2 - القراءة : قال الترمذي رحمه الله تعالى : وقد اختلف الأئمة من أهل العلم في تضعيف الرجال كما اختلفوا فيما سوى ذلك من العلم . ذكر عن شعبة أنه ضعف أبا الزبير المكي وعبد الملك بين سليمان وحكيم بن جبير وترك الرواية عنهم ، ثم حدث شعبة عمن هو دون هؤلاء في الحفظ و العدالة ، حدث عن جابر الجعفي و إبراهيم بن مسلم الهجري ومحمد بن عبيد الله العرزمي وغير واحد ممن يضعفون في الحديث . حدثنا محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان البصري ، قال : حدثنا أمية بن خالد ، قال : قلت لشعبة : تدع عبد الملك بن أبي سليمان وتحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي ؟ قال : نعم . وقد كان شعبة حدث عن عبد الملك بن أبي سليمان ثم تركه ، ويقال : إنما تركه لما تفرد بالحديث الذي روى عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى عليه وسلم قال : << الرجل أحق بشفعته ينتظر به و إن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا >> . وقد ثبت غير واحد من الأئمة وحدثوا عن أبي الزبير و عبد الملك بن أبي سليمان وحكيم بن جبير . حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا حجاج و ابن أبي ليلى ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : كنا إذا خرجنا من عند جابر بن عبد الله تذاكرنا حديثه ، وكان أبو الزبير أحفظنا للحديث . حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال أبو الزبير : كان عطاء يقدمني إلى جابر بن عبد الله أحفظ لهم الحديث . حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان ، قال : سمعت أيوب السختياني يقول : حدثني أبو الزبير ، و أبو الزبير ، أبو الزبير ، قال سفيان بيده يقبضها . إنما يعني به الإتقان و الحفظ . ويروى عن عبد الله بن المبارك ، قال : كان سفيان الثوري يقول : كان عبد الملك بن أبي سليمان ميزانا في العلم . حدثنا أبو بكر ، عن علي بن عبد الله ، قال : سالت يحيى بن سعيد ، عن حكيم بن جبير قال : تركه شعبة من أجل الحديث الذي روى في الصدقة ، يعني حديث عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : << من سأل الناس وله ما يغنيه كان اليوم القيامة خموشا في وجهه >> . قيل : يا رسول الله وما يغنيه ؟ قال : << خمسون درهما أو قيمتها من الذهب >> . قال علي : قال يحيى : وقد حدث عن حكيم بن جبير سفيان الثوري وزائدة . قال علي : ولم ير يحيى بحديثه بأسا . حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن سفيان الثوري ، عن حكيم بن جبير بحديث الصدقة . قال يحيى بن آدم : قال : عبد الله بن عثمان صاحب شعبة لسفيان الثوري : لو غير حطيم حدث بهذا . فقال له سفيان : وما لحكيم لا يحدث عنه شعبة ؟ قال : نعم . قال سفيان الثوري : سمعت زبيدا يحدث بهذا عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد . أستمع حفظ
4 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : وقد اختلف الأئمة من أهل العلم في تضعيف الرجال كما اختلفوا فيما سوى ذلك من العلم . أستمع حفظ
5 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : ذكر عن شعبة أنه ضعف أبا الزبير المكي وعبد الملك بين سليمان وحكيم بن جبير وترك الرواية عنهم ، ثم حدث شعبة عمن هو دون هؤلاء في الحفظ و العدالة ، حدث عن جابر الجعفي و إبراهيم بن مسلم الهجري ومحمد بن عبيد الله العرزمي وغير واحد ممن يضعفون في الحديث . أستمع حفظ
