعت الناس قالوه *** " ماذا يريد به ؟ الطالب : النار والجنة الشيخ : النار والجنة ... وخذ ما شاهدت الآن " والله لو جالست نفسك خالياً *** وبحثتها بحثا بلا روَغان لرأيت هذا كامنا فيها ولو *** أمنت لألقته إلى الآذان " يعني لو أنك خلوت بنفسك وتجردت عن الشرع وعن دليل القرآن والسنة لرأيت الكامن في نفسك هو هذا أن تؤثر إيش؟ الدنيا على الآخرة وأن تبقى في شك من الآخرة والمراد النفس الأمارة بالسوء أما النفس في العقل ذات العقل والإيمان فلا تقول هذا القول " هذا هو السر الذي من أجله اخـ *** ـتارت عليه العاجل المتداني " وصلنا الطالب : بقي بيت الشيخ : طيب " هذا هو السر الذي من أجله اخـ *** ـتارت عليه العاجل المتداني نقدٌ قد اشتدت إليه حاجة *** منها ولم يحصل لها بهوان " يعني لم يحصل لها بشيء هين فهي أدركته بمشقة فآثرته على الآخرة . نعم أتبيع
القراءة من قول الناظم: أتبيعه بنسيئة في غير هذي..إلى آخر الفصل
القارئ : أتبيعُه بنسيئةٍ من غير هذا الشيخ : في غير القارئ : سم الشيخ : في غير القارئ : " أتبيعُه بنسيئةٍ في غير هذ *** ي الدار بعد قيامة الأبدان هذا وان جزمت بها قطعا ولـ *** ـكن حظها في حيِّز الإمكان ما ذاك قطعيا لها والحاصل الـ *** ـموجود مشهودٌ برأي عيان فتألفت من بين شهوتها وشُبـ *** ـهتها قياساتٌ من البُطلان واستنجدت منها رضا بالعاجل الـ *** أدنى على الموعود بعد زمان وأتى من التأويل كلُّ ملائم *** لمرادها يا رقة الإيمان " الشيخ : الله المستعان القارئ : " وصغت إلى شبهات أهل الشرك والـ *** ـتعطيل مع نقصٍ من العرفان واستنقصت أهل الهدى " ورأيتُهم الشيخ : ورأتهم القارئ : ورأتهُمُ ؟ الشيخ : نعم ، أهل الهدى الطالب : التقى الشيخ : طيب نسخة تكون القارئ : نحط التقى نسخة ؟ الشيخ : إي أهل الهدى حط نسخة التقى ، نعم القارئ : " واستنقصت أهل الهدى ورأتهمُ *** في الناس كالغرباء في البلدان ورأت عقولَ الناس دائرةً على *** جمعِ الحطام وخدمة السلطان وعلى المليحة والمليح وعشرة الـ *** " الشيخ : عِشرة القارئ : " وعلى المليحة والمليحِ وعِشرة الـ *** ـأحبابِ والأصحابِ والإخوان " الشيخ : الله المستعان القارئ : " فاستوعرت ترك الجميع ولم تجد *** عِوضاً تلذ به من الإحسان فالقلبُ ليس يقَر إلا في إنا *** ءٍ فهو دون الجسم ذو جولان " الشيخ : الله أكبر القارئ : " يبغي له سكنا يلذ بقربه ***" الشيخ : سكناً عندكم ؟ القارئ : إي نعم الشيخ : أنا عندي سنكاً ، سكناً ، نعم القارئ : " يبغي له سكناً يلذ بقربه *** فتراه شِبه الواله الحيران فيُحب هذا ثم يهوى غيرَه *** فيظل منتقلا مدى الأزمان لو نال كل مليحة ورياسة *** لم يطمئن وكان ذا دوران بل لو ينال بأسرها الدنيا لما *** قرّت بما قد ناله العينان " الشيخ : العينان القارئ : العينان الشيخ : العينان القارئ : " نقل فؤادك حيثُ شئت من الهوى *** واختر لنفسك أحسن الإنسان فالقلبُ مضطرٌ إلى محبوبه الـ *** ـأعلى فلا يغنيه حُبٌ ثاني وصلاحُه وفلاحُه ونعيمه*** تجريدُ هذا الحب للرحمن فإذا تخلى منه أصبحَ حائرا *** ويعود في ذا الكون ذا هيَمان " الشيخ : الله أكبر صحيح
أتبيعه بنسيئة في غير هذ***ي الدار بعد قيامة الأبدان
هذا وان جزمت بها قطعا ولـ***ـكن حظها في حيز الإمكان
ما ذاك قطعيا لها والحاصل الـ*** ـموجود مشهود برأي عيان
الشيخ : ما قاله المؤلف فيمن تعلق قلبه بغير الله فإنه لن يستقر لن يستقر أبداً
فتألفت من بين شهوتها وشبـ***ـهتها قياسات من البطلان
واستنجدت منها رضا بالعاجل الـ***أدنى على الموعود بعد زمان
وأتى من التأويل كل ملائم*** لمرادها يا رقة الإيمان وصغت إلى شبهات أهل الشرك والـ***ـتعطيل مع نقص من العرفان
