فإذا تخلى منه أصبح حائرا*** ويعود في ذا الكون ذا هيمان ( الحث على محبة الله وتعظيمه لأن بالمحبة تكون الطاعة وبالعظمة تكون ترك المعصية )
الشيخ : وحينئذٍ لا يمكن أن تزاحمها بل هي فرع أيش؟ الطالب : عنها الشيخ : فرع عنها فرع عنها ولهذا تجدك تحب هذا المرء ما دام أهلا للحب في الله فإذا انحرف والعياذ بالله فإنك ستكرهه لا تحبه لا بد أن تكرهه إذن املأ قلبك بمحبة الله تستريح تستريح تكون حتى أقوالك وأفعالك ومشيك ومجيئك وقعودك ونومك كله نافعا لك لأنك تستحضر أنك تفعله لله عز وجل يقول : " فإذا تخلى منه" من أي شيء؟ من حب الرحمن عز وجل " أصبح حائرا *** ويعود في ذا الكون ذا هيمان " صحيح إذا خلا قلبه من محبة الله صار حائرا هائما مرة هنا ومرة هنا ومرة هنا ومرة هنا فعليكم يا إخواني بتجريد المحبة لله ومع ذلك أيضا التعظيم عظموا الله عز وجل لأن بالمحبة يكون فعل الطاعة وبالتعظيم يكون ترك المعصية لأنك إذا علمت عظمة الرب عز وجل هبته وخفت من معصيته وإذا أحببته رغبت فيه وطلبته ولهذا يمكن أن تتم العبادة إلا على هذين الأساسين المحبة والتعظيم ولا تُقبل ولا تصح إلا بشرطين أساسيين أيضا وهما الإخلاص والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فهناك مبنى أصل وهناك مصحِح ما هو المبنى الأصل؟ أيش ؟ وين حنا يا جماعة؟ الطالب : الحب والتعظيم الشيخ : الحب والتعظيم الحب والتعظيم هو مبنى العبادة نعم بالحب يكون الطالب : الطاعة الشيخ : تكون الطاعة بفعل الأوامر طلبا لهذا المحبوب لو قال لك من تحب من البشر افعل كذا افعل كذا على قدر محبتك يكون امتثالك وطاعتك إذا كنت تحبه لو يدعوك بالليلة الظلماء أجبت لو يقول نم فوق السطح في الليلة الثالجة نمت لأنك تحبه تطلب الوصول إليه ورضاه لكن إذا لم يكن في قلبك تعظيم له لا يهمك أن تعصيه لأنك آمن أما إذا كان محبة وتعظيم فإنك لن تعود عاصياً له ولهذا لا تكون عبادة الله عز وجل إلا على هذين الأساسين ولا تصح إلا بشرطين أساسيين أيضاً هما : الإخلاص .. إيش المبنى؟ المحبة والتعظيم عليهما أساس العبادة يا إخواني هنا مصحح وهو أيش الإخلاص والمتابعة الإخلاص لله والمتابعة لشرعه عز وجل
إعجاب الشيخ بهذه الأبيات من النونية تنفع في السير إلى الله
الشيخ : الحقيقة إني أنا يعني لو استقبلت من أمري ما استدبرت كان كتبت مثل هذه الأبيات كتبت مثل هذه الأبيات من النونية لأن هذه في الحقيقة جواهر جواهر قد تعدل كل النونية كل ما مر علينا من خلافات المعطلة والمعتزلة وغيرهم هذا بالحقيقة في فصول ما أعد الله من الكرامة لأهل الجنة يعني ذكر رحمه الله ذكر أبياتاً عظيمة عظيمة تنفعك في السير إلى الله عز وجل نسأل الله أن يلهمنا وإياكم الرشاد والسداد نعم
الشيخ : فيه زهد وفيه ورع زهد وورع والفرق بينهما أن الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة والورع ترك ما يضر في الآخرة ، الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة والورع ترك ما يضر في الآخرة والواسطة بينهما ما لا نفع فيه ولا ضرر فالزاهد يتركه والورع لا يتركه هذا هو الفرق بينهما وأما قوله خزف وذهب فالفرق بينهما أن الخزف من الطين المشوي والذهب معروف نعم
( ضرب أمثلة لحال الدنيا )
لكن ذا الإيمان يعلم أن هـ***ـذا كالظلال وكل هذا فان كخيال طيف ما استتم زيارة*** إلا وصبح رحيله بأذان
الشيخ : أصحاب الإيمان يعلمون أن هذا أي ما ذكر من وصف الدنيا أن هذا كالظلال الظل ونحن نعلم جميعا أن الظل يزول كلما ارتفعت الشمس زال حتى ينمحق " *** كالظلال وكل هذا فاني " " كخيال طيف ما استتم زيارة *** إلا وصبح رحيله بأذان " خيال الطيف يعني أن الإنسان تخيل طائفا به أو أن طائفا طاف به ثم في مدة يسيرة صار صبحه صبح رحيله بأذان أي بإعلان فقيل له ارحل