6 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : حدثنا محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان البصري ، قال : حدثنا أمية بن خالد ، قال : قلت لشعبة : تدع عبد الملك بن أبي سليمان وتحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي ؟ قال : نعم . أستمع حفظ
7 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : وقد كان شعبة حدث عن عبد الملك بن أبي سليمان ثم تركه ، ويقال : إنما تركه لما تفرد بالحديث الذي روى عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى عليه وسلم قال : << الرجل أحق بشفعته ينتظر به و إن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا >> . أستمع حفظ
8 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : وقد ثبت غير واحد من الأئمة وحدثوا عن أبي الزبير و عبد الملك بن أبي سليمان وحكيم بن جبير . أستمع حفظ
9 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا حجاج و ابن أبي ليلى ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : كنا إذا خرجنا من عند جابر بن عبد الله تذاكرنا حديثه ، وكان أبو الزبير أحفظنا للحديث . أستمع حفظ
10 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال أبو الزبير : كان عطاء يقدمني إلى جابر بن عبد الله أحفظ لهم الحديث . أستمع حفظ
11 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان ، قال : سمعت أيوب السختياني يقول : حدثني أبو الزبير ، و أبو الزبير ، أبو الزبير ، قال سفيان بيده يقبضها . إنما يعني به الإتقان و الحفظ . أستمع حفظ
12 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : ويروى عن عبد الله بن المبارك ، قال : كان سفيان الثوري يقول : كان عبد الملك بن أبي سليمان ميزانا في العلم . أستمع حفظ
13 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : حدثنا أبو بكر ، عن علي بن عبد الله ، قال : سالت يحيى بن سعيد ، عن حكيم بن جبير قال : تركه شعبة من أجل الحديث الذي روى في الصدقة ، يعني حديث عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : << من سأل الناس وله ما يغنيه كان اليوم القيامة خموشا في وجهه >> . قيل : يا رسول الله وما يغنيه ؟ قال : << خمسون درهما أو قيمتها من الذهب >> . أستمع حفظ
14 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : قال علي : قال يحيى : وقد حدث عن حكيم بن جبير سفيان الثوري وزائدة . قال علي : ولم ير يحيى بحديثه بأسا . أستمع حفظ
15 - قال الترمذي رحمه الله تعالى : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن سفيان الثوري ، عن حكيم بن جبير بحديث الصدقة . قال يحيى بن آدم : قال : عبد الله بن عثمان صاحب شعبة لسفيان الثوري : لو غير حطيم حدث بهذا . فقال له سفيان : وما لحكيم لا يحدث عنه شعبة ؟ قال : نعم . قال سفيان الثوري : سمعت زبيدا يحدث بهذا عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد . أستمع حفظ
17 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : قد تقدم أن رواة الحديث أربعة أقسام من هو متهم بالكذب . ومن هو صادق لكن يغلب على حديثه الغلط والوهم لسوء حفظه . وهذا القسمان متروكان . ومن هو صادق ويغلط أحياناً . وهذا القسم هو المحتج بحديثه . ومن هو صادق ويخطئ كثير ويهم ، لكن لا يغلب الخطأ عليه ، وهؤلاء مختلف في الرواية عنهم والاحتجاج بهم . وسبق الكلام على ذلك كله مستوفي . أستمع حفظ