الشيخ : يقول رحمه الله : " فتألفت من بين شهوتها وشبـ *** ـهتها قياسات من البطلان " " ما بين شهوتها " أي هواها "وشبهتها" أي جهلها يعني تولد من هوى النفس وجهلها قياسات من البُطلان يعني أقيسة باطلة في أن هذا هو الأولى وهذا هو الأولى كما فضلت الدنيا على الآخرة " واستنجدت منها رضاً بالعاجل الـ *** ـأدنى على الموعود بعد زمان " العاجل الأدنى هو الدنيا والموعود بعد زمان الآخرة " وأتى من التأويل كل ملائم *** لمرادها يا رقة الإيمان " يعني أنها تبعت كل ما يلائمها بسبب ما عندها من هذه التأويلات والأقيسة الفاسدة ونسيت الآخرة " وصغت إلى شبهات أهل الشرك والـ *** ـتعطيل مع نقص من العرفان "
( تنقص الناس أهل الدين وتعظيم أهل الدنيا )
واستنقصت أهل الهدى ورأتهم*** في الناس كالغرباء في البلدان ورأت عقول الناس دائرة على*** جمع الحطام وخدمة السلطان
الشيخ :" واستنقصت أهل الهدى ورأتهم *** في الناس كالغرباء في البلدان " هذا هو الواقع على كثير من الناس اليوم يستنقصون أهل الخير وأهل الهدى وأهل الحق ويقول هذا غريب ما يعرف الناس ولا يعرف أحوالهم هذا أبله هذا درويش وما أشبه ذلك " ورأت عقول الناس دائرةً على *** جمع الحطام وخدمة السلطان " جمع الحطام الدنيا وخدمة السلطان أن يكونوا حوله حول السلطان لأنهم يزعمون أنهم إذا كانوا حوله فإنهم ينالون بذلك شرفاً وعلواً
( معنى المليحة والمليح وشدة هجر النفس لشهواتها والتوجه إلى الله )
وعلى المليحة والمليح وعشرة الـ***أحباب والأصحاب والإخوان
فاستوعرت ترك الجميع ولم تجد*** عوضا تلذ به من الإحسان
الشيخ :" وعلى المليحة والمليح وعشرة الـ *** ـأحباب والأصحاب والإخوان " المليحة من الرجال يعني اللي يهواها الرجل والمليح من النسا تهواه النسا يعني النسا ليس لهن هَم إلا بطلب المليح والرجال ليس لهم هم إلا بطلب المليحة من النسا " وعشرة الـ *** ـأحباب والأصحاب والإخوان فاستوعرت ترك الجميع ولم تجد *** عوضاً تلذ به من الإحسان " يعني رأت أن هَجْر الجميع صعب لماذا لأنها لم تجد بدله عوضا ولو وجدت بدله عوضاً وهو الاقتصار على محبة الله عز وجل واللجوء إليه ورجائه والخوف من عقابه ما همها كل هذا
( الكلام حول القلب فالقلب ليس يقر إلا في إنا***ء فهو دون الجسم ذو جولان يبغي له سكنا يلذ بقربه*** فتراه شبه الواله الحيران
فيحب هذا ثم يهوى غيره*** فيظل منتقلا مدى الأزمان
لو نال كل مليحة ورياسة*** لم يطمئن وكان ذا دوران
بل لو ينال بأسرها الدنيا لما*** قرت بما قد ناله العينان
الشيخ :" فالقلب ليس يقر إلا في إنا *** ءٍ " سبحان الله كلمة حكمة عظيمة القلب لا يقَر إلا بإناء لكن ما هذا الإناء الذي يقر فيه قد يكون إناء خير وقد يكون إناء شر لكن " *** فهو دون الجسم ذو جولان " صحيح هذا؟ الطالب : نعم الشيخ : مطابق للواقع ؟ الطالب : نعم الشيخ : ها مطابق للواقع، نحن الآن جالسون جالسون هنا قلوب بعضنا ها الطالب : ... الشيخ : رايحة يمين يسار نعم اللي بالشرق واللي بالغرب القلب يتجول والبدن في مكان واحد ولهذا يقول : " *** فهو دون الجسم ذو جولان يبغي له سكناً يلذ بقربه *** فتراه شبه الواله الحيران " الواله هو المتحيِّر والحيران توكيد " فيحب هذا ثم يهوى غيره *** فيظل منتقلا مدى الأزمان " ثم ضرب مثلاً قال : " لو نال كل مليحةٍ ورئاسة *** لم يطمئن وكان ذو دوران " لو نال كل مليحة وكل رئاسة لتمنى أحسن منها وأوسع منها أحسن من هذه المليحة وأوسع من الرئاسة قال أنا مثلا أمير على هذه القطعة من الأرض والله ليتني مثل فلان أمير على منطقة كبيرة نعم مليحة قال والله ريتني عندي امرأة أجمل من هذي نعم اللي عندي كبيرة السن نعم تجعد شعرها وتعرفط وجهها وأريد شابة أليس كذلك؟ مع أنها كانت هذه بالأول شابة قد أرضته لكن تغيرت الحال فهو يطلب أحسن منها " بل لو ينال بأسرها الدنيا لما *** قرّت بما قد ناله العينان " صدق رحمه الله لو أعطي الدنيا كلها لبغى دنيا أعظم منها ما يستقر