وسحابة طلعت بيوم صائف*** فالظل منسوخ بقرب زمان ( مثال ثان لحال الدنيا )
الشيخ :" وسحابة طلعت بيوم صائف *** فالظل منسوخ بقرب زمان " سحابة الصيف المعروف أنها سريعة الجري وأن ظلها مع حرارة الشمس مفيد جدا لكن سحابة الشتاء لا يستفاد من ظلها كثيراً لأن قد يكون الصحو أفضل من ظلها لكن سحابة الصيف لذيذة وهي أيضاً سريعة هكذا الدنيا كذلك كما جاء وصفها
وكزهرة وافى الربيع بحسنها*** أو لامعا فكلاهما أخوان ( مثال ثالث لحال الدنيا )
الشيخ :" وكزهرة وافى الربيع بحسنها *** أو لامعا فكلاهما أخوان " زهرة في الربيع تكون حسنة متفتحة رطبة لكن إذا جاء الصيف زالت كلها كذلك تكون لامعة ثم بعد ذلك تذبُل وتزول
أو كالسراب يلوح للظمآن في***وسط الهجير بمستوى القيعان ( مثال رابع لحال الدنيا )
الشيخ :" أو كالسراب يلوح للظمآن في *** وسط الهجير بمستوى القيعان " السراب إذا كنت في قاعٍ واسط تظن أن هذا القاع ماءٌ أليس كذلك؟ (( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً )) وإذا خرجت في أيام الصيف وجاء الهجير وهو وسط النهار ورأيت القيعان تظن أنها ماء وليست كذلك فإذا كان الإنسان في حرارة الشمس وفي يُبس الكبد وفي العطش الشديد تجده يفر من هنا ومن هنا لهذه القيعان يظن أنها ماء فإذا هي ليست بشيء هكذا الدنيا وغرورها
( مثال خامس لحال الدنيا )
أو كالأماني طاب منها ذكرها*** بالقول واستحضارها بجنان
وهي الغرور رؤوس أموال المفا***ليس الألى اتجروا بلا أثمان
الشيخ :" أو كالأماني طاب منها ذكرها *** بالقول واستحضارها بجَنان " أي بالقلب الأماني التمني هذي أيضا الإنسان يفكر أحيانا يقول سأفعل سأكون كذا نعم سأنجح ثم آخذ المرتبة العاشرة ثم بعد ذلك أصير مُدرس إن كان يهوى القضاء أصير قاضي أو أصير وزير نعم إلى آخره نعم وقلت لكم قصة أخبرني بها من .. باق على ما هو عليه فالدنيا هكذا ولهذا قال " أو كالأماني طاب منها ذكرها *** بالقول واستحضارها " يجوز بالرفع ويجوز بالجر "بجنان " أي بالقلب " وهي الغرور رؤوس أموال المفا *** ليس الألى اتجروا بلا أثمان " هذا المثل معروف عندنا لكن حتى في زمن المؤلف عندنا مثَل يقول : " التمني رأس مال المفاليس " التمني رأس مال المفاليس فهذا المؤلف يقول رحمه الله : " وهي الغَرور رؤوس أموال المفا *** ليس الألى اتجروا بلا أثمان "
أو كالطعام يلذ عند مساغه***لكن عقباه كما تجدان ( مثال سادس لحال الدنيا )
الشيخ : قال : " أو كالطعام يَلذ عند مساغِه *** لكن عقباه كما تجدان " يعني عُقباه وخيمة الإنسان يأكُل طعاماً لذيذا فتجده يملأ بطنه منه ثم يعود هذا الطعام إلى تخمة وأذى وربما إلى ضرر لكنه عند أكله كان إيش؟ يتلذذ به
هذا هو المثل الذي ضرب الرسو***ل لها وذا في غاية التبيان ( بيان عود الضمير )
الشيخ :" هذا هو المثلُ الذي ضرب الرسو *** ل لها وذا في غاية التبيان " "هذا هو المثل " يحتمل أن المراد به آخر مثل فتكون الإشارة تعود إلى أقرب مذكور كالضمير يعود إلى أقرب مذكور ويحتمل أن يكون المراد هذا جِنس الأمثال السابقة يعني هذه الأمثال ضربها الرسول عليه الصلاة والسلام لهذه الدنيا نعم
سؤال حول قول الناظم: لكن عقباه كما تجدان هل عقباه إلى بول وغائط؟
السائل : يعني " عقباه كما تجدانه " يعني ... هذا ... بولاً الشيخ : أي نعم هذا، يكون بولا وغائطا ويكون كما قلت أيضاً أذى وضرر نعم الطالب : ... الشيخ : أي ويش يقول؟ اقرأ القارئ : " ... قال بلى قال ... قال إلى ما قد علمت ..." الشيخ : وش بعد يمكن فيها تقديم وتأخير يمكن ... الطالب : ... الشيخ : ها زايدة زايدة ولا مقدمة؟ أجل يمشي لأن نسختك ما هي مثل نسختنا .