18 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : وبقي الكلام في أن بعض الرواة يختلف الحفاظ فيه من أي هذه الأقسام هو ؟ فمنهم من يختلف فيه هل هو متهم بالكذب أم لا . ومنهم من يختلف فيه هل هو ممن غلب على حديثه الغلط أم لا . ومنهم من يختلف فيه هل هو ممن كثر غلطه وفحش ، أم ممن قل خطؤه وندر . وقد ذكر الترمذي هنا بعض من اختلف في ترك حديثه وفي الرواية عنه . ونحن نذكر أمثلة هذه الأقسام الثلاثة التي ذكرناها إن شاء الله تعالى : فمثال القسم الأول : وهو من اختلف فيه هل هو متهم بالكذب أم لا : عكرمة مولى ابن عباس : اتهمه بالكذب جماعة ، منهم : سعيد بن المسيب ، والقاسم بن محمد ، وعطاء ، وعلي بن عبد الله ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وغيرهم . وأنكر ذلك جماعة آخرون ، قال أيوب : (( لم يكن بكذاب ولم أكن اتهمه )) . ووثقه ابن أبي ذئب . وقال بكر المزني : (( أشهد أنه صدوق )) . ووثقه أيضاً من الحفاظ يحيى بن معين وغيره ، وخرج له البخاري في صحيحه . وقال ابن عدي : (( إذا روى عنه الثقات فهو مستقيم الحديث ، ولم يمتنع الأئمة من الرواية عنه )) . وقال أحمد في رواية عنه : (( عمرو بن أبي عمرو كل شئ يرويه عن عكرمة مضطرب وكذا كل من يروي عن عكرمة سماك وغيره )) . قيل له : (( فترى هذا من عكرمة أو منهم ؟ قال : (( ما أحسبه إلا من قبل عكرمة )) . وقال أحمد بن القاسم : (( رأيت أحمد ضعف رواية عكرمة ولم ير روايته حجة )) . قال أبو بكر الخلال : (( هذا في حديث خاص . قال : وعكرمة عند أبي عبد الله ثقة يحتج بحديثه )). كذا قال ؛ والظاهر هو خلافه ، وقد يكون عن أحمد فيه روايتان ، فإن المروزي نقل عن أحمد أنه قال : (( عكرمة يحتج به )) . وذكر يحيى بن معين عن محمد بن فضيل ثنا عثمان بن حكيم قال : جاء عكرمة إلى أبي أمامة بن سهل وأنا جالس عنده ، قال : (( يا أبا أمامة ، أسمعت ابن عباس يقول : ما حدثكم عكرمة عني بشئ فصدقوه فإنه لن يكذب علي ؟ قال نعم )) . وقال ابن معين : (( إذا سمعت من يقع في هكرة فاتهمه على الإسلام )) . وقال أبو حاتم الرازي : (( يحتج بحديثه إذا روى عنه الثقات قال : والذي أنكر عليه مالك وحيى بن سعيد فلسبب رأيه )) . يعني أنه نسب إلى رأي الخوارج . وأما تكذيب ابن عمر له [ قد ] روي من وجوه لا تصح ، وقد أنكره مالك ، قال إسحاق بن عيسى قلت لمالك : (( أبلغك أن ابن عمر قال لنافع لا تكذب علي كما يكذب عكرمة على ابن عباس ؟ )) قال : (( لا . ولكن بلغني أن ابن المسيب قال ذلك لبرد مولاه )) . وذكر أحمد أن ابن سيرين كان يروي عنه ولا يسميه ، وكذلك مالك . وأشا رأحمد إل أنهما طعنا في مذهبه ورأيه ، لكن روي هن ابن سيرين أنه كذبه من رواية الصلت بن دينار عنه ، والصلت لا تقبل رواياته ، وابن سيرين لا يروي عن كذاب أبداً . أستمع حفظ
19 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : وممن اختلف في اتهامه بالكذب أيضاً محمد بن إسحاق : وقد سبق ذكره . ومنهم : جابر الجعفي : وقد سبق ذكره مستوفي في أبواب الأذان . أستمع حفظ
20 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : ومنهم : كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف . فإن الترمذي يصحح حديثه ، وقد مضى أمره غير واحد ، وتركه الأكثرون ، وضرب أحمد على حديثه ولم يخرجه في المسند . ومنهم : إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى : والأكثرون على اتهامه بالكذب . أستمع حفظ
