كتاب العلل-431
الشيخ عبد المحسن العباد
سنن الترمذي
الحجم ( 5.46 ميغابايت )
التنزيل ( 537 )
الإستماع ( 40 )


2 - القراءة : قال الترمذي رحمه الله تعالى : و الحديث إذا كان مرسلا فإنه لا يصح عند أكثر أهل الحديث ، قد ضعفه غير واحد منهم . حدثنا علي بن حجر ، قال : أخبرنا بقية بن الوليد ، عن عتبة بن أبي حكيم ، قال : سمع الزهري : إسحاق ابن عبد الله بن أبي فروة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال الزهري : قاتلك الله يا ابن أبي فروة ، تجيئنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة . حدثنا أبو بكر ، عن علي بن عبد الله ، قال : قال يحيى بن سعيد : مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بن أبي رباح بكثير . كان عطاء يأخذ عن كل ضرب . قال علي : قال يحيى : مرسلات سعيد بن جبير أحب إلي من مرسلات عطاء . قلت ليحيى : مرسلات مجاهد أحب إليك أم مرسلات طاوس ؟ قال : ما أقربهما . قال علي : وسمعت يحيى بن سعيد يقول : مرسلات أبي إسحاق عندي شبه لا شيئ . و الأعمش و التيمي و يحيى بن أبي كثير . ومرسلات ابن عيينة شبه الريح . ثم قال : إي والله ، سفيان بن سعيد . قلت ليحيى : فمرسلات مالك ؟ قال : هي أحب إلي . ثم قال يحيى : ليس في القوم أحد أصح حديثا من مالك . حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ، قال : سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : ما قال الحسن في حديثه : " قال رسول الله عليه وسلم " إلا وجدنا له أصلا إلا حديثا أو حديثين . و من ضعف المرسل فإنه ضعفه من قبل أن هؤلاء الأئمة قد حدثوا عن الثقات وغير الثقات ، فإذا روى أحدهم حديثا و أرسله لعله أخذه عن غير ثقة . قد تكلم الحسن البصري في معبد الجهني ، ثم روى عنه . حدثنا بشر بن معاذ البصري ، قال : حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار ، قال : حدثني أبي وعمي ، قالا : سمعنا الحسن يقول : إياكم ومعبد الجهني فإنه ضال مضل . ويروى عن الشعبي ، قال : حدثنا الحارث الأعور وكان كذابا ، وقد حدث عنه ، و أكثر الفرائض التي يرويها عن علي وغيره هي عنه ، وقد قال الشعبي : الحارث الأعور علمني الفرائض وكان من أفرض الناس . وسمعت محمد بن بشار يقول : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : ألا تعجبون من سفيان بن عيينة ، لقد تركت جابر الجعفي لقوله ، لما حكى من أكثر ألف حديث ، ثم هو يحدث عنه . قال محمد بن بشار : وترك عبد الرحمن بن مهدي حديث جابر الجعفي . وقد احتج بعض أهل العلم بالمرسل أيضا . حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر الكوفي ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن شعبة ، عن سليمان الأعمش ، قال : قلت لإبراهيم النخعي : أسند لي عن عبد الله بن مسعود . فقال إبراهيم : إذا حدثتكم ، عن رجل ، عن عبد الله فهو الذي سميت ، و إذا قلت : قال عبد الله فهو ، عن غير واحد عن عبد الله . أستمع حفظ

25 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : الكلام ههنا في حكم الحديث المرسل وقد ذكر الترمذي لأهل العلم فيه قولين : أحدهما : أنه لا يصح ، ومراده أنه لا يكون حجة . وحكاه عن أكثر أهل الحديث . وحكاه الحاكم عن جماعة أهل الحديث من فقهاء الحجاز ، وسمى منهم سعيد بن المسيب ، والزهري ، ومالك بن أنس ، والأوزاعي ، والشافعي ، وأحمد ، فمن بعدهم من فقهاء المدينة . وفي حكايته عن أكثر من سماه نظر ، ولا يصح عن أحد منهم الطعن في المراسيل عموماً ، ولكن في بعضها . وأسند الترمذي قول الزهري لإسحاق بن أبي فروة : (( قاتلك الله تجيئنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة )) . يريد لا أسانيد لها ، وهذا ذم لمن يرسل الحديث ولا يسنده . وروى سلمة بن العيار عمن سمع الزهري يقول : ما هذه الأحاديث التي يأتون بها ليس لها خطم ولا أزمة )) ، يعني الأسانيد . أستمع حفظ