القراءة من قول الناظم: وإذا أردت ترى حقيقتها فخذ..إلى قوله.. ماء وكان الحق بالحرمان
القارئ : " أدخل بجهدك أصبعا في اليم وانـ *** ـظر ما تعلقه إذن بعيان هذا هو الدنيا كذا قال الرسـ *** ـول ممثلا والحق ذو تبيان وكذاك مثّلها بظل الدوح في *** وقت الحرور لقائل الركبان هذا ولو عدلت جناحَ بعوضة *** عند الإله الحق ذي الميزان لم يسق منها كافراً من شربةٍ *** ماءً وكان الحق بالحرمان "
( بيان حقيقة الدنيا ونسبتها بالآخرة )
وإذا أردت ترى حقيقتها فخذ*** منه مثالا واحدا ذا شان أدخل بجهدك أصبعا في اليم وانـ***ـظر ما تعلقه إذا بعيان
هذا هو الدنيا كذا قال الرسو***ل ممثلا والحق ذو تبيان
الشيخ : هذه الأبيات كما ترون يريد بها المؤلف رحمه الله بيان حقيقة الدنيا ونسبتها إلى الآخرة يقول رحمه الله: " وإذا أردت ترى حقيقتَها فخذ *** منه مثالاً واحدا ذا شان أدخل بجهدك أصبعاً في اليم وانـ *** ـظر ما تعلقه إذن بعيان هذا هو الدنيا كما قال الرسو *** ل ممثلا والحق ذو تبيان " إذا أردت نسبة الدنيا إلى الآخرة فاغمِس أصبعُك في اليم يعني في البحر وانظر بما يرجع بماذا يرجع لا يشعر بشيء بالنسبة للبحر فهكذا نسبة الدنيا إلى الأخرى وقد روى الإمام أحمد رحمه الله من حديث ... بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لموضع صوت أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها )
( نسبة الدنيا للآخرة)
وكذاك مثلها بظل الدوح في*** وقت الحرور لقائل الركبان هذا ولو عدلت جناح بعوضة*** عند الإله الحق في الميزان
لم يسق منها كافرا من شربة*** ماء وكان الحق بالحرمان
الشيخ : قال : " وكذاك مثلها " يعني النبي صلى الله عليه وسلم " بظل الدوح في *** وقت الحرور لقائل الركبان " دوح يعني شجرة كبيرة استظل بها الراكب ثم قام وتركها استظل عن الحر فقط قال : " هذا ولو عدلت جناح بعوضة *** عند الإله الحق في الميزان لم يسق منها كافرا من شربة *** ماء وكان الحق بالحرمان " صدق لو أن الدنيا تساوي جناح بعوضة عند الله ما سقى منها أعداءَه شربة ماء
تالله ما عقل امرؤ قد باع ما*** يبقى بما هو مضمحل فان ( ذم الدنيا )
هذا ويفتي ثم يقضي حاكما*** بالحجر من سفه لذا الإنسان
اذ باع شيئا قدره فوق الذي*** يعتاضه من هذه الأثمان
فمن السفيه حقيقة إن كنت ذا*** عقل وأين العقل للسكران
الشيخ :" تالله ما عقل امرؤ قد باع ما *** يبقى بما هو مضمحلٌ فاني " أقسَم بأن العقل منتف عن شخص باع الذي يبقى بالذي هو فاني ، فكمن ... لا عقل له فهو أيضاً لا دين عنده " هذا ويُفتي ثم يقضي حاكماً *** بالحجر من سفه لذا الإنسان " نعم يعني هذا الذي باع ما يبقى بما يفنى تجده يفتي ويقضي بأن من قدم الآخرة على الدنيا فهو سفيه يُحجر عليه كما يحجر على صاحب المال وجه وجوب الحجر أو القضاء بالحجر " إذ باع شيئا قدره فوق الذي *** يعتاضه من هذه الأثمان " نعم فيقول هذا هو الصحيح قال ابن القيم: " فمن السفيه حقيقة إن كنت ذا *** عقل وأين العقل للسكران " هل السفيه الذي باع الآخرة بالدنيا أو باع الدنيا بالآخرة ؟ الطالب : باع الآخرة الشيخ : الأول ولا الثاني؟ الطالب : الثاني الطالب : الأول الشيخ : الذي باع الآخرة بالدنيا أو الدنيا بالآخرة ؟ الطالب : الأول الشيخ : ها الطالب : الأول الشيخ : الأول نعم الذي اعتاض الدنيا وترك الآخرة هو السفيه والأول هو نعم الذي اعتاض الدنيا عن الآخرة هو السفيه والذي اعتاض الآخرة عن الدنيا هو العاقل الرشيد
والله لو أن القلوب شهدن منـا***كان شأن غير هذا الشان
نفس من الأنفاس هذا العيش إن*** قسناه بالعيش الطويل الثاني
الشيخ :" والله لو أن القلوب شهدن منـا *** كان شأنٌ غير هذا الشان " يعني لو حضرت القلوب وتأمل الإنسان وتفكر لكان شأنٌ آخر غير هذا الشأن " نفس من الأنفاس هذا العيش إن *** قسناه بالعيش الطويل الثاني " والنفَس كما نعلم قليل جدا بالنسبة لزمان الدنيا فضلا عن زمان الآخرة ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا " يا خسة الشركاء مع " إي نعم ما شرحنا كل هذي ؟ الطالب : أيه الشيخ : إي طيب نشرحها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين قال " والله لو أن القلوب شهدن منـا *** كان شأن غير هذا الشان نَفَس من الأنفاس هذا العيش إن *** قسناه بالعيش الطويل الثاني "