21 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : ومثال القسم الثاني : وهو من اختلف فيه هل هو ممن غلب على حديثه الوهم والغلط أم لا : عبد الله بن محمد بن عقيل : وقد ذكر الترمذي في أول كتابه عن البخاري أن أحمد وإٍحاق والحميدي كانوا يحتجون بحديثه . وقد صحح الترمذي حديثه . وقال ابن معين وغيره : (( لا يحتج به )) . وقال الجوزجاني : (( عامة ما يروى عنه غريب )) ، وتوقف عنه . وكذلك : عاصم بن عبيد الله العمري : فإن الترمذي يصحح حديثه في غير موضع ، والأكثرون ذكروا أنه كان مغفلاً يغلب عليه الوهم والغلط . قال شعبة : (( كان عاصم لو قلت له من بنى مسجد البصرة ؟ لقال : حدثني فلان عن فلان أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بناه )) . وقال شعبة : أيضاً : (( كان عاصم لو قلت له رأيت رجلاً راكباً حماراً لقال : حدثني أبي )) . أستمع حفظ
22 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : ومثال القسم الثالث وهو من اختلف فيه هل هو ممن كثر خطؤه وفحش أم ممن قل خطؤه : حكيم بن جبير الأسدي الكوفي : فإنه قليل الحديث ، وله أحاديث منكرة . قال محمد بن عبد الرحمن العنبري عن عبد الرحمن بن مهدي وسئل عن حكيم بن جبير فقال : (( إنما روى أحاديث يسيرة ، وفيها أحاديث منكرات )) . وقال ابن المديني . سألت يحيى بن سعيد عنه فقال : (( كم روى ؟ إنما روى شيئاً يسيراً . وقال يحيى : وقد روى عنه زائدة . قلت ليحيى : من تركه ؟ قال : شعبة . قلت : من أجل حديث الصدقة ؟ قال : نعم . ثم قال يحيى : نحن نحدث عمن دون هؤلاء )) . وقد خرج الترمذي حديث الصدقة في كتاب الزكاة وحسنه . وسبق الكلام عليه هناك مستوفي . وقد احتج به أحمد في رواية عنه ، وعضده بأن سفيان رواه عن زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ، وقد أنكر ابن معين وغيره حديث زبيد هذا ، وقال ابن حبان في حكيم بن جبير : (( كان غالياً في التشيع ، كثير الوهن فيما يروي ، كان أحمد لا يرضاه )) . وخرج له ابن حبان حديث الصدقة ، وقال : (( ليس له طريق يعرف ، ولا رواية إلا من حديث حكيم بن جبير ، وحكيم هذا روى عنه الثوري والأعمش وزائدة وغيرهم ، وتركه شعبة ويحيى وابن مهدي . وقيل : إن يحيى كان يحدث عنه )) . وقال الجوزجاني : (( هو كذاب )) . وقد تقدم أن الترمذي حسن حديثه . وقال أحمد في رواية عنه في حديث الصدقة : (( هو حسن )) واحتج به . وقال مرة [ في حكيم ] : (( هو ضعيف الحديث مضطرب )) . وقال ابن معين : (( ليس بشئ )) . وقال أبو زرعة : (( في رأيه شئ ، ومحله الصدق إن شاء الله تعالى )) . وقال أبو حاتم (( ضعيف الحدي منكر الحديث ، له رأي غير محمود ، قال : وهو قريب من يونس من خباب ونوير بن أبي فاخته )) . وقال النسائي : (( ليس بالقوي )) . وقال الدار قطني : (( متروك )) . أستمع حفظ
