التعليق على كتاب زاد المعاد-06
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
زاد المعاد
الحجم ( 7.80 ميغابايت )
التنزيل ( 1088 )
الإستماع ( 102 )


5 - القراءة من قول المصنف: وكان العسكر إذا نزل انضم بعضه إلى بعضٍ حتى لو بسط عليهم كساءٌ لعمهم . وكان يرتب الصفوف ويعبئهم عند القتال بيده ويقول تقدم يا فلان تأخر يا فلان وكان يستحب للرجل منهم أن يقاتل تحت راية قومه . وكان إذا لقي العدو قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم وربما قال سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وكان يقول اللهم أنزل نصرك وكان يقول " اللهم أنت عضدي وأنت نصيري وبك أقاتل وكان إذا اشتد له بأسٌ وحمي الحرب وقصده العدو يعلم بنفسه ويقول أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أستمع حفظ

33 - القراءة من قول المصنف: وكان إذا ظفر بعدوه أمر مناديًا ، فجمع الغنائم كلها ، فبدأ بالأسلاب فأعطاها لأهلها ، ثم أخرج خمس الباقي ، فوضعه حيث أراه الله وأمره به من مصالح الإسلام ثم يرضخ من الباقي لمن لا سهم له من النساء والصبيان والعبيد ثم قسم الباقي بالسوية بين الجيش للفارس ثلاثة أسهمٍ سهمٌ له وسهمان لفرسه وللراجل سهمٌ هذا هو الصحيح الثابت عنه . وكان ينفل من صلب الغنيمة بحسب ما يراه من المصلحة وقيل بل كان النفل من الخمس ، وقيل وهو أضعف الأقوال بل كان من خمس الخمس . وجمع لسلمة بن الأكوع في بعض مغازيه بين سهم الراجل والفارس فأعطاه أربعة أسهم..عدا النفل . وكان إذا أغار في أرض العدو ، بعث سريةً بين يديه فما غنمت أخرج خمسه ونفلها ربع الباقي ، وقسم الباقي بينها وبين سائر الجيش وإذا رجع فعل ذلك ونفلها الثلث ومع ذلك فكان يكره النفل ويقول ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم أستمع حفظ

39 - القراءة من قول المصنف: و كان له صلى الله عليه وسلم سهمٌ من الغنيمة يدعى الصفي إن شاء عبدًا ، وإن شاء أمةً وإن شاء فرسًا يختاره قبل الخمس . قالت عائشة : وكانت صفية من الصفي رواه أبو داود . ولهذا جاء في كتابه إلى بني زهير بن أقيشٍ إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم الخمس من المغنم وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وسهم الصفي أنتم آمنون بأمان الله ورسوله وكان سيفه ذو الفقار من الصفي . وكان يسهم لمن غاب عن الوقعة لمصلحة المسلمين كما أسهم لعثمان سهمه من بدرٍ ، ولم يحضرها لمكان تمريضه لامرأته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسوله فضرب له سهمه وأجره أستمع حفظ

46 - القراءة من قول المصنف: وكانوا يستأجرون الأجراء للغزو على نوعين أحدهما : أن يخرج الرجل ويستأجر من يخدمه في سفره . والثاني : أن يستأجر من ماله من يخرج في ويسمون ذلك الجعائل وفيها قال النبي صلى الله عليه وسلم للغازي أجره وللجاعل أجره وأجر الغازي . وكانوا يتشاركون في الغنيمة على نوعين أيضًا . أحدهما : شركة الأبدان والثاني : أن يدفع الرجل بعيره إلى الرجل أو فرسه يغزو عليه على النصف مما يغنم حتى ربما اقتسما السهم فأصاب أحدهما قدحه والآخر نصله وريشه . وقال ابن مسعودٍ : اشتركت أنا وعمارٌ وسعدٌ فيما نصيب يوم بدرٍ ، فجاء سعدٌ بأسيرين ولم أجئ أنا وعمارٌ بشيءٍ أستمع حفظ

57 - القراءة من قول المصنف: فصلٌ وكان ينهى في مغازيه عن النهبة والمثلة وقال من انتهب نهبةً فليس منا وأمر بالقدور التي طبخت من النهبى فأكفئت وذكر أبو داود عن رجلٍ من الأنصار قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ فأصاب الناس حاجةٌ شديدةٌ وجهدٌ وأصابوا غنمًا ، فانتهبوها وإن قدورنا لتغلي إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي على قوسه فأكفأ قدورنا بقوسه ثم جعل يرمل اللحم بالتراب ثم قال " إن النهبة ليست بأحل من الميتة ، أو إن الميتة ليست بأحل من النهبة أستمع حفظ