يا خسة الشركاء مع عدم الوفا***ء وطول جفوتها من الهجران
هل فيك معتبر فيسلو عاشق*** بمصارع العشاق كل زمان
لكن على تلك العيون غشاوة*** وعلى القلوب أكنة النسيان
الشيخ :" يا خسة الشركاء مع عدم الوفا *** ء وطول جفونها من الهجران " ها جفوتها بالتا عندك؟ عندك بالتا يا سليمان؟ طيب يقول ما أخَس الشركاء إذا لم يكن وفاءٌ وطالت الجفوة مع الهجران فإنه إذا لم يكن وفا وطالت الجفوة مع الهجران للشركاء فإنه لا شك أنهم شركاء رغِبوا بالأدنى عن الأعلى " هل فيك معتبرٌ فيسلو عاشق *** بمصارع العشاق كل زمان " يعني هل أحد منكم يعتبر بعشاق الدنيا كيف صرعتهم ولم يستفيدوا منها شيئاً والاستفهام هنا للتشويق قال : " لكن على تلك العيون غشاوة *** وعلى القلوب أكنة النسيان " يعني الترك فالعيون لا تبصر والقلوب لا تذكُر على العيون غشاوة وعلى القلوب أكنة النسيان
( الفرق بين البصيرة والبصر والمقصود باللعب والصبيان )
وأخو البصائر حاضر متيقظ*** متفرد عن زمرة العميان
يسمو إلى ذاك الرفيق الأرفع الـ***أعلى وخلى اللعب للصبيان
الشيخ :" وأخو البصائر حاضر متيقظٌ *** متفرد عن زمرة العميان " الطالب : ... الشيخ : نعم أخو البصائر جمع بصيرة والبصيرة بصر القلب والبصر بصر العين فذوو البصائر هم حاضرون متيقظون متفردون عن زمرة العميان " يسمو إلى ذاك الرفيق الأرفع الـ *** ـأعلى وخلى اللعب للصبيان " الرفيق الأعلى هو الجنة ونعيم الآخرة " *** وخلى اللعب للصبيان " اللعب هو الدنيا (( إنما الحياة الدنيا لعِب ولهو )) وقوله : " للصبيان " يعني بهم صبيان العقول لا صبيان الأعمار فهم شيوخ لكن عقولهم عقول الصبيان
والناس كلهم فصبيان وإن*** بلغوا سوى الأفراد والوحدان ( معنى صبيان هنا )
الشيخ :" والناس كلهم فصبيان وإن *** بلغوا سوى الأفراد والوحدان " الناس كلهم صبيان وإن بلغوا أكثر من الفرد وأكثر من الوِحدان يعني وإن بلغوا سنين تبلغ الجمع فالمراد بقوله : " سوى الأفراد " يعني إن بلغوا الجمع الكثير من السنين فهم صبيان " وإذا رأى ما يشتهيه قال مو *** " كذا عندك ؟ " وإذا رأى ما يشتهيه قال مو *** عدُك الجنان وجد في الأثمان وإذا أبت " طيب أنا نعيد الشرح الأول البيت الأول قال : " والناس كلهم فصبيان وإن *** بلغوا " يعني وإن كبروا " سوى الأفراد والوحدان " يعني إلا الأفراد والوحدان يعني إلا القلائل فالشرح الأول يُعتبر خطأ شرحنا لها أولا يعتبر خطأ والصواب " والناس كلهم فصبيان وإن *** بلغوا " إلا الأفراد والوحدان يعني إلا القليل
وإذا ما رأى ما يشتهيه قال مو***عدك الجنان وجد في الأثمان
وإذا أبت إلا الجماح أعاضها*** بالعلم بعد حقائق الإيمان
الشيخ : هؤلاء القليل " إذا ما رأى ما يشتهيه قال مو *** عدك الجنان وجد في الأثمان " يقول لنفسه : " مو *** عدك الجنان وجد في الأثمان وإذا أبت إلا الجماح أعاضها *** بالعلم بعد حقائق الإيمان " يعني إن أبت نفسه إلا أن تجمح ولاتذل فإنه يعيضها بالعلم بعد حقائق الإيمان ويرجع إلى العلم الشرعي مع حقيقة الإيمان وحينئذ يميل إلى المنزل أو الرفيق الأعلى
يرى من الخسران بيع الدائم الـ***ـباقي به يا ذلة الخسران
ويرى مصارع أهله من حوله*** وقلوبهم كمراجل النيران
الشيخ :" ويرى من الخسران بيع الدائم الـ *** ـباقي به يا ذِلة الخسران ويرى مصارع أهلها من حوله *** وقلوبهم كمراجل النيران حسراتها هن الوَقود فإن خبت *** زادت سعيرا بالوقود الثاني " كل هذا وصف لإيش؟ للدنيا كل هذا وصف لللدنيا يرى مصارع أهلها أي الدنيا " من حوله *** وقلوبهم كمراجل النيران " يعني من الحرارة والقلق وعدم الثبات
حسراتها هن الوقود فان خبت*** زادت سعيرا بالوقود الثاني
جاءوا فرادى مثل ما خلقوا بلا*** مال ولا أهل ولا أخوان
الشيخ : ويقول : " حسراتها هن الوقود فإن خبت *** زادت سعيراً بالوقود الثاني " يعني الحسرة إذا هانت جاءت حسرةٌ أخرى فتجد صاحب الدنيا دائماً في حسرة لما فاته من الربح أو لما حصل عليه من الخسران " جاءوا فرادى مثل ما خلقوا بلا *** مال ولا أهل ولا إخوان " يعود على مَن؟ على أهل الدنيا بل وعلى أهل الآخرة أيضا قال الله تعالى: (( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خلولناكم وراء ظهوركم ))