23 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : وممن اختلف في أمره ، هل هو ممن فحش خطؤه أم لا ؟ عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي : واسم أبي سليمان ميسرة . قال أمية بن خالد : (( قلت لشعبة : مالك لا تحدث عن عبد الملك ابن أبي سليمان ؟ قال : تركت حديثه . قلت : تحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي وتدعى عبد الملك بن أبي سليمان وكان حسن الحديث ! ؟ قال : من حسنها فررت ! )) . خرجه ابن أبي حاتم والعقيلي وابن عدي وغيرهم . [ و ] قال وكيع عن شعبة : (( لو روى عبد الملك بن أبي سليمان حديثاً آخر مثل حديث الشفعة لطرحت حديثه ! )) . وقد خرج الترمذي حديث الشفعة في كتاب الأحكام والأقضية وسبق الكلام عليه هناك مستوفى . وقد ذكر الإمام أحمد أن له منكرات ، وأنه يوصل أحاديث يرسلها غيره ، وقد ذكرنا ذلك في كتاب النكاح : في باب تنكح المرأة على ثلاث . وقال أبو بكر بن خلاد : سمعت يحيى هو ابن سعيد يقول : (( كأن صفة حديث عبد الملك بن أبي سليمان فيها شئ منقطع يوصله ، وموصل يقطعه )) . وقال أحمد : (( كان من الحفاظ ، وكان سفيان الثوري يسميه الميزان )) . وذكر ابن أبي حاتم بإسناده عن نوفل بن مطهر عن ابن المبارك عن سفيان قال : (( حفاظ الناس ثلاثة : إسماعيل بن أبي خالد ، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري )) . ووثقه يحيى بن معين ، وسئل : أهو أحب إليك أم ابن جريج ؟ قال : كلاهما ثبتان )) . وقال أحمد : (( هو يخالف ابن جريج في أحاديث ، وابن جريج عندنا أثبت منه )) . وخرج له مسلم ، وإنما ترك شعبة حديثه لرواية حديث الشفعة ، لأن شعبه من مذهبه أن من روى حديثاً غلطاً مجتمعاً عليه ولم يتهم نفسه فيتركه ، ترك حديثه ، وقد ذكرنا ذلك عنه فيما تقدم . وروى نعيم بن حماد عن ابن مهدي عن شعبة أنه سئل عمن يستوجب الترك ؟ قال : (( إذا أكثر عن المعروفين ما لا يعرف ، أو تمادى في غلط مجمع عليه فلم يشكك نفسه فيه ، أو كذاب . وسائر الناس فارو عنه )) . وخرج أبو بكر الخطيب بإسناده عن يحيى بن معين أنه سئل عن رجل حدث بأحاديث منكرة ، فردها عليه أصحاب الحديث ، إن هو رجع عنها وقال : ظننتها ، فأما إذا أنكرتموها ورددتموها علي فقد رجعت عنها ؟ . فقال : لا يكون صدوقاً أبداً ، إنما ذاك الرجل يشتبه له الحديث الشاذ والشئ فيرجع عنه . فأما الأحاديث المنكرة التي لا تشتبه لأحد فلا )) . فقيل ليحيى : فما يبرئه قال : (( يخرج كتاباً عتيقاً فيه هذه الأحاديث ، فإذا أخرجها في كتاب عتيق فهو صدوق [ و ] قد شبه له فيهه ، وأخطأ كما يخطئ الناس ، ويرجع عنها ، وإن لم يخرجه فهو كذاب أبداً )) . وقد ذكر فيما تقدم عن ابن المبارك : أن الحديث لا يكتب عن غلاط لا يرجع . وعن أحمد : أن الحديث لا يكتب عن رجل يغلط فيرد عليه فلا يقبل . أستمع حفظ
24 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : وأما محمد بن عبيد الله العرزمي : الذي روى عنه شعبة وروى عنه سفيان أيضاً : فهو ابن أخي عبد الملك بن أبي سليمان المذكور قبله ، وكان شريك ينسبه إلى جده تدليساً فيقول : (( نا محمد بن أبي سليمان )) وقد تركه ابن المبارك . وكان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه . قال يحيى : (( سألته ؟ فجعل لا يحفظ ، فأتيته بكتاب فجعل لا يحسن يقرأ ! )) . قال وكيع : (( هو رجل صالح ، ذهبت كتبه فكان يحدث حفظاً ، فمن ذاك أتي )) . وقال ابن نمير : (( هو رجل صدوق . ولكن ذهبت كتبه ، وكان ردئ الحفظ ، فمن ثم أنكرت أحاديثه )) . وضعفه ابن معين ، وقال : (( ليس بشئ ، ولا يكتب حديثه )) . وقال الفلاس والنسائي : (( متروك الحديث )) . قال ابن عدي : (( عامة رواياته غير محفوظة )) . وقال ابن حبان : (( كان صدوقاً إلا أن كتبه ذهبت ، وكان ردئ الحفظ ، فجعل يحدث من حفظه ويهم ، فكثر المناكير في رواياته )) . أستمع حفظ