48 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : وخرج البيهقي من طريق أبي قدامة السرخسي ، قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول : (( مرسل الزهري شر من مرسل غيره ، لأنه حافظ ، وكلما يقدر أن يسمي سمى ، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه)) . وقال يحيى بن معين : (( مراسيل الزهري ليست بشء )) . وقال الشافعي : (( إرسال الزهري عندنا ليس بش ، وذلك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم )) . وقد روي أيضاً تضعيف مراسيل الزهري عن يحيى بن سعيد ، وأن أحمد بن صالح المصري أنكر عليه ذلك ، لكن من وجه لا يثبت . أستمع حفظ

51 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : وما ذكره عن يحيى القطان أن مراسيل الحسن وجد لها أصلاً إلا حديثاً أو حديثين يدل على أن مراسيله جيده . وقال ابن عدي سمعت الحسن بن عثمان يقول : سمعت أبا زرعة الرازي يقول : (( كل شئ قال الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجدت له أصلاً ثابتاً ،ما خلا أربعة أحاديث)) . وخرج عبد الغني بن سعيد من طريق نصر بن مرزوق وسلمة ابن مكتل ، قالا : سمعنا الخصيب بن ناصح يقول : (( كان الحسن إذا حدثه رجل واحد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بحديث ذكره ، فإذا حدثه أربعة بحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ألقاهم ، وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم )) . أستمع حفظ

52 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : سلمة بن مكتل مصري ذكره ابن يونس . والخصيب بن ناصح مصري أيضاً متأخر ، لم يدرك الحسن ، إنما يروي عن خالد بن خداش ونحوه ، ويروي عنه [ أيضاً ] عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبد الحكم . وقال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي سمعت علي بن المديني يقول : (( مرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صحاح ، ما أقل ما يسقط منها )) . وقال ابن عبد البر : روى عباد بن منصور سمعت الحسن قال : (( ما حدثني به رجلان قلت : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم )) . أستمع حفظ

56 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : وضعف آخرون مراسيل الحسن . روى حماد عن ابن عون عن ابن سيرين قال : (( كان ههنا ثلاثة يصدقون كل من حدثهم : وذكر الحسن ، وأبا العالية ، ورجلاً آخر )) . وروى جرير عن رجل عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال : (( لا تحدثني عن الحسن ، ولا عن أبي العالية ، فإنهما لا يباليان عمن أخذا الحديث )) . وروى داود بن أبي هند عن الشعبي قال : (( لو لقيت هذا - يعني الحسن - لنهيته عن قوله : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، صحبت ابن عمر ستة أشهر ، فما سمعته قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا في حديث واحد )) . أستمع حفظ

59 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : قال الخطيب : (( أراد أنس بن سيرين )) . وفيه نظر . وقال الإمام أحمد ثنا أبو أسامة عن وهيب بن خالد عن خالد الخذاء قال سمعت محمد بن سيرين يقول : كان أربعة يصدقون من حدثهم : أبو العالية ، والحسن ، وحميد بن هلال ، ورجل آخر سماه )) . وقد كان ابن سيرين يقول : (( سلوا الحسن ممن سمع حديث العقيقة ، وسلوا الحسن ممن سمع حديث : (( عمار تقتله الفئة الباغية )) . وقال أحمد في رواية الفضل بن زياد : (( مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات ، ومرسلات إبراهيم لا بأس بها ، وليس في المرسلات أضعف من مراسيل الحسن وعطاء بن أبي رباح ، فإنهما يخذان عن كل )) . وقال أحمد في رواية الميموني وحنبل عنه : (( مرسلات سعيد ابن المسيب صحاح لا نرى أصح من مرسلاته . زاد الميموني : وأما الحسن وعطاء فليس هي بذاك . هي أضعف المراسيل كلها . فإنهما كانا يأخذان عن كل )) . وقال ابن سعد : (( قالوا : ما أرسل الحسن ولم يسند فليس بحجة )) . وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله : (( ابن جريج كان لا يبالي من أين يأخذ ، وبعض أحاديثه التي يرسلها يقول : (( أخبرت عن فلان )) موضوعة )) . وممن تكلم من السلف في المراسيل ابن سيرين ، وقد تقدم أستمع حفظ