ما معهم شيء سوى الأعمال فهـ***ـي متاجر للنار أو لجنان
تسعى بهم أعمالهم سوقا إلى الد***ارين سوق الخيل بالركبان
الشيخ :" ما معهم شيءٌ سوى الأعمال فهـ *** ـي متاجر للنار أو لجنان " إن كانت صالحة فهي متاجر للجنان وإن كانت سيئة فمتاجر للنيران نسأل الله العافية " تسعى بهم أعمالهم سوقاً إلى الد *** ارين سوق الخيل بالركبان "
صبروا قليلا فاستراحوا دائما*** يا عزة التوفيق للإنسان
الشيخ :" صبروا قليلا فاستراحوا دائماً *** يا عزة التوفيق للإنسان " الذين صبروا قليلا ثم استراحوا دائما هم أهل الخير والسعادة صبروا في هذه الدنيا على الطاعة صبروا عن المعصية صبروا على الأقدار المؤلمة ثم استراحوا " *** يا عزة التوفيق للإنسان " يعني ما أعزها وما أقلها فإن الموفقين من الناس قليلون "جدوا " : كذا عندكم ؟
حمدوا التقى عند الممات كذا السرى*** عند الصباح فحبذا الحمدان
وحدت بهم عزماتهم نحو العلى*** وسروا فما نزلوا إلى نعمان
الشيخ :" حمدوا التقى عند الممات كذا السرى *** عند الصباح فحبذا الحمدان " يعني أنهم لما حضرهم الموت حمدوا ما أنعم الله به عليهم من التقوى والإيمان لأنهم أدركوا أنهم رابحون بخلاف من حضره الموت وهو على العكس من هذا من هذا فإنه لن يحمد نفسه " وحدت بهم عزماتهم نحو العلا *** وسروا فما نزلوا إلى نعمان " يعني أنهم جدوا في السير وحدت بهم العزمات من الحدى للإبل يعني أنها أسرعت بهم وسروا في اليل فما نزلوا إلى نعمان نعمان واد معروف فيه الأرائك الكثيرة
باعوا الذي يفنى من الخزف الخسيـ***ـس بدائم من خالص العقيان
رفعت لهم في السير أعلام السعا***دة والهدى يا ذلة الحيران
فتسابق الأقوام وابتدروا لها*** كتسابق الفرسان يوم رهان (بيان حكم المسابقة)
الشيخ :" باعوا الذي يفنى من الخزف الخسيـ *** ـس بدائم من خالص العقيان " العِقيان هو الذهب فهم باعوا الأدنى من الخزف بالأعلى من الذهب " رُفعت لهم في السير أعلام السعا *** دة والهدى يا ذِلة الحيران " يعني فاهتدوا بها لما رُفعت لهم الأعلام أعلام السعادة والهدى اهتدوا بها وبقي الحيران في ذُل " فتسابق الأقوام وابتدروا لها *** كتسابق الفرسان يوم رهان " الفرسان يوم الرهان يعني المسابقة على الفَرس بعوَض تسمى مراهنة وهي جائزة شرعاً
وأخو الهوينا في الديار مخلف*** مع شكله يا خيبة الكسلان
الشيخ :" وأخو الهوينا في الديار مخلفٌ *** مع شكله يا خيبة الكسلان " وحاصل الأبيات الآن هو ذم الدنيا والركون إليها وذم أهلها ومدح الآخرة والنهوض إليها والمسارعة فيها ومدحُ أهلها (( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )) نعم
سؤال حول قول الناظم: وحدت بهم عزماتهم نحو العلى ( والقراءة من الشرح )
السائل : ... الشيخ : نعم السائل : ... الشيخ : لا لا حدت حدت صححناها السائل : ... الشيخ : وخدت سبحان الله كيف يقول ؟ القارئ : يقول " قوله وخدت " أي نعم " ... واللفظ للبعير كالإسراع أو أن يرمي بقوائمه كمشي النعام أو سعة القدم والوِخدان والوخيد وقد وخد ... " الشيخ : ... القارئ : " ... " أي نعم " فهو واخد ووخاد ... قاله في القاموس " الشيخ : أي ولا تكلم على حدت الطالب : ... الشيخ : الهراس ماذا يقول ؟ الطالب : ... الشيخ : وش يقول ؟ القارئ : " ونهضت فيهم عزائمهم نحو العلى فسروا إليها مدلجين ولم ينزلوا بشيء من منازلهم طريق المستريحين " الشيخ : على كلٍ ، إذن يصلح هذا وهذا يعني أيضا الحديان معروف أنه الإسراع ولهذا يقال حُداء الإبل يعني الشعر الذي ينشده الراعي فتأخذ البعير تهملج وتسرع نعم
القراءة من قول الناظم: فصل في رغبة قائلها إلى من يقف عليها من أهل العلم والايمان أن يتجرد إلى الله ويحكم عليها بما يوجبه الدليل والبرهان، فان رأى حقا قبله وحمد الله عليه وإن رأى باطلا عرف به وأرت إليه..إلى آخره