25 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : وأما الزبير : محمد بن مسلم بن تدرس المكي : فإن شعبة ترك حديثه ، وأعتل بأنه رآه لا يحسن يصلي ، وبأنه رآه يزن ويسترجح في الوزن ، وبأن رجلاً أغضبه فافترى عليه وهو حاضر . قال شعبة : (( وفي صدري لأبي الزبير عن جابر أربعمائة حديث ، والله لا حدثت عنه حديثاً أبداً )) ، ولم يذكر عليه كذباً ولا سوء حفظ . وقد اختلف العلماء فيه : قال المروذي سألت أبا عبد الله - يعني أحمد - عن أبي الزبير ؟ فقال : : (( قد روى عنه قوم واحتملوه ، روى عنه أيوب ، وغير واحد ، إلا أن شعبة لم يحدث عنه . قلت : هو لين الحديث ؟ فكأنه لينه ، قلت : هو أحب إليك ، أو أبو نضرة ؟ قال : (( أبو نضرة أحب إلى )) . انتهى . وتكلم فيه أيوب أيضاً : (( قال ابن المديني ثنا سفيان ثنا أيوب ثنا أبو الزبير وهو أبو الزبير فغمزه )) . أستمع حفظ
26 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : كذا خرجه العقيلي من طريق البخاري عن علي . وهذا خلاف ما فسره به الترمذي أنه عنى حفظه وإتقانه . وخرج ابن عدي هذا الأثر من طريق الترمذي عن ابن أبي عمر عن سفيان وعنده قال سفيان : (( هذه نقيصة )) وهذا خلاف ما وجدنا في نسخ كتاب الترمذي . وقال عبد الله بن أحمد قال أبي : (( كان أيوب يقول : ثنا أبو الزبير وأبو الزبير أبو الزبير ، قلت لأبي : (( كأنه يضعفه ؟ قال : نعم )) . أستمع حفظ
27 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : وخرج العقيلي أيضاً من طريق أبي عوانة قال : (( كنا عند عمرو بن دينار جلوساً ومعنا أيوب ، فحدثنا أبو الزبير بحديث ، فقلت لأيوب : تدري ما هذا ؟ فقال : هو لا يدري ما حدث ، أدري هذا ؟! )) . وهذا يدل على أن أيوب كان يغمزه لا أنه كان يقويه . وخرج العقيلي من طريق أبي داود أنا رجل من أهل مكة قال قال ابن جريج : (( ما كنت أرى أن أعيش حتى أرى حديث أبي الزبير يروى )) . أستمع حفظ
28 - القراءة من شرح ابن رجب مع تعليق الشيخ : ومن طريق نعيم بن حماد قال : سمعت سفيان يقول : (( حدثني أبو الزبير وهو أبو الزبير ، كأنه يضعفه . وروى عبد الجبار بن العلاء نا ابن عيينة : (( حدثني عمرو ابن دينار ، وأبو الزبير . وعمرو بن دينار أوثق عندنا من أبي الزبير )) . [ و ] قال ابن خراش : وثنا زيد بن أخزم نا أبو عاصم سمعت ابن جريج يقول : (( إن أبا الزبير اتخذ جابراً مطية )) . وقد وثقه ابن معين . وقال أحمد في رواية ابن هانئ : (( هو حجة احتج به )) . وقال يعلى بن عطاء المكي : (( نا أبو الزبير المكي وكان أكمل الناس عقلاً وأحفظه )) . وقال ابن عدي : (( كفى بأبي الزبير صدقاً أن يحدث عنه مالك ، فإن مالكاً لا يحدث إلا عن ثقة ، ولا أعلم أحداً من الثقات تخلف عنه إلا وقد كتب عنه ، وهو في نفسه ثقة صدوق ولا بأس به )) انتهى . خرج حديثه مسلم ، وخرج له البخاري مقروناً . أستمع حفظ
30 - هل هذه المقولة صحيحة " قول الجارح إذا كان عارفا بأسباب الجرح مقدم على قول المعدل وذلك لأمور ، لأن الجرح مبني على العلم والواقع ، والتعديل مبني على حسن الظن والظاهر " ؟ أستمع حفظ
34 - ما الفرق بين قول ابن رجب " ممن غلب على حديثه الغلط أم لا " و بين " هل هو ممن كثر غلطه وفحش أم لا " ؟ أستمع حفظ
35 - لو أشار فضيلتكم إلى بعض طبقات الأئمة في الجرح والتعديل من حيث التشدد و الإعتدال والتساهل ؟ أستمع حفظ