71 - القراءة من قول المصنف: وقال أبو هريرة : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول وعظمه وعظم أمره فقال لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاةٌ لها ثغاءٌ على رقبته فرسٌ له حمحمةٌ يقول يا رسول الله أغثني ، فأقول لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك على رقبته صامتٌ فيقول يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك من الله شيئًا ، قد أبلغتك على رقبته رقاعٌ تخفق فيقول يا رسول الله أغثني ، فأقول لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك وقال لمن كان على ثقله وقد مات هو في النار فذهبوا ينظرون فوجدوا عباءةً قد غلها وقالوا في بعض غزواتهم فلانٌ شهيدٌ وفلانٌ شهيدٌ حتى مروا على رجلٍ فقالوا : وفلانٌ شهيدٌ فقال كلا إني رأيته في النار في بردةٍ غلها أو عباءةٍ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اذهب يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون. وتوفي رجلٌ يوم خيبر ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلوا على صاحبكم فتغيرت وجوه الناس لذلك فقال إن صاحبكم غل في سبيل الله شيئًا ففتشوا متاعه فوجدوا خرزًا من خرز يهود لا يساوي درهمين أستمع حفظ

85 - القراءة من قول المصنف: فصلٌ في هديه صلى الله عليه وسلم في الأسارى كان يمن على بعضهم ويقتل بعضهم ويفادي بعضهم بالمال وبعضهم بأسرى المسلمين وقد فعل ذلك كله بحسب المصلحة ففادى أسارى بدرٍ بمالٍ وقال لو كان المطعم بن عدي حيا ، ثم كلمني في هؤلاء النتنى ، لتركتهم له وهبط عليه في صلح الحديبية ثمانون متسلحون يريدون غرته فأسرهم ثم من عليهم . وأسر ثمامة بن أثالٍ سيد بني حنيفة ، فربطه بسارية المسجد ثم أطلقه فأسلم . واستشار الصحابة في أسارى بدرٍ ، فأشار عليه الصديق أن يأخذ منهم فديةً تكون لهم قوةً على عدوهم ويطلقهم لعل الله أن يهديهم إلى الإسلام وقال عمر : لا والله ما أرى الذي رأى أبو بكرٍ ولكن أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكرٍ ولم يهو ما قال عمر فلما كان من الغد أقبل عمر فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي هو وأبو بكرٍ فقال يا رسول الله من أي شيءٍ تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاءً بكيت وإن لم أجد بكاءً تباكيت لبكائكما ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة ، وأنزل الله { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } وقد تكلم الناس في أي الرأيين كان أصوب فرجحت طائفةٌ قول عمر لهذا الحديث ورجحت طائفةٌ قول أبي بكرٍ لاستقرار الأمر عليه وموافقته الكتاب الذي سبق من الله بإحلال ذلك لهم ولموافقته الرحمة التي غلبت الغضب ولتشبيه النبي صلى الله عليه وسلم له في ذلك بإبراهيم وعيسى ، وتشبيهه لعمر بنوحٍ وموسى أستمع حفظ

89 - القراءة من قول المصنف: ولحصول الخير العظيم الذي حصل بإسلام أكثر أولئك الأسرى ، ولخروج من خرج من أصلابهم من المسلمين ولحصول القوة التي حصلت للمسلمين بالفداء ولموافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكرٍ أولًا ، ولموافقة الله له آخرًا حيث استقر الأمر على رأيه ولكمال نظر الصديق فإنه رأى ما يستقر عليه حكم الله آخرًا ، وغلب جانب الرحمة على جانب العقوبة . قالوا : وأما بكاء النبي صلى الله عليه وسلم فإنما كان رحمةً لنزول العذاب لمن أراد بذلك عرض الدنيا ، ولم يرد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكرٍ وإن أراده بعض الصحابة فالفتنة كانت تعم ولا تصيب من أراد ذلك خاصةً كما هزم العسكر يوم حنينٍ بقول أحدهم ( لن نغلب اليوم من قلةٍ ) وبإعجاب كثرتهم لمن أعجبته منهم فهزم الجيش بذلك فتنةً ومحنةً ثم استقر الأمر على النصر والظفر والله أعلم . أستمع حفظ

94 - القراءة من قول المصنف: واستأذنه الأنصار أن يتركوا للعباس عمه فداءه فقال " لا تدعوا منه درهمًا واستوهب من سلمة بن الأكوع جاريةً نفله إياها أبو بكرٍ في بعض مغازيه فوهبها له فبعث بها إلى مكة ، ففدى بها ناسًا من المسلمين وفدى رجلين من المسلمين برجلٍ من عقيلٍ ورد سبي هوازن عليهم بعد القسمة ، واستطاب قلوب الغانمين فطيبوا له وعوض من لم يطيب من ذلك بكل إنسانٍ ست فرائض وقتل عقبة بن أبي معيطٍ من الأسرى ، وقتل النضر بن الحارث لشدة عداوتهما لله ورسوله أستمع حفظ

96 - القراءة من قول المصنف: وذكر الإمام أحمد عن ابن عباسٍ قال كان ناسٌ من الأسرى لم يكن لهم مالٌ ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة وهذا يدل على جواز الفداء بالعمل كما يجوز بالمال وكان هديه أن من أسلم قبل الأسر لم يسترق وكان يسترق سبي العرب ، كما يسترق غيرهم من أهل الكتاب وكان عند عائشة سبيةٌ منهم فقال أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل وفي الطبراني مرفوعًا : من كان عليه رقبةٌ من ولد إسماعيل ، فليعتق من بلعنبر أستمع حفظ