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم " فصل في رغبة قائلها إلى من يقف عليها من أهل العلم والايمان أن يتجرد لله ويحكم عليها بما يوجبه الدليل والبرهان، فإن رأى حقا قبله وحمد الله عليه وإن رأى باطلا عرف به وأرشد إليه " الشيخ : عرَّف به القارئ : " عرّف به وأرشد إليه يا أيها القارئ لها اجلس مجلس الـ *** ـحَكم الأمين أتى له الخصمان واحكم هداك الله حُكماً يشهد الـ *** ـعقل الصريح به مع القرآن واحبِس لسانك بُرهة عن كفره *** حتى تُعارضها بلا عُدوان فإذا فعلت فعنده أمثالها *** فنزال آخر دعوة الفرسان فالكفر ليس سوى العناد ورد ما *** جاء الرسول به لقول فلان فانظر لعلك هكذا دون الذي *** قد قالها فتفوز بالخسران فالحق شمسٌ والعيون نواظر *** لا تختفي إلا على العُميان والقلبُ يعمى عن هداه مثل ما *** تعمى وأعظم هذه العينان هذا وإني بعدُ ممتحن بأر *** بعة " الشيخ : ممتَحَنٌ القارئ : سم الشيخ : ممتحَنٌ القارئ : " هذا وإني بعدُ مُمتحَن بأر *** بعة كلهم ذوو أضغان فظٌ غليظ جاهل " متعلمٌ *** الشيخ : متمعلمٌ الطالب : متمعلمٌ الشيخ : متمعلم القارئ : " فظٌ غليظ جاهل متمعلمٌ *** ضخم العمامة واسع الأردان متفيهق متضمن بالجهل ذو *** صلع وذو جلح من العرفان مزجى" الشيخ : مزجى البضاعة القارئ : " مزجى البضاعة في العلوم وإنه *** زاج من "الأيهام الشيخ : الإيهام ، الإيهام القارئ : " مُزجى البضاعة في العلوم وإنه *** زاج من الإيهام والهذيان يشكو إلى الله الحقوق تظلماً *** من جهله كشكاية الأبدان من جاهلٍ متطببٍ يفتي الورى*** ويحيل ذاك على قضا الرحمن عجت فروج الخلق ثم دماؤهم*** وحقوقهم منه إلى الديان ما عنده علمٌ سوى التكفير والتـ *** ـبديع والتضليل والبُهتان فإذا تيقن أنه المغلوب عنـ *** ـد تقابل الفرسان في الميدان قال اشتكوه إلى القضاة فإنهم *** " الشيخ : فإن هم فإن هم الطالب : فإن هم ؟ الشيخ : إي إي فإن هُم عندي فإنهم لكن غلط نعم الطالب : أفصلها يعني الشيخ : إي افصلها القارئ : " قال اشتكوه إلى القضاة فإن همُ *** حكموا وإلا اشكوه للسلطان قولوا له هذا يحل الملك بل *** " الشيخ : هذا يَحُل الملك الطالب : يَحُلُ الشيخ : نعم أو عندكم يَحِل ولا يُحِل الطالب : يُحِل الشيخ : لا يُحِل ما تصلح إما يَحِل ولا يَحُل ولعلها يَحِل الطالب : يعني أحطها يَحِل ؟ الشيخ : أي نعم القارئ : " قولوا له هذا يحل الملك بل *** هذا يُزيل الملك مثل فلان فاعقره من قبل اشتداد الأمر منـ *** ـه بقوة الأتباع والأعوان وإذا دعاكم للرسول وحُكمه *** فادعوه كلكم لرأي فلان " فإذا اجتمعتم الشيخ : وإذا القارئ : " وإذا اجتمعتم في المجالس *** " فالغُبوا؟ الشيخ : لا ، الغَبوا الطالب : الغَبوا الشيخ : إيه الطالب : ... الشيخ : ها الطالب : ... الشيخ : كيف الطالب : بالطا الشيخ : فاضغطوا االطالب : ... الشيخ : إيه فالغطوا إيه الطالب : لا ، أنا عندي الشيخ : لا الظاهر أن الغطوا أحسن أحسن من الغبوا فالغطوا الطالب : فالغطوا الشيخ : نعم طيبب والل بعدها ؟ الشيخ : لا، والغوا إذا ما احتج القارئ : " وإذا اجتمعتم في المجالس فالغطوا *** والغوا إذا ما احتج بالقرآن واستنصروا بمَحاضر وشهادة *** قد أصلحت" الشيخ : أُصلحت القارئ : " واستنصروا بمَحاضِر وشهادة *** قد أُصلحت بالرفق والإتقان لا تسألوا الشهداء كيف تحملوا *** وبأي وقت بل بأي مكان وارفوا شهادتهم ومشّوا حالها *** بل أصلحوها غاية الإمكان وإذا هُمُ شهدوا فزكوهم ولا *** تصغوا لقول الجارح الطعان قولوا العدالةُ منهم قطعية *** لسنا نعارضها بقول فلان ثبتت على الحكام بل حكموا بها *** فالطعن فيها ليس ذا إمكان من جاء يقدحُ فيهم فليتخذ *** ظهراً كمثل حجارة الصوان " وإذا هو استدعاهم الشيخ : استعداهمُ القارئ : استعداهمُ الشيخ : نعم القارئ : " وإذا هو استعداهم فجوابكم *** أترُدها بعداوة الديان " الشيخ : الأديان " فجوابكم" ها الطالب : ... بالهاء الشيخ : بالهاء ولا بالكاف ؟ " استعداهم فجوابكم " الطالب : ... بالكاف الشيخ : يصلح يصلح نعم " *** أتردها بعداوة الأديان " الطالب : بعداوة الديان الشيخ : لا عندنا الأديان الطالب : إلغاء الشيخ : ها نسخة نسخة القارئ : " وإذا هو استعداهم فجوابُكم *** أتردها بعداوة الأديان "