( الدعوة إلى إصلاح القلوب وإخلاص المحبة لله وحده فتحب ما يحبه الله وتبغض ما يبغضه الله وأن محبة يكون به راحة القلب )
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى*** واختر لنفسك أحسن الإنسان فالقلب مضطر إلى محبوبه الـ***أعلى فلا يغنيه حب ثان
وصلاحه وفلاحه ونعيمه*** تجريد هذا الحب للرحمن
الشيخ : لكن ما الذي يستقر في القلب؟ استمع قال " نقل فؤادك حيث شئت من الهوى *** واختر لنفسك أحسن الإنسان " يعني أن تكون أحسن بني آدم "فالقلب مضطرٌ إلى محبوبه الـ *** ـأعلى فلا يغنيه حِبٌ ثاني " نعم "فالقلب مضطرٌ إلى محبوبه الـ *** ـأعلى فلا يغنيه حِبٌ ثاني " أي محبوب آخر من المحبوب الأعلى؟ الله جل وعلا نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن ملأ قلبه محبة الله " فالقلب مضطر إلى محبوبه الـ *** ـأعلى فلا يغنيه حِبٌ ثاني وصلاحه وفلاحه ونعيمه *** تجريد هذا الحب للرحمن " صدق، الذي يريد االفلاح والسعادة والهنا والراحة فليُجرد حُبه لله يستريح يطمئن لأنه لا يهمه أحد ويحب الغير يحبه لله وفي الله ولا يحبه مع الله بحيثُ تزاحم محبته لهذا المخلوق محبة الله هذا شرك نوع من الشرك (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله )) يوجد بعض النساء يعني كما نسمع من الأسئلة تحب زوجها حباً شديدا حتى إنها ... أحيانا تبوح بما في قلبها تقول أنت عندي أحب من كل شيء حتى من الله - أعوذ - بالله نعم لأن القلب والعياذ بالله إذا امتلأ بحب المخلوق نسي كل شيء لكن إذا امتلأ بحب الله ذكر كل شيء وصار يسيرُ على هدىً من الله ونور لا يحب إلا لله ولا يكره إلا لله ولا يوالي إلا لله ولا يعادي إلا لله ولهذا أنا أدعو نفسي وإياكم إلى إخلاص المحبة لله عز وجل اجعلوا ربكم أحبَّ شيء إليكم حتى تحبوا من يحبه الله وتكرهوا من يكرهه الله وتستريحوا تستريحوا أما المحبة المبنية على الدنيا أو على ما في الدنيا فهي في الحقيقة متعبة وكما قال بعضهم: " عذب الحب عذاب " إلا إيش؟ إلا من الله عز وجل فإن محبتُه راحة راحة القلب وسكون القلب ولهذا يقول : " فالقلب مضطر إلى محبوبه الـ *** ـأعلى فلا يغنيه حب ثاني وصلاحُه وفلاحُه ونعيمُه *** تجريد هذا الحب للرحمن " وليس معنى ذلك أنك لا تحب أحداً إذا أحببت الله عز وجل، بالضرورة إذا أحببت الله سوف تحب من يحبُه الله أليس كذلك؟ ولهذا جاء في الحديث : ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) ضرورة أن تحب من يحبه الله لكن محبتك لمن يحبه الله تابعة لمحبة الله وحينئذٍ لا يمكن أن تزاحمها بل هي فرع إيش؟ الطالب : عنها الشيخ : فرع عنها فرع عنها ولهذا تجدك تحب هذا المرء ما دام أهلاً للحب في الله فإذا انحرف والعياذ بالله فإنك ستكرهه لا تحبُه لا بد أن تكرهه إذن املأ قلبك بمحبة الله تستريح، تستريح تكون حتى أقوالك وأفعالك ومشيك ومجيئك وقعودك ونومك كله نافعا لك لأنك تستحضر أنك تفعله لله عز وجل يقول : " فإذا تخلى منه " من أي شيء من حب الرحمن عز وجل " أصبح حائرا *** ويعود في ذا الكون ذا هيمان " صحيح إذا خلا قلبُه من محبة الله صار حائراً هائماً مرة هنا ومرة هنا ومرة هنا ومرة هنا فعليكم يا إخواني بتجريد المحبة لله ومع ذلك أيضا التعظيم عظموا الله عز وجل لأن بالمحبة يكون فعل الطاعة وبالتعظيم يكون ترك المعصية لأنك إذا علمت عظمة الرب عز وجل هبته وخفت من معصيته وإذا أحببته رغبت فيه وطلبته ولهذا لا يمكن أن تتم العبادة إلا على هذين الأساسين المحبة والتعظيم