يا أيها القارئ لها اجلس مجلس الـ***ـحكم الأمين أتى له الخصمان ( بيان الحكم الأمين يشترط فيه العلم والأمانة )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، يقول المؤلف رحمه الله : يأيها القاري أولا " فصل في رغبة قائلها إلى من يقف عليها من أهل العلم والإيمان أن يتجرد لله " ويعني يبتعد عن الهوى " ويحكم عليها بما يوجبُه الدليل والبرهان فإن رأى حقاً قبله وحمد الله عليه وإن رأى باطلا عرف به وأرشد إليه " وهذا هو الحق إن رأى حقاً قبله وإن رأى باطلاً رده لكن يعرف به من أجل أن يُستدرك ويرشد إليه قال : " يا أيها القارئ لها اجلس مجلس الـ *** ـحكم الأمين أتى له الخصمان " الحَكم الأمين ولا بُد أن يكون عنده علم لأنه لا يصل إلى الحكم إلا بعلم فإذا كان عنده علم وأمانة فهو حكم أمين
واحكم هداك الله حكما يشهد الـ***ـعقل الصريح به مع القرآن ( بيان أن العقل الصريح الخالي من الشهوات والشبهات )
الشيخ :" واحكم هداك الله حُكما يشهد الـ *** ـعقل الصريح به من القرآن " ولا مع ؟ مع يعني يشهد به العقل والسمع وقوله : " العقل الصريح " هذي دائما نسمعها في كلام ابن القيم شيخ الإسلام رحمه الله والمراد بالعقل الصريح السالم من الشبهات والشهوات هذا العقل الصريح مأخوذ من الماء الصريح أو اللبن الصريح الذي لم يخلط معه شيء فهو السالم من الشبهات والشهوات الشبهات منشأها الجهل والشهوات منشأها الهوى مع العلم لأن آفات العقول إما جهل بالحق وإما هوى يُرد به الحق لو تأملت كل الضلالات وجدتها لا تخرج عن هذا النصارى ما علتهم؟ الشبهات أو الشهوات ها الشبهات إلا بعد أن علموا الحق واليهود علتهم الشهوات علتهم الشهوات طيب العقل الصريح هو السالم من ها الشبهات والشهوات مع القرآن هذا الدليل السمعي
( حقيقة الكفر وخطره )
واحبس لسانك برهة عن كفره*** حتى تعارضها بلا عدوان فإذا فعلت فعنده أمثالها*** فنزال آخر دعوة الفرسان
فالكفر ليس سوى العناد ورد ما*** جاء الرسول به لقول فلان
فانظر لعلك هكذا دون الذي***قد قالها فتفوز بالخسران
فالحق شمس والعيون نواظر*** لا تختفي إلا على العميان
والقلب يعمى عن هداه مثل ما*** تعمى وأعظم هذه العينان
الشيخ :" واحبس لسانك بُرهة عن كفره *** حتى تعارضها بلا عُدوان " يعني احبس لسانك لا تستعجل إذا رأيت فيها ما لا ترضاه فتكفر صاحبها كما هو شأن أهل البدع يكفرون من عاداهم "حتى تعارضها " يعني حتى يتسنى لك أن تعارضها وتبطل ما فيها بلا عدوان " فإذا فعلت فعنده أمثالها *** فنَزالِ آخر دعوة الفرسان " إذا فعلت يعني جلست هذا المجلس عند الحكم عليها فإن عنده أمثالها عند من؟ الظاهر أنها عند مؤلفها يعني أن عندنا أمثالها مما نبين به الحق " *** فنزالِ آخر دعوة الفرسان " ما معنى نزال ؟ نَزال اسم فعل أمر من النزول وهي كلمة يتداعى بها الفرسان عند القتال هذي آخر دعوة الفرسان ففي الأول طِراد يتطارد الفرسان وفي النهاية يقول نَزال نعم يعني أن انزل فقد حل القتال مثل ما تعمى هذه العينان وأعظمَ نقرأ " أعظم " بالنصب يعني ويعمى عمىً أعظم
( بيان الصنف الأول وهو العالم الجاهل وذكر وصفه )
هذا وإني بعد ممتحن بأر***بعة وكلهم ذوو أضغان فظ غليظ جاهل متمعلم*** ضخم العمامة واسع الأردان
متفيهق متضلع بالجهل ذو*** ضلع وذو جلح من العرفان
الشيخ :" هذا وإني بعدُ ممتحَن بأر *** بعة " لما ذكر وحث على الحكم الأمين ذكر أن هناك أربعة أشخاص والمراد أنهم أربعة بأوصافهم يخشى منهم ممتحَن بهم " هذا وإني بعد ممتحن بأر *** بعة وكلهم ذوي أضغان " أي أحقاد " فظٌ غليظٌ جاهل متمعلم *** فظ غليظ " يعني ما في قلبه لين فهو فظ في قوله غليظ في طبعه متمعلم يعني يدعي العلم " *** ضخم العِمامة واسعُ الأردان " يعني عمامته كبيرة ، نعم وأردانه واسعة يعني أكمامه، لا الأكمام ضيقة ضيقة نعم وكانوا يفعلون هذا في المشايخ الكبار يُكبرون عمائمهم ويوسعون أردانهم وأكمامهم حتى إنك تكاد أن تقول إن هذا الكُم يصلح أن يكون قميصا من سعته أو أكثر نعم و " متفيهق " المتفيهق معناه أنه كأنما يمشي على قفاه من شدة إعجابه بنفسه والعياذ بالله " متضلعٌ بالجهل ذو *** صلعٍ وذو جلح من العرفان " الطالب : ذو ضلع الشيخ : ها الطالب : ضلع الشيخ : ضلع كذا حتى ، ضبطها بالشرح؟ شو هو ضلع القارئ : " قوله: ضلع قال في القاموس: ضلع مال وجنح وجار. " الشيخ : إيش ؟ القارئ : " مال وجنح وجار " الشيخ : مالَ القارئ : نعم الشيخ : أي نعم على كل حال ذو ضلَع يعني كما قال في القاموس والعُهدة على الناقل نجعلها ضلع " وذو جلح من العرفان " يعني معناه أنه خال من العرفان ليس عنده علم .
مزجى البضاعة في العلوم وإنه*** زاج من الإيهام والهذيان ( معنى مزجى )
يشكو إلى الله الحقوق تظلما*** من جهله كشكاية الأبدان
الشيخ :" مزجى البضاعة في العلوم وإنه *** زاجٍ من الإيهام والهذيان مزجى البضاعة " يعني قليل البضاعة ومنه قوله تعالى : (( وجئنا ببضاعة مزجاة )) أي قليلة " وإنه *** زاجٍ من الإيهام والهذيان " يعني هو في العلوم قليل لكن الهذيان والإيهام والتشكيك هو مملوء منها " يشكو إلى الله الحقوق تظلماً *** من جهله كشكاية الأبدان يشكو إلى الله الحقوق تظلماً *** من جهلِه " يعني أنه دائماً يشكو الحقوق تظلماً لأنه جاهل وهذه حال كثير من الناس يقول أضاع الناس الحقوق أو أضاعوا حقوقي أو ما أشبه ذلك
( بيان أوصاف الصنف الأول )
من جاهل متطبب يفتي الورى*** ويحيل ذاك على قضا الرحمن
عجت فروج الخلق ثم دماؤهم*** وحقوقهم منه إلى الديان ما عنده علم سوى التكفير والتـ***ـبديع والتضليل والبهتان
فإذا تيقن أنه المغلوب عنـ***ـد تقابل الفرسان في الميدان
قال اشتكوه إلى القضاة فإن هم*** حكموا وإلا اشكوه للسلطان
قولوا له هذا يحل الملك بل*** هذا يزيل الملك مثل فلان
فاعقره من قبل اشتداد الأمر منـ***ـه بقوة الأتباع والأعوان
وإذا دعاكم للرسول وحكمه*** فادعوه كلكم لرأي فلان
وإذا اجتمعتم في المجالس فالغطوا*** والغوا إذا ما احتج بالقرآن
واستنصروا بمحاضر وشهادة*** قد أصلحت بالرفق والإتقان
لا تسألوا الشهداء كيف تحملوا*** وبأي وقت بل بأي مكان
وارفوا شهادتهم ومشوا حالها*** بل أصلحوها غاية الإمكان
وإذا هم شهدوا فزكوهم ولا*** تصغوا لقول الجارح الطعان
قولوا العدالة منهم قطعية*** لسنا نعارضها بقول فلان
ثبتت على الحكام بل حكموا بها*** فالطعن فيها ليس ذا إمكان
من جاء يقدح فيهم فليتخذ***ظهرا كمثل حجارة الصوان
وإذا هو استعداهم فجوابكم*** أتردها بعداوة الأديان
الشيخ :" من جاهل متطببٍ يفتي الورى *** ويحيل ذاك على قضا الرحمن " هذا من أوصافه أنه جاهل متطبب وهل هو طبيب علم أو طبيب بدن الظاهر أنه طبيب علم نعم " يفتى الورى *** ويحيل ذاك على قضا الرحمن " فيقول هذا حكم الله هذا شرع الله " عجَّت فروج الخلق ثم دماؤهم *** وحقوقهم منه إلى الديان عجت فروج الخلق " يعني أنه يحكم بالأنكحة والطلاق فيقول لهذا بانت زوجتك منك وإذا بانت منه حلت للثاني فيحلها لمن لا تحل له أو يفسخ نكاح من لا يستحق الفسخ أو ما أشبه ذلك والدماء معروف والحقوق " ما عنده " الطالب : انتهى الشيخ : ها انتهى الوقت خليها . الطالب : ... الشيخ : أي نعم وعندكم بالداب ولا بالدب الطالب : بالدأب الشيخ : ها الطالب : الدأب الشيخ : بالهمزة، نعم القارئ : " صال النصوص عليه فهو بدفعها *** متوكل بالدأب والديدان فكلامه في النص عند خلافه *** من باب دفع الصائل الطعان فالقصد دفع النص عن مدلوله *** كيلا يصول إذا التقى الزحفان " الشيخ : هذا الثاني، الثاني ليس مُتمعلما ولا متشيخا ولا عليه أردان واسعة ولا يدعي أنه العالم الفذ لكنه حاسد لا يريد أن يكون لابن القيم فضل إذا قلت هذا البحر قال هذا السراب ما عندك بحر ، هذي الشمس قال ما بعد طلعت الشمس إلى الآن هذا كلام الله ورسوله حينئذٍ يغضب